سعد بن معاذ رضي الله عنه

عبدالعزيز محمد الخرمي
1438/06/24 - 2017/03/23 22:16PM
سَعْدُ بْنُ مَعَاذٍ رَضِيَ اللهً عَنْهُ
25 /6/ 1438ه
الخُطْبَةُ الأُوْلَى
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِين، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ , مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَلَيُّ الصَّالِحِيْنَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، بَلَّغَ الرِّسَالَة،َ وَأَدَّى الأَمَانَةَ، وَنَصَحَ الأُمَّةَ، وَجَاهَدَ فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ، وَتَرَكَنَا عَلَى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيْمِ، لَيْلِهِ كَنَهَارِهِ، لَا يَزِيْغُ عَنْهُ إِلَّا هَالِكٌ، فَصَلَاةُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ إِلَى يَوْمِ الدِّين .
أَمَّا بَعْدُ فَأُوصِيكُم وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ، فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ.
عِبَادَ اللهِ، تَعَلَّمُوا سِيرَةَ أَصْحَابِ نَبِيِّكُمْ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقْتَدُوا بِهِمْ , فَهُمُ القُدْوَةُ الَّتِي تُحْتَذَى، وَهُمُ الَّذِيْنَ يُنِيْرُونَ لَنَا الدَّرْبَ فِي ظَلَامِ الجَاهِلِيَّةِ، وَهُمْ الَّذِيْنَ إِذَا اقْتَدَيْنَا بِهِمْ فَنَصِلُ إِلَى الفَوْزِ بِجَنَّاتِ النَّعِيْمِ .
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : مَعَنَا هَذَا الْيَوْمَ سِيرَةُ رَجُلٍ عَظِيْمٍ حَوَى لُؤْلُؤةَ السِّيَادَةِ، وَتَمَلَّكَ زِمَامَ القِيِادَةِ، بَهَرَ النَّاسَ بِشَجَاعَتِهِ، وَسَحَرَهُمْ بِبَيَانِهِ، وَفَاقَهُمْ بِرَأْيِهِ وَحِكْمَتِهِ. تَسَابَقَتِ المَلَائِكَةُ لِلصَّلَاةِ عَلَيْهِ, وَاهْتَزَّ لِمَوتِهِ عَرْشُ الرَّحْمَنِ, وَلمَّا يَبْلغِ الأَرْبَعِيْنَ، إِنَّهُ الصَّادِقُ الصَّدُوقِ, عَدُوُّ اليَهُودِ, وَسَيِّدُ الأَوْسِ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، الأَنْصَارِيِّ الأَوْسِيِّ البَدْرِيِّ الأَشْهَلِيِّ، يكنى أبا عمرو رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرضاه . وقد كان من صفاته الخلقية أنه كان من أطول الناس وأعظمهم، وكان رجلاً أبيضَ جسيمًا جميلاً، حسن اللحية .
أَسْلَمَ قَبْلَ هِجْرَةِ النَّبِيِّ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَامٍ تَقْرِيْبًا، عَلَى يَدِ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَكَانَ عُمْرُهُ ثَلَاثُونَ عَامًا، وَقِصَّةُ إِسْلَامِهِ أَنَّ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ وَأُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ, ( وَكَانَا سَيَّدَا الْأَوْسِ ) عِنْدَمَا عَلِمَا بِأَنَّ الدَّاعِيَةَ الْمَكِّيَّ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ قَدْ نَزَلَ قَرِيبَاً مِنْ دِيَارِهِمَا , وَأَنَّ الذِي جَرَّأَهُ عَلَى ذَلِكَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ, قَالَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ لِأُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ: انْطَلِقْ إِلَى هَذَا الْفَتَى الْمَكَّيِّ الذِي جَاءَ بُيُوتَنَا لِيُغْرِيَ ضُعَفَاءَنَا وَيُسَفِّهَ آلِهَتِنَا , وَحَذِّرْهُ مِنْ أَنْ يَطَأَ دِيَارَنَا بَعْدَ الْيَوْمِ , وَلَوْلا أَنَّهُ فِي ضِيَافَةِ ابْنِ خَالَتِي أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ وَأَنَّهُ يَمْشِي فِي حِمَايَتِهِ لَكَفَيْتُكَ ذَلِكَ .
