رفقاً بالشيخ يا طلبة العلم
سعد آل مجري
1437/10/07 - 2016/07/12 06:55AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:-
فهذه رسالة لبعض المسائل التي عرف عن الشيخ أحمد الحواشي -حفظه الله- العمل بها في صلاته وهي من المسائل الإجتهادية التي يسوغ فيها الخلاف جمعت فيها أقوال أهل العلم التي توافق عمل الشيخ وتركت القول المخالف له فليست للتحقيق والتدقيق وإنما للتذكرة والتبصرة ، تذكرة لطلبة العلم بسلف الشيخ فيرفقوا به ،وتبصرة للجهلة بعلم الشيخ فيكفوا عنه .
مسألة قراءة الفاتحة مرتين في الركعة الواحدة
(ملاحظة)
الشيخ لا يفعلها إلا في صلاة التراويح فإنه إذا فرغ من ختمة شرع في أخرى عملاً بحديث الحال المرتحل الذي يرى صحته والعمل به .
قال النووي رحمه الله
فإن قرأ الفاتحة مرتين سهوا لم يضر وإن تعمد فوجهان الصحيح المنصوص لا تبطل لأنه لا يخل بصورة الصلاة
المجموع شرح المهذب (4/ 91)
وقال في موضع آخر
فإن قرأ فاتحة الكتاب مرتين عامدا فالمنصوص أنه لا تبطل صلاته لأنه تكرار ذكر فهو كما لو قرأ السورة بعد الفاتحة مرتين
المجموع شرح المهذب (4/ 90)
قال ابن الرفعة الشافعي رحمه الله
وإن قرأ [الفاتحة مرتين، أي: في قومة واحدة] عامدا-لم تبطل صلاته على المنصوص؛ لأن المعنى في إبطالها بتكرار الركن الفعلي اختلاف نظم الصلاة [به]، وهو لا يختلف بتكرار الفاتحة، ولأنه تكرار ذكر؛ فلا تبطل؛ كما لو قرأ غيرها مرتين.
كفاية النبيه في شرح التنبيه (3/ 402)
قال إمام الحرمين الجويني رحمه الله
قد قدمنا أن من قرأ الفاتحة مرتين قصدا في القيام، لم تبطل صلاته، وعد مصير أبي الوليد النيسابوري في ذلك إلى البطلان من هفواته
نهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 267)
وجاء في الفتاوى الهندية
ولو قرأ الفاتحة ثم السورة ثم الفاتحة لا سهو عليه كذا في الظهيرية وهكذا في التجنيس وهو الأصح. هكذا في الزاهدي
الفتاوى الهندية (1/ 71)
وسئل العلامة ابن باز رحمه الله
هل إذا قرأت الفاتحة مرتين في ركعة واحدة سهوا أو بدون سهو هل ذلك يؤثر؟
ج: لا يؤثر، لكن لا يشرع لك تكرارها إلا إذا كنت حصل عندك نسيان فكررتها وإلا فالأصل يكفي مرة واحدة، لا تكررها إذا قرأتها مرة واحدة.
فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر (9/ 245)
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله
" قوله: "وتكرار الفاتحة" أي: ويكره تكرار الفاتحة مرتين، أو أكثر.
وتعليل ذلك: أنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم. والمكرر للفاتحة على وجه التعبد بالتكرار لا شك أنه قد أتى مكروها؛ لأنه لو كان هذا من الخير لفعله النبي صلى الله عليه وسلم، لكن إذا كرر الفاتحة لا على سبيل التعبد، بل لفوات وصف مستحب؟ فالظاهر الجواز، مثل: أن يكررها لأنه نسي فقرأها سرا في حال يشرع فيها الجهر، كما يقع لبعض الأئمة ينسى فيقرأ الفاتحة سرا، فهنا نقول: لا بأس أن يعيدها من الأول استدراكا لما فات من مشروعية الجهر، وكذلك لو قرأها في غير استحضار، وأراد أن يكررها ليحضر قلبه في القراءة التالية؛ فإن هذا تكرار لشيء مقصود شرعا، وهو حضور القلب، لكن إن خشي أن ينفتح عليه باب الوسواس فلا يفعل، لأن البعض إذا انفتح له هذا الباب انفتح له باب الوسواس الكثير، وصار إذا قرأها وقد غفل في آية واحدة منها ردها، وإذا ردها وغفل ردها ثانية وثالثة ورابعة، حتى ربما إذا شدد على نفسه شدد الله عليه، وربما غفل في أول مرة عن آية، ثم في الثانية يغفل عن آيتين، أو ثلاث "
الشرح الممتع على زاد المستقنع (3/ 240)
مسألة ترديد الآيات في الصلاة
قال النووي رحمه الله
[فصل في استحباب ترديد الآية للتدبر] وقد قدمنا في الفصل قبله الحث على التدبر وبيان موقعه وتأثر السلف وروينا عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال قام النبي صلى الله عليه وسلم: بآية يرددها حتى أصبح والآية إن تعذبهم فإنهم عبادك الآية رواه النسائي وابن ماجه وعن تميم الداري رضي الله تعالى عنه أنه كرر هذه الآية حتى أصبح أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سوآء محياهم ومما تهم ساء ما يحكمون) وعن عبادة بن حمزة قال دخلت على أسماء رضي الله عنها وهي تقرأ (فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم فوقفت عندها فجعلت تعيدها وتدعو فطال علي ذلك فذهبت إلى السوق فقضيت حاجتي ثم رجعت وهي تعيدها وتدعو ورويت هذه القصة عن عائشة رضي الله تعالى عنها وردد ابن مسعود رضي الله عنه رب زدني علما وردد سعيد بن جبير واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله وررد أيضا فسوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم الآية وررد أيضا ما غرك بربك الكريم وكان الضحاك إذا تلا قوله تعالى لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل رددها إلى السحر
التبيان في آداب حملة القرآن (ص: 85)
وسئل العلامة ابن باز رحمه الله
يقول السائل / ما حكم ترديد الإمام لبعض آيات الرحمة والعذاب؟
الجواب / لا أعلم في هذا بأسا لقصد حث الناس على الترديد والخشوع والاستفادة فقد روى عنه صلى الله عليه وسلم أنه ردد آية {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} [المائدة: 118]، رددها كثيرا صلى الله عليه وسلم.
