رَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِدِ
مبارك العشوان 1
الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أمَّا بَعْدُ: فَقَدْ رَوَى البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ؛ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: ( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَدْلٌ وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِدِ وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللهِ، اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ).
عِبَادَ اللهِ: المَسَاجِدُ بُيُوتُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ وَهِيَ خَيْرُ بِقَاعِ الأرْضِ وَأَحَبُّهَا إِلَى اللهِ؛ وَقَدْ أَمَرَ تَعَالَى بِعِمَارَتِهَا، وَأَجْزَلَ الثَّوَابَ لِمَنْ عَمَرَهَا؛ كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّــمَ: ( مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ، بَنَى اللَّهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ مِثْلَهُ ) [رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ]
وَمِنْ عِنَايَةِ الإِسْلَامِ بِالمَسَاجِدِ: أَنْ أَمَرَ بِتَطْهِيرِهَا مِنْ كَلِّ نَجَسٍ؛ فَحَرَّمَ عَلَى المُشْرِكِينَ الأنجَاسَ أَنْ يَقْرَبُوا المَسْجِدَ الحَرَامَ، وَمَنَعَ شَارِبَ الخَمْرِ مِنْ دُخُولِ المَسْجِدِ، كَمَا مَنَعَ الجُنُبَ مِنَ المُكْثِ فِيهِ؛ وَأَمَرَ الحَائِضَ وَالنُّفَسَاءَ أَنْ يَعْتَزِلْنَ المُصَلَّى، وَنَهَى مَنْ يَتَأَذَّى النَّاسُ بِرَائِحَتِهِ عَنْ قُرْبِ المَسْجِدِ.
وَرَغَّبَ الشَّرْعُ فِي العِنَايَةِ بِالمَسَاجِدِ، وَتَفَقُّدِهَا، وَتَنْظِيفِهَا مِنَ النَّجَاسَةِ وَالقَذَرِ؛ كَمَا قَالَ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِلْأَعْرَابِيِّ الَّذِي بَالَ فِي المَسْجِدِ: ( إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لَا تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الْبَوْلِ وَلَا الْقَذَرِ؛ إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالصَّلَاةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ ) [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]
وَرَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، حَتَّى رُئِيَ فِي وَجْهِهِ، فَقَامَ فَحَكَّهُ بِيَدِهِ، وَقَالَ: ( إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ فِي صَلَاتِهِ، فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ... )
وَلَمَّا فَقَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَرْأَةَ الَّتِي كَانَتْ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ؛ سَأَلَ عَنْهَا؛ فَقَالُوا مَاتَتْ، قَالَ: ( أَفَلَا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِا؛ فَدَلُّوهُ فَصَلَّى عَلَيْهَا ) [رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ]
ومِنْ تَعْظِيمِ الشَّرِيعَةِ لِلْمَسَاجِدِ أنَّ مَنْ دَخَلَهَا لَا يَجْلِسُ حَتَّى يُصَلِّي رَكْعَتِينِ تَحِيَّةً لِلْمَسْجِدِ، وَأَنْ لَا يُبَاعَ فِيهَا وَلَا يُشْتَرَى وَلَا تُنْشَدُ ضَالَّةٌ.
عِبَادَ اللهِ: هَذَا شَيءٌ مِنْ عَظَمَةِ المَسَـــاجِدِ وَحُـرْمَتِهَا. أَمَّا عَنْ أَهْلِهَا، وَمَنْ تَعَلَّقَتْ قُلُوبُهُمْ بِهَا؛ فَقَدْ جَاءَتِ البَشَائِرُ الكَثِيرَةُ لَهُمْ؛ وَمِنْهَا: قَولُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ وَرَاحَ أَعَدَّ اللهُ لَهُ نُزُلَهُ مِنْ الْجَنَّةِ كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ ) [رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ]
وَقَولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ؛ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ؛ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمْ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ ) [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]
وَمِنَ البَشَائِرِ لِأَهْلِ المَسَاجِدِ وَمَنْ تَعَلَّقَتْ قُلُوبُهُمْ بِهَا: ثَنَاءُ اللهِ تَعَالَى عَلَيهِمْ بِقَوْلِهِ: { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ، رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }[النور 36-38 ] وَبِقَولِهِ: { إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ }[ التوبة 18 ]
وَمِنَ البَشَائِرِ وَالخَيْرَاتِ لِأَهْلِ المَسَاجِدِ؛ قَولُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ( صَلَاةُ الرَّجُلِ فِى الْجَمَاعَةِ تُضَعَّفُ عَلَى صَلَاتِهِ فِى بَيْتِهِ وَفِى سُوقِهِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ ضِعْفًا، وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رُفِعَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ، فَإِذَا صَلَّى لَمْ تَزَلِ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّى عَلَيْهِ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، وَلَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلَاةَ ) [رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ]
وَمِنَ البَشَائِرِ لِأَهْلِ المَسَاجِدِ وَمَنْ تَعَلَّقَتْ قُلُوبُهُمْ بِهَا؛ هَذَا الحَدِيثُ: ( يُظِلُّهُمُ اللهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ )
وَلَيْتَهُ يَعِي هَذَا مَنِ انْصَرَفَ بِقَلْبِهِ وَبَدَنِهِ عَنِ المَسَاجِدِ؛ يَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ فَلَا يُجِيبُ؛ وَكَأَنَّ الأَمْرَ لَا يَعْنِيهِ.
