سفينة الوطن ( خطبة مشكلة )

الْـخُطْبَةُ الأُولَى: سَفِينَةِ الْوَطَنِ

الحَمْدُ للهِ الحَكَمِ العَدْلِ، صَاحِبِ الجُودِ وَالفَضْـلِ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ بِمَا هُوَ لَهُ أَهْـلٌ مِنَ الحَمْدِ وَأُثْنِي عَلَيْهِ، وَأُومِنُ بِهِ وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ العَلِيمُ الخَلاَّقُ، قَسَمَ بَيْنَ عِبَادِهِ الأَخْلاقَ وَالأَرْزَاقَ، وَحَثَّهُمْ عَلَى تَحَرِّي العَدْلِ وَالإِنْصَافِ، وَالكَفِّ عَنِ الظُّلْمِ وَالإِجْحَافِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، أَمَرَ المُؤْمنِينَ بِالسَّمَاحَةِ وَسَعَةِ الصَّدْرِ، وَوَعَدَهُمْ بِذَلِكَ الرِّفْعَةَ وَعُلُوَّ القَدْرِ، r وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.                                  أَمَّا بَعْدُ:

 فَأُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّـهِ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّـهِ وَطَاعَتِهِ ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ العِقَابِ)

عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ t قَالَ : قال رَسُولُ اللَّـهِ r :« مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّـهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْـمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا، وَنَجَوْا جَمِيعًا» خ.

أَيُّهَا الْـمُصَلُّونَ: هَذَا مَثَلٌ نَبَوِيٌّ عَظِيمٌ، اشْتَمَلَ عَلَى مِثَالٍ مَحْسُوسٍ، وَتَشْبِيهٍ مَلْمُوسٍ، لاَ يَخْتَلِفُ فِيهِ أَصْحَابُ الْفِطَرِ وَالْعُقُولِ، تَضَمَّنَ أَبْلَغَ الْعِبَرِ وَالْعِظَاتِ، وَأَجْمَلَ الْـمَعَانِي الْبَاهِرَاتِ، حَيْثُ شَبَّهَ النَّبِيُّ r الْـمُجْتَمَعَ بِالسَّفِينَةِ الْـجَارِيَةِ، الَّتِي يَجْدُرُ بِالْـجَمِيعِ حِمَايَتُهَا فِي مُعْتَرَكِ الْـحَيَاةِ، لِيَعِيشُوا فِيهَا آمِنِينَ سُعَدَاءَ، فِي سَعَةٍ وَرَخَاءٍ، وَمَحَبَّةٍ وَإِخَاءٍ، مُتَوَاصِينَ بِتَحْقِيقِ الْـمَصَالِحِ الْـمُشْتَرَكَةِ، وَدَفْعِ الْـمَفَاسِدِ الْـمـُخْتَلِفَةِ. وَفِي ذَلِكَ تَأْكِيدٌ عَلَى مَبْدَإِ التَّآزُرِ وَالتَّوَاصِي، وَتَرْسِيخٌ لِمَسْؤُولِيَّةِ الْـمُحَافَظَةِ عَلَى الْـمُجْتَمَعِ وَتَعَزِيزٌ لِمُقَوِّمَاتِ سَلاَمَتِهِ وَاسْتِقْرَارِهِ؛ لأَنَّ السَّفِينَةَ وَاحِدَةٌ، فَإِنْ نَجَتْ نَجَا كُلُّ مَنْ فِيهَا، وَإِنْ تَضَرَّرَتْ تَضَرَّرَ كُلُّ مَنْ فِيهَا، فَالْـجَمِيعُ فِيهَا أُمَنَاءُ عَلَى سَلاَمَتِهَا، شُرَكَاءُ فِي رُقِيِّهَا وَازْدِهَارِهَا، يَحْرِصُ الْكَبِيرُ فِيهَا عَلَى الصَّغِيرِ، وَيُوَقِّرُ الصَّغِيرُ فِيهَا الْكَبِيرَ (وَالْـمُؤْمِنُونَ وَالْـمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ) أَيْ: قُلُوبُهُمْ مُتَّحِدَةٌ فِي التَّوَادِّ وَالتَّحَابِّ وَالتَّعَاطُفِ. وَيَقُولُ r :«مَثَلُ الْـمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْـجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْـحُمَّى» متفق عليه.

