سبحان الله (رأى الرؤيا قبل صلاة الجمعة وتحققت بعد صلاة الجمعة مباشرة في جامعنا )
أبو عبد الرحمن
1430/10/14 - 2009/10/03 05:55AM
سبحان الله (رأى الرؤيا قبل صلاة الجمعة وتحققت بعد صلاة الجمعة مباشرة في جامعنا )
(2009-10-02)(19:10)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الودود المعطي بلا حدود المتفضل على كل العبيد وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على النبي الأمي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد
فإن ثمت مواقف تبقي في الشاهد أثرا وتبقى للغائب خبرا وتتناقلها الركبان , ومن جملة الأخبار ذات الشأن العالي ما أرقمه الآن مما تواطأ عليه السمع والبصر في ظهيرة هذا اليوم الأغر الجمعة 13/ شوال
فقد صليت الجمعة وجاءني جار بار باطنه أصلح من ظاهره ( هكذا أحسبه وحسيبه الله ولا أزكيه على الله ) قال لي بالحرف الواحد : يا شيخ أحضرت لك أستاذا في الجامعة من نيوزلندا أسلم حديثا وهذه أول جمعة يشهدها وأود أن تعلموه الشريعة وهو من حملة الماجستير وله أبحاث متخصصة في الفلسفة والسياسة .. وقد طلب اللقاء بك , قلت حي هلا بك وبضيفك , جاءني بدلِّه الغربي , وقد ألبسه جاره لباسا سعوديا صرفا فالثوب الأصفر والشماغ قد زينت ذي المسكة النيوزلندية .. سلم بحرارة وتحدث بلغة انجليزية عما يجيش في خاطره , لم أجد بدا من الابتسام له وإن كنت أجهل الناس بما يقول , والحمد لله أن الابتسامة لا لغة لها .
جاء بيننا من يترجم حديثه فكان عجبا ... لكن الأعجب منه ذي السبعين سنة الذي كان معنا .. علمت بعدُ أن الرجل المسن العامي هو الفائز بدعوته للإسلام ,
يقول حدثته ثلاث ساعات عن جماليات الإسلام ورقيه في التعامل , دعوته فأكرمته بطعام شعبي أصيل قال في نهايته كم الحساب ضحكت وقلت أن الإسلام يعلمنا أن نحب بعضنا ونطعم الآخرين , ولم يدع فرصة إلا وأبان له فيها عن صفحة من صفحات الإسلام المشرقة , تحدث النيوزلندي وقال : لقد أسلمت وكان سبب إسلامي أني علمت من جسده صدقه , وما أعظم الدعوة بحسن الحديث ولطافة النظرة وحسن الإنصات وكرم المجالسة , أعجب النيوزلندي بالإسلام لكرم أحد أتباعه فدخله بقناعة تامة حتى إنه يسأل عن كل صغيرة وكبيرة , سأل عن أفضل أوقات الدعاء لله , تحدث عن إعجابه الشديد بشخصية النبي صلى الله عليه وسلم وقال بالحرف الواحد وهو المتعلم وصاحب الشهادة العليا في الفلسفة :
" تحدث محمد في كل العلوم ولا يمكن لرجل أمي أن يكشف عن هذه الحقائق إلا أن يستمد علمه من حقيقة تمده فعلمت صدقه فآمنت به .."
تحدث الحاضرون معنا للمسلم الجديد عن جماليات الإسلام وعظمته فأبدى أنه في غاية السعادة بهذا الدين وأنه كان قبل إسلامه يتمنى دخول المسجد لأن قلبه حدثه بأن الراحة والطمأنينة تسكن المساجد , أعاد المترجمون تلقينه الشهادة مع شرحها له فنطق بها وفرح بها إخوانه , فقال أحد الحاضرين :
سبحان الله والله لقد رأيت فيما يرى النائم قبل الجمعة أني أجالس إخوانا لي , وبينهم ثعبان كبير جدا وقد انشغلوا به يضغطون على جسده وكأنما يخرجون منه شيئا وفي لحظة انقلب الثعبان إلى سمكة , ولعل التأويل ظاهر فالثعبان علامة شر ولا شر كالكفر والسمكة علامة فأل وخير ولا خير كالإسلام , وكان صاحبنا النيوزلندي هو محل الرؤيا والله أعلم ..
