سبل علاج ضعف الايمان
محسن الشامي
1435/02/23 - 2013/12/26 15:47PM
الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُبِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِاللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْلاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداًعَبْدُهُ وَرَسُولُهُوصفيه وخليله وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أَمَّا بَعْدُ عباد الله اتقوا الله تعالى وأطيعوه {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍوَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءًوَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَعَلَيْكُمْ رَقِيبًا}
إخوة الايمان :مما لاشك فيه ولا ريب أَنَّ الإِيمَانَ يَزِيدُ وَيَقْوَى بِالطَّاعَةِ وَيَنْقُصُوَيَضْعُفُ بِالْمَعْصِيَةِ وَسبق الحديث عن بَعْضَ الأَسْبَابِ الَّتِيتُؤَدِّي إِلَىضَعْفِالإِيمَانِوَنَقْصِهِ،وذكرنا علامات نقص الايمان وَسَنَتَحَدَّثُ فِي هَذِهِ الْخُطْبَةِ بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى عَنْ وسائلِعِلاَجِضَعْفِالإِيمَانِ الَّتِي يُمْكِنُ لِلْمَرْءِالْمُسْلِمِ أَنْ يُعَالِجَ بِهَا ضَعْفَ إِيمَانِهِ، وَيُزِيلَ قَسْوَةَ قَلْبِهِبَعْدَ الاِعْتِمَادِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَتَوْطِينِ النَّفْسِ عَلَى الْمُجَاهَدَةِ فَمِنْ الأَسْبَابِ الَّتِي تُقَوِّيالإِيمَانَ:الاِتِّصَالُ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَتَدَبُّرُ آيَاتِهِ فالإقبال على القرآن والانتفاع به تلاوة وتدبراً وعملاً متحقق لأصحاب القلوب الحية قال تعالى{إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ *لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَياًّ}فصاحب القلب الحي بين قلبه وبين معاني القرآن أتم الاتصال، فيجدها كأنها قد كُتبتْ فيه فهو يقرؤها عن ظهر قلب لقد ربَّى القرانُ أجيالاً فرفع قدرهم في الدنيا والآخرة وعمل بالقران أناسٌ فقادوا الأمم إلى عز الدنيا والآخرة إنه القران الطريق إلى الحياة السعيدة والمفتاح إلى الطمأنينة {أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}فأين نحن من القرآن ؟لقد هجرناه إلا قليلاً منا هل عملنا بما فيه هل تحاكمنا إليه هل جعلناه مصدرنا عند النزاع إنه كلام ربنا قال عثمان رضي الله عنه(لوطهرت قلوبنا ما شبعت من كلام الله)
وَمِنَ الأَسْبَابِ الَّتِي تُقَوِّيالإِيمَانَ: اسْتِشْعَارُ عَظَمَةِ اللهِ عَزَّوَجَلَّ، وَمَعْرِفَةُ أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، وَالتَّدَبُّرُ فِيهَا وَعَقْلُمَعَانِيهَا، قَالَ تَعَالَى{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُجَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِسُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }فلابد لنا من استشعار عظمة الخالق جل جلاله وَاسْتِقْرَارُ هَذَا الشُّعُورِ فِي الْقَلْبِ وَسَرَيَانُهُ إِلَىالْجَوَارِحِ؛ ليوافقَ عملها مَا وَعَاهُ الْقَلْبُ، فَهُوَمَلِكُهَا وَسَيِّدُهَا، وَهِيَ بِمَنْزِلَةِ جُنُودِهِ وَأَتْبَاعِهِ، فَإِذَاصَلَحَ صَلَحَتْ، وَإِذَا فَسَدَ فَسَدَتْ، قال عليه الصلاة والسلام: ((أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ, وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ, أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ)) وَمِنَ الأَسْبَابِ الَّتِي تُقَوِّيالإِيمَانَ: الاِسْتِكْثَارُ مِنَ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ وَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ الْعِلاَجِ، وَهُوَأَمْرٌ عَظِيمٌ وَأَثَرُهُ فِي تَقْوِيَةِالإِيمَانِظَاهِرٌ كَبِيرٌ، يَقُولُ سُبْحانَهُ {إِنَّالَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّارَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْتَبُورَ} وَقَدْ ضَرَبَالصِّدِّيقُفِي ذَلِكَ مَثَلاًعَظِيماً، فَقَدْ أَخْرَجَ الإِمَامُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِيهُرَيْرَةَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ )مَنْأَصْبَحَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ صَائِمًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قَالَ: )فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟» قَالَأَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قَالَ)فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمُالْيَوْمَ مِسْكِينًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَنَا قَالَ: « فَمَنْ عَادَمِنْكُمُ الْيَوْمَ مَرِيضًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (مَااجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ(
وَمِنَ الأَسْبَابِ الَّتِي تُقَوِّيالإِيمَانَ: تَنْوِيعُ الْعِبَادَاتِ، فَمِنْ رَحْمَةِ اللهِوَحِكْمَتِهِ أَنْ نَوَّعَ عَلَيْنَا الْعِبَادَاتِ، فَمِنْهَا مَا يَكُونُبِالْبَدَنِ كَالصَّلاَةِ، وَمِنْهَا مَا يَكُونُ بِالْمَالِ كَالزَّكَاةِ،وَمِنْهَا مَا يَكُونُ بِهِمَا مَعاً كَالْحَجِّ، وَمِنْهَا مَا هُوَ بِاللِّسَانِكَالذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ. وَلَعَلَّ مِنَ الْحِكْمَةِ فِي ذَلِكَ: أَنْ لاَّ تَمَلَّالنَّفْسُ وَيَسْتَمِرَّ التَّجَدُّدُ، وَسُبْحَانَ الَّذِيجَعَلَ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ عَلَى أَنْوَاعِ الْعِبَادَاتِ، كَمَا جَاءَ فِيحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ: )مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ نُودِيَ مِنْأَبْوَابِ الْجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِالصَّلاَةِ: دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ: دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ: دُعِيَ مِنْبَابِ الرَّيَّانِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِالصَّدَقَةِ ( رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .
أَيُّهَاالْمُسْلِمُونَ:وَمِمَّا يُعَالَجُ بِهِ ضَعْفُالإِيمَانِ: الإِكْثَارُ مِنْ ذِكْرِ الْمَوْتِ، وَالْخَوْفُ مِنْ سُوءِالْخَاتِمَةِ، ،فَذِكْرُ الْمَوْتِ يَدْفَعُ الْمُسْلِمَ إِلَى الطَّاعَةِ وَيُجَدِّدُ الإِيمَانَفِي الْقَلْبِ، قال صلى الله عليه وسلم (أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ( رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ.وَلاَ شَكَّ أَنَّ تَذَكُّرَ الْمَوْتِ وَالْخَوْفَ مِنْ سُوءِالْخَاتِمَةِ يَرْدَعُ عَنِ الْمَعَاصِي وَيُلَيِّنُ الْقَلْبَ الْقَاسِيَ، وَمِنْأَعْظَمِ مَا يُذَكِّرُ بِالْمَوْتِ زِيَارَةُ الْقُبُورِ، وَلِذَلِكَ أَمَرَالنَّبِيُّ بِزِيَارَتِهَا فَقَالَ)كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ أَلاَفَزُورُوهَا؛ فَإِنَّهَا تُرِقُّ الْقَلْبَ، وَتُدْمِعُ الْعَيْنَ، وَتُذَكِّرُالآخِرَةَ، وَلاَ تَقُولُوا هُجْراً( أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ وَمِنَ الأُمُورِالَّتِي تُجَدِّدُ الإِيمَانَ وَتُقَوِّيهِ يَا عِبَادَ اللهِ: ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى، فَهُوَ جِلاَءُ الْقُلُوبِ وَشِفَاؤُهَا،وَدَوَاؤُهَا عِنْدَ اعْتِلاَلِهَا، وَهُوَ رُوحُ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، وَقَدْأَمَرَ اللهُ بِهِ فَقَالَ{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًاكَثِيرًا }وَذِكْرُ اللهِ وَصِيَّةُ النَّبِيّ لأُمَّتِهِ، فَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلاَمِ قَدْكَثُرَتْ عَلَيَّ فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ. قَالَ)لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ( رَوَاهُالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْكان عبد الله بن رواحة رضي الله عنه "يأخذ بيد النفر من أصحابه فيقول:تعالوا نؤمن ساعة تعالوا فلنذكر الله ولنزدد إيمانا بطاعته لعله يذكرنا بمغفرته" وَبِالذِّكْرِ يَصْرَعُ الْعَبْدُ الشَّيْطَانَكَمَا يَصْرَعُ الشَّيْطَانُ أَهْلَ الْغَفْلَةِ وَالنِّسْيَانِ، وَأَكْثَرُالنَّاسِ الَّذِينَ تَمَسُّهُمُ الشَّيَاطِينُ هُمْ مِنْ أَهْلِ الْغَفْلَةِالَّذِينَ لَمْ يَتَحَصَّنُوا بِالأَوْرَادِ وَالأَذْكَارِ، وَلِذَلِكَ سَهُلَتَلَبُّسُ الشَّيَاطِينِ بِهِمْ، وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ. . نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَزِيدَ إِيمَانَنَا جَمِيعاً وَيُجَنِّبَنَا أَسْبَابَ ضَعْفِهِوَيَزِيدَنَا قُرْباً إِلَيْهِ وَيَجْعَلَنَا مِنْ عِبَادِهِالْمُخْلِصِينَالْحَمْدُ للهِ رَبِّالْعَالَمِينَ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى سَيِّدِ الأَنْبِيَاءِوَالْمُرْسَلِينَ، نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اقْتَفَىأَثَرَهُ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ أَمَّابَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ واعلموا أن مِنْ أَهَمِّ سُبُلِعِلاَجِضَعْفِالإِيمَانِ: لُزُومُ مجالس الذِّكْرِ فلِمجالس الذكر أبلغ الأثر في القلب فهي تُورثه السكينة والطمأنينةوتُزيح عنه القلق الذي يُورثه العصيان والإدبار عن نهج اللهتعالى فكيف لايطمئن القلب وتسكن النفس في مجلس يغفر الله فيه لمن حضره وتحفه الملائكة وتغشاه الرحمةويُنزِل الله فيه السكينة قَالَ صلى الله عليه وسلم (وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ، يَتْلُونَكِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُالسَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ،وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ(رَوَاهُ مُسْلِمٌ وقال صلى الله عليه وسلم(ليبعثن اللهأقواماً يوم القيامة في وجوههم النور على منابر اللؤلؤ يغبطهم الناس ليسوابأنبياء ولاشهداء). فجثا أعرابي على ركبتيه فقال يا رسول الله جلهم لنا نعرفهم قال(هم المتحابون في الله من قبائل شتى وبلاد شتى يجتمعون على ذكر الله يذكرونه (
أَيُّهَاالْمُسْلِمُونَ:وَمُحَاسَبَةُ النَّفْسِ مُهِمَّةٌ فِيتَجْدِيدِ الإِيمَانِ، يَقُولُ جَلَّ وَعَلاَ{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَوَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ)حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا) وَيَقُولُالْحَسَنُ (لاَ تَلْقَى الْمُؤْمِنَإِلاَّ وَهُوَ يُحَاسِبُ نَفْسَهُ)فَلاَ بُدَّ أَنْيَكُونَ لِلْمُسْلِمِ وَقْتٌ يَخْلُو فِيهِ بِنَفْسِهِ فَيُرَاجِعُهَاوَيُحَاسِبُهَا وَيَنْظُرُ فِي شَأْنِهَا وَمَاذَا قَدَّمَ مِنَ الزَّادِ لِيَوْمِالْمَعَادِ؟وَخِتَاماً فَإِنَّ مُنَاجَاةُ اللهِ وَالاِنْكِسَارُ بَيْنَ يَدَيْهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَقْوَى الأَسْبَابِ الَّتِي يَنْبَغِي لِلْعَبْدِ أَنْ يَبْذُلَهَا فَكَلَّمَا كَانَالْعَبْدُ أَكْثَرَ ذِلَّةً وَخُضُوعاً لِلَّهِ: كَانَ إِلَيْهِ أَقْرَبَفأسألوا الله أن يجدد ايمانكم فقد أمركم نبيكم بذلكفقَالَ(إِنَّ الإِيمَانَ لَيَخْلَقُ فِي جَوْفِ أَحَدِكُمْ كَمَا يَخْلَقُالثَّوْبُ فَاسْأَلُوا اللهَ أَنْ يُجَدِّدَ الإِيمَانَ فِي قُلُوبِكُم(الافَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَلاَزِمُواأَسْبَابَ زِيَادَةِ الإِيمَانِ وَصَابِرُوا عَلَيْهَا:تَحْظَوْا بِالْقُرْبِمِنَ اللهِ تَعَالَى، وَالْفَلاَحِ فِي الدَّارَيْنِ، قَالَ تَعَالَى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُواوَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْتُفْلِحُونَ [
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَى وَصِفَاتِكَالْعُلَى أَنْ تُجَدِّدَ الإِيمَانَ فِي قُلُوبِنَا، اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَاالإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَوَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ، بِرَحْمَتِكَ يَاأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ،
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَوَالْمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ، وَارْفَعْ رَايَةَالْحَقِّ وَالْعَدْلِ وَالدِّينِ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَعِصْمَةُ أَمْرِنَا, وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا, وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا, وَاجْعَلِ الْحَيَاةَزِيَادَةَ لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ،وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّشَرٍّ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَالْمُؤْمِنِينَوَالْمُؤْمِنَاتِ؛ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ قَرِيبٌ سَمِيعٌمُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلاَةَ أُمُورِنَا لِمَا تُحِبُّوَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَاجْعَلْ هَذَاالْبَلَدَ آمِناً مُطْمَئِنّاً بِالْعَدْلِ وَالإِيمَانِ، وَسَائِرَ بِلاَدِالْمُسْلِمِينَ.
إخوة الايمان :مما لاشك فيه ولا ريب أَنَّ الإِيمَانَ يَزِيدُ وَيَقْوَى بِالطَّاعَةِ وَيَنْقُصُوَيَضْعُفُ بِالْمَعْصِيَةِ وَسبق الحديث عن بَعْضَ الأَسْبَابِ الَّتِيتُؤَدِّي إِلَىضَعْفِالإِيمَانِوَنَقْصِهِ،وذكرنا علامات نقص الايمان وَسَنَتَحَدَّثُ فِي هَذِهِ الْخُطْبَةِ بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى عَنْ وسائلِعِلاَجِضَعْفِالإِيمَانِ الَّتِي يُمْكِنُ لِلْمَرْءِالْمُسْلِمِ أَنْ يُعَالِجَ بِهَا ضَعْفَ إِيمَانِهِ، وَيُزِيلَ قَسْوَةَ قَلْبِهِبَعْدَ الاِعْتِمَادِ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَتَوْطِينِ النَّفْسِ عَلَى الْمُجَاهَدَةِ فَمِنْ الأَسْبَابِ الَّتِي تُقَوِّيالإِيمَانَ:الاِتِّصَالُ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَتَدَبُّرُ آيَاتِهِ فالإقبال على القرآن والانتفاع به تلاوة وتدبراً وعملاً متحقق لأصحاب القلوب الحية قال تعالى{إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ *لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَياًّ}فصاحب القلب الحي بين قلبه وبين معاني القرآن أتم الاتصال، فيجدها كأنها قد كُتبتْ فيه فهو يقرؤها عن ظهر قلب لقد ربَّى القرانُ أجيالاً فرفع قدرهم في الدنيا والآخرة وعمل بالقران أناسٌ فقادوا الأمم إلى عز الدنيا والآخرة إنه القران الطريق إلى الحياة السعيدة والمفتاح إلى الطمأنينة {أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}فأين نحن من القرآن ؟لقد هجرناه إلا قليلاً منا هل عملنا بما فيه هل تحاكمنا إليه هل جعلناه مصدرنا عند النزاع إنه كلام ربنا قال عثمان رضي الله عنه(لوطهرت قلوبنا ما شبعت من كلام الله)
