ديننا الإسلامي دين علم ومعرفة

عايد القزلان التميمي
1446/02/12 - 2024/08/16 06:25AM
الخطبة الأولى الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور، والحمد لله الذي فضّل العِلْم على الجهل فقال سبحانه: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ}. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له العليم بمن يصلح للعِلْم والدِّين, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله القائل: ((طلبُ العلم فريضةٌ على كل مسلمٍ )) صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد فيا عباد الله اتقوا الله ويعلمكم الله . أيها المؤمنون ديننا الإسلامي دين علم ومعرفة، دين حارب الجهل والأمية من أول يوم، وفي أول كلمة من الوحي:  اقْرَأْ ،
لأن القراءة والكتابة من العناصر الأساسية لقيام الدول والشعوب، فكانت البداية بهما في مستهل الرسالة دليل على قيام حضارة إسلامية متى تمسكت الأمة بالعلم، 
ويقول النبي ﷺ في الحديث الصحيح)) :  مَن سلَكَ طريقًا يلتَمِسُ فيهِ علمًا ، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طريقًا إلى الجنَّةِ )) أخرجه أبو داود والترمذي .
وكان النبى محمد صلى الله عليه وسلم يدرك أهمية العلم والتعلّم فى مسيرة الأمة الإسلامية، فقد افتدى مجموعة من أسرى معركة بدر ممّن ليس لهم فدية بتعليم جماعة من المسلمين القراءة والكتابة.
عباد الله وقال الله تعالى:   ((  يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ )) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ)) متفق عليه
وقال الإمام الشافعي رحمه الله عن قيمة صاحب العلم:  
تَعَلَّم فليسَ المرءُ يولدُ عالما                            وَلَيْسَ أخو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِل 
   أيها المؤمنون وأمتنا اليوم هي أشد ما تكون حاجةً إلى العلم النافع الصحيح. وإن العلم والتحصيل العلمي هو السلاح القوي على مواجهة الأفكار الفاسدة، والثقافات التي تخالف ديننا وعاداتنا  .
وبالعلم والتعلُّم ترتقي المجتمعات وتزدهر . وللعلم آثار طيبة من خلال ترسيخ القيم الفاضلة والأخلاق العالية والمبادئ الجميلة.
عباد الله : وعلى الإنسان أن يسعى دائما نحو طلب العلم والمعرفة كل في مجاله وتخصصه، والعلم بحر لا ساحل له. واعتنت حكومة بلادنا وفقها الله عناية بالغة بالتعليم، من خلال الاهتمام بالأجيال منذ نشأتها وشيدت لهم المدارس والجامعات ، ومن خلال التعليم تَكْتَسِب العقول العلوم والمعارف وبه يتم الإبداع والابتكار والاختراعات.
أيها المسلمون إن معلم الناس الخير منزلته عالية ومكانته رفيعة، ويكفي في ذلك قول رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ، حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا، وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ). أخرجه الترمذي وصححه الألباني.  لَيُصَلُّونَ  : أَيْ : يَدْعُونَ بِالْخَيْرِ لمُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ .
عباد الله ومهنة التعليم هي في الحقيقة أشرف المهن، فعلى المعلم أن يستشعر حجم المسؤولية والأمانة التي تقع على عاتقه، وأن يكون قدوة لطلابه بأفعاله وأخلاقه وسلوكه وأقواله، وأن يخلص النية ويضاعف الجهد ، وأن يسعى نحو ترسيخ القيم العالية والأخلاق الفاضلة وأن يزرع في نفوس طلابه حب العقيدة والدين ويحثهم على طاعة ولاة أمرهم ومحبة وطنهم.
عباد الله إن مهمة التربية والتعليم ليست مقتصرةً على المدرسة وحدها؛ بل للوالدين فيها النصيب الأكبر، قال الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ ، وهذه الآية الكريمة أصل في تعليم الأهل والذرية، قال علي رضي الله عنه عن هذه الآية: ﴿ قُوا أَنْفُسَكُمْ ﴾: "علِّمُوهم وأدِّبُوهم"؛ (ابن كثير 8/167).
 والوالدان مربيان مؤثران؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كُلُّ مولودٍ يُولَدُ على الفطرةِ فأبَوَاهُ يهوِّدانه أو يُنصِّرانه أو يُمجِّسانه))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((مُرُوا أولادَكم بالصلاةِ لسَبْعٍ واضربوهم عليها لعَشْرٍ)).
 ومن أنفق المال في تعليم أهله وأبنائه فهو مأجورٌ إذا احتسب؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا أنفق الرجل على أهلِه نفقةً يحتسبها فهي له صدقةٌ))؛ متفق عليه.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما قد سمعتم، وأستغفر الله فاستغفروه، وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.      
   الخطبة الثانية
الحمد لله الذي منَّ على عبادِه بالعلمِ والحِكمة ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، المعلّم الناصح والمرشد لأمته، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليما كثيرا
أما بعدُ فيا أيها المسلمون: عباد الله وليعلم كل من المدرس وولي أمر الطلاب والطالبات: أنه راع فيهم، ومسؤول عنهم، ومطلوب منه النصح لهم ومتابعتهم وحثهم على التحصيل العلمي.
قال صلى الله عليه وسلم (( كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والأمير راعٍ، والرجل راعٍ على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولدِه، فكلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤول عن رعيَّتِه))؛ متفق عليه.
فعلينا جميعا حثهم على أن يحرصوا على تعلم العلم النافع ، ويُهذِّبُوا به أخْلاقَهَم، ويعملوا به في حياتِهم. وأن يقتدوا بالمعلم الأول صلى الله عليه وسلم في تعليمه، وتربيته، وفي أخلاقه،
وحَرِيٌّ بالمعلمين والمربين، اقتفاء أثره والاهتداء بهديه؛ ففيه الخير كل الخير.

ثم صلوا وسلموا على من أمركم الله تعالى بالصلاة والسلام عليه في قوله عز من قائل:  إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً  .  
المرفقات

1723778687_ديننا الإسلامي دين علم ومعرفة.doc

1723778687_ديننا الإسلامي دين علم ومعرفة.pdf

المشاهدات 501 | التعليقات 0