رمضان واغتنم الفرص
د. زاهر بن محمد الشهري
1433/08/29 - 2012/07/19 16:44PM
الحمد لله الذي منّ على عباده بمواسم الخيرات، ووفق من شاء منهم لاغتنام هذه المواسم بفعل الخيرات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب الأرض والسماوات، وواسع الكرم والجود والهبات، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي ختمت به الرسالات، فصلاة ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان مدى الدهور والأوقات.
أما بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله جل وعلا، فبها تشرف النفس، ويثقل الميزان، ويعلو القدر، ويعظم الجاه، ويحصل القرب من الباري جلّ شأنه، فإن العاقبة للتقوى (فاتقوا الله يا أولي اللباب لعلكم تفلحون)
أيها الناس: إن المتطلّع في واقع كثير من الناس، وَسْط أجواء المتغيرات المتكاثرة، والركام الهائل من المصائب والبلايا، والنوازل والرزايا،
ليلحظ بوضوح أن كثيرًا من النفوس المسلمة توّاقة إلى تحصيل ما يُثبت قلوبها، وإلى النهل مما تطفئ به ظمأها، وتسقي به زرعها، وتجلو به صدأها، فهي أحوج ما تكون إلى احتضان ضيف كريم، يحمل في جنباته مادة النماء، فهي مشرئبّة لحلوله، يقطّعها التلهّف إلى أن تطرح همومها وكدَّها وكدحها عند أول عتبة من أعتابه، بعد أن أنهكت قواها حلقات أحداث مترادفة، بعضها يموج في بعض، حتى غلت مراجلها، واشتدّ لهب أَتونها، فما برحت تأكل الأخضر واليابس، تفجع القلوب، وتعكّر الصفو، وتصطفق وسط زوابعها العقول والأفهام، فلأجل هذا كله كان الناس بعامة أحوج ما يكونون إلى حلول شهر الصيام والقيام، شهر الراحة النفسية والسعود الروحي، شهر الركوع والسجود، شهر ضياء المساجد، شهر الذكر والمحامد، شهر الطمأنينة ومحاسبة النفس، وإيقاظ الضمير، والتخلص من النزعات الذاتية، والملذات الآنية، في شهوات البطون والفروج، والعقول والأفئدة، والتي شرع الصيام لأجل تضييق مجاريها في النفوس، وكونه فرصة كل تائب، وعبرة كل آيب (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183].
عباد الله، إن لشهر رمضان طعمًا خاصًّا ومذاقًا حلوًا وشعورًا غريبًا وإقبالاً عجيبًا، به أحاديث لا تُمَلّ، وكلام لا يُسْأَم، إنه طعم العبادة ومذاق الطاعة، وشعور المحب وإقبال الطائع، إنها الأحاديث التي تجلو القلوب وتنظفها، والكلام الذي يزيل صدأ النفوس ويطهرها.
رمضان واحة فَيْحَاء يتفيّأ المسافر ظلالها ويقطف من ثمارها، رمضان روضة غَنّاء تنوع زهرها وفاح عبيرها، فضائل كريمة وخصائص عظيمة لا يشعر بها وينتبه لها إلا المحبون الراغبون الذين يعرفون أي شيء هو شهر رمضان، ولا يجدها ويحسّها إلا المشمّرون السابقون الذين يقدرون هذا الشهر حق قدره ويعرفون ما فيه من الخير العظيم، إنهم أولئك الذين صاموا وقاموا إيمانًا واحتسابًا، وتصدّقوا وبذلوا طلبًا للأجر المضاعف، وفطّروا الصائمين رغبة في الثواب، ثم هم بعد ذلك ينثرون العَبَرات ويطلقون الزَّفَرات ويرفعون إلى مولاهم الدعوات الصادقات؛ لعلهم أن يكونوا ممن يمتن الله عليهم بصيامه وقيامه وقيام ليلة القدر، وأن يكونوا من عتقاء الله في هذا الشهر المبارك من النار، وما ذلك إلا لأنهم وضعوا نصب أعينهم وأمام نواظرهم قوله صلى الله عليه وسلم :(من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدّم من ذنبه)، وقوله عليه الصلاة والسلام: (من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدّم من ذنبه)، وقوله عليه الصلاة والسلام: (من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدّم من ذنبه).
