رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي 23/1/1442هـ 

خالد محمد القرعاوي
1442/01/21 - 2020/09/09 13:25PM

رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي 23/1/1442هـ 
الْحَمْدُ للهِ شَرَحَ صُدُورَ المُؤمِنينَ بِرَحْمَتِه, أَشْهَدُ ألَّا إِلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ في أُولوهِيَّتِهِ وَرُبُوبِيَّتِهِ, وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُ اللهِ ورسُولُهُ خَيرُ خَلِيقَتِهِ, صلَّى اللهُ وَسَلَمَ وَبَارَكَ عليْهِ وعلى آلِهِ وصحابَتِهِ. أَمَّا بَعْدُ: فاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ, وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجَاً وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجَاً. عِبَادَ اللهِ: ضِيقُ الصَّدْرِ, وَكَثْرَةُ الهَوَاجِسِ, والَخَوفُ مِنْ المُستَقْبَلِ. أُمُورٌ تُنَغَّصُ الحَيَاةِ. وإسْلامُنَا يُريدُ مِنَّا أنْ نَعِيشَ بِهَنَاءٍ وَرَاحَةِ بَالٍ, فَلنُؤمِنْ إيمَانَاً جَازِمَاً أنَّ اللهَ خَلَقَنَا وَتَكَفَّلَ بِنَا وَبِرِزْقِنَا وَلَنْ يُضَيِّعَنَا, كَمَا قَالَ وَهُوَ أَصْدَقُ القَائِلِينَ:)وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا). وَنَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ نَفَثَ فِي رُوعِي أَنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا، أَلا فَاتَّقُوا اللَّهَ، وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ» صَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ. فَاعْتِقَادُ ذَلِكَ أَعْظَمُ سَبَبٍ لِطِيْبِ الحَيَاةِ, وانْشِرَاحِ الصَّدْرِ. حَقَّاً كَما قَالَ رَبُّنا:(وَمَنْ يُؤمِنْ باللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ). أنْتَ أيُّها المُؤمِنُ بِحَمْدِ اللهِ تَعَالَى: رَاضٍ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ, وَبِمَا قَدَّرَهُ عَليكَ, فَإنْ تَسَخَّطْتَ نَزَلَ بِكَ الْغَمُّ, وَلَمْ يَتَغَيَّرْ مِنَ الْمُصِيبَةِ شَيءٌ, قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:(عَجَباً لأَمْرِ المُؤمنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خيرٌ ولَيسَ ذلِكَ لأَحَدٍ إِلاَّ للمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكانَ خَيراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكانَ خَيْراً لَهُ) رَواهُ مُسْلِمٌ.
عِبَادَ اللهِ: ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى وَكَثْرَةُ دُعَائِهِ مِنْ أَعْظَمِ أَسبَابِ شَرْحِ الصُّدُورِ, فَيَا مَنْ ضَاقَ صَدْرُهُ, وَقَلَّتْ حِيلَتُهُ, ارْفَعْ أَكُفَّ الضَّرَاعَةِ لِمَوْلاكَ، وَبُثَّ إِلَيْهِ حُزْنُكَ وَشَكْوَاكَ، فَقَدْ بَشَّرَنَا رَسُولُنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِقَولِهِ: (مَا قَالَ عَبْدٌ قَطُّ إِذَا أَصَابَهُ هَمٌّ أَوْ حَزَنٌ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجَلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ غَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحًا) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ؟ قَالَ:(أَجَلْ، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ ).رَواهُ ابنُ حِبَّانَ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ. فالَّلهُمَّ اشْرَحْ صُدُورَنَا لِطَاعَتِكَ, وَأَسْعِدْنَا بالقُربِ مِنْكَّ يارَبَّ العالَمينَ. أَقُولُ قَوْلِي هذا, وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِروهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ/ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمينَ, أَشْهَدُ الَّا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عليهِ وعلى آلِه وصحبِه أَجْمَعينَ أَمَّا بعدُ.فَاتَّقُوا يا عِبَادَ اللهِ, وَابْحَثُوا عَمَّا يَشْرَحُ صُدُورَكُمْ, وَيُزِيلُ هُمُومَكُمْ, تَجِدُوهَا واللهِ فِيمَا افْتَرَضَهُ اللهُ عَليكُمْ مِنْ صَلاةٍ وَصِيَامٍ, وَحَجٍّ وَزَكَاةٍ, فَإنَّ أرَدتَ زِيَادَةً فِي السَّعَادَةِ: فَأكْثِرْ مِنَ النَّوَافِلِ! فَقِيَامُ شَيءٍ مِنْ اللَّيْلِ, والمُحَافَظَةُ على الوِتْرِ, وَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ, وَصَلاةُ الضُّحَى, وَالمُدَاوَمَةُ عَلَى أَذْكَارِ الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ وَالنَّوْمِ, وَكَثْرَةُ التَّسْبِيحِ وَالتَّهْلِيلِ مِمَّا يُرْضِي عَنْكَ رَبَّكَ, وَيَشْرَحُ لَكَ صَدْرَكَ! قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:(إِنَّ اللَّهَ قَالَ: وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ) رَواهُ البُخَارِيُّ. أيُّها الأَخُ المُبَارَكُ: كَثْرَةُ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ الكَرِيمِ وَتَدَبُّرِهِ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ شَرْحِ الصَّدْرِ, وَذَهَابِ الْهَمِّ والقَلَقِ, ألمْ يَقُلِ اللهُ تَعَالَى:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ).
أيُّها الأخُ المُسْلِمُ: ابْتَعِدْ عَنْ الْمَعَاصِي صَغِيرِهَا وَكَبِيرِهَا, فَالْمَعْصِيَةُ ذُلٌّ وَهَمٌّ, وَقَلَقٌ وَغَمٌّ! ألَمْ يَقُلِ اللهُ تَعَالى:(بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ).فالسَّيِّئَاتُ تُحَاصِرُ صَاحِبَهَا، وَتَجْعَلُ الرَّانَ يَجْثُمُ عَلى قَلْبِهِ, فَيَكُونُ أسْوَدَاً مُرْبَادَّاً ذَلِيلاً مَغْمُومَاً، كَأَنَّهُ مَحْبُوسٌ لَا يَجِدُ لِنَفْسِهِ مَخْرَجًا مِنْ الضَّيقِ والضَّنْكِ، يَظُنُّ نَفْسَهُ حُرًّا طَلِيقَاً, وَلَكِنَّهُ أَسِيرُ الشَّهَوَاتِ، وَسَجِينُ الْمُوبِقَاتِ، حَقَّاً:(وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى). فاللَّهُمَّ اشْرَحْ صُدُرَنَا بِطَاعَتِكَ, والبُعْدِ عَنْ مَنَاهِيكَ, فاللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ عَيْشَ السُّعَدَاءِ, وَمَوْتَ الشُّهَدَاءِ, اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ عِلْمَاً نَافِعَاً وَعَمَلاً صَالِحَاً, اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ والمُسْلمينَ وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالمُشْرِكِينَ وَدَمِّرْ أَعْدَاءَ الدِّينَ, الَّلهُمَّ أَبْرِمْ لِهَذِهِ الأُمَّةِ أَمْرَ رُشدٍ يُعزُّ فِيهِ أَهْلُ الطَّاعةِ ويُذلُّ فيه أهلُ المعصيةِ ويؤمرُ فيه بالمعروف ويُنهى فيه عن المنكر ياربَّ العالمين. اللَّهُمَّ أرنا الحقَّ حقاً وارزقنا إتباعه والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه. اللَّهُمَّ وفق ولاة أمورنا لما تحبُّ وترضى وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة ياربَّ العالمين. اللهم احفظ حدودنا وانصر جنودنا, اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدِينَا والمُسْلِمِينَ أجْمَعِينَ. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. والحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ.رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي 23/1/1442ه
