دور المرأة المسلمة في معركة الحجاب

جابر السيد الحناوي
1430/10/19 - 2009/10/08 05:56AM
بسم الله الرحمن الرحيم
دور المرأة المسلمة في معركة الحجاب

الْحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، أَرْسَلَهُ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ مَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَإِنَّهُ لَا يَضُرُّ إِلَّا نَفْسَهُ وَلَا يَضُرُّ اللَّهَ شَيْئًا
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا "
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا "
أما بعد ...
مع مطلع شهر يوليو 2009 ، وعلي إثر مقتل المسلمة مروي الشربيني في المانيا ، عصفت عاصفة صاخبة حول موضوع حجاب المرأة المسلمة كإحدى المشاكل العويصة في المجتمع الغربي ، لكن مسألة الحجاب ليست بقضية جديدة ، لا في ألمانيا و لا في الدول الغربية الأخرى ، ولا حتي في الدول العربية المسلمة ، وقد كانت ولا تزال جزءا من السياسة الأمريكية في محاربة الإرهاب الإسلامي المزعومة ، وهي امتداد لحقد يهود بني قينقاع الدفين ورغبتهم المستميتة في كشف سوآت نساء المسلمين ، ولا يزال هذا الحقد ينفخ في جنبات المجتمع المسلم إلى اليوم ، ولا تزال نار السفور والفجور تستعر لتعري المرأة المسلمة مما أحاطها به التشريع الإسلامي من عناية فائقة ، كفيلة بأن تصون عفتها ، وتجعلها عزيزة الجانب ، سامية المكانة ، ويقيها من أن تسقط في دَرَكِ المهانة ، وَوَحْل الابتذال ، أو تكون مَسْرحًا لأعين الناظرين .
وبتاريخ الخامس من أكتوبر حملت لنا الأنباء ( صحيفة " المصري اليوم "العدد١٩٤0 بتاريخالاثنين٥ اكتوبر ٢٠٠٩ ( خبرا مفاده أن شيخ الأزهر ( بمصر ) قد أشعل حربا جديدة ضد الحجاب حيث أجبر إحدى الطالبات المنتقبات على خلعنقابها، أثناء جولته التفقدية لمعاهد الأزهر للوقوف على مدى استعدادها لمواجهةانتشار فيروس " 1 "H1N المعروف باسم «أنفلونزا الخنازير»، معلناً عزمه إصدار قراررسمى بمنع دخول المنتقبات معاهد الأزهر.
والذي يجب أن يعلمه الجميع أن أحكام الإسلام بما فيها الحجاب تمثل ظواهر تحضر، وقواعد للأخلاق والمثل العليا التي تحمي الانسان أفرادا ومجتمعات ، تبعد به عن وحشية التعرِّي وجاهلية التبرّج ، إذ أن التبرّج يمثل رجعية مغرقة في القدم والتخلّف كما هو صريح قوله عزّ اسمه : " وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى " ( [1] )
نحن اليوم نواجه معركةً عنيفةً في الدين ... معركةً عقدية في حقيقتها ، فكرية اقتصادية اجتماعية سياسية عسكرية في مظاهرها ، وفي هذه المعركةً الدينيةً العقدية يجب علي كل مسلم أن يعلم أن له دوره في الدفاع عن عقيدتنا الغالية ، ووقايةًِ عرض أخواتنا وبناتنا وأمهاتنا وزوجاتنا ، وصيانةًِ كرامتهن الغالية .
لقد تميزت الشريعة الاسلامية وتشريعاتها بالترابط والتكامل بين أحكامها، فرائضها وسننها، في العبادات، والمعاملات وكافة مناحي الحياة كما هو معروف من شمولية الأحكام في الاسلام ، ورفض الفصل والتجزئة بين الأحكام ، وقد ذم الله تعالى من يفرقون بين أحكام الشريعة فقال جل وعلا : " أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ " ( [2] ) ويلمس الانسان مدى الترابط بين الاحكام من خلال تداخل هذه الأحكام في التشريعات والآثار والنتائج على مختلف الصعد والأحكام .
والحجاب واحد من هذه الأحكام المتداخلة في كثير من العبادات والمؤثرة في صحتها وقبولها وبطلانها ... يدخل في الصلاة والحج والطواف والاعتكاف والسفر وغيرها من الفرائص والسنن، وليس هو من واجب النساء فقط بل من واجب كل المجتمع بتنفيذ أحكام الله ، والحجاب في الاسلام فرض أساسي ثابت باجماع المسلمين ومن كافّة مصادر التشريع الاسلامي، بما لا يدع مجالاً للاجتهاد ومعارضة نصوص أصل الحجاب وتشريعه وآثاره.
وقد ثبت بما لا مزيد عليه ان الله ورسوله أوجبا الحجاب ، وحرما وذما السفور والتبرج ، وخيار المؤمن بعد ذلك محدود ، بصريح قوله تعالى : " وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا " ( [3] )