أيها الصائمون، ومع كل هذا فهناك من يفرّط في رمضان ويخسر فضله، هناك من يُحرَم من أجره؛ لأنه لا يعرف قدره، ما عرف منه إلا الجوع والعطش، سَهَرٌ بالليل على غير طاعة، ونَوْم بالنهار عن ذكر الله وعن الجماعة، حاله حال من قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم :(رُبَّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، ورُبَّ قائم ليس له من قيامه إلا السهر)، فأي حرمان بعد هذا الحرمان؟! وأي خسران أكبر من هذا الخسران؟!
لماذا نخسر رمضان؟! لماذا يمر علينا ولا نتزود منه بالتقوى؟! لماذا يدخل ويخرج وكأن شيئًا لم يحدث؟! ألم نعلم فضائله ونعرف مزاياه؟! ألم نعلم أنه شهر التوبة والمغفرة ومحو السيئات؟! ألم نعلم أنه شهر العتق من النيران وموسم الخيرات ؟! ألم نعلم أن فيه ليلة هي خير من ألف شهر من حُرِم خيرها فقد حُرِم؟! فما بالنا ترغم منا الأنوف ونخسر ولا نستفيد؟! ما بالنا نُصِرّ على الإضاعة والتقصير والتفريط؟! اتخذنا الشيطان وأعوانه أولياء، وغفلنا عن أسباب الربح والرحمة، فحُقَّ على الخاسر قوله تعالى: (وَمَنْ يَتَّخِذْ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا) [النساء:119].
خسر لأنه غفل عن النية الصالحة، ولم يحتسب الأجر، صام وقام تقليدًا للناس ومجاراة للآخرين، ترك الطعام والشراب وبعض الملذات، ولكنه لم يبتعد عن المعاصي والشهوات، رمضان عليه كالضيف الثقيل عند من لا يحبه، ساعته أطول الساعات، ولحظته أبطأ اللحظات.
معاشر الصائمين:إن في الخاسرين من أهمل الصلوات الخمس ولم يأبه بها، وفيهم من أخّرها عن وقتها وتباطأ في أدائها، وفيهم من صلى بكسل وخمول.
في الخاسرين من همه الأكل والشرب في ليالي رمضان، ومن أكل كثيرًا شرب كثيرًا ونام كثيرًا وخسر كثيرًا.
في الخاسرين من أصيب بالمرض العضال والداء الوبيل الذي قطع الأعمار وأذهب بركة الأوقات، إنه التسويف، نسوّف ونؤخّر ونؤجّل ونحن نعلم أننا قد لا ندرك رمضان مرة أخرى، بل نسوّف ونؤخّر ونؤجّل ونحن لا نعلم هل ندرك بقية الشهر أم يحال بيننا وبين ذلك، نسوّف ونؤخّر ونؤجّل ونحن نعلم أن رمضان شهر الرحمة والمغفرة والتوبة والعتق من النار، يريد أحدنا أن يقرأ بعد صلاة الفجر جزءًا من القرآن، فيترك ذلك لأنه مرهق من السهر، ثم يريد ذلك بعد الظهر فيمنعه الإرهاق بسبب العمل، ثم بعد العصر فيمنعه التسوق وشراء حاجات أهله، وفي الليل يسهر مع الأقارب أو يجلس مع الرفاق، وهكذا ينسلخ رمضان وهو لم يختم ولو مرة واحدة.
عباد الله: من أسباب الخسارة في رمضان وفي غيره، امتلاء القلب بالغل والحقد والحسد، وابتعاد كثيرين عن الصفح والعفو والتسامح، قال صلى الله عليه وسلم :(تعرض أعمال الناس في كل جمعة مرتين: يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد مؤمن إلا عبدًا بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: اتركوا هذين حتى يفيئا). أفلم يَأْنِ للقلوب المتنافرة أن تتقارب وتتآلف؟! ألم يَأْنِ للأيدي أن تتصافح وتتماسك؟! إلى متى والقلوب تعاند الفطرة السوية؟! إلى متى والكبر يوقد ضرامها ويشعل فتيلها؟! إن رمضان قادر أن يعيد البسمة لوجوه طال عبوسها؟! وأن يكسر نفوسًا طال تكبرها وتجبرها؟! أما آن للشفاه المطبقة أن تنفرج؟! أما آن للقلوب المغلقة أن تنفتح؟!