الْحَمْدُ للهِ شَرَحَ صُدُورَ المُؤمِنينَ بِرَحْمَتِه, أَشْهَدُ ألَّا إِلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ في أُولوهِيَّتِهِ وَرُبُوبِيَّتِهِ, وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُ اللهِ ورسُولُهُ خَيرُ خَلِيقَتِهِ, صلَّى اللهُ وَسَلَمَ وَبَارَكَ عليْهِ وعلى آلِهِ وصحابَتِهِ. أَمَّا بَعْدُ: فاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ, وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجَاً وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجَاً. عِبَادَ اللهِ: ضِيقُ الصَّدْرِ, وَكَثْرَةُ الهَوَاجِسِ, والَخَوفُ مِنْ المُستَقْبَلِ. أُمُورٌ تُنَغَّصُ الحَيَاةِ. وإسْلامُنَا يُريدُ مِنَّا أنْ نَعِيشَ بِهَنَاءٍ وَرَاحَةِ بَالٍ, فَلنُؤمِنْ إيمَانَاً جَازِمَاً أنَّ اللهَ خَلَقَنَا وَتَكَفَّلَ بِنَا وَبِرِزْقِنَا وَلَنْ يُضَيِّعَنَا, كَمَا قَالَ وَهُوَ أَصْدَقُ القَائِلِينَ:)وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا). وَنَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ نَفَثَ فِي رُوعِي أَنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا، أَلا فَاتَّقُوا اللَّهَ، وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ» صَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ. فَاعْتِقَادُ ذَلِكَ أَعْظَمُ سَبَبٍ لِطِيْبِ الحَيَاةِ, وانْشِرَاحِ الصَّدْرِ. حَقَّاً كَما قَالَ رَبُّنا:(وَمَنْ يُؤمِنْ باللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ). أنْتَ أيُّها المُؤمِنُ بِحَمْدِ اللهِ تَعَالَى: رَاضٍ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ, وَبِمَا قَدَّرَهُ عَليكَ, فَإنْ تَسَخَّطْتَ نَزَلَ بِكَ الْغَمُّ, وَلَمْ يَتَغَيَّرْ مِنَ الْمُصِيبَةِ شَيءٌ, قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:(عَجَباً لأَمْرِ المُؤمنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خيرٌ ولَيسَ ذلِكَ لأَحَدٍ إِلاَّ للمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكانَ خَيراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكانَ خَيْراً لَهُ) رَواهُ مُسْلِمٌ.
عِبَادَ اللهِ: ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى وَكَثْرَةُ دُعَائِهِ مِنْ أَعْظَمِ أَسبَابِ شَرْحِ الصُّدُورِ, فَيَا مَنْ ضَاقَ صَدْرُهُ, وَقَلَّتْ حِيلَتُهُ, ارْفَعْ أَكُفَّ الضَّرَاعَةِ لِمَوْلاكَ، وَبُثَّ إِلَيْهِ حُزْنُكَ وَشَكْوَاكَ، فَقَدْ بَشَّرَنَا رَسُولُنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِقَولِهِ: (مَا قَالَ عَبْدٌ قَطُّ إِذَا أَصَابَهُ هَمٌّ أَوْ حَزَنٌ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجَلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ غَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحًا) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ؟ قَالَ:(أَجَلْ، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ ).رَواهُ ابنُ حِبَّانَ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ. فالَّلهُمَّ اشْرَحْ صُدُورَنَا لِطَاعَتِكَ, وَأَسْعِدْنَا بالقُربِ مِنْكَّ يارَبَّ العالَمينَ. أَقُولُ قَوْلِي هذا, وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِروهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ/ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمينَ, أَشْهَدُ الَّا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عليهِ وعلى آلِه وصحبِه أَجْمَعينَ أَمَّا بعدُ.