سلامة الصدر اسبابه وموانعه
عبدالله بن معلا الصاعدي
1437/09/09 - 2016/06/14 05:46AM
الأربعاء 11/8/1437 هـ
إِنَّ الحَمدَ للهِ، نَحمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنفُسِنا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَه، وَمَنْ يُضلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَمَ تسلِيماً كَثِيراً
أمّا بعد أيها المسلمون
فإن أمة الإسلام أمة صفاء ونقاء في العقيدة والعبادات والمعاملات تأمر المسلم بكل ما من شأنه تقوية أواصر المحبة والألفة بينه وبين أخوانه المسلمين وتنهاه عن كل ما يكون سببا في زعزعة الألفة والمحبة بينه وبين أفراد المجتمع المسلم ولقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عما يوغر الصدور ويبعث على الفرقة والشحناء،والبغضاء فقال صلى الله عليه وسلم: كما عند مسلم في صحيحه « لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانًا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث»[رواه مسلم]، وقال صلى الله عليه وسلم: حاثًا على المحبة والألفة: «والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا...» [رواه مسلم] وعندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس أفضل؟ قال: «كل مخموم القلب صدوق اللسان» قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: «هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد» [رواه ابن ماجه] وسلامة الصدر نعمة من النعم التي توهب لأهل الجنة حينما يدخلونها: } قال الله جل الله (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ{ [الحجر: 47] وسلامة الصدر راحة في الدنيا وغنيمة في الآخرة وهي من أسباب دخول الجنة فقد اخرج الامام أحمد رحمة الله تعالى من حديث أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ( يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ) فَطَلَعَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ تَنْطِفُ لِحْيَتُهُ مِنْ وُضُوئِهِ قَدْ تَعَلَّقَ نَعْلَيْهِ فِي يَدِهِ الشِّمَالِ ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مِثْلَ الْمَرَّةِ الْأُولَى ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ أَيْضًا فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ الْأُولَى ، فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبِعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقَالَ : إِنِّي لَاحَيْتُ أَبِي فَأَقْسَمْتُ أَنْ لَا أَدْخُلَ عَلَيْهِ ثَلَاثًا ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُؤْوِيَنِي إِلَيْكَ حَتَّى تَمْضِيَ فَعَلْتَ . قَالَ نَعَمْ قَالَ أَنَسٌ : وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَاتَ مَعَهُ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلَاثَ فَلَمْ يَرَهُ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ شَيْئًا ، غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا تَعَارَّ وَتَقَلَّبَ عَلَى فِرَاشِهِ ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَبَّرَ حَتَّى يَقُومَ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ إِلَّا خَيْرًا . فَلَمَّا مَضَتْ الثَّلَاثُ لَيَالٍ وَكِدْتُ أَنْ أَحْتَقِرَ عَمَلَهُ قُلْتُ : يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنِّي لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي غَضَبٌ وَلَا هَجْرٌ ثَمَّ ، وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَكَ ثَلَاثَ مِرَارٍ : ( يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ) فَطَلَعْتَ أَنْتَ الثَّلَاثَ مِرَارٍ ، فَأَرَدْتُ أَنْ آوِيَ إِلَيْكَ لِأَنْظُرَ مَا عَمَلُكَ فَأَقْتَدِيَ بِهِ ، فَلَمْ أَرَكَ تَعْمَلُ كَثِيرَ عَمَلٍ
، فَمَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالَ مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ ، قَالَ : فَلَمَّا وَلَّيْتُ دَعَانِي فَقَالَ : مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ ؛ غَيْرَ أَنِّي لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي لِأَحَدٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ غِشًّا وَلَا أَحْسُدُ أَحَدًا عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ . فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ ، وَهِيَ الَّتِي لَا نُطِيقُ .
