دور خُطبـة الجمعـة فـي معالجـة المشكـلات الاقتصاديـة..د. عبد الحليم عمار غربي

الفريق العلمي
1439/10/20 - 2018/07/04 11:08AM

تمهيـد

        إذا كان ليوم الجمعة في الإسلام منزلة رفيعة؛ فإن الاقتصاد يحتلّ فيه مكانة عظيمة. وليس أدلّ على ذلك من أن أطول آية في القرآن الكريم لم تتناول عبادة من العبادات المعروفة (الصوم أو الصلاة أو الزكاة...)؛ وإنما اختصّت بشرح تفصيلي لموضوع اقتصادي هو المداينة!

        وإذا كان أحد المستعمرين قد قال في فترة تشكّل الحركات الوطنية ضد الاستعمار: "لو أننا امتلكنا منابر المسلمين، لحوَّلنا بلادهم إلى مبادئنا في أيام قلائل"؛ فإن ما يلاحظه الخبراء اليوم أن هناك قصوراً في دور خطباء المساجد في طرح المشكلات الاقتصادية التي يمرّ بها عدد كبير من الدول العربية والإسلامية، مثل: البطالة، وارتفاع الأسعار، والإصلاحات الاقتصادية، وكيفية تفادي تداعياتها السلبية...

        إن التأثُّر المجتمعي بالقضايا الاقتصادية يفرض على خطيب الجمعة الاقتراب من هذه القضايا بمنطق المهتم أو المهموم، وليس المتخصِّص أو الفنّي بشأن تساؤلات المتلقي العادي: ما الحلّ لوقف ارتفاع الأسعار؟ ولماذا ترتفع؟ وكيف نواجه البطالة؟ وهل يمكن أن نقاطع كل السلع الإسرائيلية والأمريكية حتى لو أضرّ بعضها اقتصادنا؟ ولماذا ينخفض الناتج الوطني العربي؟ وكيف نستعيد قيم العمل والسعي التي تراجعت في مجتمعاتنا وتقدّمت عليها القيم الريعية؟...

        وثمّة تساؤلات أخرى كثيرة يثيرها الواقع المعيش: لماذا فقدت خُطبة الجمعة في معظم بلدان العالم الإسلامي تأثيرها البنّاء؟ ولماذا تحوّل حضور خطبة الجمعة إلى مجرّد فعل تعبُّدي لا يظهر أثره بعد أن كانت مؤتمراً اجتماعياً عاماً يمارس الدور الريادي في معالجة مشكلات المجتمع؟ لماذا أصبحت خطبة الجمعة متشابهة العناوين والموضوعات المطروحة في أغلب المساجد؟ ولماذا بقي دور الخطيب تقليدياً في الوقت الذي تَقدّم فنّ التدريب والخطابة والتعامل مع الجمهور وتقدّمت وسائل العرض التكنولوجية؟...

        إن خطباء الجمعة يتناولون بعض الجوانب الاقتصادية بطريقة تقليدية، كالدعوة للتكافل الاجتماعي، وإخراج الزكاة، والبعد عن الرِّبا، فلو كانت الاستجابة لدعوات الخطباء للتكافل الاجتماعي على النحو المطلوب؛ لكان الوضع الاقتصادي في الدول العربية والإسلامية أفضل بكثير ممّا هو عليه الآن!

 

أولاً: القوة التأثيرية لخُطبة الجمعة في المجتمعات الإسلامية

        تُعدّ خطبة الجمعة من أهم وسائل الاتصال الجماهيري، فهي تختص بمزايا لا تتوافر في أيّ منبر إعلامي آخر؛ حيث إنها تُمثل شعيرة من شعائر الإسلام، وتتم في جوٍّ مهيب تتهيّأ فيه النفوس للتلقّي والاستماع، كما أنها تتميّز بوجوب الإنصات إلى الخطيب وعدم الانشغال عنه؛ مما يفردها عن سائر الخطب، والمحاضرات، والندوات.