فالحاصل: أنه إذا كان لقصد صالح لا لقصد الرياء فلا مانع من ذلك، لكن إذا كان يرى أن ترديده لذلك قد يزعجهم ويحصل به أصوات مزعجة من البكاء فترك ذلك أولى حتى لا يحصل تشويش.
أما إذا كان ترديد ذلك لا يحصل عليه إلا الخشوع والتدبر والإقبال على الصلاة فهذا كله خير.
مجموع فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله 11/ 343، 344
وسئل العلامة ابن عثيمين رحمه الله
ما حكم إعادة السورة نفسها في الركعة الأولى والركعة الثانية سهوا وليس عمدا؟
فأجاب رحمه الله تعالى: لا بأس من إعادة السورة مرة أو مرتين سواء في ركعة أو في ركعتين وسواء كان سهوا أو عمدا لعموم قوله تعالى (فاقرءوا ما تيسر منه) ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلى في الليل فكان يردد قوله تعالى (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) بقي يرددها حتى أصبح.
فتاوى نور على الدرب للعثيمين (8/ 2، بترقيم الشاملة آليا)
(ملاحظة )
قال ابن حزم رحمه الله تعالى: ( والتفريق بين الفرض والنافلة بلا قرآن ولا سنة ولا إجماع خطأ ، وبالله تعالى التوفيق)
المحلى بالآثار (2/400 )
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله
والأصل: أنَّ ما ثبت في النفل ثبت في الفرض، إلا لدليل، ويدل لهذه القاعدة أنَّ الصحابة رضي الله عنهم لما حكوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر على راحلته قالوا: غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة، دلَّ ذلك على أنَّ المعلوم أنَّ ما ثبت في النفل ثبت في الفرض ، ولأنهما عبادتان من جنس واحد، والأصل اتفاقهما في الأحكام
الشرح الممتع على زاد المستقنع (37/3 )
مسألة قراءة سورة الإخلاص في كل ركعة
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رجلٌ من الأنصارِ يؤمهم في مسجد قباءَ، وكان كلما افتتح سورةً يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به، افتتح : { قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ } . حتى يفرغ منه، ثم يقرأ سورةً أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعةٍ، فكلمه أصحابه فقالوا : إنك تفتتح بهذه السورةَ، ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأَ بأخرى، فأما أن تقرأ بها وأما أن تدَعها وتقرأ بأخرى، فقال : ما أنا بتاركِها، إن أحببتُم أن أؤمَّكم بذلك فعلتُ، وإن كرهتم تركتكم، وكانوا يرون أنه من أفضلِهم وكرهوا أن يؤمهم غيرُه، فلما أتاهم النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أخبروه الخبرَ، فقال : يا فلانُ ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابُك، وما يحملك على لزوم هذة السورةِ في كل ركعةٍ . فقال : إني أحبُّها، فقال : حبُّك إياها أدخلك الجنةَ . رواه البخاري
قال ابن حجر رحمه الله
ودل تبشيره له بالجنة على الرضا بفعله وعبر بالفعل الماضي في قوله أدخلك وإن كان دخول الجنة مستقبلا تحقيقا لوقوع ذلك قال ناصر الدين بن المنير في هذا الحديث أن المقاصد تغير أحكام الفعل لأن الرجل لو قال إن الحامل له على إعادتها أنه لا يحفظ غيرها لأمكن أن يأمره بحفظ غيرها لكنه اعتل بحبها فظهرت صحة قصده فصوبه قال وفيه دليل على جواز تخصيص بعض القرآن بميل النفس إليه والاستكثار منه ولا يعد ذلك هجرانا لغيره وفيه ما يشعر بأن سورة الإخلاص مكية
فتح الباري لابن حجر (2/ 258)
قال ابن بطال رحمه الله
وفى حديث أنس حجة لمن أجاز تكريرها فى الفريضة فى كل ركعة؛ لقوله عليه السلام للذى كان يكررها: (حبك إياها أدخلك الجنة)، فدل ذلك على جواز فعله ولو لم يجز لبين له ذلك؛ لأنه بعث معلما.
شرح صحيح البخارى لابن بطال (2/ 391)
قال بدر الدين العيني رحمه الله
وفيه: ما يدل على أن تبشيره صلى الله عليه وسلم لذلك الرجل بالجنة على أنه رضي بفعله.
عمدة القاري شرح صحيح البخاري (6/ 44)
وسئل العلامة ابن باز رحمه الله
هل يجوز أن يقرأ الإمام أي سورة مثل: (الضحى) أو (الشمس) أو (الليل)، ويكررها، وكذلك إذا قرأ سورة، وقرأ معها سورة (الإخلاص) هل هذا سنة؟
ج: كل ذلك لا بأس به، والحمد لله
فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر (8/ 241)
وسئل العلامة ابن عثيمين رحمه الله
هل يجوز لي أن أردد سورة قل هو الله أحد بعد كل ركعة؟
فأجاب رحمه الله تعالى: يجوز ذلك ولا حرج فيه كما فعل صاحب السرية الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم وكان إذا قرأ لأصحابه يختم بقل هو الله أحد.
فتاوى نور على الدرب - لابن عثيمين (141/ 18)
مسألة التكبير بعد سورة الضحى عند الختم
قال السيوطي رحمه الله
يستحب التكبير من الضحى إلى آخر القرآن وهي قراءة المكيين. أخرج البيهقي في الشعب وابن خزيمة من طريق ابن أبي بزة سمعت عكرمة بن سليمان قال: قرأت على إسماعيل بن عبد الله المكي فلما بلغت الضحى قال: كبر حتى تختم فإني قرأت على عبد الله بن كثير فأمرني بذلك وقال: قرأت على مجاهد فأمرني بذلك وأخبرني مجاهد أنه قرأ على ابن عباس فأمره بذلك وأخبر ابن عباس أنه قرأ على أبي بن كعب فأمره بذلك. كذا أخرجناه موقوفا ثم أخرجه البيهقي من وجه آخر عن ابن بزة مرفوعا وأخرجه من هذا الوجه أعني المرفوع الحاكم في مستدركه وصححه وله طرق كثيرة عن البزي وعن موسى بن هارون قال: قال لي البزي: قال لي محمد بن إدريس الشافعي: إن تركت التكبير فقدت سنة من سنن نبيك قال الحافظ عماد الدين بن كثير: وهذا يقتضي تصحيحه للحديث.
