سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِالمُطَّلِبِ 24-7-1438
عبدالعزيز محمد الخرمي
1438/07/23 - 2017/04/20 23:00PM
سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِالمُطَّلِبِ
24 /7/ 1438ه
الخُطْبَةُ الأُوْلَى
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِين، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ , مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَلَيُّ الصَّالِحِيْنَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، بَلَّغَ الرِّسَالَة،َ وَأَدَّى الأَمَانَةَ، وَنَصَحَ الأُمَّةَ، وَجَاهَدَ فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ، وَتَرَكَنَا عَلَى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيْمِ، لَيْلِهِ كَنَهَارِهِ، لَا يَزِيْغُ عَنْهُ إِلَّا هَالِكٌ، فَصَلَاةُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ إِلَى يَوْمِ الدِّين .
أَمَّا بَعْدُ فَأُوصِيكُم وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ، فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ.
عِبَادَ اللهِ، تَعَلَّمُوا سِيرَةَ أَصْحَابِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقْتَدُوا بِهِمْ , فَهُمُ القُدْوَةُ الَّتِي تُحْتَذَى، وَهُمُ الَّذِيْنَ يُنِيْرُونَ لَنَا الدَّرْبَ فِي ظَلَامِ الجَاهِلِيَّةِ، وَهُمْ الَّذِيْنَ إِذَا اقْتَدَيْنَا بِهِمْ فَنَصِلُ إِلَى الفَوْزِ بِجَنَّاتِ النَّعِيْمِ .
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : مَعَنَا هَذَا الْيَوْمَ سِيرَةُ بَطَلٍ مِنْ أَبْطَالِ الإِسْلَامِ، وَأَسَدٍ مِنْ أُسْدِ اللهِ تَعَالَى، كَانَ قَوِيًّا فِي إِسْلَامِهِ، بَطَلًا فِي جِهَادِهِ، عَظِيْمًا فِي اسْتِشْهَادِهِ، لَقَّبَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَسَدُ اللهِ، وَسَمَّاهُ: سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ، رَضَعَ هُوَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ثَدْيٍ وَاحِدٍ مِنْ ثُوِيْبَةَ مَولَاةُ أَبِي لَهَبٍ؛ فَكَانَ أَخَاهُ مِنَ الرِّضَاعَةِ ..
إِنَّهُ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ بْنِ قُصِيٍّ، يُكَنَّى بِأَبِي عَمَارَةَ وَقِيْلَ أَبُو يَعْلَى عَمُّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وُلِدَ فِي مَكَّةَ قَبْلَ عَامِ الفِيْلِ بِسَنَتَيْنِ، فَهُوَ يَكْبُرُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَنَتَيْنِ .
أَسْلَمَ في السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ البِعْثَةِ! ولإسْلامِهِ قِصَّةٌ تَدُلُّ عَلَى شَهَامَتِهِ وَشَجَاعَتِهِ وَحَمِيَّتِهِ! فَقَدْ اعْتَرَضَ أَبُو جَهْلٍ الرَّسُولَ الكَرِيمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِندَ جَبَلِ الصَّفَا، فَآذَاهُ وَشَتَمَهُ وَنَالَ مِنْهُ مَا يَكْرَهُ! والرَّسُولُ لا يُكَلِّمُهُ ولا يَرُدُّ عَليهِ، وَمَولاةٌ لِعَبْدِ اللهِ بنِ جُدْعَانَ فِي مَسْكَنٍ لَهَا فَوْقَ الصَّفَا تَسْمَعُ ذَلِكَ، ثُمَّ انْصَرَفَ أبُو جَهْلٍ لِنَادِي قُرَيشٍ فَجَلَسَ مَعَهُمْ. وَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ أَقْبَلَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مُتَوَشِّحَاً قَوْسَهُ، رَاجِعَاً مِنْ قَنْصِهِ، وَكَانَ صَاحِبَ قَنْصٍ، وَكَانَ إِذَا رَجَعَ مِنْ قَنْصِهِ بَدَأَ بِالطَّوَافِ بِالكَعْبَةِ، وَقَرِيْبًا مِنَ الكَعْبَةِ، لَقِيَتْهُ مَوْلَاةُ ابْنُ جُدْعَانَ فَقَالَتْ لَهُ: يَا أَبَا عَمَارَةَ، لَوْ رَأَيتَ مَا لَقِيَ ابنُ أَخِيكَ مِنْ أَبِي الحَكَم آنِفَاً؟ قَالَ وَما ذاكَ؟ قَالتْ: وَجَدَهُ هَاهُنَا فَآذَاهُ وَشَتَمَهَ وَبَلَغَ مِنْهُ مَا يَكْرَهُ، وَمُحَمَّدٌ لا يُكَلِّمُهُ. فَغَضِبَ حَمْزَةُ، وَخَرَجَ سَرِيعَاً فَلَمَّا دَخَلَ المَسْجِدَ الحَرَامَ وَجَدَ أبَا جَهْلٍ جَالِسَاً وَالقَومُ حَولَهُ، فَأَقْبَلَ نَحْوَهُ، وَوقَفَ عَلى رَأْسِهِ فَضَرَبَهُ بِقَوْسِهِ فَشَجَّهُ وَسَالَ الدَّمُ على وَجْهِهِ! ثُمَّ قَالَ: أَتَشْتُمَهُ وَأَنَا عَلى دِينِهِ أَقُولُ مَا يَقُولُ؟ فَرُدَّ عَلَيَّ إنْ اسْتَطَعْتَ . فَقَامَتْ رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ إِلَى حَمْزَةَ لِيَنْصُرُوا أَبَا جَهْلٍ فَقَالُوا: مَا نَرَاكَ يَا حَمْزَةُ إِلَّا قَدْ صَبَأْتَ ( أَيْ أَسْلَمْتَ ) قَالَ حَمْزَةُ: أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: دَعُوا أَبَا عَمَارَةَ فَإِنِّي وَاللهِ لَقَدْ سَبَبْتُ ابْنَ أَخِيْهِ سَبًّا قَبِيْحًا .