سئل ابن مسعود رضي الله عنه عن استقبال رمضان فأجاب:(ماكان أحدنا يجرؤ أن يستقبل الهلال وفي قلبه مثقال ذرة حقد على أخيه المسلم(
أيها المسلمون المتهاجرون، كيف ترجون الفلاح وقد سددتم طريقه؟! كيف ترجون الأجر وقد أوصدتم أبوابه؟! كيف تأملون القبول وقد غلظتم حجابه؟! كيف تطلبون أن تستلذ قلوبكم بصيام أو قيام أو ذكر وقراءة قرآن وأنتم قد أفسدتموها بالتحاسد وملأتموها بالتباغض؟! إن قلوبًا مُلِئت بهذه الأمراض الفتّاكة حرية أن لا يبقى فيها مكان للذة، وإن قومًا ولجت بيوتهم اللعنة حريون أن لا يجدوا طعم الراحة، ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) [محمد:22، 23].
أيها المتهاجرون، لقد سئل رسول الرحمة والهدى صلى الله عليه وسلم : أي الناس أفضل؟ قال: (كل مَخْمُوم القلب صدوق اللسان)، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مَخْمُوم القلب؟ قال: (هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد). فطهّروا قلوبكم تفلحوا، وتصالحوا مع إخوانكم تؤجروا، ولا تؤجّلوا وتسوّفوا فتخسروا.
وإن من الخسارة إضاعة الأوقات في متابعة القنوات الفضائية ببرامجها التافهة التي تحمل شرًا وفسقًا ورقصًا وعريًا، واستهزاءاً بدين الله وشرائعه وتشويهًا للتاريخ ومراجعه.
أيّ قناعات تسرّبت إلي بعض الصائمين ليجعَلوا من شهر التقى والعفاف موسم حياة لاهية وسمر عابث؟!
قنوات فضائية تنشط في رمضان بشكل عجيب، ويتضاعف جهدها بشكل مريب، تعمل طوال ساعات الليل والنهار، فانشغل الكثيرون بها حتى في نهار رمضان عن الذكر والاستغفار وقراءة القرآن، وجلسوا أمام هذه القنوات التي يعرض فيها الشرك والكفر بالله تعالى، يعرض السحر والشعوذة والزندقة، تعرض تمثيليات ومسلسلات العشق والغرام والكذب والسيئ من الأخلاق، يعرض بعضها الزنا الصريح، وصور الجريمة وأساليب النصب والاحتيال، والخمر والمخدرات، والتهوين بحجاب المرأة والاستهزاء بعباءتها ونقابها وعادات المجتمع وتقاليده، تعرض برامج منتجة في بلاد عربية مسلمة وأغلب القائمين على إنتاجها وتمثيلها نصارى يحاربون الله ورسوله. قنوات غنائية تبثّ على مدار الساعة أغاني يستحي الإنسان من وصفها فكيف بصوَرها وكلامها ورقصها؟! وهي لا تستحي أن تتوقّف حتى في رمضان.
فيا تُرى هل تبلّدت أحاسيس الناس؟! وهل ماتت الكثير من الفضائل الإسلامية في نفوسهم حتى صاروا يتقبلون أن ينظروا في الشاشة رجلاً يحتضن بنتًا شابّة على أنه أبوها؟! ونحن مطالبون أن نأخذ الأمر بعفويّة.
صرنا لا ننكر وجود رجلٍ وامرأة في وضع الزوجين، ونصِف الرجل بأنه ممثل محترم وأنها ممثلة قديرة، صرنا لا ننكِر أن تظهر المرأة حاسِرة الرأس كاشفةَ الشعر والرقبة والذراعين والساقين، ثم تهريج وإضحاك واستهزاءٌ بالشعوب واللهجات وانتقادٌ واستهزاءٌ لما حسن من العادات.