وَقَدْ قِيلَ: النَّاسُ كَجَسَدٍ وَاحِدٍ، مَتَى عَاوَنَ بَعْضُهُ بَعْضًا اسْتَقَلَّ، وَمَتَى خَذَلَ بَعْضُهُ بَعْضًا اخْتَلَّ .

أَيُّهَا الْـمُسْلِمُونَ: وَمِمَّا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ الْـحَدِيثُ مِنَ الْـمَعَانِي تَقْرِيرُ الْـحُرِيَّةِ الْـمُنْضَبِطَةِ الرَّشِيدَةِ، الَّتِي لاَ تَضُرُّ بِالْفَرْدِ وَالْـمُجْتَمَعِ وَالْوَطَنِ، فَقَدْ ذَمَّ النَّبِيُّ r صَنِيعَ مَنْ كَانُوا فِي أَسْفَلِ السَّفِينَةِ وَأَرَادُوا أَنْ يَخْرِقُوهَا، فَيَضُرُّوا بِذَلِكَ أَنْفُسَهُمْ، وَيَتَسَبَّبُوا فِي إِلْـحَاقِ الضَّرَرِ بِغَيْرِهِمْ، وَحَذَّرَ النَّبِيُّ r مِنْ ذَلِكَ أَشَدَّ التَّحْذِيرِ فَقَالَ:« مَنْ ضَارَّ أَضَرَّ اللَّـهُ بِهِ، وَمَنْ شَاقَّ شَقَّ اللَّـهُ عَلَيْهِ» الترمذي وغيره.

أَيْ: مَنْ أَدْخَلَ عَلَى أَحَدٍ مَضَرَّةً فِي مَالِهِ أَوْ نَفْسِهِ أَوْ عِرْضِهِ بِغَيْرِ حَقٍّ جَازَاهُ اللَّـهُ تَعَالَى مِنْ جِنْسِ فِعْلِهِ وَأَدْخَلَ عَلَيْهِ الْمـَضَرَّةَ، وَمَنْ أَوْصَلَ مَشَقَّةً إِلَى غَيْرِهِ ظُلْمًا وَتَعَدِّيًا أَنْزَلَ اللَّـهُ تَعَالَى عَلَيْهِ الْـمَشَقَّةَ جَزَاءً وِفَاقًا، فَخَيْرُ النَّاسِ أَحْسَنُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ عِبَادِ اللَّـهِ أَنْفَعُهُمْ لِعِبَادِهِ. وَقَدْ ذَمَّ اللَّـهُ سُبْحَانَهُ مَنْ يَتَسَبَّبُ فِي إِلْـحَاقِ الضَّرَرِ بِمُجْتَمَعِهِ وَوَطَنِهِ فَقَالَ جَلَّ شَأْنُهُ:( يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ). أَيْ يَهْدِمُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ، وَذَمَّ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ يُضَيِّعُ الأَمَانَاتِ، وَيَسْعَى إِلَى هَدْمِ الْـمُنْجَزَاتِ، فَقَالَ:( وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا). وَهَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّـهُ تَعَالَى لِبَيَانِ سُوءِ صَنِيعِ مَنْ يَنْقُضُ الْعُهُودَ، وَيَهْدِمُ مَا أَنْجَزَهُ بِنَفْسِهِ، فَيَكُونُ كَالَّتِي تَغْزِلُ غَزْلَهَا، وَتُحْكِمُ إِبْرَامَهُ، ثُمَّ تَنْقُضُهُ أَجْزَاءً مُتَنَاثِرَةً، فَلاَ تَسْتَفِيدُ مِنْهُ بِشَيْءٍ، وَالْـمُجْتَمَعُ بِمَنْ فِيهِ وَمَا فِيهِ أَمَانَةٌ مُشْتَرَكَةٌ يَجِبُ الْـمُحَافَظَةُ عَلَيْهَا.

عباد الله: وَمِمَّا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ الْـحَدِيثُ مِنَ الْفَوَائِدِ: دَفْعُ الشَّرِّ وَالضَّرَرِ قَبْلَ وُقُوعِهِ، وَسَدُّ ذَرَائِعِ الْفِتَنِ قَبْلَ حُلُولِهَا، بِتَوْعِيَةِ الْـجَاهِلِ، وَتَنْبِيهِ الْغَافِلِ، وَتَعْلِيمِ الصَّغِيرِ، وَالأَخْذِ عَلَى يَدِ السَّفِيهِ، وَهَذَا الطَّرِيقُ هُوَ مُخْتَارُ الْـحُكَمَاءِ مِنْ أَنَّ الْوِقَايَةَ خَيْرٌ مِنَ الْعِلاَجِ. قال r:« إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ، مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللَّـهُ مَفَاتِيحَ الْـخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللَّـهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ» ابن ماجة.       

