سبأ

إبراهيم بن حمد العقيل
1440/07/21 - 2019/03/28 18:13PM
أَمَّا بَعْدُ: معاشرَ المؤمنينَ: مِنْ نِعَمِ اللهِ ولُطفِهِ بالناسِ عمومًا، وبالعربِ خصوصًا، أنَّهُ قصَّ في القرآنِ أخبارَ المهلَكينَ والمعاقَبينَ، ممَّنْ كانَ يُجاورُ العربَ، فيُشاهدُ الناسُ آثارَهُمْ، ويتناقلُونَ أخبارَهُمْ، ليَكونَ ذلكَ أَدْعَى إلى التَّصديقِ، وأقربَ للموعظةِ: (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ).
ومِنْ قَصَصِ القُرآنِ العظيمِ قِصَّةُ قَوْمِ سَبَأٍ.
كَانَتْ سَبَأٌ ملوكَ الْيَمَنِ وَأَهْلَهَا، وَكَانُوا فِي نِعْمَةٍ وَغِبْطَةٍ فِي بِلَادِهِمْ، كَانَ الْمَاءُ يَأْتِيهِمْ مِنْ بَيْنِ جَبَلَيْنِ تَجْتَمِعُ فيه سُيُولُ أَمَطَارِهِمْ وَأَوْدِيَتِهِمْ، فَبَنَوْا بَيْنَهُمَا سَدًّا عَظِيمًا مُحْكَمًا حَتَّى ارْتَفَعَ الْمَاءُ، فَغَرَسُوا الْأَشْجَارَ فكانَتِ الثِّمَارُ فِي غَايَةِ مَا يَكُونُ مِنَ الْكَثْرَةِ وَالْحُسْنِ، ولَمْ يَكُنْ بِبَلَدِهِمْ شَيْءٌ مِنَ الذُّبَابِ وَلَا الْبَعُوضِ وَلَا شَيْءٌ مِنَ الْهَوَامِّ، وَذَلِكَ لِاعْتِدَالِ الْهَوَاءِ وَصِحَّةِ الْمِزَاجِ. فبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمُ الرُّسُلَ تَأْمُرُهُمْ أَنْ يَأْكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ، وَيَشْكُرُوهُ بِتَوْحِيدِهِ وَعِبَادَتِهِ، فَكَانُوا كَذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَعْرَضُوا عَمَّا أُمِرُوا بِهِ، فَعُوقِبُوا بِإِرْسَالِ السَّيْلِ وَالتَّفَرُّقِ فِي الْبِلَادِ شَذَرَ مَذرَ.
ابتدَأَ اللهُ قصَّتَهُمْ بقولِهِ تَعالَى: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ)، أي: مَحَلُّهُمُ الَّذِي يَسكُنونَ فيهِ، (آيَةٌ)، والآيَةُ هُنَا: مَا أَدَرَّ اللهُ عليهِمْ مِنَ النِّعَمِ، وصَرَفَ عَنْهُمْ مِنَ النِّقَمِ، الَّذِي يَقْتَضِي ذَلِكَ منهُمْ أنْ يَعْبُدُوا اللهَ ويَشكُروهُ.
ثُمَّ فسَّرَ الآيةَ بقولِهِ: (جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ)، كَانَتَا عَنْ يَمِينِ وَادِيهِمْ وَشِمَالِهِ قَدْ أَحَاطَتَا بِهِ مِنْ جِهَتَيْهِ، وَكَانَتْ مَسَاكِنُهُمْ فِي الْوَادِي، كَانَتِ الْمَرْأَةُ تَمْشِي فِيهِمَا وَعَلَى رَأْسِهَا الْمِكْتَلُ، فَيَمْتَلِئُ مِنْ أَنْوَاعِ الْفَوَاكِهِ الَّتِي تَتَسَاقَطُ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَمَسَّهَا بِيَدِهَا، لِكَثْرَتِهِ وَنُضْجِهِ وَاسْتِوَائِهِ.
فَقِيلَ لهُمْ: (كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ), فأمَرَهُمُ اللهُ بشُكْرِ نِعَمِهِ التي أدَرَّها عليهِمْ, ووعَدَهُمْ -إِنْ شَكروهُ- أنْ يغفِرَ لهُمْ وَيَرْحَمَهُمْ، ولهِذَا قالَ: (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ)، أَي: طيبَةُ الْهَوَاءِ، عذْبَةُ المَاءِ، كَثِيرَةُ الْفَوَاكِهِ, (وَرَبٌّ غَفُورٌ)، أَيْ: وَرَبُّكُمْ إِنْ اسْتَمْرَرْتُمْ عَلَى التَّوْحِيدِ وشَكَرْتُمْ فيما رَزَقَكُمْ رَبٌّ غَفُورٌ لِلذُّنُوبِ.
