زلزال تركيا وأهوال سوريا 1444/7/19ه
يوسف العوض
الخطبة الأولى
أَيُّهَا اَلْمُؤْمِنُونَ : جاءَ في البخاري حديثٌ عَن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عَنه قال: قال رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا تَقومُ السَّاعةُ حَتَّى يُقبَضَ العِلمُ، وتَكثُرَ الزَّلازِلُ، ويَتَقارَبَ الزَّمانُ، وتَظهَرَ الفِتَنُ، ويَكثُرَ الهَرْجُ، وهو القَتْلُ القَتْلُ ... )) رواه البخاري ، قال الإمامُ ابنُ رَجَبٍ- رَحِمَهُ اَللَّهُ - في شَرحِ الحَديثِ: (أمَّا كثرةُ الزَّلازِلِ، فهو مَقصودُ البُخاريِّ في هذا البابِ مِنَ الحَديثِ ، والظَّاهِرُ: أنَّه حَملَه على الزَّلازِلِ الْمَحسوسةِ، وهيَ ارتِجافُ الأرضِ وتَحَرُّكُها، ويُمكِنُ حَملُه على الزَّلازِلِ الْمَعنَويَّةِ، وهيَ كثرةُ الفِتَنِ الْمُزعِجةِ الْمُوجِبةِ لارتِجافِ القُلوبِ ، والأوَّلُ أظهَرُ؛ لأنَّ هذا يُغني عَنه ذِكرُ ظُهورِ الفِتَنِ) .
وقال الشيخُ محمدُ بنُ عُثَيمين- رَحِمَهُ اَللَّهُ -: (أخبَر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه لا تَقومُ السَّاعةُ حَتَّى تَكثُر الزَّلازِلُ، وهيَ نَوعانِ: زَلازِلُ حِسِّيَّةٌ تَهُزُّ الأرضَ، فتُدَمِّرُ القُرى والمَساكِنَ، وزَلازِلُ مَعنَويَّةٌ تُزَلزِلُ الإيمانَ والعَقيدةَ والأخلاقَ والسُّلوكَ، حَتَّى يَضطَرِبَ النَّاسُ في عَقائِدِهم وأخلاقِهم وسُلوكِهم، فيَعودَ الحَليمُ العاقِلُ حيرانَ، والحَديثُ مُحتَمِلٌ لكُلٍّ مِنهما، وهو في الأوَّلِ أظهَرُ) .
وعَن سَلَمةَ بنِ نفيلٍ السكونيِّ -وكان من أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: أنَّ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((بينَ يَديِ السَّاعةِ مُوْتانٌ شَديدٌ، وبَعدَه سَنَواتُ الزَّلازِلِ)) صحيح ابن حبان .
أَيُّهَا اَلْمُؤْمِنُونَ : وَلَا شَك أَنَّ مَا حَصَلَ مِنْ اَلزَّلَازِلِ فِي هَذِهِ اَلْأَيَّامِ فِي جِهَاتٍ كَثِيرَةٍ -خاصةً في تركيا وسوريا-هُوَ مِنْ جُمْلَةِ اَلْآيَاتِ اَلَّتِي يُخَوِّفُ اَللَّهُ بِهَا سُبْحَانَهُ عِبَادهُ ، وَكُلُّ مَا يَحْدُثُ فِي اَلْوُجُودِ مِنْ اَلزَّلَازِلِ وَغَيْرِهَا مِمَّا يَضُرُّ اَلْعِبَادَ وَيُسَبِّبُ لَهُمْ أَنْوَاعًا مِنْ اَلْأَذَى ، كُلُّهُ بِسَبَبِ اَلشِّرْكِ وَالْمَعَاصِي ، كَمَا قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : " وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ " ، وَقَالَ تَعَالَى : " مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنْ اَللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ "، وَقَالَ تَعَالَى عَنْ اَلْأُمَمِ اَلْمَاضِيَةِ : " فَكُلًّا أَخْذنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مِنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصْبَا وَمِنْهُمْ مِنْ أَخَذَتْهُ اَلصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مِنْ خَسْفنَا بِهِ اَلْأَرْضُ وَمِنْهُمْ مِنْ أَغْرَقَنَا وَمَا كَانَ اَللَّهُ لِيَظْلِمِهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسهَمْ يَظْلِمُونَ ".
