سل الله العافية
محمد بن إبراهيم النعيم
1438/01/24 - 2016/10/25 19:07PM
خطبة د. محمد بن إبراهيم النعيم -رحمه الله- 6/2/1436 هـ
العافية وما أدراكم ما العافية، هي من أفضل النعم على العبد بعد الإيمان، هي تاج على رؤوس الأصحاء، ولا يعرف قدرها إلا المرضى وأهل البلاء، فهي إذا وُجدت غُفل عنها، وإذا فُقدت بُحث عنها.
كم مرة سألت الله العافية؟
ليس خلال شهر، وليس خلال أسبوع، وإنما في اليوم الواحد، لقد كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يكثر سؤال الله العافية ويأمر أصحابه رضوان الله عليهم أن يكثروا سؤال الله العافية.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي–صلى الله عليه وسلم-: (يَا عَبَّاسُ، يَا عَمَّ النَّبِيِّ، أَكْثِرِ الدُّعَاءَ بِالْعَافِيَةِ) رواه الحاكم.
وروى العباسُ بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: (سَلْ اللَّهَ الْعَافِيَةَ)، فَمَكَثْتُ أَيَّامًا ثُمَّ جِئْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللَّهَ، فَقَالَ لِي: (يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ، سَلْ اللَّهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ) رواه الترمذي.
تأملوا يا عباد الله فِي أَمْرِهِ –صلى الله عليه وسلم- لِلْعَبَّاسِ بِالدُّعَاءِ بِالْعَافِيَةِ بَعْدَ تَكْرِيرِ الْعَبَّاسِ سُؤَالَهُ بِأَنْ يُعَلِّمَهُ شَيْئًا يَسْأَلُ اللَّهَ بِهِ، فهذا دَلِيلٌ جَلِيٌّ بِأَنَّ الدُّعَاءَ بِالْعَافِيَةِ لا يُسَاوِيهِ شَيْءٌ مِنْ الأَدْعِيَةِ، وَلا يَقُومُ مَقَامَهُ شَيْءٌ مِنْ الْكَلامِ الَّذِي يُدْعَى بِهِ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ.
قال المباركفوري رحمه الله تعالى في مَعْنَى الْعَافِيَةِ، أَنَّهَا دِفَاعُ اللَّهِ عَنْ الْعَبْدِ, فَالدَّاعِي بِهَا قَدْ سَأَلَ رَبَّهُ دِفَاعَهُ عَنْ كُلِّ مَا يَنْوِيهِ, وَفِي تَخْصِيصِهِ –صلى الله عليه وسلم- بِهَذَا الدُّعَاءِ لعمه العباس وَقَصْرِهِ عَلَى مُجَرَّدِ الدُّعَاءِ بِالْعَافِيَةِ تَحْرِيكٌ لِهِمَمِ الرَّاغِبِينَ عَلَى مُلازَمَتِهِ وَأَنْ يَجْعَلُوهُ مِنْ أَعْظَمِ مَا يَتَوَسَّلُونَ بِهِ إِلَى رَبِّهِمْ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَيُسْتَدْفَعُونَ بِهِ فِي كُلِّ مَا يُهِمُّهُمْ, ثُمَّ كَلَّمَهُ –صلى الله عليه وسلم- بِقَوْلِهِ: (سَلْ اللَّهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ). فَكَانَ هَذَا الدُّعَاءُ مِنْ هَذِهِ الْحَيْثِيَّةِ قَدْ صَارَ عُدَّةً لِدَفْعِ كُلِّ ضُرٍّ وَجَلْبِ كُلِّ خَيْرٍ اهـ.
وكان النبي –صلى الله عليه وسلم- يأمر أصحابه بسؤال الله العافية منذ أول إسلامهم ، فعن طارق الأَشْجَعِيُّ –رضي الله عنه- قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَسْلَمَ عَلَّمَهُ النَّبِيُّ –صلى الله عليه وسلم- الصَّلاةَ، ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يَدْعُوَ بِهَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَعَافِنِي، وَارْزُقْنِي) رواه مسلم.
