ساعة مكة.. والواشنطن تايمز / د.سعود البشر
مازن النجاشي-عضو الفريق العلمي
1431/09/12 - 2010/08/22 14:43PM
ساعة مكة.. والواشنطن تايمز / د.سعود البشر
الواشنطن تايمز صحيفة يومية تصدر في العاصمة الأمريكية واشنطن، تملكها اتصالات الأخبار العالمية News World Commnications، وتنتمي إلى تكتل وسائل إعلامية عالمية يملكها اتحاد الكنيسة Unification Church في الولايات المتحدة..
هذه الصحيفة اليومية تصدر في بلد ينادي بالتسامح، والديمقراطية وحرية الأديان، وحقوق الإنسان، واحترام الثقافات، والتعايش بين الحضارات، وغير ذلك من منظومة المصطلحات والمفاهيم التي تروج لظاهر معناها الآلة الإعلامية الأمريكية.
طالعتنا هذه الصحيفة بعنوان مثير ومستفز، يفوح منه خطاب الكراهية (الذي تنادي وسائل الإعلام الأمريكية باستهجانه ومقته)، في افتتاحية عددها الصادر يوم الأربعاء 11 أغسطس 2010 م، في تناولها لموضوع (ساعة مكة)، وبدء تشغيلها في مستهل هذا الشهر الفضيل.
عنوان افتتاحية الواشنطن تايمز هو: (ليس هناك وقت للإسلام: الساعة العملاقة ترمز للأطماع الدينية التوسعية)!! والقارئ لهذا المقال الافتتاحي يلحظ نبرة تحريضية ضد الإسلام والمملكة العربية السعودية، إذ يركز المقال على معان مفتعلة تنبئ عن خطاب مليء بالكراهية تجاه الإسلام والمسلمين، أستطيع من خلال ترجمته اختصار ما ورد فيه في النقاط الآتية:
1-أن هذه الساعة لا ترمز إلى توقيت زمني بقدر ما هي دعاية لنشر الإسلام، فقد كتب عليها (الله أكبر)، وتضيء أنوارها البيضاء والخضراء خمس مرات في اليوم لتذكر الناس بأوقات الصلاة!!
2-أن من علماء المسلمين من قال إن مكة هي مركز الأرض، ولذلك فعلى العالم أن ينصرف إلى (توقيت مكة) الزمني، وهذا - كما تقول الصحيفة - ليس صحيحاً، ففي الفكر الإسلامي كل البحوث العلمية لابد أن تخضع للحقائق التي جاء بها القرآن وسنة محمد، وإذا قال رسول الإسلام إن مكة هي مركز الكون فيجب أن يكون الأمر كذلك، وإذا تناقضت الحقائق العلمية مع هذا التراث فيجب تجاهلها كما يزعم ذلك المسلمون.
3-أن توقيت جرينتش الذي يأخذ به العالم اليوم هو من بقايا الإمبراطورية البريطانية التي كانت لها مصالح جوهرية من فرض هذا التوقيت لهيمنتها على بقاع كثيرة من العالم آنذاك، على الرغم من معارضة الولايات المتحدة لهذا الأمر. وساعة مكة هي تقليد لتلك الإمبراطورية التي تعبر عن الأطماع التوسعية للمسلمين.
4-ساعة مكة هي مثال للطرق التي يحاول بها المسلمون فرض معتقد عالمي جديد على شعوب الأرض.
5-في عصرنا الذي يشهد صدام الحضارات، هناك مثال آخر لهذه الهيمنة التي يسعى إليها المسلمون، وهو المقترح الذي تقدمت به منظمة المؤتمر الإسلامي بشأن وثيقة حقوق الإنسان العالمية (إحدى الاتفاقيات الرئيسية في القانون الدولي) والمتضمن أن الدول التي بها أكثرية مسلمة يجب أن لا تخضع لبنود هذه الوثيقة، وإنما تخضع لما جاءت به الشريعة الإسلامية في مجال حقوق الإنسان. وبعبارة أخرى، فإن منظمة المؤتمر الإسلامي ترفض مبدأ حقوق الإنسان بالكلية.
6-في الوقت الذي يشهد فيه العالم انفتاحاً وأصبحت فيه الإنسانية متصلة فيما بينها أكثر من أي وقت مضى فإن المتعصبين الذين يدافعون عن الدين الإسلامي يبحثون عن طرق تجعلهم منعزلين عن العالم، ويقسمونه إلى معسكرات متنافسة.