 عباد الله: الوَطَنُ سَكِينَةُ النَّفْسِ، وَرَاحَةُ البَالِ، وَمَجْمَعُ الأَحِبَّةِ، وَمُنْطَلَقُ البِنَاءِ؛ اسْـأَلُوا عَنْ نِعْمَةِ الوَطَنِ مَنْ فَقَدَهَا، وَانظُرُوا إِلَى قِيمَتِهَا فِي مِيزَانِ مَنْ حُرِمَهَا، تُدْرِكُوا حَقِيقَةَ النِّعْمَةِ، وَعَظِيمَ المِنَّةِ، وإن مِنَ الاعتِرَافِ بِالجَمِيلِ وَعَدَمِ نِسْيَانِ الفَضْـلِ اعتِرَافُ الإِنْسَانِ بِفَضْـلِ وَطَنِهِ الَّذِي أَظَلَّتْهُ سَمَاؤُهُ، وَأَقَلَّتُهُ غَبْرَاؤُهُ وَخَضْرَاؤُهُ، وَرُزِقَ فِيهِ الأَمْنَ وَالسَّلامَ، فَعَاشَ فِي طُمَأْنِينَةٍ، وَهُدُوءٍ وَسَكِينَةٍ، فَحُقَّ لِوَطَنٍ ضَمَّ أَبْنَاءَهُ وَعَلَّمَهُمْ وَحَنَا عَلَيْهِمْ، وَقَدَّمَ صُنُوفَ الخَيْرِ إِلَيْهِمْ أَنْ يُقَدِّمُوا إِلَيْهِ صُنُوفَ الوَفَاءِ، وَيُشَرِّفُوا أَنْفُسَهُمْ بِحُسْنِ الانتِمَاءِ وَجَمِيلِ العطاء.

إِنَّ وَطَنَنَا المُبَارَكَ هَذَا لَيَسْـتَحِقُّ مِنَّا صَوْنَ مُقَوِّمَاتِهِ وَإِنْجَازَاتِهِ، وَالعَمَلَ الدَّؤُوبَ لأَجْـلِ رِفْعَتِهِ وَعِزَّتِهِ ووحدتهِ ؛ يَجِبُ أنْ نَردَّ الجَميلَ على كُلِّ مُؤسَّساتِه، وأنْ نُحافِظَ على كُلِّ مُكتَسباتِه، وأنْ نَعملَ جَاهدِينَ على نَشْرِ الفَضائلِ في جَمِيعِ أَنْحائِهِ، ودَرْءِ الرَّذَائِلِ عَنْ كُلِّ أرجائِه، والمحافظةِ على سفينةِ نجاته ، فَخَيرُ الوَطَنِ يعودُ خَيراً على الجميعِ.

إنَّ مَحَبَّةَ الوَطَنِ وَالحِفَاظَ عَلَى أَمَانَتِهِ وخيراتِهِ وممتلكاتهِ لَيْسَتْ شِعَارَاتٍ مُجَرَّدَةً، وَلا عِبَارَاتٍ جَوْفَاءَ، بَلْ لا بُدَّ أَنْ تَتَغَلْغَلَ فِي القَلْبِ إِيمَانًا، وَتَسْـكُنَ فِي النَّفْسِ اقتِنَاعًا، وَتُتَرْجِمَهَا الجَوَارِحُ وَالطَّاقَاتُ سُلُوكًا وَعَمَلاً.     