وفي رواية أخرى قَالَ –صلى الله عليه وسلم-: (قُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَعَافِنِي، وَارْزُقْنِي) وَيَجْمَعُ أَصَابِعَهُ إِلاَّ الإِبْهَامَ (فَإِنَّ هَؤُلاءِ تَجْمَعُ لَكَ دُنْيَاكَ وَآخِرَتَكَ).
والدعاء بالعافية - أي بدوامها واستمرارها عليك - من أفضل الأدعية التي ينبغي الحرص عليها، وذلك لما رواه أبو هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم-: (مَا مِنْ دَعْوَةٍ يَدْعُو بِهَا الْعَبْدُ أَفْضَلَ مِنْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْمُعَافَاةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ) رواه ابن ماجه.
وحينما سأل أحد الصحابة رضي الله عنهم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عن دعاء ينتفع به، علمه أن يسأل ربه العافية من كافة شرور النفس، حيث روى شكل بن حميد قال: قلت يا رسول الله، علِّمني دعاءً أنتفعُ به، قال: (قل: اللَّهمَّ عافنِي من شَرِّ سَمعي وبصري ولساني وقلبي وشَرِّ مَنِيِّي)، ومعنى شر مَنِيِّي يعني: شر الزنى والفجور.
وسؤال الله العافية خيرُ ما يُعطى المرءُ بعد التوحيد، حيث روى أبو هريرة –رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- هَذَا الْيَوْمَ عَامَ أَوَّلٍ يَقُولُ، ثُمَّ اسْتَعْبَرَ أَبُو بَكْرٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَبَكَى، ثُمَّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- ، يَقُولُ: (لَنْ تُؤْتَوْا شَيْئًا بَعْدَ كَلِمَةِ الإِخْلاصِ مِثْلَ الْعَافِيَةِ، فَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ) رواه ابن حبان.
ولقد أوصى أبو بكر الصديق –رضي الله عنه- رعيته بسؤال الله العافية اقتداء بالنبي –صلى الله عليه وسلم- حيث قام عَلَى الْمِنْبَرِ ثُمَّ بَكَى فَقَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- عَامَ الأَوَّلِ عَلَى الْمِنْبَرِ ثُمَّ بَكَى فَقَالَ: (اسْأَلُوا اللَّهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ، فَإِنَّ أَحَدًا لَمْ يُعْطَ بَعْدَ الْيَقِينِ خَيْرًا مِنْ الْعَافِيَةِ) رواه الترمذي.
وينبغي سؤال الله تعالى العافية في الدنيا والآخرة، وعدم قصرها على أمر الدنيا، فقد روى أَنَس بن مَالِكٍ –رضي الله عنه- أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: (سَلْ رَبَّكَ الْعَافِيَةَ، وَالْمُعَافَاةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ)، ثُمَّ أَتَاهُ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ أَتَاهُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: (فَإِذَا أُعْطِيتَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَأُعْطِيتَهَا فِي الآخِرَةِ فَقَدْ أَفْلَحْتَ) رواه البخاري في الأدب المفرد.
ذكر الجزري في النهاية أن الفرق بين العافية والمعافاة، هو أن الْعَافِيَة أَنْ تَسْلَمَ مِنْ الأَسْقَامِ وَالْبَلايَا وَهِيَ الصِّحَّةُ وَضِدُّ الْمَرَضِ, أما َالْمُعَافَاةُ فهِيَ أَنْ يُعَافِيَك اللَّهُ مِنْ النَّاسِ وَيُعَافِيَهُمْ مِنْك، أَيْ يُغْنِيك عَنْهُمْ وَيُغْنِيهِمْ عَنْك، وَيَصْرِفَ أَذَاهُمْ عَنْك وَأَذَاك عَنْهُمْ.
فالنبي –صلى الله عليه وسلم- كان حريصا على سؤال الله العافية، بل وكان يتعوذ من تحولها عنه، فقد كَانَ مِنْ دُعَاءِه –صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ) رواه مسلم.
ومعنى تحول عافيتك أي إبدال الصحة بالمرض والغنى بالفقر ونحو ذلك.