لولا خوف الإطالة لأطنبت في بعض المواقف معه , وما أجمل شعور المسلم الجديد وما أبهى حديثه , كلكم سمع عن مثل هذا الشعور ولكن من رأى وشاهد حمد الله على نعمة الإسلام منذ ولادته ,
كانت مساءلة الركبان تخبرنا ......... عن من رأى النور فينا أجمل الخبر
حتى التقينا فلا والله ما سمعت ........ أذني بأحسن مما قد رأى بصري .
وبعد : أسلم فليب وتسمى بسليمان وافترقنا وسيعود العم الداعية إلى أسرته وقد أضاف سجلا جديدا لأعماله لما في الحديث : " من دعا إلى هدى فله من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا "
وإن كان من وقفات بإيجاز فثلاث أرقمها للقارئ أنعم الله به عينا :
الأولى :
كان النبي المصطفى عليه السلام يدعو الله أن يعز الإسلام بأحد العمرين لكبير الأثر المترتب على إسلامهما ولذا فإن بذل الجهد المضاعف لدعوة المتعلمين وأساتذة الجامعات له بالغ الأثر لأن إسلامهم هو صناعة داعية له أتباعه وتأثيره, وهل قام سهم المؤلفة قلوبهم إلا لمثل هذا المعنى الكبير ؟
الثانية :
لا تحقر نفسك ولا موقعك ولا علمك فاصدق الله في الدعوة وسترى جميل النتائج , فهذا عامي اهتدى على يديه أستاذ جامعي في علم الفلسفة وكان السبب كرم نفس ونبل أخلاق .
الثالثة :
كن صاحب الموقف القادم وقدم لنفسك سجلا جديدا من الأعمال الصالحة بدعوة غير المسلمين إلى الإسلام , ومن أنجع وسائل الدعوة بيان محاسن الدين في كل شأن , وإن التربية والتعليم بالحدث أسلوب نبوي عظيم .
أيها الفضلاء
ها قد سطرت لكم الموقف في عجالة والسعد يغمرني بإسلام هذا الأستاذ الجامعي , ومن حقكم علي أن أنقل السعد لكم , ومعه نتواصى بخلافة الأنبياء عليهم السلام في تبليغ رسالة الله ودينه في الأرض , لننال الهدية الربانية العظمى والتي فصلت في فصلت :
" ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين "
وخطه الفقير ابن الفقير
بلال الفارس
عبدالله البصري
شكرًا لك على إجابة الدعوة ـ أخي أبا عبدالرحمن ـ
وما ذكر من فوائد هذا الموقف من أن الله قد ينفع بجهود عوام الناس يذكرني في الجانب الآخر ببعض الملتقيات الكبيرة التي يقيمها بعض الإخوة اجتهادًا ، ويتكلفون فيها فوق الطاقة ، وقد لا تؤتي من الثمار بقدر ما أنفق عليها وأعد فيها من برامج .
ومن ثم فالإخلاص الإخلاص ، والاتباع الاتباع ، والصدق الصدق " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين "
وأوصي بسماع شريط للشيخ /محمد المنجد بعنوان ( كيف اهتدى هؤلاء؟ )
ففيه قصص تدل على أن الهداية إذا قدرها الله وأرادها حصلت بأسباب يسيرة ، قد لا يخطر على البال أنها ستؤثر ، لكنه الصدق يرفع الله به صاحبه ، ويرى من ثمرته ما لا يتوقعه .
تعديل التعليق