زكاة المال وأثرها فى الحياه

zaghloula zaghloula
1435/10/17 - 2014/08/13 05:58AM
الحمد لله رب العالمين .... سَمِيعَ الدَّعَوَاتِ ، ُقِيلَ العَثَرَاتِ ، قَاضِيَ الحَاجَاتِ ،
الحمد لله كَاشِفَ الكَرُبَاتِ ، رَفِيعَ الدَّرَجَاتِ ، غَافِرَ الزَّلاَّتِ
واشهد ان لا اله الا الله وحدة لا شريك له .... يا رب .. إِنَّا قَدْ أَطَعْنَاكَ فِي أَحَبِّ الأشْيَاءِ أَنْ تُطَاعَ فِيْهِ ، الإيمَانِ بِكَ ، وَالإِقْرَارِ بِكَ ،... وَلَمْ نَعْصِكَ فِي أَبْغَضِ الأَشْيَاءِ أَنْ تُعْصَى فِيْهِ ؛ الكُفْرِ وَالجَحْدِ بِكَ ، اللَّهُمَّ فَاغْفِرْ لَنَا مَا بَيْنَهُمَا .
واشهد ان محمد عبد الله ورسوله الى الناس كافة
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة ومن اتبع دربه الى يوم الدين
اما بعد
فأوصي نفسي المقصرة وإياكم بتقوى الله سبحانه.
ثم أما بعد: فيقول الله سبحانه: وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُواْ الصلاةَ وَيُؤْتُواْ الزكاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيّمَةِ [البينة:5].
حديثنا اليوم عن ركن عظيم من أركان الإسلام، ألا وهو الزكاة،
والتي قرنها الله في كتابه وفي سنة نبيه محمد بالصلاة، ولذلك فقد قاتل الصديق مانعي الزكاة، وقال : "والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونها لرسول الله لقاتلتهم على منعها".
وقال النبى ص : ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإن فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله)).
إنّ دينَ الإسلام دينٌ تضمّنت أحكامُه ما يَكفلُ إصلاحَ هذه الحياةِ وقيامَها على أكملِ الوجوهِ وما يتضمّنُ إقامةََ مجتمعٍٍ مثاليٍّ يَتراحمُ أبناؤهُ ويتعاونونَ على مشاقِّ هذه الحياة، لذا جاءت عنايتُهُ بعلاجٍ شاملٍ لـمشاكلِ الفقرِ بما لم يسبِق له نظيرٌ، ليس فقط فيما يتعلّق بجانبِ التربية والتّوجيه، ولا فيما يتعلّق بجانب التّشريع ، ولا فيما يتعلّق بجانب التّطبيق والتّنفيذ..... علاج شامل.
وفي الوقتِ الذي ترى الدّراساتُ الاجتماعيّةُ والاقتصاديةُ أنّ مشكلةَ الفقر معضِلةٌ اجتماعيّةٌ عجَزَ العالمُ المعاصرُ عن حلِّها والقضاءٍ عليها, فإنّ علاجَ الفقر في الإسلامِ له في القرآن الكر يمِ العنايةُ البالغةُ، وله من السّنةِ المطهرةِ الاهتمامُ البارزُ، بلْ إنّ الدراساتِ المنصِفةَ تُثبتُ بكلِّ برهانٍ ساطعٍ أنّ الإسلامَ عالجَ مشاكلَ الفقر بالعلاج الجذريّ المُقامِ على العدل و التكافُلِ الاجتماعيّ.
ومِن هنا جاءت فريضةُ الزّكاة في الإسلام، فريضةٌ معلومةٌ من الدّين بالضّرورة، فرضيتُها ثابتةٌ بالآياتِ القرآنيّةِ والسنّةِ المتواترةِ وإجماعِ الأمّةِ كلِّها، ...يُوصَمُ بالفسق من منعَها، ...ويُحكمُ بالكفرِ على من أنكرَ وجوبَها.
الزّكاةُ شعيرةٌ كبيرةٌ وعبادةٌ عظيمةٌ، فريضةٌ دوريّةٌ ، دائمةُ المواردِ
((( الزكاة ركن ....... اتدرون لماذا ؟؟ لأن مقاصِدُها إغناءُ الفقراءِ وذوي الحاجاتِ إغناءً يَستأصِلُ شأفةَ العوَزِ من حياتِهم ويُقدِرُهم على أن ينهَضوا وحدَهم. .. الزكاةُ هي حقٌّ للفقراءِ في أموالِ الأغنياء، ليس فيها معنًى مِن معاني التفضُّل والامتِنان، وليستَ إحسانًا اختياريًّا، إنّما فريضةٌ تتمتّعُ بأعلى درجاتِ الإلزامِ الخلُقيّ والشرعيّ، يقول ربّنا جلّ وعلا: {تِلْكَ ءايَـٰتُ ٱلْقُرْءانِ وَكِتَـٰبٍ مُّبِينٍ * هُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ * ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُم بِٱلآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} [النمل:1-3].