        ويرجع احتفاظ "خطبة الجمعة" بمكانتها العالية، وقدرتها الكبيرة على التأثير في المسلمين إلى عدة اعتبارات؛ منها:

1-    قداسة الخطبة واحترام المسلمين لها على مرّ العصور؛ وقد اهتم بها الفقهاء اهتماماً بالغاً من خلال دراسة أحكامها وآدابها وعلاقتها بصلاة الجمعة.

2-    الأمر بالسعي لصلاة الجمعة حين سماع النداء، جاء في القرآن الكريم: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ([الجمعة: 9]؛

3-    الأجر العظيم الذي وُعد به الذين يبادرون لحضور الخطبة، ودعوتهم للتواجد بالمسجد قبل صعود الخطيب على المنبر، وإرشادهم إلى ضرورة التركيز مع الخطيب وأن يعطوه سمعهم وبصرهم.

4-    تكرار الخطبة كل أسبوع يدلّ على أهميتها وضرورة العناية بها من قِبل الخطيب والسامعين؛ حيث يستمع المصلِّي في العام الواحد لـ 52خطبة تقريباً!

        وقد أشارت إحدى الدراسات التي تمّت في مصر حول أثر خطبة الجمعة، إلى النتائج التالية:

-       أفاد 78%من المصلين أنهم يتأثرون تأثُّراً دائماً بما يقوله الخطيب، وذكر 71%أنهم يلتزمون دائماً بما يقوله الخطيب؛

-       واتُّفق مع أحد خطباء المساجد على أن يخطب عن الرّبا، فأجرى استفتاءً قبل الخطبة وبعدها كانت نتيجته كما يلي:

جدول: أثر خطبة الجمعة في موضوع الرّبا

الاستبيـان

قبل الخُطبة

بعد الخُطبة

معرفة مفهوم الرّبا

85%

97%

معرفة عقوبة المرابي

33%

59%

معرفة تعامل البنوك التقليدية بالرّبا

71%

94%

تفضيل الاستثمار في البنوك الإسلامية

50%

64%

 

 

        يُلاحَظ من الجدول السابق أن 85%من الحضور كانوا يعرفون المفهوم الصحيح للرّبا، وبعد الخطبة ارتفعت النسبة إلى 97%؛ و33%منهم كانوا يعرفون عقوبة المرابي، وبعد الخطبة ارتفعت النسبة إلى 59%؛ و71%منهم كانوا يعلمون أن البنوك التقليدية تتعامل بالرّبا، وبعدها ارتفعت النسبة إلى 94%؛ و50%منهم كانوا يفضّلون الاستثمار في البنوك الإسلامية، وبعد الخطبة ارتفعت النسبة إلى 64%؛ وكانت النتيجة النهائية أن 34%سينصحون الآخرين بترك الرّبا و31%سيقاومون أيّ عمل ربوي.

        والحقيقة أن هذه النسب قد تتأثّر ارتفاعاً أو انخفاضاً من بلد لآخر، ومن حيٍّ لآخر تبعاً لأهمية الموضوع، والأفكار المطروحة فيه وحضور الخطيب المؤثّر؛ ممّا يؤكد القيمة المعنوية الكبيرة لخطبة الجمعة في المجتمعات الإسلامية!

 

ثانياً: عوامل غياب دور خُطبة الجمعة في المجال الاقتصادي

        إن منبر الجمعة ليس كرسياً جامعياً لتعليم الدراسات الفقهية أو الاقتصادية أو السياسية أو غيرها من الدراسات الأكاديمية، ولكن في الوقت نفسه يجب ألاّ يكون منفصلاً عن هموم المجتمع الاقتصادية.