لكنْ مَاذَا فعَلَ قَومُ سبأٍ؟ وكيفَ تَصَرَّفُوا بِنِعَمِ اللهِ؟
قالَ اللهُ تعالى: (فَأَعْرَضُوا) أَيْ: عَنْ تَوْحِيدِ اللَّهِ وَعِبَادَتِهِ, وَشُكْرِهِ عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْهِمْ، وَعَدَلُوا إِلَى عِبَادَةِ الشَّمْسِ، وبَطِرُوا النِّعْمَةَ، ومَلُّوهَا, وآثَرُوا الهَوَى والشَّهَواتِ, واتَّبَعُوا الشَّياطينَ, واسْتَخْدَموا نِعَمَ اللهِ في مَعْصِيَتِهِ.
وبِذَلكَ حُقَّتْ عليهِمْ سُنَّةُ اللهِ, فَما مِنْ أُمَّةٍ تكفُرُ باللهِ, وتَسْتَخْدِمُ نِعَمَهُ في الكُفْرِ والفَسادِ, إِلَّا ويَحِلُّ بها عذابُ اللهِ, فيَسْلُبُهَا النِّعَمَ, ويُوقِعُ بها الهلاكَ. كمَا قَالَ تَعَالَى: (وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا).
فَجاءَهُمْ عذابُ اللهِ سريعًا, (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ)، أيْ: السَّيْلُ المتَوَعِّرُ، الذي خرَّبَ سدَّهُمْ، وأتلَفَ جنَّاتِهِمْ، وخرَّبَ بساتِينَهُمْ، فتبدَّلَتْ تلكَ الجنَّاتُ ذاتُ الحَدائِقِ المُعْجِبَةِ، والأشجارِ المثمِرَةِ، وصَارَ بدَلَهَا أشجارٌ لا نَفْعَ فِيهَا، ولهِذَا قالَ: (وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ)،  هَذَا هُوَ البَديلُ, وشتَّانَ بَيْنَ ما كانُوا فيهِ مِنْ رغدٍ ونعيمٍ, وبينَ ما صَارُوا إليهِ مِنْ بُؤسٍ وعذابٍ وفَقْرٍ, وهَذا كلُّهُ مِنْ جنسِ عمَلِهِمْ, ولهِذَا قالَ: (ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلا الْكَفُورَ)، أيْ: وهَلْ نُجازِي بِالعُقوبَةِ إِلَّا مَنْ كفَرَ باللهِ وبَطِرَ النِّعْمَةَ؟
فبَعْدَ الثِّمَارِ النَّضِيجَةِ وَالْمَنَاظِرِ الْحَسَنَةِ، وَالظِّلَالِ الْعَمِيقَةِ وَالْأَنْهَارِ الْجَارِيَةِ، تَبَدَّلَتْ إِلَى الشَّجَرِ ذِي الشَّوْكِ الْكَثِيرِ وَالثَّمَرِ الْقَلِيلِ. وَذَلِكَ بِسَبَبِ كُفْرِهِمْ وَشِرْكِهِمْ بِاللَّهِ، وَتَكْذِيبِهِمُ الْحَقَّ وَعُدُولِهِمْ عَنْهُ إِلَى الْبَاطِلِ.
عبادَ اللهِ: ويَلحَظُ المؤمنُ البَصيرُ طَرَفًا مِنْ آياتِ اللهِ في إهلاكِهِمْ، فالماءُ كانَ نعمةً، أَنْشَؤُوا بِهِ الجنَّاتِ، وحجزُوهُ خلفَ السَّدِّ، وعاشُوا بهِ سُعداءَ. والماءُ نفسُهُ جعَلَهُ اللهُ نقمةً وعذابًا، فأرسَلَ عليهِمْ سيلًا عَرِمًا مِنْ خلفِ السَّدِّ، وكانَ بهذا الماءِ تَدْميرُ جنَّاتِهِمْ، وهلاكُ مزروعاتِهِمْ.
وهَذا مِنْ آياتِ اللهِ، بالماءِ تُنْشَأُ لهُمُ الجنَّاتُ، ثُمَّ بِالماءِ نفسِهِ، تُدَمَّرُ تِلكَ الجَنَّاتُ، بالماءِ عاشُوا أغنياءَ وسُعداءَ، وبالماءِ نفسِهِ ذَلُّوا وافتَقَرُوا.