والعجيب يا عباد الله أن كثير من الناس يتورع عن أكل الحرام أو النظر الحرام ويترك قلبه يرتع في مهاوي الحقد والحسد والغل والضغينة، قال أح السلف ، إنما هي أربع لا غير: عينك ولسانك وقلبك وهواك، فانظر عينك لا تنظر بها إلى ما لا يحل لك، وانظر قلبك لا يكون منه غل ولا حقد على أحد من المسلمين، وانظر هواك لا يهوى شيئًا من الشر فإذا لم يكن فيك هذه الخصال الأربع فاجعل الرماد على رأسك فقد شقيت ».
قال ابن القيم -رحمه الله- و سلامة القلب تكون من عدم إرادة الشر بعد معرفته، فيسلم قلبه من إرادته وقصده لا من معرفته والعمل به، ، والكمال أن يكون عارفًا بتفاصيل الشر سليمًا من إرادته
واعلموا عباد الله أن الشحناء والبغضاء بين أفراد المجتمع المسلم من الامور التى نهى عنها ديننا الحنيف لان نهايتها أليمه وعواقبها وخيمة
واعلموا رحمني الله وأياكم أن للشحناء والبغاء اسباب تدفع المسلم لذلك فمن ذلك
1- طاعة الشيطان: قال تعالى : }وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا{ [الإسراء: 53]وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم»[رواه مسلم].
ومن أسباب التشاحن والتباغض
2- الغضب: فالغضب مفتاح كل شر وقد أوصى صلى الله عليه وسلم رجلاً بالبعد عن الغضب فقال: «لا تغضب » فرددها مرارًا [رواه البخاري] فإن الغضب طريق إلى التهكم بالناس والسخرية منهم وبخس حقوقهم وإيذائهم وغير ذلك مما يولد البغضاء والفرقة.
ومن أسباب التشاحن والتباغض
3- النميمة: وهي من أسباب الشحناء وطريق إلى القطيعة والتنافر ووسيلة إلى الوشاية بين الناس وإفساد قلوبهم قال -تعالى- ذامًا أهل هذه الخصلة الذميمة: }هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ{[القلم: 11] وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة فتان» وهو النمام.
ومن أسباب التشاحن والتباغض
4- الحسد: وهو تمني زوال النعمة عن صاحبها وفيه تعد وأذى للمسلمين نهى الله عنه ورسوله قال صلى الله عليه وسلم: «إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب»[رواه أبو داود] والحسد يولد الغيبة والنميمة والبهتان على المسلمين والظلم والكبر.
ومن أسباب التشاحن والتباغض .
7- كثرة المزاح: فإن كثيره يورث الضغينة ويجر إلى القبيح، والمزاح كالملح قليله يكفي وإن كثر أفسد وأهلك، وهناك أسباب أخرى غير ذلك
.
واعلموا عباد الله أ، هناك ثمت أسباب تعين المسلم على صلامة الصدر وزكاة النفس وطهارة القلب
فمن ذلك الإخلاص لله تبارك وتعالى
فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلات لا يغل عليهن قلب مؤمن: إخلاص العمل ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من ورائهم» [رواه أحمد وابن ماجه].
ومن المعلوم أن من أخلص دينه لله -عز وجل- فلن يحمل في نفسه تجاه إخوانه المسلمين إلا المحبة الصادقة، وعندها سيفرح إذا أصابتهم حسنة، وسيحزن إذا أصابتهم مصيبة، سواء كان ذلك في أمور الدنيا أو الآخرة.
ومن الاسباب رضا العبد عن ربه وامتلاء قلبه به:
قال ابن القيم -رحمه الله- في الرضا: إنه يفتح للعبد باب السلامة فيجعل قلبه نقيًّا من الغش والدغل والغل، ولا ينجو من عذاب الله إلا من أتى الله بقلب سليم، كذلك وتستحيل سلامة القلب مع السخط وعدم الرضا، وكلما كان العبد أشد رضا كان قلبه أسلم، فالخبث والدغل والغش: قرين السخط، وسلامة القلب وبره ونصحه: قرين الرضا وكذلك الحسد هو من ثمرات السخط، وسلامة القلب منه ومن ثمرات الرضا.