        ويُفترض في هذا المنبر الإعلامي الأسبوعي أن يولِّد لدى المسلم زاداً إيمانياً ووعياً تراكمياً في شؤون الحياة المختلفة، ولكن المراقب لخطبة الجمعة قد يلاحِظ حالياً غياب "الجانب الاقتصادي" عن موضوعات الخطبة؛ ولعلّ ذلك يرجع لعدة أسباب أهمها:

1-    افتقار الخطباء إلى "الثقافة الاقتصادية" التي تمكّنهم من تناول المفاهيم، والقضايا الاقتصادية، فضلاً عن عدم فهمهم أصلاً للقضايا، والموضوعات الاقتصادية، وهذا يرجع لما يلي:

-       عدم التخصص: لا يدرس الخطباء وهم طلاب في الجامعة مناهج اقتصادية خاصة في الكليات التي تُخرِّج الخطباء؛ حيث تنحصر مناهجها في العلوم الشرعية (فقه، سيرة، حديث، تفسير، خطابة)؛

-       ضعف الرواتب: لا يستفيد الخطباء من قيمة "بدل تثقيف" ضمن الراتب الشهري على الرغم من خطورة وأهمية الوظيفة التي يؤديها الخطيب، وهو ما يترتب عليه عدم قدرته على تثقيف نفسه ذاتياً عن طريق شراء بعض الكتب والمراجع التي تناقش القضايا الاقتصادية؛ لاسيما في ظل ارتفاع أسعار الكتب والمطبوعات الدورية؛

-       روتينية الوظيفة: تحوّلت خطبة الجمعة بالنسبة للخطيب إلى مجرّد روتين أسبوعي، وتحوّلت إلى وظيفة "عقيمة" يشكو منها معظم الخطباء الرسميين.

2-    خوف الخطيب من التعرُّض للقضايا الاقتصادية، مثل: التنمية وأهميتها، والديون، وخطورتها على استقلال الشعوب، وحريتها، وذلك حتى لا يتم تصنيفه تحت أيّ غطاء سياسي يتبنّى هذه المفاهيم.

3-    ضيق فهم الخطباء للاقتصاد وحصره في موضوع "الرِّبا"، وإغفالهم لقضايا الاقتصاد الحقيقية، وفي مقدّمتها:

-       الاستهلاك: وهو أحد النشاطات الاقتصادية الرئيسة، ورغم أهميته لتفعيل الاقتصاد فإنه إذا زاد عن حدّه من خلال الإسراف؛ ينقلب إلى ضدّه. وهناك رقم مرتفع للواردات الاستهلاكية في الدول العربية والإسلامية؛ الأمر الذي يتطلب من الخطباء تناول هذه المسألة من وجهة نظر اقتصادية، وليس شرعية فقط.

-       الإنتاج والتنمية: هناك قيم إيجابية دعا إليها الإسلام يجب أن تعزَّز في نفوس الناس، كقيمة العمل وإتقانه باعتباره مبدأً مهماً في الإنتاج طُبِّق في اليابان، وحقّق نجاحات غير عادية، على عكس ما يحدث في الدول العربية والإسلامية التي تراجعت فيها قيم حبّ العمل واحترام الوقت كإحدى العناصر الإنتاجية المهمة.

-       الفساد الإداري والمالي: من الخطأ أن يتم تناوله بشكل تجريحي ونقدي للسلطة من قِبل بعض الخطباء، وليس على اعتباره قضية اقتصادية مهمة يجب أن تأخذ منهجاً علمياً لمحاربتها. فالفساد الذي يهدر الموارد يعالَج اليوم بآليات علمية عديدة كالشفافية، ودعوة الخطباء لمعالجة الفساد في هذا الإطار تضفي على الخطيب المصداقية، وتُقنع الفرد بأهمية هذا الموضوع، وتدفعه إلى تبنِّيه.

-       الاحتكار: هناك سلع أساسية محتكرة في المجتمعات العربية والإسلامية مما يضرّ بالاقتصاد، وهو أمر لا يناقشه الخطباء رغم أن الإسلام لديه إسهامات متعدِّدة فيما يتعلق بخطورة الاحتكار.

-       المقاطعة الاقتصادية: لا يكون الحديث عنها عشوائياً؛ بل يجب أن يتم وفق منهج عملي يُجنّب إضرار الناس والاقتصاد من خلال إيجاد بدائل ذات نوعية وأسعار جيدة.

