زكاتك في رمضان 1444/9/9ه

يوسف العوض
1444/09/07 - 2023/03/29 14:01PM

الخطبة الأولى

عِبَادَ اَللَّهِ : إِنَّ اَلزَّكَاةَ فِي اَلْإِسْلَامِ ، رُكْنٌ عَظِيمٌ ، وَشَعَيْرَةٌ ظَاهِرَةٌ ، وَعَلَامَةٌ فَارِقَةٌ بَيْنَ أَهْلِ اَلْإِيمَانِ وَالنِّفَاقِ ، وَتَزْكِيَةٌ لِلنُّفُوسِ ، وَنَمَاءٌ لِلْمَالِ ، قَالَ اَللَّهُ تَعَالَى : ( وَأُقِيمُوا اَلصَّلَاة وَآتَوْا اَلزَّكَاةَ ) وَعَنْ أَبِي عَبْدَ اَلرَّحْمَنْ عَبْدِ اَللَّهْ بْنِ عُمَرَ بْنِ اَلْخَطَّاب رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : سَمِعَتُ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( بُنِي اَلْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ : شَهَادَةُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اَللَّهِ ، وَإِقَامِ اَلصَّلَاةِ ، وَإِيتَاءِ اَلزَّكَاةِ ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ ، وَحَجِّ اَلْبَيْتِ ) رَوَاهُ اَلْبُخَارِي وَمُسْلِمٌ ،واعْلَمُوا أَنَّ تَرْكَ اَلزَّكَاةِ إِثْمٌ عَظِيمٌ وَتَعَرُضٌ لِعَذَابِ اَللَّهِ قَالَ تَعَالَى ( وَاَلَّذِينَ يَكْنِزُونَ اَلذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اَللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٍ لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ ، فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ " رَوَاهُ مُسْلِمٌ .

عِبَادَ اَللَّهِ : إِنَّ اَلزَّكَاةَ وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مَنْ مَلَكَ نِصَابًا إِذَا حَالَ عَلَيْهِ اَلْحَوْلُ ، ومنَ الْأَمْوَالِ اَلزَّكَوِيَّةِ اَلنُّقُودُ ، وَتُسَمَّى : ( اَلْأَثْمَانُ ) ، وَهِيَ ثَلَاثَةُ أَصْنَافٍ : اَلذَّهَبُ ، وَالْفِضَّةُ ، وَالْأَوْرَاقُ اَلنَّقْدِيَّةُ اَلَّتِي قَامَتْ اَلْآنِ مَقَامَ اَلذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ . وَنِصَابُ اَلذَّهَبِ : عِشْرُونَ دِينَارًا ، وَيُسَاوِي بِالْجِرَامِ ( 85 ) خَمْسَةً وَثَمَانينَ جِرَامًا ، وَقِيلَ : اِثْنَتَانِ وَتِسْعينَ جِرَامًا . وَنِصَابُ اَلْفِضَّةِ : خَمْسُ أَوَاقٍ ، وَهِيَ مِئَتَا دِرْهَمٍ ، وَتَسَاوِي بِالْجِرَامِ ( 595 ) خَمْسمِائَةَ وَخَمْسَةً وَتَسْعَينَ جِرَامًا . وَنِصَابُ اَلْأَوْرَاقِ اَلنَّقْدِيَّةِ : هُوَ نِصَابُ اَلذَّهَبِ أَوْ اَلْفِضَّةِ ؛ لِأَنَّهَا حَلَّتْ مَحَلَّهُمَا فِي اَلثَّمْنِيَّةِ ، فَإِذَا بَلَغَتْ نِصَابَ أَحَدِهِمَا وَجَبَتْ فِيهَا اَلزَّكَاةُ ، وَالْغَالِبُ تَقْدِيرُ نِصَابِ اَلْأَوْرَاقِ اَلنَّقْدِيَّةِ اَلْيَوْمِ بِالْفِضَّةِ ؛ لِأَنَّهَا أَرْخَصُ مِنْ اَلذَّهَبِ فَتَبْلُغُ نِصَابَهَا قَبْلَهُ ، فَإِذَا مَلَكَ اَلْمُسْلِمُ مَا يُعَادِلُ قِيمَةَ ( 595 ) جِرَامًا مِنْ اَلْفِضَّةِ ، وَحَالَ عَلَيْهِ اَلْحَوْلُ وَجَبَتْ فِيهِ اَلزَّكَاةُ وَقِيمَةُ جِرَامِ اَلْفِضَّةِ تَتَغَيَّرُ مِنْ وَقْتٍ لِآخَرَ ، وَنِصَابُ اَلْأَوْرَاقِ اَلنَّقْدِيَّةِ هَذِهِ اَلْأَيَّامِ قُرَابَةُ 1670 رِيَالِ فَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِثْلُ هَذَا اَلْمَبْلَغِ وَأَكْثَرَ وَحَالَ عَلَيْهِ اَلْحَوْلُ فَقَدْ وَجَبَتْ عَلَيْهِ اَلزَّكَاةُ ، وَلْيَعْلَمْ أَنَّ اَلزَّكَاةَ تَجِبُ فِي جَمِيعِ اَلْأَوْرَاقِ اَلنَّقْدِيَّةِ اَلَّتِي يَمْلِكُهَا اَلْمُسْلِمُ ؛ وَلَوْ كَانَ يَجْمَعُهَا لِبِنَاءِ مَنْزِلٍ أَوْ زَوَاجٍ أَوْ شِرَاءِ سَيَّارَةٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ اَلْحَوَائِجِ ، إِذَا حَالَ عَلَيْهِ اَلْحَوْلُ وَهُوَ فِي مُلْكِهِ .

