رقابة الله عز وجل
يحيى بن علي الضامري
رقابة الله عز وجل
التاريخ |
الخطيب |
الجامع |
المنطقة |
25/ شوال/1440هـ |
يحيى الضامري |
جامع النور ( الشمباشي) |
حريب- مأرب |
الخطبة الأولى: أما بعد: فيا عباد الله:
رجلان من قريش يجلسان في جوف الليل، تحت جدارِ الكعبة، قد هدأت الجفون ونامت العيون، أرخى الليلُ سدوله، واختلط ظلامُه، وغارت نجومُه، وشاع سكونُه. قاما يتذاكران، ويخططان ويدبران، وظنا أن الحي القيوم لا يعلمُ كثيرًا مما يعملون.
استخفوا من الناس ولم يستخفوا من الله الذي يعلم ما يبيِّتونَ ما لا يرضى من القول.
تذاكرا مصابهما في بدر، فقال صفوان -وهو أحدُهم-: والله ما في العيش بعد قتلى بدر خير. فقال عمير: صدقت والله، لولا دَينُ عليّ ليس له قضاء، وعيالُ أخشى عليهم الضيعة، لركبتُ إلى محمد حتى أقتله. صلى الله على نبينا محمد.
اغتنم صفوان ذلك الانفعال، وذلك التأثر وقال: عليّ دَينُك، وعيالُك عيالي، لا يسعُني شيءُ ويعجزُ عنهم. قال عمير: فاكتم شأني وشأنك لا يعلم بذلك أحد. قال صفوانُ: أفعل.
فقام عمير وشحذ سيفَه، وسمَّه، ثم انطلقَ به يغضُّ السير به إلى المدينة. وصل إلى هناك وعمرُ -رضي الله عنه-، أعني ابنَ الخطاب، في نفرٍ من المسلمين. أناخَ عمير على بابِ مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- متوشحًا سيفه. فقال عمر: عدو الله، والله ما جاء إلا لشر.
ودخل عمر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأخبره بخبره. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أدخلُه علي". فأخذ عمرُ بحمائل سيفِ عُمير وجعلها له كالقلادة، ثم دخل به على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلما رآه -صلى الله عليه وسلم- قال لعمر: "أرسله يا عمر". ثم قال: "ما جاء بك يا عمير؟!"، وكان له ابنُ أسير عند رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-. قال: جئت لهذا الأسير، فأحسنوا به. قال -صلى الله عليه وسلم-: "فما بالُ السيفِ في عنقك؟!". قال: قبحها اللهُ من سيوف، وهل أغنت عنا شيئًا!! فقال -صلى الله عليه وسلم- وقد جاءه الوحيُ بما يضمرُه عمير: "اصدقني يا عمير، ما الذي جاء بك؟!". قال: ما جئت إلا لذاك. فقال -صلى الله عليه وسلم-: "بل قعدت مع صفوان في الحجر في ليلة كذا، وقلت له: كذا، وقال لك: كذا وتعهد لك بدينك وعيالك، واللهُ حائل بيني وبينك".
قال عمير: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ هذا أمر لم يحضُره إلا أنا وصفوان، واللهِ إني لأعلم أنه ما أتاك به الآن إلا الله، فالحمد لله الذي ساقني هذا المساق، والحمد لله الذي هداني للإسلام.
جاء ليقتلَ النور ويطفئ النور، فرجعَ وهو شعلةُ نور اقتبسَه من صاحب النور -صلى الله عليه وسلم-.
عباد الله: سمعتم المؤامرة تحاك تحت جدار الكعبة، في ظلمة الليل لا يعلمُ بها أحد حتى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه لا يعلم الغيب، حُبكت المؤامرةُ سرًّا. من الذي أعلنها؟! من الذي سمعهما وهما يخططان ويدبران ويمكران عند باب الكعبة؟! إنه الذي لا يخفى عليه شيءُ في الأرض ولا في السماء.
كم تآمر المتآمرون في ظلام الليل!! كم من عدو للإسلام جلس يخطط لضرب الإسلام وحدَه أو مع غيره سرًّا، ويظن أنه يتصرفُ كما يشاء، متناسيًا أن الذي لا يخفى عليه شيءُ يسمع ما يقولون ويبطل كيدَهم، فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين!!
