رمضان الجود
هلال الهاجري
إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينُه، ونعوذُ باللهِ من شُرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا من يهدِه اللهُ فلا مُضلَّ له ومن يُضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه صلى اللهُ عليه وعلى آلِه وأصحابِه وسلمَ تسليماً كثيراً.
(وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا)، أما بعد:
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ)، وهنا قد يَسألُ سائلٌ: ما هي العلاقةُ العجيبةُ بينَ رَمضَانَ ومَا يَكونُ فيهِ مِن الإقبَالِ عَلى القرآنِ وبينَ الجودِ والإنفاقِ في سبيلِ اللهِ تعالى؟، فتعالوا لنرى ماذا يقرأُ القارئُ في كتابِ اللهِ تعالى فيجعلُ قلبَه يمتلئُ بالخيرِ ويدَه تفيضُ بالعَطاءِ.
أليسَ يتلو تلكَ الآياتِ الكثيرةِ المُتكررةِ (أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ)، فالمالُ مالُ اللهِ تعالى رزقَك إيَّاه ثُمَّ أمركَ بالإنفاقِ منه، فكيفَ لك أن تتردَّدَ بعد ذلك في بذلِ جُزءٍ من المالِ في سَبيلِ الَّذي أعطاكَ ورزقَك؟.
ألستَ تقرأُ قولَ اللهُ تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ)، فكلُّ تجارةٍ فهي مُعرضةٌ للخيبةِ والخَسارِ، إلا التجارةَ مع الكريمِ الغفَّارِ.
وأما إذا مررتَ بقولِه تعالى: (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)، سبحانَ اللهِ .. (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ)، كلُّ ما أُنفِقَ للهِ فهو مَخلوفٌ على صاحبِه، يعوِّضُه بخيرٍ منه، وصدقَ اللهُ تعالى فهو خَيْرُ الرَّازِقِينَ، ألا تتخيَّل ذلك النُزولَ الملائكي في كلِّ صباحٍ كما أخبرَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: (مَا مِنْ يوم يُصبِحُ فيه العبادُ، إلا مَلَكانِ يَنْزِلان، يقول أحدُهما: اللهم أعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً، ويقولُ الآخرُ: اللهم أعْطِ مُمْسِكاً تَلَفاً)، فالدَّاعي مَلَكٌ، والآمرُ هو اللهُ تعالى، فما ظنُّك باستجابةِ الدُّعاءِ؟، فهل لا زِلنا نَشكُ في عطاءِ الرحمانِ، لمن بذَلَ مالَه في أوجِه الخيرِ والإحسانِ؟.
مثلَ هذه الآياتِ هي التي جعلتْ من رسولِ اللهِ تعالى لا يُنافسُ في الجودِ والكرمِ .. يَقُولُ أَبو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَرَّةِ الْمَدِينَةِ عِشَاءً وَنَحْنُ نَنْظُرُ إِلَى أُحُدٍ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَا أَبَا ذَرٍّ)، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: (مَا أُحِبُّ أَنَّ أُحُدًا ذَاكَ عِنْدِي ذَهَبٌ أَمْسَى ثَالِثَةً عِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ إِلَّا دِينَارًا أَرْصُدُهُ لِدَيْنٍ إِلَّا أَنْ أَقُولَ بِهِ فِي عِبَادِ اللَّهِ هَكَذَا -حَثَا بَيْنَ يَدَيْهِ- وَهَكَذَا عَنْ يَمِينِهِ وَهَكَذَا عَنْ شِمَالِهِ)، قَالَ: ثُمَّ مَشَيْنَا، فَقَالَ: (يَا أَبَا ذَرٍّ)، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: (إِنَّ الْأَكْثَرِينَ هُمْ الْأَقَلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا مِثْلَ مَا صَنَعَ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى).
وصدقتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا حِينَ قَالَتْ: (كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ)، فآمنَ بأنَّ اللهَ تعالى يُخلفُ على المُحسنينَ، فأصبحَ يحثوا المالَ صدقةً في الشِّمالِ واليَمينِ.
هل تعجبُ بعدَ ذلك إذا علمتَ أن الصَّحابةَ رضيَ اللهُ عنهم كانَ مُتقرِّراً عندَهم أن النبيَ صلى اللهُ عليه وسلمَ لا يُسْأَلُ شَيْئًا فَيَمْنَعَهُ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبُرْدَةٍ، فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللهِ: أَكْسُوكَ هَذِهِ، فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْتَاجًا إِلَيْهَا فَلَبِسَهَا، فَرَآهَا عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الصَّحَابَةِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ: مَا أَحْسَنَ هَذِهِ فَاكْسُنِيهَا، فَقَالَ، نَعَمْ، فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَامَهُ أَصْحَابُهُ قَالُوا: مَا أَحْسَنْتَ حِينَ رَأَيْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَهَا مُحْتَاجًا إِلَيْهَا ثُمَّ سَأَلْتَهُ إِيَّاهَا، وَقَدْ عَرَفْتَ أَنَّهُ لَا يُسْأَلُ شَيْئًا فَيَمْنَعَهُ، فَقَالَ: رَجَوْتُ بَرَكَتَهَا حِينَ لَبِسَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَلِّي أُكَفَّنُ فِيهَا).
ولذلك لا تصلحُ تلكَ الأبياتُ التي قيلتْ في الكرمِ إلا لمثلِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
هُوَ اليَمُّ مِنْ أَي النَّواحي أتيتَهُ *** فلُجَّتُه المعروفُ والجُودُ سَاحِلُهْ
تراه إذا ما جئتَه مُتهلِّلاً *** كأنَّك تُعطيه الذي أنتَ سَائلُهْ
تعوَّدَ بَسطَ الكفِّ حتى لو أنَّه *** ثناها لِقبضٍ لمْ تُجبهُ أنامِلُهْ
ولو لم يكنْ في كفِهِ غيرُ روحِهِ *** لجادَ بها، فليتقِ اللهَ سائلُهْ
اسمعْ إلى ذلكَ المِثالِ الذي تقطَّعت له قلوبُ أهلِ البذلِ والعطاءِ، (مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)، فقالوا: إذا كانتْ الأرضُ المخلوقةُ، إذا أعطيتَها حبَّةً أعطتْك سبعمائةِ حبَّةٍ، فكيفَ لنا أن نتصوَّرَ كم سيكونُ أجرُ ريالٍ في سبيلِ واسعِ العطاءِ، وعالِمِ الخفاءِ، بعدَ قولِه: (وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)؟.
ماذا تعني لك هذه الآيةُ؟ .. (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)، إنها كانتْ تعني الكثيرَ للصحابةِ رضيَ اللهُ عنهم، لأنهم سمِعوها بقلوبِهم قبلَ آذانِهم، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً) .. قَالَ أَبُو الدَّحْدَاحِ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيُرِيدُ مِنَّا الْقَرْضَ؟، قَالَ: (نَعَمْ يَا أَبَا الدَّحْدَاحِ)، قَالَ: أَرِنِي يَدكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَنَاوَلَهُ يَدَه، قَالَ: فَإِنِّي قَدْ أَقْرَضْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ حَائِطِي –أيْ بُستاني-، قَالَ: وَحَائِطٌ لَهُ فِيهِ سِتّمِائَةِ نَخْلَةٍ، وَأُمَّ الدَّحْدَاحِ فِيهِ وَعِيَالهَا، قَالَ: فَجَاءَ أَبُو الدَّحْدَاحِ، فَنَادَاهَا: يَا أَمَّ الدَّحْدَاحِ، قَالَتْ: لَبَّيْكَ قَالَ: اُخْرُجِي فَقَدْ أَقْرَضْتُه رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ .. اللهُ أكبرُ .. اللهُ أكبرُ .. هنا تخرسُ الأقلامُ .. وينقطعُ الكلامُ.
أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ من كلِّ ذنبٍ، فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيمُ.
الخطبة الثانية:
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ)، اللهم صَلِّ وباركْ على محمدٍ وعلى آلِه وأصحابِه، وعلى كُلِّ من دعا بدعوتِه واقتفى أثرَه إلى يومِ الدِّينِ، وسلمَ تسليماً كثيراً .. أما بعد:
يا عبدَ اللهِ .. إذا سألَك فقيرٌ أو مِسكينٌ فتذكَّرْ قولَه تعالى: (وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) وإيَّاكَ، ثُمَّ إياكَ من ذلك الموقفِ العظيمِ، ومعاتبَةِ الربِّ الكريمِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي، يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تَسْقِهِ أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي).
فيا قارئَ القرآنَ .. كيفَ تعيشُ جوارحُك تلك الآياتِ في وصفِ اللحظاتِ الأخيرةِ من حياةِ البُخلاءِ، حينَ يتمنونَ البقاءَ يسيراً في الدُّنيا، لماذا؟، (فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ)، فهل أخذتَ الاحتياطاتِ المُناسبةَ فيما يجعلُك لا تعيشُ ذلك الموقفَ المُهينَ، فبذلتَ المالَ وأصبحتَ من الصَّالحينَ.
فَهَا هو رَمَضانُ، وهَا هو القرآنُ، وهَا هِيَ آياتُ البَذلِ والإحسانِ، وتَذكَّرْ قَولَهُ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: (كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ)، فهل تكونُ في ظِلِّ الغَمامِ، حينَ يكون ُعرقُ النَّاسِ كاللِّجامِ؟.
اللَّهُمَّ إِنّا عَبِيدُكَ، بَنُو عَبِيدِكَ، بَنُو إِمائِكَ، نَواصِينا بِيَدِكَ، مَاضٍ فِينا حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِينا قَضَاؤُكَ، نَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ القُرْآنَ العَظِيمَ رَبِيعَ قُلُوبِنا، وَنُورَ صُدُورِنا، وَجَلاَءَ أَحْزانِنَا وَذَهابَ هُمُومِنا وَغُمُومِنا، اللهُمَّ اكتبْنَا مِنْ عبادِكَ المحسنينَ، وخُذْ بِنَوَاصِينَا لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَلِمَا تُحِبُّ مِنَ العَمَلِ وَتَرْضَى، اللهمَّ كُنْ لإخوانِنا المستضعفينَ في غَزَّةَ وَفي كُلِّ مَكانٍ، اللهمَّ احفظهم مِن بَينِ أَيديهم ومِن خَلفِهم وعَن أيمانِهم وعن شَمائلهم ومِن فَوقِهم ونُعيذُهم بِعَظمتِك اأن يُغتَالوا مِن تَحتِهم، اللهمَّ ارحمْ الشيوخَ الركّعَ والأطفالَ الرضَّعَ، وأَنزلْ السكينةَ عَليهم، وانصرْهم عَلى من بَغى عَليهم يَا قَويُّ يَا عَزيزُ، اللهمَّ إنهم مَظلومونَ فَانصرهم، إلهَنا إلى مَن تَكِلُهم، إليكَ نَشكوا ضَعفَ قُوَّتِهم وَقَلَّةَ حِيلتِهم، فَكُن لهم مُعينًا ونَصيرًا ومُؤيدًا وظَهيراً، اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ، ومُجْرِيَ السَّحابِ، وَهازِم الأحْزَابِ، اهزمِ الصَّهاينةَ الطُّغاةَ المعتدينَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
المرفقات
1710318811_رمضان الجود.docx
1710318820_رمضان الجود.pdf