فَاتَّقُوا يا عِبَادَ اللهِ, وَابْحَثُوا عَمَّا يَشْرَحُ صُدُورَكُمْ, وَيُزِيلُ هُمُومَكُمْ, تَجِدُوهَا واللهِ فِيمَا افْتَرَضَهُ اللهُ عَليكُمْ مِنْ صَلاةٍ وَصِيَامٍ, وَحَجٍّ وَزَكَاةٍ, فَإنَّ أرَدتَ زِيَادَةً فِي السَّعَادَةِ: فَأكْثِرْ مِنَ النَّوَافِلِ! فَقِيَامُ شَيءٍ مِنْ اللَّيْلِ, والمُحَافَظَةُ على الوِتْرِ, وَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ, وَصَلاةُ الضُّحَى, وَالمُدَاوَمَةُ عَلَى أَذْكَارِ الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ وَالنَّوْمِ, وَكَثْرَةُ التَّسْبِيحِ وَالتَّهْلِيلِ مِمَّا يُرْضِي عَنْكَ رَبَّكَ, وَيَشْرَحُ لَكَ صَدْرَكَ! قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:(إِنَّ اللَّهَ قَالَ: وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ) رَواهُ البُخَارِيُّ. أيُّها الأَخُ المُبَارَكُ: كَثْرَةُ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ الكَرِيمِ وَتَدَبُّرِهِ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ شَرْحِ الصَّدْرِ, وَذَهَابِ الْهَمِّ والقَلَقِ, ألمْ يَقُلِ اللهُ تَعَالَى:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ).
أيُّها الأخُ المُسْلِمُ: ابْتَعِدْ عَنْ الْمَعَاصِي صَغِيرِهَا وَكَبِيرِهَا, فَالْمَعْصِيَةُ ذُلٌّ وَهَمٌّ, وَقَلَقٌ وَغَمٌّ! ألَمْ يَقُلِ اللهُ تَعَالى:(بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ).فالسَّيِّئَاتُ تُحَاصِرُ صَاحِبَهَا، وَتَجْعَلُ الرَّانَ يَجْثُمُ عَلى قَلْبِهِ, فَيَكُونُ أسْوَدَاً مُرْبَادَّاً ذَلِيلاً مَغْمُومَاً، كَأَنَّهُ مَحْبُوسٌ لَا يَجِدُ لِنَفْسِهِ مَخْرَجًا مِنْ الضَّيقِ والضَّنْكِ، يَظُنُّ نَفْسَهُ حُرًّا طَلِيقَاً, وَلَكِنَّهُ أَسِيرُ الشَّهَوَاتِ، وَسَجِينُ الْمُوبِقَاتِ، حَقَّاً:(وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى). فاللَّهُمَّ اشْرَحْ صُدُرَنَا بِطَاعَتِكَ, والبُعْدِ عَنْ مَنَاهِيكَ, فاللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ عَيْشَ السُّعَدَاءِ, وَمَوْتَ الشُّهَدَاءِ, اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ عِلْمَاً نَافِعَاً وَعَمَلاً صَالِحَاً, اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ والمُسْلمينَ وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالمُشْرِكِينَ وَدَمِّرْ أَعْدَاءَ الدِّينَ, الَّلهُمَّ أَبْرِمْ لِهَذِهِ الأُمَّةِ أَمْرَ رُشدٍ يُعزُّ فِيهِ أَهْلُ الطَّاعةِ ويُذلُّ فيه أهلُ المعصيةِ ويؤمرُ فيه بالمعروف ويُنهى فيه عن المنكر ياربَّ العالمين. اللَّهُمَّ أرنا الحقَّ حقاً وارزقنا إتباعه والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه. اللَّهُمَّ وفق ولاة أمورنا لما تحبُّ وترضى وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة ياربَّ العالمين. اللهم احفظ حدودنا وانصر جنودنا, اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدِينَا والمُسْلِمِينَ أجْمَعِينَ. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. والحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ.

المشاهدات 1628 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا