سقوط صنعاء والمصير المجهول

د مراد باخريصة
1435/12/02 - 2014/09/26 02:53AM
سقوط صنعاء والمصير المجهول
يقول الله تبارك وتعالى في كتابه العظيم: يقول الله تبارك وتعالى في كتابه العظيم: { وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}.
لقد اقتضت سنة الله سبحانه وتعالى في هذا الكون العظيم أن يجعل الأيام تتداول بين الناس فيوم لك ويوم عليك ويوم يديل الله المسلمين على المشركين ويجعل الدولة والغلبة لهم ويوم يديل الله المشركين على المسلمين ويجعل الدائلة عليهم
ويوم يديل الله هذا الملك ويوم يديل ذاك كما قال سبحانه وتعالى{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
عباد الله نحن اليوم في عصر تأمر فيه الشر وساد وصارت له الغلبة والشوكة ودالت الدولة على أهل الإسلام والحق وصاروا في أضعف حالة وأهون صورة واسوأ موقف.
اعداؤنا يلعبون علينا بالمكشوف ويتآمرون ضدنا بكل وضوح ويتكالبون كلهم علينا بكل صلف وغرور وعنجهية ويرموننا بقوس واحدة مسلطة حتى صرنا نسأل الله السلامة والعافية من قوة الضربات وهول النكبات كالحيران الذي يتخبطه الشيطان من المس.
نتيه في الأرض حيارى بلا عنوان ونسير في اتجاهات ملخبطة بلا دليل ولابرهان ونمشي مشية السكران {كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ}.
هذا ما حصل لنا اليوم في بلد الإيمان ويمن الحكمة وهذا هو واقعنا المرير في هذه البلاد بعد أن تكالب علينا معشر أهل السنة حثالات البشر من علمانيين متآمرين وحوثة رافضيين ومنتفعين مصلحيين وأمم ملحدة تتحد دائماً مع الشر ضد الخير ومع الفساد ضد الصلاح ومع المنكر ضد المعروف.
لقد أخرجوا لنا مسرحية جهنمية وأوقعونا في فخاخ خبيثة ملغومة وجرونا إلى مستنقعات عفنة كريهة لنتجرع مرارتها ونذوق بأسها وخبثها ونصطلي بنيرانها واتفقوا كلهم على إيقاعنا فيها ورمينا في أوساطها لنصبح أذلاء صاغرين يحكمنا عبيد الشرق والفرس بعد أن حكمنا عبيد الغرب والروم فقتلونا وأهانونا ثم سلمونا إلى عبيد إيران ليكملوا الباقي فينا
ونحن المساكين نظن أن هذا عهد جديد سيكون بداية خير لنا ونعتقد أن النظام قد تحول لصالحنا وأن هؤلاء الروافض ربما يقفون معنا ويرفعون قضيتنا ويفتحون ملفنا أو يعطوننا شيئاً ولو من الفتات اليسير الذي عجزنا في كل سنواتنا عن تحقيقه.
إن الذي حصل في هذه المسرحية الهزلية هو مجرد تأدية أدوار ولكن الدور هذه المرة سيديره ليس عبيد أمريكا القدامى المحسوبين على أهل السنة فقد ملت أمريكا منهم وشعرت أن دورهم قد انتهى ولم يعد لهم قبول بين شعوبهم فجاءوا لهم بعبيد جدد ليولوهم المسئولية علينا ويضعوهم على كراسي الحكم بدلاً من أولئك ولذلك مكنوهم ودفعوا بهم وتغاضوا عن جرائمهم في اليمن وسوريا والعراق ولبنان وغيرها من البلدان.
هل يعقل أن يسيطر هؤلاء على العاصمة بكل هذه السهولة وفي حدود فترة بسيطة وفي ساعات يسيرة يقومون بالاستيلاء على الأماكن السيادية للدولة فيدخلون إلى قلب وزارة الدفاع ويقتحمون وزارة الداخلية والبنك المركزي ورئاسة الوزراء ومقر قيادة القوات المسلحة وغيرها وغيرها ثم تأتي الأوامر الخارجية على لسان الداخلية لتقول للجميع الزموا الصمت وتقبلوا العهد الجديد وافسحوا المجال للفاتحين الجدد فلا تواجهوهم ولا تحتكوا بهم وتعاونوا أنتم وهو وإياكم أن تدخلوا معهم في أي نوع من أنواع المواجهات أو الخلافات لأنهم أنصار الله وأصدقاء الشرطة ويخدمون المصالح العامة للوطن ويحرسونها وإذا لم تستحي فاصنع ما شئت وقل ما شئت وصرح بما شئت.
وإذا كان هكذا نهايتها بمثل هذه التصريحات المريرة فلماذا ستة حروب؟ وأين ذهبت تلك الجهود والتضحيات والدماء والأشلاء؟ وهل هذا هو الجزاء؟ ولكنها الحيرة في الأزمات والاضطرابات في المواقف والسقوط عند الفتنة والضعف والخور نسأل الله الثبات.
هكذا سلمت لهم الدولة بكل برودة وأعطوهم الوزارات والمرافق والمؤسسات ليدخلوها فاتحين ويعبثوا بها منتصرين وسلموهم الدبابات والأسلحة الثقيلة لينقلوها إلى المناطق الأخرى التي لم تفتح بعد
وأدخلوهم قصر الرئاسة منتفشين مغرورين يتمتمون بهتافات الفتح ويتشدقون بغرور النصر ويسبحون بحمد الممانعة والمقاومة ليقولوا للعالم أجمع أننا انتصرنا وهزمنا أعدائنا التقليديين من أهل السنة.
إن المسرحية لم تنتهي بعد ولا تزال الخطة المرسومة في بدايتها ولم يتنفذ منها إلا المشهد الأول لأن السيناريو الذي يخطط له أعداء الإسلام طويل وعريض وبعيد المدى والذي تحقق منه الآن هو إقناع أهل السنة في اليمن قاطبة بأن المعارضين للدولة والمحاربين لها بالأمس صاروا اليوم هم الدولة وهم الأقوى ولابد أن يخضع لهم الجميع ويرتبوا أوراقهم معهم رغبة أو رهبة لأنهم أصبحوا الرقم الأقوى والمرشد الأعلى الذي لا شريك له.
لقد هال الشعب هذا السقوط السريع المدوي للدولة والموقف المخزي لها وتفاجأ العسكريون والمدنيون بما حدث، وكيف حدث هذا كله ولم تغلق السفارات الأجنبية أبوابها مع أنها في الغالب تغلق أبوابها في أحداث أقل من هذه الأحداث بكثير
فخرج شياطين المسرحية ليخدروا الشعب ويسكنوا الآمه ويوقفوا تفاجئه فأخذوا يبشرونه بالعهد الجديد والحكومة الجديدة والأقطاب الجدد والشركاء الجدد ونظام لحكم الجديد.
وياللأسى والأسف صدقهم بعضنا ورقصوا لهم وتفاءلوا خيراً عندما وعدوهم بشيء من لعاعات الدنيا ومناصبها مع أن الحقيقة بالنسبة لنا أهل السنة تقول أنه لم يتغير شيء في النظام الجديد والدولة الجديدة غير الأشخاص والرموز فبدلاً من تقبض أولاد الأحمر ومن يوالونهم على مقدرات الدولة ومفاصلها سيتولى الأمر بدلاً عنهم أولاد السيد الأبيض الذين نتوقع منهم الأسوأ والأمر بما يحملونه من عقائد طائفية وأحقاد مجوسية على أهل السنة.
إن هذه المغازلات للشعب والاغراءات له وتخفيف الجرع عنه والحديث عن مظلومية الجنوب والجنوبيين ستنكشف في الأيام القادمة وقد كشفتها الأيام السابقة بحوادث مماثلة في العراق وسوريا ولبنان وحان الدور على أهل السنة في اليمن ليذوقو طعم الأحلام الفارسية والوعود المجوسية وتحويل كل شيء بناء على رغبات الإمام المنتظر ونزواته فهل نعقل يا أهل لسنة قبل أن يأتي الدور علينا؟؟.
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}.
بارك الله لي ولكم ..
الخطبة الثانية:
إن هذه المسرحية العالمية التي أيدتها دول إقليمية وباركتها فصائل سياسية ولم يعترض عليها إلا القليل ولم يرفض التوقيع عليها إلا النز اليسير هي مسرحية خبيثة الهدف منها القضاء على أهل السنة بكل جماعاتهم وتياراتهم ورموزهم وجامعاتهم وقياداتهم وعلمائهم ولهذا حاربوا السلفيين واستهدفوا الإخوان واستباحوا جامعة الإيمان وضربوا مراكز الحديث والقرآن وأعلنوا الحرب على رموز أهل السنة وعلمائهم وإذا لم نقف من غفلتنا ونصحوا من رقادنا فإن القادم أدهى وأمر
ونيران الفتنة ستصل إلى العامة إذا تم القضاء على الخاصة وسيقضوا على الصغار إذا انتهوا من الكبار فاعتبروا يا أولي الأبصار.
لا نقول هذ يأساً أو خوراً ولكنه الواقع المر ومن باب أخذ الحيطة والحذر لأن التاريخ والشواهد المعاصرة شاهدة على إجرام هؤلاء في حق أهل السنة إذا تمكنوا منهم أو تولوا عليهم وقد شاهدتم استباحتهم لجامعة الإيمان وحراستهم لسفارة الأمريكان ألا ساء ما يحكمون قاتلهم الله أنئ يؤفكون.
ويبقى في الأول والأخير أنهم يخططون ويكيدون ويمكرون ولكن الله جل جلاله وعز كماله هو خير الماكرين وأسرع الحاسبين ولله الأمر من قبل ومن بعد {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.
فيجب أن تكون ثقتنا في ربنا كبيرة وأملنا فيه عظيم وأحوالنا معه موصولة علّ الله أن يصلح حالنا ويبدل أوضاعنا ويرحم ضعفنا فإنما تنصرون وترزقون بضعفائكم كما أخبر بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وفي الأخير أذكر نفسي وإياكم بفضل العشر الأولى من شهر ذي الحجة فإن فضلها عظيم وأجرها كبير وكنا نريد هذه الخطبة الحديث عن فضلها ولكن لكل حادثة حديث ويكفينا في فضلها قول الله سبحانه وتعالى {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} وحديث النبي صلى الله عليه وسلم ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ...
صلوا وسلموا
المشاهدات 2720 | التعليقات 0