أَيُّهَا اَلْمُؤْمِنُونَ : فَالْوَاجِبُ عَلَى اَلْمُكَلَّفِينَ مِنْ اَلْمُسْلِمِينَ وَغَيْرِهِمْ ، اَلتَّوْبَةُ إِلَى اَللَّهِ سُبْحَانَهُ ، وَالِاسْتِقَامَةُ عَلَى دِينِهِ ، وَالْحَذَرُ مِنْ كُلِّ مَا نَهَى عَنْهُ مِنْ اَلشِّرْكِ وَالْمَعَاصِي ، حَتَّى تَحْصُلَ لَهُمْ اَلْعَافِيَةُ وَالنَّجَاةُ فِي اَلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ جَمِيعِ اَلشُّرُورِ ، وَحَتَّى يَدْفَعَ اَللَّهُ عَنْهُمْ كُلَّ بَلَاءٍ ، وَيَمْنَحَهُمْ كُلَّ خَيْرٍ ، كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ : " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ اَلْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " ، وَقَالَ تَعَالَى فِي أَهْلِ اَلْكِتَابِ : " وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا اَلتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أَنْزَلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لِأَكِلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ " ، وَقَالَ تَعَالَى : " أَفَأَمِنَ أَهْلُ اَلْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوْ أَمْنِ أَهْلِ اَلْقُرَى أَنْ يَأْتِيهِمْ بَأْسُنَا ضَحَّى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمَنُوا مَكْرُ اَللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اَللَّهِ إِلَّا اَلْقَوْمُ اَلْخَاسِرُونَ " .
أَيُّهَا اَلْمُؤْمِنُونَ : َقَالَ اَلْعَلَّامَةُ اِبْنُ اَلْقَيِّمِ - رَحِمَهُ اَللَّهُ - مَا نَصُّهُ : " وَقَدْ يَأْذَنُ اَللَّهُ سُبْحَانَهُ لِلْأَرْضِ فِي بَعْضِ اَلْأَحْيَانِ بِالتَّنَفُّسِ فَتَحدُثُ فِيهَا اَلزَّلَازِلُ اَلْعِظَامُ ، فَيَحْدُثُ مِنْ ذَلِكَ لِعِبَادِهِ اَلْخَوْفُ وَالْخَشْيَةُ ، وَالْإِنَابَةُ وَالْإِقْلَاعُ عَنْ اَلْمَعَاصِي وَالتَّضَرُّعُ إِلَى اَللَّهِ سُبْحَانَهُ ، وَالنَّدَمُ ، كَمَا قَالَ بَعْضُ اَلسَّلَفِ وَقَدْ زَلْزَلَتْ اَلْأَرْضُ : إِنَّ رَبَّكُمْ يَسْتَعْتِبَكُمْ ، وَقَالَ عُمَرْ بْنْ اَلْخَطَّابْ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ وَقَدْ زَلْزَلَتْ اَلْمَدِينَةُ ، فَخَطَبَهُمْ وَوَعَظَهُمْ ، وَقَالَ : لَئِنْ عَادَتْ لَا أَسَاكْنِكْمْ فِيهَا " اِنْتَهَى كَلَامُهُ رَحِمَهُ اَللَّهُ .
أَيُّهَا اَلْمُؤْمِنُونَ : فَالْوَاجِبُ عِنْدُ اَلزَّلَازِلِ وَغَيْرِهَا مِنْ اَلْآيَاتِ وَالْكُسُوفِ وَالرِّيحِ اَلشَّدِيدَةِ وَالْفَيَضَانَاتِ - اَلْبِدَارُ بِالتَّوْبَةِ إِلَى اَللَّهِ سُبْحَانَهُ ، وَالضَّرَاعَةُ إِلَيْهِ ، وَسُؤَالُ اَلْعَافِيَةِ ، وَالْإِكْثَارُ مِنْ ذِكْرِهِ وَاسْتِغْفَارُهُ ، كَمَا قَالَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ اَلْكُسُوفِ : " فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِهِ وَدُعَائِهِ وَاسْتِغْفَارِهِ " جُزْءً مِنْ حَدِيثٍ مُتَّفَقٍ عَلَيْهِ أَخْرَجَهُ اَلْبُخَارِي وَمُسْلِمٌ .
أَيُّهَا اَلْمُؤْمِنُونَ : وَيُسْتَحَبُّ أَيْضًا رَحِمَةُ اَلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالصَّدَقَةُ عَلَيْهِمْ ، لِقَوْلِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اِرْحَمُوا تُرْحَمُوا " أَخْرَجَهُ اَلْإِمَامْ أَحْمَدْ ، " اَلرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ اَلرَّحْمَنُ ، اِرْحَمُوا مِنْ فِي اَلْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مِنْ فِي اَلسَّمَاءِ " أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدْ وَاَلتِّرْمِذِي ، وَقَوْلُهُ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مِنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ " أَخْرَجَهُ اَلْبُخَارِي وَمُسْلِمٌ ، وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اَلْعَزِيزِ - رَحِمَهُ اَللَّهُ - أَنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ إِلَى أُمَرَائِهِ عِنْدَ وُجُودِ اَلزَّلْزَلَةِ أَنْ يَتَصَدَّقُوا .
اَللَّهُمَّ اِرْفَعْ عَنَّا اَلْغَلَاءَ وَالْوَبَاءَ وَالرِّبَا وَالزِّنَا وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ سُوءِ اَلْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ..
الخطبة الثانية
أَيُّهَا اَلْمُؤْمِنُونَ : وَمِنْ أَسْبَابِ اَلْعَافِيَةِ وَالسَّلَامَةِ مِنْ كُلِّ سُوءِ مُبَادَرَةُ وُلَاةِ اَلْأُمُورِ بِالْأَخْذِ عَلَى أَيْدِي اَلسُّفَهَاءِ ، وَإِلْزَامُهُمْ بِالْحَقِّ ، وَتَحْكِيمُ شَرْعِ اَللَّهِ فِيهِمْ ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ اَلْمُنْكَرِ ، كَمَا قَالَ اَللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : " وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضِ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيُنْهُونَ عَنْ اَلْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ اَلصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ اَلزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اَللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اَللَّهُ إِنَّ اَللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " ، وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : " وَلِيُنْصَرْنَ اَللَّه مِنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اَللَّهَ لِقُوَى عَزِيزٍ * اَلَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي اَلْأَرْضِ أَقَامُوا اَلصَّلَاةُ وَآتَوْا اَلزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ اَلْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ اَلْأُمُورِ " وَقَالَ سُبْحَانَهُ : " وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمِنْ يَتَوَكَّلُ عَلَى اَللَّهِ فَهُوَ حَسَبُهُ " ، وَقَالَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اَللَّهُ فِي حَاجَتِهِ " مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ اَلْبُخَارِي وَمُسْلِمٌ ، وَقَالَ عَلَيْهِ اَلصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : " مِنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنِ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ اَلدُّنْيَا نَفَّسَ اَللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ ، وَمِنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اَللَّهُ عَلَيْهِ فِي اَلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَمِنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اَللَّهُ فِي اَلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَاَللَّهُ فِي عَوْنِ اَلْعَبْدِ مَا كَانَ اَلْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ " أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ ، وَالْأَحَادِيثُ فِي هَذَا اَلْمَعْنَى كَثِيرَةً .
أَيُّهَا اَلْمُؤْمِنُونَ : مِمَّا يُذْكَرُ فَيُشْكَرُ مَا مَنْ بِهِ اَللَّهُ عَلَى وُلَاةِ أَمْرِ هَذِهِ اَلْبِلَادِ اَلْمُبَارَكَةِ - وَفَقَّهُمْ اَللَّهُ لِكُلِّ خَيْرٍ - مِنْ تَسْيِيرِ اَلْقَوَافِلِ اَلْجَوِّيَّةِ لِمُسَاعَدَةِ إِخْوَانِنَا اَلْمَنْكُوبِينَ فِي تُرْكِيَا وَسُورْيَا وَدَعْوَةِ اَلشَّعْبِ وَكُلِّ مِنْ يَسْكُنُ فِيهَا لِلتَّبَرُّعِ وَمَدِّ يَدِ اَلْعَوْنِ لِإِخْوَانِهِ المسلمينَ اَلْمَنْكُوبِينَ عَبْرَ اَلْمِنَصَّاتِ وَالْجِهَاتِ اَلرَّسْمِيَّةِ اَلْمَوْثُوقَةِ وَالْفَزَعِ إلى اَللَّهِ بِالدُّعَاءِ أَنْ يَكْشِفَ كَرْبَهُمْ وَيَرْحَمَ مَيِّتَهُمْ وَيَشْفِي مَرِيضَهُمْ وَيُسَكِّنَ رَوْعَهُمْ وَيُصَبِرَهَم .
وَاَللَّهُ اَلْمَسْؤُولُ أَنْ يُصْلِحَ أَحْوَالَ اَلْمُسْلِمِينَ جَمِيعًا ، وَأَنْ يَمْنَحَهُمْ اَلْفِقْهَ فِي اَلدِّينِ ، وَأَنْ يَمْنَحَهُمْ اَلِاسْتِقَامَةَ عَلَيْهِ ، وَالتَّوْبَةَ إِلَى اَللَّهِ مِنْ جَمِيعِ اَلذُّنُوبِ ، وَأَنْ يُصْلِحَ وُلَاةَ أَمْرِ اَلْمُسْلِمِينَ جَمِيعًا ، وَأَنْ يَنْصُرَ بِهُمْ اَلْحَقَّ ، وَأَنْ يَخْذُلَ بِهِمْ اَلْبَاطِلَ ، وَأَنْ يُوَفِّقَهُمْ لِتَحْكِيمِ شَرِيعَةِ اَللَّهِ فِي عِبَادِهِ ، وَأَنَّ يُعِيذهُمْ وَجَمِيعَ اَلْمُسْلِمِينَ مِنْ مُضِلَّاتٍ اَلْفِتَنِ ، وَنَزَغَاتِ اَلشَّيْطَانِ ، إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالْقَادِرُ عَلَيْه .