انظروا إلى مكانة الجهاد ذروة سنام الإسلام، والى عظم أجره عند الله عز وجل، إلا أننا أمرنا أن لا نتمناه، ولا نتمنى مواجهة الأعداء؛ لأن السلامة لا يعدلها شيء؛ لأننا مأمورون أن نسأل الله تعالى العافية.
فقد روى عبد الله بن أبي أوفى –رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- كَانَ فِي بَعْضِ أَيَّامِهِ الَّتِي لَقِيَ فِيهَا الْعَدُوَّ، يَنْتَظِرُ حَتَّى إِذَا مَالَتْ الشَّمْسُ قَامَ فِيهِمْ، فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ لا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَاسْأَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا) متفق عليه.
أما من تمنى الشهادة في سبيل الله فليسألها بصدق فقط، ولا يتمنى خوض المعارك ولقاء العدو استجابة لوصية رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بأن لا نتمنى لقاء العدو وإنما نسأل الله العافية.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا العافية في الدنيا والآخرة، اللَّهُمَّ عافنا فِي أبداننا، اللَّهُمَّ عَافِنِا فِي أسماعنا، اللَّهُمَّ عَافِنِا فِي أبصارنا، لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْت. أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم، الجليل لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله حمد الشاكرين، وَأشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِيْنَ، وأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ إِمَامُ الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِيْنَ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.
أما بعد: فاتقوا الله تعالى حق التقوى، واعلم يا عبد الله أنه لولا العافية ما طلبت كل شهي ومرغوب، ولولا العافية لتكدرت حالك وانشغل بالك، ولولا العافية لما طاب لك طعام ولا منام، فلا يطيب شيء إلا بالعافية.
دعا رجل صاحبه على طعام فمدح الضيف الطعام قائلا: إنه طعام طيب، فرد عليه قائلا: إنك لم تطيبه ولا الخباز، ولكن طيبته العافية.
وهذا صحيح فلو كان مريضا لما أحس بلذة ذلك الطعام.
وهذا أمر يغيب عن كثير من الناس حينما يأكلون ويشربون ولا يحمدون الله تعالى على أن أذاقهم لذة الطعام والمنام وحرمها غيرهم، فلا يعرف طعم العافية إلا من حرمها، ولذلك قالوا: أن العافية تاج على رؤوس الأصحاء، بل قال بعضهم: أن العافية هي المُلك الخفي.
ولذلك قال النبي –صلى الله عليه وسلم- (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا) رواه الترمذي
لذلك ينبغي الإكثار من سؤال الله العافية استجابة لأمر النبي –صلى الله عليه وسلم-.
فكم رأينا من ثري قد ابتلي بمرض لا يُرجى برؤه، فكان يتمنى العافية ولو أن ينخلع من ثروته كلها.
إن العافية لا يشكر عليها كثير من الناس، إنما ترى من يتذمر من حاله ومن وضعه الاقتصادي والمالي، ولكن لو فكَّر في عافيته، وقارن حاله بمن حوله، أو دونه؛ لأوجب عليه المقام أن يكثر من حمد الله تعالى وسؤاله بصدق دوام العافية.
وقد أحسن الشاعر في مقارنته بين نعمة العافية وسائر النعم فقال:
ما أنعم الله على عبده بنعمة أوفى من العافية
وكل من عوفي في جسمه فإنه في عيشة راضية
والمال حلو حسن جيد على الفتى لكنه عارية
ما أحسن الدنيا ولكنها مع حسنها غدارة فانية
فالعافية والصحة يغفل عنها كثير من الناس، وتراهم لا يشكرونها، ولا يستغلونها في طاعة الله وقد قال –صلى الله عليه وسلم- (نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ، الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ) رواه البخاري.