أَخَذَ أُسَيْدٌ حَرْبَتَهُ وَمَضَي نَحْوَهُمَا وَدَارَ بَيْنَهُم حِوَارًا انْتَهَى بِعَرْضِ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ الإِسْلَامَ عَلَى أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ فَاقْتَنَعَ بِهِ وَأَسْلَمَ . ثُمَّ إِنَّ أُسَيْداً رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَجَعَ إِلَى بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ فَلَمَّا رَآهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ مُقْبِلَاً - وَكَانَ يَنْتَظِرُهُ - قَالَ : أَحْلِفُ بِاللهِ لَقَدْ رَجَعَ إِلَيْكُمْ أُسَيْدُ بِغَيْرِ الْوَجْهِ الذِي ذَهَبَ بِهِ ! فَلَمَّا وَقَفَ عَلَيْهِ قَالَ لَهُ سَعْدٌ : مَا وَرَاءَكَ؟ قَالَ: كَلَّمْتُ الرَّجُلَيْنِ فَكَلَّمَانِي بِكَلَامٍ رَقِيقٍ ، وَزَعَمَا أَنَّهُمَا سَيَتْرُكَانِ ذَلِكَ ، وَلَكِنْ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ بَنِي حَارِثَةَ قَدْ سَمِعُوا بِمَكَانِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ فَاجْتَمَعُوا لِقَتْلِهِ , وَإِنَّمَا يُرِيدُونَ بِذَلِكَ إِحْقَارَكَ وَهُوَ ابْنُ خَالَتِكَ ، فَإِنْ كَانَ لَكَ بِهِ حَاجَةٌ فَأَدْرِكْهُ ، فَوَثَبَ سَعْدٌ وَأَخَذَ الْحَرْبَةَ مِنْ يَدَيْ أُسَيْدٍ وَقَالَ : مَا أَرَاكَ أَغْنَيْتَ عَنِّي شَيْئَاً ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى جَاءَهُمَا وَوَقَفَ عَلَيْهِمَا مُتَشَمِّتَا ، وَقَدْ قَالَ أَسْعَدٌ لِمُصْعَبَ حِينَ رَأَى سَعْدَاً : هَذَا وَاللهِ سَيِّدُ مَنْ وَرَاءَهُ ، إِنْ تَابَعَكَ لَمْ يَخْتَلِفْ عَلَيْهِ اثْنَانِ مْنْ قَوْمِهِ، فَأَبْلِ اللهَ فِيهِ بَلَاءً حَسَنَاً، فَلَمَّا وَقَفَ سَعْدٌ قَالَ لِأَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ : أَجِئْتَنَا بِهَذَا الرَّجُلِ يُسَفِّهُ شَبَابَنَا وَضُعَفَاءَنَا ؟ وَاللهِ لَوْلَا الرَّحِمُ بَيْنَنَا مَا تَرَكْتُكَ وَهَذَا ! فَلَمَّا فَرَغَ سَعْدٌ مِنْ مَقَالَتِهِ قَالَ لَهُ مُصْعَبٌ : أَوْ تَجِلْسُ فَتَسْمَعَ ؟ فَإِنْ سَمِعْتَ خَيْرَاً قَبِلْتَهُ وَإِنْ خَالَفَكَ شَيْءٌ أَعْفَيْنَاكَ ، قَالَ : أَنْصَفْتَ، فَرَكَزَ حَرْبَتَهُ ثُمَّ جَلَسَ، فَكَلَمَّهُ بِالْإِسْلَامِ وَتَلا عَلَيْهِ الْقُرْآنَ ، فَقَالَ سَعْدٌ: مَا أَحْسَنَ هَذَا! نَقْبَلُهُ مِنْكَ وَنُعِينُكَ عَلَيْهِ، كَيْفَ تَصْنَعُونَ إِذَا دَخَلْتُمْ فِي هَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ: تَغْتَسِلُ وَتُطَهِّرُ ثَوْبَكَ وَتَشْهَدُ شَهَادَةَ الْحَقِّ وَتَرْكَعُ رَكَعَتَيْنِ، فَفَعَلَ وَأَسْلَمَ . ثُمَّ أَخَذَ حَرْبَتَهُ، فَأَقْبَلَ عَامِدًا إِلَى نَادِي قَوْمِهِ وَمَعَهُ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، فَلَمَّا رَآهُ قَومُهُ مُقْبِلًا قَالُوا: نَحْلِفُ بِاللهِ لَقَدْ رَجَعَ إِلَيْكُمْ سَعْدٌ بِغَيْرِ الوَجْهِ الَّذِي ذَهَبَ بِهِ مِنْ عِنْدِكُمْ . فَلَمَّا وَقَفَ عَلَيْهِمْ قَالَ: يَا بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، كَيْفَ تَعْلَمُونَ أَمْري مِنْكُمْ؟ قَالُوا سَيِّدُنَا وَأَوْصَلُنَا، وَأَفْضَلُنَا رَأْيًا، وَأَيْمَنُنَا نَقِيْبَةً. قَالَ: فَإِنَّ كَلامَ رِجَالِكُمْ وَنِسَائِكُمْ عَلَيَّ حَرَامٌ؛ حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ فَمَا أَمْسَى فِي دَارِ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ رَجُلٌ وَلَا امْرَأةٌ إِلَّا مُسْلِمٌ أَوْ مُسْلِمَةٌ . فَكَانَ مِنْ أَكْثَرِ الصَّحَابَةِ بَرَكَةً عَلَى قَوْمِهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرضاه.
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ : لَقَدْ كَانَ سَعْدٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَوِيًّا ذَا عِزَّةٍ وَمَنَعَةٍ فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَزَادَهُ الإِسْلَامُ عِزَّةً وَمَنَعَةً، جَاءَ فِي صَحِيْحِ البُخَارِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: انْطَلَقَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ مُعْتَمِرًا، قَالَ: فَنَزَلَ عَلَى أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ أَبِي صَفْوَانَ، وَكَانَ أُمَيَّةُ إِذَا انْطَلَقَ إِلَى الشَّأْمِ، فَمَرَّ بِالْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سَعْدٍ، فَقَالَ أُمَيَّةُ، لِسَعْدٍ: انْتَظِرْ حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ النَّهَارُ، وَغَفَلَ النَّاسُ انْطَلَقْتَ فَطُفْتَ، فَبَيْنَا سَعْدٌ يَطُوفُ إِذَا أَبُو جَهْلٍ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا الَّذِي يَطُوفُ بِالكَعْبَةِ؟ فَقَالَ سَعْدٌ: أَنَا سَعْدٌ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: تَطُوفُ بِالكَعْبَةِ آمِنًا، وَقَدْ آوَيْتُمْ مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَتَلاَحَيَا بَيْنَهُمَا، فَقَالَ أُمَيَّةُ لسَعْدٍ: لاَ تَرْفَعْ صَوْتَكَ عَلَى أَبِي الحَكَمِ، فَإِنَّهُ سَيِّدُ أَهْلِ الوَادِي، ثُمَّ قَالَ سَعْدٌ: وَاللَّهِ لَئِنْ مَنَعْتَنِي أَنْ أَطُوفَ بِالْبَيْتِ لَأَقْطَعَنَّ مَتْجَرَكَ بِالشَّامِ، قَالَ: فَجَعَلَ أُمَيَّةُ يَقُولُ لِسَعْدٍ: لاَ تَرْفَعْ صَوْتَكَ، وَجَعَلَ يُمْسِكُهُ، فَغَضِبَ سَعْدٌ فَقَالَ: دَعْنَا عَنْكَ «فَإِنِّي سَمِعْتُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزْعُمُ أَنَّهُ قَاتِلُكَ»، قَالَ: إِيَّايَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَاللَّهِ مَا يَكْذِبُ مُحَمَّدٌ إِذَا حَدَّثَ فَرَجَعَ إِلَى امْرَأَتِهِ، فَقَالَ: أَمَا تَعْلَمِينَ مَا قَالَ لِي أَخِي اليَثْرِبِيُّ، قَالَتْ: وَمَا قَالَ؟ قَالَ: زَعَمَ أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدًا يَزْعُمُ أَنَّهُ قَاتِلِي، قَالَتْ: فَوَاللَّهِ مَا يَكْذِبُ مُحَمَّدٌ، قَالَ: فَلَمَّا خَرَجُوا إِلَى بَدْرٍ، وَجَاءَ الصَّرِيخُ، قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: أَمَا ذَكَرْتَ مَا قَالَ لَكَ أَخُوكَ اليَثْرِبِيُّ، قَالَ: فَأَرَادَ أَنْ لاَ يَخْرُجَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ: إِنَّكَ مِنْ أَشْرَافِ الوَادِي فَسِرْ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ، فَسَارَ مَعَهُمْ، فَقَتَلَهُ اللَّهُ. صحيح البخاري [205/4] .
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: شَهِدَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ المَشَاهِدَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمِنْهَا غَزْوَةُ بَدْرٍ، وَهُوَ الَّذِي أَشَارَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبِنَاءِ العَرِيْشِ لَهُ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ، وَبِنَاءً عَلَى اقْتِرَاحِهِ بُنِيَ العَرِيْش، وَتَمَّ إِنْشَاءُ حَرَسٍ لِلْرَّسُولِ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهِيَ فِرْقَةٌ تَمَّ اخْتِيَارَهَا مِنْ فِتْيَانِ الأَنْصَارِ، وَتَوَلَّى سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قِيَادَتَهَا بِنَفْسِهِ لِيَطْمَئِنَ عَلَى سَلَامَةِ وَحِمَايَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَفِي نِهَايَةِ الغَزْوَةِ رَأَى رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِي وَجْهِ سَعْدِ الْكَرَاهِيَةَ لِمَا يَصْنَعُ الصَّحَابَةُ مِنْ أَسْرِ الرِّجَالِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: والله لَكَأَنَّكَ يَا سَعْدُ ، تَكْرَهُ مَا يَصْنَعُ النَّاسَ ؟ قَالَ : أَجَلْ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَانَتْ أَوَّلَ وَقْعَةٍ أَوْقَعَهَا اللَّهُ بِالْمُشْرِكِينَ ، فَكَانَ الإِثْخَانُ فِي الْقَتْلِ أَعْجَبَ إِلَيَّ مِنَ اسْتِبْقَاءِ الرِّجَالِ " .
وَبَعدَهَا شَهِدَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ غَزْوَةَ أُحُدٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبْلَى بَلَاءً حَسَنًا عِنْدَمَا انْكَشَفَ المُسْلِمُونَ، وَأَصَابَ فِيْهِمُ العَدُو، وَشُجَّ وَجْهُ النَّبِيِّ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَجُرِحَتْ شِفَتُهُ، وَكُسِرَتْ رُبَاعِيَّتُهُ، وَوَقَعَ فِي الحُفْرَةِ، فَكَانَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ مِمَّنْ ثَبَتَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا المَوْقِفِ العَصِيْبِ .