ومن الاسباب قراءة للقرآن وتدبره:
فهو دواء لكل داء، والمحرم من لم يتداو بكتاب الله، قال تعالى: }قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ{ [فصلت: 44] وقال: }وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا{ ، وقال تعالى: }يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة.
ومن الاسباب تذكر الحساب والعقاب:
الذي ينال من يؤذي المسلمين من جراء خبث نفسه وسوء طويته من الحقد ولحسد والغيبة والنميمة والاستهزاء والشحناء والبغضاء وغيرها.
ومن الاسباب : الدعاء:
فيدعو العبد ربه دائمًا أن يجعل قلبه سليمًا على إخوانه، وأن يدعو لهم أيضًا: لهذا دأب الصالحين قال تعالى: }وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ{ [الحشر: 10].
ومن الاسباب : الصدقة:
فهي تطهر القلب، وتزكي النفس، ولذلك قال الله -تعالى- لنبيه صلى الله عليه وسلم }خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا{[التوبة: 103].
وقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: «داووا مرضاكم بالصدقة» [صحيح الجامع] وأن أحق المرضى بالمداوة مرضى القلوب،
ومن الاسباب : إفشاء السلام:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم» [رواه الإمام مسلم].
قال ابن عبد البر -رحمه الله-: «في هذا دليل على فضل السلام لما فيه من رفع التباغض وتوريث الود». ,والمحبة
ومن الاسباب محبة الخير للمسلمين لقوله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» [رواه البخاري ومسلم].
ومن الاسباب: عدم الاستماع للغيبة والنميمة حتى يبقى قلب الإنسان سليمًا: قال صلى الله عليه وسلم: «لا يبلغني أحد عن أحد من أصحابي شيئًا فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سلم الصدر» [رواه أحمد]
ومن الاسباب العناية بالقلب ومداومة علاجه, قال صلى الله عليه وسلم: «ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب» [رواه البخاري ومسلم].
,ومن الاسباب السعي في إصلاح ذات البين قال تعالى: }فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ{ [الأنفال: 8] قال ابن عباس رضي الله عنه : «هذا تحريم من الله ورسوله أن يتقوا ويصلحوا ذات بينهم».+
+
وقال صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟» قالوا: بلى، قال: «إصلاح ذات البين» [رواه أبو داود].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
الخطبة الثانية
أما بعد ايها المسلمون
فكما تعلمون ياعباد الله أننا مقبلون على شهر عظيم وموسم كريم من مواسم العبادة والطاعة ومغفرة الذنوب والعتق من النار
فكان لزاما على المسلم أن يستقبل الشهر بصدر سليم وقلب خاشع خاليا من الشحناء والبغضاء حتى يتفرغ للعبادة وينشغل بها عن غيرها ويخلو قلبه من التحريش والتباغض والشحناء والبغضاء فيصفو القلب لربهم ويتلذذ بطاعته وتشمله مغفرته
وتأملوا عباد الله في هذا الحديث الذي (رواه البيهقي في شعب الإيمان ، و الطبراني في المعجم الكبير من حديث معاذ بن جبل ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : « يطلع الله على خلقه في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن
وفي رواية من حديث أبي ثعلبة الخشني ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : « إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله إلى خلقه فيغفر للمؤمن ، ويملي للكافرين ، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه رواه البيهقي في شعب الإيمان ، و الطبراني في المعجم الكبير
ما يدل ياعباد الله على عظم صفاء النفس وسلامة الصدر من هذه الامراض والاحقاء والتشاحن والتباغض
وأن المسلم ربما يحرم نفسه من هذه المغفرة العظيمة من الله عز وجل بسبب هذه الامراض التى حينما يذهب العاقل يفتش في اسبابها يجد أن امور لاتساوي شيئا من اوساخ هذه الدنيا الفانية
وتذكر عباد الله قول الحق جل وعلا ( الا من اتى الله بقلب سليم ) سليم من الشرك سليم من الشحناء والبغضاء والاحقاد سليم من كل الامراض
ثم اعلموا رحمني الله وإياكم
إِنَّ الحَمدَ للهِ، نَحمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنفُسِنا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَه، وَمَنْ يُضلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَمَ تسلِيماً كَثِيراً
أمّا بعد أيها المسلمون