الإتقان في علوم القرآن (1/ 383)
قال البهوتي رحمه الله
(ويكبر) إذا ختم ندبا (لآخر) كل (سورة من) سورة (الضحى) إلى آخر القرآن فيقول: الله أكبر فقط
شرح منتهى الإرادات = دقائق أولي النهى لشرح المنتهى (1/ 255)
قال ابن مفلح رحمه الله
(فصل في رواية التكبير مع القرآن من سورة الضحى إلى آخر القرآن) واستحب أحمد التكبير من أول سورة الضحى إلى أن يختم ذكره ابن تميم وغيره.
الآداب الشرعية لابن مفلح (2/ 295)
مسألة تكرار سورة الإخلاص والمعوذتين عند الختم
قال السيوطي رحمه الله
عن الإمام أحمد أنه منع من تكرير سورة الإخلاص عند الختم لكن عمل الناس على خلافه. قال بعضهم: والحكمة فيه ما ورد أنها تعدل ثلث القرآن فيحصل بذلك ختمة فإن قيل: فكان ينبغي أن تقرأ أربعا ليحصل له ختمتان! قلنا: المقصود أن يكون على يقين من حصول ختمة إما التي قرأها وإما التي حصل ثوابها بتكرير السورة. انتهى.
الإتقان في علوم القرآن (1/ 385)
وسئل العلامة ابن باز رحمه الله
هل يجوز أن يقرأ الإمام أي سورة مثل: (الضحى) أو (الشمس) أو (الليل)، ويكررها، وكذلك إذا قرأ سورة، وقرأ معها سورة (الإخلاص) هل هذا سنة؟
ج: كل ذلك لا بأس به، والحمد لله
فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر (8/ 241)
مسألة الحال المرتحل
عن ابن عباس رضي الله عنه: قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ أو قال: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: " الحال المرتحل " , قال: يا رسول الله، وما الحال المرتحل؟ قال: " فتح القرآن وختمه من أوله إلى آخره , ومن آخره إلى أوله , كلما حل ارتحل "
أخرجه الحاكم في المستدرك والترمذي في سننه
قال السيوطي رحمه الله
يسن إذا فرغ من الختمة أن يشرع في أخرى عقب الختم لحديث الترمذي وغيره أحب الأعمال إلى الله الحال المرتحل الذي يضرب من أول القرآن إلى آخره كلما حل ارتحل وأخرج الدارمي بسند حسن عن ابن عباس عن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ { قل أعوذ برب الناس } افتتح من الحمد ثم قرأ من البقرة إلى { أولئك هم المفلحون } ثم دعا بدعاء الختمة ثم قام .
الإتقان في علوم القرآن ط الهيئة المصرية العامة (2/ 714)
قال مجد الدين ابن الجزري رحمه الله
وفيه «أنه سئل: أي الأعمال أفضل؟ فقال: الحال المرتحل، قيل: وما ذاك؟ قال:
الخاتم المفتتح، وهو الذي يختم القرآن بتلاوته، ثم يفتتح التلاوة من أوله، شبهه بالمسافر يبلغ المنزل فيحل فيه، ثم يفتتح سيره: أي يبتدؤه. وكذلك قراء أهل مكة إذا ختموا القرآن بالتلاوة ابتدأوا وقرأوا الفاتحة وخمس آيات من أول سورة البقرة إلى «وأولئك هم المفلحون» ، ثم يقطعون القراءة، ويسمون فاعل ذلك: الحال المرتحل، أي ختم القرآن وابتدأ بأوله ولم يفصل بينهما بزمان.
النهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 430)
قال المباركفوري رحمه الله
قال بعض العلماء المقصود من الحديث السير دائما لا يفتر كما يشعر به كلمة من أوله إلى آخره ومن آخره إلى أوله فقارىء خمس آيات ونحوها عند الختم لم يحصل تلك الفضيلة وليس المراد الارتحال لفور الحلول فالمسافر السائر لا بد أن ينزل فيقيم ليلة أو بعض ليلة أو بعض يوم أو يعرس انتهى قلت الأمر عندي كما قال والله تعالى أعلم
تحفة الأحوذي (8/ 221)
مسألة قوله السلام عليك ياجبريل عليه السلام في القنوت
لقد ألقى الشيخ حفظه الله السلام على جبريل والملائكة عليهم السلام في إحدى ليالي العشر والتي كان يعتقد بأنها ليلة القدر كما أنه يسلم على جبريل والملائكة عليهم السلام في التشهد وعلى كل عبد صالح في السماء والأرض بقوله : "السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين"
و الذي حمل الشيخ على إلقاء السلام هو ما جاء في تفسير سورة القدر من أقوال لبعض كبار المفسرين لصفة سلام الملائكة على الناس، وحضورها مع الناس في المساجد، وتأمينها على الدعاء، والآثار المروية في ذلك ،وكذلك القراءة المروية عن ابن عباس رضي الله عنهما، وكلام أهل العلم في معنى (من) في قول الله (من كل أمر)،وكذلك ما أخرجه البيهقي في شعب الإيمان. كل هذه الأسباب التي ذكرتها بإيجاز حملت الشيخ على إلقاء السلام في القنوت على جبريل عليه السلام
ولم يقل الشيخ أنه رأى جبريل والملائكة عليهم السلام أو صافحهم , وقد ذكرت هذه الأسباب " تفسيراً لفعله لا تبريراً " وحفظاً لجناب التوحيد فلا يعتقد في الشيخ وحفظاً لجناب الشيخ فلا يبدع .