ثُمَّ شَهِدَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ غَزْوَةَ الخَنْدَقِ وَالَّتِي نَقَضَ يَهُودُ بَنِي قُرَيْظَةَ فِيْهَا عَهْدَهُمُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِي هَذِهِ الغَزْوَةِ أُصِيْبَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِسَهْمٍ فِيْ يَدِهِ فقُطِعَ أَكْحَلَهُ ( وَهُوَ عِرْقٌ فِي الذِّرَاعِ تَتَشَعَّبُ مِنْهُ عُرُوقُ البَدَنِ ) فَدَعَا اللَّهَ سَعْدٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ لا تُمِتْنِي حَتَّى تَشْفِيَنِي مِنْ قُرَيْظَةَ. وَكَانُوا مَوَالِيهِ وَحُلَفَاءَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. فَرَقَأَ كَلْمُهُ. أي الْتَأَمَ جُرْحَهُ. وَبَعَثَ اللَّهُ. تَبَارَكَ وَتَعَالَى. الرِّيحَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ فَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا . ورجعت قُرَيْظَةَ فَتَحَصَّنُوا فِي صَيَاصِيهِمْ. وَرَجَعَ رَسُول اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَمَرَ بِقُبَّةٍ فَضُرِبَتْ عَلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْمَسْجِدِ .
فَجَاءَهُ جِبْرِيلُ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَعَلَى ثَنَايَاهُ النَّقْعُ فَقَالَ: أَقَدْ وَضَعْتَ السِّلَاحَ؟ فو الله مَا وَضَعَتِ الْمَلائِكَةُ السِّلاحَ بَعْدُ، اخْرُجْ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ فَقَاتِلْهُمْ. فَلَبِسَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لأْمَتَهُ وَأَذَّنْ فِي النَّاسِ بِالرَّحِيْلِ أَنْ يَخْرُجُوا فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَحَاصَرَ بَنِي قُرَيْظَةَ حِصَارًا شَدِيْدًا حَتَّى طَلَبُوا الصُّلْحَ، وَقَالُوا: نَسْتَسْلُمُ لَكْنْ نُرِيْدُ أَنْ تُحَكِّمَ فِيْنَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ؛ لِأَنَّهُمْ كَانُوا حُلَفَاءَ لَهُ فِي الجَاهِلِيَّةِ، فَظَنُّوا أَنَّ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ سَيَرْأَفُ بِهِمْ.
فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – إِلَى سَعْدٍ فَحُمِلَ عَلَى حِمَارٍ عَلَيْهِ إِكَافٌ مِنْ لِيفٍ وَحَفَّ بِهِ قَوْمَهُ فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: يَا أَبَا عَمْرو حُلَفَاؤُكَ وَمَوَالِيكَ وَأَهْلُ النِّكَابَةِ وَمَنْ قَدْ عَلِمْتَ. وَلا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا. حَتَّى إِذَا دَنَا مِنْ دُورِهِمُ الْتَفَتَ إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ: قَدْ أَنَى لِي أَنْ لا أُبَالِيَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ ثُمَّ قَالَ: فَإِنِّي أَحْكُمُ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ وَتُسْبَى ذَرَارِيُّهُمْ وَتُقْسَمَ أَمْوَالُهُمْ. [فَقَالَ رَسُولُ اللهِ. صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ وَحُكْمِ رَسُولِهِ] . ثُمَّ دَعَا اللَّهَ سَعْدٌ فَقَالَ: " اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ أَبْقَيْتَ مِنْ حَرْبِ قُرَيْشٍ عَلَى رَسُولِكَ شَيْئًا فَأَبْقِنِي لَهَا ، فَإِنَّكَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَوْمٌ أَحَبَّ إليَّ أَنْ أُجَاهِدَهم أَوْ أُقَاتِلَهم مِنْ قَوْمٍ آذَوا رَسُولَكَ وكَذَّبُوه وَأَخْرَجُوهُ، وَإِنْ كُنْتَ قَدْ قَطَعْتَ الْحَرْبَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ ، فَانْفَجَرَ كَلْمُهُ ، وَرَجَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قُبَّتِهِ الَّتِي كَانَتْ ضُرِبَتْ عَلَيْهِ ، قَالَ عَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ : قَالَتْ عَائِشَةُ : لَقَدْ حَضَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ وَهُوَ يَمُوتُ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، إِنِّي لأَعْرِفُ بُكَاءَ عُمَرَ مِنْ بُكَاءِ أَبِي بَكْرٍ ، وَإِنِّي لَفِي حُجْرَتِي ، قَالَ عَلْقَمَةُ : أَيْ أُمَّهْ ، كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ : كَانَتْ عَيْنَاهُ لا تَدْمَعُ عَلَى أَحَدٍ ، وَلَكِنَّهُ كَانَ إِذَا وَجَدَ فَإِنَّمَا هُوَ آخِذٌ بِلِحْيَتِهِ .
