رسالة العفاف والطهر إلى العالم(عمو لا تصورني، ماني متحجبة)-19-8-1434هـ-منقولة ومجموعة
محمد بن سامر
1434/08/19 - 2013/06/28 05:42AM
خطبة مجموعة(بتصرف)من خطبة أخي فضيلة الشيخ: إبراهيم بن سلطان العريفان و مقال لأخي:د. ظافر بن حسن آل جَبْعَان-حفظهما الله تعالى ووفقهما لكل خير، مع تنسيق لها على وورد في المرفقات.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جل عن الشبيه والمثيل والكفء والنظير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله وخيرته من خلقه، وأمينه على وحيه، أرسله ربه رحمة للعالمين، وحجة على العباد أجمعين، فهدى الله تعالى به من الضلالة، وبصر الله تعالى به من الجهالة، وكثر به بعد القلة، وأغنى به بعد العيلة، ولم به بعد الشتات، وأمّن به بعد الخوف، فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله الطيبين، وأصحابه الغر الميامين، ما اتصلت عين بنظر، ووعت أذن لخبر وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد أيها الإخوة المؤمنون: فلقد شاهد العالم وسمع، وتناقلت وسائل الإعلام ما يحصل لإخواننا وأخواتنا في بلاد الشام، وما لاقوه من الكافرين والمشركين، ولن ينسى التأريخ ما حصل في بلاد الشام من بطولات وتضحيات، ولن ينسى التآمر العالمي على إخواننا وأخواتنا، وخذلان القريب، وتفريط المتعاطف...
ومع هذا كله فما زالت بلاد الشام تُسطر لنا كل يوم دروسًا في العزة والكرامة، والشرف والإباء، والتضحية والجهاد، والبذل والعطاء، مع ما هم فيه من البلاء، وما حل بهم من اللأواء.
من رحم المأساة تخرج بطولات وتضحيات، أبطالها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وأطفالها تربوا على الإباء والصمود، ونساؤها قدموا فلذات أكبادهن، وضحين بأوليائهن، وشاركن بأبدانهن لنصرة قضيتهن.
في مشهد من مشاهد تلك البطولات، وموقف من مواقف العزة والعفاف، ومنظر تعلوه الهيبة والوقار يكون الحديث اليوم:
ملخص المشهد يبرز في تعدٍ ظالم جائر، وخائن كافر، يحمله جبروته وغروره، وتسوقه غطرسته وجنونه، ويدفعه شياطين الإنس من رافضة مجوسية، وشيوعيين ملحدين، ووثنيين مشركين، وصمت مطبق من خاذل عاجز، ومتآمر فاجر...
هذا الخائن مع المتآمر يستهدف كل شيء، فلم يسلم منه بشر ولا شجر، ولا بهيمة ولا حجر...
يصب جام غضبه على كل شيء، ثم يخص بمزيد من الجور: الضعفاء المستضعفين، والعالة المساكين، والنساء والأطفال المكلومين، وعلى العاجزين من الشيوخ والمعاقين...
وما حمله على ذلك إلا لما عجز عن ملاقاة الأبطال الميامين، والمجاهدين الصابرين، وهذا طبع الخسيس الدنيء إذا عجز عن الأبطال عاد إلى الضعفاء المساكين بالبطش والجور...
يقوم هذا الكافر وجنده بغارة جوية تستهدف هدم المنازل على رؤوس أهلها، وترويع الآمنين؛ يأتي إلى بيت من بيوتات المسلمين في حي جوبر، يضم ضعفاء ومساكين فيهدمه عليهم، ويدكه فوقهم، فيكون سببًا لقلب أمنهم خوفًا، وسكنِهم خرابًا، وصحتِهم سقمًا...
في ليلة من ليالي البطش على المدنيين، تُغير الطائرات حاملة بداخلها أقوامًا يحملون قلوبًا هي أقسى من الحجر، ونفوسًا هي أخبث من القذر، يحملون لهيبًا من نار، ولظىً من سعير، ليرسلوها مع حقدهم على الضعفاء، في حرب غير متكافئة الأطراف، ولا متساوية العتاد...
هنا تبدأ غارة من الغارات الغاشمة بقصفها الماكر، وحربها المسعورة على المدنيين، وبعد هذه الغارة يتشفى المجرمون الحاقدون بالأنين والصراخ، والبكاء والعويل في منظر يثبت حقد تلك القلوب، وقذارة تلك النفوس...
انطلقت غارة من غارات المجرمين على حي من أحياء المسلمين في سوريا، وتكشفت هذه الغارة الحاقدة بعد قصفها الغادر عن أجسادٍ ممزقة، ورؤوس مهشمة، وأعظم مكسرة، وجثث هامدة...
