رمضان..دقائق ورقائق

رمزي حسان
1435/08/22 - 2014/06/20 14:28PM
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (النساء:1) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) (الأحزاب:70-71)
أما بعد :
فان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ووكل ضلالة في النار ثم أما بعد:
أوصيكم ونفسي بتقوى الله فهي ملاك الأمر ومدار القبول عليها قال تعالى{إنما يتقبل الله من المتقين }في ظل الظروف الراهنة والمصيبة الجاثمة والوضع المقلق والكلمات المتضاربة في ظل صمت غريب وثورة عارمة وزحمة قاتله ولحظات عصيبة وأوقات شديدة وسويعات مر كالسنين تحت كل هذه المؤثرات وغيرها نحن نترقب وصول ضيف عزيز وكريم وحبيب إلى قلوبنا فهل انتم مستعدون لاستقباله استقبالا يليق بكرامته ومكانته إن ضيفكم ليس رئيسا يحيط به الحشم ولا غنيا يحيط به الخدم بل سيأتي ولن يأبه لمجيئه إلا من انتظر وصوله واستعد للقائه استعداد محب لمحبوب ومتربص بمطلوب وسيرحل وسيندم على عدم إكرامه الغافلون إن ضيفكم يا أهل الإيمان قال فيه الرحمن {شهر رمضان الذي انزل فيه القران }
إن ضيفكم قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم {أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم تعطها أمة قبلهم؛ خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الحيتان حتى يفطروا، ويزين الله عز وجل كل يوم جنته ثم يقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة ويصيروا إليك. وتصفد فيه مردة الشياطين فلن يخلصوا فيه إلى ما كانوا يخلصون فيه من غيره. ويغفر لهم في آخر ليلة. قيل يا رسول الله أهي ليلة القدر قال : لا ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله"}أتاكم رمضان وقد أتى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وهم حوله فقوموا بنا إلى حلقة المصطفى عليه الصلاة والسلام يخبرنا انس بن مالك رضي الله عنه عما قاله رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال {إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها الامحروم}
أتاكم شهر رمضان شهر الحرية من أصفاد الشيطان فقد قال عليه الصلاة والسلام { :
إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ مَرَدَةُ الْجِنِّ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجِنَانِ ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ ، ونادي مُنَادٍ : يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ. }
أتاكم شهر يعرض الله عليكم فيه رحمته ونفحته فيا لسعادة من تعرض لنفحات الرحمن ويا لسعادة من عتق من النيران قال عليه الصلاة والسلام {إذا كانت أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ونادي مناد يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر اقصر ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة } إما إن لك أيها العاصي أن تتوب أما آن لك الرجوع فان الله تعالى يعرض عليك فرصة للعودة إليه إن أطال في عمرك فأدركت فقد صفدت فيه الشياطين فلأعذر لك إلا بشيطان نفسك فتحت أبواب الجنة فهل تريد دخول الجنة ....
روى ابن ماجة من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله عليه واله السلام قال {إن في الجنة بابا يقال له الريان يدعى له يوم ألقيامه يقال أين الصائمون فمن كان من الصائمين دخله ومن دخله لا يظماء أبدا}
عبد الله :ليس بهذه السهولة وليس بهذه البساطة بل لابد إن تخلص لله تعالى الصيام امتحان الإخلاص امتحان مراقبة الله وكم من مسلم فشل في الامتحان وكم من رجل إذا خلا بمحارم الله انتهكها وكم مرة ربما سمعتم قبض على سكران في نهار رمضان.
عبد الله لأتحسب إن الصيام امتناع عن الطعام والشراب والشهوة فقط بل وكل المحرمات إذا صمت فليصم لسانك عن الغيبة
إذا صمت فليصم بطنك عن أكل الحرام
إذا صمت فليصم سمعك عن سماع الغناء الماجن
إذا صمت فليصم بصرك عن النظر إلى اللحوم المكشوفة العارية
أتظن انه إذا استطعت إن تصبر عن الطعام والشراب حتى تغرب الشمس قد صمت ....كلا والله .
لم تصم وأنت تؤذي ابنة فلان وابنة فلان
لم تصم وبيدك ارض فلان سيطرت عليها بقوتك.
لم تصم وأنت مقاطع لأخيك.
لم تصم وأنت مقاطع لعمك وخالك
لم تصم وأنت قاطع رحمك
لم تصم وأنت عاق لوالديك