وَكَانَتْ وَفَاتُهُ سَنَةَ خَمْسٍ مِنَ الهِجْرَةِ، وَهُوَ فِي رَيَعَانِ شَبَابِهِ؛ عُمْرُهُ سَبْعٌ وَثَلَاثُونَ سَنَةً، صَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَدُفِنَ بِالبَقِيْعِ، رَضِيَ اللهُ عَنْ سَعْدٍ، وَجَزَاهُ عَنِ الإِسْلَامِ وَالمُسْلِمِيْنَ خَيْرَ الجَزَاءِ، وَجَمَعَنَا بِهِ فِي دَارِ كَرَامَتِهِ .
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وأَسْتِغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ الجَلِيْلَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ المُسْلِمِيْنَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .







الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ . وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ تَعْظِيْماً لِشَأْنِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلى رِضْوَانِهِ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْن .
أَمَّا بَعْدُ، فَالوَصِيَّةُ لِي وَلَكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون.
عِبَادَ اللهِ ، لَمَّا خَرَجَتْ رُوحُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ الزَّكِيَّةُ الطَّاهِرَةُ اسْتَبْشَرَ لِمَقْدِمِهَا أَهْلُ السَّمَاءِ فَقَالَ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَذَا الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ العَرْشُ، وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّماءِ، وَشَهِدَهُ سَبعَونَ ألفًا مِنَ المَلَائِكَةِ، لَقْدَ ضُمَّ ضَمَّةً، ثُمَّ فُرِّجَ عنهُ " .
وَبَشَّرَ بِدُخُولِهِ الجَنَّةَ الَّذِي لَا يَنْطِقُ عَنِ الهَوَى فَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ : " أُهدِيَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُبةٌ من سُنْدُسٍ ، وَكَانَ يَنْهَى عَنْ الْحَرِيرِ فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْهَا فَقَالَ : " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا " .
فَيَالَهَا مِنْ كَرَامَةٍ عَظِيْمَةٍ لِرَجُلٍ لَيْسَ لَهُ فِي الإِسْلَامِ إِلَّا سَبْعُ سَنَواتٍ فَقَط، وَيَهْتَزُّ لِمَوْتِهِ عَرْشُ الرَّحْمَن،ِ وَيَنْزِلُ لِمَوْتِهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مَا وَطِئُوا الأَرْضَ قَبْلَهَا .
وِإنَّ مِنَّا مَنْ يَعِيْشُ أَضْعَافَ أَضْعَافَ هَذِهِ المُدَّةِ، إِلَّا أَنَّ الأَرْضَ الَّتِي يَمْشِي عَلَيْهَا لَتَلْعَنْهُ، وَيَفْرَحُ الأَحْيَاءُ بَلْ وَالجَمَادَاتِ بِمَوْتِهِ، رَاحَةً مِنْهُ وَمِنْ عِصْيَانِهِ وَشُرُورِهِ، قَالَ رَبُّنَا مُخْبِرًا عَنْ فِرْعَونَ وَمَنْ اتَّبَعَهُ : ﴿ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ ﴾ [الدخان: 299].
فَلْنَجْعَلْ لَنَا مِنْ هَذَا الصَّحَابِيِّ الجَلِيْلِ وَأَمْثَالِهِ مِنَ الصَّحَابَةِ قُدْوَةً لَنَا فِي الخَيْرِ وَالصَّلَاحِ والتُّقَى وَالدَّعْوَةِ إِلَى اللهِ .

هَذَا وَصَلُّوْا رَحِمَكُمُ الْلَّهُ عَلَىَ مَنْ أُمِرْتُمْ بِالْصَّلاةِ عَلَيْهِ حَيْثُ يَقُوْلُ الْلَّهُ تَعَالَىْ: " إِنَّ ٱلَلَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَىَ ٱلَنَّبِىِّ يُٰأَيُّهَا ٱلَّذِيَنَ ءَامَنُوا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيْما " وَيَقُوْلُ عَلَيْهِ الْصَّلاةُ وَالْسَّلامُ مَنْ صَلَّىَ عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرَا ". الْلَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَىَ عَبْدِكَ وَرَسُوْلِكَ مُحَمَّدٍ، وَعَلَىَ آَلِهِ الطَّيِّبِيْنَ وَخُلَفَائِهِ الأَرْبَعَةِ الرَّاشِدِيْنَ وَأَصْحَابِهِ أجمعين وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَىَ يَوْمِ الْدِّيْنِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الْرَّاحِمِيْنَ .
اللّهُمَّ أعَزَّ الإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ والْمُشْرِكِينَ، وَدَمِّرْ أَعَداءَكَ أعْدَاءَ المِلَّةِ وَالدِّيْنِ. اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِنا دِينَنا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنا وَأَصْلِحْ لِنا دُنْيَانا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنا وَأَصْلِحْ لِنا آخِرَتَنا الَّتِي إِلَيْهَا مَعَادُنا وَاجْعَلْ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِنا فِي كُلِّ خَيْرٍ وَاجْعَلْ الْمَوْتَ رَاحَةً لِنا مِنْ كُلِّ شَرٍّ . اَللَّهُمَّ اشْفِ مَرْضَانَا وَمَرْضَى المُسْلِمِيْنَ وَارْحَمْ مَوْتَانَا وَمَوْتَى المُسْلِمِيْنَ. اَللَّهُمَّ انْصُرِ جُنُودَنَا الَّذِيْنَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيْلِكَ عَلَى الحُدُودِ . واحْقِنْ دِمَاءَ المُسْلِمِيْنَ فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَانْصُرْهُمْ عَلَى مَنْ طَغَى وَبَغَى وَتَجَبَّرَ عَلَيْهِمْ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيْزُ .
اللّهُمَّ احْفَظْ بِلَادَنَا خَاصَّةً وَبِلَادِ المُسْلِمِيْنَ عَامَّةً مِنْ دَنَسِ المُفْسِدِيْنَ وَأَعْمَالِ المُخَرِّبِيْنَ وَاجْعَلْنَا آمِنِيْنَ مُطْمَئِنِّيْنَ، وَاجْمَعْ كَلِمَةَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الحَقِّ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ
الْلَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الْشَّرِيِفَيْنِ ، وَأَطِلْ فِي عُمْرِهِ ، وَبَارِكْ لَهُ فِي عَمَلِهِ، وَكَذَلِكَ نَائِبَيْهِ ، وَإِخْوَانِهِ وَأَعْوَانِهِ وَفِّقْهُمْ جَمِيْعاً لِمَا تُحِبُ وَتَرْضَىَ وَخُذْ بِنَواصِيْهِمْ لِلْبَرِّ وَالْتَّقْوَىْ ، وَارْزُقْهُمْ الْبِطَانَة الْصَالِحَة الَّتِيْ تُدِلْهُمْ عَلَىَ الْخَيْرِ وَالرُّشْدِ وَالْصَّلَاحِ .
رَبَّنَا آَتِنَا فِيْ الْدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِيْ الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ الْنَّارِ .
عِبَادَ الْلَّهِ اذْكُرُوْا الْلَّهَ الْعَظِيْمَ الْجَلِيْلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوْهُ عَلَىَ وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ الْلَّهِ أَكْبَرُ وَالْلَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُوْنَ .
المرفقات

سعد بن معاذ رضي الله عنه 25-6-1438هـ.doc

سعد بن معاذ رضي الله عنه 25-6-1438هـ.doc

المشاهدات 2007 | التعليقات 2

جزاك الله خيرا


آمين وإياك