برامج تجعل مناظر احتساء الخمور والتدخين والاغتصاب والسرقات والقتل والسباب بأقذع الألفاظ عادة، وتقبَّلنَا كلَّ هذا على أساس أنه تمثيل، وكل هذا متّفقون جمعيًا على أنه حرام مضادّ لأمر الله عز وجل.
أيها الصائمون، أسألكم وأنتم تعرفون الجواب: هل يتناسب كل ما ذكر مع رمضان شهر جمع الحسنات وشهر نزول الرحمات والبركات؟! كيف تنزل الرحمات على البيوت؟! ما هذه التناقضات التي نعيشها؟!
نمسك عن الطعام والشراب ولا نمسك عن النظر والاستمتاع، هل الصيام فقط الامتناع عن الأكل والشرب؟! من كان لا يعرف الصيام إلا بهذه الصورة فهو مخطئ وجاهل، الصيام هو صيام الجوارح كلها لكي يخرج في النهاية (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183].
فهل مشاهدة هذه البرامج تكسب التقوى؟! إنها تقضي على البقية الباقية من إيمان العبد.
فاتقوا الله أيها الصائمون. يا من ابتلي بمشاهدة هذه المحرمات، إننا نخاطب الإيمان الذي في قلوبكم ونخاطب الصيام الذي تصومون أن تتقوا
الله جل وتعالى وأن يستحي الواحد منا من ربه فلا يعصيه وهو صائم أو مفطر، ولا يعصيه بنعَمِه التي أنعمها عليه.
صعد رسول الله المنبر فقال: (آمين، آمين، آمين) فقيل: يا رسول الله، إنك صعدت المنبر فقلت: آمين آمين آمين!! فقال :(إن جبريل عليه السلام أتاني فقال: من أدرك شهرَ رمضان فلم يُغفر له فدخل النار فأبعده الله قل: آمين، قلت: آمين) أخرجه ابن خزيمة وابن حبان
بارك الله لي ولكم في الفرقان العظيم، ونفعنا وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله جعل الصيام جنة، وسببًا موصلاً إلى الجنة، أحمده سبحانه وأشكره؛ هدى إلى خير طريق وأقوم سنة. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله بعثه إلينا فضلا منه ومنة، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمدٍ، وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أيها المتقون الصائمون، فتشوا عن المحتاجين من أقربائكم والمساكين من جيرانكم والغرباء من إخوانكم، لا تنسوا برهم وإسعادهم، أشركوهم معكم في رزق ربكم. اذكروا جوع الجائعين، ولوعة الملتاعين، وعبرات البائسين، وغربة المشردين ووحشة المهجرين.
رمضان شهر الشعور بالمسلمين، ؟! فهل شعرت بإخوانك في أقاصي الأرض ومغاربها؟! لا بد للمسلم الصائم أن يشعر بآلام المسلمين، وأن يستشعر حال إخوانه في كل مكان، فإذا جاع تذكر أن آلاف البطون جوعى تنتظر لقمةً؟! وإذا عطش تذكّر أن آلاف الأكباد عطشى تنتظر قطرةً من الماء ؟!
أيها الصائم المبارك: في الوقت الذي تحتار فيه لاختيار طبق الطعام فإن هناك أماً في بلاد قريبة وبعيدة تحتار في اختيار الابن الذي تعطيه القليل من الطعام ليموت الآخر، هل استشعرت نعمة الله جلا وعلا عليك أن أطعمك وسقاك وغيرك محروم، وأن ألبسك وغيرك عارٍ، فالحمد لله على نعمائه.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ) البخاري.
ولكم في رسول الله أسوة حسنة.
اللهم أصلح نياتنا، اللهم أصلح نياتنا، اللهم أصلح نياتنا، رب أعنا ولا تعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسر الهدى لنا، وانصرنا على من بغى علينا، رب اجعلنا لك شاكرين، لك ذاكرين، ، لك مخبتين، رب تقبل توباتنا، واغسل حوباتنا، وأجب دعواتنا، وثبت حججنا، واهد قلوبنا، وسدد ألسنتنا، واسلل سخائم قلوبنا، إنك على كل شيء قدير
اللهم أعِنَّا على ذكرك وعلى شكرك وحسن عبادتك ، واجعلنا من السابقين للخيرات، الفائزين بالجنات ، اللهم اعصمنا من الزلل واحفظنا من الفتن .