لم تصم وأنت تتساهل في الصلاة
لم تصم وأنت تقلب بصرك في الصور الخليعة التي امتلاء بها جهازك
لم تصم وأنت تتجرءا على المساكين تخيفهم بسلاحك.
لم تصم ويرمى عملك في وجهك لان الله قال {إنما يتقبل الله من المتقين} {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين }
ولما كان الصوم عبادة امتحان الإخلاص والمراقبة لله تعالى فقد قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه إن رسول الله قال الله عز وجل {
كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ هُوَ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ إِذَا كَانَ يَوْمُ صِيَامِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ شَاتَمَهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَرِحَ بِصَوْمِهِ}.
قد يجد الإنسان وهو صائم اضطراب أعصابه وتوترها فلا يريد إن يكلم أحدا يضيق صدره لو كلمه احد يفلت لسانه وتنطلق يده ضربا ويحتج إني صائم انتبه لو فعلت هكذا فقد فشلت في الامتحان أمام الملك الرحمن.
عبد الله :
اجعل من رمضان نقطة تغيير ومحطة تحول إلى الله
اقبل إلى الله تعالى فقد قال سبحانه {امن يجيب المضطر إذا دعاه} وقال جل شانه{وهو الذي يقبل التوبة عن عباده }عاهد نفسك إن تترك الدخان طاعة للرحمن.عاهد نفسك إن تترك القات طاعة للرحمن عاهد نفسك إن تترك سماع الغناء طاعة لله تعالى قم والليلة من رمضان واسكب دموع الندم والأحزان واجعل مناجاتك مع الله توبة صادقة من كل الذنوب والآثام من كل المعاصي والأزلام ارفع يديك وسل حاجتك اسجد وتذلل وتقرب إلى الله بالخضوع بين يديه والانكسار والتذلل له سبحانه وتعالى ثم التفت إلى من حولك .صل رحمك وعاهد نفسك إن تبدءا صفحة جديدة مع كل من بينك وبينه قطيعة لا تلتفت إلى كلام الناس لأنك تريد وجه رب الناس .
أحسن عشرة زوجك واعلم أنها ضعيفة عندك اوجب الله لها عليك حقوق كما لك عليها حقوق فلا تسبها ولا تلعنها ولا تضربها ولا تكلفها ما لاتطيق أتؤذيها وغسيل ثوبك بيديها أتؤذيها وطعامك من تحت يديها أتؤذيها وتربية أولادك عليها أتؤذيها وقد رضيت بك زوجا وشريكا في الحياة .أتؤذيها وهي وصية رسول الله عليه السلام حين أوصاك بالإحسان إليها .
عبد الله :أحسن تربية ولدك علمه الصلاة وعوده على الصيام وراقبه في روحته ورجعته فان الله تعالى سيسألك عنهم أتدرون إن شبابا في ضواحي البلد لا يصومون ولا يعرف أهلوهم عن ذلك يخرجون ومعهم الدجاج والعصائر إلى إحدى الزارع ويطبخون ويأكلون ما لذ وطاب أين إباؤهم ....
عبد الله :أحسن إلى جارك فقد قال عليه السلام {مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه }فأحفظ وصية جبريل لرسول الله عليه السلام واتركوا عنكم حمية الجاهلية واجعل كل عملك لوجه الله تعالى.
عبد الله عاهد نفسك إن تكون متبعا لرسول الله عليه واله السلام فحسن أخلاقك في شهر القران واجعل لسانك رطبا بذكر الله تعالى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال {كان رسول الله أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القران}.
فكن جوادا فمن حكم الصيام إن تتذكر الجائع والمسكين إذا جعت فيرق قلبك لحالهم وترثى لمعاناتهم فابحث عنهم فان المسكين عفيف قال تعالى {يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف } انفق مبتغيا رضي الله تعالى لعلك تفوز يوم العرض الأكبر بظل عرش الرحمن تعالى قال عليه الصلاة والسلام {سبعة يظلهم الله تحت ظله }عبد الله اجعل لك من القران طول عامك وردا وداوم عليه واجعل لك من الليل نصيبا ولا تغرنك الدنيا خصوصا ونحن نعيش هذه الأزمة المفتعلة فويل للمفسدين ويل للظلمة ويل لقاطع البترول عن المسلمين كم زرع مات وكم دواجن نفقت لكنهم لايبالون ومنا نحن أهل البلد أيضا من يساندهم متسلطون متجبرون ظلمة يرفع سلاحه ليأخذ ماليس له ويظن أنها رجولة ووالله أنها العجز والخور المبين قطعت الطرق وتقطعت الإعمال بسبب هذه الأزمة ولامنجي هذه الازمة الا الله فلنلجاء إلى الله تعالى ولنستغل رمضان لعلنا لاندركه بعد عامنا هذا..أقول قولي هذا






