رمضان في سوريا: لا تفطر إن سمعت صوت المدفع

احمد ابوبكر
1434/09/05 - 2013/07/13 08:56AM
قد تختصر نكتة «لا تفطر كلما سمعت صوت المدفع» التي بدأ بها السوريون شهر رمضان هذا العام ساخرين من حالتهم، المأساة اليومية التي يعيشونها على وقع القصف والقذائف، لكنها في الوقت عينه تخفي في طياتها مأساة أخرى وهي أنّ الحصول على هذا الإفطار بات من الكماليات التي يصعب التمتع بها.

هو العام الثالث الذي يعيش فيه السوريون شهر رمضان المبارك مشردين ونازحين. الوضع يزداد سوءا سنة بعد سنة ورغيف الخبز الذي كان بمقدور هؤلاء الحصول عليه في رمضان الماضي أصبح هذا العام صعب المنال في ظل ارتفاع الأسعار الجنوني من جهة وعدم وفرة المواد الغذائية على أنواعها من جهة أخرى. هذه المعاناة لا تقتصر على محافظة أو مدينة دون غيرها، وإن كان يتفاوت وقعها بين منطقة وأخرى. بين إدلب وحلب وحمص وحماه وريف دمشق وغيرها بما فيها بعض مناطق العاصمة.

فاديا لاذقاني، الناشطة السورية العاملة في مجال الإغاثة، تصف في رسالة لها، مأساة سوريا المنكوبة وأهلها. وتقول: «الأمهات أصبحن يستبدلن بالحليب المياه والشاي لإطعام أولادهن، والماء نفسه أصبح بديلا عن الزيت مع الزعتر. العائلات تنام في السيارات أمام الجمعيات للحصول على الحصص الغذائية التي توزّع في شهر رمضان المبارك».

والواقع نفسه لا يختلف بين المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام أو المعارضة. في حماه حيث يسيطر النظام على 90 في المائة منها، ربما يحظى السوريون بترف العيش بعيدا عن أصوات القذائف، لكن هاجس الأمن هو الذي يكبّل يومياتهم، في حياة لا تختلف عن تلك التي سبقت الثورة، وفق ما يقوله لـ«الشرق الأوسط» أبو غازي الحموي، من مجلس ثوار حماه. وفي حين يلفت إلى أنّ النظام يحاول قدر الإمكان تأمين المواد الغذائية من مناطق الساحل والغاز والمازوت إلى المواطنين، يشير إلى أنّ ارتفاع الأسعار الكبير في موازاة بقاء الرواتب على حالها، يقف حاجزا أمام إمكانية الحصول عليها.

ويعطي أبو غازي ربطة الخبز مثالا على ارتفاع الأسعار، فهي التي لم تكن تتجاوز الـ15 ليرة وصلت اليوم إلى 150 ليرة سورية. كذلك، فإن المساعدات التي تقدمها المؤسسات والهيئات الاجتماعية إلى النازحين الهاربين من حمص وحلب ودمشق، تعجز في أحيان كثيرة عن تأمين كل المتطلبات. أما في العاصمة دمشق حيث يسيطر نظام الرئيس بشار الأسد على معظم المناطق فالوضع لا يختلف كثيرا عن حماه حيث الأمن مقابل الغذاء. وقد ذكرت تقارير صحافية أن عددا كبيرا من الدمشقيين اختاروا العودة إلى سوريا لقضاء شهر رمضان مع عائلاتهم. وتعج محلات الأغذية بالمشترين فيما يشكو أصحاب المخابز من قلة المعروض. لكن في الوقت عينه، يعبّر معظم المتسوقين عن إحباطهم من نقص الطعام وتضخم الأسعار.

وفي حين لفت برنامج الأغذية العالمي إلى أن الأسر السورية تلجأ بشكل متزايد للتسول طلبا للطعام نتيجة لنقص الغذاء وارتفاع أسعاره، ألقى تقرير بثته «سانا الثورة» الضوء على معاناة النازحين السوريين في ريف إدلب، عارضا للمعاناة اليومية التي يعيشونها في شهر رمضان المبارك في ظل عدم توفر الماء والغذاء. وهنا أيضا، يكاد النازحون يترحمون على رمضان الماضي وأيامه، بعدما وصل الوضع اليوم إلى أسوأ حالاته. هذه المعاناة، جعلت أحد الرجال يطلق صرخة استغاثة طالبا من رجال دين المنطقة إصدار فتوى لإعفائهم من الصيام بسبب الوضع المأساوي الذي يعيشونه. في حين يقول رجل آخر، «الطرقات مقفلة والبضائع مفقودة وإن وجدت فهي بأسعار خيالية، والحصول عليها يتطلب مبالغ إضافية لدى القوى الأمنية التابعة للنظام والموجودة على الحواجز».