ومع ان المؤمن حين اسلم وآمن قد عاهد ربّه باسلامه وايمانه على الطاعة والالتزام الكامل بكل ما جاء به الرسول الكريم من عند الله " وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " ( [4] )
إلاّ اننا نلمس رغبة الشريعة في عدم الطاعة الصامتة ، بل جاء كثير من أحكام الاسلام ، والحجاب والسفور واحد منها ، جاءت معللة بما يحمل الحجاب من ايجابيات ومنافع ، وما يسـتبطنه السفور من سلبيات ومخاطر ، ومنها فرض الرقابة الصارمة على الجوارح من الأبصار والفروج ، كقوله عزّ اسمه : " ... ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ ..." ( [5] ) بكل معنى الزكاة من الطهر النفسي والمادي والمعنوي الواقي لما يجره السفور والتبرج " إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ " ( [6] )وبما يؤول إليه أمر الاختلاط والسفور.
ثمّ تتبعها الآية التالية :" وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ... " ( [7] ) لتختم بقوله عز وجل : " ... وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " ( [8] ) وهنا نلمس الاهتمام الكبير بما تستبطنه سيئات السفور والتبرج ، في هذه اللهجة الجادة الصريحة بوجوب التوبة إلى الله ، ولا توبة إلاّ من ذنب.
وفي سورة الأحزاب ، يقول الله تعالى : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا " ( [9] )
وبغض النظر عن كون تغطية الوجه واجباً أم لا ، فإنه لا أحد ينكر مشروعية هذه التغطية لا من جهة أنها مباحة ، بل من جهة التعبد لله تعالى بالاستتار عن الأجانب، ولا يخالف من له أدنى حظ من الفهم والعقل في أن تغطية الوجه هي الصورة الأكمل والأورع والأتقى لحجاب المرأة المسلمة .
ولما كنا نواجه معركةً عنيفةً في الدين ، فالواجب علي كل مسلم أن يعلم أن له دوره في الدفاع عن عقيدته ؛ على حسب تنوع جبهات الهجوم ،وليس المقام في هذه المعركة مقام الاكتفاء بالحد الأدنى من الواجبات والتكاليف ، وإنما هو مقام : " وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ " ( [10] )إنه مقام التشبث بكل جزئيات الدين سواء أكانت مندوبة أم مفروضة ، وعليه أنادي ـ من فوق هذا المنبر ـ إنه من الممكن أن نجعل من النقاب ، الذي هو كمال الستر والعفة والورع ، نجعله جبهةً من جبهات الدفاع عن الدين من جهة ، وجبهة من جبهات مراغمة أعداء الله تعالى من جهة أخرى .
أما على جبهة الدفاع عن الدين فمن المعلوم أن أخواتٍ لنا في الدين يتعبدون الله تعالى بوجوب تغطية الوجه ـ ولهم في ذلك اجتهاد شرعي سائغ ـ وهو قدر زائد على حد الحجاب الشرعي عند من لا تتعبد الله تعالى بوجوب هذه التغطية .
وكما هو مشاهد فإن أحفاد بني قينقاع يحاولون بكل استماتةٍ التركيز على كشف الوجه ، فلا تستشعر من لا ترى وجوب تغطية الوجه أن هذه السهام متوجهة إليها ، ولا تكترث بها ، ولا يهمها أن قانوناً قد سُنَّ في البلد الفلاني أو المجتمع الفلاني يمنع النساء من تغطية وجوههنَّ ، فالأمر عند هذا الحد لا يعنيها ، حتى إذا انهدم خطُّ الدفاع الأول ، توجهت سهامهم النتنة المسمومة بعدئذٍ إلى غطاء الرأس وهكذا حتى تصل نساء المسلمين إلى حال " كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ " ( [11] ) وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وخلاصة القول إننا نريد أن نجنّد أخواتنا المسلمات في معركة العفة والشرف ، بل و معركة العقيدة هذه من أجل التصدي لسموم اليهود وأعوانهم وعملائهم من خلال الانضمام إلى جبهة إسدال الخمارعلى الوجه ، جبهة النقاب ، طلباً للصورة الأكمل والأورع والأحوط ، سواء أعتقدت المسلمة وجوبه أو ندبه
إن الانضمام إلي جبهة النقاب وإسدال الخمارعلى الوجه ، جدير بأن يحقيق مكاسب دينية عالية :
أولا : التعاون على البر والتقوى : انصياعا لقوله تعالى : " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ " ( [12] ) فكلما زاد عدد النساء الملتزمات بالنقاب كلما كان خط الدفاع الأول عن عفة وشرف المرأة المسلمة ، بل المجتمع المسلم كله ، أشد وأمكن وأقدرعلى مجابهة هذا العدوان البغيض ، وقد قال تعالى : " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ " ( [13] )
ثانيا : تحقيق الكمال في هذه الشعبة الإيمانية :فـ " الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً ..." ( [14] ) الحجاب الشرعي شعبة من شعب الإيمان ، لها حد أدنى هو الإيمان المجمل بوجوب ستر المرأة عن الأجانب ، وحد واجب هو الالتزام العملي بتطبيق فريضة الحجاب، وحد أعلى هو تحري الكمال في العفة والتستر والتحصن بدليل الأمر من الله تعالى : "... فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ..." ( [15] ) فهذا غاية ما يكون من المبالغة في التستر عن عيون الناس والعفاف ، بل إن قوله تعالى : " وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ " ( [16] ) دليل بيِّن آخر على تحري الكمال في الصيانة والعفة لأخواتنا المسلمات.
ثالثا : تحقيق مراغمة الأعداء وغيظ الكفار بهذا الالتزام : ومن الجدير بالذكر أن ننبه في هذا المقام على أن غيظ الكفار من الأمور المطلوبة شرعاً ، لا سيما في سياق مجاهدتهم بهذا الدين ولهذا الدين ، قال تعالى : " ... ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" ( [17] ) فالتعبد لله تعالى بالتزام شرعه الذي يغيظ الكفار هو من العمل الصالح ومن علامات الاحسان بنص القرآن ونرجو أن يكون من جنس الجهاد في سبيل الله.
رابعا : استشعار الانخراط في منظومة الدفاع عن الدين : ذلك بأن أكثر أسباب الإحباط عند المسلمين حيال الواقع المعاصر هو الشعور بالعجز عن فعل أي شيء لتغييره ، ولكن عندما يحرص المسلم والمسلمة على تحري الأكمل فإنه يستشعر التغيير من نفسه وتحقيق مساهمته الفردية في الدفاع عن الإسلام فلا يؤتى الإسلام من قِبله.
وإن تحري الأكمل اليوم يعني العمل بالأحوط ، ويعني الخروج من الخلاف ، ويعني تتبع السنن والتزامها لا تتبع الرخص واعتيادها، إن تحري الأكمل اليوم يعني أن يقوم كل منا بعمل ما من أعمال الإسلام إحياءً لسنته وتحقيقاً لمراغمة العدو به .
رسالة تجنيد لكل مسلمة لتنخرط في صفوف الدفاع عن شعبة عظيمة من شعب الإيمان ألا وهي الحجاب الشرعي والستر الشرعي والحياء الشرعي : " وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ " ( [18] ) كما قال المصطفي صلي الله عليه وسلم ، فاعلمي أنك عندما تنضمين إلى البنيان المرصوص فإنك تنضمين إلى الأكمل والأطهر والأحوط والأستر بلا خلاف ، وإنك عندما تنضمين إلى هذا البنيان المرصوص – أعني بنيان إسدال الخمار على الوجه – فإنك تستحيلين حجراً يلقم فاه كل خبيث ، وسهماً يفقأ عين كل حقير متتبع لعورات المسلمين ، وشوكة في جنب كل عدوٍ خبيث يتربص بك وبعفتك وبحجابك الدوائر، إنك أيتها المسلمة عندما تنخرطين في منظومة تخمير الوجه ترفعين من معنويات غيرك من المسلمات بنفس القدر الذي تفتين به في عضد المتربصين من أعداء الدين ، أفلا نكون أول المجاهدين؟
وأنت أيها المسلم الغيور ، أيها الأب وأيها الزوج وأيها الأخ وأيها الابن ، إن حظك من هذا ليس بأقل من حظ نساء المسلمين ، فالالتزام بالحجاب ليس هو من واجب النساء فقط ، بل من واجب كل المجتمع بتنفيذ أحكام الله ، فحذار أخي المسلم أن تقف عثرةً أو عائقاً في طريق ابنتك أو زوجتك أوأختك أوأمك ، بل إن رأيت فيها رغبةً في تلبية النداء فكن لها عوناً وسنداً ثم ارفع هامك عالياً مفتخراً بهذه المؤمنة المجاهدة ، ولتكن " كتيبة النقاب " أول الكتائب والصواعق المرسلة على الكفار، آملين من الله أن تتبعها كتائب وصواعق الحق تترى. ( [19] )
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين .
(جميع الحقوق متاحة لكافة المسلمين بمختلف الوسائل غير الربحية فإنها تحتاج إلي تصريح كتابي )




[1] سورة الأحزاب : 33

[2] سورة البقرة : 85

[3] سورة الأحزاب: 36

[4] سورة الحشر: من الآية 7

[5] سورة النور من الآية 30

[6] المرجع السابق

[7] سورة النور من الآية 31

[8] المرجع السبق

[9] سورة الأحزاب : 59

[10] صحيح البخاري -20 / 158


[11] صحيح مسلم 11 / 59

[12] سورة المائدة من الآية 2

[13] سورة الصف 4

[14] صحيح مسلم 1 / 139

[15] سورة الأحزاب من الآيتين 32-33

[16] سورة النور 31

[17] سورة التوبة من الآية 120

[18] صحيح مسلم 1 / 139

[19]اقتباس من مقال للدكتور/ وسيم فتح الله بعنوان : إغاظة الكفار بإسدال الخمار ـ شبكة صيد الفوائد
المشاهدات 3843 | التعليقات 2

كل "إمام" ينضح بما فيه ـ دكتورة/ نهى الزيني
دكتورة/ نهى الزيني (المصريون) : بتاريخ 6 - 10 - 2009
ذاك الذي فاضت ينابيع "سماحته" حتى نهل منها القاصي والداني بدءاً بالإفتاء بأن التعامل الربوي البنكي الذي أجمع كبار العلماء المعتبرون على حرمته إنما هو حلال شرعاً ! مروراً بتسامحه مع وزير الداخلية الفرنسي – ساركوزي وقتها – حين جاءه مشفقاً من غضبة العالم الإسلامي يستشير كبيرهم – الإمام الأكبر بزعمهم - عن إمكانية منع الزي الإسلامي في المدارس الفرنسية فسمح له بأن يضيق على المسلمات كيفما شاء في مأمن من اعتراض الأزهر ورجاله وذلك في لقاء شهير اتسم بما عُرف عن "فضيلته" من تسامح لامثيل له ، وصولاً إلى اعتزامه السفر إلى الفاتيكان ليحظى بشرف المثول في حضرة البابا بعدما استهل رعويته بسب الدين الإسلامي ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم إلى تلك الوقفة المستخذية مع العدو الصهيوني حين امتدت يداه الاثنتان تعانقان بكل التسامح والمودة يد السفاح بيريز الملطخة لتوها بدماء إخواننا الفلسطينيين ، وليس آخرها صمته المطبق إزاء المذابح الصهيونية في غزة الصامدة ولا الخرس الذي أصابه فلم نسمع له صوتاً يندد بالعدوان اليهودي على المسجد الأقصى إلا مايسمح له به النظام الذي أتى به ليضعه رغم أنوف خيرة علماء الأزهر فوق واحد من أعلى المنابر في العالم الإسلامي مكافأة له على تسامحه مذ كان مفتياً مع كل مايفعله النظام وقدرته على تبرير كل خطاياه والإشادة بمظالمه بمبالغة فجة تبدو إلى جانبها مواقف بعض العناصر المكونة للنظام وكأنها صادرة عن المعارضة .