فإن أمة الإسلام أمة صفاء ونقاء في العقيدة والعبادات والمعاملات تأمر المسلم بكل ما من شأنه تقوية أواصر المحبة والألفة بينه وبين أخوانه المسلمين وتنهاه عن كل ما يكون سببا في زعزعة الألفة والمحبة بينه وبين أفراد المجتمع المسلم ولقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عما يوغر الصدور ويبعث على الفرقة والشحناء،والبغضاء فقال صلى الله عليه وسلم: كما عند مسلم في صحيحه « لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانًا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث»[رواه مسلم]، وقال صلى الله عليه وسلم: حاثًا على المحبة والألفة: «والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا...» [رواه مسلم] وعندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس أفضل؟ قال: «كل مخموم القلب صدوق اللسان» قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: «هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد» [رواه ابن ماجه] وسلامة الصدر نعمة من النعم التي توهب لأهل الجنة حينما يدخلونها: } قال الله جل الله (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ{ [الحجر: 47] وسلامة الصدر راحة في الدنيا وغنيمة في الآخرة وهي من أسباب دخول الجنة فقد اخرج الامام أحمد رحمة الله تعالى من حديث أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ( يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ) فَطَلَعَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ تَنْطِفُ لِحْيَتُهُ مِنْ وُضُوئِهِ قَدْ تَعَلَّقَ نَعْلَيْهِ فِي يَدِهِ الشِّمَالِ ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مِثْلَ الْمَرَّةِ الْأُولَى ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ أَيْضًا فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ الْأُولَى ، فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبِعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقَالَ : إِنِّي لَاحَيْتُ أَبِي فَأَقْسَمْتُ أَنْ لَا أَدْخُلَ عَلَيْهِ ثَلَاثًا ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُؤْوِيَنِي إِلَيْكَ حَتَّى تَمْضِيَ فَعَلْتَ . قَالَ نَعَمْ قَالَ أَنَسٌ : وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَاتَ مَعَهُ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلَاثَ فَلَمْ يَرَهُ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ شَيْئًا ، غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا تَعَارَّ وَتَقَلَّبَ عَلَى فِرَاشِهِ ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَبَّرَ حَتَّى يَقُومَ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ إِلَّا خَيْرًا . فَلَمَّا مَضَتْ الثَّلَاثُ لَيَالٍ وَكِدْتُ أَنْ أَحْتَقِرَ عَمَلَهُ قُلْتُ : يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنِّي لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي غَضَبٌ وَلَا هَجْرٌ ثَمَّ ، وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَكَ ثَلَاثَ مِرَارٍ : ( يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ) فَطَلَعْتَ أَنْتَ الثَّلَاثَ مِرَارٍ ، فَأَرَدْتُ أَنْ آوِيَ إِلَيْكَ لِأَنْظُرَ مَا عَمَلُكَ فَأَقْتَدِيَ بِهِ ، فَلَمْ أَرَكَ تَعْمَلُ كَثِيرَ عَمَلٍ
، فَمَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالَ مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ ، قَالَ : فَلَمَّا وَلَّيْتُ دَعَانِي فَقَالَ : مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ ؛ غَيْرَ أَنِّي لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي لِأَحَدٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ غِشًّا وَلَا أَحْسُدُ أَحَدًا عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ . فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ ، وَهِيَ الَّتِي لَا نُطِيقُ .
والعجيب يا عباد الله أن كثير من الناس يتورع عن أكل الحرام أو النظر الحرام ويترك قلبه يرتع في مهاوي الحقد والحسد والغل والضغينة، قال أح السلف ، إنما هي أربع لا غير: عينك ولسانك وقلبك وهواك، فانظر عينك لا تنظر بها إلى ما لا يحل لك، وانظر قلبك لا يكون منه غل ولا حقد على أحد من المسلمين، وانظر هواك لا يهوى شيئًا من الشر فإذا لم يكن فيك هذه الخصال الأربع فاجعل الرماد على رأسك فقد شقيت ».