وَتَمَّ حَمْزَةُ عَلَى إِسْلَامِهِ، فَلَمَّا أَسْلَمَ عَرَفَتْ قُرَيْشٌ أَنَّ الرَّسُولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَدَ عَزَّ وَامْتَنَعَ، وَأَنَّ حَمْزَةَ سَيَمْنَعُهُ، فَكَفُّوا عَنْ بَعْضِ مَا كَانُوا يَنَالُونَ مِنْهُ .
ثُمَّ رَجَعَ حَمْزَةُ إلى بَيتِهِ، فَأَتَاهُ الشَّيطَانُ فَقَالَ: أَنتَ سَيِّدُ قُرَيشٍ، كَيفَ تَرَكْتَ دِينَ آبَائِكَ، لَلمَوتُ خَيرٌ لَكَ مِمَّا صَنَعْتَ! يَقُولُ: ثُمَّ أَتَيْتُ الكَعْبَةَ وَتَضَرَّعْتُ إلى اللهِ أَنْ يَشْرَحَ صَدْرِي، فَاستَجَابَ اللهُ لِي، وَمَلأَ قَلْبِي يَقِينَاً، وَغَدَوتُ إلى النَّبِيِّ فَأَخْبَرْتُهُ فَدَعَا اللهَ أَنْ يُثبِّتَ قَلْبِي عَلى دِينِهِ، وَذَكَّرَهُ وَوَعَظَهُ وَبَشَّرَهَ، فَأَلْقَى اللهُ تَعَالَى فِيْ نَفْسِهِ الإِيْمَانَ بِمَا قَالَ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ الصَّادِقُ، فَأَظْهِرْ يَا ابنَ أَخِي دِينَكَ، يَقُولُ: فَبِتُّ بِخَيْرِ لَيلَةٍ مِنْ وَسْوَسَةِ الشَّيطَانِ وَتَزْيِينِهِ! ثُمَّ أنْشَدَ:
حَمِدْتُ اللَّهَ حِينَ هَدَى فُؤَادِي إِلَى الْإِسْلَامِ وَالدِّينِ الْحَنِيفِ
بِــــدِينٍ جَـــاءَ مِــنْ رَبٍّ عَــزِيـــزٍ خَبِيــرٍ بِالْعِبَــادِ بِهِمْ لَطِيــفِ
إِذَا تُلِيَـــــتْ رَسَـــائِـــلُــهُ عَلَيْنَــــــا تَحَدَّرَ دَمْعُ ذِي اللُّبِّ الْحَصِيفِ
وَبَعْدَ إِسْلَامِ حَمْزَةَ قَوِيَتْ شَوْكَةُ المُسْلِمِيْنَ، وَأَخَذَ حَمْزةُ يُعْلِنُ دِينَهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَيَتَحَدَّى أَبْطَالَ قُرَيْشٍ, حتَّى تَحَدَّى عُمَرَ بنِ الخِطَّابِ وَلَمْ يَكُنْ قَدْ أسْلَمَ! وَقَدْ كَانِ يُسَامِيهِ مَكَانَةً وَشَجَاعَةً! حتى إنَّ ابنَ الخَطَّابِ لَمَّا أرادَ أنْ يُسْلِمَ قَالَ لِخَبَّابِ بنِ الأَرَتِّ دُلَّنِي عَلى مُحَمَّدٍ, فَقَالَ لَهُ: فِي بَيتٍ عِنْدَ الصَّفَا، مَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ, فَأَخَذَ عُمَرُ سَيْفَهُ فَتَوَشَّحَهُ، فَضَرَبَ عَلَيهمُ البَابَ، فَقَامَ رَجُلٌ فَنَظَرَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذا ابنُ الخَطَّابِ مُتَوَشِّحَاً سَيْفَهُ! فَقَالَ حَمْزَةُ: فَأْذَنْ لَهُ، فِإنْ كَانَ يُرِيدُ خَيرَاً بَذَلْنَاهُ لَهُ، وإنْ كَانَ يُرِيدُ شَرَّاً قَتَلْنَاهُ بِسَيفِهِ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ائْذَنْ لَهُ " ، فَأَذِنَ لَهُ الرَّجُلُ وَنَهَضَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى لَقِيَهُ فِي الْحُجْرَةِ ، فَأَخَذَ بِحُجْزَتِهِ أَوْ بِجُمْعِ رِدَائِهِ ، ثُمَّ جَبَذَهُ جَبْذَةً شَدِيدَةً ، وَقَالَ : " مَا جَاءَ بِكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ؟ وَاللَّهِ مَا أَرَى أَنْ تَنْتَهِيَ حَتَّى يُنْزِلَ اللَّهُ بِكَ قَارِعَةً " ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، جِئْتُكَ أُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، قَالَ : فَكَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَكْبِيرَةً عَرَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ عُمَرَ قَدْ أَسْلَمَ ، فَتَفَرَّقَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَانِهِمْ ذَلِكَ وَقَدْ عَزُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ حِينَ أَسْلَمَ عُمَرُ مَعَ إِسْلامِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَعَرَفُوا أَنَّهُمَا سَيَمْنَعَانِ رَسُولَ اللَّهِ ، وَيَنْتَصِفُونَ بِهِمَا مِنْ عَدُوِّهِمْ . وَحِينَها صَارَ الصَّحَابَةُ يَمْشُونَ وَيُعْلِنُونَ إسلامَهُمْ بِلا مُوارَبَةٍ وَلا وَجَلٍ وَلَا خَوْفٍ. حِينَها قَالَتْ قُرَيشٌ ( لَقَدْ فَشَا أَمْرُ مُحَمَّدٍ فِي قَبَائِلِ قُرَيشٍ كُلِّهَا، وَاللهِ مَا نَأْمَنُ أَنْ يَبْتَزُّونَا أَمْرَنَا ).