وهنا يتسارع أهل النخوة والنصرة بإغاثة الملهوف، وإنقاذ من يستطيعون إنقاذه من المصابين...
وفي مشهد بعد غارة من الغارات يسمع الناس أنينًا وصراخًا في كل مكان ومن تحت الأنقاض.
وفي ناحية من النواحي وتحت ركام من الخرسانة والإسمنت يرتفع صوت أنين، واستغاثة ملهوف مكروب، وهنا يتفازع الشرفاء لإغاثته، ويتسارع النبلاء لنجدته، ويبدؤون في حمل الأنقاض، ورفع التراب، حتى اقتربوا من الأنين والاستغاثة فإذا هو أنين مكلومة، وصراخ نبيلة، وتألم صريعة، إنه صوت فتاة تأن وتتألم-يا لله العجب، الشرفاء في الحرب لا يمدون أيديهم على الضعيف والعاجز والمرأة والطفل ولا ينالون منهم، لكن الحقد النصيري، والخبث المجوسي لا يعرف معنى الشرف-وفي تلك الأثناء ومع الكرب والأنين، والألم والضيق يخرج صوت العفيفة، ويظهر صوت النقية، وينطق العفاف بمقولة يقف العالم لها مدهوشًا، فيتلعثم اللسان، وتَشْخَصُ العينان، ويخفق الجنان، وتقشعر الأبدان...
هذا الأنين أصبح صوتًا يُسمع، ورسالةً تُدوي، ومبادئَ تُنشر، أصبح قيمة لا يجيد تقديمها إلا الشرفاء، ولا يحسن نشرها إلا الفضلاء، ولا يتلذذ بسماعها إلا النبلاء...
هنا تنطق العفيفة، وتتكلم النبيلة، وتنبس الطاهرة بمقولة هي- وربي-درس عملي للأمة جمعاء...
هنا تنطق الطاهرة ببراءة النقاء، وصدق الشرف، وجمال العفة...هنا ترفع كلمتها لترسلها إلى النساء الشريفات، وترفعها إلى المحافظات العفيفات...هذه الكلمات التي أطلقتها هي:
درس عظيم لكل عفيفة...ومنهج حياة لكل طاهرة...ولسان حال يغني عن كل مقال لكل غافلة...
لقد أطلقت العفيفة كلمات مدوية، فقالت بلسانها الصادق، ولهجة أهل بلدها الشرفاء: "عمو لا تصورني ماني متحجبة".
يا الله ما أصدق هذه الكلمة، وما أشرف هذه العبارة، وما أطهر هذه المرأة...
كلمةٌ طاهرة من عفيفة صادقة في وقت كرب عصيب، لكنها المبادئ والقيم لا تزيدها الأحداث إلا ثباتًا...يخرج صوت العفة من تحت الأنقاض ليحيي قلوبًا غافلة، ونفوسًا معرضة...
إن مثل هذه العفيفة هي التي يُخطب ودها، ويتسابق الشرفاء لخدمتها، ويسعى الجميع لإعانتها على صيانة عفافها...
مثل هذه العفيفة رمز للعفاف في زمن أصبح العفاف فيه عزيزًا، والشرف فيه عند كثير من نساء المسلمين نادرًا.
(عمُّو) وينتعش الركام ويُورق***والطهر في روح العفيفة يشرق[font="]
(عمُّو)ويختنق الغبار تأسُّفًا***(عمُّو)ووجِدان الشظايا يُشفق[font="]
[/font]صوتٌ أثارَ من الركام شجونَه***فبكى وكاد من التأثر ينطق[font="]
[/font]تحت الركام تألقت نبراته***نغمًا بأشذاء المبادئ يَعبق[font="]
[/font]صوت ترقرق في المسامع لحنه***والموت في وجه الفتاة يُحَدِّق[font="]
[/font](عمُّو) تنادي والدموع غزيرة***وحجابها تحت الركام ممزق[font="]
[/font]كفُّوا عن التصوير إني حرة***بعفافها وحجابها تتعلق[font="]
[/font]لله درك يا ابنةَ الشام التي***صارت مثالا للتعفُّف يُطْلَق[font="]
[/font](عمُّو)وكم عمٍّ تذلّل للعدا***ساءت مقاصده وساء المنطق[font="]
[/font]يا بنت شامِ العزِّ صوتُكِ لوحةٌ***قلمُ الهدى في رسمها يتأنَّق[font="]
[/font]ناديتِ صادقةً فلبّى مُنقِذٌ***والله يحمي العبدَ لما يَصْدُق[font="]
[/font]لو أدرك الصاروخ منك حقيقة***لارتدَّ يقتل مُطْلِقيهِ ويُحرِقُ[font="]
[/font]لا تيأسي يابنت شامِ إبائنا***فالظلم يقتل أهله ويمزِّق[font="]
[/font]وبعد هذا المشهد التأريخي لنا أن نتساءل:أين النساء عن مثل هذه المقولة؟ أين هنَّ عن هذه المبادئ السامية، والقيم الرفيعة...أين هنَّ عن معاني الشرف فيها، والطهر منها؟[/font]
بل: أين أولئك الذين يسعون لفساد المرأة عن مثل هذه الكلمة الشريفة...