7-في الوقت التي تبحث فيه إدارة أوباما عن السلام!! فإنها تجد من قادة العالم الإسلامي من لا يريد ما يقدمه الغرب لهم، ويفعلون كل ما بوسعهم لعزل أنفسهم وعزل الشعوب التي يحكمونها.
هذه باختصار أهم المعاني التي حاولت افتتاحية الصحيفة إيصالها إلى القراء، وهي - كما نلاحظ - مغالطات فكرية حاولت الصحيفة أن تمررها على الرأي العام في الولايات المتحدة في محاولة لإلصاق كل منجز معماري في بلاد الإسلام بنظرية المؤامرة التي يؤمن بها ويروج لها المحافظون المتطرفون في الإعلام الأمريكي. ولذلك كان تأثيرها واضحاً على قراء الصحيفة التي أظهرت تعليقاتهم على المقالة نبرة الكراهية للإسلام والمملكة العربية السعودية، بوصفها قبلة المسلمين وحاضنة مقدساتهم.
يحدث هذا في وقت تراقب فيه القنصليات الثقافية في سفارات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط كل ما يكتب عن أمريكا وحضارتها وقيمها في وسائل إعلام هذه الدول، وتتصل - إذا لزم الأمر - بالقائمين عليها لمناقشتهم فيما نُشر، أو تقديم عريضة احتجاج تتضمن لفت نظر شديد اللهجة، بحجة أن ما نشر يتعارض مع ما تسعى إليه حكومة الولايات المتحدة من نشر الحريات وإشاعة التسامح بين الثقافات؟!!
نحتاج إلى مرصد إعلامي يتابع ويحلل ما ينشر عن ديننا وبلادنا في مثل تلك الوسائل التي دأبت على النيل من بلادنا وتشويه ديننا وثقافتنا والرد عليه بكل الوسائل الممكنة، ومنها الوسائل الدبلوماسية والسياسية إذا اقتضى الأمر. فهناك في الغرب من لا يزال يتربص بكل منجز إسلامي ووطني، وينعته بأبشع الصفات، ويلفق حوله الأكاذيب بمسوغات يرون أنها منطقية، وهي في حقيقتها حرب على الإسلام والمملكة.
المصدر: الجزيرة السعودية
الواشنطن تايمز صحيفة يومية تصدر في العاصمة الأمريكية واشنطن، تملكها اتصالات الأخبار العالمية News World Commnications، وتنتمي إلى تكتل وسائل إعلامية عالمية يملكها اتحاد الكنيسة Unification Church في الولايات المتحدة..
هذه الصحيفة اليومية تصدر في بلد ينادي بالتسامح، والديمقراطية وحرية الأديان، وحقوق الإنسان، واحترام الثقافات، والتعايش بين الحضارات، وغير ذلك من منظومة المصطلحات والمفاهيم التي تروج لظاهر معناها الآلة الإعلامية الأمريكية.
طالعتنا هذه الصحيفة بعنوان مثير ومستفز، يفوح منه خطاب الكراهية (الذي تنادي وسائل الإعلام الأمريكية باستهجانه ومقته)، في افتتاحية عددها الصادر يوم الأربعاء 11 أغسطس 2010 م، في تناولها لموضوع (ساعة مكة)، وبدء تشغيلها في مستهل هذا الشهر الفضيل.
عنوان افتتاحية الواشنطن تايمز هو: (ليس هناك وقت للإسلام: الساعة العملاقة ترمز للأطماع الدينية التوسعية)!! والقارئ لهذا المقال الافتتاحي يلحظ نبرة تحريضية ضد الإسلام والمملكة العربية السعودية، إذ يركز المقال على معان مفتعلة تنبئ عن خطاب مليء بالكراهية تجاه الإسلام والمسلمين، أستطيع من خلال ترجمته اختصار ما ورد فيه في النقاط الآتية:
1-أن هذه الساعة لا ترمز إلى توقيت زمني بقدر ما هي دعاية لنشر الإسلام، فقد كتب عليها (الله أكبر)، وتضيء أنوارها البيضاء والخضراء خمس مرات في اليوم لتذكر الناس بأوقات الصلاة!!