ثالثاً: نحو تفعيل خُطبة الجمعة في طرح القضايا الاقتصادية

        يُعتبر الخطيب قدوة لأهل حيِّه ولمرتادي مسجده، وعليه أن يقدِّر الظروف والمناسبات التي ترتبط بخطبة الجمعة، فلكل مقام مقال، ولكل حدث حديث. ولمّا كان معظم الحضور لخطبة الجمعة هم غالباً من أهل الحي، فينبغي أن تتوثّق صلته بهم؛ حيث إن دوره لا يبدأ بصعود المنبر وينتهي بنزوله عنه؛ بل عليه أن يتفاعل مع الوسط الذي يعيش فيه، ويتعمّق في فهم مشكلاته الاقتصادية وقضاياه المحلية.

        وعلى الخطيب أن يجتهد في التحضير لمضمون الخطبة الأسبوعية، فيتشاور مع المعنيين بالموضوع، ويطالع ما تطرحه وسائل الإعلام من قضايا ومشكلات ليجعلها موضوعاً لخطبته، ويبحث عن الإحصاءات والأرقام التي تدعّم كلامه. أما أن تبقى الخطبة مجرّد أداء واجب ينقلها الخطيب من كتب الأسلاف دون أيّ صناعة إبداعية، فإنها ستتحول إلى قراءة إنشائية يملّها الناس أو يعزفون عن حضورها لأنها لا تضيف لهم جديداً.

        وقد تُطرح أيضاً مسألة عدم استخدام الخطباء لبعض أساليب التكنولوجيا الحديثة في مخاطبة الجمهور، فمثلاً: لماذا لا يُستخدم جهاز عرض مربوط بحاسوب محمول يُقدِّم الخطيب من خلاله موضوعه بشكل ماتع مصحوب بالصور، ومقاطع الفيديو التي تشرح موضوع خطبته؟! ولعلّ هذا يقتضي أن يكون الخطيب مختلفاً عن خطيب الجمعة التقليدي؛ أي أن يكون مثقفاً أو أكاديمياً يملك الأسلوب الشائق والقدرة على التفاعل مع جمهوره، ولديه الروح العصرية التي تجعله يتقبّل كل هذه التغييرات!

        ولكي تُسهم خطبة الجمعة بدور فعال في المجال الاقتصادي فإننا نقدِّم المقترحات التالية:

1-    إعادة النظر في مناهج الكليات التي تقوم بتخريج خطباء الجمعة؛ من خلال تدريس الخطباء لمنهج اقتصادي يعالج المفاهيم والقضايا الاقتصادية بلغة معاصرة بعيدة عن التعقيد، على أن يشارك في إعداده نخبة من الاقتصاديين وأساتذة الشريعة.

2-    إعادة النظر في راتب الخطيب، واعتماد بند ثابت كبدل للتثقيف يمكّنه من شراء بعض الكتب واقتناء المجلات التي تعالج القضايا الاقتصادية في العالم الإسلامي.

3-    فتح المجال لاعتلاء المنابر أمام المتخصصين في الاقتصاد ممّن يجيدون مخاطبة الناس، ويمتلكون خلفية عالية في العلوم الشرعية.

4-    إعداد دورات تدريبية مستمرة لتأهيل الخطباء في المجال الاقتصادي، يقوم بها أساتذة جامعيون ومفكرون أكْفاء في محاولة للارتقاء بمستوى الخطباء.

5-    إجراء مسابقات دورية سنوية لاختيار أحسن الخطباء المتميّزين عملياً، وأحسن الخطب الاقتصادية المكتوبة، ورصد جوائز ومكافآت قيِّمة لهذا الغرض.

6-    إجراء استفتاءات، وبحوث استقصائية عن أثر خطبة الجمعة في الأحياء والمناطق المختلفة، والعمل على رفع النسبة الإيجابية لهذا الأثر بتغيير الخطيب الذي لا يستطيع مواكبة التغيير.

7-    تهيئة المساجد بالشكل الذي يمكِّن الخطباء من التأثير في المصلِّين، الأمر الذي قد يتطلب تزويدها بأحدث تقنيات شبكات الاتصال الحديثة التي تُستخدم في إلقاء الخطب، والندوات، أو ما يُعرف بـAudio & VisualCommunication Systems، مثل: شاشات العرض (البلازما) التي تتيح للخطباء عرض النقاط الرئيسة لخطبهم بواسطة جهاز الحاسوب، واستخدام برنامج العرض التقديمي PowerPoint، مع ترجمة فورية بلغة الإشارة لفئة الصمّ، والبكم.

8-    تعاون المؤسسات والمراكز البحثية المتخصِّصة مع الوزارة الوصية على إصدار الكتب، والمذكرات التي تعالج القضايا الاقتصادية بلغة سهلة بهدف تعميق المعرفة الاقتصادية للخطباء حتى يتسنّى لهم تناول المشكلات الاقتصادية ومعالجتها من خلال خطبة الجمعة. ومن أهم هذه الموضوعات الاقتصادية التي ينبغي على الخطيب أن يطرحها:

-       أهمية العمل في الإسلام (إتقانه وربطه بالعبادة).

-       دراسة فريضة الزكاة وقواعد جبايتها وتوزيعها ودورها في التنمية والاستهلاك، وكونها أساس النظام المالي والاجتماعي في الإسلام.

-       دراسة خطط عملية لاستثمار أموال الزكاة في مواجهة الفقر، وبيان دورها المتمثل في تحويل الفقراء إلى منتجين يدفعون الزكاة، وحكم المتهرِّب من دفعها.

-       دور الوقف في التنمية الاقتصادية الشاملة.

-       مكافحة الفقر والبطالة والتضخم.

-       تحقيق الاكتفاء الذاتي (دعم المنتجات المحلية).

-       المعاملات المصرفية (ضرورة الوعي المصرفي، وأهميته في تعبئة موارد المجتمع، دور البنوك في عملية التنمية، التصدي لظاهرة هروب الأموال، البنوك الإسلامية كبديل للبنوك الربوية، صيغ المضاربة، والمشاركة، والمرابحة، والمزارعة، والمساقاة، والمغارسة...).

-       البورصات، وتداول الأوراق المالية.

-       أنواع البيوع، والمعاملات المحرَّمة، والحكمة من تحريمها (الاحتكار، الغَرر، الغش...).

-       وظيفة النقود في الحياة الاقتصادية، ارتفاع الأسعار، وانخفاض القوة الشرائية للنقود.

-       ضوابط الإنفاق العام، وقواعده (مستويات إشباع الحاجات من منظور إسلامي).

-       الرقابة على المال العام، وآليات مكافحة الفساد الإداري، والمالي.

-       أهمية الزراعة: إحياء الأرض الميتة.

-       أهمية المياه، ومصادرها، وخطورة هدرها، والإسراف فيها.

-       أهمية الحرف الصغيرة، والصناعات اليدوية، والتجارة، ودورها في التنمية.

-       تنمية الموارد البشرية مثل: إدارة الوقت, وأهميته في حياة الإنسان المسلم.

-       الإعجاز الاقتصادي في القرآن الكريم والسنة النبوية.

 

خاتمـة

        لا يختلف اثنان على أهمية الخُطبة الأسبوعية لصلاة الجمعة كوسيلة اتصال بالجماهير المسلمة، فكم من الخطباء مَن كان له تأثير كبير ليس لدى الحاضرين فحسب؛ بل أثّر في مَن يستمع إلى خطبه بواسطة الأشرطة المسجّلة، والأقراص المضغوطة، ومواقع الإنترنت.