وفي حلب، حيث تسيطر المعارضة على قسم كبير من مناطقها ولا سيما الريف، يحذر الناشط محمد الحلبي من كارثة إنسانية قد تصيب المنطقة وأهلها في شهر رمضان بسبب نقص الغذاء والماء والكهرباء. ويقول: «الناس يعيشون حالة من الخوف من عدم الحصول على الغذاء. فالمحال والشوارع ازدحمت بالأهالي الذين تسابقوا لشراء ما تيسر لهم من كميات من المواد الغذائية بهدف تخزينها. المحال التجارية تقفل أبوابها باكرا نظرا إلى نفاد كميات المواد الموجودة لديها.

وبدا واضحا توافر أنواع من الفواكه والخضار واختفاء أنواع أخرى، فالبقدونس والخس والنعناع والكوسة موجودة فقط في بعض أحياء حلب، بينما بقية الخضراوات والفواكه باتت شبه مفقودة تماما، ولحوم الدجاج والخراف تغيب عن الأسواق. ويوضح الناشط الحلبي أن معظم الأفران في حلب لا تعمل، باستثناء قلة قليلة يقف في طوابيرها الآلاف ويتحكم في إنتاجها الجيش والشبيحة، إذ تباع الربطة بالخفية خارج الفرن بـ300 ليرة أو أكثر. كما أن معظم محال الصاغة والمجوهرات أغلقت أبوابها بعد ارتفاع سعر غرام الذهب إلى 11 ألف ليرة سورية. ومعظم شركات الصيرفة أغلقت بعد ملاحقة النظام لها، بعد وصول سعر صرف الدولار إلى 285 ليرة. سعر قارورة الغاز وصل إلى 8 آلاف ليرة ولتر البنزين 1200 ليرة سورية.

والكارثة التي حذر منها الحلبي، سبق للأمم المتحدة أن أشارت إليها قبل يومين، كاشفة أنّ 4 ملايين سوري، أي خمس السكان، لا يستطيعون إنتاج أو شراء ما يكفي من الغذاء لاحتياجاتهم، مذكرة أن المزارعين السوريين لا يجدون البذور والأسمدة التي يحتاجونها لزراعة المحصول التالي، كما أن الصراع أثر بشدة على الثروة الحيوانية وانخفض إنتاج الدواجن بنسبة تزيد على 50 في المائة مقارنة مع عام 2011. كما انخفضت أيضا أعداد رؤوس الأغنام والماشية.
المصدر: الشرق الاوسط

استمرار القصف وخروج مظاهرات بمدن سورية

واصلت قوات النظام السوري قصفها لحمص ودير الزور وريف دمشق مخلفة عددا من القتلى والجرحى وسط اشتباكات بين الجيش الحر والجيش النظامي، يأتي ذلك في وقت خرجت مظاهرات في عدة مدن سورية في جمعة أطلق عليها ناشطون "حتى نغير ما بأنفسنا".

وقال ناشطون إن القصف الصاروخي والمدفعي من قبل قوات النظام على حمص لم يهدأ لليوم الرابع عشر على التوالي.

وأفادت شبكة شام أن القصف تركز على البنى التحتية والمؤسسات الحكومية ودور العبادة, وعلى وجه الخصوص جامع الصحابي خالد بن الوليد الأثري, وألحق به دمارا شديدا.

من جانبه ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 11 شخصا هم ضابطان وعسكري في القوات النظامية وأربعة مدنيين وأربعة مقاتلين معارضين قتلوا في اشتباكات في قرية قميري التي تقطنها غالبية علوية.

من جانب آخر جددت قوات النظام قصفها على مدن وبلدات الحصن والزارة والغنطو بريف حمص.