قَالَ حَاتِمٌ الأَصَمُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: أَرْبَعَةٌ لا يَعْرِفُ قَدْرَهَا إِلاَّ أَرْبَعَةٌ: قَدْرُ الشَّبَابِ لا يَعْرِفُهُ إِلاَّ الشُّيُوخُ، وَقَدْرُ الْعَافِيَةِ لا يَعْرِفُهُ إِلاَّ أَهْلُ الْبَلاءِ، وَقَدْرُ الصِّحَّةِ لا يَعْرِفُهُ إِلاَّ الْمَرْضَى، وَقَدْرُ الْحَيَاةِ لا يَعْرِفُهُ إِلاَّ الْمَوْتَى.
وقال بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ رحمه الله تعالى: مَنْ كَانَ مُسْلِمًا، وَبَدَنُهُ فِي عَافِيَةٍ، فَقَدِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ سَيِّدُ نَعِيمِ الدُّنْيَا، وَسَيِّدُ نَعِيمِ الآخِرَةِ، لأَنَّ سَيِّدَ نَعِيمِ الدُّنْيَا هُوَ الْعَافِيَةُ، وَسَيِّدُ نَعِيمِ الآخِرَةِ هُوَ الإِسْلامُ.
الخلاصة التي ينبغي أن نخرج بها من هذه الخطبة: أن لا نغفل عن أهمية الإكثار من سؤال الله العافية في الدنيا والآخرة، فقد كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يسأل الله العافية في اليوم الواحد أكثر من ثلاثين مرة، أكثر من ثلاثين مرة؟ نعم، لعلنا نكثر من سؤال الله العافية استجابة لأمر النبي .
وإن سؤال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العافية في العديد من المواطن ليؤكد على أهمية العافية، وعلى حرص الإسلام على أن يكون المسلم معافى في بدنه ودينه ودنياه، ولو أن الناس أكثروا من سؤال الله تعالى العافية، لما رأينا منتحرا ولا متذمرا وإنما حامدا وشاكرا.
اللهم إنا نسألك اللطفَ في القضاء، والعافية من البلاء، اللهم إنا نسألك العافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة،
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا==اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق ==اللهم أحينا على أحسن الأحوال ==اللهم ارزقنا الثبات حتى الممات، اللهم أصلح لنا ديننا==اللهم احفظ علينا أمننا واستقرارنا، وأصلح ولاة أمرنا،
العافية وما أدراكم ما العافية، هي من أفضل النعم على العبد بعد الإيمان، هي تاج على رؤوس الأصحاء، ولا يعرف قدرها إلا المرضى وأهل البلاء، فهي إذا وُجدت غُفل عنها، وإذا فُقدت بُحث عنها.
كم مرة سألت الله العافية؟
ليس خلال شهر، وليس خلال أسبوع، وإنما في اليوم الواحد، لقد كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يكثر سؤال الله العافية ويأمر أصحابه رضوان الله عليهم أن يكثروا سؤال الله العافية.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي–صلى الله عليه وسلم-: (يَا عَبَّاسُ، يَا عَمَّ النَّبِيِّ، أَكْثِرِ الدُّعَاءَ بِالْعَافِيَةِ) رواه الحاكم.
وروى العباسُ بن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: (سَلْ اللَّهَ الْعَافِيَةَ)، فَمَكَثْتُ أَيَّامًا ثُمَّ جِئْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللَّهَ، فَقَالَ لِي: (يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ، سَلْ اللَّهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ) رواه الترمذي.
تأملوا يا عباد الله فِي أَمْرِهِ –صلى الله عليه وسلم- لِلْعَبَّاسِ بِالدُّعَاءِ بِالْعَافِيَةِ بَعْدَ تَكْرِيرِ الْعَبَّاسِ سُؤَالَهُ بِأَنْ يُعَلِّمَهُ شَيْئًا يَسْأَلُ اللَّهَ بِهِ، فهذا دَلِيلٌ جَلِيٌّ بِأَنَّ الدُّعَاءَ بِالْعَافِيَةِ لا يُسَاوِيهِ شَيْءٌ مِنْ الأَدْعِيَةِ، وَلا يَقُومُ مَقَامَهُ شَيْءٌ مِنْ الْكَلامِ الَّذِي يُدْعَى بِهِ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ.