أما بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله جل وعلا، فبها تشرف النفس، ويثقل الميزان، ويعلو القدر، ويعظم الجاه، ويحصل القرب من الباري جلّ شأنه، فإن العاقبة للتقوى (فاتقوا الله يا أولي اللباب لعلكم تفلحون)
أيها الناس: إن المتطلّع في واقع كثير من الناس، وَسْط أجواء المتغيرات المتكاثرة، والركام الهائل من المصائب والبلايا، والنوازل والرزايا،
ليلحظ بوضوح أن كثيرًا من النفوس المسلمة توّاقة إلى تحصيل ما يُثبت قلوبها، وإلى النهل مما تطفئ به ظمأها، وتسقي به زرعها، وتجلو به صدأها، فهي أحوج ما تكون إلى احتضان ضيف كريم، يحمل في جنباته مادة النماء، فهي مشرئبّة لحلوله، يقطّعها التلهّف إلى أن تطرح همومها وكدَّها وكدحها عند أول عتبة من أعتابه، بعد أن أنهكت قواها حلقات أحداث مترادفة، بعضها يموج في بعض، حتى غلت مراجلها، واشتدّ لهب أَتونها، فما برحت تأكل الأخضر واليابس، تفجع القلوب، وتعكّر الصفو، وتصطفق وسط زوابعها العقول والأفهام، فلأجل هذا كله كان الناس بعامة أحوج ما يكونون إلى حلول شهر الصيام والقيام، شهر الراحة النفسية والسعود الروحي، شهر الركوع والسجود، شهر ضياء المساجد، شهر الذكر والمحامد، شهر الطمأنينة ومحاسبة النفس، وإيقاظ الضمير، والتخلص من النزعات الذاتية، والملذات الآنية، في شهوات البطون والفروج، والعقول والأفئدة، والتي شرع الصيام لأجل تضييق مجاريها في النفوس، وكونه فرصة كل تائب، وعبرة كل آيب (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183].
عباد الله، إن لشهر رمضان طعمًا خاصًّا ومذاقًا حلوًا وشعورًا غريبًا وإقبالاً عجيبًا، به أحاديث لا تُمَلّ، وكلام لا يُسْأَم، إنه طعم العبادة ومذاق الطاعة، وشعور المحب وإقبال الطائع، إنها الأحاديث التي تجلو القلوب وتنظفها، والكلام الذي يزيل صدأ النفوس ويطهرها.
رمضان واحة فَيْحَاء يتفيّأ المسافر ظلالها ويقطف من ثمارها، رمضان روضة غَنّاء تنوع زهرها وفاح عبيرها، فضائل كريمة وخصائص عظيمة لا يشعر بها وينتبه لها إلا المحبون الراغبون الذين يعرفون أي شيء هو شهر رمضان، ولا يجدها ويحسّها إلا المشمّرون السابقون الذين يقدرون هذا الشهر حق قدره ويعرفون ما فيه من الخير العظيم، إنهم أولئك الذين صاموا وقاموا إيمانًا واحتسابًا، وتصدّقوا وبذلوا طلبًا للأجر المضاعف، وفطّروا الصائمين رغبة في الثواب، ثم هم بعد ذلك ينثرون العَبَرات ويطلقون الزَّفَرات ويرفعون إلى مولاهم الدعوات الصادقات؛ لعلهم أن يكونوا ممن يمتن الله عليهم بصيامه وقيامه وقيام ليلة القدر، وأن يكونوا من عتقاء الله في هذا الشهر المبارك من النار، وما ذلك إلا لأنهم وضعوا نصب أعينهم وأمام نواظرهم قوله صلى الله عليه وسلم :(من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدّم من ذنبه)، وقوله عليه الصلاة والسلام: (من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدّم من ذنبه)، وقوله عليه الصلاة والسلام: (من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدّم من ذنبه).
