زواج الحبيب صلى الله عليه وسلم بأم حبيبة

زراك زراك
1433/05/28 - 2012/04/20 15:11PM
[font="] [/font][font="]زواج الحبيب صلى الله عليه وسلم بأم حبيبة[/font]
[font="] [/font][font="]28 جمادى الأولى 1433 / 20 أبريل 2012 [/font]
[font="]محمد زراك إمام وخطيب المسجد الكبير بأولاد برحيل المغرب[/font]
[font="]الحمد لله الذي أحل الزواج والنكاح، وحرم البغاء والسفاح، نحمده سبحانه أن جعل لنا سيرة المصطفى مصدر الفوز والفلاح، إذ هي ضد كل قبيح مناعة ودفاع وسلاح؛ ونشهد أن لا إلـه إلا الله، شهادة نتقي بها الشرك الخفي والكفر البواح، شهادة نداوي بها عن أنفسنا الأمراض والجراح. ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله تعطر الكون بسيرته وفاح، فكان الاقتداء به في الدنيا مصحوبا بالنجاح، وفي الآخرة مقرونا بالثواب ومضاعفة الأرباح. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه ما ظهر النهار في الأفق ولاح.[/font]
[font="]أما بعد، فيا أيها الاخوة المؤمنون! أوصيكم ونفسي أولا بتقوى الله وطاعته.[/font]
[font="]هانحن في أواخر شهر جمادى الأولى، الشهرِ الخامس من الشهور الهجرية الإسلامية، وقد حمل إلينا هـذا الشـهر من عطر السيرة النبوية، ذكرى زواج النبي[/font][font="][/font][font="] بأم حبيبة، ونحن في هذه العطلة اختارها الكثير مناسبة لحفلات الزواج، وقد صادف ذلك زواج النبي [/font][font="][/font][font="] مصادفة يرجى منها كل خير وبركة، ورب مصادفة خير من ألف ميعاد.[/font]
[font="]فتعالوا بنا اليوم في إطار محاربة الأمية بسيرة الرسول [/font][font="][/font][font="] نستكشف هذه الذكرى، نستطلع فوائدها، علنا نستخلص منها دواء شافيا، نداوي به ما تعفن من القضايا في مجتمعنا.[/font]
[font="]فمن هي أم حبيبة؟ من هي أم حبيبة؟[/font]
[font="]لو كانت تضرب الأرقام القياسية في ألعاب العري والقوى، لضجت بها وسائل الإعلام، ولكن أم المؤمنين رضي الله عنها، إنما ضربت الأرقام القياسية في الثبات على الإيمان، وتحمُّلِ المصاعب في سبيل الإسلام.[/font]
[font="]كيف ذلك أيها الاخوة في الله؟ إن أم حبيبة هي رملة بنت أبي سفيان، وأبو سفيان قبل إسلامه هو عدو الرسول [/font][font="][/font][font="] اللدود، فهو الذي قاد عدة حروب ضد الرسول[/font][font="][/font][font="] ، ولكن أم حبيبة رضي الله عنها، أسلمت لما تبين لها الحق رغم أنف أبيها، فقامت في أسرتها معتزة بدينها، في وجه تيارات الكفر العاتية، فلما حاول أبوها سلخ الإسلام منها بالقوة، هاجرت مع زوجها المسلم إلى الحبشة، أي ما يسمى الآن بإثيوبيا تقع جوار السودان وكينيا، وذلك قبل أن يهاجر الرسول [/font][font="][/font][font="] إلى المدينة، لأن في الحبشة آنذاك ملكا يسمى النجاشي لا يظلم عنده أحد.[/font]
[font="]ولكن زوجها بعد أن وصل إلى الحبشة، غرر به بعض الصليبيين فاعتنق المسيحية وارتد عن الإسلام، وأم حبيبة رضي الله عنها مرة أخرى، ثبتت على الإسلام، ورفضت اتباع زوجها في ضلاله قائلا إما أن تتنصري وإما أن أطلقك، فثبتت على دينها واختارت الفراق والطلاق.[/font]
[font="]ولكم أيها الاخوة في الله، أن تتصوروا الآن، مدى محنتها وعذابها، والصعوبات التي تحملتها في سبيل تمسكها بدينها، لقد أسلمت فحاربها أبوها، فهاجرت إلى ديار الغربة، وما أدراك ما الغربة ومعاناتها؟ ثم تنكر لها زوجها فارتد عن الإسلام، ووقع في ضلالات النصارى، فطلقها، لقد كان بإمكانها أن تعيش في حضن أبيها عيشا رغيدا، لو كفرت بمحمد[/font][font="][/font][font="]، ولكنها في سبيل الإسلام بقيت وحيدة، لا أب يعطف عليها، ولا زوج يحميها، فأين المفر لها؟ أتفر من ضلال زوجها إلى طغيان أبيها ليفتنها في دينها؟[/font]