قال الطبري في تفسيره
وقوله: {تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر} [القدر: 4] اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: {تنزل الملائكة} [القدر: 4] وجبريل معهم، وهو الروح، في ليلة القدر {بإذن ربهم من كل أمر} [القدر: 4] يعني بإذن ربهم، من كل أمر قضاه الله في تلك السنة، من رزق وأجل وغير ذلك ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: {من كل أمر} [القدر: 4] قال: يقضى فيها ما يكون في السنة إلى مثلها فعلى هذا القول منتهى الخبر، وموضع الوقف من كل أمر وقال آخرون: {تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم} [القدر: 4] لا يلقون مؤمنا ولا مؤمنة إلا سلموا عليه ذكر من قال ذلك: حدثت عن يحيى بن زياد الفراء، قال: ثني أبو بكر بن عياش، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس: أنه كان يقرأ: «من كل امرئ سلام» وهذه القراءة من قرأ بها وجه معنى «من كل امرئ»: من كل ملك؛ كان معناه عنده: تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل ملك يسلم على المؤمنين والمؤمنات؛ ولا أرى القراءة بها جائزة، لإجماع الحجة من القراء على خلافها، وأنها خلاف لما في مصاحف المسلمين، وذلك أنه ليس في مصحف من مصاحف المسلمين في قوله: أمر، ياء، وإذا قرئت: «من كل امرئ» لحقتها همزة، تصير في الخط ياء. والصواب من القول في ذلك: القول الأول الذي ذكرناه قبل، على ما تأوله قتادة
تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (24/ 547)
قال القشيري في تفسيره
قوله جل ذكره: «تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر» «الروح فيها»: قيل جبريل. وقيل: ملك عظيم «بإذن ربهم»: أي بأمر ربهم. «من كل أمر سلام»: أي مع كل مأمور منهم سلامى على أوليائى
لطائف الإشارات = تفسير القشيري (3/ 751)
قال البغوي في تفسيره
قوله عز وجل: {تنزل الملائكة والروح} يعني جبريل عليه السلام معهم، {فيها} أي في ليلة القدر، {بإذن ربهم من كل أمر} أي بكل أمر من الخير والبركة، كقوله: "يحفظونه من أمر الله" (الرعد -11) أي بأمر الله. {سلام} قال عطاء: يريد: سلام على أولياء الله وأهل طاعته. وقال الشعبي: هو تسليم الملائكة ليلة القدر على أهل المساجد من حيث تغيب الشمس إلى أن يطلع الفجر. وقال الكلبي: الملائكة ينزلون فيه كلما لقوا مؤمنا أو مؤمنة سلموا عليه من ربه حتى يطلع الفجر.
تفسير البغوي - طيبة (8/ 491)
قال القرطبي في تفسيره
قوله (سلام هي حتى مطلع الفجر) ... وقال الشعبي: هو تسليم الملائكة على أهل المساجد، من حين تغيب الشمس إلى أن يطلع الفجر، يمرون على كل مؤمن
تفسير القرطبي (20/ 134)
قال ابن كثير في تفسيره
وقوله: {سلام هي حتى مطلع الفجر} قال سعيد بن منصور: حدثنا هشيم، عن أبي إسحاق، عن الشعبي في قوله تعالى: {من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر} قال: تسليم الملائكة ليلة القدر على أهل المساجد، حتى يطلع الفجر. وروى ابن جرير عن ابن عباس أنه كان يقرأ: "من كل امرئ سلام هي حتى مطلع الفجر". وروى البيهقي في كتابه "فضائل الأوقات" عن علي أثرا غريبا في نزول الملائكة، ومرورهم على المصلين ليلة القدر، وحصول البركة للمصلين. وروى ابن أبي حاتم عن كعب الأحبار أثرا غريبا عجيبا مطولا جدا، في تنزل الملائكة من سدرة المنتهى صحبة جبريل، عليه السلام، إلى الأرض، ودعائهم للمؤمنين والمؤمنات.
تفسير ابن كثير ت سلامة (8/ 444)
قال الشوكاني في تفسيره
وقوله: من كل أمر أي: من أجل كل أمر من الأمور التي قضى الله بها في تلك السنة، وقيل: إن «من» بمعنى اللام، أي: لكل أمر، وقيل: هي بمعنى الباء، أي: بكل أمر، قرأ الجمهور: «أمر» وهو واحد الأمور، وقرأ علي وابن عباس وعكرمة والكلبي «امرئ» مذكر امرأة، أي: من أجل كل إنسان، وتأولها الكلبي على أن جبريل ينزل مع الملائكة فيسلمون على كل إنسان، فمن على هذا بمعنى على، والأول أولى.
فتح القدير للشوكاني (5/ 576)
قال البيهقي رحمه الله في شعب الإيمان
أخبرنا أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن رجاء، حدثنا عبد الله بن سليمان الأشعث، حدثنا محمد بن يحيى الأزدي، حدثنا أصرم بن حوشب، حدثنا محمد بن يونس الحارثي، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان ليلة القدر نزل جبريل عليه السلام في كوكبة من الملائكة يصلون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله عز وجل، فإذا كان يوم عيدهم، يعني يوم فطرهم، باهى بهم ملائكته، فقال: يا ملائكتي ما جزاء أجير وفى عمله؟، قالوا: ربنا جزاؤه أن يوفى أجره، قال: ملائكتي عبيدي وإمائي قضوا فريضتي عليهم، ثم خرجوا يعجون إلي بالدعاء، وعزتي وجلالي وكرمي وعلوي وارتفاع مكاني لأجيبنهم، فيقول: ارجعوا فقد غفرت لكم وبدلت سيئاتكم حسنات، قال: فيرجعون مغفورا لهم ".
