رَمَضَانُ إنْفَاقُ وَدُعَاءٌ 5/9/1445هـ
خالد محمد القرعاوي
1445/09/02 - 2024/03/12 23:27PM
رَمَضَانُ إنْفَاقُ وَدُعَاءٌ 5/9/1445هـ
الحَمْدُ للهِ وَعَدَ الْمُنْفِقِينَ مَغْفِرَةً مِنهُ وَفَضْلاً، أَشْهدُ أن لا إله إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ يُعْطِي وَيَمْنَعُ حِكْمَةً مِنْهُ وَعَدْلاً، وَأَشْهَدُ أنَّ نَبِينَا مُحمَّداً عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، أَكْمَلُ الخَلْقِ جُودَاً وَبَذْلاً. الَّلهُمَ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَاركْ عليهِ، وَعَلى آلِهِ وَصَحْبِهِ والتَّابِعِينَ لَهُمْ إحْسَانَاً وَبِرًّا. أَمَّا بعدُ: فَيا أيُّها الْمُسلِمُونَ، أُوصيكُم وَنَفْسِي بِتَقْوىَ اللهِ عزَّ وَجَلَّ سِرًّا وَجَهْرًا.
عِبَادَ اللهِ: الزَّكاةُ شَعِيرَةٌ كَبِيرَةٌ وعِبَادَةٌ عَظيمةٌ، فَريضَةٌ دَورِيَّةٌ مُنتَظِمَةٌ مَقْصَدُهَا إغْنَاءُ الفُقَرَاءِ, وتَنْمِيَةُ الْمَالِ, وَتَرْبِيَةُ الأنْفُسِ عَلى البَذْلِ والعَطَاءِ. لَيستْ تَفَضُّلا ولا امْتِنَانًا، إنَّمَا فَرِيضَةٌ وَاجِبَةٌ لازِمَةٌ. عِبَادَ اللهِ: مَنْ أَرَادَ النَّجَاةَ فَليَلْزَمِ الزَّكَاةَ! فَإنَّ تَعَالى قَالَ: (فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّىٰ لاَ يَصْلَـٰهَا إِلاَّ ٱلأَشْقَى ٱلَّذِى كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ وَسَيُجَنَّبُهَا ٱلأَتْقَى ٱلَّذِى يُؤْتِى مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ). وَنَبِيُّنا مُحمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (اتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ، وَصَلُّوا خَمْسَكُم، وَصُومُوا شَهْرَكُم، وَأَدُّوا زَكاةَ أَمْوَالِكُم، وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ، تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ). فَيَا وَيلَ مَنْ يَكْنِزُونَ وَلاَ يُنفِقُونَ فَبَشّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ! رَوَى مُسلِمٌ في صَحيحِهِ بِسَنَدِهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٍ، لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا، إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ، فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ، فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ، كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ، إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ»
يَا مُؤمِنُونَ: مَا مَنَعَتْ أُمَّةٌ زَكَاةَ أَمْوَالِهَا إلَّا نُزِعَتْ بَرَكَاتُ أَرْزَاقِهَا, وَوَقَعَتْ عَليهَا البلايا، يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: (مَا مَنَعَ قَومٌ الزَّكَاةَ إلاَّ ابْتَلاهُمُ اللهُ بِالسِّنِينَ). (وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِم إلَّا مُنِعُوا القَطْرَ مِن السَّمَاءِ، وَلَولا البَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا). فَأَدُّوا زَكاةَ أموالِكم طيَّبةً بها نُفُوسُكم، لِتُطَهِّروا بِها دِينَكُم ودُنياكُم، (خُذْ مِنْ أَمْوٰلِهِمْ صَدَقَةً تُطَهّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا(.فيا مَن مَنَعَ زَكَاتَهُ ألا تخشى من سَخَطِ اللهِ تَعَالى؟ ألا تخشى أن يُصَابَ مالُك وبَدنُكَ، فَتُحرَمَ لَذَّةَ الانْتِفَاعَ بِهِ؟ فَفي الحديث الصَّحيحِ أنَّ نَبيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (يُنَادِي فِي كلِّ صَباحِ وَمَساءٍ مَلَكَانِ: الَّلهُمَّ أَعطِ كُلَّ مُنْفِقٍ خَلَفًا وَكُلَّ مُمْسِكٍ تَلَفًا).
