رحمة الله تعالى

محمود الطائي
1434/05/10 - 2013/03/22 16:01PM
عباد الله ... لو أن أحداً من الناس ذاتَ يوم ذُكر اسمه في إحدى الصحف ، فستراه يفرح فرحا شديداً ، ويشتري تلك الصحيفة ويريها أهل بيته ويحتفظ بها ، او قد يذكرُ إسمُهُ احدَ الملوك امام جلسائه في أحدِ اللقاءات فماذا سيصنع ؟ ، والله سيطير فرحا ويتسمَّرُ أمام الشاشة ، ويجمعُ أهلهُ ويقول أنصتوا إن فلانا سيذكرُ إسمي على لسانه .
فكيف لو ذكركَ ملك الملوك علاّمُ الغيوب وأمام من ؟ أمام الملإ الأعلى في عليين ، فكيف سيكون شعورك وقد ذكر إسمك الله جل وعلا ، وأنت من ؟ العبد الفقير إليه الذي لا تنفعَهُ طاعَتُك ولا تَضُرُه معصيتُك ، يذكر اسمك وأنت العبد الضعيف الذي لا تملكُ حتى أنفاسك ، ونبضات قلبك بأمره .
أتعلم متى يذكرك ربك ؟ ؟ ؟

حين تغشاكَ رحمتُه
يقول النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة الذي رواه الإمام مسلم ( مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ )
اللهم اجعلنا منهم يا رحمن يارحيم
فرحمة الله هي سبب سعادةِ العبدِ ونجاتُه في الدنيا والآخرة ، ورحمةُ الله هي غايةُ كُلُ مسلم ، فما ان سمعتَ احداً مات الا قلتَ يرحمُهُ الله ، فإن اعظمَ دعوةٍ تدعو بها للأحياءِ والاموات أن يتغمدهُمُ الله برحمته ، فهل نعرِفُ شيئاً عن رحمةِ الله عزوجل؟ هل تذوَّقنا رحمة الله عز وجل؟
ففي الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ :" إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الرَّحْمَةَ يَوْمَ خَلَقَهَا مِئَةَ رَحْمَةٍ ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً وَأَرْسَلَ فِى خَلْقِهِ كُلِّهِمْ رَحْمَةً وَاحِدَةً ، وفي رواية مسلم " إِنَّ لِلَّهِ مِئةَ رَحْمَةٍ أَنْزَلَ مِنْهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً ، بَيْنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ ، وَالْبَهَائِمِ وَالْهَوَامِّ ، فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ ، وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ ، وَبِهَا تَعْطِفُ الْوَحْشُ عَلَى وَلَدِهَا ،
وَأَخَّرَ اللَّهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
الله أكبر ، رحمةٌ واحدةٌ من مئةِ رحمةٍ ، ملأت أقطارَ السمواتِ والأرض ، وامتلأت منها القلوب ، حتى حنَّت المخلوقات بعضها على بعض ، فكيف إذا رحم الله عباده المؤمنين بمئة رحمةٍ يوم القيامة .
روى زيد بن أسلم قال: كان النبي في بعض أسفاره فأخذ رجلٌ فرخَ طائر, فجاء الطيرُ فألقى نفسَهُ في حُجرِ الرجلِ مع فَرخِهِ, فأخذه الرجل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((عجباً لهذا الطائر! جاء فألقى نفسه في أيديكم رحمةً لولده، فو الله، لله أرحمُ بعبدهِ المؤمن من هذا الطائرُ بفرخهِ))
وعن عمر بن الخطاب أنه قال: قُدِم على رسول الله بِسبي, فإذا امرأةٍ من السبي تبتغي، إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا رسول الله : ((أترون هذه المرأة طارحةً ولدها في النار؟)) قلنا: لا والله وهى تقدِر على أن لا تطرَحَه، فقال رسول الله : ((لله أرحم بعباده من هذه بولدها)) رواه مسلم.
فبرحمته سبحانه أوجد خلقه من العـدم، ورباهم بالنعم، ودبرهم أحسن تدبير، وصرفهم أفضل تصريف .
كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى " فانظر إلى ما في الوجود من آثار رحمته الخاصة والعامة، فبرحمته أرسل إلينا رسوله صلى الله عليه وسلم،{لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى المُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} وأنزل علينا كتابه،وعلّمنا من الجهّالة، وهدانا من الضّلالة،وبصّرنا من العمى، وأرشدنا من الغي، {وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا}