اللهُ أَكْبَرُ - عِبَادَ اللهِ - إنَّهَا العِزَّةُ الَّتِي نَنْشُدُها في شَبَابِنَا, والقُوَّةُ التي نَأْمَلُ أنْ يَتَرَبَّوا عَلَيهَا, إنَّها الدِّفَاعُ عَنْ دِينِ اللهِ تَعالى, وَعنْ حُرُمَاتِ المُسلِمينَ, والذَّودُ عَنْ بِلادِهِمْ ومُقَدَّساتِهِمْ, تَحْتَ رَايَةِ عُلَمَائِهِم, وَلِوَاءِ وُلاتِهِمْ. وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا .
عِبَادَ اللهِ: وَلَمَّا ازْدَادَ أَذَى قُرَيشٌ عَلَى المُسْلِمِيْنَ وَلَمْ يَسْلَمْ مِنْ أَذَاهُمُ الأَقْوِيَاءُ وَلَا الضُّعَفَاءُ، أَذِنَ لَهُمُ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالهِجْرَةِ إلى المَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ, فَهَاجَرُوا إِلَيْهَا أَرْسَالًا وَوِحْدَانًا، وَهَاجَرَ حَمْزَةُ مَعَ مَنْ هَاجَرَ مِنَ المُسْلِمِيْنَ إِلَيْهَا قُبِيْلَ هِجْرَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَقْتٍ قَصِيْرٍ, تَارِكاً مَالَهُ, وَجَاهَهُ, وَمَوطِنَهُ, وَلَكِنَّهُ اشتَرَىَ اللهَ وَرَسُولَهُ! وَبَعْدَ هِجْرَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المَدِيْنَةِ المُنَوَّرَةِ، آخَى بَيْنَهُ وَزَيْدَ بنَ حَارِثَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُما, وَبَيْنَ غَيْرِهِمَا مِنَ الصَّحَابَةِ وَقَالَ: " تَآخَوْا فِي اللَّهِ أَخَوَيْنِ أَخَوَينِ " . إِنَّهَا نِعْمَ الأُخُوَّةُ فِي اللهِ .. فَرَضِيَ اللهُ عَنْهُم وَأرضَاهُم وَجَمَعَنا بِهِم في جَنَّاتِ النَّعِيمِ .
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وأَسْتِغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ الجَلِيْلَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ المُسْلِمِيْنَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ . وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ تَعْظِيْماً لِشَأْنِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلى رِضْوَانِهِ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْن .
أَمَّا بَعْدُ، فَالوَصِيَّةُ لِي وَلَكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون.
عِبَادَ اللهِ ، أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: وَلَقَدْ كَانَ مِن كَرامَةِ اللهِ تَعالى لِحَمْزَةَ, أَنَّ أَوَّلَ لِوَاءٍ عَقَدَهُ رَسُولُ اللهِ كَانَ لَهُ إِذْ بَعَثَهُ فِي سَرِيَّةٍ إلى سَيفِ البَحْرِ, فِي ثَلاثِينَ رَاكِبَاً مِنْ المُهَاجِرِينَ. وَلَقَدْ شَهِدَ بَدْرَاً وَأَبْلَى فِيها بَلاءً عَظِيمَاً مَشْهُورَاً. وَكَانَ أوَّلَ مَنْ ابْتَدَأَ قِتَالَ المُشْرِكِينَ، فَقَدْ خَرَجَ الأَسْوَدُ المَخْزُومِيُّ فَقَالَ: أُعَاهِدُ اللهَ لأَشْرَبَنَّ مِنْ حَوْضِ مُحَمَّدٍ، أَوْ لأَهْدِمَنَّهُ، أَو لأَمُوتَنَّ دُونَهُ، فَخَرَجَ إليهِ حَمْزَةُ فَضَرَبَهُ فَأَطَنَّ قَدَمَهُ وَقَضَى عَليهِ! ثُمَّ بَارَزَ أَبْطَالَ قُرَيشٍ فَصَرَعَهُمَ، الوَاحِدَ تِلوَ الآخَرِ! حَتَّى قَال أَسِيرُهمْ: مَنِ الرَّجُلُ مِنْكُمْ مُعْلَّمٌ بِرِيشَةِ نَعَامَةٍ فِي صَدْرِهِ؟ قَالوا: ذَاكَ حَمْزَةُ. قَالَ: ذَاكَ فَعَلَ بِنَا الأَفَاعِيلَ. وَفِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ حَضَرَ أُحُدَاً وَكَانَ يُقَاتِلُ بَينَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ بِسَيفَينِ، وَيَقُولُ:أَنَا أَسَدُ اللهِ. حَتَّى قَتَلَهُ وَحْشِيُّ بْنُ حَرْبَ تَرَصُّدَاً وَغَدْرَاً, وَمَثَّلوا بِهِ وَبَقَرُوا بَطْنَهُ, انتِقَامَاً مِنْ رَسُولِ اللهِ, وَأَذِيَّةً لَهُ! وَقَدْ قَتَلَ اللهُ بِيَدِهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنَ الكُفَّارِ وَاحِدًا وَثَلَاثِيْنَ رَجُلًا، وَكَانَ يُدْعَى أَسَدُ اللهِ .
