رجال الخنادق !

احمد ابوبكر
1434/05/04 - 2013/03/16 07:30AM
منذ الأزل وللحق حماةٌ يُرابطون في خنادقه لا يألون جهداً في الدفاع عنه ضد أهل الباطل الذين يقصدون دائماً النيل منه، فالحق وإن كان هو الحق لا يَنْصر نفسه دون أن يكون هناك رجاله الناصرين له.

هؤلاء الرجال يُمثلون خنادق الحماية للأمة يسقط في هذه الخنادق كل باغٍ على الحق فإن جاء من يُعادي عقيدة الأمة وتوحيدها لربها وثوابتها سقط في خندق رجال العقيدة فأخذوه وقتلوه أو أسروه، وإن جاء من يُعادي سُنَّة نبي الأمة (صلى الله عليه وسلم) سقط في خندق رجال السُنَّة فأخذوه وقتلوه أو أسروه، وإن جاء من يُعادي صحابة النبي (صلى الله عليه وسلم) سقط في خندق رجال السير فأخذوه وقتلوه أو أسروه، وإن جاء من يُريد البطش بالأمة وحربها سقط في خنادق المرابطين فأخذوه وقتلوه أو أسروه.

هؤلاء الرجال "رجال الخنادق" لابد أن يكونوا مدججين بالأسلحة وأهمها: سلاح الإيمان الذي يُعتبر السلاح الرئيس في جميع المعارك، وسلاح العلم الذي يُعتبر نور الطريق في المعارك، وسلاح العمل الذي يَقُوم بإحراق الوقود وإطلاق الذخيرة في المعارك، وإن فقد هؤلاء الرجال أي ذخيرة في هذه الأسلحة الثلاث رُبما يودي ذلك لقتلهم.

"رجال الخنادق" لابد أن يكونوا في كامل التجرد لنصرة الحق، فالحق بُغيتهم ومَطلبهم لأنه السبيل المُوصل لرضا رب العالمين فلا يحرصون على التحزب والعصبية لجماعة أو حزب أو حتى شخص خالف الحق، ولا يُستدرجون للمداهنة مع الأعداء ولا التمييع مع أهل التمييع، هم كالجبال الصامدة تنكسر عندها فُتات الباطل.

"رجال الخنادق" لهم في ميدان العبادة صولات وجولات، فقلوبهم مُعلقة في سماء إيمانها يعيشون في الدنيا وآخرتهم بين أعينهم حريصين عليها لا يلتفتون إلى فتن الدُنيا فهم يعلمون قيمتها وحقيقتها.

"رجال الخنادق" يتَقبَّلون النُصح لا يغضوا الطرف عنه مكابرة أو إهمالاً إنما يأخذون النصيحة ويُعلوا شأنها بدراستها والعمل بها، لا يتحاملون على الناصح ولا يُحَمِّلون كلامه أكثر مما يحتمل فيخرجون بالنصيحة عن مسارها ويَضَعون الناصح في قالب المُتَّهم المتآمر.

"رجال الخنادق" أوقاتهم رؤوس أموالهم لا يُفرطون فيها فهم دائماً مُنشغلون في رباطهم داخل خنادقهم وتجهيز أنفسهم ليكونوا على أهبة الاستعداد لمواجهة أي عُدوان لأهل الباطل.

"رجال الخنادق" إيجابيين يحرصون على أن ينفعوا مجتمعاتهم، بل هم يتمتعون بروح الإيثار التي حض عليها الشرع الحنيف، فعند افتقار المجتمعات إلى المربين يبرزوا ليمارسوا دورهم في التربية والإصلاح، وعند انتشار الجهل يبرزوا ليبصروا الناس بعلم وحكمة وتواضع وإحسان، وعندما يحتاج المُجتمع لصنعة يبرزوا فيكونوا نعم الصُناع المُحترفين.

"رجال الخنادق" سياج يُحيط بالأمة يحمي حماها، لا يتوانون في تقديم أرواحهم فداء دينهم وأوطانهم فِعالاً لا كلاماً وتنظيراً فقط، هؤلاء حقاً هم من تحتاجهم الأمة في لحظات تعثرها في أحلك ظلمات طريق الشوك التي هي فيه.

"رجال الخنادق" أسأل الله أن يجعلنا منهم.


أخوكم: حسام كمال النجار
المشاهدات 1318 | التعليقات 1

بارك الله فيك