سلسلة الخطيب و استراتيجيّات بناء الإقناع الجماهيري
رشيد بن ابراهيم بوعافية
أولاً : ( الخطيب و تفعيل استراتيجيّة المناقشة تنظيرًا وتطبيقًا )
1 / الجانب النظري :
المستمعون أخي الحبيب يكونُ فيهم من اعتقدَ و نشأَ على عقائدَ و أفكارٍ ومناهجَ تخالفُ ما تقول و تطلب ، بل تخالفُ ما عليه الحقيقةُ والصواب ، ربّما إلى حدِّ التشرُّب القلبي الذي هو الاقتناع التام مع تمام الحبّ ، ولهذا عدّة أسباب ترجع في الغالب إلى المكتسبات و ظروف التنشئة . و إنَّ خطابكَ في أيّ فكرةٍ أو قضيّةٍ إصلاحيّة تريد بناءَها في المستمعين و إقناعَهم بها وجلب تأييدهم ؛ يجب - لتحقيق التغيير المنشود - أن يمرّ وفق خطوات علميّة مضبوطة (Steps of an Argument ) و إلاّ لم يحصل التأثير والإقناع المنشود :
أولا : حسن تقديم الفكرة أو القضيّة مع شرحها: سواءً كانت هذه الفكرة أو القضيّة جديدةً تمامًا على المستمعين ، أو كان معلومةً عندهم ولكنّها تحتاجُ إلى إقناع ليحصل التبنّي والتأثّر المطلوب ، ويمكن طرحها بأسلوب خبريّ أو إنشائيّ ( سؤال مثلاً ) كما تشاء .
اعلم أخي الخطيب أنه في البداية بالنسبة لكثيرٍ من المستمعين- قبل الإقناع و المناقشة - تكون القضيّةُ التي تقدّمُها لهم أشبهَ بالادّعاء ، لأنها تخالفُ ما نشأَ عليه المستمع و اعتقده و تشرّبه قلبه و تعوّد عليه منهاجُ حياته . وهنا إن توقّف عمل الخطيبِ و اقتصر على هذا الحدّ في خطابه ، دائمًا يطلب و يقتصر على طرح القضايا فحسب ، ولم يصاحب هذه الخطوة التغيرية بقيّة الخطوات في السلسلة ؛ ربّما اعتقد المستمعون أنّ ما تقوله وتطلبه هو عبارة عن رأي شخصي نابع من تجربة محدودة غير مؤسسة ، أو على الأقل ليس مطلوبًا منهم مشاركتك في اعتقادها و العمل بها ، وربّما يتم استفزاز المستمعين وتحريك عوامل الارتباط بينهم وبين اعتقادهم الراسخ الجامد الذي ألِفوه قبل الإقناع ، فيحصل حينئذ النّفور من الخطيب وخطابه الذي يهاجم المألوفات و العوائد . إذًا لا بُدّ من تزويج كل قضيّة تطرحها على المستمعين بالخطوة الثانية في سلسلة المناقشة :
ثانيًا : حسن تقديم الأدلة الجليّة والبراهين القويّة التي تُثبتُ ما تقول : و الأدلةّ تشمل الأدلّة النقليّة من القرآن الكريم و سنّة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، وما ينبثق عنها تمثُّلاً وتطبيقًا من سيرة الأنبياء عليهم السلام و الصحابة رضي الله عنهم والصالحين ، كما تشمل سلاسل الأدلّة العقليّة العلميّة المنطقيّة المختلفة ، من أرقام وإحصاءات و بيانات وتحليلات علميّة ، ودراسات ميدانية ، و الاستنتاج والسبب والمثال و التناظُر ، و غيرها من أنواع البراهين العلميّة . و التي ستنتهي عمومًا بمن يصغي إليك إلى الوقوف في صفّ تلك القضيّة اعتقادًا و محبّة ، فيعدّلُ ما كان ناقصًا بالنسبة إليه ، ويتخلّى عن الفكرة الخاطئة أو المحرّفة التي كانت تعيقُ مسيرة التربية و الإصلاحِ والتعليم لديه .
و الأدلّة الصحيحة والبراهين الجليّة القويّة في خطاب الخطيب نقليّةً وعقليّة ؛ هي البيانات الإقناعية الصالحة التي ينبغي أن تمتلك الفاعلية لبناء الاعتقاد و حسن ترسيخه في الناس علمًا وعملاَ ، وهي - حين يُحسِن الخطيبُ طرحها واستثمارها وترتيبها - تحرّكُ وتؤثّرُ و تقوى فعلاً على تحطيم الشُّبُهات ، و تغيير العوائد والمألوفات 1 .
ثالثًا : بيان كيف تعملُ الأدلّةُ على إثبات ما تقول : وهذا من حسن استثمار الأدلة و تقريبِ دلالتها للعقل و القلب ، فليس يفهم كلُّ الناسِ ما تفهمه أنت وتتذوّقُهُ في الدليل والبرهان ، فالموانع كثيرةٌ متنوّعة منها نفسيّة ومنها عقليّة ، فكلّما أحسنَ الخطيبُ شرحَ وبيانَ كيف يدلُّ الدليلُ الذي ساقه على صحّة ما يقولُ و يدّعي ؛ كلما كان ذلك أدعَى لقبول ما يقول وتبنّيه و رسوخه في المستمعين علمًا وعملاَ .
رابعًا : تلخيص القضيّة بدقّة وامتياز : لأن التلخيص الجيّد للقضيّة المطروحة يساعد يقينًا على إعادة شدّ الانتباه إلى القضيّة الرئيسيّة موضوع الخطاب ، ويمكن أن يكون في جملة واحدة قوية واضحة جامعة مانعة ، وإن كانت القضيّة قد طرحت في شكل سؤال واستفهام ؛ فالواجب عليك أن تلخّص بقولك مثلاً : [ فثبتَ بهذا الجوابُ أيها الأحباب . . ] .
عند هذا الحدِّ تكون قد قدّمت قضيّتك وفق استراتيجيّة بناء الإقناع بالمناقشة ، وإذا ما عوّدت نفسكَ على هذا المنهاج : تكون - أخي العزيز - قد حسّنت يقينًا من بِنيَةِ تفكيرك و كتابتك وكلامك ! .
[IMG]http://www.edutrapedia.com/uploads/userfiles/public-speaking/7%20Organizing%20the%20body%20of%20your%20speech%20trainer/ps_o_Develop%20the%20Key%20Ideas.JPG[/IMG]
أخي الخطيب : أحيانًا يستلزمُ منك الموضوع أو الموقف أو طبيعة المستمعين تدعيم هذه الاستراتيجيّة باستراتيجية التفنيد(Refuting an Argument ) :
وهذه نراها بإذن الله في الحصّة القادمة .
دمتم طيّبين
1 - و لنا في كتاب الله جلّ وعلا في منهج نقاش الله للمشركين و دعوتهم ، وفي منهج مناقشة الأنبياء والرسل لأقوامهم ما يؤكّد هذه الحقيقة و يدعمها .
المشاهدات 9773 | التعليقات 10
صدقت أستاذ زياد فقد قال الله تعالى : ( وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيم ) ( الأنعام : 83 ) .