وَخَرَجَ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْتَمِسُ حَمْزَةَ فَوَجَدَهُ بِبَطْنِ الوَادِي قَدْ بُقِرَ بَطْنُهُ عَنْ كَبِدِهِ، وَمُثِّلَ بِهِ، فَجُدِعَ أَنْفُهُ وَأُذْنَاهُ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ إِلَى حَمْزَةَ فَقَالَ:" رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ، فَقَدْ كُنْتَ وَصُولًا لِلرَّحِمِ، فَعُولًا لِلْخَيْراتِ". ثُمَّ قَالَ " لَنْ أُصَابَ بِمِثْلِكَ أَبَدَاً، مَا وَقَفْتُ مَوقِفَاً قَطُّ أَغْيَظَ إليَّ مِنْ هَذَا " . وحزن عليه والرسول وكافة المسلمين حزنا عظيما وكانت وفاته مصيبة كبيرة وفاجعة فجع بها الناس يومئذ .
فَرَضِيَ اللهُ عَنْ حَمْزَةَ وَأَرْضَاهُ, سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. سِيرَتُهُ دَرْسٌ لِشَبَابِناَ, وتَثْبِيتٌ لِجُنُودِنَا, فاللهمَّ اجْعَلِ الجَنَّةَ مَأْوَانَا وَمَأْوَاهُ, وأصلَحَ شبَابَ الإسلامِ والمُسلِمينَ, وَرَدَّهُمْ إليك رَدَّاً جَميلاً .
هَذَا وَصَلُّوْا رَحِمَكُمُ الْلَّهُ عَلَىَ مَنْ أُمِرْتُمْ بِالْصَّلاةِ عَلَيْهِ حَيْثُ يَقُوْلُ الْلَّهُ تَعَالَىْ: " إِنَّ ٱلَلَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَىَ ٱلَنَّبِىِّ يُٰأَيُّهَا ٱلَّذِيَنَ ءَامَنُوا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيْما " وَيَقُوْلُ عَلَيْهِ الْصَّلاةُ وَالْسَّلامُ مَنْ صَلَّىَ عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرَا ". الْلَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَىَ عَبْدِكَ وَرَسُوْلِكَ مُحَمَّدٍ، وَعَلَىَ آَلِهِ الطَّيِّبِيْنَ وَخُلَفَائِهِ الأَرْبَعَةِ الرَّاشِدِيْنَ وَأَصْحَابِهِ أجمعين وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَىَ يَوْمِ الْدِّيْنِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الْرَّاحِمِيْنَ .
اللّهُمَّ أعَزَّ الإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ والْمُشْرِكِينَ، وَدَمِّرْ أَعَداءَكَ أعْدَاءَ المِلَّةِ وَالدِّيْنِ. اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِنا دِينَنا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنا وَأَصْلِحْ لِنا دُنْيَانا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنا وَأَصْلِحْ لِنا آخِرَتَنا الَّتِي إِلَيْهَا مَعَادُنا وَاجْعَلْ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِنا فِي كُلِّ خَيْرٍ وَاجْعَلْ الْمَوْتَ رَاحَةً لِنا مِنْ كُلِّ شَرٍّ . اَللَّهُمَّ اشْفِ مَرْضَانَا وَمَرْضَى المُسْلِمِيْنَ وَارْحَمْ مَوْتَانَا وَمَوْتَى المُسْلِمِيْنَ. اَللَّهُمَّ انْصُرِ جُنُودَنَا الَّذِيْنَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيْلِكَ عَلَى الحُدُودِ . واحْقِنْ دِمَاءَ المُسْلِمِيْنَ فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَانْصُرْهُمْ عَلَى مَنْ طَغَى وَبَغَى وَتَجَبَّرَ عَلَيْهِمْ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيْزُ .
اللّهُمَّ احْفَظْ بِلَادَنَا خَاصَّةً وَبِلَادِ المُسْلِمِيْنَ عَامَّةً مِنْ دَنَسِ المُفْسِدِيْنَ وَأَعْمَالِ المُخَرِّبِيْنَ وَاجْعَلْنَا آمِنِيْنَ مُطْمَئِنِّيْنَ، وَاجْمَعْ كَلِمَةَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الحَقِّ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ
الْلَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الْشَّرِيِفَيْنِ ، وَأَطِلْ فِي عُمْرِهِ ، وَبَارِكْ لَهُ فِي عَمَلِهِ، وَكَذَلِكَ نَائِبَيْهِ ، وَإِخْوَانِهِ وَأَعْوَانِهِ وَفِّقْهُمْ جَمِيْعاً لِمَا تُحِبُ وَتَرْضَىَ وَخُذْ بِنَواصِيْهِمْ لِلْبَرِّ وَالْتَّقْوَىْ ، وَارْزُقْهُمْ الْبِطَانَة الْصَالِحَة الَّتِيْ تُدِلْهُمْ عَلَىَ الْخَيْرِ وَالرُّشْدِ وَالْصَّلَاحِ .
رَبَّنَا آَتِنَا فِيْ الْدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِيْ الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ الْنَّارِ .
عِبَادَ الْلَّهِ اذْكُرُوْا الْلَّهَ الْعَظِيْمَ الْجَلِيْلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوْهُ عَلَىَ وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ الْلَّهِ أَكْبَرُ وَالْلَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُوْنَ .
24 /7/ 1438ه
الخُطْبَةُ الأُوْلَى
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِين، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ , مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَلَيُّ الصَّالِحِيْنَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، بَلَّغَ الرِّسَالَة،َ وَأَدَّى الأَمَانَةَ، وَنَصَحَ الأُمَّةَ، وَجَاهَدَ فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ، وَتَرَكَنَا عَلَى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيْمِ، لَيْلِهِ كَنَهَارِهِ، لَا يَزِيْغُ عَنْهُ إِلَّا هَالِكٌ، فَصَلَاةُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ إِلَى يَوْمِ الدِّين .
أَمَّا بَعْدُ فَأُوصِيكُم وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ، فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ.
عِبَادَ اللهِ، تَعَلَّمُوا سِيرَةَ أَصْحَابِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقْتَدُوا بِهِمْ , فَهُمُ القُدْوَةُ الَّتِي تُحْتَذَى، وَهُمُ الَّذِيْنَ يُنِيْرُونَ لَنَا الدَّرْبَ فِي ظَلَامِ الجَاهِلِيَّةِ، وَهُمْ الَّذِيْنَ إِذَا اقْتَدَيْنَا بِهِمْ فَنَصِلُ إِلَى الفَوْزِ بِجَنَّاتِ النَّعِيْمِ .
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : مَعَنَا هَذَا الْيَوْمَ سِيرَةُ بَطَلٍ مِنْ أَبْطَالِ الإِسْلَامِ، وَأَسَدٍ مِنْ أُسْدِ اللهِ تَعَالَى، كَانَ قَوِيًّا فِي إِسْلَامِهِ، بَطَلًا فِي جِهَادِهِ، عَظِيْمًا فِي اسْتِشْهَادِهِ، لَقَّبَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَسَدُ اللهِ، وَسَمَّاهُ: سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ، رَضَعَ هُوَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ثَدْيٍ وَاحِدٍ مِنْ ثُوِيْبَةَ مَولَاةُ أَبِي لَهَبٍ؛ فَكَانَ أَخَاهُ مِنَ الرِّضَاعَةِ ..
إِنَّهُ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ بْنِ قُصِيٍّ، يُكَنَّى بِأَبِي عَمَارَةَ وَقِيْلَ أَبُو يَعْلَى عَمُّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وُلِدَ فِي مَكَّةَ قَبْلَ عَامِ الفِيْلِ بِسَنَتَيْنِ، فَهُوَ يَكْبُرُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَنَتَيْنِ .
أَسْلَمَ في السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ البِعْثَةِ! ولإسْلامِهِ قِصَّةٌ تَدُلُّ عَلَى شَهَامَتِهِ وَشَجَاعَتِهِ وَحَمِيَّتِهِ! فَقَدْ اعْتَرَضَ أَبُو جَهْلٍ الرَّسُولَ الكَرِيمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِندَ جَبَلِ الصَّفَا، فَآذَاهُ وَشَتَمَهُ وَنَالَ مِنْهُ مَا يَكْرَهُ! والرَّسُولُ لا يُكَلِّمُهُ ولا يَرُدُّ عَليهِ، وَمَولاةٌ لِعَبْدِ اللهِ بنِ جُدْعَانَ فِي مَسْكَنٍ لَهَا فَوْقَ الصَّفَا تَسْمَعُ ذَلِكَ، ثُمَّ انْصَرَفَ أبُو جَهْلٍ لِنَادِي قُرَيشٍ فَجَلَسَ مَعَهُمْ. وَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ أَقْبَلَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مُتَوَشِّحَاً قَوْسَهُ، رَاجِعَاً مِنْ قَنْصِهِ، وَكَانَ صَاحِبَ قَنْصٍ، وَكَانَ إِذَا رَجَعَ مِنْ قَنْصِهِ بَدَأَ بِالطَّوَافِ بِالكَعْبَةِ، وَقَرِيْبًا مِنَ الكَعْبَةِ، لَقِيَتْهُ مَوْلَاةُ ابْنُ جُدْعَانَ فَقَالَتْ لَهُ: يَا أَبَا عَمَارَةَ، لَوْ رَأَيتَ مَا لَقِيَ ابنُ أَخِيكَ مِنْ أَبِي الحَكَم آنِفَاً؟ قَالَ وَما ذاكَ؟ قَالتْ: وَجَدَهُ هَاهُنَا فَآذَاهُ وَشَتَمَهَ وَبَلَغَ مِنْهُ مَا يَكْرَهُ، وَمُحَمَّدٌ لا يُكَلِّمُهُ. فَغَضِبَ حَمْزَةُ، وَخَرَجَ سَرِيعَاً فَلَمَّا دَخَلَ المَسْجِدَ الحَرَامَ وَجَدَ أبَا جَهْلٍ جَالِسَاً وَالقَومُ حَولَهُ، فَأَقْبَلَ نَحْوَهُ، وَوقَفَ عَلى رَأْسِهِ فَضَرَبَهُ بِقَوْسِهِ فَشَجَّهُ وَسَالَ الدَّمُ على وَجْهِهِ! ثُمَّ قَالَ: أَتَشْتُمَهُ وَأَنَا عَلى دِينِهِ أَقُولُ مَا يَقُولُ؟ فَرُدَّ عَلَيَّ إنْ اسْتَطَعْتَ . فَقَامَتْ رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ إِلَى حَمْزَةَ لِيَنْصُرُوا أَبَا جَهْلٍ فَقَالُوا: مَا نَرَاكَ يَا حَمْزَةُ إِلَّا قَدْ صَبَأْتَ ( أَيْ أَسْلَمْتَ ) قَالَ حَمْزَةُ: أَنَا أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: دَعُوا أَبَا عَمَارَةَ فَإِنِّي وَاللهِ لَقَدْ سَبَبْتُ ابْنَ أَخِيْهِ سَبًّا قَبِيْحًا .