الثانية:
عباد الله هاهو رمضان قد اقبل بروحانيته فاياك ان تضيعه تذكر كم من اناس كانوا معنا في رمضان المنصرم ثم حلت بهم المنايا فتركوا الدنيا باسرها خرجا وليس معهم سوى ماقدموا من الاعمال ان خيرا فخير وان شرا فشر وانظر لنفسك يا عبد الله ماذا قدمت لنفسك وهل انت مستعد للقاء الله تعالى الليلة هل انت مستعد لتفارق الدنيا لتفارق اهل واحبابك لتفارق خلانك واصحابك هل انت مستعد لتلف في الاكفان هل انت مستتعد لتحمل على العيدان هل انت نستعد لبيت الوحشة والديدان الم تسمع قول الله {كل نفس ذائقة الموت} الم تسمع قول الله تعالى {حتى اذا جاء احدهم الموت}
كيف بك ساعة احتضارك لوجاءتك المنية الان
كيف بك ساعة احتضارك لورحلت الساعة كيف بك ساعة احتضارك لو جاءتك منيتك الساعة هل لك من الزاد ماتبلغ به منازل الرضوان هل لك من الاعمال ماكان سرا بينك وبين ربك لم يعلم به احد من العالمين عملته لعل الله يتقبله منك ويرحمك يوم ترجع اليه,
ياعجبا للناس لوفكروا وحاسبوا انفسهم وابصروا
وعبروا الدنيا الى غيرها فانما الدنيا لهم معبر
لافخر الافخر اهل التقى غدا اذا ضمهم المحشر

ليعلمن الناس ان التقى والبر كانا خير مايدخر
عجبت للانسان في فخره وهو غدا في قبره يقبر
مبال من اوله نطفة وجيفة اخره يفجر
اصبح لايملك تقديم ما يرجوا ولاتاخير مايجذر
واصبح الامر الى غيره في كل ما يضى ومايقدر

تزود من معاشك للمعاد وقم لله واعمل خير زاد
ولاتجمع من الدنيا كثيرا فان المال يجمع للنفاذ
اترضى ان تكون رفيق قوم لهم زاد وانت بغير زاد


الا ايها المغرور مالك تلعب تؤمل امالا وموتك اقرب
وتعلم ان الحرص بحر مبعد سفينته الدنيا فاياك تعطب
وتعلم ان الموت ينقض مسرعا عليك يقينا طعمه ليس يعذب
كانك توصي واليتامى تراهم وامهم الثكلى تنوح وتندب
تغص بحزن ثم تلطم وجهها يراها الرجال بعد ماهي تحجب
واقبل بالاكفان نحوك قاصد قاصد ويحثي عليك الترب والعين تسكب
عبدالله
كيف بك في اول ليل في قبرك لاانيس ولاجليس الاعملك كيف بك يوم ينساب الدود على اطرافك كيف بك يوم تساق في ساحة المحشر كيف بك يوم تطير صحائف الاعمال باي يد ستستلمها كيف بك وانت تدعى للحساب بين يدي الله تعالى كيف بك وقدماك على الصراط فوق جهنم كيف بك وانت تخطوا على الصراط هل تثبت قدماك او تزل كيف بك لو زلت قدمك وندمت على تفريطك في جنب الله
عبدالله هاهي الفرصة امامك وباب التوبة مفتوح فلنجدد التوبة ولنحسن النية

المرفقات

476.doc

477.doc

المشاهدات 1570 | التعليقات 0