والزَّكاةُ: ليستْ عوائدَ سَنَويِّةً! إنَّما هي حَقٌّ واجِبٌ لِمَنْ هُو أشَدُّ فَقْرًا وَحَاجَةً, عَبْرَ مَنَصَّةِ إحْسَانٍ, وَجَمعِيَّاتِ الْبِرِّ الخيريةِ, والْمكاتبِ الدعويةِ, كُلُّها جِهاتٌ حكوميَّةٌ موثوقةٌ فَثِقُوا بِها وأدُّوا إليهمْ زَكاةَ أَمْوَالِكُمْ وَصَدَقَاتِكُمْ. تَقبلَ اللهُ نَفَقَاتِكُمْ, وَأَخْلَفَ عَليكُمْ خَيرًا.
أيُّها الصَّائِمونَ: أَتَدْرُونَ أَنَّ أَعْظَمَ مُبَشِّرٍ لَنَا فِي شَهْرِنَا أَنَّنَا نَمْلِكُ فِيهِ بِحَمْدِ اللهِ عِبَادَةً عَظِيمَةً: هِيَ صِلَةٌ بِرَبِّنا, وَأُنْسٌ لِقُلُوبِـَنا, وَسِلاحٌ لَنا فِي شِّدَّتِنَا وَرَخَائِنَا! يَقُولُ البَارِي جَلَّ وَعَلا:(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ). نَعَمْ إنَّهً الدُّعاءُ الذي هُوَ دَأَبُ الأَنْبِياءِ عَليهِمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ كَمَا حَكَى اللهُ عَنْهُمُ بِقَولِهِ: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).
وَأَبْشِروا: فَلَن يَهلِكَ مَعَ الدُّعاءِ أَحَدٌ، فَكَم من بليَّةٍ رَفَعَهَا اللهُ بالدُّعاء! وَكَمْ مِن مَعْصِيَةٍ غَفَرَهَا اللهُ بِالدُّعَاءِ! وَكَمْ مِن نِعْمَةٍ ظَاهِرَةٍ وَبَاطِنَةٍ كَانَت بِسَبَبِ الدُّعَاءِ! فَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ, قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو، لَيْسَ بِإِثْمٍ وَلَا بِقَطِيعَةِ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَدْفَعَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا "، قَالَ: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: «اللَّهُ أَكْثَرُ». صَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ.
أيُّها الصَّائِمُونَ: ولـَمَّا كان رمضانُ حريًّا أَنْ تُعمَرَ أوقاتُهُ بِالعِبَادَةِ, فإنَّ الدُّعاءَ أولى العِبَاداتِ بذلِكَ فقد قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:(الدُّعاءُ هو العبادةُ) ثمَّ تلا:(وَقَالَ رَبُّكُـمْ ٱدْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دٰخِرِينَ).
قَالَ الشَّيخُ ابنُ العثيمينِ رحمه الله: "إنَّ الصِّيامَ مَظِنَّةُ إجابةِ الدُّعاءِ؛ لأنَّ اللهَ ذَكَرَ قَولَهُ تَعَالىَ: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ). فِي آخِرِ آيَاتِ الصِّيَامِ, فَيُسْتَفادُ: أَنَّهُ يَنْبَغِي الدُّعَاءُ فِي آخِرِ يَومِ الصَّائِمِ، أي: عِنْدَ الإفْطَارِ". وَلا تنسوا أَنَّ لِلصَّائِمِ دَعوَةً لا تُرَدُّ!
يَا صَائِمُونَ: لِمَ لا نُكثرُ مِن دُعَاءِ الله؟ وَرِبحُهُ ظَاهرٌ ومَضْمُونٌ! فَمَا أَكرَمَ الخَالِقَ وَأَقرَبَهُ, وَمَا أَغفَلَ العَبدَ وَأَبعَدَهُ! صَحَّ عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنَّه قَالَ: (يَقُولُ اللهُ تَبارَكَ وَتَعَالى: أَنَا عِندَ ظَنِّ عَبدِي بي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَاني).فَهَلُمَّ يا عِبَادَ اللهِ إلى الدُّعَاءِ, فَارْفَعُوا لِرَبِّكُمْ جَمِيعَ الحَاجَاتِ، ف:(إِنَّهُ مَنْ لَمْ يَسأَلِ اللهَ يَغضَبْ عَلَيهِ)، وَكُونُوا عَلَى يَقِينٍ بِقُربِ الفَرَجِ، فَقَد قالَ نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ :(يُستَجَابُ لأَحَدِكُم مَا لم يَعجَلْ، يَقُولُ: دَعَوتُ فَلَم يُستَجَبْ لي).وَقَدْ أوصَاَنَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:(اُدعُوا اللهَ وَأَنتُم مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ، وَاعلَمُوا أَنَّ اللهَ لا يَستَجِيبُ دُعَاءً مِن قَلبٍ غَافِلٍ لاهٍ).
أَيُّها الصَّائِمُ: أَطِبْ مَطعَمَكَ، واحذَرِ الظُّلمَ, وَتَعَفَّـف عَن الشُّبهاتِ، وقدِّم بين يدي دُعَائِكَ عَمَلاً صَالِحًا, ونادِ ربَّكَ بِقلبٍ حاضِرٍ, وتخيَّرْ من الدُّعَاءِ أَحْسَنَهُ وَأَجمعَهُ، وَتحرَّ مِنَ الأَوقَاتِ أَفْضَلَها، وَمِنْ الأَحْوَالِ أَرْجَاهَا، فَالثُّلثُ الأَخِيرُ مِن اللَّيلِ مَظِنَّةُ الإجَابَةِ, وَعِنْدَ الأَذَانِ، وَبَينَ الأَذَانِ وَالإقَامَةِ؛ وَأَقْربُ مَا يَكُونُ العَبدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ, وَللصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ دَعْوَةٌ لا تُرَدُّ! وَفِي يَومِ الجُمُعَةِ، (سَاعَةٌ لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصلِّي، يَسْأَلُ اللهَ شَيئًا؛ إلاَّ أَعْطَاهُ إيَّاهُ). ولْنحرصْ على رَفْع اليَدَينِ أَثْنَاءَ الدُّعاءِ فَقَدْ قَالَ رَسُولُنا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ :(إنَّ اللهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحِيي إذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إليهِ يَدَيهِ أنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَينِ). يَا رَبُّ عَفْوُكَ ليس غيرُكَ يُقصدُ*يـا من له كلُّ الخلائِقِ تَصمُدُ. أَبْوَابُ كُلِّ مُمَلَّكٍ قد أوصِدَتْ* ورأيتُ بابَك واسعَاً لا يُوصَدُ. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنبٍ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ/
الحمدُ لله مُجيبِ الدَّعواتِ، إليهِ وَحدَهُ تُرفعُ الحَاجَاتِ, أَشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ربُّ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتِ، وَأَشْهَدُ أنَّ نَبِيَّنا مُحَمَّدًا عَبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ الْمُرسَلُ بالبَيِّنَاتِ، صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه، وعلى آلِهِ الهُدَاةِ، وَأَصْحَابِهِ الثِّقاتِ، والتَّابِعينَ لَهم بِإحسانٍ إلى يومِ الْمَمَاتِ. أَمَّا بَعْدُ. فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَرَاعُوا وَحَافِظُوا عَلَى صِيَامِكُمْ, وَاعْلَمُوا أنَّ لِلصِّيامِ آدَابًا وَاجِبَةً وَمُسْتَحَبَّةً فَلْنُحَافِظْ عَلَيهَ. فَمن الآدَابِ الوَاجِبةِ أنْ يَقومَ الصَّائمُ بما أوجبَ اللهُ عليهِ من العِبادَاتِ القَولِيَّةِ وَالفِعْلِيَّةِ، وَمِنْ أَهَمِّهَا الصَّلاةُ الْمَفْرُوضَةُ! فَمِنَ الصَّائِمِينَ مَنْ يَتَهَاوَنُ بِصَلاةِ الجُمُعَةِ وَالجَمَاعَةِ! قَدْ يَحْرِصُ عَلى التَّرَاوِيحِ وَيَتَكَاسَلُ عَن الفَرْضِ! مِن إخوانَنا الصائِمِينَ مَن لا يَتَوَرَّعُ عَن فِعلِ الحرَامِ أَو قَولِ الحَرَامِ وَيَنْسَى أنَّ نَبِيَّنَا صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَن لَم يَدَعْ قَولَ الزُّورَ وَالعَمَلَ بِهِ فَليسَ لِلهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ). وَمِن الآدَابِ الْمُستَحَبَّةِ أَكْلُ السُّحُورِ وَهُوَ الأَكْلُ فِي آخِرِ الَّليلِ وَفَرْقٌ بَينَهُ وبَينَ العَشَاءِ الْمُتَأخِّرِ فلا يُسَمَّى سَحُورًا إلا مَا كَانَ قُبَيلَ طُلُوعِ الفَجْرِ, وَقَد أَمَرَ بِهِ نَبِيَّنَا صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:(تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةٌ). وَأَثْنَى عَلى السُّحُورِ بِالتَّمْرِ فَقَالَ:(نِعمَ سُحُورِ الْمُؤمِنِ التَّمْرُ). وَينْبِغي لِلمُتَسَحِّرِ أنْ يَنوِيَ بِسُحورِهِ امْتِثَالَ أَمْرِ النَّبِيِّ وَالاقْتِدَاءِ بِفِعْلِهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَيَا صَائِمُونَ (السُّحُورُ كُلُّهُ بَرَكَةٌ فَلا تَدَعُوهُ وَلو أنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُم جُرْعَةً مِن مَاءٍ فَإنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى المُتَسَحِّرِينِ). وَمِن الآدَابِ الْمُستَحَبَّةِ تَعجِيلُ الفُطُورِ إذَا تَحَقَّقَ مِنْ غُرُوبِ الشَّمْسِ فَقَدْ قَالَ نَبِيَّنَا صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ: (لا يَزالُ النَّاسُ بِخَيرِ مَا عَجَّلُوا الفِطْر). وَالسُّنًّةُ أنْ يُفطِرَ عَلَى رُطَبٍ، فَإنْ لَمْ يَجِدْ فَتَمْرٌ، فَإنْ لَمْ يَجِدْ فَمَاءٌ، وَيُسَنُّ أنْ يَدْعُوَ عِنْدَ فِطْرِهِ بِمَا أَحَبَّ، (فَإنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ دَعوةٌ مَا تُرَدُّ).
اللهم ارْزُقنا الإنَابَةَ إليكَ, والتَّوبَةَ مِن مَعَاصِيكَ, اللهمَّ أَلْهِمْنَا رُشْدَنَا وَقِنَا شُرورَ أنفُسَنَا, اللهم اغفر زلَّاتِنا, وأمِّن روعاتِنا، واستر عوراتِنا، واحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائِلنا ومن فوقنا، ونعوذ بك اللهم أن نُغتالَ من تحتنا، اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشِّرك والمشركينَ، ودمِّر أعداءَك أعداءَ الدِّينِ. اللهم من أراد ديننا وبلادنا وأمننا بسوء فأشغلهُ في نفسه وشتت شمله وافضحه على رؤوس الأشهاد, اللهم وفِّق ولاةَ أمورنا لِمَا تُحبُّ وترضى وأعنهم على البرِّ والتقوى. اللهم أَعِنْهم على الحقِّ ولا تُعِنْ عَلَيهم، وانصُرهم ولا تَنْصُرْ عَلَيهم، وأهدهم ويَسِّر الهُدَى لهم، وانصرهم على من بَغَى عَلَيهم. اللهم انصُرْ جُنُودَنا واحفظ حُدُودَنا والمُسلِمِينَ أجمَعينَ. اللَّهُمَّ عليكَ بالرَّافضةِ والحوثينَ اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ ياربَّ العالمين. ربَّنا اغفر لنا ولِوالِدينا والمُسلمينَ أجمعينَ. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. وَلَذِكرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعلمُ مَا تَصْنَعونُ.
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق