رسالة (28) ادعو ربكم تضرعًا وخفية لابن تيمية رحمه الله

تَمْهِيدٌ إِلَى الرِّسَالَةِ

يَتَنَاوَلُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ فِي هَذِهِ الرِّسَالَةِ تَحْلِيلَ وَتَفْسِيرَ الْآيَتَيْنِ الْكَرِيمَتَيْنِ مِنْ سُورَةِ الْأَعْرَافِ ]ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ[([1]).

إِلَيْكَ مُلَخَّصٌ لِأَبْرَزِ النِّقَاطِ الَّتِي تَنَاوَلَهَا ابْنُ تَيْمِيَّةَ فِي رِسَالَتِهِ:

·      أَنْوَاعُ الدُّعَاءِ:

يُوَضِّحُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ أَنَّ الدُّعَاءَ فِي الْقُرْآنِ يَشْمَلُ نَوْعَيْنِ: دُعَاءَ الْعِبَادَةِ، وَدُعَاءَ الْمَسْأَلَةِ، وَهُمَا مُتَلَازِمَانِ.

دُعَاءُ الْمَسْأَلَةِ هُوَ طَلَبُ مَا يَنْفَعُ الدَّاعِيَ وَكَشْفُ مَا يَضُرُّهُ، وَدُعَاءُ الْعِبَادَةِ هُوَ الدُّعَاءُ خَوْفًا وَرَجَاءً.

·      آدَابُ الدُّعَاءِ:

يُؤَكِّدُ عَلَى أَهَمِّيَّةِ الْإِخْلَاصِ فِي الدُّعَاءِ، وَأَنْ يَكُونَ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً، مُشِيرًا إِلَى فَوَائِدِ إِخْفَاءِ الدُّعَاءِ، مِثْلَ زِيَادَةِ الْإِيمَانِ، وَالْأَدَبِ مَعَ اللَّهِ، وَتَحْقِيقِ الْخُشُوعِ وَالْإِخْلَاصِ.

وَيُحَذِّرُ مِنَ الِاعْتِدَاءِ فِي الدُّعَاءِ، سَوَاءً كَانَ ذَلِكَ بِطَلَبِ مَا لَا يَجُوزُ، أَوْ بِرَفْعِ الصَّوْتِ، أَوْ بِعَدَمِ التَّضَرُّعِ.

·      الْإِصْلَاحُ وَالْإِفْسَادُ فِي الْأَرْضِ:

يُبَيِّنُ أَنَّ أَعْظَمَ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ هُوَ الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَأَنَّ صَلَاحَ الْأَرْضِ يَتَحَقَّقُ بِتَوْحِيدِ اللَّهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ ﷺ. وَيُوَضِّحُ أَنَّ الْمَعَاصِيَ سَبَبٌ فِي فَسَادِ الْأَرْضِ وَحُلُولِ الْبَلَاءِ.

·      الْخَوْفُ وَالرَّجَاءُ:

يَشْرَحُ أَهَمِّيَّةَ الْجَمْعِ بَيْنَ الْخَوْفِ وَالرَّجَاءِ فِي الدُّعَاءِ وَالْعِبَادَةِ، وَأَنَّ ذَلِكَ مِنْ مَقَامَاتِ الْإِيمَانِ وَالْإِحْسَانِ.

وَيُبَيِّنُ أَنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبَةٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ الَّذِينَ يَدْعُونَهُ خَوْفًا وَطَمَعًا.

·      الْإِحْسَانُ:

يُوَضِّحُ أَنَّ الْإِحْسَانَ يَكُونُ بِفِعْلِ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ، سَوَاءٌ كَانَ إِحْسَانًا لِلنَّاسِ أَوْ لِلنَّفْسِ. وَأَنَّ أَعْظَمَ الْإِحْسَانِ هُوَ الْإِيمَانُ وَالتَّوْحِيدُ وَالْإِنَابَةُ إِلَى اللَّهِ.

وَيُوَضِّحُ أَنَّ الْإِحْسَانَ هُوَ عِبَادَةُ اللَّهِ كَأَنَّكَ تَرَاهُ إِجْلَالًا وَمَهَابَةً وَحَيَاءً وَمَحَبَّةً وَخَشْيَةً.

·      أَهَمُّ النِّقَاطِ الَّتِي تَنَاوَلَهَا ابْنُ تَيْمِيَّةَ:

-      تَوْضِيحُ الْعَلَاقَةِ بَيْنَ دُعَاءِ الْمَسْأَلَةِ وَدُعَاءِ الْعِبَادَةِ.

-      بَيَانُ أَهَمِّيَّةِ الْإِخْلَاصِ وَالتَّضَرُّعِ فِي الدُّعَاءِ.

-      التَّحْذِيرُ مِنَ الِاعْتِدَاءِ فِي الدُّعَاءِ.

-      تَوْضِيحُ مَفْهُومِ الْإِصْلَاحِ وَالْإِفْسَادِ فِي الْأَرْضِ.

-      بَيَانُ أَهَمِّيَّةِ الْجَمْعِ بَيْنَ الْخَوْفِ وَالرَّجَاءِ فِي الْعِبَادَةِ.

-      تَوْضِيحُ مَفْهُومِ الْإِحْسَانِ وَعَلَاقَتِهِ بِقُرْبِ رَحْمَةِ اللَّهِ.

بِاخْتِصَارٍ: تُظْهِرُ هَذِهِ الرِّسَالَةُ عُمْقَ فَهْمِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ لِلْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَقُدْرَتَهُ عَلَى اسْتِنْبَاطِ الْمَعَانِي وَالدَّلَالَاتِ مِنَ الْآيَاتِ، وَتَقْدِيمِهَا بِأُسْلُوبٍ وَاضِحٍ وَمُؤَثِّرٍ.



([1]( سورة الأعراف، رقم الآية (55 – 56).

المرفقات

1743130666_ادعو ربكم تضرعًا وخفيةً.pdf

1743130672_ادعو ربكم تضرعًا وخفيةً.docx

المشاهدات 19 | التعليقات 0