رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال

الخطبة الأولى: وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ

الْـحَمْدُ للـهِ رَبِّ العَالَمِينَ، أَمَرَ عِبَادَهُ بِالطُّهْرِ وَالعَفَافِ، وَنَهَاهُمْ عَنِ السُّوءِ وَالفُحْـشِ وَالإِسفَافِ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللـهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، المَبْعُوثُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَهِدَايَةً لِلنَّاسِ أَجْمَعِينَ  rوَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَعَلَى كُلِّ مَنِ اهتَدَى بِهَدْيِهِ، وَسَارَ عَلَى نَهْجِهِ، وَدَعَا بِدَعْوَتِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ .        أما بعد : فأوصيكم ....

عن أبي هُرَيْرَةَ t قال: قال النَّبِيُّ ﷺ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّـهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ:...وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ؛ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ..." خ. م.

معاشرَ المؤمنين: تَرَبَّى يوسفُ وَنَشَأَ فِي بَيْتِ الْعَزِيزِ، فَلَمَّا أَنِ اشْتَدَّ عُودُهُ وَبَلَغَ مَبْلَغَ الرِّجَالِ، دَعَا امْرَأَةَ الْعَزِيزِ هَوَى نَفْسِهَا، وَوَسْوَسَةُ شَيْطَانِهَا، أَنْ تُرَاوِدَ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ، وطَلَبَتْ مِنْهُ أَنْ يَفْعَلَ مَعَهَا الْفَاحِشَةَ، مُسْتَغِلَّةً كَوْنَ يُوسُفَ فِي بَيْتِهَا، مُتَيَقِّـنَةً أَنَّهُ فِي مَوْقِفِ مَنْ يُطْلَبُ مِنْهُ فَيُجِيبُ، تَسْحَبُهُ بِذَلِكَ أَغْلالُ الْخِدْمَةِ، وَتُطَوِّقُهُ رِبْقَةُ الْـجَمِيلِ.

وَلَمْ تَكْتَفِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ بِذَلِكَ بَلِ انْدَفَعَتْ بِمَا يَثُورُ فِي نَفْسِهَا، وَيَضْطَرِمُ مِنْ رَغْبَتِهَا، إِلَى الأَبْوَابِ فأغلقتها وأوثقَتها، فَصَارَ الـْمَشْهَدُ فِي خُصُوصِيَّةٍ بَالِغَةٍ، وَعُزْلَةٍ تَامَّةٍ، وَلَمْ تَكْتَفِ الْـمَرْأَةُ بِذَلِكَ، بَلْ أَقْبَلَتْ عَلَى يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ مُبْتَذَلَةً، مُلْتَجِئَةً إِلَى التَّصْرِيحِ بَدَلَ التَّلْمِيحِ، وَإِلَى الطَّلَبِ الْوَاضِحِ، وَالْعَرْضِ الْـمَحْضِ الصَّرِيحِ، قَائِلَةً:(هيتَ لك ) فَمَاذَا بَعْدَ هَذَا؟

 سَيِّدَةٌ ذَاتُ مَنْزِلَةٍ وَحُسْنٍ وَجَمَالٍ تَقْدَمُ بِكُلِّيَّتِهَا إِلَى شَابٍّ لَا يَمْلِكُ مِنْ حُظُوظِ الدُّنْيَا شَيْـئًا وَقَدْ مَزَّقَتْ لَهُ كُلَّ الْـحُجُبِ، وَذَلَّلَتْ لأَجْـلِهِ الأَمْرَ، وَالظُّرُوفُ قَدْ هُيِّئَتْ، وَالـْمَرْأَةُ قَدْ تَهَيَّأَتْ، وَالشَّابُّ غُلامٌ فِي بَيْتِهَا، مُلْزَمٌ بِخِدْمَتِهَا، وَهُوَ فِي رَيْعَانِ الشَّبَابِ، وَذُرْوَةِ الْفُتُوَّةِ وَالْعُنْفُوَانِ، فَمَاذَا كَانَ مِنْ هَذَا الشَّابِّ، وَبِمَ أَجَابَ؟