قال الإمام القرطبي رحمه الله : "[font="]تلك إشارة إلى جميع احتجاجاته حتى خاصمهم وغلبهم بالحجة " ( الجامع لأحكام القرآن 7/30 ) .
[/font]
[font="] و الدرس الإقناعي بدأ من الآية 74 إلى غاية الآية 83 .
[/font]
[font="] فقوم إبراهيم عليه السلام كانوا من الصابئة ، يتوهّمون أن لبعض الكواكب والنجوم تأثيرُ ربوبيّة في أحداث الأرض ، فيتخذون أصنامًا على هيئات يتخيلونها لها ، و يعبدونها من دون الله، فكانت دعوة إبراهيم عليه السلام الجدليّة ترتكزُ على إبطال ربوبيّة و إلهيّة النجوم والكواكب ، وبيان سقوط عبادة الأصنام سقوطًا فكريًّا لدى كل أهل العقل و الرشد ، فسار في محاجّتهم على مقادير ما يفهمون ، وعلى مقادير ما لديهم من موازين عقليّة مقبولة لديهم .[/font]
[font="] فالقضية التي طرحها عليه السلام : أتتخذ أصنامًا آلهة إني أراكَ وقومك في ضلال مبين . ( هذه العقيدة الضلالية التي ألفوها وتشرّبوها يكسرها ويستنكرها إبراهيم عليه السلام ) .
[/font]
[font="]مرحلة الاستدلال بالبراهين الجليّة القويّة :
فذكر أفولَ نجومهم دليلاً على بطلان ربوبيّتها وبالتالي بطلان استحقاقها للعبادة ، سواءً كان الأفول بإرادتها أو بغير إرادتها:[/font]
[font="] فالشيء إذا تعرّض للأفول بإرادته بعد ظهور لم يكن لمربوبيّته حظٌّ من التصاريف الكونية حال الغياب ! ، وهذا دليلٌ على بطلان الربوبية وبالتالي الألوهيّة ! .[/font]
[font="] و الشيء إذا تعرّض للأفول بغير إرادته - كحال الكواكب حقيقة - فهو بالبداهة لا يصلح لأن يكون ربا ولا إلها ، لأنه مربوبٌ لربّ واحدٍ لا يغيب هو الله سبحانه ! .
[/font]
[font="] نفس الدليل استخدمه حين انتقل إلى القمر البازغ ، الشمس البازغة ، لأنهم كانوا يعبدونها زاعمين أنها لها ربوبيّة وتأثيرًا في الناس وفي الأرض ! .[/font]
[font="]ثم أعلن لهم من باب الجمع بين المرحلة الثالثة والرابعة :[/font]
[font="]المرحلة الثالثة : بيان وجه ارتباط الدليل بالمسألة ( بطلان استحقاق الكواكب للعبادة و صحّة استحقاق الله وحده للعبادة ) ، والرابعة التلخيص :
[/font]
[font="] قال الله تعالى: ( إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) :
[/font]
[font="] فطر السموات و ما فيها والأرض و ما فيها على نظام الفطر والشق والفلق ، لأن نقطة العمق من كل شيء سوى الله هي العدم ، والله هو الخالق الموجد الفاطر من العدم بأمر التكوين ! .
[/font]
[font="] النتيجة : جعل قومه الذين حضروا مراحل بحثه ومناقشته التي توصّل بها إلى إبطال أرباب قومه وآلهتهم و إيمانه بالذي فطر السموات والأرض الربّ العظيم غيرِ المنظور بالأبصار في الحياة الدنيا : بدأ المجادلون من قومه يخوّفونه بآلهتم ويتوعّدونه ، وهنا انتقل الموضوع من الجدال العلمي إلى التهديد البدني ، وهذه طريقة الضعفاء المغلوبين ! .
[/font]
[font="]
[/font]
[font="]
[/font]
استراتيجية الدحض والتفنيد(Refuting an Argument ) :
أخي الخطيب : كما وعدناك في الحصّة الماضية ، أحيانًا يستلزم منك الموضوع أو الموقف أو طبيعة الجمهور تدعيم استراتيجية المناقشة باستراتيجية الدحض والتفنيد ، و المزاوجة بينهما بشكل متداخل متكامل ، فإليك معلومات حول هذه الاستراتيجية وكيفية تطبيقها :
كثيرًا ما يضعك خطابُكَ الإقناعي في موضوع ما أو موقفٍ ما أو مع جمهورٍ معيّنٍ في جدالٍ أو خلافٍ أو ربّما يفتحُ على الجمهور بابَ التخبُّط و الحيرة و الاضطراب و الشك و التناقض ، وقد يخلق وضعيّات متشنّجة غير مرغوبة ، بطبيعة الحال ليسَ بسبب ضعفٍ في طرحِكَ لفكرتِك وفق ما تمّ تعلُّمه والإشارة إليه في استراتيجية المناقشة ؛ و إنّما بسبب تحرّك عوامل الارتباط بين جمهورك وبين عاداتهم و اعتقاداتهم القديمة الراسخة الجامدة التي ألِفوها و تشرّبُوها و اقتنعوا بها من قبل ، فهاهنا ينبغي تفعيل استراتيجيّة مهمّة في خطابك ( 1 ) وهي " استراتيجيّة الدّحض والتفنيد " .
الغاية من تفعيلها في الخطاب هي : تقويض و هدم الأسس الإقناعية الموازية ( 2 ) التي شيّدت في عقولهم ونفوسِهم تلك العقيدة أو الفكرة أو العادة أو التربية ، لأنه بدون هذا التقويض قد يبقى لتلك الأسس نوع حركة و تأثير حتى مع وجود الفكرة الجديدة مدعّمة بالأدلة والبراهين ، فالشُّبَهُ كما قيل خطّافة ، والشُّبَهُ أشباه أدلّة .
فعلى الخطيب الناقد الحصيف إذًا أن يكون عالمًا بكيفية إثبات المناقشات و كيفية تفنيدِ ما يقابلها إذا اقتضَى الأمر.
أخي الخطيب : هذه الاستراتيجية تقوم على أربع خطوات علمية متكاملة ( حاول أن تتخيّل على سبيل المثال أننا نتحدّث مع الجمهور في موضوع الربا و الاقتصاد ، أو حكم عادة التدخين ، أو الإقامة في بلاد الكفار ، أو ما شابه ) :
الأولى : ذكر الموقف الذي ستفنّدُهُ بكل موضوعية ووضوح :
فهنا في هذه المرحلة يجب على الخطيب أن يذكُرَ الموقف الخاطئَ الذي يقابل الموقفَ الصحيح ، و يركّز على أهم الأسس الإقناعيّة الموازية سواءَ كانت أدلّةً نصّيّةً أو عقليّةً أو نفسيّة ، و يستعملُ على سبيل المثال عبارة " يزعمُ البعض كذا و كذا . . " ، أو " يدّعي البعض كذا وكذا . . " ، أو " يعتقد البعض خطأً أنَّ . . " أو ما شابه ذلك من الألفاظ التي تحكي ما نريدُ إبطالَهُ و لكن بعد ذكره و بيانه وكشفِ المواطن التي سيتمُّ إبطالها بكل دقّة لنبطِلَ شيئًا تمّ تصوُّرُهُ لدى الجمهور بالفعل .