[font="]ولما علم الرسول بما جرى لأم حبيبة، أرسل إلى ملك الحبشة طالباً الزواج منها، فلمّا قرأ النجاشي الكتاب، أمر مَنْ هناك من المسلميـن فحضروا ، فخطب النجاشي فحمد اللـه تعالى وأثنى عليه وتشهـد ثم قال : أما بعد ، فإن رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- كتب إليّ أن أزوّجه أم حبيبة ، فأجبت وقد أصدقتُها عنه أربعمائة دينار، لقد تزوج بها الرسول[/font][font="][/font][font="] وعمرها آنذاك بضع وثلاثون سنة، إنها قد اقتربت من الأربعين.[/font]
[font="]وبهذا- يا عباد الله- تبين لنا أن النبي [/font][font="][/font][font="] لم يتزوج بها حبا في جسدها كما يدعي المستشرقون، وأبواقهم من أدعياء الإسلام، وإنما حبا في ثباتها وإيمانها، ومواساة لها في مصيبتها في أبيها وزوجها وغربتها، إذ لو شاء[/font][font="][/font][font="] لتزوج من أراد من الأبكار، ما الذي يمنعه وهو حبيب القلوب؟ فلقد كان [/font][font="][/font][font="] يستغل كل شيء في سبيل نشر الإسلام حتى زواجه، فقد تزوج من بنات رؤساء العرب ليقربهم إلى الإسلام، ويؤلف قلوب القبائل لنشر الإسلام.[/font]
[font="]أيها الاخوة في الله من موقف أم حبيبة الصامد، ومن تمسكها بدينها، أمام ظلام أبيها، وضلال زوجها، نتعلم أن أية رغبة، تتعارض مع أحكام الله تعالى، يضرب بها عُرض الحائط، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وقد رأينا أناسا في عصرنا في هذه المسألة بالذات: فمن الآباء من يرغم بنته على ترك الحجاب، قائلا لها إذا غطيت رأسك فلن يتقدم إليك الخطاب. ومن الناس من يرغم ابنته على معصية من المعاصي، سبحان الله! [/font]
[font="]أيتها الأخت المؤمنة! يا من أرغمها زوجها أو أبوها على ترك حجابها أو نحو ذلك! إن لك- والله- في أم حبيبة رضي الله عنها لقدوة حسنة، لأنها ثبتت على إسلامها رغم أنف أبيها وأمها وزوجها، نسأل الله لنا ولكم الثبات والتقوى، والله تعالى يقول:[/font][font="][/font][font="] ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن بالغ أمره، قد جعل الله لكل شيء قدرا[/font][font="][/font][font="].فقد رأيتم المخرج المبارك، الذي جعله الله لأم حبيبة، فكانت زوجة للنبي [/font][font="][/font][font="] وأما لكل المؤمنين.[/font]
[font="]أيها الاخوة في الله لقد تزوج الرسول [/font][font="][/font][font="] إذن من أم حبيبة، فضمها إلى زوجاته، فدخلت بزواجه في دائرة تعدد الزوجات، فالرجال عندنا في هذا المجال جبناء، يخافون من الواحدة، فكيف بثانية وثالثة ورابعة، لذلك تعدد الزوجات غير موجود عندنا في الواقع إلا عند القليل.[/font]
[font="]أيها الاخوة المؤمنون! من قصة أم حبيبة نتعلم، أن محاولات تنصير المسلمين ليس وليدة اليوم، بل إنها قد تجدرت في التاريخ، فهي التي غررت بزوج أم حبيبة حتى ارتد عن الإسلام. والتنصير هو: يدور حول شيء واحد وهو فكر الخلاص، وهذا كفر بالله والعياذ بالله وهو أن سيدنا عيسى وهو ابن الله في عقيدتهم إنما قدم نفسه ليقتلوه ويصلبوه لكي يخلص كل من بالعالم من الذنوب، فهذا زور وبهتان وضلال، والله تعالى يقول: [/font][font="][/font][font="]وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا[/font][font="][/font][font="].[/font]
[font="]وهل تعلمون –يا عباد الله- أن دائرة التنصير تتسع يوما بعد يوم؟ وهل تعلمون أن الصليبي اليوم يأتي وهو أستاذ جامعي، أو رجل الأعمال، أو طبيب معالج، أو سياحي مستكشف، أو بطل رياضي، ولكن مهمته الأولى والأخيرة، هي تنصير أبناءكم بأشرطة وكتب يوزعونها. [/font]