ذاك الذي تخرج نبراته المملة الرتيبة المتصنعة المستخذية أمام الجبابرة ، ذاك الذي يأمر بالتسامح مع كل فاسد فاجر سفاح ومع كل فاسدة فاجرة مائلة مميلة ، ذاك الذي لم نعرف له موقفاً واحداً إلى جانب الحق ، ذاك الذي تنفرج أساريره وتنحني قامته أمام كل صاحب سلطان ، ذاك الذي يتسع صدره لذبح المسلمين ولانتهاك الأعراض وللتطاول على دين الله وسب رسوله لم يتسع صدره لصبية غضة تدرس بالصف الثاني الإعدادي بأحد المعاهد الأزهرية شاء حظها العاثر أن يطالعها فضيلته ذات يوم أغبر بوجهه "الصبوح" وأن تنهل من فيض سماحته ورحمته وعلمه واتزانه ماهو كفيل – وربي – بأن يجعلها لاتكره الأزهر فحسب بل تكره الدين الإسلامي الذي يمثله – بحسب معلوماتها البسيطة – هذا الرجل ...

كان "سماحة" الإمام الأكبر يرافقه وفد من رجال الأزهر في جولة تفقدية للمعاهد الأزهرية حين صدمه منظر التلميذة الصغيرة ترتدي النقاب داخل الفصل فانفعل عليها وصاح بها غاضباً آمراً أن تخلع النقاب ، ولما امتثلت الصبية لأمر الكبير فأزاحت نقابها عن وجهها الغض وهي ترتجف رعباً إذ بكبير المتسامحين يضحك في سخرية واستهزاء وهو يوجه حديثه إليها على مسمع من مشايخ الأزهر ومعلماتها وزميلاتها من الفتيات قائلاً : "لما إنت كده أمال لو كنت جميلة شوية كنت عملتي إيه؟" ، هل بإمكان أحد أوتي ذرة من إنسانية أن يتصور مدى وقع تلك الكلمات الصادمة على فتاة صغيرة تخطو خطواتها الأولى في عالم الأنوثة تفرحها – كسائر الفتيات من خلق الله – كلمات الثناء على ملاحتها ويشقيها أيما شقاء بل يدمر نفسيتها أن يصمها أي شخص بالقبح فما بالكم لو كان هذا الشخص هو الإمام الأكبر وفي محفل من حاشيته الأجلاء الصامتين ؟ لم يكتف "المتسامح الأكبر" بما ارتكبته شفتاه من جرم بحق صغيرة بائسة كل جريرتها أنها تشبهت بأمهات المؤمنين أو أنها أرادت أن تطبق أحكام الدين – كما وعاه اجتهادها أو اجتهاد ذويها – فلم يرد أن يترك الجثة التي طعنها دون أن يمثل بها بإهانة والديها وهو مطمئن إلى أن الصغيرة تنتمي لأسرة بسيطة لاتضم ذوي نفوذ وسلطان فأردف قائلاً : "ان النقاب لاعلاقة له بالإسلام وأنا أفهم في الدين أكثر منك ومن اللي خلفوكي" !! ناسياً أوجاهلاً أن رُب أشعث أغبر لايؤبه له لو أقسم على الله لأبره .

لاأظنني في حاجة إلى مزيد من التعليق على تلك الجريمة الكاملة التي اقترفها شيخ الأزهر في حق صبية غضة تقية حلوة بسيطة ، ولا أظن الحديث إلى مثل هذا الرجل الفظ غليظ القلب بذي جدوى ولكني أستحلف بالله كل قارئ يعلم بمكان هذه الضحية المسكينة أن يدلني عليها لكي أتوجه إليها من فوري فأضمها إلى صدري وأخفف عنها وأعتذر لها عن تخاذلنا جميعاً أمام أفعال هذا "المتخاذل الأكبر" ومن يتولى حمايته ولكي أعلمّها أن القبيح حقاً هو من تلفظ بتلك العبارات القبيحة التي كشفت عن مكنون الإناء الذي نضح بها ، ولكي أقول لها بصدق أنها هي الجميلة الجميلة لأنها أرادت التشبه بأجمل نساء الأرض وأطهرهن ...