الخطبة الثانية

عِبَادَ اَللَّهِ : ومنَ الْأَمْوَالِ اَلزَّكَوِيَّةِ عُرُوضُ اَلتِّجَارَةِ ، وَهِيَ : كُلُّ مَا أُعَدَّ لِلْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ مِنْ أَجْلِ اَلرِّبْحِ وَالتَّكَسُّبِ ، وَيَشْمَلُ ذَلِكَ جَمِيعَ أَنْوَاعِ اَلْأَمْوَالِ مِنْ اَلْعَقَارَاتِ ، وَالسَّيَّارَاتِ ، وَالْمَلَابِسِ وَالْأَقْمِشَةِ ، وَالْحَدِيدِ ، وَالْأَخْشَابِ ، وَالْمَوَادِّ اَلْغِذَائِيَّةِ ، وَالْحَيَوَانَاتِ ، وَغَيْرِهَا مِمَّا أُعَدَّ لِلتِّجَارَةِ ، وَنِصَابُ عُرُوضِ اَلتِّجَارَةِ هُوَ نِصَابُ اَلذَّهَبِ أَوْ اَلْفِضَّةِ ، فَإِذَا بَلَغَتْ قِيمَةَ اَلْعُرُوضِ نِصَابَ أَحَدِهِمَا وَجَبَتْ فِيهَا اَلزَّكَاةُ ، وَالْغَالِبُ تَقْدِيرُهَا بِالْفِضَّةِ ؛ لِأَنَّهَا أَرْخَصُ مِنْ اَلذَّهَبِ فَتَبْلُغُ نِصَابَهَا قَبْلَهُ ، فَإِذَا مَلَكَ اَلْمُسْلِمُ مِنْ اَلْعُرُوضِ مَا يُعَادِلُ قِيمَةً ( 595 ) جِرَامًا مِنْ اَلْفِضَّةِ وَحَالَ عَلَيْهِ اَلْحَوْلُ وَجَبَتْ فِيهِ اَلزَّكَاةُ ، وَالْوَاجِبُ إِخْرَاجُهُ فِي اَلزَّكَاةِ مِنْ عُرُوضِ اَلتِّجَارَةِ : رُبْعُ اَلْعُشْرِ ، وَهُوَ : ( 2.5 ) فِي اَلْمِائَةِ مِنْهَا أَوْ مِنْ قِيمَتِهَا .

عِبَادَ اَللَّهِ :وَطَرِيقَةُ إِخْرَاجِ زَكَاتِهَا : أَنْ تُقوّمَ اَلْبَضَائِعُ اَلْمُعَدَّةُ لِلْبَيْعِ عِنْدَ حُلُولِ وَقْتِ اَلزَّكَاةِ بِمَا تُسَاوِيهُ فِي هَذَا اَلْوَقْتِ ، سَوَاءً أَكَانَتْ قِيمَتُهَا بِقَدْرِ ثَمَنِهَا اَلَّذِي اِشْتَرَاهَا بِهِ أَمْ أَقَلَّ أَمْ أَكْثَرَ ، وَيُضَافَ إِلَيْهَا اَلسُّيُولَةُ اَلنَّاتِجَةُ عَنْهَا ، ثُمَّ يُخْرُجُ مِنْهَا رُبْعُ اَلْعُشْرِ ( 2.5 ) فِي اَلْمِائَةِ ، وَأَسْهَلُ طَرِيقَةٍ لِإِخْرَاجِ مِقْدَارِ اَلزَّكَاةِ اَلْوَاجِبَةِ مِنْ اَلْعُرُوضِ وَالنُّقُودِ هِيَ : أَنْ يُجْمَعَ اَلْمَبْلَغُ اَلْمُقَدَّرُ لِقِيمَةِ عُرُوضِ اَلتِّجَارَةِ مَعَ اَلسُّيُولَةِ اَلنَّاتِجَةِ عَنْهَا ، ثُمَّ يُقَسَّمُ عَلَى ( 40 أَرْبَعِينَ ) وَالنَّاتِجُ هُوَ اَلزَّكَاةُ اَلْوَاجِبُ إِخْرَاجُهَا .

المشاهدات 437 | التعليقات 0