و ذكر الموقف و المواطن التي سيتم تفنيدُها بشكل واضح جلي يعطي خطابَ الإمامِ مصداقيّة و يجعل المعارضين يستأنسون بما سيأتي من كلام و برهنة وتفنيد ، لأنهم تأكّدوا أن الخطيب ما تحدّث إلاّ وهو يعلمُ جيّدًا بطبيعة و ضعف ما يقابل موقفه الذي اختاره وتبنّاه ونصرَه .
ويختم الخطيبُ بقوله " فهذا حاصلُ زعمهم " ، أو " فهذا حاصل ادّعائِهِم " أو ما شابه .
الثانية : تحديد موقفك الذي تريد إثباته بكل وضوح :
حيثُ يستفتحُ الخطيبُ بقوله " ولنا " ، أو " ونحن نقول بعون الله .. " ، أو " و الصحيحُ معشر الأحبّة .." ، أو ما شابه ذلك ، فيذكُرُ الموقفَ الصحيحَ مركّزًا على بنائِهِ بشكل يتناسقُ مع ترتيب الأسس الإقناعية الموازية وفقَ ما يعطي انطباعًا أوّليًّا أنَّ تلك الأسس الإقناعيّة الموازية غير صحيحة وخاطئة و ضعيفة سواء كانت نصّيّة أو عقلية أو نفسيّة ، و أنّ الأسس الإقناعيّة الصحيحة الآتية هي التي ينبغي أن يحصل بها الاقتناع و التأييد و الشفاء ! .
الثالثة : تدعيم موقفك بأقوى أدلّته وبراهينه :
وهذا قد سبق في الاستراتيجية الماضية فلا نكرّر ما قلناه . و التركيز يكون على الأقوى ، وحبذا لو كان بشكل يتناسقُ مع ترتيب الأسس الإقناعية الموازية وفقَ ما يعطي انطباعًا شبه متكامل بصحّة الموقف وانهيار ما يقابله كائنا ما كان .
الرابعة : بيان كيف يُضعِفُ موقفُكَ الموقف المعاكس :
وهذه مرحلة مهمّةٌ جدًّا يتم فيها تأسيس الانطباع الكامل بانهيار الموقف المقابل ، من خلال تفسير كيف تقوّي أدلّتُكَ و براهينُك الموقف الصحيح وكيف تظهرُ زيفَ وتهافت وضعف الأسس الإقناعيّة الموازية التي تأكّدَ بسببها الموقف الموازي أو العقيدة الموازية أو العادة الموازية أو التربية الموازية .
[IMG]http://www.edutrapedia.com/uploads/userfiles/public-speaking/10%20The%20Structure%20of%20Persuasion%20trainer/ps_str_Refuting%20an%20Argument.JPG[/IMG]
و عند هذا الحدِّ تكون قد قدّمت قضيّتك وفق استراتيجيّة بنائية متكاملة تجمع بين بناء الإقناع بالمناقشة و بالهدم والتفنيد ، وإذا ما عوّدت نفسكَ على هذا المنهاج : تكون - أخي العزيز - قد حسّنت يقينًا من بِنيَةِ تفكيرك و كتابتك وكلامك ! .
دمتم طيّبين
1ملاحظة : نفس الشيء ؛ لنا في كتاب الله جلّ وعلا في منهج نقاش الله للمشركين و تفنيد وهدم الأسس الإقناعية التي بنوا عليها عقائدهم وتصوراتهم و منهجهم في الحياة ، وفي منهج مناقشة الأنبياء والرسل لأقوامهم و تفنيد وهدم الأسس الإقناعية التي بنوا عليها عقائدهم وتصوراتهم و منهجهم في الحياة ما يؤكّد هذه المنهجيّة و يدعمها .
1- هذه الاستراتيجية ليست مطلوبة في كل خطاب على الدوام ،و لا مع جميع البيئات و الأصناف الجماهيرية ، فهناك من يتقبل الإقناع بدون تفعيل استراتيجية الهدم والتفنيد ، بل تفعيلها بدون الحاجة إليها قد يضر الهدف الإقناعي . فلا بد من استعمال كل شيء في أوانه و بمقداره .
2 - قد تكون هذه الأسس الإقناعية نصوص أو أدلة و براهين عقلية أو أحيانًا نفسيّة أو مجرّد شُبهات و اهواء . .
جعلك الله مفتاح خير وبركة شيخ رشيد وأبشرك هناك الكثير يشاهد ويتابع ويستفيد ولا شك وهذه بشرى لكم نسوقها.
لكنا نقول لهم هذه خطوة جبارة وطيبة إلا إنه من المهم المشاركة والتفاعل وبذل ما يمكن لتدعيم المنشور والوصول به إلى مقاصده المرجوة وأهدافه النبيلة التي تهم الخطيب خصوصا والداعية إلى الله عموما.
شيخ رشيد لعلي أدلي بمثال راجيا أن تتجلى فيه كل النقاط المذكورة:
وذلك المثال هو دحض وتفنيد أبينا إبراهيم لقومه حين كسرهم في عبادتهم الأصنام التي كسرها وذلك من قوله تعالى: (أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم ..... حرقوه وانصروا آلهتكم...)
بارك الله فيك أستاذ زياد و رزقك الفردوس الأعلى .
أشكرك أخي العزيز على اهتمامك بهذه النافذة وحسن تجاوبك معها ، و والله تتمالكني فرحة كبيرة عندما أكتبُ شيئًا و أجد التواصل و التفاعل من إخواني الأعزّاء . أعلم أن مشاغلهم كثيرة متراكمة ، وكلنا كذلك ؛ لكن يشهد الله أن السعادة تغمرني إذا فتحت ووجدت التفاعل و الإثراء .
قال الله تعالى :[font="]] وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ{51} إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ{52} قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِين [font="]{[/font] ( الأنبياء : 51-53 ) . [/font]
انتبه و تذكّر : الأساس الإقناعي الأهم الذي جعل قوم ابراهيم عليه السلام يعبدون التماثيل : التقليد التام للآباء و الأجداد ( التقاليد = الوثن الخطير ) ! . فبيّن لهم عليه السلام تقديمًا أنهم في ضلال مبين ، وسوف يأتي ما يكشف هذا الضلال .
و بعد أن أخذ معهم في تطبيق استراتيجية المناقشة وقد سبق بيان مراحلها ونموذجًا منها في سورة الأنعام قبلُ .
يبدأ الآن في تطبيق استراتيجية الهدم والتفنيد :
وهم قد سمعوا منه المناقشة من قبل ، ووقفوا على أدلّتها القويّة وبراهينها الجليّة ، ولكن لا بُدّ الآن من الهدم والتفنيد للأساس الإقناعي المتهافت الذي عمل في شلّ تفكيرهم و جمّد عقولهم :
قال الله تعالى : [ قالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ{62} قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ{63} فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ{64} ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ{65} قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلَا يَضُرُّكُمْ{66} أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُون ] ( الأنبياء : 62-67 ) .