وكَمْ مِنَ النَّاسِ مَنْ تَتَحَوَّلُ نِعْمَتُهُ بِكُفْرِهِ وفسادِهِ إلى نِقْمَةٍ وعذابٍ! وكمْ مِنْ أُمَّةٍ شَقِيَتْ بما كانَ المأمُولُ بهِ سعَادَتُها! وصدَقَ اللهُ: (فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ).
وكانَ مِنْ دُعائِهِ : "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ, وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ, وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ, وَجَمِيعِ سَخَطِكَ"
أقولُ قَوْلِي هَذا ...
أَمَّا بَعْدُ: معاشرَ المؤمنينَ: لقَدْ أرسلَ اللهُ على سبأٍ السَّيْلَ, ودمَّرَ جنَّاتِهِمْ لعَلَّهُمْ يَعتبرونَ ويتَّعِظونَ, ويَرْجِعونَ إلى اللهِ, ولكنَّهُمْ طُمِسَ على عُيونِهِمْ, وخُتِمَ على قُلوبِهِمْ, فلَمْ يتَّعِظُوا ولمْ يَعْتَبِرُوا: قالَ تَعالى عَنْ مَا جَرى لهُمْ بعْدَ تدميرِ السَّدِّ: (وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ), يَذْكُرُ تَعَالَى مَا كَانُوا فِيهِ مِنَ الغِبْطَةِ وَالنِّعْمَةِ، وَالْعَيْشِ الْهَنِيِّ الرَّغِيدِ، وَالْبِلَادِ الرَّخِيَّةِ، وَالْأَمَاكِنِ الْآمِنَةِ، وَالْقُرَى الْمُتَوَاصِلَةِ الْمُتَقَارِبَةِ بَعْضِهَا مِنْ بَعْضٍ، مَعَ كثْرَةِ أشجارِهَا وزُرُوعِهَا وثِمارِهَا، بِحيْثُ إِنَّ مُسَافِرَهُمْ لَا يَحْتَاجُ إِلَى حَمْلِ زَادٍ وَلَا مَاءٍ، بَلْ حَيْثُ نَزَلَ وَجَدَ مَاءً وَثَمَرًا، ويَقِيلُ فِي قَرْيَةٍ وَيَبِيتُ فِي أُخْرَى، بِمِقْدَارِ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ فِي سَيْرِهِمْ.
فغَلَبَتِ الشَّقْوَةُ على سَبَأٍ, فلَمْ ينفَعْهُمُ النَّذيرُ الأوَّلُ, ولمْ يُوَجِّهْهُمْ إلى التَّضَرُّعِ إلى اللهِ, لعلَّهُ يرُدُّ عليهِمْ ما ذَهَبَ مِنَ الرَّخاءِ, بلْ دَعَوْا دعوةَ الحُمْقِ والجَهْلِ, (فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا), كَأَنَّهُمُ اسْتَبْعَدُوا أَسْفَارَهُمُ الْقَرِيبَةَ فتَطَلَّبُوا الأسفارَ البعيدةَ المَدَى, (وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ) أَيْ: بِكُفْرِهِمْ، (فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ), أَيْ: جَعَلْنَاهُمْ حَدِيثًا لِلنَّاسِ، وَسمَرًا يَتَحَدَّثُونَ بِهِ مِنْ خَبَرِهِمْ، وَكَيْفَ مَكَرَ اللَّهُ بِهِمْ، وَفَرَّقَ شَمْلَهُمْ بَعْدَ الِاجْتِمَاعِ وَالْأُلْفَةِ وَالْعَيْشِ الْهَنِيءِ تَفَرَّقُوا فِي الْبِلَادِ هَهُنَا وَهَهُنَا؛ وَلِهَذَا تَقُولُ الْعَرَبُ فِي الْقَوْمِ إِذَا تَفَرَّقُوا: "تَفَرَّقُوا أَيْدِيَ سَبَأٍ"، وَ"تَفَرَّقُوا شَذَرَ مَذَرَ".
ولكِنْ لا ينتفِعُ بالعِبْرَةِ فيهِمْ إِلَّا مَنْ قالَ اللهُ: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)؛ صبَّارٌ على المكارِهِ والشَّدائِدِ، يتحمَّلُها لوجْهِ اللهِ، ولا يتسخَّطُها، بلْ يصبِرُ علَيْها.