قال المباركفوري رحمه الله تعالى في مَعْنَى الْعَافِيَةِ، أَنَّهَا دِفَاعُ اللَّهِ عَنْ الْعَبْدِ, فَالدَّاعِي بِهَا قَدْ سَأَلَ رَبَّهُ دِفَاعَهُ عَنْ كُلِّ مَا يَنْوِيهِ, وَفِي تَخْصِيصِهِ –صلى الله عليه وسلم- بِهَذَا الدُّعَاءِ لعمه العباس وَقَصْرِهِ عَلَى مُجَرَّدِ الدُّعَاءِ بِالْعَافِيَةِ تَحْرِيكٌ لِهِمَمِ الرَّاغِبِينَ عَلَى مُلازَمَتِهِ وَأَنْ يَجْعَلُوهُ مِنْ أَعْظَمِ مَا يَتَوَسَّلُونَ بِهِ إِلَى رَبِّهِمْ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَيُسْتَدْفَعُونَ بِهِ فِي كُلِّ مَا يُهِمُّهُمْ, ثُمَّ كَلَّمَهُ –صلى الله عليه وسلم- بِقَوْلِهِ: (سَلْ اللَّهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ). فَكَانَ هَذَا الدُّعَاءُ مِنْ هَذِهِ الْحَيْثِيَّةِ قَدْ صَارَ عُدَّةً لِدَفْعِ كُلِّ ضُرٍّ وَجَلْبِ كُلِّ خَيْرٍ اهـ.
وكان النبي –صلى الله عليه وسلم- يأمر أصحابه بسؤال الله العافية منذ أول إسلامهم ، فعن طارق الأَشْجَعِيُّ –رضي الله عنه- قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَسْلَمَ عَلَّمَهُ النَّبِيُّ –صلى الله عليه وسلم- الصَّلاةَ، ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يَدْعُوَ بِهَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَعَافِنِي، وَارْزُقْنِي) رواه مسلم.
وفي رواية أخرى قَالَ –صلى الله عليه وسلم-: (قُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَعَافِنِي، وَارْزُقْنِي) وَيَجْمَعُ أَصَابِعَهُ إِلاَّ الإِبْهَامَ (فَإِنَّ هَؤُلاءِ تَجْمَعُ لَكَ دُنْيَاكَ وَآخِرَتَكَ).
والدعاء بالعافية - أي بدوامها واستمرارها عليك - من أفضل الأدعية التي ينبغي الحرص عليها، وذلك لما رواه أبو هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم-: (مَا مِنْ دَعْوَةٍ يَدْعُو بِهَا الْعَبْدُ أَفْضَلَ مِنْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْمُعَافَاةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ) رواه ابن ماجه.
وحينما سأل أحد الصحابة رضي الله عنهم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عن دعاء ينتفع به، علمه أن يسأل ربه العافية من كافة شرور النفس، حيث روى شكل بن حميد قال: قلت يا رسول الله، علِّمني دعاءً أنتفعُ به، قال: (قل: اللَّهمَّ عافنِي من شَرِّ سَمعي وبصري ولساني وقلبي وشَرِّ مَنِيِّي)، ومعنى شر مَنِيِّي يعني: شر الزنى والفجور.
وسؤال الله العافية خيرُ ما يُعطى المرءُ بعد التوحيد، حيث روى أبو هريرة –رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- هَذَا الْيَوْمَ عَامَ أَوَّلٍ يَقُولُ، ثُمَّ اسْتَعْبَرَ أَبُو بَكْرٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَبَكَى، ثُمَّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- ، يَقُولُ: (لَنْ تُؤْتَوْا شَيْئًا بَعْدَ كَلِمَةِ الإِخْلاصِ مِثْلَ الْعَافِيَةِ، فَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ) رواه ابن حبان.
ولقد أوصى أبو بكر الصديق –رضي الله عنه- رعيته بسؤال الله العافية اقتداء بالنبي –صلى الله عليه وسلم- حيث قام عَلَى الْمِنْبَرِ ثُمَّ بَكَى فَقَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- عَامَ الأَوَّلِ عَلَى الْمِنْبَرِ ثُمَّ بَكَى فَقَالَ: (اسْأَلُوا اللَّهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ، فَإِنَّ أَحَدًا لَمْ يُعْطَ بَعْدَ الْيَقِينِ خَيْرًا مِنْ الْعَافِيَةِ) رواه الترمذي.