وإِنَّ مِمَّا يَجِبُ عَلَى المُؤْمِنِينَ، وَيُعَدُّ مِنْ شِيَمِ الأَبْرَارِ المُتَّقِينَ، شُكْرَ الأَوفِيَاءِ المُحْسِنِينَ، وَتَثْمِينَ جُهُودِ العَامِلِينَ، فالإسلامُ دِينُ وَفَاءٍ، يَحُثُّ كُلَّ مَنْ أُسْدِىَ إليهِ معروفٌ أنْ يُقابلَ الجميلَ بجميلٍ، إنْ لم يكنْ بالمالِ والعطاءِ فَبِالثَّناءِ والدُّعاءِ،  قال r : ( مَنْ أُسديَ إليهِ مَعرُوفٌ فقالَ لفاعلِه: جزاكَ اللهُ خيرًا؛ فقدْ أَبلغَ في الثَّناءِ) ، وقال: ( مَنْ أُعطِيَ عَطَاءً فَوَجَدَ فليَجْزِ بِهِ، فإنْ لَم يَجِدْ فلْيُثنِ؛ فإِنَّ مَنْ أَثْنى فَقَدْ شَكَرَ، ومَنْ كَتَمَ فَقَدْ كَفَرَ) رواهما الترمذي .

 فشكراً للعيونِ الساهرةِ التِي تحرُسُ وطنَنَا العزيزَ وتقومُ عليه، وتسعى في بنائِه، والرقي بشؤونِه ونمائِه. فجزى اللهُ الجميع خيرَ الجزاءِ وكتب أجورَهم وبارك في أعمالهِم وأعمارِهم وحفظ اللهُ بلادَنا من كلِّ سوءٍ ومكروه وجمعنا على الحق والمعروف ...( ولئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد )     بارك الله لي ..

 

 

 

 

 

الْـخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

الْـحَمْدُ لِلَّـهِ ...   أَمَّا بَعْدُ: فيا عباد الله:

  إِنَّ مِمَّا يَنْبَغِي التَّأْكِيدُ عَلَيْهِ، وَالتَّذْكِيرُ بِهِ؛ وُجُوبَ السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ لِوَلِيِّ الْأَمْرِ، بِغَيرِ مَعْصِيَّةِ الله؛ إِذْ هُوَ أَصْلٌ مِنْ أُصُولِ الْعَقِيدَةِ الصَّحِيحَةِ، فَلَا دِينَ إِلَّا بِجَمَاعَةٍ، وَلَا جَمَاعَةَ إِلَّا بِإِمَامَةٍ، وَلَا إِمَامَةَ إِلَّا بِسَمْعٍ وَطَاعَةٍ، وَقَدْ كَانَ السَّلَفُ يُولُونَ هَذَا الْأَمْرَ اهْتِمَامًا خَاصًّا؛ نَظَرًا لِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَى إِغْفَالِهِ، أَوِ الْجَهْلِ بِهِ مِنَ الْفَسَادِ الْعَرِيضِ فِي الْعِبَادِ وَالْبِلَادِ. قَالَ e (عَلَيْكَ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ).م .

أَيْ: تَجِبُ عَلَيْكَ طَاعَةُ وُلَاةِ الْأَمْرِ فِي مَا يَشُقُّ وَتَكْرَهُهُ النُّفُوسُ، وَغَيْرِهِ مِمَّا لَيْسَ بِمَعْصِيَةٍ لِلَّـهِ، فِي حَالَتَيِ الرِّضَا وَالسَّخَطِ، وَالْعُسْرِ وَالْيُسْرِ، وَالْـخَيْرِ وَالشَّرِّ. فَبِطَاعَتِهِ تَتَّفِقُ الْكَلِمَةُ، وَبِمَعْصِيَتِهِ تَتَفَرَّقُ، وَكَمَا أَنَّ طَاعَتَهُ فِيهَا مَصْلَحَةُ الدِّينِ وَالدُّنْيَا؛ وفِي مُخَالَفَتِهِ فَسَاد لَا يُنْكَر.

عباد الله: بِالْدِفَاعِ عَنِ بِلَادِنَا، وَالْحِفَاظِ عَلَى مَصَالِحِهِ، وَبِاتِحَادِ  صَفِّنَا، وَبِاجْتِمَاعِ  كَلِمَتِنَا، وَتَوَادِّنَا، وَتَعَاطُفِنَا، والمحافظة عَلَى اللُّحْمَةِ؛ يُسْتَصْلَحُ الْفَاسِدُ، وَيَسْتَفِيضُ الْأَمْنُ، وَيَعُمُّ الرَّخَاءُ بِعَوْنِ اللـهِ تَعَالَى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )   ثم صلوا....

المرفقات

1695094702_سفينة الوطن.pdf

1695094703_سفينة الوطن.docx

المشاهدات 1018 | التعليقات 0