عمد إبراهيم عليه السلام إلى تكسير كل الأصنام إلا كبيرًا لهم تركه ليقيمَ به الحجّة :
سألوه : أأنت فعلت هذا بآلهتنا ؟ فقال عليه السلام : لا ؛ بل فعله كبيرهم هذا الذي لم يمسّه تكسيرٌ ولا تحطيم فهو على حالته المعبودة عندكم لم يمسّه السوء فاسألوه إن كان ينطق و يدافع عن نفسه و أمثاله ! .
بهذه الطريقة : هزّ إبراهيم عليه السلام عقولَهُم و حرّك فيهم أجهزة الإدراك علّها تتخلّصُ من الضلال الذي أورثه الأساس الإقناعي المزيّف " التقليد التام للآباء والأجداد " .
حرّك فيهم عليه السلام ما كانوا يجدونه في أنفسهم من استغراب عدم إجابة آلهتهم لأسئلتهم و بكائهم ودعواتهم من قبل !
حرّك فيهم ما كانوا يجدونه في أنفسهم من استغراب عدم تحرّك آلهتهم يومًا ما لنجدتهم، بل لنجدة نفسها اليوم وقد حُطّمت عن آخرها وتكسّرت ! .
هذه أول هزّةٍ في استراتيجية الهدم والتفنيد حرّكتهم - كما قلنا من قبل في الجانب النظري – فأعطت انطباعًا بفساد أسسهم الإقناعية ، ولذلك قال تعالى :[ فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُون ] .
ولكن هذه الهزّة الأولى سرعان ما رجعت إليهم بعدها عوامل الاستكبار و سوابق اختياراتهم و تقاليدهم وارتباطهم بالأسس الإقناعية المزيّفة التي تشرّبوها ! . قال تعالى :[ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُون ]
انتبه أخي الكريم : في قوله تعالى color=red][b]ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ[/b][/color] ] إشارة إلى تمكن التنبيه الابراهيمي بتلك الهزّة الإصلاحيّة الأولى من تصحيح مفاهيمهم وتبليغهم حالة الرشد للحظات ، وجعلها سويّةً معتدلة ! ، ولكنهم عادوا فانتكسوا : [[color=red][b]لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُون[/b] [/color !؟ .
أجابهم : [ قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلَا يَضُرُّكُمْ{66} أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُون ] ، وهذه هزَّةٌ ثانيةٌ تهدمُ طريقتهم الباطلة :
آلهةٌ لا تنفع نفسها ولا تضر من هاجمها ؛ كيف تنفعكم او تضرُّكم أيها المساكين ؟!! أفّ لكم ولما تعبدون من دون الله ، أفلا تعقلون ؟!! . مناقشةٌ قويّةٌ و هزّةٌ تقصمُ ظهرَ الشرك . و لكنّهم أناسٌ شُلت فيهم عوامل الإدراكِ و التعقّل فكيف يفهمون و أنّى يعقلون . . ؟! .
ومع انهدام كل الأسس التي بنوا عليها شِركَهم ووثنيّتَهم لم يؤمنوا ولم يتوبوا ! .
أتدرون ما السبب الآن ؟ :
إنه انكشاف أساس اجتماعي خطير من أصعب الأسس ، يقف كثيرًا خلف ظاهرة الشرك والوثنية و الظلم و الاستكبار و الاستنزاف و . . ، إنه [ المحافظة على المركز والزعامة . . وما أدراك ما المركز والزعامة ! ] . انهدم الأساس العقلي والنفسي الأول وحكموا على أنفسهم بأنهم هم الظالمون ؛ للعقل والمنطق والإدراك والحقيقة ! ، ولكن بقي هذا الأساس ! .
وهذا الأساس - أخي الكريم - العاصم منه ربنا سبحانه ، وهو الموفق وحده لا رب سواه ولا إله غيره ، وقد صدّهم هذا الأساس الاجتماعي عن قبول دعوة الحق ، فتحول مجلس المحاكمة بعد نجاح البيان الإبراهيمي في الهدم و التفنيد تحوّل إلى التهديد والوعيد ، فألقوه فعلاً في النار ، وكانت عليه بردًا وسلامَا ! .
هذا ما تيسر إيراده على وجه الارتجال والسرعة ، وأتمنى أن تأتيَ أمثلةٌ أخرى من إخواني تعمّقُ المقصود .
1 / وقد تم تناول نموذج منها في المثال الماضي في سورة الأنعام 83 وما بعدها .
ملاحظة : أستاذ زياد أرسلت لك رسالة على الخاص أرجو أن تفتحها:) .
مثال تطبيقي باستخدام " استراتيجية المناقشة " :
على بركة الله : تأمّل التطبيق :
تطبيق : الشيخ مبارك الجزائري حفظه الله أزعجه وآلمه انتشار ظاهرة التدخين في المجتمع بل وفي المصلّين من يؤمون بيت الله تعالى ، فقرّر الحديث في مسجده عن ظاهرة التدخين ، ولكن بطريقة إلقاء علمية باستخدام " استراتيجية المناقشة " ، ثم بتطبيق " استراتيجية التفنيد " في درس أو خطبة أخرى :
تأمل الخطوات التي سار عليه خطابه الإقناعي :
أولاً : حسن تقديم الفكرة أو القضيّة مع شرحها
تأمّل كيف يضع الادّعاء ( صلب الفكرة ) / انتبه إلى أسلوبه الشيّق :
الحمد لله حقّ حمده ، والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده ، محمد وآله وصحبه ، والتابعين لهم بإحسان :
معشر المؤمنين :اتقوا الله حق تقاه ، و أبشروا بالخير في رضاه ، قال جل في علاه: [ ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ] . أنتم اليوم - معشر الأحباب - في عيد الأسبوع ، في يوم خير و بركة : قال الله تعالى فيه : [ يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ]
أيها الأحبة الكرام : سأُورد سؤالا فتأمّلوه و استبصِرُوا فيه رعَاكُمُ الله ! :
لو أخبرتُكُم بدَخِيلٍ اقتحمَ علينا من غير بلدنا ، أضر بنا و أبنائِنا ، فأخذ أموالنا، وأضر بعقولنا وأجسادنا ، وهو قبل ذلك يهدم ديننا وأخلاقنا ! ( تامّل كيف يستعمل صيغة المتكلّم ( نا ) حتى يضع نفسه مع نفوسهم وبدنه مع أبدانهم وعقله مع عقولهم = الجذب والتأثير ) ؛ أفلا تقولون أين هذا الدخيل ؟! ، وكيف لم ننتبِه له ؟! . لن نسمحَ له بإفسادِ شبابنا وعقولنا وأموالنا وأبداننا ! .
أقول : للأسف نحن نعرفه أشدّ المعرفة ، بل نعرف ضرره وبلاه ( يحتاج إلى مناقشة فيما بعد ) ، ولكن شدّة المِساسِ تُذهبُ الإحساس ! ، أصبحنا لا ننكرهُ كأنّهُ واحدٌ منَّا ، جزءٌ من بدننا ، جزءٌ من حياتنا اليوميّة ، وهو وافدٌ دخيلٌ خبيث ! .