2-أن من علماء المسلمين من قال إن مكة هي مركز الأرض، ولذلك فعلى العالم أن ينصرف إلى (توقيت مكة) الزمني، وهذا - كما تقول الصحيفة - ليس صحيحاً، ففي الفكر الإسلامي كل البحوث العلمية لابد أن تخضع للحقائق التي جاء بها القرآن وسنة محمد، وإذا قال رسول الإسلام إن مكة هي مركز الكون فيجب أن يكون الأمر كذلك، وإذا تناقضت الحقائق العلمية مع هذا التراث فيجب تجاهلها كما يزعم ذلك المسلمون.
3-أن توقيت جرينتش الذي يأخذ به العالم اليوم هو من بقايا الإمبراطورية البريطانية التي كانت لها مصالح جوهرية من فرض هذا التوقيت لهيمنتها على بقاع كثيرة من العالم آنذاك، على الرغم من معارضة الولايات المتحدة لهذا الأمر. وساعة مكة هي تقليد لتلك الإمبراطورية التي تعبر عن الأطماع التوسعية للمسلمين.
4-ساعة مكة هي مثال للطرق التي يحاول بها المسلمون فرض معتقد عالمي جديد على شعوب الأرض.
5-في عصرنا الذي يشهد صدام الحضارات، هناك مثال آخر لهذه الهيمنة التي يسعى إليها المسلمون، وهو المقترح الذي تقدمت به منظمة المؤتمر الإسلامي بشأن وثيقة حقوق الإنسان العالمية (إحدى الاتفاقيات الرئيسية في القانون الدولي) والمتضمن أن الدول التي بها أكثرية مسلمة يجب أن لا تخضع لبنود هذه الوثيقة، وإنما تخضع لما جاءت به الشريعة الإسلامية في مجال حقوق الإنسان. وبعبارة أخرى، فإن منظمة المؤتمر الإسلامي ترفض مبدأ حقوق الإنسان بالكلية.
6-في الوقت الذي يشهد فيه العالم انفتاحاً وأصبحت فيه الإنسانية متصلة فيما بينها أكثر من أي وقت مضى فإن المتعصبين الذين يدافعون عن الدين الإسلامي يبحثون عن طرق تجعلهم منعزلين عن العالم، ويقسمونه إلى معسكرات متنافسة.
7-في الوقت التي تبحث فيه إدارة أوباما عن السلام!! فإنها تجد من قادة العالم الإسلامي من لا يريد ما يقدمه الغرب لهم، ويفعلون كل ما بوسعهم لعزل أنفسهم وعزل الشعوب التي يحكمونها.
هذه باختصار أهم المعاني التي حاولت افتتاحية الصحيفة إيصالها إلى القراء، وهي - كما نلاحظ - مغالطات فكرية حاولت الصحيفة أن تمررها على الرأي العام في الولايات المتحدة في محاولة لإلصاق كل منجز معماري في بلاد الإسلام بنظرية المؤامرة التي يؤمن بها ويروج لها المحافظون المتطرفون في الإعلام الأمريكي. ولذلك كان تأثيرها واضحاً على قراء الصحيفة التي أظهرت تعليقاتهم على المقالة نبرة الكراهية للإسلام والمملكة العربية السعودية، بوصفها قبلة المسلمين وحاضنة مقدساتهم.
يحدث هذا في وقت تراقب فيه القنصليات الثقافية في سفارات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط كل ما يكتب عن أمريكا وحضارتها وقيمها في وسائل إعلام هذه الدول، وتتصل - إذا لزم الأمر - بالقائمين عليها لمناقشتهم فيما نُشر، أو تقديم عريضة احتجاج تتضمن لفت نظر شديد اللهجة، بحجة أن ما نشر يتعارض مع ما تسعى إليه حكومة الولايات المتحدة من نشر الحريات وإشاعة التسامح بين الثقافات؟!!
نحتاج إلى مرصد إعلامي يتابع ويحلل ما ينشر عن ديننا وبلادنا في مثل تلك الوسائل التي دأبت على النيل من بلادنا وتشويه ديننا وثقافتنا والرد عليه بكل الوسائل الممكنة، ومنها الوسائل الدبلوماسية والسياسية إذا اقتضى الأمر. فهناك في الغرب من لا يزال يتربص بكل منجز إسلامي ووطني، وينعته بأبشع الصفات، ويلفق حوله الأكاذيب بمسوغات يرون أنها منطقية، وهي في حقيقتها حرب على الإسلام والمملكة.
المصدر: الجزيرة السعودية