قال أحمد: " تفرد به محمد بن يحيى هذا عن أصرم بن حوشب الهمداني، وقد رويناه في الحديث الطويل في ليلة القدر، وقد روي عن كعب الأحبار في فضل صوم شهر رمضان، وبروز المسلمين يوم الفطر لعيدهم " شعب الإيمان (5/ 290)
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:-
فهذه رسالة لبعض المسائل التي عرف عن الشيخ أحمد الحواشي -حفظه الله- العمل بها في صلاته وهي من المسائل الإجتهادية التي يسوغ فيها الخلاف جمعت فيها أقوال أهل العلم التي توافق عمل الشيخ وتركت القول المخالف له فليست للتحقيق والتدقيق وإنما للتذكرة والتبصرة ، تذكرة لطلبة العلم بسلف الشيخ فيرفقوا به ،وتبصرة للجهلة بعلم الشيخ فيكفوا عنه .
مسألة قراءة الفاتحة مرتين في الركعة الواحدة
(ملاحظة)
الشيخ لا يفعلها إلا في صلاة التراويح فإنه إذا فرغ من ختمة شرع في أخرى عملاً بحديث الحال المرتحل الذي يرى صحته والعمل به .
قال النووي رحمه الله
فإن قرأ الفاتحة مرتين سهوا لم يضر وإن تعمد فوجهان الصحيح المنصوص لا تبطل لأنه لا يخل بصورة الصلاة
المجموع شرح المهذب (4/ 91)
وقال في موضع آخر
فإن قرأ فاتحة الكتاب مرتين عامدا فالمنصوص أنه لا تبطل صلاته لأنه تكرار ذكر فهو كما لو قرأ السورة بعد الفاتحة مرتين
المجموع شرح المهذب (4/ 90)
قال ابن الرفعة الشافعي رحمه الله
وإن قرأ [الفاتحة مرتين، أي: في قومة واحدة] عامدا-لم تبطل صلاته على المنصوص؛ لأن المعنى في إبطالها بتكرار الركن الفعلي اختلاف نظم الصلاة [به]، وهو لا يختلف بتكرار الفاتحة، ولأنه تكرار ذكر؛ فلا تبطل؛ كما لو قرأ غيرها مرتين.
كفاية النبيه في شرح التنبيه (3/ 402)
قال إمام الحرمين الجويني رحمه الله
قد قدمنا أن من قرأ الفاتحة مرتين قصدا في القيام، لم تبطل صلاته، وعد مصير أبي الوليد النيسابوري في ذلك إلى البطلان من هفواته
نهاية المطلب في دراية المذهب (2/ 267)
وجاء في الفتاوى الهندية
ولو قرأ الفاتحة ثم السورة ثم الفاتحة لا سهو عليه كذا في الظهيرية وهكذا في التجنيس وهو الأصح. هكذا في الزاهدي
الفتاوى الهندية (1/ 71)
وسئل العلامة ابن باز رحمه الله
هل إذا قرأت الفاتحة مرتين في ركعة واحدة سهوا أو بدون سهو هل ذلك يؤثر؟
ج: لا يؤثر، لكن لا يشرع لك تكرارها إلا إذا كنت حصل عندك نسيان فكررتها وإلا فالأصل يكفي مرة واحدة، لا تكررها إذا قرأتها مرة واحدة.
فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر (9/ 245)
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله
" قوله: "وتكرار الفاتحة" أي: ويكره تكرار الفاتحة مرتين، أو أكثر.
وتعليل ذلك: أنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم. والمكرر للفاتحة على وجه التعبد بالتكرار لا شك أنه قد أتى مكروها؛ لأنه لو كان هذا من الخير لفعله النبي صلى الله عليه وسلم، لكن إذا كرر الفاتحة لا على سبيل التعبد، بل لفوات وصف مستحب؟ فالظاهر الجواز، مثل: أن يكررها لأنه نسي فقرأها سرا في حال يشرع فيها الجهر، كما يقع لبعض الأئمة ينسى فيقرأ الفاتحة سرا، فهنا نقول: لا بأس أن يعيدها من الأول استدراكا لما فات من مشروعية الجهر، وكذلك لو قرأها في غير استحضار، وأراد أن يكررها ليحضر قلبه في القراءة التالية؛ فإن هذا تكرار لشيء مقصود شرعا، وهو حضور القلب، لكن إن خشي أن ينفتح عليه باب الوسواس فلا يفعل، لأن البعض إذا انفتح له هذا الباب انفتح له باب الوسواس الكثير، وصار إذا قرأها وقد غفل في آية واحدة منها ردها، وإذا ردها وغفل ردها ثانية وثالثة ورابعة، حتى ربما إذا شدد على نفسه شدد الله عليه، وربما غفل في أول مرة عن آية، ثم في الثانية يغفل عن آيتين، أو ثلاث "
الشرح الممتع على زاد المستقنع (3/ 240)
مسألة ترديد الآيات في الصلاة
قال النووي رحمه الله
[فصل في استحباب ترديد الآية للتدبر] وقد قدمنا في الفصل قبله الحث على التدبر وبيان موقعه وتأثر السلف وروينا عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال قام النبي صلى الله عليه وسلم: بآية يرددها حتى أصبح والآية إن تعذبهم فإنهم عبادك الآية رواه النسائي وابن ماجه وعن تميم الداري رضي الله تعالى عنه أنه كرر هذه الآية حتى أصبح أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سوآء محياهم ومما تهم ساء ما يحكمون) وعن عبادة بن حمزة قال دخلت على أسماء رضي الله عنها وهي تقرأ (فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم فوقفت عندها فجعلت تعيدها وتدعو فطال علي ذلك فذهبت إلى السوق فقضيت حاجتي ثم رجعت وهي تعيدها وتدعو ورويت هذه القصة عن عائشة رضي الله تعالى عنها وردد ابن مسعود رضي الله عنه رب زدني علما وردد سعيد بن جبير واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله وررد أيضا فسوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم الآية وررد أيضا ما غرك بربك الكريم وكان الضحاك إذا تلا قوله تعالى لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل رددها إلى السحر
التبيان في آداب حملة القرآن (ص: 85)
وسئل العلامة ابن باز رحمه الله
يقول السائل / ما حكم ترديد الإمام لبعض آيات الرحمة والعذاب؟
الجواب / لا أعلم في هذا بأسا لقصد حث الناس على الترديد والخشوع والاستفادة فقد روى عنه صلى الله عليه وسلم أنه ردد آية {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} [المائدة: 118]، رددها كثيرا صلى الله عليه وسلم.