بل وللأسف الشديد هنالك منا من يدعمه ويساعده. . يساعده على هدم ديننا وأخلاقنا وقيمنا وتبديد أموالنا وإهلاك أنفسنا وأبنائنا ( هذه ادّعاءات في منظور المستقبِل الذي اعتاد على التدخين تحتاج إلى مناقشة فيما بعد ) . . أعرفتم هذا الدخيل!؟ .
نعم ، إنها " السّيجارة الخبيثة "؛ الدّخيلُ الذي بدّد الأموال و أفسدَ الأبناء والعقول والأبدان !
انتهى الادّعاء ، وحصل معه تشويقٌ إلى السماع ، وسوف ينتقل مباشرة إلى المحطّة الثانية : حسن تقديم الأدلة الجلية والبراهين القوية التي تصدّق الادّعاء .
أكتفي بهذا اليوم ، وسأكمل الخطبة بإذن الله . رعاكم الله
الآن : المحطّة الثانية في استراتيجية المناقشة : حسن تقديم الأدلة الجلية والبراهين القوية التي تصدّق الادّعاء :
بالتوفيق :
معشر المؤمنين الطيّبين التوابين المتطهّرين ، يا من قصدتُم بيت الله تطلبون الطهارة والنقاء و الرّفعة والسّناء [ هذا الأسلوب يرادُ منه الاستمالة والتأثير و إظهار حسن الظن في المستمع ، و تأكيد وتحريك ثقته في نفسه ، مع تحضيره لحسن الاستقبال ] :
1 / السيجارة خبيثة بمنطقِ التفكّر والتدبُّر ( ادّعاء أدلّتُهُ فوريّة ) :
فالسيجارة أخي الكريم محتوياتها من الوثائق التي احتفظت بها شركات التبغ سِرًّا طوالَ عقود مَضَت ، إلى أن تم الكشف عنها و فضحها ، فانظُر ماذا تحتويهِ عافاكَ الله :
أكثر من 3000 مادة سامة و مسرطنة ، والمواد المسرطنه يحملها الدم إلى الرئة والكبد والكلى والمثانة والمعدة والأمعاء وجميع أجزاء الجسم فيقضي عليها (1) . أخطرها - عافاك الله - :
القطران و الزفت المُسَرطِن ، وغازات الفحم الخانقة ، والنيكوتين المسبب للإدمان ، و الزرنيخ المستخدم في سُم الفئران ، و الأمونيا المستخدم في مواد تنظيف المجاري ، والمعادن الثقيلة المؤذية كالرصاص المستخدم في صناعة البطاريات ، والعناصر المشعة المسرطنة كالبولونيوم ، والمبيدات السامة كالفينول و النافثالين المستخدم في إبادة الحشرات ، بالإضافة إلى عشرات المواد المضافة المؤذية المستخدمة في صناعة الأصباغ ووقود الصواريخ ! ، فيا للعجب كيف للعاقل أن يُدخّنَ بعد اليوم ؟! ،و ماذا نقول لربنا سبحانه عن إهلاكنا أجسادنا بأيدينا ؟! ،و عن صحّتنا و أعمارنا التي أضعناها بالأمراض ؟! [ هذه الفواصل الوعظية لا بُدّ منها في خطبة الجمعة لأنّ الغرض منها التحريك والتغيير ، وسوف نرى هذا في استراتيجية الإلقاء المحرّك بإذن الله ] .
معشر المؤمنين الطيّبين التوابين المتطهّرين ، يا من قصدتُم بيت الله تطلبون الطهارة والنقاء و الرّفعة والسّناء [نفس الشيء : هذا الأسلوب يرادُ منه الاستمالة والتأثير و إظهار حسن الظن في المستمع ، و تأكيد وتحريك ثقته في نفسه ، مع تحضيره لحسن الاستقبال ] :
2 / السيجارة خبيثة بمنطق الإحصاء و الأرقام ( ادّعاء أدلّتُهُ فوريّة ) :
فقد أكدت تقارير منظمة الصحة العالمية أن التدخين هو أكبر خطر على الصحة تواجهه البشرية اليوم ! ، و أنَّ عدد الذين يلاقون حتفهم أو يعيشون حياةً قاسيةً مليئةً بالأسقام والأمراض المزمنة بسبب التدخين يفوقون - دون ريب - عدد الذين يموتون بسبب المخدرات والطاعون والسل والجذام ومرض نقص المناعة (الإيذر) مجتمعين كل عام ! ، فيا للعجب كيف للعاقلِ أن يدخّنَ بعد اليوم ؟! :
السيجارة تفتكُ بإنسانٍ كل ستّ ثوان! .
ثلث من يتعاطونها قبل سن 15 سنة تقريباً يموتون بسببها ! .
100 مليون نسمة في جميع أنحاء العالم ماتوا في القرن العشرين بمعدل 5 مليون نسمة سنوياً بسبب السيجارة !
و في حالة عدم اتخاذ إجراءات إيجابيّةٍ حاسمة فإن عدد الضحايا سيقارب المليار نسمة في القرن الحادي والعشرين بمعدل 8 ملايين حالة وفاة سنوياً !
كل هذه الأرقام - عافاني الله وإياك أخي الحبيب - أكدتها منظّمةُ الصحّة العالمية ( 2 ) .
معشر المؤمنين الطيّبين التوابين المتطهّرين ، يا من قصدتُم بيت الله تطلبون الطهارة والنقاء و الرّفعة والسّناء [ نفس الشيء : هذا الأسلوب يرادُ منه الاستمالة والتأثير و إظهار حسن الظن في المستمع ، و تأكيد وتحريك ثقته في نفسه ، مع تحضيره لحسن الاستقبال ] :
3 / السيجارة خبيثة بمنطق الاقتصادِ و رعاية المال ( توظيف دليل المناشدة العقلية و ضرب الأمثال ) :
التدخينُ - أخي الكريم - متحقِّقٌ فيه السرفُ والتبذير والإتلاف وضياع المـال ، فلا لدنيا صاحبه يجمع ولا للآخرة عند ربه يرتفع ؛ ولو أن أحداً اعتاد أن يرمي في البحر كلَّ يوم من ماله دينارًا واحداً لعدَّهُ الناس مجنوناً يجب علاجُه كي لا يرمي أكثر وأكثر ، فكيف بمن يحرق كل يوم عدة دنانير أو ريالات لإهلاك جسده وإضرار ؟! . [FONT="]
صحته ؟!! [/FONT]
ولو أن رجلاً يسرق منك كل يوم ريالاً واحداً لاعتبرته عدواً وحذرت منه ، فما ظنكَ بالدخان الذي يسرق منك كل يوم عدة ريالات ليقتلك أليس هو أولى بالفراق ؟[FONT="]!! [FONT="]
[/FONT] ولو كنت كلَّ يوم تشتري بثمن الدخان هدايا لأطفالك لكنت أباً مثالياً في الحياة فأيهما أولى ؟أطفالكَ أم الدخان ؟! ، ثم فكِّرْ مليَّاً ماذا جنيتَ مالياً من الدخان هل ارتفع رصيدك ؟ أم ادخرت ذلك الثمن فيما يعود لك بالنفع ؟ أم تصدقت به على فقير فيدعو لك ؟ أم أين يذهب مالك ومن المتضرر من دفع المبلغ ؟ ألست أنت المتضرر ؟[FONT="]!!.[/FONT] ( 3 ) [/FONT]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[align=justify][/align]
وهكذا تستمرُّ الخطوة الثانية في تقديم الأدلة الجلية والبراهين القوية التي تصدّق الادّعاء ، مع الأخذ بعين الاعتبار الأسلوب الخطابي الذي يقتضي توظيف خصائصه و مؤثّراته .