وَمِنَ الأَسْبَابِ الَّتِي تُقَوِّيالإِيمَانَ: اسْتِشْعَارُ عَظَمَةِ اللهِ عَزَّوَجَلَّ، وَمَعْرِفَةُ أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، وَالتَّدَبُّرُ فِيهَا وَعَقْلُمَعَانِيهَا، قَالَ تَعَالَى{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُجَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِسُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }فلابد لنا من استشعار عظمة الخالق جل جلاله وَاسْتِقْرَارُ هَذَا الشُّعُورِ فِي الْقَلْبِ وَسَرَيَانُهُ إِلَىالْجَوَارِحِ؛ ليوافقَ عملها مَا وَعَاهُ الْقَلْبُ، فَهُوَمَلِكُهَا وَسَيِّدُهَا، وَهِيَ بِمَنْزِلَةِ جُنُودِهِ وَأَتْبَاعِهِ، فَإِذَاصَلَحَ صَلَحَتْ، وَإِذَا فَسَدَ فَسَدَتْ، قال عليه الصلاة والسلام: ((أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ, وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ, أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ)) وَمِنَ الأَسْبَابِ الَّتِي تُقَوِّيالإِيمَانَ: الاِسْتِكْثَارُ مِنَ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ وَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ الْعِلاَجِ، وَهُوَأَمْرٌ عَظِيمٌ وَأَثَرُهُ فِي تَقْوِيَةِالإِيمَانِظَاهِرٌ كَبِيرٌ، يَقُولُ سُبْحانَهُ {إِنَّالَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّارَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْتَبُورَ} وَقَدْ ضَرَبَالصِّدِّيقُفِي ذَلِكَ مَثَلاًعَظِيماً، فَقَدْ أَخْرَجَ الإِمَامُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِيهُرَيْرَةَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ )مَنْأَصْبَحَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ صَائِمًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قَالَ: )فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟» قَالَأَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قَالَ)فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمُالْيَوْمَ مِسْكِينًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَنَا قَالَ: « فَمَنْ عَادَمِنْكُمُ الْيَوْمَ مَرِيضًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ أَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (مَااجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ(
وَمِنَ الأَسْبَابِ الَّتِي تُقَوِّيالإِيمَانَ: تَنْوِيعُ الْعِبَادَاتِ، فَمِنْ رَحْمَةِ اللهِوَحِكْمَتِهِ أَنْ نَوَّعَ عَلَيْنَا الْعِبَادَاتِ، فَمِنْهَا مَا يَكُونُبِالْبَدَنِ كَالصَّلاَةِ، وَمِنْهَا مَا يَكُونُ بِالْمَالِ كَالزَّكَاةِ،وَمِنْهَا مَا يَكُونُ بِهِمَا مَعاً كَالْحَجِّ، وَمِنْهَا مَا هُوَ بِاللِّسَانِكَالذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ. وَلَعَلَّ مِنَ الْحِكْمَةِ فِي ذَلِكَ: أَنْ لاَّ تَمَلَّالنَّفْسُ وَيَسْتَمِرَّ التَّجَدُّدُ، وَسُبْحَانَ الَّذِيجَعَلَ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ عَلَى أَنْوَاعِ الْعِبَادَاتِ، كَمَا جَاءَ فِيحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ: )مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ نُودِيَ مِنْأَبْوَابِ الْجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِالصَّلاَةِ: دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ: دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ: دُعِيَ مِنْبَابِ الرَّيَّانِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِالصَّدَقَةِ ( رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .
أَيُّهَاالْمُسْلِمُونَ:وَمِمَّا يُعَالَجُ بِهِ ضَعْفُالإِيمَانِ: الإِكْثَارُ مِنْ ذِكْرِ الْمَوْتِ، وَالْخَوْفُ مِنْ سُوءِالْخَاتِمَةِ، ،فَذِكْرُ الْمَوْتِ يَدْفَعُ الْمُسْلِمَ إِلَى الطَّاعَةِ وَيُجَدِّدُ الإِيمَانَفِي الْقَلْبِ، قال صلى الله عليه وسلم (أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ( رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ.وَلاَ شَكَّ أَنَّ تَذَكُّرَ الْمَوْتِ وَالْخَوْفَ مِنْ سُوءِالْخَاتِمَةِ يَرْدَعُ عَنِ الْمَعَاصِي وَيُلَيِّنُ الْقَلْبَ الْقَاسِيَ، وَمِنْأَعْظَمِ مَا يُذَكِّرُ بِالْمَوْتِ زِيَارَةُ الْقُبُورِ، وَلِذَلِكَ أَمَرَالنَّبِيُّ بِزِيَارَتِهَا فَقَالَ)كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ أَلاَفَزُورُوهَا؛ فَإِنَّهَا تُرِقُّ الْقَلْبَ، وَتُدْمِعُ الْعَيْنَ، وَتُذَكِّرُالآخِرَةَ، وَلاَ تَقُولُوا هُجْراً( أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ وَمِنَ الأُمُورِالَّتِي تُجَدِّدُ الإِيمَانَ وَتُقَوِّيهِ يَا عِبَادَ اللهِ: ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى، فَهُوَ جِلاَءُ الْقُلُوبِ وَشِفَاؤُهَا،وَدَوَاؤُهَا عِنْدَ اعْتِلاَلِهَا، وَهُوَ رُوحُ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، وَقَدْأَمَرَ اللهُ بِهِ فَقَالَ{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًاكَثِيرًا }وَذِكْرُ اللهِ وَصِيَّةُ النَّبِيّ لأُمَّتِهِ، فَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلاَمِ قَدْكَثُرَتْ عَلَيَّ فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ. قَالَ)لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ( رَوَاهُالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْكان عبد الله بن رواحة رضي الله عنه "يأخذ بيد النفر من أصحابه فيقول:تعالوا نؤمن ساعة تعالوا فلنذكر الله ولنزدد إيمانا بطاعته لعله يذكرنا بمغفرته" وَبِالذِّكْرِ يَصْرَعُ الْعَبْدُ الشَّيْطَانَكَمَا يَصْرَعُ الشَّيْطَانُ أَهْلَ الْغَفْلَةِ وَالنِّسْيَانِ، وَأَكْثَرُالنَّاسِ الَّذِينَ تَمَسُّهُمُ الشَّيَاطِينُ هُمْ مِنْ أَهْلِ الْغَفْلَةِالَّذِينَ لَمْ يَتَحَصَّنُوا بِالأَوْرَادِ وَالأَذْكَارِ، وَلِذَلِكَ سَهُلَتَلَبُّسُ الشَّيَاطِينِ بِهِمْ، وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ. . نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يَزِيدَ إِيمَانَنَا جَمِيعاً وَيُجَنِّبَنَا أَسْبَابَ ضَعْفِهِوَيَزِيدَنَا قُرْباً إِلَيْهِ وَيَجْعَلَنَا مِنْ عِبَادِهِالْمُخْلِصِينَالْحَمْدُ للهِ رَبِّالْعَالَمِينَ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى سَيِّدِ الأَنْبِيَاءِوَالْمُرْسَلِينَ، نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اقْتَفَىأَثَرَهُ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ أَمَّابَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ واعلموا أن مِنْ أَهَمِّ سُبُلِعِلاَجِضَعْفِالإِيمَانِ: لُزُومُ مجالس الذِّكْرِ فلِمجالس الذكر أبلغ الأثر في القلب فهي تُورثه السكينة والطمأنينةوتُزيح عنه القلق الذي يُورثه العصيان والإدبار عن نهج اللهتعالى فكيف لايطمئن القلب وتسكن النفس في مجلس يغفر الله فيه لمن حضره وتحفه الملائكة وتغشاه الرحمةويُنزِل الله فيه السكينة قَالَ صلى الله عليه وسلم (وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ، يَتْلُونَكِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُالسَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ،وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ(رَوَاهُ مُسْلِمٌ وقال صلى الله عليه وسلم(ليبعثن اللهأقواماً يوم القيامة في وجوههم النور على منابر اللؤلؤ يغبطهم الناس ليسوابأنبياء ولاشهداء). فجثا أعرابي على ركبتيه فقال يا رسول الله جلهم لنا نعرفهم قال(هم المتحابون في الله من قبائل شتى وبلاد شتى يجتمعون على ذكر الله يذكرونه (
