سرطان العصر (الْخَوَارِجُ) وهم كِلَابُ النَّارِ

محمد البدر
1439/10/26 - 2018/07/10 14:24PM
الْخُطْبَةِ الأُولَى:
أمّا بَعْدُ عِبَادَ اللَّهِ: قَالَ تَعَالَى: ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103)الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً﴾. [الكهف: 103-104].
قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « يَقْتُلُونَ، أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وَعَنْ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: « سَيَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ ، حُدَّاثُ الأَسْنَانِ ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ ، لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
عِبَادَ اللَّهِ: خرجت علينا ثلة فاسدة من جسد هذه الأمة، باعت دنياها بآخرتها، واشترت العاجلة بالآجلة، وسلمت عقولها للهوى والشيطان، وأفرحت أعدائنا من اليهود والنصارى والروافض وغيرهم إنهم الخوارج كلاب النار كما جاء في الحديث فَعَنْ ابْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «الْخَوَارِجُ كِلَابُ النَّارِ» رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
وهم بحق خوارج العصر في هذا الزمان ،تشابهت قلوبهم ، وصفاتهم مع خوارج الأمس فهم حدثاء أسنان صغار السن مغرر بهم ، يقولون من خير قول البرية فيستدلون من القرآن والسنة على صحت أفعالهم ضد المسلمين ، فيتقربون إلى الله عز وجل بأفعالهم المشينة ويقولون جهاد في سبيل الله وهو جهاد في سبيل الشيطان والعياذ بالله.
عِبَادَ اللَّهِ: ها هي جرائم الخوارج تتوالى وتتكر في بلاد الحرمين بلاد التوحيد والسنة وما جريمتهم في القصيم وبالتحديد في مدينة(بريدة) عنكم ببعيد وليست هي الجريمة الأولى التي وقعت بل سبقها الكثير من الجرائم على يد هذه العصابة التي ألفت منظر الدماء والأشلاء، فكم من نفوس معصومة قد قُتلت، وكم من أطفال تيتموا ونساء ترملوا وأعراض هتكت وأموال سلبت  فقد روعوا وأرهبوا وأكثروا في الأرض الفساد ،وما زال هؤلاء الخوارج ينهشون في جسد هذه الأمة، ويفتكون بالأبرياء والمعاهدين والمستأمنين، حتى المساجد لم تسلم من شرهم فلم يراعوا حرمتها وقداستها ومكانتها ،فنفوسهم قد ألفت الغدر والخيانة، والكذب والافتراء على الله وعلى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بزعمهم ان ما يقومون به من الدين ،ألا فلتعلموا – عِبَادَ اللَّهِ – أن فعلهم هذا ليس من الدين في شيء قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ﴾. [النحل: 116].
عِبَادَ اللَّهِ: يقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ. الخوارج ومن شاكلهم وماثلهم آذوا المسلمين والمستأمنين والمعاهدين وقتلوا جنود الإسلام وحماة هذا الدين وحماة عرين الوطن فماذا يريد هؤلاء وما هي أغراضهم وما هي اهدافهم والله لو تمكنوا من الرقاب -عِبَادَ اللَّهِ -فإنهم لا يرقبون في مؤمن إلا وذمة. قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً﴾. [الأحزاب: 58].
الخوارج يريدون تسليط أعداء الله على هذه البلاد المباركة وإعطائهم فرصة للكيد لهذه البلاد ولأهلها.
إلى غير ذلك من المفاسد العظيمة التي تترتب على مثل هذه الأعمال التي يقوم بها شباب انحرفوا عن الإسلام والسنة إلى البدعة والضلالة والهوى – والعياذ بالله – يحرفون معاني القرآن والسنة ، ولا يطيعون لولاة أمورهم ولا لعلمائهم بل يسبونهم ويكفرونهم . والنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ أَهَانَ سُلْطَانَ اللهِ فِي الأَرْضِ ، أَهَانَهُ اللَّهُ . رَوَاهُ التِّرْمِذِيِّ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ .  أَقُولُ قَوْلِي هَذَا..
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللَّهِ: الواجب على كل مسلم أن يحذر من أعمال هؤلاء الضالين ومن أفكارهم المنحرفة ومن علم ما ذكرناه من كلام الله تعالى ومن أقوال  رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في تحريم هذا العمل أن يعتقد حرمة هذا العمل وأن لا يسوغ ويبرر لهؤلاء فعلهم ولا يجوز لمسلم أن يعتقد أن هؤلاء لهم الحق في فعلهم هذا أو أنهم شهداء أو نحو ذلك من الاعتقادات الفاسدة، فإنه يكون بذلك مشتركاً معهم في الإثم ومشاركاً لهم في الجرم، حمانا الله وإياكم من البدع في الاعتقادات والأقوال والأفعال ،فتعاونوا- يا عِبَادَ اللَّهِ- في القضاء على هذا السرطان الخبيث (الخوارج)وإبلاغ الجهات المختصة عنهم لاجتثاث هذا الوباء الخطير .الا وصلوا ....
المشاهدات 1854 | التعليقات 0