أيها الصائمون، ومع كل هذا فهناك من يفرّط في رمضان ويخسر فضله، هناك من يُحرَم من أجره؛ لأنه لا يعرف قدره، ما عرف منه إلا الجوع والعطش، سَهَرٌ بالليل على غير طاعة، ونَوْم بالنهار عن ذكر الله وعن الجماعة، حاله حال من قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم :(رُبَّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، ورُبَّ قائم ليس له من قيامه إلا السهر)، فأي حرمان بعد هذا الحرمان؟! وأي خسران أكبر من هذا الخسران؟!
لماذا نخسر رمضان؟! لماذا يمر علينا ولا نتزود منه بالتقوى؟! لماذا يدخل ويخرج وكأن شيئًا لم يحدث؟! ألم نعلم فضائله ونعرف مزاياه؟! ألم نعلم أنه شهر التوبة والمغفرة ومحو السيئات؟! ألم نعلم أنه شهر العتق من النيران وموسم الخيرات ؟! ألم نعلم أن فيه ليلة هي خير من ألف شهر من حُرِم خيرها فقد حُرِم؟! فما بالنا ترغم منا الأنوف ونخسر ولا نستفيد؟! ما بالنا نُصِرّ على الإضاعة والتقصير والتفريط؟! اتخذنا الشيطان وأعوانه أولياء، وغفلنا عن أسباب الربح والرحمة، فحُقَّ على الخاسر قوله تعالى: (وَمَنْ يَتَّخِذْ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا) [النساء:119].
خسر لأنه غفل عن النية الصالحة، ولم يحتسب الأجر، صام وقام تقليدًا للناس ومجاراة للآخرين، ترك الطعام والشراب وبعض الملذات، ولكنه لم يبتعد عن المعاصي والشهوات، رمضان عليه كالضيف الثقيل عند من لا يحبه، ساعته أطول الساعات، ولحظته أبطأ اللحظات.
معاشر الصائمين:إن في الخاسرين من أهمل الصلوات الخمس ولم يأبه بها، وفيهم من أخّرها عن وقتها وتباطأ في أدائها، وفيهم من صلى بكسل وخمول.
في الخاسرين من همه الأكل والشرب في ليالي رمضان، ومن أكل كثيرًا شرب كثيرًا ونام كثيرًا وخسر كثيرًا.
في الخاسرين من أصيب بالمرض العضال والداء الوبيل الذي قطع الأعمار وأذهب بركة الأوقات، إنه التسويف، نسوّف ونؤخّر ونؤجّل ونحن نعلم أننا قد لا ندرك رمضان مرة أخرى، بل نسوّف ونؤخّر ونؤجّل ونحن لا نعلم هل ندرك بقية الشهر أم يحال بيننا وبين ذلك، نسوّف ونؤخّر ونؤجّل ونحن نعلم أن رمضان شهر الرحمة والمغفرة والتوبة والعتق من النار، يريد أحدنا أن يقرأ بعد صلاة الفجر جزءًا من القرآن، فيترك ذلك لأنه مرهق من السهر، ثم يريد ذلك بعد الظهر فيمنعه الإرهاق بسبب العمل، ثم بعد العصر فيمنعه التسوق وشراء حاجات أهله، وفي الليل يسهر مع الأقارب أو يجلس مع الرفاق، وهكذا ينسلخ رمضان وهو لم يختم ولو مرة واحدة.
عباد الله: من أسباب الخسارة في رمضان وفي غيره، امتلاء القلب بالغل والحقد والحسد، وابتعاد كثيرين عن الصفح والعفو والتسامح، قال صلى الله عليه وسلم :(تعرض أعمال الناس في كل جمعة مرتين: يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد مؤمن إلا عبدًا بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: اتركوا هذين حتى يفيئا). أفلم يَأْنِ للقلوب المتنافرة أن تتقارب وتتآلف؟! ألم يَأْنِ للأيدي أن تتصافح وتتماسك؟! إلى متى والقلوب تعاند الفطرة السوية؟! إلى متى والكبر يوقد ضرامها ويشعل فتيلها؟! إن رمضان قادر أن يعيد البسمة لوجوه طال عبوسها؟! وأن يكسر نفوسًا طال تكبرها وتجبرها؟! أما آن للشفاه المطبقة أن تنفرج؟! أما آن للقلوب المغلقة أن تنفتح؟!
سئل ابن مسعود رضي الله عنه عن استقبال رمضان فأجاب:(ماكان أحدنا يجرؤ أن يستقبل الهلال وفي قلبه مثقال ذرة حقد على أخيه المسلم(
أيها المسلمون المتهاجرون، كيف ترجون الفلاح وقد سددتم طريقه؟! كيف ترجون الأجر وقد أوصدتم أبوابه؟! كيف تأملون القبول وقد غلظتم حجابه؟! كيف تطلبون أن تستلذ قلوبكم بصيام أو قيام أو ذكر وقراءة قرآن وأنتم قد أفسدتموها بالتحاسد وملأتموها بالتباغض؟! إن قلوبًا مُلِئت بهذه الأمراض الفتّاكة حرية أن لا يبقى فيها مكان للذة، وإن قومًا ولجت بيوتهم اللعنة حريون أن لا يجدوا طعم الراحة، ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) [محمد:22، 23].
أيها المتهاجرون، لقد سئل رسول الرحمة والهدى صلى الله عليه وسلم : أي الناس أفضل؟ قال: (كل مَخْمُوم القلب صدوق اللسان)، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مَخْمُوم القلب؟ قال: (هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد). فطهّروا قلوبكم تفلحوا، وتصالحوا مع إخوانكم تؤجروا، ولا تؤجّلوا وتسوّفوا فتخسروا.
وإن من الخسارة إضاعة الأوقات في متابعة القنوات الفضائية ببرامجها التافهة التي تحمل شرًا وفسقًا ورقصًا وعريًا، واستهزاءاً بدين الله وشرائعه وتشويهًا للتاريخ ومراجعه.
أيّ قناعات تسرّبت إلي بعض الصائمين ليجعَلوا من شهر التقى والعفاف موسم حياة لاهية وسمر عابث؟!
قنوات فضائية تنشط في رمضان بشكل عجيب، ويتضاعف جهدها بشكل مريب، تعمل طوال ساعات الليل والنهار، فانشغل الكثيرون بها حتى في نهار رمضان عن الذكر والاستغفار وقراءة القرآن، وجلسوا أمام هذه القنوات التي يعرض فيها الشرك والكفر بالله تعالى، يعرض السحر والشعوذة والزندقة، تعرض تمثيليات ومسلسلات العشق والغرام والكذب والسيئ من الأخلاق، يعرض بعضها الزنا الصريح، وصور الجريمة وأساليب النصب والاحتيال، والخمر والمخدرات، والتهوين بحجاب المرأة والاستهزاء بعباءتها ونقابها وعادات المجتمع وتقاليده، تعرض برامج منتجة في بلاد عربية مسلمة وأغلب القائمين على إنتاجها وتمثيلها نصارى يحاربون الله ورسوله. قنوات غنائية تبثّ على مدار الساعة أغاني يستحي الإنسان من وصفها فكيف بصوَرها وكلامها ورقصها؟! وهي لا تستحي أن تتوقّف حتى في رمضان.
فيا تُرى هل تبلّدت أحاسيس الناس؟! وهل ماتت الكثير من الفضائل الإسلامية في نفوسهم حتى صاروا يتقبلون أن ينظروا في الشاشة رجلاً يحتضن بنتًا شابّة على أنه أبوها؟! ونحن مطالبون أن نأخذ الأمر بعفويّة.
صرنا لا ننكر وجود رجلٍ وامرأة في وضع الزوجين، ونصِف الرجل بأنه ممثل محترم وأنها ممثلة قديرة، صرنا لا ننكِر أن تظهر المرأة حاسِرة الرأس كاشفةَ الشعر والرقبة والذراعين والساقين، ثم تهريج وإضحاك واستهزاءٌ بالشعوب واللهجات وانتقادٌ واستهزاءٌ لما حسن من العادات.
برامج تجعل مناظر احتساء الخمور والتدخين والاغتصاب والسرقات والقتل والسباب بأقذع الألفاظ عادة، وتقبَّلنَا كلَّ هذا على أساس أنه تمثيل، وكل هذا متّفقون جمعيًا على أنه حرام مضادّ لأمر الله عز وجل.
أيها الصائمون، أسألكم وأنتم تعرفون الجواب: هل يتناسب كل ما ذكر مع رمضان شهر جمع الحسنات وشهر نزول الرحمات والبركات؟! كيف تنزل الرحمات على البيوت؟! ما هذه التناقضات التي نعيشها؟!
نمسك عن الطعام والشراب ولا نمسك عن النظر والاستمتاع، هل الصيام فقط الامتناع عن الأكل والشرب؟! من كان لا يعرف الصيام إلا بهذه الصورة فهو مخطئ وجاهل، الصيام هو صيام الجوارح كلها لكي يخرج في النهاية (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183].
فهل مشاهدة هذه البرامج تكسب التقوى؟! إنها تقضي على البقية الباقية من إيمان العبد.
فاتقوا الله أيها الصائمون. يا من ابتلي بمشاهدة هذه المحرمات، إننا نخاطب الإيمان الذي في قلوبكم ونخاطب الصيام الذي تصومون أن تتقوا
الله جل وتعالى وأن يستحي الواحد منا من ربه فلا يعصيه وهو صائم أو مفطر، ولا يعصيه بنعَمِه التي أنعمها عليه.
صعد رسول الله المنبر فقال: (آمين، آمين، آمين) فقيل: يا رسول الله، إنك صعدت المنبر فقلت: آمين آمين آمين!! فقال :(إن جبريل عليه السلام أتاني فقال: من أدرك شهرَ رمضان فلم يُغفر له فدخل النار فأبعده الله قل: آمين، قلت: آمين) أخرجه ابن خزيمة وابن حبان
بارك الله لي ولكم في الفرقان العظيم، ونفعنا وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله جعل الصيام جنة، وسببًا موصلاً إلى الجنة، أحمده سبحانه وأشكره؛ هدى إلى خير طريق وأقوم سنة. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله بعثه إلينا فضلا منه ومنة، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمدٍ، وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أيها المتقون الصائمون، فتشوا عن المحتاجين من أقربائكم والمساكين من جيرانكم والغرباء من إخوانكم، لا تنسوا برهم وإسعادهم، أشركوهم معكم في رزق ربكم. اذكروا جوع الجائعين، ولوعة الملتاعين، وعبرات البائسين، وغربة المشردين ووحشة المهجرين.
رمضان شهر الشعور بالمسلمين، ؟! فهل شعرت بإخوانك في أقاصي الأرض ومغاربها؟! لا بد للمسلم الصائم أن يشعر بآلام المسلمين، وأن يستشعر حال إخوانه في كل مكان، فإذا جاع تذكر أن آلاف البطون جوعى تنتظر لقمةً؟! وإذا عطش تذكّر أن آلاف الأكباد عطشى تنتظر قطرةً من الماء ؟!
أيها الصائم المبارك: في الوقت الذي تحتار فيه لاختيار طبق الطعام فإن هناك أماً في بلاد قريبة وبعيدة تحتار في اختيار الابن الذي تعطيه القليل من الطعام ليموت الآخر، هل استشعرت نعمة الله جلا وعلا عليك أن أطعمك وسقاك وغيرك محروم، وأن ألبسك وغيرك عارٍ، فالحمد لله على نعمائه.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ) البخاري.
ولكم في رسول الله أسوة حسنة.
اللهم أصلح نياتنا، اللهم أصلح نياتنا، اللهم أصلح نياتنا، رب أعنا ولا تعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسر الهدى لنا، وانصرنا على من بغى علينا، رب اجعلنا لك شاكرين، لك ذاكرين، ، لك مخبتين، رب تقبل توباتنا، واغسل حوباتنا، وأجب دعواتنا، وثبت حججنا، واهد قلوبنا، وسدد ألسنتنا، واسلل سخائم قلوبنا، إنك على كل شيء قدير
اللهم أعِنَّا على ذكرك وعلى شكرك وحسن عبادتك ، واجعلنا من السابقين للخيرات، الفائزين بالجنات ، اللهم اعصمنا من الزلل واحفظنا من الفتن .