سد الفرات ... وتهجير المسلمين قسرا من حوله// زياد الشامي
احمد ابوبكر
1438/07/07 - 2017/04/04 03:01AM
[align=justify]وجود الماء في أي بقعة من الأرض هو في الحقيقة نعمة عظيمة من نعم الله تعالى تجذب الناس وتدفعهم للتجمع حولها واتخاذها موطنا ومكانا للاستقرار , ومع تطور العلم واختراع الإنسان للسدود لاحتجاز المياه خلفها والاستفادة منها في أكثر من اتجاه طوال أيام العام ازداد تجمع الناس واستقرارهم حول تلك السدود .
إلا أن تلك النعمة الإلهية التي امتن الله تعالى بها على عباده قد يحولها البعض إلى كارثة ونقمة , إما بسوء الاستخدام للسد والتقصير والإهمال في إدارة شؤونه , أو باستهدافه بشكل مباشر بالقذائف والصواريخ دون أي التفات لما قد ينجم عن ذلك من إغراق مدن بأكملها و قتل الآلاف من الأبرياء .
سد الفرات
يعتبر سد الفرات الذي يقع في مدينة الطبقة على بعد 50 كلم غرب مدينة الرقة من أهم السدود في سورية والوطن العربي , حيث يحتجز خلفه أكثر من عشرة مليارات متر مكعب من المياه , ويحتوي على محركات لتوليد الطاقة , إضافة إلى اعتباره جسرا يصل بين ضفتي نهر الفرات الشمالية والجنوبية في المنطقة .
السد الذي استكمل بناؤه عام في مثل هذا الشهر من عام 1978م , ويبلغ طوله 4.5 كلم وعرضه من الأعلى 20 مترا وعند القاعدة 60 مترا , وتم تصميمه لمقاومة هزة أرضية تصل قوتها إلى سبع درجات.... لا تقتصر فوائده على توفير المياه للري والزراعة فحسب , بل ولتوليد الطاقة الكهربائية من خلال العنفات الموجودة في بواباته الثمانية , والتي يتم من خلالها توليد 880 ميغاواط بالساعة .
يحتجز السد خلفه بحيرة تبلغ طاقتها التخزينية 14 مليار متر مكعب من المياه ، ويبلغ طولها 80 كلم ، ويصل عرضها إلى 5 كلم , كما أن في منطقة السد مواقع أثرية أبرزها : قلعة جعبر الأثرية وبرج عليا، ومئذنة أبو هريرة ..... الأمر الذي يزيد من أهمية السد والمنطقة من حوله .
السد بعد انطلاق الثورة السورية
تمكن الثوار في سورية من تحرير منطقة سد الفرات في شباط من عام 2013م , وتعهد الجيش الحر مباشرة بعدم التدخل في أعمال إدارة السد , وأبدى استعداده لتقديم كل مساعدة ممكنة , وبالفعل استمرت مؤسسة السد بأعمالها والتنسيق مع المديرية في دمشق , إلى أن بدأ نظام الطاغية باستهداف السد بشكل مباشر من مطار الطبقة العسكري , حيث سقطت عدة صواريخ في مياه البحيرة خلف السد، كما قام الطاغية باستهداف السد بشكل مباشر بالبراميل المتفجرة في شهر أيلول من عام 2013م مما تسبب بتشققات في جسم السد , والتي دفعت النشطاء السوريين وقتها إلى توجيه رسالة إلى الأمم المتحدة بشأن مخاطر انهيار السد بسبب استهداف نظام الطاغية له بالرغم من خلوه من أي تواجد للثوار .
وفي نهاية عام 2013م سيطر ما يسمى تنظيم "الدولة" على السد بعد هيمنته على كامل محافظة الرقة إثر معارك مع الثوار , لتبدأ رحلة استغلال هذه الهيمنة من قبل التحالف الدولي بقيادة العم سام وقوات ما يسمى "سورية الديمقراطية" التي يهيمن عليها مليشيا "pyd" الكردية لاستهداف السد بشكل مباشر لأهداف لم تعد تخفى على كل ذي بصيرة .
التحذيرات من انهيار السد
كثيرة هي التحذيرات التي تم إطلاقها مؤخرا من احتمال انهيار سد الفرات "الطبقة" وما يعنيه ذلك من آثار كارثية على البشر والحجر والشجر, وقد ازدادت وتيرة تلك التحذيرات بعد استهداف التحالف الدولي للسد بغارة جوية منذ أيام أدت إلى إغلاق بوابات تصريف السد بعد انقطاع التغذية الذاتية من التيار الكهربائي بحسب وكالة أعماق التابعة لداعش ، مما أدى إلى توقف جميع تجهيزات وأقسام السد عن العمل بشكل كامل، وصعوبة وصول فرق الصيانة إلى جسد السد ومبانيه بسبب كثافة القصف الجوي والمدفعي واحتدام المعارك في مدخل السد .
وبحسب وكالة "داعش" فإن سد الفرات مهدد بالانهيار في أي لحظة بسبب الضربات الأميركية، والارتفاع الكبير لمنسوب المياه المحتجزة خلف السد .
وكانت الأمم المتحدة قد أصدرت في 15 من شباط/ فبراير الماضي تقريراً حذرت فيه من احتمال انهيار سد الفرات وما يعنيه ذلك من كارثة انسانية على سكان محافظتي الرقة ودير الزور، والذي لم يمنع الولايات المتحدة الأمريكية بعد أقل من 10 أيام من استهداف مبنى المؤسسة العامة لسد الفرات المحاذية للسد بعدة غارات جوية مما أدى لتدمير المبنى بالكامل .
وقد أشار تقرير الأمم المتحدة المذكور إلى أن منسوب مياه النهر ارتفع حوالي عشرة أمتار منذ 24 كانون الثاني الماضي، حيث أن القصف الجوي المستمر وإهمال إدارة السد أديا إلى أضرار بالغة بجسم السد قد تؤدي إلى انهياره.
كما ذكر التقرير أن أضراراً بالغة لحقت بمدخل السد بسبب الضربات الأمريكية الجوية، وبينت الأمم المتحدة أن الغارات الجوية على ريف الرقة الغربي بتاريخ 16 كانون الثاني استهدفت مدخل السد وهذا قد يؤدي بحال استهدافه مرة اخرى لانهياره.
ومع محاولة قوات ما يسمى "قسد" نفي استهدافهم والتحالف الدولي للسد , وإعلانهم عن هدنة قصيرة تتوقف فيها عن استهداف المنطقة من أجل إجراء أعمال صيانة في السد , إلا أن الوقائع على الأرض كذبت مزاعمهم وادعاءاتهم , فقد شنت مقاتلات التحالف الدولي أمس الثلاثاء حملة قصف جوي عنيف طالت الكادر الفني الذي كان هناك لإجراء عمليات صيانة لسد الفرات , حيث نقل موقع "الرقة بوست" أن القصف أودى بحياة مدير السدّ "أحمد الحسين"، ومساعده الفني اللذين كانا يهمان بالدخول إلى السد لإجراء أعمال صيانة .
مَن يستهدف السد ولماذا ؟!
من الواضح أن استهداف السد بشكل مباشر كان وما زال على يد طاغية الشام أولا , ومن ثم التحالف الدولي بقيادة واشنطن وعملاءها على الأرض من الأكراد , والذريعة الجاهزة لذلك الاستهداف : محاربة "داعش" الذي أثبتت وقائع الثورة السورية أنه مجرد مطية لأعداء الثورة السورية لتنفيذ مآربهم وأجندتهم الخبيثة في أرض الشام , وعلى رأسها إجهاض الثورة وتهجير المسلمين من أرض الرباط .
وبعيدا عن حقيقة الأضرار التي لحقت بالسد جراء الاستهداف الأمريكي والكردي له , وبغض النظر عن حجم تلك الأضرار التي يجعلها البعض إيذانا بقرب انهيار السد ووقوع الكارثة كما تقول بيانات "داعش" عبر وكالة أعماق , بينما يقلل من شأنها البعض الآخر وعلى رأسهم نائب رئيس المجلس المحلي لمحافظة الرقة عن الحكومة السورية المؤقتة محمد حجازي الذي يقول : إن هذا الحاجز المائي مزود بآلية لتصريف المياه عبر قنوات، وذلك في حال تعرض السد لهزة من أي نوع كان .....
فإن النتيجة الواقعية لذلك الاستهداف الأمريكي الكردي المتكرر للسد ومحيطه , وتلك التحذيرات المتكررة المتواترة من "داعش" والأمم المتحدة و......غيرها , هي حركة نزوح كبيرة شهدتها المنطقة باتجاه مناطق أخرى أكثر أمنا , وهو ما يعني أن تهجير المسلمين من محيط سد الفرات هي الغاية الأهم لأعداء الثورة السورية على ما يبدو , وأن تفريغ المنطقة قبل إخراج "داعش" منها هو المقصود الأول من كل ما يجري هناك من معارك عسكرية أو إعلامية .