و إلى الخطوة الثالثة بإذن الله
1 1 - أنظر تقارير منظمة الصحة العالمية عن التدخين و حمّلها من صفحتها الرسمية : [FONT="]http://www.who.int/tobacco/global_report/2013/ar/ [/FONT]
2 2 - انظر تقرير لمنظمة الصحة العالمية عن جسم المدخّن : [FONT="]http://www.who.int/tobacco/publications/health_effects/smokers_body/ar/ [/FONT]
3 3 - منقول بتصرف عن " اجعلها الأخيرة " للأستاذ عبد المحسن القاسم ، ص ( 13-14 ) .
جزيت خيرا شيخ رشيد على هذا الطرح الجميل والأسلوب الشيق الرائع والحوار الهادئ اللطيف ولو قدر الله أني كنت متعاطيا للدخان ولا أتمنى ذلك لوجدتني مقاطعا وتاركا ذلك لمجرد هذا الحوار بهذه الطريقة الجاذبة الساحرة.
فيا خطباء المنابر فعلوا مثل هذه النماذج ووظفوا هذا الطرح وتعاملوا بهذه الطريقة في نقاشكم وحواراتكم مع أمراض الأمة ومشكلاتها وأفكار الأمة المغلوطة وتصوراتها وستجدون النتائج مرضية ومقبولة لأنه المنهج القرآني والهدي النبوي.
[font="] و الآن بعد المرحلة الثانية التي هي " حسن تقديم البراهين والأدلة الإقناعية القويّة على صدق الادّعاء " وكما قلنا مع الأخذ بعين الاعتبار الأسلوب الخطابي الذي يقتضي توظيف خصائصه و مؤثّراته[/font][font="]؛ نأتي إلى المرحلة الثالثة والرابعة : [/font]
[font="] المرحلة الثالثة كما قلنا هي : بيان كيف تعملُ الأدلّةُ على إثبات ما تقول :[/font]
[font="] فبعد أن ساق الأستاذ البراهين الجليّة والأدلّة القويّة على صحّة وصدق ما يدعو إليه من وجوب ترك التدخين قال :[/font]
[font="] " [/font][font="]معشر المؤمنين الطيّبين التوابين المتطهّرين ، يا من قصدتُم بيت الله تطلبون الطهارة والنقاء و الرّفعة والسّناء[/font][font="] : أرأيتُم بعد كلّ هذا الذي يتركُهُ التدخينُ و يخلّفُهُ في الصحّة و المال و الحياة عاقلاً يركنُ إليه أو يحملُهُ في جيبه أو يُدخلهُ صدرَهُ و بيتَهُ ؟! ، لا والله ؛ أحسبُ أنّكَ أخي الحبيب مؤمنٌ عاقلٌ صاحبُ همّةٍ وعزيمةٍ لا يكسرُ همّتَكَ عادةٌ ذميمةٌ مهما استحكمَت ! [/font]
[font="] أجل أخي الحبيب ! : ( هنا نوع من التلخيص والاستثمار للأدلة تحاول أن نبيّن به كيف تعمل الأدلّة على إثبات ما تقول = الهدف هو تركيز المناشدة البرهانيّة ) : [/font]
[font="] عادَةٌ ذميمةٌ مهما استحكمت فهي سُمٌّ خبيثٌ مَقيتٌ بمنطق التدبُّر والتفكُّر في السيجارة و محتوياتها التي يُدخِلونَها ( هنا تحريك وصناعة موقف البراء من شركات التبغ و مروجيه و . . ) صدرَكَ و رِئَتيكَ بإرادَتِك ! ، فكن شُجاعًا هيَّا و اجعَلها الأخيرَة ! .[/font]
[font="] سُمُّ خبيثٌ مقيتٌ بمنطق الأرقامِ والإحصاء الدّقيق للأضرار والضحايا - عافاك الله- ، الذين راحوا و يروحون يوميًّا ( لبيان أن الضحايا على الطريق ) نتيجةَ التسويفِ و عدم الاعتبار بحقيقة الأضرار و الآثار ، ومن مّنّا أخي الحبيب يملكُ أن يكذّبَ الواقعَ و الإحصاءَ العلميّ الدّقيق ؟! ، لا يكذّبُهُ إلاّ غافلٌ مستهتِر يوشكُ أن يصيرَ ضمنَ تلك الأرقام والإحصاءات ، ولا أحسبُكَ كذلك عافاكَ اللهُ و هداك ، فهيَّا كن شُجاعًا ، هيَّا ، و اجعَلها الأخيرَة ! . [/font]
[font="] سُمٌّ خبيثٌ مقيتٌ بمنطقِ إضرارِهِ بالاقتصاد و إفسادِه المال الذي جعله اللهُ عَصَبًا للحياة و عنصُرَ قوّةٍ فيها ! ، فكن شُجاعًا هيَّا و اجعَلها الأخيرَة ! " . [/font]
[font="]و المرحلة الرابعة هي : تلخيص القضيّة بدقّة وامتياز[/font][font="] : [/font]
[font="] و فيها قال : "[/font][font="] معشر المؤمنين الطيّبين التوابين المتطهّرين ، يا من قصدتُم بيت الله تطلبون الطهارة والنقاء و الرّفعة والسّناء[/font][font="] : عرفتم الآن الدَّخيل الذي اقتحمَ علينا من غير بلدنا ، فأضر بنا و أبنائِنا ، وأخذ أموالنا، وأضر بعقولنا وأجسادنا ، و قبل ذلك يهدم ديننا وأخلاقنا ! ( هنا في التلخيص يأتي الجواب على الإشكال الذي انطلقنا منه في البداية ) [/font][font="]،[/font][font="]لن نسمحَ له – معشر الطيّبين - بإفسادِ شبابنا وعقولنا وأموالنا وأبداننا ! ، أحسبُ أنّكَ ستقولها أخي الحبيب : [/font]
[font="]نعم . . أحسنت . . ؛ هي الأخيرة بإذن الله و عونه وتوفيقه ! . اعقد العزم منذ الآن على تطليق هذه السيجارة الخبيثة ، على مفارقة هذا السمّ الخبيث ، و اسلك طريق عافية البدن والدّين ، هيّا أخي في الله لا تجعل العادة تتغلب على العبادة ، ولا هواك- أخي الحبيب - يتغلب على حبّك لمولاك . . ! [/font]
[font="] أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ويعافيك وينصرك على هواك ، وأن يفتح عليك أبواب التوفيق والسداد والعافية والرّشاد . . [/font]
[font="]وصل اللهم و سلم وبارك على نبيك محمد وعلى آله وصحبه والتابعين[/font][font="]. [/font][font="]" . [/font]
[font="] فتحصّلت لدينا الخطبة كاملة حول التدخين بتطبيق استراتيجية المناقشة كما يلي : [/font]
[font="] الخطبة كاملة كل مرحلة بلون[/font][font="] :[/font]
[font="][ الحمد لله حقّ حمده ، والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده ، محمد وآله وصحبه ، والتابعين لهم بإحسان[/font][font="] : [/font][font="]
[/font][font="]معشر المؤمنين [/font][font="] :[/font][font="]اتقوا الله حق تقاه ، و أبشروا بالخير في رضاه ، قال جل في علاه[/font][font="]: [ [/font][font="]ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب [/font][font="]] [/font][font="]. [/font][font="]أنتم اليوم - معشر الأحباب[/font][font="] - [/font][font="]في عيد الأسبوع ، في يوم خير و بركة [/font][font="]: [/font][font="]قال الله تعالى فيه[/font][font="] : [ [/font][font="]يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون [/font][font="]] [/font][font="]
[/font][font="]أيها الأحبة الكرام[/font][font="]: [/font][font="] سأُورد سؤالا فتأمّلوه و استبصِرُوا فيه رعَاكُمُ الله ! : [/font][font="]
[/font][font="]لو أخبرتُكُم بدَخِيلٍ اقتحمَ علينا من غير بلدنا ، أضر بنا و أبنائِنا ، فأخذ أموالنا، وأضر بعقولنا وأجسادنا ، وهو قبل ذلك يهدم ديننا وأخلاقنا ![/font][font="]؛ أفلا تقولون أين هذا الدخيل ؟[/font][font="]! [/font][font="]، وكيف لم ننتبِه له ؟! . لن نسمحَ له بإفسادِ شبابنا وعقولنا وأموالنا وأبداننا[/font][font="] ! . [/font][font="]
[/font][font="]أقول[/font][font="] : [/font][font="]للأسف نحن نعرفه أشدّ المعرفة ، بل نعرف ضرره وبلاه ، ولكن شدّة المِساسِ تُذهبُ الإحساس ! ، أصبحنا لا ننكرهُ كأنّهُ واحدٌ منَّا ، جزءٌ من بدننا ، جزءٌ من حياتنا اليوميّة ، وهو وافدٌ دخيلٌ خبيث[/font][font="] ! .
