زنزانة القرآن
احمد ابوبكر
1436/03/07 - 2014/12/29 05:42AM
[align=justify]رسالة من أحد المعتقلين -فك الله أسر الجميع-: زنزانة القرآن! هو الاسم المفضل لمكان حبستنا طيلة الأيام الـ(513) الماضية، حيث لا رفيق مفضل سوى كتاب الله..
إذا دخلت الغرفة في أي وقت تجد القرآن يتلى إما قراءةً أو تسميعًا أو سماعًا أو تلقينًا، فرادى ومثاني، تآخى معظمنا في الحفظ، فتجد محمد مع سمير، وجلال مع ربيع، وعلاء مع صلاح، وإيهاب مع أمير، وهشام مع جمعه، ومحمد مع حسن، ووليد مع هشام وهكذا.. كالحال المرتحل لا يشبعون من القرآن أبدًا حتى النوم، ثم يفيق بعضهم قبل الفجر بساعتين صلاة ساعة فرادى، ثم ساعة جماعية..
هذا التهجد الجماعي مع الصلوات الجهرية ختم فيها القرآن منذ مجيئنا (15 مرة) معظمهم برواية حفص وثنتان منهم برواية شعبة عن عاصم، والحالية برواية ورش عن نافع، منا حتى الآن 26 من 30 فردًا في الزنزانة ختموا القرآن حفظًا..
عند مجيئنا كنا ستة فقط، وختم هنا 20 بفضل الله، أما في جانب المعاني فكثيرة هي المعاني التي تعلمناها وتدارسناها من خلال خاطرة التهجد أو خطبة الجمعة، أو دروس التفسير للدكتور (عبد الله بركات) قبل أن يغادرنا إلى سجن ظالم آخر.
نشعر فعلًا بـ: {وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ} [هود من الآية:120].
{قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل:102].
{أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ} [العنكبوت من الآية:51].
ما أريد إيصاله في هذه الرسالة أننا بفضل الله سجننا يشبه الخلوة والفرصة الربانية للتعايش مع القرآن، فليحرص الأحرار عليه خارج السجون وكذلك المبتلون داخلها، حتى إذا انكشفت الغمة عما قريب بفضل الله أصبحنا مجهزين مستعدين بالمنهاج الواضح في كتاب الله.. والله المعين.
محمد أبو زيد
[/align]
إذا دخلت الغرفة في أي وقت تجد القرآن يتلى إما قراءةً أو تسميعًا أو سماعًا أو تلقينًا، فرادى ومثاني، تآخى معظمنا في الحفظ، فتجد محمد مع سمير، وجلال مع ربيع، وعلاء مع صلاح، وإيهاب مع أمير، وهشام مع جمعه، ومحمد مع حسن، ووليد مع هشام وهكذا.. كالحال المرتحل لا يشبعون من القرآن أبدًا حتى النوم، ثم يفيق بعضهم قبل الفجر بساعتين صلاة ساعة فرادى، ثم ساعة جماعية..
هذا التهجد الجماعي مع الصلوات الجهرية ختم فيها القرآن منذ مجيئنا (15 مرة) معظمهم برواية حفص وثنتان منهم برواية شعبة عن عاصم، والحالية برواية ورش عن نافع، منا حتى الآن 26 من 30 فردًا في الزنزانة ختموا القرآن حفظًا..
عند مجيئنا كنا ستة فقط، وختم هنا 20 بفضل الله، أما في جانب المعاني فكثيرة هي المعاني التي تعلمناها وتدارسناها من خلال خاطرة التهجد أو خطبة الجمعة، أو دروس التفسير للدكتور (عبد الله بركات) قبل أن يغادرنا إلى سجن ظالم آخر.
نشعر فعلًا بـ: {وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ} [هود من الآية:120].
{قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل:102].
{أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ} [العنكبوت من الآية:51].
ما أريد إيصاله في هذه الرسالة أننا بفضل الله سجننا يشبه الخلوة والفرصة الربانية للتعايش مع القرآن، فليحرص الأحرار عليه خارج السجون وكذلك المبتلون داخلها، حتى إذا انكشفت الغمة عما قريب بفضل الله أصبحنا مجهزين مستعدين بالمنهاج الواضح في كتاب الله.. والله المعين.
محمد أبو زيد
[/align]