لقد نَطَقَ بِمَا لَمْ تَكُنْ تَتَوَقَّعُهُ، وَأَجَابَ بِمَا لَمْ يَكُنْ فِي حُسْبَانِهَا، فقال(معاذَ اللـهِ إنِّه ربي أحسن مثواي )

لَقَدْ كَانَ يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلامُ بِإِيمَانِهِ هُوَ الْعَزِيزَ فِي قَصْرِ الْعَزِيزِ، قَدْ كَانَ فِي ذَلِكَ الْقَصْرِ غُلامًا، لَكِنَّهُ كَانَ فِي الطُّهْرِ إِمَامًا، وَلَئِنْ غُلِّقَتْ عَلَيْهِ الأَبْوَابُ؛ فَإِنَّ بَابَ قَلْبِهِ مَفْتُوحٌ لِـهُدَى رَبِّهِ، فَمَا ضَرَّهَ مَا أُغْلِقَ بَعْدَ إِكْرَامِهِ بِمَا فُتِحَ.

معاشرَ المُؤمنين: إنَّ يوسفَ عليه السلامُ قدِ اجتمعت له أسبابُ الوقوعِ في الفاحشةِ، فمنها: أنَّ هذه المَرأةَ هي الداعِيَةُ، فلم يتكلَّفْ مُراوَدَتَها عن نفسِها.

ومنها: أنَّ هذه المَرأةَ ذاتُ مَنْصِبٍ: أي ذاتُ شَرَفٍ ونَسَبٍ ومكانةٍ، وهذا يُؤَمِّنُه من مَخَاوِفِ العقوبةِ.

ومنها: أنَّ هذه المَرأةَ جميلةٌ، وهذا من أقوى دواعي الوقوعِ في الزِّنا.

ومع اجتماعِ هذه الأسبابِ كلِّها له لم يمنعْه من الوقوعِ في الفاحشةِ إلَّا خوفُ اللَّـهِ تعالى، فقد غَلَبَ خوفُه من اللَّـهِ كلَّ هذه الدَّواعِي، "وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ؛ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ"

عبادَ اللَّـهِ: إنَّ لحفظِ الفُرُوجِ فضائلَ عظيمةٌ:

منها:أنه أَحَدُ أسبابِ الفلاحِ في الدُّنيا والآخرةِ، (قَد أَفلَحَ ٱلمُـؤمِنُونَ)، ثم ذَكَرَ صفاتِهم إلى أن قال: (وَٱلَّذِينَ هُم لِفُرُوجِهِم حَٰفِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزوَٰجِهِم أَو مَا مَلَكَت أَيمَٰنُهُم فَإِنَّهُم غَيرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ٱبتَغَى وَرَآءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰٓئِكَ هُمُ ٱلعَادُونَ ).

ومن فضائلِ حفظِ الفُرُوجِ: أنه سببٌ لحفظِ المَحَارِمِ من الوقوعِ في الفواحِشِ، فمَن هَتَكَ أعراضَ المُسلمين أَوْشَكَ اللَّـهُ أن يُصيبَه في عِرْضِه.

قال الإمامُ الشافعيُّ :