[/align]
إلا أن تلك النعمة الإلهية التي امتن الله تعالى بها على عباده قد يحولها البعض إلى كارثة ونقمة , إما بسوء الاستخدام للسد والتقصير والإهمال في إدارة شؤونه , أو باستهدافه بشكل مباشر بالقذائف والصواريخ دون أي التفات لما قد ينجم عن ذلك من إغراق مدن بأكملها و قتل الآلاف من الأبرياء .
سد الفرات
يعتبر سد الفرات الذي يقع في مدينة الطبقة على بعد 50 كلم غرب مدينة الرقة من أهم السدود في سورية والوطن العربي , حيث يحتجز خلفه أكثر من عشرة مليارات متر مكعب من المياه , ويحتوي على محركات لتوليد الطاقة , إضافة إلى اعتباره جسرا يصل بين ضفتي نهر الفرات الشمالية والجنوبية في المنطقة .
السد الذي استكمل بناؤه عام في مثل هذا الشهر من عام 1978م , ويبلغ طوله 4.5 كلم وعرضه من الأعلى 20 مترا وعند القاعدة 60 مترا , وتم تصميمه لمقاومة هزة أرضية تصل قوتها إلى سبع درجات.... لا تقتصر فوائده على توفير المياه للري والزراعة فحسب , بل ولتوليد الطاقة الكهربائية من خلال العنفات الموجودة في بواباته الثمانية , والتي يتم من خلالها توليد 880 ميغاواط بالساعة .
يحتجز السد خلفه بحيرة تبلغ طاقتها التخزينية 14 مليار متر مكعب من المياه ، ويبلغ طولها 80 كلم ، ويصل عرضها إلى 5 كلم , كما أن في منطقة السد مواقع أثرية أبرزها : قلعة جعبر الأثرية وبرج عليا، ومئذنة أبو هريرة ..... الأمر الذي يزيد من أهمية السد والمنطقة من حوله .
السد بعد انطلاق الثورة السورية
تمكن الثوار في سورية من تحرير منطقة سد الفرات في شباط من عام 2013م , وتعهد الجيش الحر مباشرة بعدم التدخل في أعمال إدارة السد , وأبدى استعداده لتقديم كل مساعدة ممكنة , وبالفعل استمرت مؤسسة السد بأعمالها والتنسيق مع المديرية في دمشق , إلى أن بدأ نظام الطاغية باستهداف السد بشكل مباشر من مطار الطبقة العسكري , حيث سقطت عدة صواريخ في مياه البحيرة خلف السد، كما قام الطاغية باستهداف السد بشكل مباشر بالبراميل المتفجرة في شهر أيلول من عام 2013م مما تسبب بتشققات في جسم السد , والتي دفعت النشطاء السوريين وقتها إلى توجيه رسالة إلى الأمم المتحدة بشأن مخاطر انهيار السد بسبب استهداف نظام الطاغية له بالرغم من خلوه من أي تواجد للثوار .
وفي نهاية عام 2013م سيطر ما يسمى تنظيم "الدولة" على السد بعد هيمنته على كامل محافظة الرقة إثر معارك مع الثوار , لتبدأ رحلة استغلال هذه الهيمنة من قبل التحالف الدولي بقيادة العم سام وقوات ما يسمى "سورية الديمقراطية" التي يهيمن عليها مليشيا "pyd" الكردية لاستهداف السد بشكل مباشر لأهداف لم تعد تخفى على كل ذي بصيرة .
التحذيرات من انهيار السد
كثيرة هي التحذيرات التي تم إطلاقها مؤخرا من احتمال انهيار سد الفرات "الطبقة" وما يعنيه ذلك من آثار كارثية على البشر والحجر والشجر, وقد ازدادت وتيرة تلك التحذيرات بعد استهداف التحالف الدولي للسد بغارة جوية منذ أيام أدت إلى إغلاق بوابات تصريف السد بعد انقطاع التغذية الذاتية من التيار الكهربائي بحسب وكالة أعماق التابعة لداعش ، مما أدى إلى توقف جميع تجهيزات وأقسام السد عن العمل بشكل كامل، وصعوبة وصول فرق الصيانة إلى جسد السد ومبانيه بسبب كثافة القصف الجوي والمدفعي واحتدام المعارك في مدخل السد .