لَيْتَ هَذَا يَذْكُرُ أَنَّهُ ( أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ أَعْمَى فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنَّهُ لَيْسَ لِي قَائِدٌ يَقُودُنِي إِلَى الْمَسْجِدِ، فَسَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرَخِّصَ لَهُ فَيُصَلِّيَ فِي بَيْتِهِ، فَرَخَّصَ لَهُ، فَلَمَّا وَلَّى دَعَاهُ، فَقَالَ: ( هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ؟ قَالَ نَعَمْ، قَالَ فَأَجِبْ ) [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]
رَزَقَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ حُبَّ صَلَاةِ الجَمَاعَةِ، وَالمُحَافَظَةَ عَلَيْهَا وَبَارَكَ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيِ وَالذَّكَرِ الْحَكِيمِ وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلُّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ؛ أَمَّا بَعْدُ:
فَيَقُولُ عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: ( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللهَ غَدًا مُسْلِمًا فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ؛ فَإِنَّ اللهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُنَنَ الْهُدَى؛ وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى، وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّي هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ؛ وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ يَعْمِدُ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً، وَيَرْفَعُهُ بِهَا دَرَجَةً، وَيَحُطُّ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً، وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ ) [رَوَاهُ مُسْلِمٌ] وَمَعْنَى: ( يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ ) يَعْضُدُهُ رَجُلٌ عَنْ يَمِينِهِ وَآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ.
فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ هَذَا يَا مَنْ أَصَحَّ اللهُ جِسْمَكَ، وَمَتَّعَكَ بِالقُوَّةِ وَالنَّشَاطِ، وَأَمَدَّكَ بِالنِّعَمِ تَتَقَلَّبُ فِيهَا لَيْلًا وَنَهَارًا، أَهَكَذَا تَشْكُرُ نِعَمَ اللهِ عَلَيْكَ، أَمْ هَكَذَا تُقَابِلُ إِحْسَانَهُ إِلَيْكَ.
فَالتَّوْبَةَ التَّوْبَةَ، وَالرُّجُوعَ إِلَى اللهِ الرُّجُوعَ، قَبْلَ أَنْ تَنْدَمَ حِينَ لَا يَنْفَعُكَ النَّدَمَ؛ قَبْلَ: { أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ } [الزمر56]
اِصْبِرْ - وَفَّقَكَ اللهُ - وَصَابِرْ، وَجَاهِدْ نَفْسَكَ عَلَى الطَّاعَةِ وَاعْلَمْ أَنَّ صَلَاةَ الجَمَاعَةِ فِي المَسَاجِدِ وَاجِبَةٌ عَلَى الرِّجِالِ إِلَّا مِنْ عُذْرٍ؛ وَلَيْسَ الأَمْرُ فِيهَا اخْتِيَارِيًّا لِمَنْ أَرَادَ المَسْجِدَ أَوْ أَرَادَ بِيْتَهُ، أَوْ غُرْفَتَهُ، أَوْ سُوْقَهُ، أَوْ دِائِرَتَهُ وَمَقَرَّ عَمَلِهِ؟! لَيْسَ الأَمْرُ كَذَلِكَ أَبَدًا؛ بَلْ يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِحَطَبٍ فَيُحْطَبَ، ثُمَّ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فَيُؤَذَّنَ لَهَا، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيَؤُمَّ النَّاسَ، ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى رِجَالٍ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ يَجِدُ عَرْقًا سَمِينًا، أَوْ مِرْمَاتَيْنِ حَسَنَتَيْنِ؛ لَشَهِدَ الْعِشَاءَ ) [رَوَاهُ البُخَارِيُّ]
اللَّهُمَّ اِهْدِنَا وَيَسِّرِ الهُدَى لَنَا، اللَّهُمَّ حبِّبْ إِلَيْنَا الإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الكُفْرَ وَالفُسُوقَ وَالعِصْيَانَ وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ؛ اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الصَّلَاةَ وَالمَسَاجِدَ وَأَظِلَّنَا فِي ظِلِّكَ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّكَ.
ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيهِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَدِينَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.
عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ العَلِيَّ الْعَظِيْمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
المرفقات
1730323263_رَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِد.pdf
1730323286_رَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِد.docx