أين كلمة هذه المباركة عن فتيات المسلمين، اللاتي يتبرأن من ثيابهن باسم المدنية والانفتاح، ألا يتعلمن من عفيفات الشام معنى المحافظة على الدين والقيم والأخلاق حتى في أحلك الظروف...سقط المبنى عليها، وكادت أن تموت، و لم تبال بإنقاذ حياتها، همها ألا تصور بلا حجاب، أي تربية عظيمة نشأت عليها هذه الطيبة.
لله درك أيتها العفيفة الطاهرة، هنا العفّة و الطهارة و الشرف، هنا الستر والكرامة، بمثل هذه تفتخر الأمة لأنهن أميرات مجدنا.
عباد الله...تلك الفتاة لم تذهلها القذائف وحمم الطائرات عن حجابها وعفافها رغم أنها معذورة، واليوم كثير من بنات المسلمين تبحث عن ما يسوغ تعريها وتبرجها، تأتي تمتمة فتاة تحت الأنقاض فتقول (عمو لا تصورني، ماني متحجبة) من قلب طاهر لتوصل رسالة الحجاب إلى الأمة كلها.
يا الله! كم أرسلت هذه الفتاة الثابتة من رسائل لو اجتمعت كل وسائل الإعلام على صياغتها لعجزت عن التعبير بمثلها.
أحبت الستر والعفاف فعاشت عليه، أما والله لو ماتت لماتت عليه، فإن من أحب شيئًا عاش عليه ومات عليه وبعث عليه. استشعرت أن حجابها كجلدها، يؤلمها نزعه.
فقط بكلمات قليلة أصبحت الفتاة عظيمة، عندما تكون الجنة هي الغاية، وفي الرخاء يبلغ القلب درجة الإحسان، فلا تستغرب هذا الثبات وهذا الهم حتى في أشد اللحظات.[font="]
إنها درست في مدرسة العفة والطهر، ولا يفقه ذلك إلا من تربى على سورة مريم ويوسف عليهما السلام، ليهنِك الفضل يا أرض الشام.[/font]
أصبحت كلماتها اليسيرة أبلغَ موعظة سمعتها الأمة عن العفاف والطهر. فبعد هذه الصرخة يجدر بالمتبرجات والكاشفات أن يستحين من أنفسهن.
شتان بين حجاب تتذكره البنت في ساعة الموت، وحجاب يطير وينزع وقت إقلاع الطائرة في السفر إلى الخارج.
يا فتاة الشام...لقد أتعبت النساء من بعدك، فرغم رفع الحرج عنك، إلا أنك أبيت إلا أن تُعطينا وتُعطي فتياتِنا ونساءَنا وشبابَنا وشيوخَنا درسًا لن ننساه، رأت الموت بعينيها لكنها قالت: (عمو لا تصورني، ماني متحجبة) لتكون رسالةً إلى كل امرأة تخلت عن حجابها لأجل وظيفة، رسالةً لمن تفننت في تزيين عباءتها إظهارًا لمفاتنها، رسالةً لكل من وقع في الفاحشة والرذيلة، وجمع لها الأموال، وسافر من أجلها إلى بلاد الفسق والضلال، ليتلذذ بمتعة محرمة زائفة زائلة، ونسي أو تناسى أن الله يرى ويسمع، ولا يخفى عليه شيء، ومحيط بكل شيء.
سبحان الله شتان بين الاثنين، همم هبطت في الدنيا الدنية، وهمم ترنو إلى السماء العلية...سبحانك ربى لهذه الهمم، حجابها أغلى من حياتها.
اللهم رحمتك وسترك بنا يا أرحم الراحمين، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى.
فقد لقيت المرأة المسلمة من الإسلام كل العناية والرعاية، التي تصون عفتها، وتجعلها عزيزة الجانب، سامية المكان.
وإن الشروط التي فرضت عليها في ملبسها وزينتها لم تكن إلا لسد ذريعة الفساد الذي ينتج عن التبرج بالزينة، وهذا ليس تقييًدا لحريتها بل هو وقاية لها أن تسقط في درك المهانة، ووحل الابتذال، أو تكون مسرحًا لأعين الذئاب أصحاب الميل والشهوات.[font="]
الحجاب طاعة لله[font="]-عز وجل[/font]-وطاعة للرسول-[font="]صلى الله عليه وآله وسلم[/font]-، فقد أمر الله النساء بالحجاب فقال: /font]وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا[/b][b][font=" وقال[font="]-[/font][/font][font="]عز وجل[/font]-: /b][b]يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ[/b][b][font=" وقال الرسول-[/font][font="]صلى الله عليه وآله وسلم-[/font]: "المرأة عورة" يعني يجب سترها.[font="]
عباد الله: لقد جعل الله-سبحانه وتعالى-التزام الحجاب عنوان العفة، فقال: /b][b]يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ[/b][b][font="[/font] لتسترهن بأنهن عفائف مصونات فلا يتعرض لهن الفساق بالأذى، وفي قوله سبحانه (فَلا يُؤْذَيْنَ) إشارة إلى أن معرفة محاسن المرأة إيذاء لها ولذويها بالفتنة والشر.[/font]
عباد الله: الحجاب طهارة، قال-سبحانه وتعالى-: [font="]/font][/b][b]وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ[/b][b][font="، فوصف الله الحجاب بأنه طهارةٌ لقلوب المؤمنين والمؤمنات، لأن العين إذا لم تر لم يشته القلب، ومن هنا كان القلبُ عند عدم الرؤية أطهر، وعدمُ الفتنة حينئذ أظهر، لأن الحجاب يقطع أطماع مرضى القلوب [font="]/font][/b][b]فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ[/b][b][font=" [/font].[/font]
الحجاب ستر قال رسول الله[font="]-[font="]صلى الله عليه وآله وسلم-[/font]: "إن الله حيي ستير، يحب الحياء والستر" وقال: "أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها خرق الله-عز وجل- عنها ستره"، والجزاء من جنس العمل.[/font]
الحجاب تقوى...قال-سبحانه وتعالى-: /b][b]يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ[/b][b][font=".[/font]
الحجاب إيمان...واللهُ-سبحانه وتعالى-لم يخاطب بالحجاب إلا المؤمنات، ولما دخل نسوة من بني تميم على أم المؤمنين عائشة-رضي الله عنها-عليهن ثياب رقاق قالت: "إن كنتن مؤمنات فليس هذا بلباس المؤمنات، وإن كنتين غير مؤمنات فتمتعن به.
الحجاب حياء...قال [font="]-[font="]عز وجل-[/font]: "إن لكل دين خلقًا، وإن خلق الإسلام الحياء.[/font]
الحجاب غيرة...فالحجاب يتناسب مع الغيرة، التي جُبل عليها الرجل السوي، الذي يأنف أن تمتد النظرات الخائنة إلى زوجته وبناته، وكم من حرب نشبت في الجاهلية والإسلام غيرة على النساء وحمية لحرمتهن، قال علي-رضي الله عنه-: "بلغني أن نساءكم يزاحمن العلوج-أي الرجال الكفار من العجم-في الأسواق ألا تغارون؟ إنه لا خير فيمن لا يغار.
رسالة ربانية: /b][b]يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا...[/b][b][font="[/font]
أسأل الذي بيده مقاديرُ الأمور، وتصاريفُ الدهور، وأمرُ الدنيا والآخرة أن يزيد هذه العفيفة شرفًا، وأن يحفظها وجميع نسائنا في كل مكان، وأن ينتقم من الظالمين، اللهم عليك بالظالمين المعتدين النصيرين، ومَن آزَرَهُم من اليهود والنصارى والملحدين، اللهم خالف بين رأيهم وكلمتهم، اللهم فرِّق جمعهم، وشتِّتْ شملهم، واجعل بأسهم بينهم، والدائرة عليهم، وتدبيرهم تدميرًا لهم، اللهم اكف المسلمين شرهم بما شئت وكيف شئت.
اللهم عليك بطاغية الشام، اللهم أخرس لسانه، وشُلَّ أركانه، اللهم لا ترفع له راية، واجعله عبرة وآية، اللهم اجعل أمره في سِفال، وسعيه في وبال، اللهم اشدد وطأتك عليه وعلى جنده، واجعلها عليهم سنينًا كسني يوسف.
اللهم انصر دينك وعبادك الصالحين، واجعلنا من الناصرين لهم يا رب العالمين، اللهم انصر إخواننا المستضعفين في كل مكان بعامة وفي الشام بخاصة، اللهم سدد رميهم ورأيهم، ووحد صفهم، واجمع على الحق والتوحيد كلمتهم، واربط على قلوبهم، وثبتهم أقدامهم، واحقن دمائهم، واحفظ أعراضهم وأهلهم، وتقبل في الشهداء قتلاهم، وعجل بفرجهم ونصرهم يا قوي يا عزيز، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، الواحد القهار، الحي يوم لا حي، يا مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين، اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وأزواجنا وذرياتنا، والمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات...
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جل عن الشبيه والمثيل والكفء والنظير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله وخيرته من خلقه، وأمينه على وحيه، أرسله ربه رحمة للعالمين، وحجة على العباد أجمعين، فهدى الله تعالى به من الضلالة، وبصر الله تعالى به من الجهالة، وكثر به بعد القلة، وأغنى به بعد العيلة، ولم به بعد الشتات، وأمّن به بعد الخوف، فصلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله الطيبين، وأصحابه الغر الميامين، ما اتصلت عين بنظر، ووعت أذن لخبر وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد أيها الإخوة المؤمنون: فلقد شاهد العالم وسمع، وتناقلت وسائل الإعلام ما يحصل لإخواننا وأخواتنا في بلاد الشام، وما لاقوه من الكافرين والمشركين، ولن ينسى التأريخ ما حصل في بلاد الشام من بطولات وتضحيات، ولن ينسى التآمر العالمي على إخواننا وأخواتنا، وخذلان القريب، وتفريط المتعاطف...
ومع هذا كله فما زالت بلاد الشام تُسطر لنا كل يوم دروسًا في العزة والكرامة، والشرف والإباء، والتضحية والجهاد، والبذل والعطاء، مع ما هم فيه من البلاء، وما حل بهم من اللأواء.
من رحم المأساة تخرج بطولات وتضحيات، أبطالها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وأطفالها تربوا على الإباء والصمود، ونساؤها قدموا فلذات أكبادهن، وضحين بأوليائهن، وشاركن بأبدانهن لنصرة قضيتهن.
في مشهد من مشاهد تلك البطولات، وموقف من مواقف العزة والعفاف، ومنظر تعلوه الهيبة والوقار يكون الحديث اليوم:
ملخص المشهد يبرز في تعدٍ ظالم جائر، وخائن كافر، يحمله جبروته وغروره، وتسوقه غطرسته وجنونه، ويدفعه شياطين الإنس من رافضة مجوسية، وشيوعيين ملحدين، ووثنيين مشركين، وصمت مطبق من خاذل عاجز، ومتآمر فاجر...
هذا الخائن مع المتآمر يستهدف كل شيء، فلم يسلم منه بشر ولا شجر، ولا بهيمة ولا حجر...
يصب جام غضبه على كل شيء، ثم يخص بمزيد من الجور: الضعفاء المستضعفين، والعالة المساكين، والنساء والأطفال المكلومين، وعلى العاجزين من الشيوخ والمعاقين...
وما حمله على ذلك إلا لما عجز عن ملاقاة الأبطال الميامين، والمجاهدين الصابرين، وهذا طبع الخسيس الدنيء إذا عجز عن الأبطال عاد إلى الضعفاء المساكين بالبطش والجور...
يقوم هذا الكافر وجنده بغارة جوية تستهدف هدم المنازل على رؤوس أهلها، وترويع الآمنين؛ يأتي إلى بيت من بيوتات المسلمين في حي جوبر، يضم ضعفاء ومساكين فيهدمه عليهم، ويدكه فوقهم، فيكون سببًا لقلب أمنهم خوفًا، وسكنِهم خرابًا، وصحتِهم سقمًا...
في ليلة من ليالي البطش على المدنيين، تُغير الطائرات حاملة بداخلها أقوامًا يحملون قلوبًا هي أقسى من الحجر، ونفوسًا هي أخبث من القذر، يحملون لهيبًا من نار، ولظىً من سعير، ليرسلوها مع حقدهم على الضعفاء، في حرب غير متكافئة الأطراف، ولا متساوية العتاد...
هنا تبدأ غارة من الغارات الغاشمة بقصفها الماكر، وحربها المسعورة على المدنيين، وبعد هذه الغارة يتشفى المجرمون الحاقدون بالأنين والصراخ، والبكاء والعويل في منظر يثبت حقد تلك القلوب، وقذارة تلك النفوس...
انطلقت غارة من غارات المجرمين على حي من أحياء المسلمين في سوريا، وتكشفت هذه الغارة الحاقدة بعد قصفها الغادر عن أجسادٍ ممزقة، ورؤوس مهشمة، وأعظم مكسرة، وجثث هامدة...
وهنا يتسارع أهل النخوة والنصرة بإغاثة الملهوف، وإنقاذ من يستطيعون إنقاذه من المصابين...
وفي مشهد بعد غارة من الغارات يسمع الناس أنينًا وصراخًا في كل مكان ومن تحت الأنقاض.
وفي ناحية من النواحي وتحت ركام من الخرسانة والإسمنت يرتفع صوت أنين، واستغاثة ملهوف مكروب، وهنا يتفازع الشرفاء لإغاثته، ويتسارع النبلاء لنجدته، ويبدؤون في حمل الأنقاض، ورفع التراب، حتى اقتربوا من الأنين والاستغاثة فإذا هو أنين مكلومة، وصراخ نبيلة، وتألم صريعة، إنه صوت فتاة تأن وتتألم-يا لله العجب، الشرفاء في الحرب لا يمدون أيديهم على الضعيف والعاجز والمرأة والطفل ولا ينالون منهم، لكن الحقد النصيري، والخبث المجوسي لا يعرف معنى الشرف-وفي تلك الأثناء ومع الكرب والأنين، والألم والضيق يخرج صوت العفيفة، ويظهر صوت النقية، وينطق العفاف بمقولة يقف العالم لها مدهوشًا، فيتلعثم اللسان، وتَشْخَصُ العينان، ويخفق الجنان، وتقشعر الأبدان...
هذا الأنين أصبح صوتًا يُسمع، ورسالةً تُدوي، ومبادئَ تُنشر، أصبح قيمة لا يجيد تقديمها إلا الشرفاء، ولا يحسن نشرها إلا الفضلاء، ولا يتلذذ بسماعها إلا النبلاء...
هنا تنطق العفيفة، وتتكلم النبيلة، وتنبس الطاهرة بمقولة هي- وربي-درس عملي للأمة جمعاء...
هنا تنطق الطاهرة ببراءة النقاء، وصدق الشرف، وجمال العفة...هنا ترفع كلمتها لترسلها إلى النساء الشريفات، وترفعها إلى المحافظات العفيفات...هذه الكلمات التي أطلقتها هي:
درس عظيم لكل عفيفة...ومنهج حياة لكل طاهرة...ولسان حال يغني عن كل مقال لكل غافلة...
لقد أطلقت العفيفة كلمات مدوية، فقالت بلسانها الصادق، ولهجة أهل بلدها الشرفاء: "عمو لا تصورني ماني متحجبة".
يا الله ما أصدق هذه الكلمة، وما أشرف هذه العبارة، وما أطهر هذه المرأة...
كلمةٌ طاهرة من عفيفة صادقة في وقت كرب عصيب، لكنها المبادئ والقيم لا تزيدها الأحداث إلا ثباتًا...يخرج صوت العفة من تحت الأنقاض ليحيي قلوبًا غافلة، ونفوسًا معرضة...
إن مثل هذه العفيفة هي التي يُخطب ودها، ويتسابق الشرفاء لخدمتها، ويسعى الجميع لإعانتها على صيانة عفافها...
مثل هذه العفيفة رمز للعفاف في زمن أصبح العفاف فيه عزيزًا، والشرف فيه عند كثير من نساء المسلمين نادرًا.
(عمُّو) وينتعش الركام ويُورق***والطهر في روح العفيفة يشرق[font="]
(عمُّو)ويختنق الغبار تأسُّفًا***(عمُّو)ووجِدان الشظايا يُشفق[font="]
[/font]صوتٌ أثارَ من الركام شجونَه***فبكى وكاد من التأثر ينطق[font="]
[/font]تحت الركام تألقت نبراته***نغمًا بأشذاء المبادئ يَعبق[font="]
[/font]صوت ترقرق في المسامع لحنه***والموت في وجه الفتاة يُحَدِّق[font="]
[/font](عمُّو) تنادي والدموع غزيرة***وحجابها تحت الركام ممزق[font="]
[/font]كفُّوا عن التصوير إني حرة***بعفافها وحجابها تتعلق[font="]
[/font]لله درك يا ابنةَ الشام التي***صارت مثالا للتعفُّف يُطْلَق[font="]
[/font](عمُّو)وكم عمٍّ تذلّل للعدا***ساءت مقاصده وساء المنطق[font="]
[/font]يا بنت شامِ العزِّ صوتُكِ لوحةٌ***قلمُ الهدى في رسمها يتأنَّق[font="]
[/font]ناديتِ صادقةً فلبّى مُنقِذٌ***والله يحمي العبدَ لما يَصْدُق[font="]
[/font]لو أدرك الصاروخ منك حقيقة***لارتدَّ يقتل مُطْلِقيهِ ويُحرِقُ[font="]
[/font]لا تيأسي يابنت شامِ إبائنا***فالظلم يقتل أهله ويمزِّق[font="]
[/font]وبعد هذا المشهد التأريخي لنا أن نتساءل:أين النساء عن مثل هذه المقولة؟ أين هنَّ عن هذه المبادئ السامية، والقيم الرفيعة...أين هنَّ عن معاني الشرف فيها، والطهر منها؟[/font]
بل: أين أولئك الذين يسعون لفساد المرأة عن مثل هذه الكلمة الشريفة...
أين كلمة هذه المباركة عن فتيات المسلمين، اللاتي يتبرأن من ثيابهن باسم المدنية والانفتاح، ألا يتعلمن من عفيفات الشام معنى المحافظة على الدين والقيم والأخلاق حتى في أحلك الظروف...سقط المبنى عليها، وكادت أن تموت، و لم تبال بإنقاذ حياتها، همها ألا تصور بلا حجاب، أي تربية عظيمة نشأت عليها هذه الطيبة.
لله درك أيتها العفيفة الطاهرة، هنا العفّة و الطهارة و الشرف، هنا الستر والكرامة، بمثل هذه تفتخر الأمة لأنهن أميرات مجدنا.
عباد الله...تلك الفتاة لم تذهلها القذائف وحمم الطائرات عن حجابها وعفافها رغم أنها معذورة، واليوم كثير من بنات المسلمين تبحث عن ما يسوغ تعريها وتبرجها، تأتي تمتمة فتاة تحت الأنقاض فتقول (عمو لا تصورني، ماني متحجبة) من قلب طاهر لتوصل رسالة الحجاب إلى الأمة كلها.
يا الله! كم أرسلت هذه الفتاة الثابتة من رسائل لو اجتمعت كل وسائل الإعلام على صياغتها لعجزت عن التعبير بمثلها.
أحبت الستر والعفاف فعاشت عليه، أما والله لو ماتت لماتت عليه، فإن من أحب شيئًا عاش عليه ومات عليه وبعث عليه. استشعرت أن حجابها كجلدها، يؤلمها نزعه.
فقط بكلمات قليلة أصبحت الفتاة عظيمة، عندما تكون الجنة هي الغاية، وفي الرخاء يبلغ القلب درجة الإحسان، فلا تستغرب هذا الثبات وهذا الهم حتى في أشد اللحظات.[font="]
إنها درست في مدرسة العفة والطهر، ولا يفقه ذلك إلا من تربى على سورة مريم ويوسف عليهما السلام، ليهنِك الفضل يا أرض الشام.[/font]
أصبحت كلماتها اليسيرة أبلغَ موعظة سمعتها الأمة عن العفاف والطهر. فبعد هذه الصرخة يجدر بالمتبرجات والكاشفات أن يستحين من أنفسهن.
شتان بين حجاب تتذكره البنت في ساعة الموت، وحجاب يطير وينزع وقت إقلاع الطائرة في السفر إلى الخارج.
يا فتاة الشام...لقد أتعبت النساء من بعدك، فرغم رفع الحرج عنك، إلا أنك أبيت إلا أن تُعطينا وتُعطي فتياتِنا ونساءَنا وشبابَنا وشيوخَنا درسًا لن ننساه، رأت الموت بعينيها لكنها قالت: (عمو لا تصورني، ماني متحجبة) لتكون رسالةً إلى كل امرأة تخلت عن حجابها لأجل وظيفة، رسالةً لمن تفننت في تزيين عباءتها إظهارًا لمفاتنها، رسالةً لكل من وقع في الفاحشة والرذيلة، وجمع لها الأموال، وسافر من أجلها إلى بلاد الفسق والضلال، ليتلذذ بمتعة محرمة زائفة زائلة، ونسي أو تناسى أن الله يرى ويسمع، ولا يخفى عليه شيء، ومحيط بكل شيء.
سبحان الله شتان بين الاثنين، همم هبطت في الدنيا الدنية، وهمم ترنو إلى السماء العلية...سبحانك ربى لهذه الهمم، حجابها أغلى من حياتها.
اللهم رحمتك وسترك بنا يا أرحم الراحمين، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى.
الخطبة الثانية
وإن الشروط التي فرضت عليها في ملبسها وزينتها لم تكن إلا لسد ذريعة الفساد الذي ينتج عن التبرج بالزينة، وهذا ليس تقييًدا لحريتها بل هو وقاية لها أن تسقط في درك المهانة، ووحل الابتذال، أو تكون مسرحًا لأعين الذئاب أصحاب الميل والشهوات.[font="]
الحجاب طاعة لله[font="]-عز وجل[/font]-وطاعة للرسول-[font="]صلى الله عليه وآله وسلم[/font]-، فقد أمر الله النساء بالحجاب فقال: /font]وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا[/b][b][font=" وقال[font="]-[/font][/font][font="]عز وجل[/font]-: /b][b]يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ[/b][b][font=" وقال الرسول-[/font][font="]صلى الله عليه وآله وسلم-[/font]: "المرأة عورة" يعني يجب سترها.[font="]
عباد الله: لقد جعل الله-سبحانه وتعالى-التزام الحجاب عنوان العفة، فقال: /b][b]يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ[/b][b][font="[/font] لتسترهن بأنهن عفائف مصونات فلا يتعرض لهن الفساق بالأذى، وفي قوله سبحانه (فَلا يُؤْذَيْنَ) إشارة إلى أن معرفة محاسن المرأة إيذاء لها ولذويها بالفتنة والشر.[/font]
عباد الله: الحجاب طهارة، قال-سبحانه وتعالى-: [font="]/font][/b][b]وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ[/b][b][font="، فوصف الله الحجاب بأنه طهارةٌ لقلوب المؤمنين والمؤمنات، لأن العين إذا لم تر لم يشته القلب، ومن هنا كان القلبُ عند عدم الرؤية أطهر، وعدمُ الفتنة حينئذ أظهر، لأن الحجاب يقطع أطماع مرضى القلوب [font="]/font][/b][b]فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ[/b][b][font=" [/font].[/font]
الحجاب ستر قال رسول الله[font="]-[font="]صلى الله عليه وآله وسلم-[/font]: "إن الله حيي ستير، يحب الحياء والستر" وقال: "أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها خرق الله-عز وجل- عنها ستره"، والجزاء من جنس العمل.[/font]
الحجاب تقوى...قال-سبحانه وتعالى-: /b][b]يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ[/b][b][font=".[/font]
الحجاب إيمان...واللهُ-سبحانه وتعالى-لم يخاطب بالحجاب إلا المؤمنات، ولما دخل نسوة من بني تميم على أم المؤمنين عائشة-رضي الله عنها-عليهن ثياب رقاق قالت: "إن كنتن مؤمنات فليس هذا بلباس المؤمنات، وإن كنتين غير مؤمنات فتمتعن به.
الحجاب حياء...قال [font="]-[font="]عز وجل-[/font]: "إن لكل دين خلقًا، وإن خلق الإسلام الحياء.[/font]
الحجاب غيرة...فالحجاب يتناسب مع الغيرة، التي جُبل عليها الرجل السوي، الذي يأنف أن تمتد النظرات الخائنة إلى زوجته وبناته، وكم من حرب نشبت في الجاهلية والإسلام غيرة على النساء وحمية لحرمتهن، قال علي-رضي الله عنه-: "بلغني أن نساءكم يزاحمن العلوج-أي الرجال الكفار من العجم-في الأسواق ألا تغارون؟ إنه لا خير فيمن لا يغار.
رسالة ربانية: /b][b]يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا...[/b][b][font="[/font]
أسأل الذي بيده مقاديرُ الأمور، وتصاريفُ الدهور، وأمرُ الدنيا والآخرة أن يزيد هذه العفيفة شرفًا، وأن يحفظها وجميع نسائنا في كل مكان، وأن ينتقم من الظالمين، اللهم عليك بالظالمين المعتدين النصيرين، ومَن آزَرَهُم من اليهود والنصارى والملحدين، اللهم خالف بين رأيهم وكلمتهم، اللهم فرِّق جمعهم، وشتِّتْ شملهم، واجعل بأسهم بينهم، والدائرة عليهم، وتدبيرهم تدميرًا لهم، اللهم اكف المسلمين شرهم بما شئت وكيف شئت.
اللهم عليك بطاغية الشام، اللهم أخرس لسانه، وشُلَّ أركانه، اللهم لا ترفع له راية، واجعله عبرة وآية، اللهم اجعل أمره في سِفال، وسعيه في وبال، اللهم اشدد وطأتك عليه وعلى جنده، واجعلها عليهم سنينًا كسني يوسف.
اللهم انصر دينك وعبادك الصالحين، واجعلنا من الناصرين لهم يا رب العالمين، اللهم انصر إخواننا المستضعفين في كل مكان بعامة وفي الشام بخاصة، اللهم سدد رميهم ورأيهم، ووحد صفهم، واجمع على الحق والتوحيد كلمتهم، واربط على قلوبهم، وثبتهم أقدامهم، واحقن دمائهم، واحفظ أعراضهم وأهلهم، وتقبل في الشهداء قتلاهم، وعجل بفرجهم ونصرهم يا قوي يا عزيز، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، الواحد القهار، الحي يوم لا حي، يا مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين، اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وأزواجنا وذرياتنا، والمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات...
المرفقات
رسالة العفاف والطهر إلى العالم(عمو لا تصورني، ماني متحجبة)-19-8-1434هـ-منقولة ومجموعة بتصرف..doc
رسالة العفاف والطهر إلى العالم(عمو لا تصورني، ماني متحجبة)-19-8-1434هـ-منقولة ومجموعة بتصرف..doc