بقي سؤال واحد أوجهه إلى ذلك الوفد الأزهري المبجل الذي رافق الشيخ في جولته البائسة والذي وقف أعضاؤه صامتين أمام تلك الجريمة الشنعاء ، أقول لهم : ياقوم أليس منكم رجل رشيد ؟
http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=70817&Page=7


فضيحة الشيخ طنطاوي

جمال سلطان (المصريون) : بتاريخ 6 - 10 - 2009
عندما تقرأ موجات الهجوم على النقاب هذه الأيام ، يهيأ إليك أن أم المشكلات في مصر اليوم هي ستر وجه النساء ، ولو كشفت بعض النساء المنتقبات عن وجوههن فإن البلد ستملأ عدلا وقسطا بعد أن ملأت ظلما وجورا سيفاجأ الناس بأن الفساد قد توقف ونهب المال العام أصبح تاريخا والتزوير قطع دابره ومستويات العنف الاجتماعي غير المسبوق ستذهب إلى غير رجعة ليسود السلام الاجتماعي والأمن والأمان ربوع مصر ، غير أن خيط الهجوم على النقاب عندما تصل حباته من شيخ الأزهر إلى وزير الأوقاف إلى وزير التعليم العالي إلى وزير الثقافة إلى الرئيس الفرنسي إلى المستشارة الألمانية إلى عدد من الوزراء والسياسيين في بلجيكا وهولندا وإيطاليا ومناطق أخرى ، ربما تكتشف أن معضلة النقاب أكبر من أن تكون قضية مصرية ، وأن التحرش بالنقاب لا يمكن فهمه بأنه مجرد خاطر عارض أو سلوك عفوي ، لكن يبقى سلوك شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي الأكثر سوءا في هذا السياق كله ، والذين قرأوا أو سمعوا كلماته الفظة إلى الطالبة المنتقبة في أحد المعاهد الأزهرية لا يمكنهم تصور صدور هذا الكلام الخائب من رمز الأزهر بكل تاريخه وهيبته ، لذلك لا تعجب كثيرا عندما تسأل شيخ الأزهر عن صمته عن تهديد المسجد الأقصى أو عن استباحة المسلمين المرابطين في القدس الشريف فيشيح بوجهه ويقول لك : وأنا مالي والقدس ، بينما يتحول إلى فارس مغوار على صبية صغيرة يعنفها هي واللي خلفوها ، حسب كلامه ، لأنها اقتنعت برأي فقهي في مسألة النقاب مخالف لرأي الشيخ طنطاوي ، هذا إذا كان لطنطاوي رأي أصلا في المسألة ، والغريب أن من يراجع كتابه "التفسير الوسيط" للشيخ طنطاوي نفسه سيجد الشيخ يميل إلى اعتبار النقاب واجبا شرعيا وأنه بالتالي من صميم الدين والعبادة ، حيث يقول في تفسير قول الله تعالى :{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً } يقول ما نصه : (( والجلابيب جمع جلباب ، وهو ثوب يستر جميع البدن ، تلبسه المرأة فوق ثيابها . والمعنى : يا أيها النبي قل لأزواجك اللائي في عصمتك ، وقل لبناتك اللائي هن من نَسْلك ، وقل لنساء المؤمنين كافة ، قل لهن : إذا ما خرجن لقضاء حاجتهن ، فعليهن أن يَسدلن الجلاليب عليهن ، حتى يسترن أجسامهن سترًا تامًّا من رؤوسهن إلى أقدامهن ؛ زيادة في التستر والاحتشام ، وبعدًا عن مكان التهمة والريبة . قالت أم سلمة رضي الله عنها : لما نزلت هذه الآية خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سُود يلبسنها )) اهـ . ( التفسير الوسيط ) ( 11 / 245 ) طبعة دار المعارف1993م ، تأمل معي قوله : يسترن أجسادهن سترا تاما من رؤوسهن إلى أقدامهن ، زيادة في التستر والاحتشام ، أليس هذا نصا في وجوب النقاب في تفسير الشيخ طنطاوي نفسه ، أم أن الرجل لا يقرأ ما يكتب ، أو أنه لا يكتب أصلا ، وإذا كان في موضوع النقاب رأيان ولكل رأي حجته ودليله والعلماء الذين يميلون إليه ، فلماذا تجبر أحدا على اتباع رأيك أنت ، ولماذا تحقر من آراء الآخرين ، وما هي الأولوية أو الضرورة التي تجعل وزير الأوقاف يكلف خزينة الدولة عدة ملايين من الجنيهات لكي يطبع كتابا يقول أن النقاب عادة وليس عبادة ، شكرا يا سي زقزوق ، كل ما أثبته أنه عندك أنت عادة ، ولكن يبقى عند أكثر من أربعين مفسرا وإماما أنه عبادة وأنه واجب أيضا ، وجميعهم لا يرقى مثلك لأن يكون من طلابه في العلم الشرعي ، فما قيمة إهدارك لأموال المسلمين لتقول لهم أن رأيك في النقاب كذا ، ولحساب من هذه الحماسة التي لم نرها منك في موجات الانحطاط والعري والفجور التي تعرفها ويعرفها ملايين المصريين في الإعلام والثقافة ومنتجعات العار في الشمال والشرق ، مع الأسف من حق ملايين المواطنين أن يعتقدوا بأن المؤسسة الدينية الرسمية في مصر تم اختيارها بعناية لإهانة الإسلام والمسلمين ومطاردة الدين وأهله .




