رفقاً بالزائر الجديد // شيخة القاسم

احمد ابوبكر
1436/03/28 - 2015/01/19 04:52AM
[align=justify]الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

وبعد:

كأني بك – أيها القارئ – بعد أن قرأت عنوان المقال تتساءل: (من هو يا ترى الزائر الجديد؟).

لعلك بعد قراءتك لهذه المواقف الحقيقية التالية تعرف من هو؟

•• تعين (م) معلماً جديداً في قرية نائية، دخل المدرسة يشوبه شيء من القلق والتوتر، يُحدّث نفسه: سأقابل عدداً من المعلمين يعرف بعضهم بعضاً، وأنا “الغريب" بينهم، كيف ستكون حالي معهم؟!

وما إن دلف غرفة المعلمين إلا وتعالت صيحات الترحاب، وقابلوه بالسلام والحفاوة، فهدأت نفسه، وعلا البشر وجهه، وطمأن أهله الذين ينتظرون خبره.

•• تعينت (ن) معلمة جديدة في (ث..)، دخلت غرفة المعلمات فقابلها البعض بسلام فاتر، وفي وقت الاستراحة (الفسحة) جلسن لتناول طعام الإفطار، ولم يدعنها لمشاركتهن، رجعت إلى البيت، كاسفة البال، كيف سأقابل هذه الوجوه يومياً؟!

•• تزوجت (أ) من عائلة ليس بينهم سابق معرفة، أقاموا لها في منزلهم حفلاً كبيراً، دخلت المجلس، الجميع يرقبها، والعيون ترمقها، تكاد تتعثر في مشيتها، جلست وكلها حياء وخجل، لا تعرف من الحاضرات أحداً لتصاحبه وتحادثه، فانبرت إحدى المدعوات تؤانسها وتضاحكها، وتعرفها على الحاضرات، فهدأت نفسها، واطمأن قلبها، ولم تنسَ هذا الموقف لها!

رفقاً بالزائر الجديد!

•• إن أول لقاء يتم بينك وبين شخص يأخذ انطباعاً طيباً أو سيئاً عنك بنسبة 85٪، وبنسبة 15٪ في اللقاءات الأخرى.

فاللقاء الأول مع الناس مهم جداً.

فاحرص على التحلي بحسن الخلق، تثاب وتؤجر عليه، وتنال محبة الناس.

•• إنّ من العبادات الجليلة التي تؤجر عليها – أيها القارئ – وهي من مكارم الأخلاق: – الاحتفاء بالضيف ومؤانسته، فقد ورد عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أنه قال: (لما قدم وفد عبدالقيس على النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “مرحباً بالوفد الذين جاءوا غير خزايا ولا ندامى".

- التبسم في وجه أخيك كما قال – صلى الله عليه وسلم -: “تبسمك في وجه أخيك صدقة".

قال العلامة المناوي: (يعني إظهارك له بالبشاشة والبشر إذا لقيته، تؤجر عليه كما تؤجر على الصدقة).

- إدخال السرور على الآخرين بالكلام الطيب كما قال – صلى الله عليه وسلم -: “الكلمة الطيبة صدقة".

هذا غيض من فيض من مكارم الأخلاق، لو طبقناها مع من حولنا من ضيف أو زائر جديد لزالت الوحشة، وعمت الألفة، وسادت المودة، وأبقيت لك ذكراً طيباً.

إنّ الحياة مزارع فازرع

بها ما شئت تحصد

والناس لا يبقى سوى

آثارهم والعين تفقد

جعلني الله وإياكم ممن يبقى له ذكر طيب، وأثر حسن بين خلقه.
[/align]
المشاهدات 917 | التعليقات 0