ربي اجعلني منيبا إليك
الشيخ نواف بن معيض الحارثي
الْـخُطْبَةُ الْأُولَى رَبِّ اجْعَلْنِي مُنِيبًا إِلَيْكَ
الْـحَمْدُ لِلَّـهِ الْعَزِيزِ التَّوَّابِ، خَيْرِ مَنْ دُعِيَ فَأَجَابَ، وَهَدَى إِلَى سَبِيلِهِ مَنْ أَنَابَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّـهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللـهِ وَرَسُولُهُ، خَيْرُ مَنِ استَغْفَرَ وَتَابَ، وَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ وَأَنَابَ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الأَطْهَارِ، المُستَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ، وَرَضِيَ اللـهُ تَعَالَى عَنِ التَّابِعِينَ لَـهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَأُوصِيكُمْ ...(وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)
أَيُّهَا الْمـُسْلِمُونَ: أفضلُ الخلقِ وأهداهُم أتـمُّهُم عبوديّةً للـهِ، وسرورُ القلبِ وشَرحُ الصدرِ في إنابةِ العَبدِ إلى اللـهِ والإقبالِ عليه والاستعانةِ به.
والرجوعُ إلى اللـهِ والإنابةُ إليهِ عبادةٌ عظيمةٌ ومنزلةٌ عليةٌ نَالَهَا الْأَنْبِيَاءُ وَالْمـُرْسَلُونَ؛ فَقَدْ أَثْنَى اللَّـهُ سُبْحَانَهُ عَلَى خَلِيلِهِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ). وَقَالَ تَعَالَى عَنْ نَبِيِّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ:( فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ). وَقَالَ جَلَّ جَلَالُهُ حِكَايَةً عَنْ نَبِيِّهِ شُعَيبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ:( وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّـهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ).
وَكَانَ سَيِّدُنَا وَنَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ r دَائِمَ الرُّجُوعِ إِلَى اللَّـهِ تَعَالَى، وَالْإِقْبَالِ عَلَيْهِ
(ذَلِكُمُ اللَّـهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ). وَكَانَ مِنْ دُعَائِهِ r :« رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا، لَكَ ذَكَّارًا، لَكَ مِطْوَاعًا، إِلَيْكَ مُخْبِتًا، لَكَ أَوَّاهًا مُنِيبًا» أحمدُ وغيرُه. أَيْ: مُطْمَئِنًّا مُتَضَرِّعًا، رَاجِعًا بِاسْتِمْرَارٍ إِلَيْكَ، مُقْبِلًا فِي كُلِّ أَوْقَاتِي عَلَيْكَ.
وَقَدْ أَمَرَ اللَّـهُ سُبْحَانَهُ عِبَادَهُ الْـمُؤْمِنِينَ؛ بِالاِقْتِدَاءِ بِالْأَنْبِيَاءِ وَالْـمُرْسَلِينَ؛ فِي إِنَابَتِهِمْ إِلَى اللَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَقَالَ تَعَالَى:( وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ).
عباد الله: الإِنَابَةُ مَنْزِلَةٌ تَتْبَعُ مَنْزِلَةَ التَّوبَةِ، فَمَنْ نَدِمَ عَلَى الذَّنْبِ وَتَابَ؛ ارتَقَى بَعْدَ ذَلِكَ فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ وَأَنَابَ، فَالتَّوبَةُ وَالإِنَابَةُ مَنْزِلَتَانِ رَفِيعَتانِ، وَحِصْنَانِ مَنِيعَانِ.فالإنابةُ حقيقتُها الرجوعُ إلى اللـهِ، وهي منزلةٌ أعلى من التوبةِ، فالتوبةُ إقلاعٌ عنِ الذنبِ وندَمٌ على ما فاتَ وعَزمٌ على عدَمِ العودةِ إليه، والإنابةُ تدلُّ على ذلك وتدلُّ على الإقبالِ على اللـهِ بالعِبادات (إِنَّ الْـحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ)
الإِنَابَةُ إِلَى اللـهِ تَعنِي الرُّجُوعَ إِلَيْهِ بِالتَّوبَةِ وَإِخْلاَصِ العَمَلِ. ومَن أكثرَ الرجوعَ إلى اللـهِ كان اللـهُ مفزَعَهُ عند النوازِلِ والبلايا والفواجِعِ.
يقولُ الحسنُ البصريُّ: "إنَّ العبدَ لا يزالُ بخيرٍ ما كانَ له واعظٌ من نفسِه، وكانَتِ المحاسبَةُ هِمَّتَه، والمؤمِنُ في الدنيا كالغريبِ؛ لا يجزَعُ من ذلِّها، ولا ينافِسُ في عِزِّها، له شأنٌ وللنّاسِ شَأنٌ" ( ابن أبي شيبة )
عِبَادَ اللَّـهِ: إِنَّ الْـمُؤْمِنَ إِذَا دَاوَمَ عَلَى التَّوْبَةِ وَالرُّجُوعِ إِلَى رَبِّهِ سُبْحَانَهُ؛ كَانَ مِنَ الْـمُنِيبِينَ؛ فَأَقْبَلَ اللَّـهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ بِرَحْمَتِهِ وَإِحْسَانِهِ، وَغَفَرَ ذَنْبَهُ، وَفَرِحَ بِتَوْبَتِهِ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّـهِ r:« يَقُولُ اللَّـهُ تَعَالَى فِي الْـحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي، وَاللَّـهِ لَلَّـهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ يَجِدُ ضَالَّتَهُ بِالْفَلَاةِ، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا؛ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا؛ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِذَا أَقْبَلَ إِلَيَّ يَمْشِي؛ أَقْبَلْتُ إِلَيْهِ أُهَرْوِلُ» م.
وَإِنَّ الاِلْتِجَاءَ إِلَى اللَّـهِ تَعَالَى فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ؛ مِمَّا يَنَالُ بِهِ الْـمَرْءُ مَنْزِلَةَ الْـمُنِيبِينَ، قَالَ اللَّـهُ سُبْحَانَهُ:( وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ).
وَمِنْ أَسْبَابِ نَيْلِ مَنْزِلَةِ الْإِنَابَةِ: أَنْ يَرْجِعَ الْـمُؤْمِنُ إِلَى رَبِّهِ بِالْعِبَادَةِ وَالصَّلَاةِ، فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ t: أَنَّ رَجُلًا أَصَابَ ذَنْبًا فَأَتَى النَّبِيَّ r فَذَكَرَ لَهُ ذَلِكَ، فَنَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى:(أَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْـحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ)
وَاللَّـهُ سُبْحَانَهُ يُقْبِلُ عَلَى الْعَبْدِ إِذَا رَجَعَ إِلَيْهِ، وَقَامَ مُصَلِّيًا بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّـهِ r :« إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَامَ يُصَلِّي أَقْبَلَ اللَّـهُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ». ابن ماجه.
وَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ r إِذَا اشْتَدَّ عَلَيْهِ أَمْرٌ صَلَّى.أبو داود . فَإِنَّ الصَّلَاةَ صِلَةٌ بَيْنَ الْعَبْدِ وَرَبِّهِ، وَكَانَ مِمَّا يَدْعُو بِهِ r فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ:« اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ»متفق عليه. أَيْ: أَطَعْتُكَ وَرَجَعْتُ إِلَى عِبَادَتِكَ، وَأَقْبَلْتُ عَلَى مَا يُقَرِّبُ إِلَيْكَ.
أَيُّهَا الْـمُسْلِمُونَ: إِنَّ تِلَاوَةَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَتَدَبُّرَ مَعَانِيهِ؛ مِمَّا يُورِثُ الْقَلْبَ الْإِنَابَةَ وَالرُّجُوعَ إِلَى اللَّـهِ تَعَالَى، فَعَنْ بُرَيْدَةَ رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ r لَقِيَهُ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَأَدْخَلَهُ الْمَسْجِدَ؛ فَإِذَا صَوْتُ رَجُلٍ يَقْرَأُ، فَقَالَ r:« مُؤْمِنٌ مُنِيبٌ» أحمد وغيره.
وَالتَّفَكُّرُ فِي خَلْقِ اللَّـهِ تَعَالَى، وَالتَّأَمُّلُ فِي بَدِيعِ صُنْعِهِ؛ يُذَكِّرُ الْـمَرْءَ بِقُدْرَةِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَيَدُلُّهُ عَلَى عَظَمَتِهِ سُبْحَانَهُ، قَالَ تَبَارَكَ اسْمُهُ :(هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ). فَيُثْمِرُ ذَلِكَ تَعْظِيمَ اللَّـهِ تَعَالَى وَالرُّجُوعَ إِلَيْهِ، وَالْإِقْبَالَ عَلَيْهِ، وَالْـمُسَارَعَةَ فِي مَرْضَاتِهِ (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ). أَيْ: لِكُلِّ خَاضِعٍ خَاشِعٍ رَجَّاعٍ إِلَى اللَّـهِ عَزَّ وَجَلَّ.
فَاتَّقُوا اللـهَ عِبادَ اللـهِ، واعلَمُوا أَنَّ مَنْ أَنَابَ إِلَى اللـهِ وَرَجَعَ إِلَيْهِ مَحَبَّةً وَعُبُودِيَّةً؛ أكرمه الله بِغُفْرَانِ ذُنُوبِهِ، وَإِزَالَةِ هُمُومِهِ وَكُرُوبِهِ، وَإِنَارَةِ سُبُلِهِ وَدُرُوبِهِ.
فَاللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الْـمُنِيبِينَ، الْـمُخْبِتِينَ التَّائِبِينَ ..
الْـخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْـحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ... أما بعد: فيا أَيُّها المُؤمِنونَ :
لقد أَمَرَنَا بِالْإِنَابَةِ إِلَيْهِ فِي كُلِّ أُمُورِنَا، وَالْإِقْبَالِ عَلَيْهِ فِي جَمِيعِ أَوْقَاتِنَا، فقالَ سبحانه:(مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنْ الْـمُشْرِكِينَ)
والإِنَابَةُ إِنَابَتَانِ: إِنَابَةُ رُبُوبِيَّةٍ، وَإِنَابَةُ مَحَبَّةٍ وَعُبُودِيَّةٍ، فَالنَّاسُ -جَمِيعًا مُؤمِنُهُمْ وَكَافِرُهُمْ، بَرُّهُمْ وَفَاجِرُهُمْ- مُنِيبُونَ إِلَى اللـهِ، فَهُمْ إِذَا مَسَّهُمْ ضُرٌّ عَادُوا إِلَيْهِ مُسْرِعِينَ، وَرَجَعُوا إِلَيْهِ خَاضِعِينَ ضَارِعِينَ، بَيْدَ أَنَّ الكَافِرَ وَالفَاجِرَ مِنْهُمْ يَعُودُ- بَعْدَ أَنْ تَدَارَكَتْهُ رَحْمَةُ اللـهِ، فَأَزَالَتْ عَنْهُ ضُرَّهُ، وَكَشَفَتْ عَنْهُ كَرْبَهُ- يَعُودُ إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنْ كُفْرٍ وَجُحُودٍ، وَإِعْرَاضٍ وَصُدودٍ، وَفِي هؤَلاءِ وَأَمثَالِهِمْ يَقُولُ اللـهُ تَعَالِى (وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ)، فَإِنَابَةُ هَذَا إِنَابَةُ مَصْـلَحَةٍ وَحَاجَةٍ، فَإِنْ قُضِيَتْ مَصْـلَحَتُهُ وَأُنْجِزَتْ حَاجَتُهُ عَادَ أَدْرَاجَهُ. لَكِنَّ المُؤْمِنَ بِرَبِّهِ، المُعْـتَرِفَ بِفَضْـلِهِ، المُقِرَّ بِعَدْلِهِ، يُنِيبُ إِلَى رَبِّهِ إِنَابَةَ مَحَبَّةٍ وَعُبُودِيَّةٍ، وَمَنْ كَانَتْ هَذِهِ إِنَابَتُهُ قَبِلَ اللـهُ عَوْدَتَهُ، وَبَارَكَ تَوْبَتَهُ ، فَالمُنِيبُ إِلَى اللهِ حَقًّا هُوَ المُسْـرِعُ إِلَى مَرْضَاتِهِ، الرَّاجِعُ إِلَيْهِ فِي كُلِّ أَوقَاتِهِ.
عباد الله: إِنَّ لِلْإِنَابَةِ فَوَائِدَ عَظِيمَةً، وَثَمَرَاتٍ جَلِيلَةً، فَهِيَ سَبِيلُ الْهِدَايَةِ؛ قَالَ اللَّـهُ عَزَّ وَجَلَّ:( وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ)
والإنابةُ إلى اللـهِ هي مفتاحُ السّعادةِ والهدايةِ (قُلْ إِنَّ اللَّـهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ) . وَهِيَ سَبَبٌ لِلتَّذَكُّرِ وَالتَّبَصُّرِ، وَالاِبْتِعَادِ عَنِ الْغَفْلَةِ (وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ).
وَبِالْإِنَابَةِ تَتَحَقَّقُ سَعَادَةُ الْـمَرْءِ، قَالَ رَسُولُ اللَّـهِ r:« إِنَّ مِنَ السَّعَادَةِ أَنْ يَطُولَ عُمْرُ الْعَبْدِ وَيَرْزُقَهُ اللَّـهُ عَزَّ وَجَلَّ الْإِنَابَة» أحمد .
وَاللَّـهُ تَعَالَى يُبَشِّرُ الْـمُنِيبِينَ بِرَحْمَتِهِ (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّـهِ لَـهُمُ الْبُشْرَى). والجنّةُ أعِدَّت نُزُلا للقلبِ الخاشعِ المنيبِ (وَأُزْلِفَتِ الْـجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الخُلُودِ)
والإنابةُ إلى اللـهِ مانعةٌ من عذابِ اللـهِ ( وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ)
ألا فَلْنُقْبِلْ عَلَى اللَّـهِ تَعَالَى بِالْعِبَادَةِ، وَنَتَوَجَّهْ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ بِالْإِنَابَةِ؛ لِيَشْمَلَنَا عَزَّ وَجَلَّ بِرَحْمَتِهِ، وَيَمُنَّ عَلَيْنَا بِجَنَّتِهِ. هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا
المرفقات
1731516866_ربي اجعلني منيبا إليك.pdf
1731590812_ربي اجعلني منيبا إليك.pdf
1731590816_ربي اجعلني منيبا إليك.docx