عِفُّوا تَعِفُّ نِسَاؤُكُمْ فِي المَحْرَمِ * وتجنَّبوا مالا يَلِيقُ بمسلمِ

إنَّ الزِّنا دَيْنٌ فإنْ أقرضتَهُ * كَانَ الزِّنَا مِنْ أهلِ بَيْتِكَ فَاعْلَمِ

ومن فضائلِ حفظِ الفُرُوجِ: أنه سببٌ لتفريجِ الكُرُبَاتِ، فَعَنه ﷺ قَالَ: «بَيْنَمَا ثَلاَثَةُ نَفَـرٍ-مِّمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ-يَمْشُونَ؛ إِذْ أَصَابَهُم مَّطَرٌ، فَأَوَوْا إِلَى غَارٍ، فَانْطَبَـقَ عَلَيْـهِمْ، فَقَـالَ بَعْضُـهُمْ لِبَعْــضٍ: إِنَّهُ -وَاللَّـهِ يَا هَــؤُلاَءِ- لاَ يُنْجِيكُمْ إِلاَّ الصِّدْقُ، فَلْيَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ مِّنْكُمْ بِمَا يَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ صَدَقَ فِيهِ» ثمَّ أخبرَ ﷺ بخبرِ الرجلينِ الأولينِ، وما تَوَسَّلا به من صالحِ أعمالِهما، ثمَّ أخبر عن توسُّلِ الثالثِ، فقال ﷺ: «فَقَالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِي ابْنَةُ عَمٍّ، مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَأَنِّي رَاوَدتُّهَا عَن نَّفْسِهَا فَأَبَتْ؛ إِلاَّ أَنْ آتِيَهَا بِمِئَةِ دِينَارٍ، فَطَلَبْتُهَا حَتَّى قَدَرْتُ، فَأَتَيْتُهَا بِهَا، فَدَفَعْتُهَا إِلَيْهَا، فَأَمْكَنَتْنِي مِن نَّفْسِهَا، فَلَمَّا قَعَدتُّ بَيْنَ رِجْلَيْهَا؛ فَقَالَتِ: اتَّقِ اللَّـهَ، وَلاَ تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلاَّ بِحَقِّهِ، فَقُمْتُ، وَتَرَكْتُ الْمِئَةَ دِينَارٍ، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا، فَفَرَّجَ اللَّـهُ عَنْهُمْ، فَخَرَجُوا» خ.م.

ومن فضائلِ حفظِ الفُرُوجِ: أنه سببٌ لدخولِ الجَنَّةِ، والنَّجاةِ من النَّارِ، قال ﷺ: «مَنْ يَضْمَن لِّي مَا بَيْنَ لَـحْيَيْهِ، وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَن لَّهُ الْـجَنَّةَ» خ. وقال ﷺ: «إنَّ أكثرَ ما يُدْخِلُ النَّاسَّ النَّارَ الأَجْوَفَانِ، قالوا يا رسولَ اللَّـهِ: وما الأَجْوَفَانِ؟ قال: الفَرْجُ والفَمُ» أحمدُ وغيرُه .

تَفْنَى اللَّذَاذَةُ مِمَّن نَّالَ صَفْوَتَهَا * مِنَ الْـمَعَاصِي وَيَبْقَى الإِثْمُ وَالْعَارُ

تَبْقَى عَوَاقِبُ سُوءٍ مِّن مَّغَبَّتِهَا * لاَ خَيْرَ فِي لَذَّةٍ مِّن بَعْدِهَا النَّارُ

ألا فاتقوا الله عباد الله: وَاعْـلَمُوا أَنَّ زِينَةَ التَّقِيِّ النَّقِيِّ أَنْ يَكُونَ عَفِيفَ النَّفْسِ طَاهِرَ الأَثْوَابِ، يَمْنَعُ نَفْسَهُ عَمَّا لا يَحِلُّ، وَيَتَرَفَّعُ عَنْ فِعْلِ مَا لا يَجْمُلُ بِكُلِّ مُسْلِمٍ (فجاءته إحداهما تمشي على استحياءٍ قالت إنَّ أبي يدعوكَ ليجزيَك أجرَ ما سقيت لنا )

فاللَّهُمَّ أَعِذْنا من أهواءِ نفوسِنا الأَمَّارَةِ بالسُّوءِ، واحفظنا من كل سوء .. بارك الله لي ..

 

الخطبةُ الثانيةُ

الحمدُ للَّـهِ ...أمَّا بعدُ: فمعاشرَ المُسلمين:

التَّقْوَى وَالعِفَّةُ وَجْهَانِ لِعُمْلَةٍ وَاحِدَةٍ، وَإِذَا كَانَتِ التَّقْوَى جِمَاعَ كُلِّ خَيْرٍ فَإِنَّ العَفَافَ بَابٌ لِكُلِّ خَيْرٍ، وَمُفْتَاحٌ لِكُلِّ مَعْرُوفٍ. وَلَقَدْ كَانَ العَرَبُ فِي جَاهِلِيَّتِهِمْ – يَا عِبَادَ اللهِ - يَمْدَحُونَ فِي الرَّجُلِ عِفَّتَهَ، وَيَرَوْنَ أَنَّ العِفَّةَ مِنْ مَكَارِمِ الأَخْلاقِ، وَكَانَ مِنْ دُعَائِهِ r قَوْلُهُ: (اللَّهُمَّ إِنَّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى)

عباد الله: لقد شرعَ اللَّـهُ تَدَابِيرَ كثيرةً لحفظِ الفُرُوجِ، فأمر بغضِّ البصرِ، وحفظِ السَّمْعِ، والِابتعادِ عن أماكنِ الشَّهَواتِ، ومنع الإسلامُ الخلوةَ بالأجنبيةِ "لا يخلُوَنَّ رجلٌ بامرأةٍ فإن الشيطانَ ثالثُهما ".