قصف
في غضون ذلك أفاد ناشطون أن قوات النظام تشن حملة عسكرية على حي القابون في العاصمة دمشق, مما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص. وسط قصف ذكر الناشطون أنه الأعنف منذ بداية الحملة على الحي.

وتحاول قوات النظام تحت غطاء القصف براجمات الصواريخ وقذائف الهاون وصواريخ أرض أرض, اقتحام الحي.

يترافق ذلك مع اندلاع اشتباكات عنيفة مع محاولة عناصر الجيش الحرّ صد الاقتحام.

وبدوره قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "ستة أشخاص قتلوا وأصيب العشرات بجروح في سقوط ثلاث قذائف على جادة السادات باتجاه ساحة التحرير في وسط العاصمة".

من جهة أخرى قصفت قوات النظام بمدافع الهاون والرشاشات الثقيلة حي برزة.

وفي مدينة المعضمية بريف دمشق اندلعت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام التي تحاول اقتحام المدينة.

أما في مدينة دير الزور فقد قصفت دبابات النظام حي الحويقة تزامناً مع اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام يشهدها الحي. وفي حلب وقعت اشتباكات بين الجيش النظامي وكتائب كردية تابعة للجيش الحر في حي الأشرفية.

تقدم
في الأثناء قال الجيش السوري الحر إنه أحرز تقدما في محافظات عدة بينها الرّقة في الوقت الذي تحدثت فيه قيادته عن بدء وصول أسلحة متطورة للمعارضة.

وذكر قادة ميدانيون أن الجيش الحر سيطر على معظم الفرقة السابعة عشرة في الرقة التي اندلع القتال حولها منذ شهور.

وتحدث قادة الجيش الحر أيضا عن تقدم قواتهم في بعض أحياء دير الزور, وكذلك في حلب ودرعا والطريق بين أريحا (بمحافظة إدلب) واللاذقية.

مظاهرات
بالتزامن مع ذلك خرجت مظاهرات حاشدة في المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في أحياء حلب وبلدات الباب ومارع وقد رفع المتظاهرون شعارات تنادي بإسقاط نظام الأسد وكافة رموزه, كما طالبوا بتقديم الدعم للمناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة.

وفي حمص التي تشهد أقوى حملة عسكرية على أحياء المدينة المحاصرة خرجت مظاهرات في حي الوعر وبلدة تلبيسة وقد طالب المتظاهون بوقف ما سموهها حملة إبادة أحياء حمص المحاصرة وطالبوا بتدخل فوي لوقف القصف وإجلاء الجرحى.

وفي دمشق وريفها خرجت مظاهرات في مدن وبلدات دوما وسقبا والغوطة الشرقية وذلك رغم ما يتعرض له الريف الدمشقي للقصف اليومي وقد هتف المتظاهرون للحرية وطالبوا بدعم الجيش الحر بالمال والسلاح.

وفي محافظة حماة خرجت مظاهرات في كل من بلدات كفرزيتا واللطامنة وقلعة المضيق كما خرجت مظاهرات في أحياء باب قبلي وطريق حلب في المدينة, وقد رفع المتظاهرون شعارات تنادي بالحرية وتطالب بإسقاط النظام.

وتأتي هذه المظاهرات في ظل توتر بين فصائل من الجيش الحر وأخرى توصف بالمتشددة عقب اغتيال القائد الميداني لكتيبة العز بن عبد السلام في الجيش الحر كمال حمامي بريف اللاذقية.

وقال الجيش الحر إن حمامي قتل على يد عناصر من تنظيم دولة الشام والعراق المرتبط بالقاعدة بعد استدعائه لاجتماع مخصص لتدارس العمل الميداني.

المصدر:الجزيرة نت
المشاهدات 1561 | التعليقات 1

لا حول ولا قوة إلا بالله ، يا الله يا الله مالنا غيرك يا الله
يا الله يا الله مالنا غيرك يا الله
يا الله يا الله مالنا غيرك يا الله
يا الله يا الله مالنا غيرك يا الله
يا الله يا الله مالنا غيرك يا الله . .

z2.jpg
إنه التمحيص نسأل الله اللطف والعفو :
تموتُ الأسدُ في الغابات جوعًا * * ولحم الضأن تأكله الكلابُ
و عبدٌ قد ينام على حريرٍ * * وذو نسبٍ مفارشُهُ الترابُ !