أَيُّهَاالْمُسْلِمُونَ:وَمُحَاسَبَةُ النَّفْسِ مُهِمَّةٌ فِيتَجْدِيدِ الإِيمَانِ، يَقُولُ جَلَّ وَعَلاَ{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَوَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ)حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا) وَيَقُولُالْحَسَنُ (لاَ تَلْقَى الْمُؤْمِنَإِلاَّ وَهُوَ يُحَاسِبُ نَفْسَهُ)فَلاَ بُدَّ أَنْيَكُونَ لِلْمُسْلِمِ وَقْتٌ يَخْلُو فِيهِ بِنَفْسِهِ فَيُرَاجِعُهَاوَيُحَاسِبُهَا وَيَنْظُرُ فِي شَأْنِهَا وَمَاذَا قَدَّمَ مِنَ الزَّادِ لِيَوْمِالْمَعَادِ؟وَخِتَاماً فَإِنَّ مُنَاجَاةُ اللهِ وَالاِنْكِسَارُ بَيْنَ يَدَيْهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَقْوَى الأَسْبَابِ الَّتِي يَنْبَغِي لِلْعَبْدِ أَنْ يَبْذُلَهَا فَكَلَّمَا كَانَالْعَبْدُ أَكْثَرَ ذِلَّةً وَخُضُوعاً لِلَّهِ: كَانَ إِلَيْهِ أَقْرَبَفأسألوا الله أن يجدد ايمانكم فقد أمركم نبيكم بذلكفقَالَ(إِنَّ الإِيمَانَ لَيَخْلَقُ فِي جَوْفِ أَحَدِكُمْ كَمَا يَخْلَقُالثَّوْبُ فَاسْأَلُوا اللهَ أَنْ يُجَدِّدَ الإِيمَانَ فِي قُلُوبِكُم(الافَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَلاَزِمُواأَسْبَابَ زِيَادَةِ الإِيمَانِ وَصَابِرُوا عَلَيْهَا:تَحْظَوْا بِالْقُرْبِمِنَ اللهِ تَعَالَى، وَالْفَلاَحِ فِي الدَّارَيْنِ، قَالَ تَعَالَى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُواوَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْتُفْلِحُونَ [
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الْحُسْنَى وَصِفَاتِكَالْعُلَى أَنْ تُجَدِّدَ الإِيمَانَ فِي قُلُوبِنَا، اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَاالإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَوَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ، بِرَحْمَتِكَ يَاأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ،
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَوَالْمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ، وَارْفَعْ رَايَةَالْحَقِّ وَالْعَدْلِ وَالدِّينِ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَعِصْمَةُ أَمْرِنَا, وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا, وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا, وَاجْعَلِ الْحَيَاةَزِيَادَةَ لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ،وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّشَرٍّ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَالْمُؤْمِنِينَوَالْمُؤْمِنَاتِ؛ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ قَرِيبٌ سَمِيعٌمُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلاَةَ أُمُورِنَا لِمَا تُحِبُّوَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَاجْعَلْ هَذَاالْبَلَدَ آمِناً مُطْمَئِنّاً بِالْعَدْلِ وَالإِيمَانِ، وَسَائِرَ بِلاَدِالْمُسْلِمِينَ.
المشاهدات 4103 | التعليقات 2
شكر الله لك أخي زياد مرورك الكريم والله نسأل الاخلاص في القول والعمل
زياد الريسي - مدير الإدارة العلمية
اللهم املأ قلوبنا إيمانا وخشية وخوفا ورجاء
جزيت خيرا شيخ محسن وأحسن الله إليك على كتاباتك وخطبك
تعديل التعليق