[/font][font="]بل وللأسف الشديد هنالك منا من يدعمه ويساعده. . يساعده على هدم ديننا وأخلاقنا وقيمنا وتبديد أموالنا وإهلاك أنفسنا وأبنائنا[/font][font="] . أعرفتم هذا الدخيل!؟ [/font][font="].[/font][font="]
[/font][font="]نعم ، إنها[/font][font="] " [/font][font="]السّيجارة الخبيثة [/font][font="]"[/font][font="]؛ الدّخيلُ الذي بدّد الأموال و أفسدَ الأبناء والعقول والأبدان[/font][font="] ![/font]
[font="]معشر المؤمنين الطيّبين التوابين المتطهّرين ، يا من قصدتُم بيت الله تطلبون الطهارة والنقاء و الرّفعة والسّناء[/font][font="]
1 / [/font][font="]السيجارة خبيثة بمنطقِ التفكّر والتدبُّر [/font][font="] :
[/font][font="]فالسيجارة أخي الكريم محتوياتها من الوثائق التي احتفظت بها شركات التبغ سِرًّا طوالَ عقود مَضَت ، إلى أن تم الكشف عنها و فضحها ، فانظُر ماذا تحتويهِ عافاكَ الله[/font][font="] :
[/font][font="]أكثر من [/font][font="]3000 [/font][font="]مادة سامة و مسرطنة ، والمواد المسرطنه يحملها الدم إلى الرئة والكبد والكلى والمثانة والمعدة والأمعاء وجميع أجزاء الجسم فيقضي عليها[/font][font="] (1) . [/font][font="]أخطرها[/font][font="] - [/font][font="]عافاك الله[/font][font="] - :
[/font][font="]القطران و الزفت المُسَرطِن ، وغازات الفحم الخانقة ، والنيكوتين المسبب للإدمان ، و الزرنيخ المستخدم في سُم الفئران ، و الأمونيا المستخدم في مواد تنظيف المجاري ، والمعادن الثقيلة المؤذية كالرصاص المستخدم في صناعة البطاريات ، والعناصر المشعة المسرطنة كالبولونيوم ، والمبيدات السامة كالفينول و النافثالين المستخدم في إبادة الحشرات ، بالإضافة إلى عشرات المواد المضافة المؤذية المستخدمة في صناعة الأصباغ ووقود الصواريخ[/font][font="] ! [/font][font="]، فيا للعجب كيف للعاقل أن يُدخّنَ بعد اليوم ؟[/font][font="]! [/font][font="]،و ماذا نقول لربنا سبحانه عن إهلاكنا أجسادنا بأيدينا ؟! ،و عن صحّتنا و أعمارنا التي أضعناها بالأمراض ؟! [/font][font="].
[/font][font="]معشر المؤمنين الطيّبين التوابين المتطهّرين ، يا من قصدتُم بيت الله تطلبون الطهارة والنقاء و الرّفعة والسّناء[/font][font="] :
2 / [/font][font="]السيجارة خبيثة بمنطق الإحصاء و الأرقام [/font][font="] :
[/font][font="]فقد أكدت تقارير منظمة الصحة العالمية أن التدخين هو أكبر خطر على الصحة تواجهه البشرية اليوم[/font][font="] ! [/font][font="]، و أنَّ عدد الذين يلاقون حتفهم أو يعيشون حياةً قاسيةً مليئةً بالأسقام والأمراض المزمنة بسبب التدخين يفوقون - دون ريب - عدد الذين يموتون بسبب المخدرات والطاعون والسل والجذام ومرض نقص المناعة (الإيذر) مجتمعين كل عام [/font][font="]! [/font][font="]، فيا للعجب كيف للعاقلِ أن يدخّنَ بعد اليوم ؟[/font][font="]! :
[/font][font="]السيجارة تفتكُ بإنسانٍ كل ستّ ثوان[/font][font="]! .
[/font][font="]ثلث من يتعاطونها قبل سن [/font][font="]15 [/font][font="]سنة تقريباً يموتون بسببها[/font][font="] ! .
100 [/font][font="]مليون نسمة في جميع أنحاء العالم ماتوا في القرن العشرين بمعدل [/font][font="]5 [/font][font="]مليون نسمة سنوياً بسبب السيجارة[/font][font="] !
[/font][font="]و في حالة عدم اتخاذ إجراءات إيجابيّةٍ حاسمة فإن عدد الضحايا سيقارب المليار نسمة في القرن الحادي والعشرين بمعدل [/font][font="]8 [/font][font="]ملايين حالة وفاة سنوياً[/font][font="] !
[/font][font="]كل هذه الأرقام - عافاني الله وإياك أخي الحبيب - أكدتها منظّمةُ الصحّة العالمية [/font][font="]( 2 ) .