        إن التحديات التي تواجه الخطباء اليوم تتطلّب منهم المسارعة في استدراك عدم تكيّفهم مع الحياة الواقعية، فالمصطلحات المستخدَمة قد لا تنتمي إلى لغة عصرنا، والموضوعات التي تُناقَش قد لا تلامس حياتنا اليومية المعيشة مما ولّد فجوة اتصالية بين الخطيب والمتلقي! لاسيما في ظل المشكلات العديدة التي تعيشها مجتمعاتنا، كالعنف ضدّ الزوجات والأبناء وكبار السِّن، والقتل، وتعاطي المخدّرات، والمسكّرات، والفقر، والبطالة، والتسوّل، والطلاق، والعنوسة، والانحرافات الأخلاقية، والسرقات، والغش، والرّشوة، والانتحار، والخطف، والاعتداءات، والمضاربات، والتزوير، والتزييف، والنصب، والاحتيال، والإرهاب...وهذه القضايا أبعد ما تكون عن تناول أغلب خطباء الجمعة للأسف.

        كما أن تعميق المعرفة بالقضايا الاقتصادية الراهنة مثل: العولمة، والتكتلات الاقتصادية، والتجارة الدولية، والمنافسة، والاحتكارات، والبورصات، والأزمات، والتشغيل، والتنمية، والاستهلاك، والإنتاج، والفساد المالي، والإداري... سوف يُسهم في تنمية الوعي للخطباء، ويجعلهم في مستوى الاهتمام بالواقع الاقتصادي؛ بما ينعكس بدوره في حلّ مشكلات المجتمع وهمومه الاقتصادية.

 

المراجـع

1.      حفيظ الرحمن الأعظمي، "خطبة الجمعة... وسيلة إعلام مهمة"، مجلة المجتمع، ع1805، 07/06/2008.

2.      خالد حنفي، "خطبة الجمعة.. سكوت اقتصادي!"، ديسمبر 2003، في الموقع الإلكتروني:

http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1177155818271&pagename=Zone-Arabic-Namah%2FNMALayout

3.      صبحي مجاهد، "مصر.. "الجات" لأجل المصلين!"، ديسمبر 2003، في الموقع الإلكتروني:

http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1177155816620&pagename=Zone-Arabic-Namah%2FNMALayout

4.      طلعت زكي حافظ، "كيف يمكن لخطبة الجمعة أن تكون مجدية فكرياً؟"، صحيفة الاقتصادية الإلكترونية، 24/08/1428هـ، في الموقع الإلكتروني:

http://www.aleqtisadiah.com/article.php?do=show&id=6742

5.      عبد الله محمد الفوزان، "يا خطباء الجمعة... أين أنتم من واقع الناس؟"، صحيفة عكاظ، 24/04/2006، ع1772، في الموقع الإلكتروني:

http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20060424/Con2006042412240.htm

6.      عمار بكار، "أفكار لجعل خطبة الجمعة أكثر فائدة وإمتاعا!"، صحيفة الاقتصادية الإلكترونية، 17/11/1428هـ، في الموقع الإلكتروني:

http://www.aleqtisadiah.com/article.php?do=show&id=7562

7.      محمد أمير ناشر النعم، "خطبة الجمعة بين الواقع والمثال"، مجلة رسالة المسجد، وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، الجزائر، ع2، سبتمبر 2003، في الموقع الإلكتروني:

http://www.marwakf-dz.org/majaletmasjeed/majaletmasjeed.php

8.      محمد بن عبد الله الدويش، "حتى نستفيد من خطبة الجمعة"، مجلة البيان، ع65، 66.

9.      همام عبد المعبود، "لماذا يقاطع الخطباء "الاقتصاد"؟"، ديسمبر 2003، في الموقع الإلكتروني:

http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1177155816305&pagename=Zone-Arabic-Namah%2FNMALayout

10.  ياسر البنا، "خطبة فلسطين وسبل التفعيل"، ديسمبر 2003، في الموقع الإلكتروني:

http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1177155820831&pagename=Zone-Arabic-Namah%2FNMALayout

المشاهدات 1757 | التعليقات 0