وَتَمَّ حَمْزَةُ عَلَى إِسْلَامِهِ، فَلَمَّا أَسْلَمَ عَرَفَتْ قُرَيْشٌ أَنَّ الرَّسُولَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَدَ عَزَّ وَامْتَنَعَ، وَأَنَّ حَمْزَةَ سَيَمْنَعُهُ، فَكَفُّوا عَنْ بَعْضِ مَا كَانُوا يَنَالُونَ مِنْهُ .
ثُمَّ رَجَعَ حَمْزَةُ إلى بَيتِهِ، فَأَتَاهُ الشَّيطَانُ فَقَالَ: أَنتَ سَيِّدُ قُرَيشٍ، كَيفَ تَرَكْتَ دِينَ آبَائِكَ، لَلمَوتُ خَيرٌ لَكَ مِمَّا صَنَعْتَ! يَقُولُ: ثُمَّ أَتَيْتُ الكَعْبَةَ وَتَضَرَّعْتُ إلى اللهِ أَنْ يَشْرَحَ صَدْرِي، فَاستَجَابَ اللهُ لِي، وَمَلأَ قَلْبِي يَقِينَاً، وَغَدَوتُ إلى النَّبِيِّ فَأَخْبَرْتُهُ فَدَعَا اللهَ أَنْ يُثبِّتَ قَلْبِي عَلى دِينِهِ، وَذَكَّرَهُ وَوَعَظَهُ وَبَشَّرَهَ، فَأَلْقَى اللهُ تَعَالَى فِيْ نَفْسِهِ الإِيْمَانَ بِمَا قَالَ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ الصَّادِقُ، فَأَظْهِرْ يَا ابنَ أَخِي دِينَكَ، يَقُولُ: فَبِتُّ بِخَيْرِ لَيلَةٍ مِنْ وَسْوَسَةِ الشَّيطَانِ وَتَزْيِينِهِ! ثُمَّ أنْشَدَ:
حَمِدْتُ اللَّهَ حِينَ هَدَى فُؤَادِي إِلَى الْإِسْلَامِ وَالدِّينِ الْحَنِيفِ
بِــــدِينٍ جَـــاءَ مِــنْ رَبٍّ عَــزِيـــزٍ خَبِيــرٍ بِالْعِبَــادِ بِهِمْ لَطِيــفِ
إِذَا تُلِيَـــــتْ رَسَـــائِـــلُــهُ عَلَيْنَــــــا تَحَدَّرَ دَمْعُ ذِي اللُّبِّ الْحَصِيفِ
وَبَعْدَ إِسْلَامِ حَمْزَةَ قَوِيَتْ شَوْكَةُ المُسْلِمِيْنَ، وَأَخَذَ حَمْزةُ يُعْلِنُ دِينَهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَيَتَحَدَّى أَبْطَالَ قُرَيْشٍ, حتَّى تَحَدَّى عُمَرَ بنِ الخِطَّابِ وَلَمْ يَكُنْ قَدْ أسْلَمَ! وَقَدْ كَانِ يُسَامِيهِ مَكَانَةً وَشَجَاعَةً! حتى إنَّ ابنَ الخَطَّابِ لَمَّا أرادَ أنْ يُسْلِمَ قَالَ لِخَبَّابِ بنِ الأَرَتِّ دُلَّنِي عَلى مُحَمَّدٍ, فَقَالَ لَهُ: فِي بَيتٍ عِنْدَ الصَّفَا، مَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ, فَأَخَذَ عُمَرُ سَيْفَهُ فَتَوَشَّحَهُ، فَضَرَبَ عَلَيهمُ البَابَ، فَقَامَ رَجُلٌ فَنَظَرَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذا ابنُ الخَطَّابِ مُتَوَشِّحَاً سَيْفَهُ! فَقَالَ حَمْزَةُ: فَأْذَنْ لَهُ، فِإنْ كَانَ يُرِيدُ خَيرَاً بَذَلْنَاهُ لَهُ، وإنْ كَانَ يُرِيدُ شَرَّاً قَتَلْنَاهُ بِسَيفِهِ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ائْذَنْ لَهُ " ، فَأَذِنَ لَهُ الرَّجُلُ وَنَهَضَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى لَقِيَهُ فِي الْحُجْرَةِ ، فَأَخَذَ بِحُجْزَتِهِ أَوْ بِجُمْعِ رِدَائِهِ ، ثُمَّ جَبَذَهُ جَبْذَةً شَدِيدَةً ، وَقَالَ : " مَا جَاءَ بِكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ؟ وَاللَّهِ مَا أَرَى أَنْ تَنْتَهِيَ حَتَّى يُنْزِلَ اللَّهُ بِكَ قَارِعَةً " ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، جِئْتُكَ أُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، قَالَ : فَكَبَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَكْبِيرَةً عَرَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ عُمَرَ قَدْ أَسْلَمَ ، فَتَفَرَّقَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَانِهِمْ ذَلِكَ وَقَدْ عَزُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ حِينَ أَسْلَمَ عُمَرُ مَعَ إِسْلامِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَعَرَفُوا أَنَّهُمَا سَيَمْنَعَانِ رَسُولَ اللَّهِ ، وَيَنْتَصِفُونَ بِهِمَا مِنْ عَدُوِّهِمْ . وَحِينَها صَارَ الصَّحَابَةُ يَمْشُونَ وَيُعْلِنُونَ إسلامَهُمْ بِلا مُوارَبَةٍ وَلا وَجَلٍ وَلَا خَوْفٍ. حِينَها قَالَتْ قُرَيشٌ ( لَقَدْ فَشَا أَمْرُ مُحَمَّدٍ فِي قَبَائِلِ قُرَيشٍ كُلِّهَا، وَاللهِ مَا نَأْمَنُ أَنْ يَبْتَزُّونَا أَمْرَنَا ).