فالحاصل: أنه إذا كان لقصد صالح لا لقصد الرياء فلا مانع من ذلك، لكن إذا كان يرى أن ترديده لذلك قد يزعجهم ويحصل به أصوات مزعجة من البكاء فترك ذلك أولى حتى لا يحصل تشويش.
أما إذا كان ترديد ذلك لا يحصل عليه إلا الخشوع والتدبر والإقبال على الصلاة فهذا كله خير.
مجموع فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله 11/ 343، 344
وسئل العلامة ابن عثيمين رحمه الله
ما حكم إعادة السورة نفسها في الركعة الأولى والركعة الثانية سهوا وليس عمدا؟
فأجاب رحمه الله تعالى: لا بأس من إعادة السورة مرة أو مرتين سواء في ركعة أو في ركعتين وسواء كان سهوا أو عمدا لعموم قوله تعالى (فاقرءوا ما تيسر منه) ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلى في الليل فكان يردد قوله تعالى (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) بقي يرددها حتى أصبح.
فتاوى نور على الدرب للعثيمين (8/ 2، بترقيم الشاملة آليا)
(ملاحظة )
قال ابن حزم رحمه الله تعالى: ( والتفريق بين الفرض والنافلة بلا قرآن ولا سنة ولا إجماع خطأ ، وبالله تعالى التوفيق)
المحلى بالآثار (2/400 )
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله
والأصل: أنَّ ما ثبت في النفل ثبت في الفرض، إلا لدليل، ويدل لهذه القاعدة أنَّ الصحابة رضي الله عنهم لما حكوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر على راحلته قالوا: غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة، دلَّ ذلك على أنَّ المعلوم أنَّ ما ثبت في النفل ثبت في الفرض ، ولأنهما عبادتان من جنس واحد، والأصل اتفاقهما في الأحكام
الشرح الممتع على زاد المستقنع (37/3 )
مسألة قراءة سورة الإخلاص في كل ركعة
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رجلٌ من الأنصارِ يؤمهم في مسجد قباءَ، وكان كلما افتتح سورةً يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به، افتتح : { قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ } . حتى يفرغ منه، ثم يقرأ سورةً أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعةٍ، فكلمه أصحابه فقالوا : إنك تفتتح بهذه السورةَ، ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأَ بأخرى، فأما أن تقرأ بها وأما أن تدَعها وتقرأ بأخرى، فقال : ما أنا بتاركِها، إن أحببتُم أن أؤمَّكم بذلك فعلتُ، وإن كرهتم تركتكم، وكانوا يرون أنه من أفضلِهم وكرهوا أن يؤمهم غيرُه، فلما أتاهم النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أخبروه الخبرَ، فقال : يا فلانُ ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابُك، وما يحملك على لزوم هذة السورةِ في كل ركعةٍ . فقال : إني أحبُّها، فقال : حبُّك إياها أدخلك الجنةَ . رواه البخاري
قال ابن حجر رحمه الله
ودل تبشيره له بالجنة على الرضا بفعله وعبر بالفعل الماضي في قوله أدخلك وإن كان دخول الجنة مستقبلا تحقيقا لوقوع ذلك قال ناصر الدين بن المنير في هذا الحديث أن المقاصد تغير أحكام الفعل لأن الرجل لو قال إن الحامل له على إعادتها أنه لا يحفظ غيرها لأمكن أن يأمره بحفظ غيرها لكنه اعتل بحبها فظهرت صحة قصده فصوبه قال وفيه دليل على جواز تخصيص بعض القرآن بميل النفس إليه والاستكثار منه ولا يعد ذلك هجرانا لغيره وفيه ما يشعر بأن سورة الإخلاص مكية
فتح الباري لابن حجر (2/ 258)
قال ابن بطال رحمه الله
وفى حديث أنس حجة لمن أجاز تكريرها فى الفريضة فى كل ركعة؛ لقوله عليه السلام للذى كان يكررها: (حبك إياها أدخلك الجنة)، فدل ذلك على جواز فعله ولو لم يجز لبين له ذلك؛ لأنه بعث معلما.
شرح صحيح البخارى لابن بطال (2/ 391)
قال بدر الدين العيني رحمه الله
وفيه: ما يدل على أن تبشيره صلى الله عليه وسلم لذلك الرجل بالجنة على أنه رضي بفعله.
عمدة القاري شرح صحيح البخاري (6/ 44)
وسئل العلامة ابن باز رحمه الله
هل يجوز أن يقرأ الإمام أي سورة مثل: (الضحى) أو (الشمس) أو (الليل)، ويكررها، وكذلك إذا قرأ سورة، وقرأ معها سورة (الإخلاص) هل هذا سنة؟
ج: كل ذلك لا بأس به، والحمد لله
فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر (8/ 241)
وسئل العلامة ابن عثيمين رحمه الله
هل يجوز لي أن أردد سورة قل هو الله أحد بعد كل ركعة؟
فأجاب رحمه الله تعالى: يجوز ذلك ولا حرج فيه كما فعل صاحب السرية الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم وكان إذا قرأ لأصحابه يختم بقل هو الله أحد.
فتاوى نور على الدرب - لابن عثيمين (141/ 18)
مسألة التكبير بعد سورة الضحى عند الختم
قال السيوطي رحمه الله
يستحب التكبير من الضحى إلى آخر القرآن وهي قراءة المكيين. أخرج البيهقي في الشعب وابن خزيمة من طريق ابن أبي بزة سمعت عكرمة بن سليمان قال: قرأت على إسماعيل بن عبد الله المكي فلما بلغت الضحى قال: كبر حتى تختم فإني قرأت على عبد الله بن كثير فأمرني بذلك وقال: قرأت على مجاهد فأمرني بذلك وأخبرني مجاهد أنه قرأ على ابن عباس فأمره بذلك وأخبر ابن عباس أنه قرأ على أبي بن كعب فأمره بذلك. كذا أخرجناه موقوفا ثم أخرجه البيهقي من وجه آخر عن ابن بزة مرفوعا وأخرجه من هذا الوجه أعني المرفوع الحاكم في مستدركه وصححه وله طرق كثيرة عن البزي وعن موسى بن هارون قال: قال لي البزي: قال لي محمد بن إدريس الشافعي: إن تركت التكبير فقدت سنة من سنن نبيك قال الحافظ عماد الدين بن كثير: وهذا يقتضي تصحيحه للحديث.
الإتقان في علوم القرآن (1/ 383)
قال البهوتي رحمه الله
(ويكبر) إذا ختم ندبا (لآخر) كل (سورة من) سورة (الضحى) إلى آخر القرآن فيقول: الله أكبر فقط
شرح منتهى الإرادات = دقائق أولي النهى لشرح المنتهى (1/ 255)
قال ابن مفلح رحمه الله
(فصل في رواية التكبير مع القرآن من سورة الضحى إلى آخر القرآن) واستحب أحمد التكبير من أول سورة الضحى إلى أن يختم ذكره ابن تميم وغيره.
الآداب الشرعية لابن مفلح (2/ 295)
مسألة تكرار سورة الإخلاص والمعوذتين عند الختم
قال السيوطي رحمه الله
عن الإمام أحمد أنه منع من تكرير سورة الإخلاص عند الختم لكن عمل الناس على خلافه. قال بعضهم: والحكمة فيه ما ورد أنها تعدل ثلث القرآن فيحصل بذلك ختمة فإن قيل: فكان ينبغي أن تقرأ أربعا ليحصل له ختمتان! قلنا: المقصود أن يكون على يقين من حصول ختمة إما التي قرأها وإما التي حصل ثوابها بتكرير السورة. انتهى.
الإتقان في علوم القرآن (1/ 385)
وسئل العلامة ابن باز رحمه الله
هل يجوز أن يقرأ الإمام أي سورة مثل: (الضحى) أو (الشمس) أو (الليل)، ويكررها، وكذلك إذا قرأ سورة، وقرأ معها سورة (الإخلاص) هل هذا سنة؟
ج: كل ذلك لا بأس به، والحمد لله
فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر (8/ 241)
مسألة الحال المرتحل
عن ابن عباس رضي الله عنه: قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ أو قال: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: " الحال المرتحل " , قال: يا رسول الله، وما الحال المرتحل؟ قال: " فتح القرآن وختمه من أوله إلى آخره , ومن آخره إلى أوله , كلما حل ارتحل "
أخرجه الحاكم في المستدرك والترمذي في سننه
قال السيوطي رحمه الله
يسن إذا فرغ من الختمة أن يشرع في أخرى عقب الختم لحديث الترمذي وغيره أحب الأعمال إلى الله الحال المرتحل الذي يضرب من أول القرآن إلى آخره كلما حل ارتحل وأخرج الدارمي بسند حسن عن ابن عباس عن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ { قل أعوذ برب الناس } افتتح من الحمد ثم قرأ من البقرة إلى { أولئك هم المفلحون } ثم دعا بدعاء الختمة ثم قام .
الإتقان في علوم القرآن ط الهيئة المصرية العامة (2/ 714)
قال مجد الدين ابن الجزري رحمه الله
وفيه «أنه سئل: أي الأعمال أفضل؟ فقال: الحال المرتحل، قيل: وما ذاك؟ قال:
الخاتم المفتتح، وهو الذي يختم القرآن بتلاوته، ثم يفتتح التلاوة من أوله، شبهه بالمسافر يبلغ المنزل فيحل فيه، ثم يفتتح سيره: أي يبتدؤه. وكذلك قراء أهل مكة إذا ختموا القرآن بالتلاوة ابتدأوا وقرأوا الفاتحة وخمس آيات من أول سورة البقرة إلى «وأولئك هم المفلحون» ، ثم يقطعون القراءة، ويسمون فاعل ذلك: الحال المرتحل، أي ختم القرآن وابتدأ بأوله ولم يفصل بينهما بزمان.
النهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 430)
قال المباركفوري رحمه الله
قال بعض العلماء المقصود من الحديث السير دائما لا يفتر كما يشعر به كلمة من أوله إلى آخره ومن آخره إلى أوله فقارىء خمس آيات ونحوها عند الختم لم يحصل تلك الفضيلة وليس المراد الارتحال لفور الحلول فالمسافر السائر لا بد أن ينزل فيقيم ليلة أو بعض ليلة أو بعض يوم أو يعرس انتهى قلت الأمر عندي كما قال والله تعالى أعلم
تحفة الأحوذي (8/ 221)
مسألة قوله السلام عليك ياجبريل عليه السلام في القنوت
لقد ألقى الشيخ حفظه الله السلام على جبريل والملائكة عليهم السلام في إحدى ليالي العشر والتي كان يعتقد بأنها ليلة القدر كما أنه يسلم على جبريل والملائكة عليهم السلام في التشهد وعلى كل عبد صالح في السماء والأرض بقوله : "السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين"
و الذي حمل الشيخ على إلقاء السلام هو ما جاء في تفسير سورة القدر من أقوال لبعض كبار المفسرين لصفة سلام الملائكة على الناس، وحضورها مع الناس في المساجد، وتأمينها على الدعاء، والآثار المروية في ذلك ،وكذلك القراءة المروية عن ابن عباس رضي الله عنهما، وكلام أهل العلم في معنى (من) في قول الله (من كل أمر)،وكذلك ما أخرجه البيهقي في شعب الإيمان. كل هذه الأسباب التي ذكرتها بإيجاز حملت الشيخ على إلقاء السلام في القنوت على جبريل عليه السلام
ولم يقل الشيخ أنه رأى جبريل والملائكة عليهم السلام أو صافحهم , وقد ذكرت هذه الأسباب " تفسيراً لفعله لا تبريراً " وحفظاً لجناب التوحيد فلا يعتقد في الشيخ وحفظاً لجناب الشيخ فلا يبدع .