عباد الله الزّكاة سببٌ للنّجاة ... قال تعالى {فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّىٰ * لاَ يَصْلَـٰهَا إِلاَّ ٱلأَشْقَى * ٱلَّذِى كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ * وَسَيُجَنَّبُهَا ٱلأَتْقَى * ٱلَّذِى يُؤْتِى مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ} [الليل:14-18]. وسيّدنا وحبيبُنا ونبيّنا محمّد صلى الله عليه وسلم يقول موجِّهًا للأمّة: ((اتقوا الله ربَّكم، وصلّوا خمسَكم، وصوموا شهرَكم، وأدّوا زكاةَ أموالكم، وأطيعوا ذا أمركم، تدخلوا جنّة ربّكم)) صحّحه الحاكم ووافقه الذهب.
إخوةَ الإيمان، لقد وجّه الله جلّ وعلا وعيدَه الشديد لمانِعي الزّكاة والمتهاونين فيها فقال: {وَٱلَّذِينَ يَكْنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَبَشّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِى نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لأنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ} [التوبة:34، 35]،
بل وجعلها الله جلّ وعلا أحدَ المقوّمات التي يتميّز بها المؤمن من المنافق: {ٱلْمُنَـٰفِقُونَ وَٱلْمُنَـٰفِقَاتُ بَعْضُهُمْ مّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِٱلْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ} [التوبة:67]،
ونبيّنا صلى الله عليه وسلم حذّر أمتَه من التهاون في الزكاةِ والتساهل في إخراجها بأساليبَ شتّى وتوجيهاتٍ لا تُحصَى، ، فقد روى البخاريّ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من آتاه الله مالاً فلم يؤدّ زكاتَه مُثِّل له يومَ القيامة شجاعًا أقرع ـ أي: كناية عن أخبث الحيّات ـ له زبيبتان، يُطوّقُهُ يومَ القيامةِ، ثمّ يأخذُ بلهزمَتَيه ـ يعني بشدقيه ـ ثمّ يقولُ: أنا مالك، أنا كنـزك))، ثم تلا النبيّ صلى الله عليه وسلم قوله جلّ وعلا: {وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا ءاتَـٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ} [آل عمران:180]
وروى مسلم في صحيحِه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال في الحديث الطويل: ((ما مِن صاحبِ ذهبٍ ولا فضّة لا يؤدّي منها حقّها إلاّ إذا كان يوم القيامة صُفِّحت له صفائحٌ من نار، فأحمِيَ عليها في نارِ جهنّم، فيُكوَى بـها جنبُهُ وجبينُهُ وظهرُهُ، كلّما بردَت أعيدَت له في يومٍ كان مقدارُهُ خمسينَ ألفَ سنة، حتى يُقضى بين العباد، فيُرى سبيلُهُ إمّا إلى الجنة وإما إلى النّار)) الحديث.
وقد جاءت امرأةٌ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ومعها ابنةٌ لها، وفي يدِ ابنتها مسكتان غليظتان من ذهب، فقال لها النبيّ صلى الله عليه وسلم: ((أتعطِين زكاةَ هذا؟)) قالت: لا، قال: (( أيسرُّك أن يسوِّرك الله بهما يومَ القيامة سوارين من نار؟!)) قال: فقلعَتهما فألقتهما إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم وقالت: هما لله عزّ وجلّ ولرسوله. رواه أبو داود والترمذيّ وهو حديث حسن.
فيا مَن أنعم الله عليهم بالنّعم المتوافِرة وفضّلهم بالأموالِ ، تذكّروا من يعيشون تحتَ وطأةِ البؤسِ ويقاسون همومَ الحاجة، تذكّروا أنّ مِن أعظمِ الوِزرِ وأكبرِ الجرمِ أن يتناسى أهلُ الجودِ والغِنى الفقراءَ الذين لا موردَ لهم والنّساءَ اللاتي لا عائلَ لهنّ والأيتامَ الذين لا آباءَ لهم والمشرَّدين الذين لا سكَنَ لهم،
عباد الله دينُكُم جليّ واضحٌ في أوامرِه الإلزاميّة {وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ} [النساء:77]، الزام
(((وقال ابن عباس : "ثلاث آيات نزلت مقرونة بثلاث، لا تقبل منها واحدة بغير قرينتها: الأولى قول الله تعالى: أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ [النساء:59]، فمن أطاع الله ولم يطع الرسول لم يقبل منه، الثانية قوله تعالى: وَأَقَامُواْ الصلاةَ وَآتَوُاْ الزكاةَ [البقرة:277]، فمن صلى ولم يزك لم يقبل منه، الثالثة قوله تعالى: أَنِ اشْكُرْ لِى وَلِوَالِدَيْكَ [لقمان:14]، فمن شكر الله ولم يشكر لوالديه لم يقبل منه".
قال ابن مسعود رضي الله عنه: (أُمرتُم بإقامةِ الصلاة وإيتاء الزكاة، ومَن لم يزكِّ فلا صلاةَ له) ، فربّنا جلّ وعلا يقول: {فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي ٱلدّينِ} [التوبة:11].
إنّ على الأمّة الإسلاميّة أن تدركَ أنّ مِن أسباب خذلانِها وعوامل هزيمتِها تعطيلَ بعضِ أبنائِها فريضةَ الزكاة، فإنّ الله جلّ وعلا يقول: {وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ * ٱلَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّـٰهُمْ فِى ٱلأرْضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَاتَوُاْ ٱلزَّكَـوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَـٰقِبَةُ ٱلأمُورِ} [الحج:40، 41]. ولذا فمِن وصايا السنّة المطهَّرة للمجتمع المسلم التذكيرُ بأنّه متى فشا تركُ الزكاة نُزعت البركات ووقعَت البلايا والمجاعات، يقول عليه الصلاة والسلام: ((ما منَعَ قومٌ الزكاةَ إلاّ ابتلاهم الله بالسّنين)) .....,
وقال ايضاً : ((مَن أدّى زكاة ماله فقد ذهَب عنه شرّه)) ، وفي حديثٍ آخر: ((ولم يمنَعوا زكاةَ أموالهم إلا مُنعوا القطرَ من السماء، ولولا البهائمُ لم يُمطَروا)).
فيا أيّها الأغنياء الفُضلاء، تذكّروا الأيتامَ والضعفاء والأراملَ والفقراء، فلهم في أموالِكم حقوق مفروضةٌ وواجبات لازمة، أنتم مسؤولون عنها ومحاسَبون عليها، يقول الخليفة الراشد علي رضي الله عنه: (إنّ اللهَ تعالى فَرَضَ على أغنياءِ المسلمين في أموالِهم بقدرِ ما يسَعُ فقراءَهم، (((( ولن يجهدَ الفقراءُ إذا جاعوا إلاّ بما يصنعُ أغنياؤُهم، ألا وإنّ الله يُحاسِبُهم حسابًا شديدًا) ....... سنده جيد.
وكان ابن عباس يقول: "من كان له مال تجب فيه الزكاة ولم يزك سأل الرجعة عند الموت – أي سأل العودة إلى الحياة حتى يزكي – فقال رجل لابن عباس: اتق الله إنما يسأل الرجعة الكفار، فتلا ابن عباس على الرجل قول الحق سبحانه وتعالى: وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَاكُمْ مّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولُ رَبّ لَوْلا أَخَّرْتَنِى إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مّنَ الصَّالِحِينَ [المنافقون:10].
فاتّقوا الله عبادَ الله، وأدّوا زكاةَ أموالكم ...طيّبةً بها نفوسُكم، .... تحصّنوا بالزّكاة من شرور أموالِكم، وطهّروا بها دينَكم ودنياكم، {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (التوبة:103)
فيا مَن أضعفتُهُ نفسُهُ عن إخراجِ ما أوجبَ الله تعالى، ألا تخشى من سَخطِ الله؟! ألا تخشى أن يعتريَك ما يصيبُك في مالِك ويُصيبُكَ في بدنِك، فيُحرمُك من لذّة الانتفاع به؟! فنبيّنا صلى الله عليه وسلم يقول: ((تعِس عبد الدّينار، تعِس عبد الدّرهم، تعس عبدُ الخميلة، تعِس عبد الخميصة، إن أُعطي رضِي، وإن لم يُعطَ سخِط، تَعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش)) رواه البخاري، وفي الحديث أيضًا: ((ينادى في كلّ صباح ومساءٍ ملكان: اللهمّ أعطِ كلَّ منفقٍ خلفًا وكلّ ممسك تلفًا)) رواه البخاري.
والله الذي لا إله إلا هو لو أخرج الأغنياء زكاة أموالهم لما رأينا فقيراً ولا مسكيناً ولا جائعاً ولا عارياً ولا محروماً، وهذا ما حدث في عصر الخليفة العادل الإمام الزاهد عمر بن عبد العزيز ، يوم أن أقيم العدل في الأمة، ويوم أن عرف الأغنياء حق الله في أموالهم، جمعت الزكاة في عصر عمر بن عبد العزيز، وأراد عمر أن يوزعها فلم يجد فقيراً واحداً في أنحاء الأمة، عقمت أرحام الدولة العمرية أن تلد فقيراً أو مسكيناً! وكان عمر بن عبد العزيز يحكم أمة تمتد حدودها من الصين شرقاً إلى باريس غرباً، ومن حدود سيبيريا شمالاً إلى المحيط الهندي جنوباً، ومع ذلك جمع عمر بن عبد العزيز الزكاة فلم يجد مسكيناً واحداً يأخذ الزكاة، وفاض المال في بيت مال المسلمين، فأصدر عمر بن عبد العزيز أمراً بأداء الديون وقال: "اقضوا عن الغارمين"، فقضى ديون الناس ومازال المال فائضاً، فأصدر أمراً بإعتاق العبيد من بيت مال المسلمين، فأعتق العبيد ومازال المال فائضاً في خزينة الدولة، فأصدر أمراً بتزويج الشباب وقال: "أيما شاب أراد أن يتزوج فزواجه على حساب بيت مال المسلمين" تزوج الشباب وبقي المال.
اقول قولى هذا واستغفر الله


الحمد لله وحدة
إخوة الإسلام :
تجب الزكاة في أربعة أنواع من المال: في الذهب والفضة وما يقوم مقامهما من الأوراق النقدية، وفي عروض التجارة، وفي الخارج من الأرض من الحبوب والثمار، وفي بهيمة الأنعام من الإبل والبقر والغنم،
فإذا بلغ المال النصاب وحال عليه الحول وجبت عليه الزكاة، وقد بين الله سبحانه وتعالى مصرف الزكاة في كتابه الكريم فقال سبحانه وتعالى: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِى الرّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِى سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة:60]. فلا يجوز ولا يجزئ صرف الزكاة لغير هذه الأصناف الثمانية التي بينها الله سبحانه وتعالى في هذه الآية، ولا يجوز للأغنياء ولا للأقوياء المكتسبين أن يأخذوا منها، فإن أخذوا منها فإنما يأخذون حراماً وسحتاً. في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة وأرضاه قال: قال رسول الله : ((من سأل الناس تكثراً فإنما يسأل جمراً فليستقل أو ليستكثر)). وفي الصحيحين من حديث ابن عمر يقول عليه الصلاة والسلام: ((لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله تعالى وليس في وجهه مزعة لحم)).

إخوة الإسلام:
والله سبحانه وتعالى يقول: مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلّ سُنبُلَةٍ مّاْئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة:261].
والرسول يقول: ((ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً)).
فيا من أراد أن يخلف الله عليه وأن يبارك له في رزقه وفي دخله، أنفق على الفقراء والمساكين، وتفقد الأرامل واليتامى والمحرومين، وأنفق من أموالك في أوجه الخير والبر.
إذا كان بعض الجاهليين .... لا يرضون أن يعيش في مجتمعهم جائع ولا مسكين وهم وثنيون لا يعرفون رباً ولا رسولاً ولا ديناً، فما بال أهل الحق يبخلون بفضل الله على عباد الله.
فقدموا لأنفسكم – يا عباد الله – شيئاً تلقونه هناك قدموا للقبر، قدموا للصراط، قدموا ليوم الفضائح والكربات، واعلموا أن من قدم خيراً فإنما يقدم لنفسه وَمَا تُقَدّمُواْ لأَنفُسِكُمْ مّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ [المزمل:20].
: مَّنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لّلْعَبِيدِ [فصلت:46].

اللهم عافى مبتلانا ومبتلى المسلمين
اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين
اللهم اسكنهم دارا خيرا من دارهم وابدل سيئاتهم حسنات
وعاملهم باحسانك واسكنهم جنانك يا اكرم الاكرمين




المشاهدات 1574 | التعليقات 0