شَكُورٌ لنعمةِ اللهِ تَعالى يُقِرُّ بِها، ويعتَرِفُ، ويُثْنِي على مَنْ أوْلَاهَا، ويَصْرِفُها في طاعتِهِ. فهَذا إِذَا سمِعَ بقِصَّتِهِمْ، وما جَرَى مِنْهُمْ وعلَيْهِمْ، عرَفَ بذلِكَ أنَّ تلكَ العقوبةَ جزاءٌ لكفْرِهِمْ نعمةَ اللهِ، وأنَّ مَنْ فعلَ مثلَهُمْ، فُعِلَ بهِ كما فُعِلَ بِهِمْ، وأنَّ شُكْرَ اللهِ تعالى، حافِظٌ للنعمةِ، دافعٌ للنِّقْمَةِ.
أيُّها المؤمنونَ: إِنَّ القُرآنَ يُحَذِّرُ الناسَ مِنْ أنْ يَسْلُكُوا سبيلَ قومِ سبأٍ, أَوْ أَنْ يَكونُوا مثلَهُمْ, حتَّى لا يَحِلَّ بهِمْ ما حلَّ بأُولِئكَ القَوْمِ.
لقَدْ كانَتْ فيهِمْ آيَةٌ, لكنْ مَنْ هُمُ الذينَ يستفيدونَ منْهَا؟ ويَعْتبرونَ بها؟ إِنَّهُمُ المؤمنونَ أُولُو الأَلْبابِ, أَصحابُ القُلوبِ الحيَّةِ, والنَّظراتِ النافذةِ.
أَزالَ اللهُ عَنْ سَبَأٍ نِعَمَهُ، وأَحَلَّ بهِمْ بأسَهُ، بسبَبِ ظُلْمِهِمْ وبَغْيِهِمْ وكُفْرِهِمْ.
ففَرْقٌ بعيدٌ بينَ الحالةِ التي كَانُوا فِيهَا، يَعْمُرونَ الأرضَ، ويَتَنَعَّمُونَ بِخَيْراتِهَا، ويَعيشونَ حياةً مرفَّهَةً، يتناقَلُ الآخرونَ أخبارَهُمْ، ويَرْوُونَ ما هُمْ فيهِ مِنْ رغدٍ ومالٍ وسلطانٍ، ومنزلةٍ ورخاءٍ ونعيمٍ، ويُشيدونَ بِهِمْ وبحياتِهِمْ.
وبَيْنَ الحالةِ الجديدةِ التي صَارُوا إِلَيْها، في فَقْرٍ وضَنَكٍ وعَوَزٍ وحاجةٍ، ضعافًا مُتفرِّقينَ متمزِّقينَ مُشتَّتينَ.
صارَ الآخرونَ يُقارنونَ بينَ الحالتينِ، ويَقفونَ على المفارقاتِ بينَهُمَا.
وبِذلِكَ تحوَّلَتْ سبأٌ مِنْ قومٍ كانُوا مِلْءَ السَّمْعِ والبصرِ، إلى قَومٍ زَالُوا وبَادُوا، وأَصْبَحُوا مَضْرِبَ الأمثالِ، وأخبارَ السابقينَ، وأحاديثَ المجالسِ وموضوعاتِ السَّمَرِ.
إِنَّها سُنَّةٌ عامَّةٌ لكلِّ قومٍ أينما كانُوا، وحيثُما وُجِدُوا.
مَا مِنْ قَوْمٍ أوْ أُمَّةٍ أوْ قبيلةٍ، يبدِّلونَ نعمةَ اللهِ كُفْرًا، ويَعيشونَ حياتَهُمْ في ظُلمٍ وبَغْيٍ وإفسادٍ وفُسُوقٍ وانْحِلالٍ، إِلَّا ويَسْلُبُهُمْ اللهُ تلكَ النِّعَمَ، ويُوقِعُ بهِمُ العذابَ والهَوانَ، ويَزولونَ مِنْ مَوقِعِ التأثيرِ والإنتاجِ، ويَنتَقِلونَ إلى زاويةِ الإِهمالِ والنِّسيانِ، ويتحوَّلونَ إلى مجرَّدِ أحاديثَ للمجالِسِ، وأخبارٍ للرواةِ.
 
إِذَا كُنْتَ فِي نِعْمَةٍ فَارْعَهَا *** فَإِنَّ الذُّنُوبَ تُزِيلُ النِّعَمْ
وَحُطْهَا بِطَاعَةِ رَبِّ الْعِبَادِ *** فَرَبُّ الْعِبَادِ سَرِيعُ النِّقَمْ
 
المشاهدات 1062 | التعليقات 0