قال الطبري في تفسيره
وقوله: {تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر} [القدر: 4] اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: {تنزل الملائكة} [القدر: 4] وجبريل معهم، وهو الروح، في ليلة القدر {بإذن ربهم من كل أمر} [القدر: 4] يعني بإذن ربهم، من كل أمر قضاه الله في تلك السنة، من رزق وأجل وغير ذلك ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: {من كل أمر} [القدر: 4] قال: يقضى فيها ما يكون في السنة إلى مثلها فعلى هذا القول منتهى الخبر، وموضع الوقف من كل أمر وقال آخرون: {تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم} [القدر: 4] لا يلقون مؤمنا ولا مؤمنة إلا سلموا عليه ذكر من قال ذلك: حدثت عن يحيى بن زياد الفراء، قال: ثني أبو بكر بن عياش، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس: أنه كان يقرأ: «من كل امرئ سلام» وهذه القراءة من قرأ بها وجه معنى «من كل امرئ»: من كل ملك؛ كان معناه عنده: تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل ملك يسلم على المؤمنين والمؤمنات؛ ولا أرى القراءة بها جائزة، لإجماع الحجة من القراء على خلافها، وأنها خلاف لما في مصاحف المسلمين، وذلك أنه ليس في مصحف من مصاحف المسلمين في قوله: أمر، ياء، وإذا قرئت: «من كل امرئ» لحقتها همزة، تصير في الخط ياء. والصواب من القول في ذلك: القول الأول الذي ذكرناه قبل، على ما تأوله قتادة
تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (24/ 547)
قال القشيري في تفسيره
قوله جل ذكره: «تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر» «الروح فيها»: قيل جبريل. وقيل: ملك عظيم «بإذن ربهم»: أي بأمر ربهم. «من كل أمر سلام»: أي مع كل مأمور منهم سلامى على أوليائى
لطائف الإشارات = تفسير القشيري (3/ 751)
قال البغوي في تفسيره
قوله عز وجل: {تنزل الملائكة والروح} يعني جبريل عليه السلام معهم، {فيها} أي في ليلة القدر، {بإذن ربهم من كل أمر} أي بكل أمر من الخير والبركة، كقوله: "يحفظونه من أمر الله" (الرعد -11) أي بأمر الله. {سلام} قال عطاء: يريد: سلام على أولياء الله وأهل طاعته. وقال الشعبي: هو تسليم الملائكة ليلة القدر على أهل المساجد من حيث تغيب الشمس إلى أن يطلع الفجر. وقال الكلبي: الملائكة ينزلون فيه كلما لقوا مؤمنا أو مؤمنة سلموا عليه من ربه حتى يطلع الفجر.
تفسير البغوي - طيبة (8/ 491)
قال القرطبي في تفسيره
قوله (سلام هي حتى مطلع الفجر) ... وقال الشعبي: هو تسليم الملائكة على أهل المساجد، من حين تغيب الشمس إلى أن يطلع الفجر، يمرون على كل مؤمن
تفسير القرطبي (20/ 134)
قال ابن كثير في تفسيره
وقوله: {سلام هي حتى مطلع الفجر} قال سعيد بن منصور: حدثنا هشيم، عن أبي إسحاق، عن الشعبي في قوله تعالى: {من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر} قال: تسليم الملائكة ليلة القدر على أهل المساجد، حتى يطلع الفجر. وروى ابن جرير عن ابن عباس أنه كان يقرأ: "من كل امرئ سلام هي حتى مطلع الفجر". وروى البيهقي في كتابه "فضائل الأوقات" عن علي أثرا غريبا في نزول الملائكة، ومرورهم على المصلين ليلة القدر، وحصول البركة للمصلين. وروى ابن أبي حاتم عن كعب الأحبار أثرا غريبا عجيبا مطولا جدا، في تنزل الملائكة من سدرة المنتهى صحبة جبريل، عليه السلام، إلى الأرض، ودعائهم للمؤمنين والمؤمنات.
تفسير ابن كثير ت سلامة (8/ 444)
قال الشوكاني في تفسيره
وقوله: من كل أمر أي: من أجل كل أمر من الأمور التي قضى الله بها في تلك السنة، وقيل: إن «من» بمعنى اللام، أي: لكل أمر، وقيل: هي بمعنى الباء، أي: بكل أمر، قرأ الجمهور: «أمر» وهو واحد الأمور، وقرأ علي وابن عباس وعكرمة والكلبي «امرئ» مذكر امرأة، أي: من أجل كل إنسان، وتأولها الكلبي على أن جبريل ينزل مع الملائكة فيسلمون على كل إنسان، فمن على هذا بمعنى على، والأول أولى.
فتح القدير للشوكاني (5/ 576)
قال البيهقي رحمه الله في شعب الإيمان
أخبرنا أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الزاهد، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن رجاء، حدثنا عبد الله بن سليمان الأشعث، حدثنا محمد بن يحيى الأزدي، حدثنا أصرم بن حوشب، حدثنا محمد بن يونس الحارثي، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان ليلة القدر نزل جبريل عليه السلام في كوكبة من الملائكة يصلون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله عز وجل، فإذا كان يوم عيدهم، يعني يوم فطرهم، باهى بهم ملائكته، فقال: يا ملائكتي ما جزاء أجير وفى عمله؟، قالوا: ربنا جزاؤه أن يوفى أجره، قال: ملائكتي عبيدي وإمائي قضوا فريضتي عليهم، ثم خرجوا يعجون إلي بالدعاء، وعزتي وجلالي وكرمي وعلوي وارتفاع مكاني لأجيبنهم، فيقول: ارجعوا فقد غفرت لكم وبدلت سيئاتكم حسنات، قال: فيرجعون مغفورا لهم ".
قال أحمد: " تفرد به محمد بن يحيى هذا عن أصرم بن حوشب الهمداني، وقد رويناه في الحديث الطويل في ليلة القدر، وقد روي عن كعب الأحبار في فضل صوم شهر رمضان، وبروز المسلمين يوم الفطر لعيدهم " شعب الإيمان (5/ 290)
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين