رجب مفتاح أشهر الخير والبركة
كامل الضبع زيدان
1436/08/21 - 2015/06/08 08:17AM
خطبة الجمعة بجامع الأخوين سحيم وناصر ابني الشيخ حمد بن عبد الله بن جاسم آل ثاني رحمهما الله تعالى
رجب مفتاح أشهر الخير والبركة
قد أظلنا شهر عظيم هو شهر رجب وهو من الأشهر الحرم التي حرمها الله عزو جل وبينها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان أهل الجاهلية يزيدون فيها وينقصون ويستبدلون بها أشهرا ليست منها بأهوائهم وأمزجتهم فجاء الإسلام فبين أن هذا من الضلال والكفر والبهتان وتزيين الشيطان قال الله عزو جل {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ. إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} فبين رب العالمين أنهم ضلوا بتحريمهم ما أحله الله وإحلالهم ما حرمه الله واستمروا على ذلك إلى أن جاء الحبيب صلى الله عليه وسلم وبين للعالمين ما حرمه الله وما أحله الله ففي الصحيحين عن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في حجة الوداع فقال : {إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان} هكذا بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجب من هذه الأشهر المباركة التي عظم الله ارتكاب الحرمات والمعاصي والذنوب فيها فالجرم في هذه الشهر الوزر عليه أعظم من فعله في غيرها كما أن العمل الصالح الأجر عليه والثواب أعظم من فعله في غيرها كما جاء عن سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. وسمي رجب لأنه يرجب أي يعظم وقيل رجب مضر لأن مضر كانت تزيد في تعظيمه وتهتم به غاية الاهتمام.
سبب تحريم الأشهر الحرم
قيل ليتمكن الناس فيها من الحج والعمرة وليأمنوا على أرواحهم وأموالهم حال ذهابهم وإيابهم إلى الحج والعمرة فذو الحجة لوقوع الحج فيه وذو القعدة لسير الناس فيه إلى الحج والمحرم لرجوعهم من الحج إلى بيوتهم ومنازلهم وحرم شهر رجب للاعتمار فيه في وسط السنة وكان كثير من الصحابة منهم سيدنا عمر والسيدة عائشة وسيدنا عبد الله بن عمر وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم وكثير ممن تبعهم من السلف الصالح يستحبون العمرة في رجب ويقولون إن من إتمام الحج والعمرة كما أمر الله عزو جل أن تكون العمرة في سفرة خاصة وفي شهر غير أشهر الحج.
العتيرة أبطلها الإسلام
كان أهل الجاهلية يذبحون ذبيحة يسمونها العتيرة فنهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {لا فرع ولا عتيرة} وهذه ذبائح أهل الجاهلية ولكن قال العلماء أنه من أراد أن يذبح لله فيطعم هو عياله وجيرانه والفقراء من المسلمين في أي وقت بلا تخصيص موسم من المواسم أو شهر من الشهور يجعله عادة لا حرج عليه في ذلك.
صلاة الرغائب بدعة عند جمهور العلماء
وهي صلاة ابتدعوها يصلونها في ليلة الجمعة الأولى من شهر رجب بكيفية واذكار مخصوصة ما ذكروه من أحاديث في فضلها قال الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله كل ما ذكر في فضلها كذب وباطل لا يصح.
ليس في رجب صيام خاص به
لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن خص رجب بصوم مخصوص عن غيره من الشهور لا أوله ولا منتصفه ولا آخره وجاء عن مجيبة الباهلية عن أبيها أو عمها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له {صم من الحرم واترك} وهو عام في جميع الأشهر الحرم وفي جميع الشهور ما استكمل رسول الله صلى الله عليه وسلم صيام شهر من الشهور إلا رمضان كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن قوما يصومون رجبا فقال أين هم من شعبان} وكان صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان إلا قليلا كما أخبرت أمنا عائشة رضي الله عنها.
من أراد أعالي الدرجات وعظيم الحسنات في رمضان
فليبدأ من الآن من رجب كما كان سلفنا الصالح يتأهبون لرمضان من بداية رجب وكانوا يقولون رجب شهر للغرس والبذر وشعبان شهر للسقي ورمضان لجني الثمار فالذي يريد أن يجني الثمار اليانعة التي لا عد لها ولا حصر في رمضان عليه أن يبدأ من الآن يدرب نفسه ويرقي نفسة في قراءة القرآن وكثرة الذكر والمحافظة على الصلوات في جماعة في المساجد و المحافظة على النوافل وكثرة الصدقات وبر الوالدين وصلة الأرحام وغيرها من أنواع البر والإحسان ويبتعد تمام البعد عن معصية الله الصغائر والكبائر لأن المعاصي جلابة للنقم والمصائب نعوذ بالله من ذلك.
اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان هذا دعاء يجوز أن ندعو به ولكنه ليس من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه لم يصح إسناده إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
أخوكم / كامل الضبع محمد زيدان
رجب مفتاح أشهر الخير والبركة
قد أظلنا شهر عظيم هو شهر رجب وهو من الأشهر الحرم التي حرمها الله عزو جل وبينها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان أهل الجاهلية يزيدون فيها وينقصون ويستبدلون بها أشهرا ليست منها بأهوائهم وأمزجتهم فجاء الإسلام فبين أن هذا من الضلال والكفر والبهتان وتزيين الشيطان قال الله عزو جل {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ. إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} فبين رب العالمين أنهم ضلوا بتحريمهم ما أحله الله وإحلالهم ما حرمه الله واستمروا على ذلك إلى أن جاء الحبيب صلى الله عليه وسلم وبين للعالمين ما حرمه الله وما أحله الله ففي الصحيحين عن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في حجة الوداع فقال : {إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان} هكذا بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجب من هذه الأشهر المباركة التي عظم الله ارتكاب الحرمات والمعاصي والذنوب فيها فالجرم في هذه الشهر الوزر عليه أعظم من فعله في غيرها كما أن العمل الصالح الأجر عليه والثواب أعظم من فعله في غيرها كما جاء عن سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. وسمي رجب لأنه يرجب أي يعظم وقيل رجب مضر لأن مضر كانت تزيد في تعظيمه وتهتم به غاية الاهتمام.
سبب تحريم الأشهر الحرم
قيل ليتمكن الناس فيها من الحج والعمرة وليأمنوا على أرواحهم وأموالهم حال ذهابهم وإيابهم إلى الحج والعمرة فذو الحجة لوقوع الحج فيه وذو القعدة لسير الناس فيه إلى الحج والمحرم لرجوعهم من الحج إلى بيوتهم ومنازلهم وحرم شهر رجب للاعتمار فيه في وسط السنة وكان كثير من الصحابة منهم سيدنا عمر والسيدة عائشة وسيدنا عبد الله بن عمر وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم وكثير ممن تبعهم من السلف الصالح يستحبون العمرة في رجب ويقولون إن من إتمام الحج والعمرة كما أمر الله عزو جل أن تكون العمرة في سفرة خاصة وفي شهر غير أشهر الحج.
العتيرة أبطلها الإسلام
كان أهل الجاهلية يذبحون ذبيحة يسمونها العتيرة فنهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {لا فرع ولا عتيرة} وهذه ذبائح أهل الجاهلية ولكن قال العلماء أنه من أراد أن يذبح لله فيطعم هو عياله وجيرانه والفقراء من المسلمين في أي وقت بلا تخصيص موسم من المواسم أو شهر من الشهور يجعله عادة لا حرج عليه في ذلك.
صلاة الرغائب بدعة عند جمهور العلماء
وهي صلاة ابتدعوها يصلونها في ليلة الجمعة الأولى من شهر رجب بكيفية واذكار مخصوصة ما ذكروه من أحاديث في فضلها قال الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله كل ما ذكر في فضلها كذب وباطل لا يصح.
ليس في رجب صيام خاص به
لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن خص رجب بصوم مخصوص عن غيره من الشهور لا أوله ولا منتصفه ولا آخره وجاء عن مجيبة الباهلية عن أبيها أو عمها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له {صم من الحرم واترك} وهو عام في جميع الأشهر الحرم وفي جميع الشهور ما استكمل رسول الله صلى الله عليه وسلم صيام شهر من الشهور إلا رمضان كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن قوما يصومون رجبا فقال أين هم من شعبان} وكان صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان إلا قليلا كما أخبرت أمنا عائشة رضي الله عنها.
من أراد أعالي الدرجات وعظيم الحسنات في رمضان
فليبدأ من الآن من رجب كما كان سلفنا الصالح يتأهبون لرمضان من بداية رجب وكانوا يقولون رجب شهر للغرس والبذر وشعبان شهر للسقي ورمضان لجني الثمار فالذي يريد أن يجني الثمار اليانعة التي لا عد لها ولا حصر في رمضان عليه أن يبدأ من الآن يدرب نفسه ويرقي نفسة في قراءة القرآن وكثرة الذكر والمحافظة على الصلوات في جماعة في المساجد و المحافظة على النوافل وكثرة الصدقات وبر الوالدين وصلة الأرحام وغيرها من أنواع البر والإحسان ويبتعد تمام البعد عن معصية الله الصغائر والكبائر لأن المعاصي جلابة للنقم والمصائب نعوذ بالله من ذلك.
اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان هذا دعاء يجوز أن ندعو به ولكنه ليس من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه لم يصح إسناده إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
أخوكم / كامل الضبع محمد زيدان