اللهُ أَكْبَرُ - عِبَادَ اللهِ - إنَّهَا العِزَّةُ الَّتِي نَنْشُدُها في شَبَابِنَا, والقُوَّةُ التي نَأْمَلُ أنْ يَتَرَبَّوا عَلَيهَا, إنَّها الدِّفَاعُ عَنْ دِينِ اللهِ تَعالى, وَعنْ حُرُمَاتِ المُسلِمينَ, والذَّودُ عَنْ بِلادِهِمْ ومُقَدَّساتِهِمْ, تَحْتَ رَايَةِ عُلَمَائِهِم, وَلِوَاءِ وُلاتِهِمْ. وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا .
عِبَادَ اللهِ: وَلَمَّا ازْدَادَ أَذَى قُرَيشٌ عَلَى المُسْلِمِيْنَ وَلَمْ يَسْلَمْ مِنْ أَذَاهُمُ الأَقْوِيَاءُ وَلَا الضُّعَفَاءُ، أَذِنَ لَهُمُ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالهِجْرَةِ إلى المَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ, فَهَاجَرُوا إِلَيْهَا أَرْسَالًا وَوِحْدَانًا، وَهَاجَرَ حَمْزَةُ مَعَ مَنْ هَاجَرَ مِنَ المُسْلِمِيْنَ إِلَيْهَا قُبِيْلَ هِجْرَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَقْتٍ قَصِيْرٍ, تَارِكاً مَالَهُ, وَجَاهَهُ, وَمَوطِنَهُ, وَلَكِنَّهُ اشتَرَىَ اللهَ وَرَسُولَهُ! وَبَعْدَ هِجْرَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المَدِيْنَةِ المُنَوَّرَةِ، آخَى بَيْنَهُ وَزَيْدَ بنَ حَارِثَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُما, وَبَيْنَ غَيْرِهِمَا مِنَ الصَّحَابَةِ وَقَالَ: " تَآخَوْا فِي اللَّهِ أَخَوَيْنِ أَخَوَينِ " . إِنَّهَا نِعْمَ الأُخُوَّةُ فِي اللهِ .. فَرَضِيَ اللهُ عَنْهُم وَأرضَاهُم وَجَمَعَنا بِهِم في جَنَّاتِ النَّعِيمِ .
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وأَسْتِغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ الجَلِيْلَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ المُسْلِمِيْنَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ . وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ تَعْظِيْماً لِشَأْنِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلى رِضْوَانِهِ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْن .
أَمَّا بَعْدُ، فَالوَصِيَّةُ لِي وَلَكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون.
عِبَادَ اللهِ ، أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: وَلَقَدْ كَانَ مِن كَرامَةِ اللهِ تَعالى لِحَمْزَةَ, أَنَّ أَوَّلَ لِوَاءٍ عَقَدَهُ رَسُولُ اللهِ كَانَ لَهُ إِذْ بَعَثَهُ فِي سَرِيَّةٍ إلى سَيفِ البَحْرِ, فِي ثَلاثِينَ رَاكِبَاً مِنْ المُهَاجِرِينَ. وَلَقَدْ شَهِدَ بَدْرَاً وَأَبْلَى فِيها بَلاءً عَظِيمَاً مَشْهُورَاً. وَكَانَ أوَّلَ مَنْ ابْتَدَأَ قِتَالَ المُشْرِكِينَ، فَقَدْ خَرَجَ الأَسْوَدُ المَخْزُومِيُّ فَقَالَ: أُعَاهِدُ اللهَ لأَشْرَبَنَّ مِنْ حَوْضِ مُحَمَّدٍ، أَوْ لأَهْدِمَنَّهُ، أَو لأَمُوتَنَّ دُونَهُ، فَخَرَجَ إليهِ حَمْزَةُ فَضَرَبَهُ فَأَطَنَّ قَدَمَهُ وَقَضَى عَليهِ! ثُمَّ بَارَزَ أَبْطَالَ قُرَيشٍ فَصَرَعَهُمَ، الوَاحِدَ تِلوَ الآخَرِ! حَتَّى قَال أَسِيرُهمْ: مَنِ الرَّجُلُ مِنْكُمْ مُعْلَّمٌ بِرِيشَةِ نَعَامَةٍ فِي صَدْرِهِ؟ قَالوا: ذَاكَ حَمْزَةُ. قَالَ: ذَاكَ فَعَلَ بِنَا الأَفَاعِيلَ. وَفِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ حَضَرَ أُحُدَاً وَكَانَ يُقَاتِلُ بَينَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ بِسَيفَينِ، وَيَقُولُ:أَنَا أَسَدُ اللهِ. حَتَّى قَتَلَهُ وَحْشِيُّ بْنُ حَرْبَ تَرَصُّدَاً وَغَدْرَاً, وَمَثَّلوا بِهِ وَبَقَرُوا بَطْنَهُ, انتِقَامَاً مِنْ رَسُولِ اللهِ, وَأَذِيَّةً لَهُ! وَقَدْ قَتَلَ اللهُ بِيَدِهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنَ الكُفَّارِ وَاحِدًا وَثَلَاثِيْنَ رَجُلًا، وَكَانَ يُدْعَى أَسَدُ اللهِ .
