سلامٌ على إبراهيم

عبدالعزيز بن محمد
1442/06/15 - 2021/01/28 11:31AM

أيها المسلمون: نبي كريمٌ، أواهٌ حليم، اصطفاه الله واجتباه، وأنعم عليه ورفعه وتولاه، إمامٌ للمتقين وأمةٌ.. أبُ الأنبياءِ، وسيدُ الحنفاءِ، وخليل رب العالمين.

قَصَّ اللهُ علينا من أنبائه، وفَصَّلَ لنا من أخبارِه.  توالى ذكرُهُ في كثيرٍ من الآيات والسور،  وفي كُلِّ موقفٍ.. تتجلى جلالتُهُ، وتظُهرُ مكانتُه، وَيَنْشُرُ اللهُ لهُ مِنَ المآثرِ والآياتِ والعِبَر.

أنبأنا القرآنُ مِن أخبارِه.. فتى على التوحيدِ غيوراً، وأنبأنا مِن أخبارِه.. شيخاً أواهاً وقوراً، في عُمرٍ مديدٍ فيما بين الفتوةِ والكِبَر.. قضاهُ إبراهيمُ عليه السلام بإقامةِ التوحيدِ وتشييدِ صروحِه، وهدمِ الشركِ وتقويضِ عروشه،  * وَحَّدَ اللهَ وعَظَّمَه، وحَطَّمَ الأصنامَ وكادَها، وحاجَّ المشركين وألجمهم. وضحى في سبيل الله وابتلي وصَبَرَ وصابَر فـ {سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ}  {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ} {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا} {وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ * إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّىٰ} {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ..}{وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ}{قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفاً ولم يكُ من المشركين..}{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ}

* {سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ}.. له في مقام النبيين أعلى مقامٍ بعد مَقَامِ نبينا محمدٍ r  {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} أبقى اللهُ النبوةَ في ذُرِّيَّتِه مِن بعدِه، فما أرسلَ اللهُ نبياً بعدَه إلا مِنْ ذريتِه. {وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا  وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ}

ونبيُنا محمدٌ r يعلو نسَبُهُ إلى إبراهيم عليه السلام وفي حديث الإسراءِ والمعراج، قال النبي r : (ثم صُعِدَ بي إلى ــ السماء ــ السَّابعة فاستفتَحَ جبريلُ. قيل: مَنْ هَذا؟ قالَ: جبريل، قِيل: وَمَنْ مَعَك؟ قال: محمد r قِيْلَ: وَقَدْ بُعِثَ إليه؟ قَالَ: نَعَمْ، قِيْل: مَرْحباً به فِنِعْمَ المجيءُ جاء، فلما خَلَصْتُ فإذا إبراهيم. ــ أي في السماء السابعة ــ قال ــ جبريل ــ : هذا أبوك فسلِّم عليه، فسلمتُ عليه فردَّ عليَّ السلامُ، قال: مرحباً بالابنِ الصالحِ والنَّبيّ الصالح.. الحديث) رواه البخاري

* {سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ}.. {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ} وَقَفَ وهو فتى يافعاً.. متوقدَ الإيمانِ، نقيَ الفطرةِ، سليم القلب، حجيج اللسان. مخاطباً أباه قومَه.. مُنكراً كُفرَهم وإشراكَهُم بالله: {..مَا هَٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ * قالوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ * قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ * قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ * قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَىٰ ذَٰلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ* وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ} فتىً غار على التوحيدِ.. فأغار على أصنامِ المشركين فَحَطّمَها، وقضى على معبوداتِهم وأبادها، ولم يُبْقِ إلا أكبرها.. لعل للقومِ عقولاً بها يهتدون.  فلما رأوا في أصنامِهم ما رأوا، تنادوا غاضبين {..مَن فَعَلَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ* قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ * قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ} أَحْضِرُوْهُ مُتَّهماً.. أمامَ أعينِ الناسِ الذين فُجعوا بتحطيم آلهتهم.. لعلهم يشهدونَ عِقابَه ويروا مصيرَه.  فرحَ الفتى إبراهيم عليه السلامُ بهذا القرارِ، لِيُقِيْمَ الحجةَ عليهم أجمعين، فجيءَ به على رؤوسِ الأشهادِ {قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ * قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ * فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ * ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَٰؤُلَاءِ يَنطِقُونَ * قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ * أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} فثارت حَمِيَّتُهُم الجاهليةُ {قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ} فَبَنَوْا له بنياناً أوقدوا فيه نيرانهم، ثم رموه فيها ليُحْرِقُوه، قال الله: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ}