قال ابن القيم -رحمه الله- و سلامة القلب تكون من عدم إرادة الشر بعد معرفته، فيسلم قلبه من إرادته وقصده لا من معرفته والعمل به، ، والكمال أن يكون عارفًا بتفاصيل الشر سليمًا من إرادته
واعلموا عباد الله أن الشحناء والبغضاء بين أفراد المجتمع المسلم من الامور التى نهى عنها ديننا الحنيف لان نهايتها أليمه وعواقبها وخيمة
واعلموا رحمني الله وأياكم أن للشحناء والبغاء اسباب تدفع المسلم لذلك فمن ذلك
1- طاعة الشيطان: قال تعالى : }وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا{ [الإسراء: 53]وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم»[رواه مسلم].
ومن أسباب التشاحن والتباغض
2- الغضب: فالغضب مفتاح كل شر وقد أوصى صلى الله عليه وسلم رجلاً بالبعد عن الغضب فقال: «لا تغضب » فرددها مرارًا [رواه البخاري] فإن الغضب طريق إلى التهكم بالناس والسخرية منهم وبخس حقوقهم وإيذائهم وغير ذلك مما يولد البغضاء والفرقة.
ومن أسباب التشاحن والتباغض
3- النميمة: وهي من أسباب الشحناء وطريق إلى القطيعة والتنافر ووسيلة إلى الوشاية بين الناس وإفساد قلوبهم قال -تعالى- ذامًا أهل هذه الخصلة الذميمة: }هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ{[القلم: 11] وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة فتان» وهو النمام.
ومن أسباب التشاحن والتباغض
4- الحسد: وهو تمني زوال النعمة عن صاحبها وفيه تعد وأذى للمسلمين نهى الله عنه ورسوله قال صلى الله عليه وسلم: «إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب»[رواه أبو داود] والحسد يولد الغيبة والنميمة والبهتان على المسلمين والظلم والكبر.
ومن أسباب التشاحن والتباغض .
7- كثرة المزاح: فإن كثيره يورث الضغينة ويجر إلى القبيح، والمزاح كالملح قليله يكفي وإن كثر أفسد وأهلك، وهناك أسباب أخرى غير ذلك
.
واعلموا عباد الله أ، هناك ثمت أسباب تعين المسلم على صلامة الصدر وزكاة النفس وطهارة القلب
فمن ذلك الإخلاص لله تبارك وتعالى
فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلات لا يغل عليهن قلب مؤمن: إخلاص العمل ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من ورائهم» [رواه أحمد وابن ماجه].
ومن المعلوم أن من أخلص دينه لله -عز وجل- فلن يحمل في نفسه تجاه إخوانه المسلمين إلا المحبة الصادقة، وعندها سيفرح إذا أصابتهم حسنة، وسيحزن إذا أصابتهم مصيبة، سواء كان ذلك في أمور الدنيا أو الآخرة.
ومن الاسباب رضا العبد عن ربه وامتلاء قلبه به:
قال ابن القيم -رحمه الله- في الرضا: إنه يفتح للعبد باب السلامة فيجعل قلبه نقيًّا من الغش والدغل والغل، ولا ينجو من عذاب الله إلا من أتى الله بقلب سليم، كذلك وتستحيل سلامة القلب مع السخط وعدم الرضا، وكلما كان العبد أشد رضا كان قلبه أسلم، فالخبث والدغل والغش: قرين السخط، وسلامة القلب وبره ونصحه: قرين الرضا وكذلك الحسد هو من ثمرات السخط، وسلامة القلب منه ومن ثمرات الرضا.
ومن الاسباب قراءة للقرآن وتدبره:
فهو دواء لكل داء، والمحرم من لم يتداو بكتاب الله، قال تعالى: }قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ{ [فصلت: 44] وقال: }وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا{ ، وقال تعالى: }يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة.
