سؤال شرعي يستحق الوقوف عنده ...

أبو اليسر
1433/05/28 - 2012/04/20 16:57PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

جال بخاطري سؤال عن حكم تخصيص خطبة الجمعة في جميع المساجد بموضوع واحد عن طريق الجهة المسؤولة فهل يدخل هذا من باب البدعة ؟ أم لا ؟ مع التفصيل ...

المشاهدات 3822 | التعليقات 4

أضراره أكثر من فوائده ... ومعناه قولبة الخطباء وإماتة روح المبادرة عندهم ... وشل التفكير ... وهو قريب من البدعة لأنه ما عرف عن السابقين بإحسان والله أعلم ... ويحتاج الحكم الشرعي إلى سؤال ...


هو مطبق في بعض الدول وهو يقتل الإبداع تماما ويعطل خطبة الجمعة عن أهدافها بحيث أنها لا تعالج مشاكل الناس وإنما ترسل رسائل من الجهات العليا فقط

حسب علمي مطبق في الإمارات، وتركيا في السابق والآن لا

وعندنا غير مطبق بحمد الله ولكن تأتي توصيات في بعض الأحيان للإشارة إلى موضوعات معينة دون فرض خطبة بعينها


كما ذكر الإخوة ـ وفقهم الله وسددهم ـ فخطبة الجمعة شرعت لإصلاح الناس وتسييرهم على ما يريده الله ورسوله ، لا على ما يريده قوم بعينهم ، سواء حكامًا كانوا أو وزراء أو غيرهم .
وما زال الخطباء في الأمة في جميع بلدانها هم الذين يختارون موضوعات خطبهم بأنفسهم ويجتهدون فيها أن تصيب هدفها ، مراعين أحوال من يستمع إليهم .
وكما ذكر الشيخ ماجد ففي الإمارات وفي عمان ـ أيضًا ـ فإن الخطبة تأتي إلى الخطباء من الجهات الرسمية ، وأذكر أننا حضرنا خطبة في عمان قبل ما يزيد على سبع أو ثمان سنوات ، وكانت باردة عديمة التأثير ؛ ثم التقينا بالخطيب بعد الصلاة ، فأحضر لنا مثل الدفتر فيه خطب الشهر كاملة ، وأحسسنا من خلال مناقشته أنهم لا يحبذون هذا ، ولكن ماذا يفعلون وقد فرض عليهم فرضًا ؟!
وفي بلادنا ـ ولله الحمد ـ ما زال الخطباء هم الذين يتحرون الموضوعات الأهم ، فيلقي كل خطيب ما يناسب مجتمعه المحيط به ، حتى إنه قد صار من الأمثال التي نسمعها في بلادنا النجدية قولهم : لكل مطوع خطبة . وهذا يدل على أنه لم يعرف لديهم أن الخطبة تكون موحدة .
ومع هذا فقد تأتي توجيهات لتناول موضوعات بعينها ، دون فرض خطبة بنصها ، ولكن بالإشارة إلى عناصر معينة ، وهي قليلة جدًّا ، ولم يكونوا يؤكدون على لزوم تناولها ذاك التأكيد إلا مؤخرًا ، فإنني رأيت في تعميم الجمعة الماضية ما يشبه التهديد لمن لم يخطب عن الفئة الضالة ، حيث نص التعميم على الرفع من جهة الأوقاف المسؤولة في كل مدينة بأسماء الخطباء الذين لم يتناولوا الموضوع في خطبهم ، وهذه ـ والحق يقال ـ سابقة غير مستحسنة ولا مقبولة ، ولا سائغة ولا محمودة ، وخطباؤنا ـ في الجملة ـ أرفع من أن يعاملوا بمثل هذه اللهجة ، ولم نعرف عنهم ـ غالبًا ـ إلا أنهم مع ولاة أمرهم يد واحدة على من ناوأ الدين أو خرج على ولاة الأمر ، أو سعى لتهديد الآمنين أو الإفساد في البلاد أو ظلم العباد .
وإنني أحس أن في طرح الموضوعات انتقائية باردة لا تدل على أن الأمر معتنى به كما يجب وينبغي ، وإنما هو لأغراض لا تخفى على اللبيب ، وإن كانت في مجملها حسنة ، ولكن غيرها أحسن منها وأكمل وأجمل .
وقد لحظت ـ كما لحظ غيري ـ أن جل ما كان يوجه بتناوله لا يخرج عن الفئة الضالة ، من خوارج هذا العصر ، في حين أنه لم يأتنا ولا مرة واحدة توجيه بتناول الفئة الأخرى من مرجئة العصر الذين لا يخفى على أصغر طلاب العلم والمثقفين من أمثالي أنهم هم الأكثر والأشد نفوذًا ، والأخفى على العامة من أولئك الخوارج الذين لا يتعاطف معهم إلا قلة قليلة جدًّا .
وقد كان من حيثيات تعميم الجمعة الماضية ـ مثلاً ـ الإشارة إلى ما طالب به أولئك الضلال من تسليم بعض النساء لهم في اليمن ، فجاء في التعميم ذم ذلك والإزراء عليهم بسببه ، وكيف يقولون بهذا وهم ليسوا محارم لأولئك النساء ؟؟!! ... إلخ .
وهذا كلام جميل ولا غبار عليه ولا منازع فيه ولا جدال .
ولكن ، أين هذا الكلام فيمن يسُوقون نساءنا الآن إلى نزع الحجاب ، وقيادة السيارة ، والسكن في الفنادق بلا محرم ، والسفر بلا محرم ، والعمل المختلط ، والرياضة النسائية والمشاركة في اللقاءات العالمية ؟؟!! لماذا لم يوجه الخطباء ولو مرة واحدة للخطبة عنهم وتحذير الأمة منهم ، وفضح مخططاتهم ، وبيان سبيلهم وضلالهم ؟!
إنه لعيب علينا كبير ، بل هو نوع من الضلال الذي عرف عن اليهود ، أن نأخذ ببعض الكتاب ونترك بعضًا ، ونتبع أهواءنا أو أهواء غيرنا ، فنكون أبواقًا لاتجاهٍ أو تيارٍ أو منهجٍ معينٍ ، ونبعد عن الوسطية ، ونحيد عن الصراط المستقيم ، فاللهم ثباتًا .


الأخوة الأفاضل :

مرور الكرام

ماجد الفريان

عبدالله البصري

بارك الله في أضافاتكم القيمة ونفع الله بما كتبتم ،،

ومازال الموضوع بحاجة إلى إثراء شرعي حول الحكم ..

غفر الله لنا ولكم ولجميع المسلمين ،،