وينبغي سؤال الله تعالى العافية في الدنيا والآخرة، وعدم قصرها على أمر الدنيا، فقد روى أَنَس بن مَالِكٍ –رضي الله عنه- أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ –صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: (سَلْ رَبَّكَ الْعَافِيَةَ، وَالْمُعَافَاةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ)، ثُمَّ أَتَاهُ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ أَتَاهُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، قَالَ: (فَإِذَا أُعْطِيتَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَأُعْطِيتَهَا فِي الآخِرَةِ فَقَدْ أَفْلَحْتَ) رواه البخاري في الأدب المفرد.
ذكر الجزري في النهاية أن الفرق بين العافية والمعافاة، هو أن الْعَافِيَة أَنْ تَسْلَمَ مِنْ الأَسْقَامِ وَالْبَلايَا وَهِيَ الصِّحَّةُ وَضِدُّ الْمَرَضِ, أما َالْمُعَافَاةُ فهِيَ أَنْ يُعَافِيَك اللَّهُ مِنْ النَّاسِ وَيُعَافِيَهُمْ مِنْك، أَيْ يُغْنِيك عَنْهُمْ وَيُغْنِيهِمْ عَنْك، وَيَصْرِفَ أَذَاهُمْ عَنْك وَأَذَاك عَنْهُمْ.
فالنبي –صلى الله عليه وسلم- كان حريصا على سؤال الله العافية، بل وكان يتعوذ من تحولها عنه، فقد كَانَ مِنْ دُعَاءِه –صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ) رواه مسلم.
ومعنى تحول عافيتك أي إبدال الصحة بالمرض والغنى بالفقر ونحو ذلك.
انظروا إلى مكانة الجهاد ذروة سنام الإسلام، والى عظم أجره عند الله عز وجل، إلا أننا أمرنا أن لا نتمناه، ولا نتمنى مواجهة الأعداء؛ لأن السلامة لا يعدلها شيء؛ لأننا مأمورون أن نسأل الله تعالى العافية.
فقد روى عبد الله بن أبي أوفى –رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ –صلى الله عليه وسلم- كَانَ فِي بَعْضِ أَيَّامِهِ الَّتِي لَقِيَ فِيهَا الْعَدُوَّ، يَنْتَظِرُ حَتَّى إِذَا مَالَتْ الشَّمْسُ قَامَ فِيهِمْ، فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ لا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَاسْأَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا) متفق عليه.
أما من تمنى الشهادة في سبيل الله فليسألها بصدق فقط، ولا يتمنى خوض المعارك ولقاء العدو استجابة لوصية رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بأن لا نتمنى لقاء العدو وإنما نسأل الله العافية.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا العافية في الدنيا والآخرة، اللَّهُمَّ عافنا فِي أبداننا، اللَّهُمَّ عَافِنِا فِي أسماعنا، اللَّهُمَّ عَافِنِا فِي أبصارنا، لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْت. أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم، الجليل لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله حمد الشاكرين، وَأشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِيْنَ، وأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ إِمَامُ الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِيْنَ، وَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ أَجْمَعِيْنَ، صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِيْنَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.
أما بعد: فاتقوا الله تعالى حق التقوى، واعلم يا عبد الله أنه لولا العافية ما طلبت كل شهي ومرغوب، ولولا العافية لتكدرت حالك وانشغل بالك، ولولا العافية لما طاب لك طعام ولا منام، فلا يطيب شيء إلا بالعافية.
دعا رجل صاحبه على طعام فمدح الضيف الطعام قائلا: إنه طعام طيب، فرد عليه قائلا: إنك لم تطيبه ولا الخباز، ولكن طيبته العافية.
وهذا صحيح فلو كان مريضا لما أحس بلذة ذلك الطعام.
وهذا أمر يغيب عن كثير من الناس حينما يأكلون ويشربون ولا يحمدون الله تعالى على أن أذاقهم لذة الطعام والمنام وحرمها غيرهم، فلا يعرف طعم العافية إلا من حرمها، ولذلك قالوا: أن العافية تاج على رؤوس الأصحاء، بل قال بعضهم: أن العافية هي المُلك الخفي.
ولذلك قال النبي –صلى الله عليه وسلم- (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا) رواه الترمذي
لذلك ينبغي الإكثار من سؤال الله العافية استجابة لأمر النبي –صلى الله عليه وسلم-.
فكم رأينا من ثري قد ابتلي بمرض لا يُرجى برؤه، فكان يتمنى العافية ولو أن ينخلع من ثروته كلها.
إن العافية لا يشكر عليها كثير من الناس، إنما ترى من يتذمر من حاله ومن وضعه الاقتصادي والمالي، ولكن لو فكَّر في عافيته، وقارن حاله بمن حوله، أو دونه؛ لأوجب عليه المقام أن يكثر من حمد الله تعالى وسؤاله بصدق دوام العافية.
وقد أحسن الشاعر في مقارنته بين نعمة العافية وسائر النعم فقال:
ما أنعم الله على عبده بنعمة أوفى من العافية
وكل من عوفي في جسمه فإنه في عيشة راضية
والمال حلو حسن جيد على الفتى لكنه عارية
ما أحسن الدنيا ولكنها مع حسنها غدارة فانية
فالعافية والصحة يغفل عنها كثير من الناس، وتراهم لا يشكرونها، ولا يستغلونها في طاعة الله وقد قال –صلى الله عليه وسلم- (نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ، الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ) رواه البخاري.
قَالَ حَاتِمٌ الأَصَمُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: أَرْبَعَةٌ لا يَعْرِفُ قَدْرَهَا إِلاَّ أَرْبَعَةٌ: قَدْرُ الشَّبَابِ لا يَعْرِفُهُ إِلاَّ الشُّيُوخُ، وَقَدْرُ الْعَافِيَةِ لا يَعْرِفُهُ إِلاَّ أَهْلُ الْبَلاءِ، وَقَدْرُ الصِّحَّةِ لا يَعْرِفُهُ إِلاَّ الْمَرْضَى، وَقَدْرُ الْحَيَاةِ لا يَعْرِفُهُ إِلاَّ الْمَوْتَى.
وقال بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ رحمه الله تعالى: مَنْ كَانَ مُسْلِمًا، وَبَدَنُهُ فِي عَافِيَةٍ، فَقَدِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ سَيِّدُ نَعِيمِ الدُّنْيَا، وَسَيِّدُ نَعِيمِ الآخِرَةِ، لأَنَّ سَيِّدَ نَعِيمِ الدُّنْيَا هُوَ الْعَافِيَةُ، وَسَيِّدُ نَعِيمِ الآخِرَةِ هُوَ الإِسْلامُ.
الخلاصة التي ينبغي أن نخرج بها من هذه الخطبة: أن لا نغفل عن أهمية الإكثار من سؤال الله العافية في الدنيا والآخرة، فقد كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يسأل الله العافية في اليوم الواحد أكثر من ثلاثين مرة، أكثر من ثلاثين مرة؟ نعم، لعلنا نكثر من سؤال الله العافية استجابة لأمر النبي .
وإن سؤال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العافية في العديد من المواطن ليؤكد على أهمية العافية، وعلى حرص الإسلام على أن يكون المسلم معافى في بدنه ودينه ودنياه، ولو أن الناس أكثروا من سؤال الله تعالى العافية، لما رأينا منتحرا ولا متذمرا وإنما حامدا وشاكرا.
اللهم إنا نسألك اللطفَ في القضاء، والعافية من البلاء، اللهم إنا نسألك العافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة،
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا==اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق ==اللهم أحينا على أحسن الأحوال ==اللهم ارزقنا الثبات حتى الممات، اللهم أصلح لنا ديننا==اللهم احفظ علينا أمننا واستقرارنا، وأصلح ولاة أمرنا،