ومن الاسباب تذكر الحساب والعقاب:
الذي ينال من يؤذي المسلمين من جراء خبث نفسه وسوء طويته من الحقد ولحسد والغيبة والنميمة والاستهزاء والشحناء والبغضاء وغيرها.
ومن الاسباب : الدعاء:
فيدعو العبد ربه دائمًا أن يجعل قلبه سليمًا على إخوانه، وأن يدعو لهم أيضًا: لهذا دأب الصالحين قال تعالى: }وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ{ [الحشر: 10].
ومن الاسباب : الصدقة:
فهي تطهر القلب، وتزكي النفس، ولذلك قال الله -تعالى- لنبيه صلى الله عليه وسلم }خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا{[التوبة: 103].
وقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: «داووا مرضاكم بالصدقة» [صحيح الجامع] وأن أحق المرضى بالمداوة مرضى القلوب،
ومن الاسباب : إفشاء السلام:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم» [رواه الإمام مسلم].
قال ابن عبد البر -رحمه الله-: «في هذا دليل على فضل السلام لما فيه من رفع التباغض وتوريث الود». ,والمحبة
ومن الاسباب محبة الخير للمسلمين لقوله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» [رواه البخاري ومسلم].
ومن الاسباب: عدم الاستماع للغيبة والنميمة حتى يبقى قلب الإنسان سليمًا: قال صلى الله عليه وسلم: «لا يبلغني أحد عن أحد من أصحابي شيئًا فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سلم الصدر» [رواه أحمد]
ومن الاسباب العناية بالقلب ومداومة علاجه, قال صلى الله عليه وسلم: «ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب» [رواه البخاري ومسلم].
,ومن الاسباب السعي في إصلاح ذات البين قال تعالى: }فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ{ [الأنفال: 8] قال ابن عباس رضي الله عنه : «هذا تحريم من الله ورسوله أن يتقوا ويصلحوا ذات بينهم».+
+
وقال صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟» قالوا: بلى، قال: «إصلاح ذات البين» [رواه أبو داود].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
الخطبة الثانية
أما بعد ايها المسلمون
فكما تعلمون ياعباد الله أننا مقبلون على شهر عظيم وموسم كريم من مواسم العبادة والطاعة ومغفرة الذنوب والعتق من النار
فكان لزاما على المسلم أن يستقبل الشهر بصدر سليم وقلب خاشع خاليا من الشحناء والبغضاء حتى يتفرغ للعبادة وينشغل بها عن غيرها ويخلو قلبه من التحريش والتباغض والشحناء والبغضاء فيصفو القلب لربهم ويتلذذ بطاعته وتشمله مغفرته
وتأملوا عباد الله في هذا الحديث الذي (رواه البيهقي في شعب الإيمان ، و الطبراني في المعجم الكبير من حديث معاذ بن جبل ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : « يطلع الله على خلقه في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن
وفي رواية من حديث أبي ثعلبة الخشني ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : « إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله إلى خلقه فيغفر للمؤمن ، ويملي للكافرين ، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه رواه البيهقي في شعب الإيمان ، و الطبراني في المعجم الكبير
ما يدل ياعباد الله على عظم صفاء النفس وسلامة الصدر من هذه الامراض والاحقاء والتشاحن والتباغض
وأن المسلم ربما يحرم نفسه من هذه المغفرة العظيمة من الله عز وجل بسبب هذه الامراض التى حينما يذهب العاقل يفتش في اسبابها يجد أن امور لاتساوي شيئا من اوساخ هذه الدنيا الفانية
وتذكر عباد الله قول الحق جل وعلا ( الا من اتى الله بقلب سليم ) سليم من الشرك سليم من الشحناء والبغضاء والاحقاد سليم من كل الامراض
ثم اعلموا رحمني الله وإياكم
زياد الريسي - مدير الإدارة العلمية
شكر الله لكم فضيلة الشيخ عبدالله بن معلا الصاعدي وبارك فيكم وتقبل منا ومنكم.
بداية طيبة وخطوة مباركة مزيد من الحضور شيخ عبدالله.
تعديل التعليق