وبرحمته عرّفنا من أسمائه وصفاته وأفعاله ما عرَفنا به أنه ربنا ومولانا،
وبرحمته علّمنا ما لم نكن نعلم،وأرشدنا لمصالحِ دينِنا ودُنيانا،{فَاذْكُرُوا اللهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ}
وبرحمتهِ أطلع الشمس والقمر،وجعل الليل والنهار، وبسط الأرض وجعلها مهاداً وفراشاً ، وقراراً وكِفاتاً للأحياء والأموات، {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا}
وبرحمته أنشأ السَّحاب وأمطرَ المطر،{فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللهِ كَيْفَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الوَلِيُّ الحَمِيدُ}
وبرحمته وضع الرحمة بين عباده ليتراحموا بها، وكذلك بين سائر أنواع الحيوان،فهذا التراحم الذي بينهم بعض آثار الرحمة، التي هي صفته ونعمته، واشتق لنفسه منها اسم الرحمن الرحيم، وأوصل إلى خلقه معاني خطابه برحمته،وبصّرهم ومكّن لهم أسباب مصالحهم برحمته، {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}
ومن اعظم الرحمات ان جعل الله رزق العباد بيده ، ( قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ ، وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا )

أي قُلْ يَا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم لِهَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ : لَوْ أَنْتُمْ أَيّهَا النَّاس تَمْلِكُونَ خَزَائِن أَمْلَاك رَبِّي مِنْ الْأَمْوَال , وَعَنَى بِالرَّحْمَةِ فِي هَذَا الْمَوْضِع : الْمَال كما قال الطبري { إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَة الْإِنْفَاق } يَقُول : إِذَنْ لَبَخِلْتُمْ بِهِ , فَلَمْ تَجُودُوا بِهَا عَلَى غَيْركُمْ , خَشْيَة مِنْ الْإِنْفَاق وَالْإِقْتَار .

كان رجل من الصالحين يقال له: حاتم يسكن في خراسان، فكلما عزم على الحج خاف على بناته من بعده، فقالت له ابنته الكبرى: يا أبتِ! إنما الرازق الله فَحُج، فعزم على الحج، وترك الصغار في عهدةِ أُختِهِمُ الكبرى فرعتهم، فلما أمسى الليل إذا بهم يتضاغون عند قدميها جوعاً، ولم يكن في البيت شيء، فبينما هم على تلك الحال إذ بأمير يدخل القرية ويطرق الباب ومعه حشمه وخدمه وماله ويسألهم الماء فليس معه ماء، والماء يوجد في بيوت الأغنياء كما يوجد في بيوت الفقراء، فلما سألهم الماء أخرجوا له جرة ماء كانت عندهم، فعندما شربها جالَ بطرفه في البيت فعرف رقةَ حالهم ومسكَنَتِهم وفَقرِهِم ، فلما همّ بالخروج أخرج لهم صُرّة فيها مئات الدنانير،
فقالت المرأة العارفة بربها:
هذا مخلوقٌ نظرَ إلينا فاستَغنَينا، فكيفَ بنظر أرحم الراحمين إلينا؟

كم مرة شعرتَ بالحزن والأسى وتخلى عنك الصديق والقريب
وانقطعت الأسبابُ أمامك ، وضاقتِ السُبل تجاهك ، وظننت ان قد احيط بك فتداركتك رحمة الرحيم الرحمن
ان الرحيم يريدُك ألا تشتكي إلا إليه ولا تحُبَ الا إياه ولا تناجي غيره ولا تلجأ لسواه ، ولا تنطرح على باب العباد

طالباً العون والعزاء ، بل تخر ساجداً طارقً بابَ الرجاء
لامفرمنه إلا إليه فهو الوحيد الذي لن يتخلى عنك وان تخلت عنك الدنيا بأسرها ، يحلم ويسترك رغم كثرة ذنوبك ، ولكن ان عدت «فاللهُ أفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ سَقَطَ عَلَى بَعِيرهِ وقد أضلَّهُ في أرضٍ فَلاةٍ»

**فليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والانام غِضاب**
**وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب **
**اذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب **

اخوة الايمان ... من صور رحمة الله تعالى بعباده الحديث المشهور للرجل الذي قتل مئة نفس ولكنه هاجر الى الله تعالى
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا, فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ, فَأَتَاهُ فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا, فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: لا, فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ بِهِ مِئَةً, ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الأَرْضِ, فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ, فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ مِئَةَ نَفْسٍ فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ, انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا؛ فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَاعْبُد اللَّهَ مَعَهُمْ وَلا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ, فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ, فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلائِكَةُ الْعَذَابِ, فَقَالَتْ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ: جَاءَ تَائِبًا مُقْبِلاً بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ, وَقَالَتْ مَلاَئِكَةُ الْعَذَابِ: إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ, فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ, فَقَالَ: قِيسُوا مَا بَيْنَ الأَرْضَيْنِ فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى فَهُوَ لَهُ, فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ, فَقَبَضَتْهُ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ, قَالَ قَتَادَةُ: فَقَالَ الْحَسَنُ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ لَمَّا أَتَاهُ الْمَوْتُ نَأَى بِصَدْرِهِ(1).
وفي رواية في الصحيح: (( فكان إلي القرية الصالحة أقرب بشبر، فجعل من أهلها)) ولكن هناك روايةٌ فيها الشاهد : (( فأوحى الله تعالى إلى هذه أن تباعدي، وإلى هذه أن تقربي،وقال: قيسوا ما بينهما ، فوجدوه إلي هذه أقرب بشبر فغفر له))
سبحان الله .. يُحرِكُ الله جل وعلا الارض بصخورها وجبالها وسهولها ووديانها وأشجارها وأنهارها والناس والدواب على ظهرها : رحمةً منه سبحانه وتعالى لهذا التائب المهاجر اليه ،
فالله جل وعلا يغير الموازين ويقلب الحسابات ، رحمةً لعباده الذين فرّوا إليه


ومهاجرٌ في الله ودع أهلهُ
..
لم يلتفت يوم الفراق وراه
..
ألقى ثقال الأرض عن أكتافه
ورمى الهوى لما أراد سماه
ومضى كأن الأرض لم يولد بها
أبدا ولم يعرف له رفقاء
مستجمعا أسراره في صدره
أطأ بثقلِهنَّ وناء

( وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا )
ان الله يرحَمُ عبادَهُ المؤمنين الذين ماتوا على التوحيد . يرحمهم بالتسعة والتسعين رحمة ، بل ويجمع معها الرحمة الواحدة التي أنزلها عليهم في الدنيا كما جاء في رواية صحيحة لحديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( وأخّر تسعة وتسعين إلى يوم القيامة ، فإذا كان يوم القيامة أكملها الله بهذه الرحمة ) بل قد جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط في الجنة أحد ) .
وجاء في بعض روايات الحديث : ( إن الله ليرحم يوم القيامة رحمةً حتى يتطاول لها إبليس رجاءَ أن تُصيبه ) .
يقول الله جل وعلا (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ )

فلا بد من الإتيان بالأسباب التي ننالُ بها رحمة الله عز وجل، ( إِنَّ رَحْمَت اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ )
إن العبد كلما كان إلى الله تعالى أقرب ،كانت رحمةُ الله به أولى،أي كلما كان العبد طائعاً لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم،عاملاً بما أمره الله ورسوله، منتيهاً عما نهاه الله ورسوله عنه،كان استحقاقه للرحمة أعظم،قال الله تعالى (وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون).وقال عز وجل (وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون) . (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون).
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : لَمَّا قَضَى اللَّهُ الْخَلْقَ كَتَب َفِي كِتَابِهِ فَهْوَعِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ إِن َّرَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي.

أنا مذنبٌ أنا مخطئٌ أنا عاصي
هو غافرٌ هو راحمٌ هو كافي
قـابلتُهـنَّ ثلاثـةً بثلاثـةٍ

وستغلبنَّ أوصافُه أوصـافي

المشاهدات 2749 | التعليقات 0