أن رقابةَ البشرِ على البشرِ قاصرة، وأن رقابةَ المخلوقاتِ على بعضها قاصرة؛ البشرُ يغفل، والبشرُ يسهو، ينام، يمرض، يسافر، يموت، إذًا فلتسقط رقابة المخلوقين ولتسقط رقابة الكائنات جميعَها، وتبقى الرقابةُ الكاملة، الرقابةُ المطلقة ألا وهي رقابةُ اللهِ -جل وعلا-.
باري الـــبرايا منـــشئ الخلائق مبـــدعهــــم بـلا مـــثال ســـابق
حــــي وقـــيــــوم فــــلا يــنـــام وجــــل أن يـــشـــبــــه الأنــــــام
فــــــإنـه الـــعـــلــــي فـي دنــــــوه وإنه القـــريب جـــل في عــلـــّوه
إنه العلم الكامل، إنه العلم الكامل المطلق، علم الله السميع العليم، العليم الخبير: (يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ) [النحل:19]، (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأعْيُنِ وَمَا تُخْفِى الصُّدُورُ) [غافر:19]، يعلم ويسمع ويرى دبيب النملة السوداء على الصفاة السوداء في الليلة الظلماء.
هـــو الذي يـــرى دبيب الـــــــــذر في الظلمات فوق صم الصخر
وســـامع للجـــهـــر والإخـــفـــات بسمــعـــــــه الواســــع للأصــــوات
وعـــلمـــه بما بـــدا ومـا خـــفـــــــــي أحــاط علمًــــا بالجـــلي والخــفـــي
(مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَـاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُواْ ثُمَّ يُنَبّئُهُم بِمَا عَمِلُواْ يَوْمَ الْقِيَـامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلّ شَىْء عَلِيمٌ) [المجادلة: 7].
يا أيها المؤمن: إذا جُعلت الأصابع في الآذان، واستغشيت الثياب، وزاد الإصرار والاستكبار، وكثر الطعن وضاقت نفسك فلا تأسَ ولا تحزن، إن الله يعلم ويسمع ما تقول وما يقال لك؛ (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْء وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى:11]، (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الاْعْيُنِ وَمَا تُخْفِى الصُّدُورُ) [غافر:19].
يا أيها الشاب الذي وضع قدمَه على أول طريق الهداية، فسمع رجلاً يسخر منه، وآخر يهزأ به، وثالثًا يقاطعه، اثبت ولا تأسَ واعلم علم يقين أنك بين يدي الله يسمع ما تقول، ويسمع ما يقال لك، وسيجزي كل امرئ بما فعل.
(لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِى السَّمَـاوتِ وَلاَ فِى الأرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِى كِتَـابٍ مُّبِينٍ) [سبأ:3].
يا مرتكبَ المعاصي مختفيًا عن أعينَ الخلق: أين الله؟! أين الله؟! ما أنت واللهِ إلا أحدُ رجلين: إن كنتَ ظننتَ أن اللهَ لا يراك فقد كفرت، وإن كنت تعلمُ أنه يراك فلمَ تجترئ عليه، وتجعلَه أهونَ الناظرينَ إليك؟! (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً) [النساء:108].
يدخلُ بعضُ الناسِ غابةً ملتفة أشجارُها، لا تكادُ ترى الشمسَ معها، ثم يقول: لو عملتُ المعصيةُ الآنَ من كان يراني؟! فيسمعُ هاتفاً بصوت يملأ الغابة ويقول: (أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) [الملك:14]. بلى والله.
فيا منتهكًا حرماتِ الله في الظلمات، في الخلوات، في الفلوات بعيدًا عن أعين المخلوقات: أين الله؟! هل سألت نفسكَ هذا السؤال؟!
في الصحيح من حديث ثوبان -رضي الله عنه- قال: قالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لأعلمنَ أقوامًا من أمتي يومَ القيامةِ يأتون بحسناتٍ كأمثالِ الجبال بيضًا، يجعلُها اللهُ هباءً منثورًا". قال ثوبان: صفهم لنا، جلّهم لنا أن لا نكون منهم يا رسول الله، قال: "أما إنهم إخوانُكم ومن جلدتِكم، ويأخذون من الليلِ كما تأخذون، لكنهم إذا خلوا بمحارمِ اللهِ انتهكوها".
إلى من يملأ ليله وعينَه وأذنه، ويضيعُ وقتَه حتى في ثُلث الليل الآخر، يملأ ذلك بمعاصي الله: أين الله؟!
فقد روى الثقاةُ عن خيرِ المَــلا بأنــــــــــــــه عـــــــز وجـــــــل وعـــــــلا
فـي ثلثِ الليل الأخـــــــــيرِ ينزلُ يقـول هل مــــــــــن تائبٍ فيقبلُ
هل من مسيء طالبٍ للمغفرة يجد كريمًــــــــــــــــــا قابـلاً للمعـذرة
يمـن بالخــــــــــــــــــيـراتِ والفضــــــائلْ ويسترُ العيب ويعطي السائلْ
فنسأله من فضله ...
عمرُ بن الخطاب -رضي اللهُ عنه-، يعسُّ ليلةً من الليالي ويتتبع أحوال الأمة، وتعب فاتكأ على جدارٍ ليستريح، فإذا بامرأةٍ تقولُ لابنتها: امذقي اللبنَ بالماءِ ليكثرَ عند البيع. فقالت البنتُ: إن عمرَ أمرَ مناديه أن ينادي أن لا يشابُ اللبنَ بالماء. فقالتِ الأمُ: يا ابنتي: قومي فإنك بموضعٍ لا يراكِ فيه عمرُ ولا مناديه. فقالتِ البنتُ المستشعرةُ لرقابةَ الله: أي أماه: فأين الله؟! واللهِ ما كنتُ لأطيعَه في الملا، وأعصيه في الخلاء.
وأعرابية أخرى يراودها رجل على نفسها كما أورد ابن رجب، ثم قال لها: ما يرانا أحد إلا الكواكب. فقالت: وأين مكوكبها يا رجل؟! أين الله يا رجل؟!
أتستخفي من الناس ولا تستخفي من الله وهو معك إذ تبيت ما لا يرضى من القول؟!
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ..
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
الخطبة الثانية : أما بعد: فيا عباد الله:
حدث وقع في زمن مضى، لتعلم ثمرة مراقبة الله -عز وجل-، واستشعار ذلك الأمر. رجل اسمه نوح بن مريم، كان ذا نعمة ومال وثراء وجاه، وفوق ذلك صاحب دين وخلق، وكان له ابنة غاية في الجمال، ذات منصب وجمال، وفوق ذلك صاحبة دين وخلق. وكان معه عبد اسمه مبارك، لا يملك من الدنيا قليلاً ولا كثيرًا، ولكنه يملك الدين والخلق، ومن ملكهما فقد ملك كل شيء. أرسلَه سيده إلى بساتين له، وقال له: اذهب إلى تلك البساتين واحفظ ثمرها، وكن على خدمتها إلى أن آتيك.
مضى الرجل وبقي في البساتين لمدة شهرين، وجاءه سيده، جاء ليستجم في بساتينه، ليستريح في تلك البساتين. جلس تحت شجرة وقال: يا مبارك: ائتني بقطف من عنب. فجاءه بقطف فإذا هو حامض. فقال: ائتني بقطف آخر؛ إن هذا حامض. فأتاه بآخر فإذا هو حامض. قال: ائتني بآخر، فجاءه بالثالث فإذا هو حامض. كاد أن يستولي عليه الغضب، وقال: يا مبارك: أطلب منك قطف عنب قد نضج، وتأتني بقطف لم ينضج؟! ألا تعرف حلوه من حامضه؟! قال: والله ما أرسلتني لأكله وإنما أرسلتني لأحفظه وأقوم على خدمته، والذي لا إله إلا هو ما ذقت منه عنبة واحدة.
والذي لا إله إلا هو ما راقبتك، ولا رقبت أحدًا من الكائنات، ولكني راقبت الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
أعجب به، وأعجب بورعه وقال: الآن أستشيرك، والمؤمنون نصحة، والمنافقون غششة، والمستشار مؤتمن. وقد تقدم لابنتي فلان وفلان من أصحاب الثراء والمال والجاه، فمن ترى أن أزوج هذه البنت؟! فقال مبارك: لقد كان أهل الجاهلية يزوجون للأصل والحسب والنسب، واليهود يزوجون للمال، والنصارى للجمال، وعلى عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يزوجون للدين والخلق، وعلى عهدنا هذا للمال والجاه، والمرء مع من أحب، ومن تشبه بقوم فهو منهم.
أي نصيحة وأي مشورة؟!
نظر وقدر وفكر وتملى فما وجد خيرًا من مبارك، قال: أنت حر لوجه الله. أعتقه أولاً، ثم قال: لقد قلبت النظر فرأيت أنك خير من يتزوج بهذه البنت. قال: اعرض عليها. فذهب وعرض على البنت وقال لها: إني قلبت ونظرت وحصل كذا وكذا، ورأيت أن تتزوجي بمبارك. قالت: أترضاه لي؟! قال: نعم. قالت: فإني أرضاه مراقبة للذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء. فكان الزواج المبارك من مبارك. فما الثمرة وما النتيجة؟! حملت هذه المرأة وولدت طفلاً أسمياه عبد الله، لعل الكل يعرف هذا الرجل، إنه عبد الله بن المبارك المحدث الزاهد العابد الذي ما من إنسان قلّب صفحة من كتب التاريخ إلا ووجده حيًّا بسيرته وذكره الطيب. إن ذلك ثمرة مراقبة الله -عز وجل- في كل شي.
عباد الله :
إن تربية الضمير وتقوية الوازع الديني في نفوس الناس فيه سعادة الأفراد والمجتمعات والدول ...
وبدونه لن يكون إلا مزيدا من الشقاء والتحايل مهما تطورت الأمم في قوانينها ودساتيرها وطرق ضبطها للجرائم و إدارة شؤون الناس ؛؛؛
فإنه سيأتي يوم وتظهر ثغرات في هذه القوانين ...
وبالتالي ما الذي يمنع الموظف أن يرتشي ، والكاتب أن يزور ، والجندي أن يخل في عمله، والطبيب أن يهمل في علاج مريضه ، والمعلم أن يقصر في اجبه ، والقاضي أن يظلم في حكمه ، والمرأة أن تفرط بواجبها ، و التاجر من أن يغش ويحتكر في تجارته ...
هذا عثمان رضي الله عنه في عام الرمادة وقد أشتد بالمسلمين الفقر والجوع جاءت تجارته من الشام ألف بعير محملة بالتمر والزيت والزبيب ..!!
فجاءه تجار المدينة وقالوا له : تبيعنا و نزيدك الدرهم درهمين ؟ فقال عثمان بن عفان رضي الله عنه لهم لقد بعتها بأكثر من هذا . فقالوا نزيدك الدرهم بخمسة ؟
فقال لهم عثمان رضي الله عنه : لقد زادني غيركم الدرهم بعشرة .. فقالوا له فمن الذي زادك ؟ وليس في المدينة تجار غيرنا ؟
فقال لهم عثمان رضي الله عنه لقد بعتها لله ولرسوله فهي لفقراء المسلمين .. !!
الله أكبر ... !!!
ماذا لو لم يكن يحمل بين جوانحه ضمير المؤمن الحي ؟؟!! لكانت هذه الفرصة لا تعوض ليربح أموال طائلة ولو كانت على حساب البطون الجوعى والأجساد العارية وآهات المرضى والثكالى وهموم أصحاب الحاجات ...
إنه مهما خوف الناس وبعث في قلوبهم الرعب برقابة البشر فهي تسقط أمام رقابة الذات ورقابة الله ...
وما تغيرت الحياة وحدث البلاء ووجدت الخيانة وانتشر الظلم وذهب المعروف إلا يوم أن ضعفت رقابة الله في قلوب البشر ..
أما والله لو راقبنا الله حق المراقبة لصلح الحال، واستقامت الأمور.
فيا أيها المؤمن: إن عينَ اللهِ تلاحقُك أينما ذهبت، وفي أي مكان حللت، في ظلامِ الليل، وراء الجدران، وراء الحيطان، في الخلوات، في الفلوات، ولو كنتَ في داخلِ صخورٍ صُمٍّ، هل علمتَ ذلك واستشعرتَ ذلك فاتقيتَ اللهَ ظاهرًا وباطنًا، فكانَ باطنُك خيرًا من ظاهرِك؟!
إذا ما خلوت الدهرَ يومًا فلا تقل *** خلوتُ ولكن قــــل عليّ رقيبُ
ولا تحســـــــــــــبنَ اللهَ يغفـــــــــــــــلُ سـاعةً *** ولا أن ما تخفـــــــــــيه عنــــه يغيبُ
عباد الله: اتقوا اللهَ فيما تقولون، واتقوا الله فيما تفعلون وتذرون.
اتقوا الله في جوارحكُم، اتقوا اللهَ في مطعمِكم ومشربِكم، فلا تدخلوا أجوافَكم إلا حلالاً، فإن أجوافَكم تصبرُ على الجوعِ لكنها لا تصبرُ على النار.
وصلوا وسلموا