وبحسب وكالة "داعش" فإن سد الفرات مهدد بالانهيار في أي لحظة بسبب الضربات الأميركية، والارتفاع الكبير لمنسوب المياه المحتجزة خلف السد .
وكانت الأمم المتحدة قد أصدرت في 15 من شباط/ فبراير الماضي تقريراً حذرت فيه من احتمال انهيار سد الفرات وما يعنيه ذلك من كارثة انسانية على سكان محافظتي الرقة ودير الزور، والذي لم يمنع الولايات المتحدة الأمريكية بعد أقل من 10 أيام من استهداف مبنى المؤسسة العامة لسد الفرات المحاذية للسد بعدة غارات جوية مما أدى لتدمير المبنى بالكامل .
وقد أشار تقرير الأمم المتحدة المذكور إلى أن منسوب مياه النهر ارتفع حوالي عشرة أمتار منذ 24 كانون الثاني الماضي، حيث أن القصف الجوي المستمر وإهمال إدارة السد أديا إلى أضرار بالغة بجسم السد قد تؤدي إلى انهياره.
كما ذكر التقرير أن أضراراً بالغة لحقت بمدخل السد بسبب الضربات الأمريكية الجوية، وبينت الأمم المتحدة أن الغارات الجوية على ريف الرقة الغربي بتاريخ 16 كانون الثاني استهدفت مدخل السد وهذا قد يؤدي بحال استهدافه مرة اخرى لانهياره.
ومع محاولة قوات ما يسمى "قسد" نفي استهدافهم والتحالف الدولي للسد , وإعلانهم عن هدنة قصيرة تتوقف فيها عن استهداف المنطقة من أجل إجراء أعمال صيانة في السد , إلا أن الوقائع على الأرض كذبت مزاعمهم وادعاءاتهم , فقد شنت مقاتلات التحالف الدولي أمس الثلاثاء حملة قصف جوي عنيف طالت الكادر الفني الذي كان هناك لإجراء عمليات صيانة لسد الفرات , حيث نقل موقع "الرقة بوست" أن القصف أودى بحياة مدير السدّ "أحمد الحسين"، ومساعده الفني اللذين كانا يهمان بالدخول إلى السد لإجراء أعمال صيانة .
مَن يستهدف السد ولماذا ؟!
من الواضح أن استهداف السد بشكل مباشر كان وما زال على يد طاغية الشام أولا , ومن ثم التحالف الدولي بقيادة واشنطن وعملاءها على الأرض من الأكراد , والذريعة الجاهزة لذلك الاستهداف : محاربة "داعش" الذي أثبتت وقائع الثورة السورية أنه مجرد مطية لأعداء الثورة السورية لتنفيذ مآربهم وأجندتهم الخبيثة في أرض الشام , وعلى رأسها إجهاض الثورة وتهجير المسلمين من أرض الرباط .
وبعيدا عن حقيقة الأضرار التي لحقت بالسد جراء الاستهداف الأمريكي والكردي له , وبغض النظر عن حجم تلك الأضرار التي يجعلها البعض إيذانا بقرب انهيار السد ووقوع الكارثة كما تقول بيانات "داعش" عبر وكالة أعماق , بينما يقلل من شأنها البعض الآخر وعلى رأسهم نائب رئيس المجلس المحلي لمحافظة الرقة عن الحكومة السورية المؤقتة محمد حجازي الذي يقول : إن هذا الحاجز المائي مزود بآلية لتصريف المياه عبر قنوات، وذلك في حال تعرض السد لهزة من أي نوع كان .....
فإن النتيجة الواقعية لذلك الاستهداف الأمريكي الكردي المتكرر للسد ومحيطه , وتلك التحذيرات المتكررة المتواترة من "داعش" والأمم المتحدة و......غيرها , هي حركة نزوح كبيرة شهدتها المنطقة باتجاه مناطق أخرى أكثر أمنا , وهو ما يعني أن تهجير المسلمين من محيط سد الفرات هي الغاية الأهم لأعداء الثورة السورية على ما يبدو , وأن تفريغ المنطقة قبل إخراج "داعش" منها هو المقصود الأول من كل ما يجري هناك من معارك عسكرية أو إعلامية .
[/align]