[/font][font="]معشر المؤمنين الطيّبين التوابين المتطهّرين ، يا من قصدتُم بيت الله تطلبون الطهارة والنقاء و الرّفعة والسّناء[/font][font="] :
3 / [/font][font="]السيجارة خبيثة بمنطق الاقتصادِ و رعاية المال [/font][font="] :
[/font][font="]التدخينُ[/font][font="] - [/font][font="]أخي الكريم[/font][font="] - [/font][font="]متحقِّقٌ فيه السرفُ والتبذير والإتلاف وضياع المـال ، فلا لدنيا صاحبه يجمع ولا للآخرة عند ربه يرتفع ؛ ولو أن أحداً اعتاد أن يرمي في البحر كلَّ يوم من ماله دينارًا واحداً لعدَّهُ الناس مجنوناً يجب علاجُه كي لا يرمي أكثر وأكثر ، فكيف بمن يحرق كل يوم عدة دنانير أو ريالات لإهلاك جسده وإضرار ؟[/font][font="]! . [/font][font="]
[/font][font="]صحته ؟[/font][font="]!!
[/font][font="]ولو أن رجلاً يسرق منك كل يوم ريالاً واحداً لاعتبرته عدواً وحذرت منه ، فما ظنكَ بالدخان الذي يسرق منك كل يوم عدة ريالات ليقتلك أليس هو أولى بالفراق ؟[/font][font="]!![/font][font="]
[/font][font="]ولو كنت كلَّ يوم تشتري بثمن الدخان هدايا لأطفالك لكنت أباً مثالياً في الحياة فأيهما أولى ؟أطفالكَ أم الدخان ؟! ، ثم فكِّرْ مليَّاً ماذا جنيتَ مالياً من الدخان هل ارتفع رصيدك ؟ أم ادخرت ذلك الثمن فيما يعود لك بالنفع ؟ أم تصدقت به على فقير فيدعو لك ؟ أم أين يذهب مالك ومن المتضرر من دفع المبلغ ؟ ألست أنت المتضرر ؟[/font][font="]!!.[/font]
[font="]معشر المؤمنين الطيّبين التوابين المتطهّرين ، يا من قصدتُم بيت الله تطلبون الطهارة والنقاء و الرّفعة والسّناء[/font][font="] : أرأيتُم بعد كلّ هذا الذي يتركُهُ التدخينُ و يخلّفُهُ في الصحّة و المال و الحياة عاقلاً يركنُ إليه أو يحملُهُ في جيبه أو يُدخلهُ صدرَهُ و بيتَهُ ؟! ، لا والله ؛ أحسبُ أنّكَ أخي الحبيب مؤمنٌ عاقلٌ صاحبُ همّةٍ وعزيمةٍ لا يكسرُ همّتَكَ عادةٌ ذميمةٌ مهما استحكمَت ! [/font]
[font="] أجل أخي الحبيب ! : : [/font]
[font="] عادَةٌ ذميمةٌ مهما استحكمت فهي سُمٌّ خبيثٌ مَقيتٌ بمنطق التدبُّر والتفكُّر في السيجارة و محتوياتها التي يُدخِلونَها صدرَكَ و رِئَتيكَ بإرادَتِك ! ، فكن شُجاعًا هيَّا و اجعَلها الأخيرَة ! .[/font]
[font="] سُمُّ خبيثٌ مقيتٌ بمنطق الأرقامِ والإحصاء الدّقيق للأضرار والضحايا - عافاك الله- ، الذين راحوا و يروحون يوميًّا نتيجةَ التسويفِ و عدم الاعتبار بحقيقة الأضرار و الآثار ، ومن مّنّا أخي الحبيب يملكُ أن يكذّبَ الواقعَ و الإحصاءَ العلميّ الدّقيق ؟! ، لا يكذّبُهُ إلاّ غافلٌ مستهتِر يوشكُ أن يصيرَ ضمنَ تلك الأرقام والإحصاءات ، ولا أحسبُكَ كذلك عافاكَ اللهُ و هداك ، فهيَّا كن شُجاعًا ، هيَّا ، و اجعَلها الأخيرَة ! . [/font]
[font="] سُمٌّ خبيثٌ مقيتٌ بمنطقِ إضرارِهِ بالاقتصاد و إفسادِه المال الذي جعله اللهُ عَصَبًا للحياة و عنصُرَ قوّةٍ فيها ! ، فكن شُجاعًا هيَّا و اجعَلها الأخيرَة ! " . [/font]
[font="]معشر المؤمنين الطيّبين التوابين المتطهّرين ، يا من قصدتُم بيت الله تطلبون الطهارة والنقاء و الرّفعة والسّناء[/font][font="] : عرفتم الآن الدَّخيل الذي اقتحمَ علينا من غير بلدنا ، فأضر بنا و أبنائِنا ، وأخذ أموالنا، وأضر بعقولنا وأجسادنا ، و قبل ذلك يهدم ديننا وأخلاقنا ! ،[/font][font="]لن نسمحَ له – معشر الطيّبين - بإفسادِ شبابنا وعقولنا وأموالنا وأبداننا ! ، أحسبُ أنّكَ ستقولها أخي الحبيب : [/font]
[font="]نعم . . أحسنت . . ؛ هي الأخيرة بإذن الله و عونه وتوفيقه ! . اعقد العزم منذ الآن على تطليق هذه السيجارة الخبيثة ، على مفارقة هذا السمّ الخبيث ، و اسلك طريق عافية البدن والدّين ، هيّا أخي في الله لا تجعل العادة تتغلب على العبادة ، ولا هواك- أخي الحبيب - يتغلب على حبّك لمولاك . . ! [/font]
[font="] أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ويعافيك وينصرك على هواك ، وأن يفتح عليك أبواب التوفيق والسداد والعافية والرّشاد . . [/font]
[font="]وصل اللهم و سلم وبارك على نبيك محمد وعلى آله وصحبه والتابعين[/font][font="]. [/font]
[font="] و في الحقيقة هذه المراحل العلمية متكاملة متداخلة لا يمكن الفصل بينها إلا على سبيل التعليم فقط لأنها متعلقة بالخطاب والتأثير ، وقد يستجد لدى الخطيب في واقع الإطار الزماني و المكاني للخطاب أو الإطار الحالي المخاطبين ما يقتضي البسط أو الإدماج أو غيره : [/font]
[font="] و في الأخير دُمتم طيّبين موفّقين .
ملاحظة : سوف يتم بإذن الله تنظيم المقال وتطويره وتدعيمه بالمصادر والمراجع ، ثم نشره في استراتيجية الخطيب- ركن تدريب .
[/font]
بورك فيك شيخ رشيد على طرحك المسدد ونقاشك الموفق وأسلوبك الرائع البليغ واختيارك الهادف والحي ونحن معك في هذه المسيرة الناجحة وهذه البطولة المتكاملة حتى نهايتها.
زياد الريسي - مدير الإدارة العلمية
بورك فيك شيخ رشيد وشكرا لهذا الاستنهاض العجيب وهذه المبادرات الحية والهادفة لإحياء روح المشاركة وإذكاء شعلة التفاعل.
من وجهة نظري أن قصة إبراهيم والتي توسطت سورة الأنعام ابتداء من قوله تعالى: (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض....) ومجادلته قومه في إثبات ألوهية الله من خلال إبطال ما تعلق به المشركون من النجوم هي من خير ما يستشهد به لما ذكرت وهي من القصص التي تجلت فيها النقاط السالفة الذكر وإن لم تكن قد استوفرت تلك النقاط كلها فغالبيتها.
تعديل التعليق