شيخ الأزهر يروي واقعة الطالبة المنقبة
قدس برس



القاهرة - نفى شيخ الأزهر د.محمد سيد طنطاوي أن يكون أساء لطالبة منتقبة في أحد المعاهد الأزهرية بالقاهرة، مؤكدا احترامه للنقاب برغم اعتقاده بأنه عادة.

وفي تصريحات خاصة لبرنامج "البيت بيتك" بالتلفزيون المصري مساء الأربعاء 7-10-2009 روى شيخ الأزهر ما حدث مع الطالبة قائلا: "عندما ذهبت لتفقد أحد المعاهد الأزهرية في بداية العام الدراسي الجديد ودخلت أحد الفصول وجدت حوالي 15 فتاة بالفصل واحدة منهن منتقبة، فقلت لها ارفعي النقاب فلم تجاوبني ولم تحرك ساكنا، فطلبت من المُدرسة أن ترفع التلميذة النقاب كي تحدثني، فاضطرت التلميذة أن ترفع النقاب".

وأوضح أنه قال لها:" لماذا ترتدين النقاب ما دام أن زملاءك بنات والتي تدرس لكي مُدرسة إذن فليس هناك حاجة لهذا النقاب"، معتبرا أنه لا مانع أن ترتدي الطالبة النقاب عندما تأتي من بيتها وتحضر طابور الصباح، ولكن عندما تدخل الفصل ترفع هذا النقاب، بحسب قوله.

وأشار طنطاوي إلى أن الكثير من السيدات يذهبن إلى مكتبه لقضاء حوائجهن ومنهن منتقبات ولا اعتراض له على ذلك، برغم أنه يعتقد أن النقاب مجرد عادة.

ونفى شيخ الأزهر ما نشرته صحف مصرية أنه قال للطالبة المنتقبة: "أمال لو كنت حلوة شوية كنتي عملتيِ إيه"، كما نفى أيضا أن يكون قال للمدرسة: "أنا أفهم في الدين أحسن منك ومن اللي خلفوكي".

وكانت وسائل إعلام مصرية قد ذكرت أن شيخ الأزهر قام بجولة تفقدية بأحد المعاهد الأزهرية مطلع الأسبوع الجاري في ضاحية مدينة نصر، وعند دخوله أحد الفصول شاهد طالبة بالصف الثاني الإعدادي ترتدي النقاب، فعنفها وأجبرها على خلع النقاب.

لكن كلامه استفز مدرسة تصادف وجودها بالفصل، فحاولت التدخل في الحديث فرد عليها شيخ الأزهر بالقول: "أنا أفهم في الدين أكثر منك ومن اللي خلفوكي"، معلنا على الفور عزمه إصدار قرار رسمي بمنع ارتداء النقاب داخل المعاهد.

حملة انتقادات

وأثارت هذه الواقعة حملة انتقادات واسعة تناقلتها وسائل الإعلام ضد شيخ الأزهر، تنوعت مطالبها بين عزل شيخ الأزهر وتقديمه اعتذارا للطالبة.

فمن جانبه أدان مركز "سواسية" المصري لحقوق الإنسان إجبار شيخ الأزهر الطالبة على خلع النقاب وطالبه بالاعتذار لها.
كما دعت جماعة الإخوان المسلمين لإقالة شيخ الأزهر، وقال النائب حمدي حسن، المتحدث باسم الجماعة في مجلس الشعب (الغرفة الأولى من البرلمان) إنه طالب رئيس الوزراء بصفته المسئول عن شئون الأزهر بإقالة طنطاوي؛ لأنه يسيء إلى الأزهر في كل مرة يتكلم فيها، داعيا لتعيين متحدث رسمي باسمه، وأن يصمت شيخ الأزهر تماما ويمتنع عن التصريحات.



المصدر: إسلام أون لاين