* {سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ}  حاورَ أباه بِلُطفٍ، إلى نور التوحيدِ دعاه {.. يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا * يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ  إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا }  ولكن أباه استكبر وولى معرضاً { قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ  لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ  وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا* قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا} وعدَ أباه بأن يستغفر له.. لعَلَّ رحمةً من الله تُصيبُه فينجوا بها من عذابِ الله، فقال فيما دعا {وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ} ولما تبين لإبراهيمَ عليه السلامُ أنا أباه بات في ظلمات الكفرِ منغمساً، وفي دروب الشرك مُسْتَمسِكاً مُرْتَكِساً، أعلنَ منهُ البراءَةَ، وأظهرَ له العداوةَ والبغضاء. {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ}   

فمَنْ كان لله موحداً.. لم يوالِ إلا في للهِ، ولم يعادِ إلا فيه، ولمُ يُحِبَّ إلا في الله، ولم يُبْغِضْ إلا فيه، إنها ملةُ إبراهيمَ..   {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ } بارك الله لي ولكم..


الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً رسولُ رب العالمين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم تسليماً ..

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله.. واستمسكوا بعقيدتكم، وأخلصوا دينكم لله، واستقيموا إليه واستغفروه، وويلٌ للمشركين.

أيها المسلمون: {سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ}.. امتلأ قلبُه لله تعظيماً، فهان عليهِ كلُّ عظيمٍ دون الله.. وقَفَ أمامَ ذاكَ الملكِ الجبار.. فقارَعَهُ وحاورَه ونازلَه، فأبطل زيفَهُ، وكشف باطِلَه وأرغَمَه.. {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ  قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ  وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}

* {سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ}  حنيفاً لله مسلماً، مخلصاً لله موحداً، ولم يكُ مِنَ المشركين.. أوحى الله إلى نبيه محمدٍ r أن اتَّبِعُ مِلَّةَ إبراهيم.  ملةٌ جاءت في القرآنِ مُفصَّلةً مُبَيَّنةً.. كَمَالُ توحيدٍ، وَصِدْقُ تَوَكُّلٍ، وَحُسْنُ ظنٍ بالله، وتمامُ اعتماد عليه، وكفرٌ بكل ما عبدَ من دونه، وصبرٌ على عظيمِ البلاءِ في سبيله، ومُفاصَلَةٌ ومفارقةُ وبراءةٌ من المشركينَ، ومجاهرةٌ لهم بالعداوةِ والبغضاءِ أبداً حتى يؤمنوا بالله وحده، فلا مقاربةَ معهم في الدينِ ولا مشاركةَ ولا مداهنةَ ولا خنوع.  {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ..}

* {سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ} فلا ديانةَ دانَ للهِ بها غيرَ دينِ الإسلامِ، استسلامٌ لله بالتوحيد، وانقياد له بالطاعة، وبراءةٌ وعداوةٌ وبغضاءٌ للكفرِ وأهله، تلك هي ملةُ إبراهيم.. {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ}  فليس ليهوديٍ ولا لنصرانيٍ ولا لمنتحلٍ ديناً غير دين الإسلامِ أن يزعُمَ أنه على ملةِ إبراهيم، وليس لمبطلٍ ولا لمفترٍ ولا لمنافقٍ.. أن يَلْبِسَ الحقَّ بالباطلِ، ليطمسَ معالمِ التوحيد، وَلِيُقْصِيَ عقيدةَ الولاء والبراءِ من قلوبِ المؤمنينَ، لِيَحْشُرَ مِلَلَ الكفرِ الباطِلةِ معَ ملةِ الإسلامِ تحت شعار مُضَلِّلٍ.. باسمِ البيتِ الإبراهيمي أو الديانةِ الإبراهيمية.. {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}  {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ}  {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا  وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}

* {سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ} .. عَنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى t أن النبيَّ r كَانَ يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ: (أَصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الْإِسْلَامِ، وَعَلَى كَلِمَةِ الْإِخْلَاصِ، وَعَلَى دِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ r وَعَلَى مِلَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ).

* ربنا توفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، واحشرنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين،..

* اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ..    * اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ..

المشاهدات 1798 | التعليقات 0