واشترطَ على النساءِ الـمَحْرمَ في السفرِ، وندبَهنَّ إلى القرارِ في البُيوتِ ونهاهنَّ عن التبرجِ والسفورِ، والاستعطارِ عند الخروج:"أيُّما امرأةٍ اسْتعطَرتْ ثم خرجتْ فمرَّتْ على قومٍ ليجدُوا ريحَها فهِي زَانِيَة". النسائيُ.

وإذا كان الإسلامُ -عباد الله-جاءَ بتجنبِ الاختلاطِ في منامِ الأولادِ وهم في سِنِّ الطفولةِ فكيف بالاختلاطِ بين الرجالِ والنساءِ مع تبرجٍ وسفورٍ واستعطارٍ وغيرِها .

وقال r: "إيَّاكُمْ والدُّخُولَ علَى النِّساءِ، فقالَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصارِ: يا رَسولَ اللَّـهِ، أفَرَأَيْتَ الحَمْوَ؟ قالَ: الحَمْوُ المَوْتُ".خ. "ولا تُباشِرِ المَرْأَةُ المَرْأَةَ، فَتَنْعَتَها لِزَوْجِها كَأنَّهُ يَنْظُرُ إلَيْها" خ.

ولَـمَّا رأَى r وهو خارجٌ من المسجدِ أنَّ الرِّجالَ اختَلَطوا مع النِّساءِ في الطَّريقِ وفي الدُّخولِ والخُروجِ، قال للنساءِ: "استأخِرْنَ ؛فإنه ليس لكن أن تَحْقُقْنَ الطريقَ عليكن بحافَاتِ الطريقَ فكانت المرأةُ تلتصقُ بالجدارِ حتى إنِّ ثوبَها ليتعلَّقُ بالجدارِ من لصوقِها به". أبو داود.

ولقد نهى الإسلامُ عن كلَّ ما يؤدي إلى إشاعةِ الفاحشةِ في المؤمنينَ، وتوعدَ من فعلَ ذلك في الدنيا والآخرةِ عذاباً أليماً .

عباد الله: لقد جاءَ الإسلامُ بتدابيرَ شرعيةٍ كثيرةٍ لتحفظَ المجتمعَ المسلمَ من فتنِ الشهواتِ المحرمةِ، وجِمَاعُ تلكَ التَّدَابِيرِ كلِّها هو ذلك السببُ الذي جعل ذاكَ الرَّجُلَ يُعْرِضُ عن طَلَبِ تلكَ المَرأةِ ذاتِ المَنصبِ والجَمَالِ، أَلَا وهو خوفُ اللَّـهِ تعالى.

إنَّ خوفَ اللَّـهِ نورٌ يُبَدِّدُ ظلماتِ الشهواتِ، وضياءٌ يُحَرِّقُ غَيَاهِبَ المَلَذَّاتِ.

فيا شبابَ الأمةِ: فِروا بدينِكُم من جلْسةِ الشهواتِ ومن المواقعِ التي تهتكُ الأستارَ وتدعوا إلى معصيةِ العزيزِ الغفارِ إلى مواطنِ الطاعاتِ وتسلحوا بالتقوى والإيمانِ، واعلموا أنَّ اللجوءَ إلى اللـهِ صمامُ أمانٍ وركنٌ شديدٌ يأوي إليه العبدُ في الفتنِ والأزماتِ وعندَ اشتعالِ نارِ الشهواتِ (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)

  ثم صلوا ...

المرفقات

1727942507_ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال.pdf

1727942508_ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال.docx

المشاهدات 652 | التعليقات 0