وَخَرَجَ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْتَمِسُ حَمْزَةَ فَوَجَدَهُ بِبَطْنِ الوَادِي قَدْ بُقِرَ بَطْنُهُ عَنْ كَبِدِهِ، وَمُثِّلَ بِهِ، فَجُدِعَ أَنْفُهُ وَأُذْنَاهُ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ إِلَى حَمْزَةَ فَقَالَ:" رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ، فَقَدْ كُنْتَ وَصُولًا لِلرَّحِمِ، فَعُولًا لِلْخَيْراتِ". ثُمَّ قَالَ " لَنْ أُصَابَ بِمِثْلِكَ أَبَدَاً، مَا وَقَفْتُ مَوقِفَاً قَطُّ أَغْيَظَ إليَّ مِنْ هَذَا " . وحزن عليه والرسول وكافة المسلمين حزنا عظيما وكانت وفاته مصيبة كبيرة وفاجعة فجع بها الناس يومئذ .
فَرَضِيَ اللهُ عَنْ حَمْزَةَ وَأَرْضَاهُ, سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. سِيرَتُهُ دَرْسٌ لِشَبَابِناَ, وتَثْبِيتٌ لِجُنُودِنَا, فاللهمَّ اجْعَلِ الجَنَّةَ مَأْوَانَا وَمَأْوَاهُ, وأصلَحَ شبَابَ الإسلامِ والمُسلِمينَ, وَرَدَّهُمْ إليك رَدَّاً جَميلاً .
هَذَا وَصَلُّوْا رَحِمَكُمُ الْلَّهُ عَلَىَ مَنْ أُمِرْتُمْ بِالْصَّلاةِ عَلَيْهِ حَيْثُ يَقُوْلُ الْلَّهُ تَعَالَىْ: " إِنَّ ٱلَلَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَىَ ٱلَنَّبِىِّ يُٰأَيُّهَا ٱلَّذِيَنَ ءَامَنُوا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيْما " وَيَقُوْلُ عَلَيْهِ الْصَّلاةُ وَالْسَّلامُ مَنْ صَلَّىَ عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرَا ". الْلَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَىَ عَبْدِكَ وَرَسُوْلِكَ مُحَمَّدٍ، وَعَلَىَ آَلِهِ الطَّيِّبِيْنَ وَخُلَفَائِهِ الأَرْبَعَةِ الرَّاشِدِيْنَ وَأَصْحَابِهِ أجمعين وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَىَ يَوْمِ الْدِّيْنِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الْرَّاحِمِيْنَ .
اللّهُمَّ أعَزَّ الإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ والْمُشْرِكِينَ، وَدَمِّرْ أَعَداءَكَ أعْدَاءَ المِلَّةِ وَالدِّيْنِ. اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِنا دِينَنا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنا وَأَصْلِحْ لِنا دُنْيَانا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنا وَأَصْلِحْ لِنا آخِرَتَنا الَّتِي إِلَيْهَا مَعَادُنا وَاجْعَلْ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِنا فِي كُلِّ خَيْرٍ وَاجْعَلْ الْمَوْتَ رَاحَةً لِنا مِنْ كُلِّ شَرٍّ . اَللَّهُمَّ اشْفِ مَرْضَانَا وَمَرْضَى المُسْلِمِيْنَ وَارْحَمْ مَوْتَانَا وَمَوْتَى المُسْلِمِيْنَ. اَللَّهُمَّ انْصُرِ جُنُودَنَا الَّذِيْنَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيْلِكَ عَلَى الحُدُودِ . واحْقِنْ دِمَاءَ المُسْلِمِيْنَ فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَانْصُرْهُمْ عَلَى مَنْ طَغَى وَبَغَى وَتَجَبَّرَ عَلَيْهِمْ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيْزُ .
اللّهُمَّ احْفَظْ بِلَادَنَا خَاصَّةً وَبِلَادِ المُسْلِمِيْنَ عَامَّةً مِنْ دَنَسِ المُفْسِدِيْنَ وَأَعْمَالِ المُخَرِّبِيْنَ وَاجْعَلْنَا آمِنِيْنَ مُطْمَئِنِّيْنَ، وَاجْمَعْ كَلِمَةَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الحَقِّ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ
الْلَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الْشَّرِيِفَيْنِ ، وَأَطِلْ فِي عُمْرِهِ ، وَبَارِكْ لَهُ فِي عَمَلِهِ، وَكَذَلِكَ نَائِبَيْهِ ، وَإِخْوَانِهِ وَأَعْوَانِهِ وَفِّقْهُمْ جَمِيْعاً لِمَا تُحِبُ وَتَرْضَىَ وَخُذْ بِنَواصِيْهِمْ لِلْبَرِّ وَالْتَّقْوَىْ ، وَارْزُقْهُمْ الْبِطَانَة الْصَالِحَة الَّتِيْ تُدِلْهُمْ عَلَىَ الْخَيْرِ وَالرُّشْدِ وَالْصَّلَاحِ .
رَبَّنَا آَتِنَا فِيْ الْدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِيْ الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ الْنَّارِ .
عِبَادَ الْلَّهِ اذْكُرُوْا الْلَّهَ الْعَظِيْمَ الْجَلِيْلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوْهُ عَلَىَ وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ الْلَّهِ أَكْبَرُ وَالْلَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُوْنَ .
المرفقات
سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب 24-7-1438هـ.doc
سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب 24-7-1438هـ.doc
ماجد الجميلي
تعديل التعليق