[font="]فيجب علينا جميعا بدأ من السلطة ورجال التعليم والأئمة، إلى الأباء وإلى كل مسلم أن نقف بشدة، في وجه هذه الحملات، حماية لشبابنا وديننا، والله تعالى يقول: [/font][font="][/font][font="]ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى، ولئن اتبعت أهواءهم بعد ذلك جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير[/font][font="] [/font][font="][/font][font="].[/font]
[font="]نفعني الله.. والحمد لله رب العالمين.[/font]
[font="]الحمد لله رب العالمين …[/font]
[font="]أما بعد فيا أيها الاخوة المؤمنون، بهذه المناسبة، مناسبة زواجه بأم حبية، أقدم لكم كلمة عن الترغيب في الزواج، ففي الصحيحين وغيرهما عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء }أيها الشباب! من استطاع تحمل مسئولية الزواج فليتزوج، لأن الزواج عبادة خالصة لله يثاب المقبل عليها، والزواج علاقة شرعية لاستمتاع كل من الزوجين بالآخر، تحفظ الحقوق والأنساب لأصحابها، وتصون الأعراض والحرمات، وتطهر النفس من الفساد، وتنشر الفضيلة والأخلاق، والزواج باب من أبواب الرزق[/font][font="] [/font][font="]والخيرات، ومفتاح من مفاتيح الخير والتيسير والبركات ، ودافع من دوافع السعي وانتشار البذل والحركات كما قال تعالى: (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله). [/font]
[font="]أيها الإخوة: وبعد الذي ذكرت من الترغيب في الزواج و بعض فوائده، هل بعد هذا يتردد أعزب عن الزواج؟ أو هل يحجم ولي امرأة عن تزويج ابنته ويجلسها في البيت حتى العنوسة؟[/font]
[font="]أرجو ألا يكون شيء من هذا أو ذاك، وأتمنى أن يسهل أولياء الأمور تزويج أبنائهم وبناتهم، لكي تقل الفواحش من معاكسات وزنى وغير ذلك من الجرائم، التي من أهم أسبابها هو إعاقة أمر الزواج وتصعيبه أمام الشباب المستهدف من أعداء الدين.[/font]
[font="]فالله الله في فتيانكم وفتياتكم، فالله الله في بناتكم وأبنائكم، يسّروا أمر الزواج ولا تعسروه، وكونوا مفاتيح للخير مغاليق للشر.[/font]
[font="]هذا وأكثروا من الصلاة والسلام على رسول الله…[/font]
[font="]وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.[/font]
[font="]أمير المؤمنين محمدا السادس اللهم وفقه لهداك، واجعل عمله في رضاك، وأعنه على طاعتك يا ذا الجلال والإكرام، اللهم انصر به وعلى يديه، اللهم احفظه في ولي عهده وفي كافة أسرته الشريفة يارب العالمين.[/font]
[font="]اللَّهُمَّ اجْعَلْ قُلُوبَنَا مُطْمَئِنَّةً بِحُبِّكَ، وَأَلْسِنَتَنَا رَطْبَةً بِذِكْرِكَ، وَجَوَارِحَنَا خَاضِعَةً لِجَلاَلِكَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْ خَيْرَ أَعْمَارِنَا أَوَاخِرَهَا، وَخَيْرَ أَعْمَالِنَا خَوَاتِمَهَا، وَخَيْرَ أَيَّامِنَا يَوْمَ نَلْقَاكَ.اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها أولها وآخرها سرها وعلنها. اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت.اللهم اغفر لنا جدنا وهزلنا وخطأنا وعمدنا.اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفار فأرسل السماء علينا مدرارا. اللهم أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر. اللهم أغثنا, اللهم أغثنا, اللهم أغثنا. اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء والزلازل والمحن والفتن كلها ما ظهر منها وما بطن. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.[/font]
[font="] [/font]
[font="] [/font]
[font="] [/font]
[font="] [/font]
[font="] [/font]
[font="] [/font]
[font="] [/font]
[font="] [/font]
[font="] [/font]
المشاهدات 4135 | التعليقات 2

جزاك الله خيرا


آميييييين يارب العالمين