دورة كيف تكون مؤثرا في تدريس القرآن الكريم (2/ 5)
الفريق العلمي
1434/11/23 - 2013/09/29 03:10AM
الجزء الثاني:
- أن يقوي الطالب صلته بكتاب الله - عز وجل -
- أن يتأدب الطالب بآداب القرآن ويعمل بأحكامه
- أن يزيد الطالب توقيره لكتاب الله تعالى
- أن يفهم الطالب معاني السور المقررة فهما إجماليا
- أن بزبد الطالب قدرته على التدبر والخشوع عند التلاوة
- أن يزيد الطالب ثروته اللغوية
- أن يزيد الطالب مهارته في الإحساس والتذوق للأساليب البلاغية للقرآن الكريم
هذه أهداف عظيمة بصراحة ، جمعتها أنا من الثانوي والمتوسط أدخلتها في بعض فصارت معي تسعة، هذه التسعة عندما تكون عندي استفيد منها حقيقة سواء كنت في حِلق تحفيظ أو في غيره ، ماذا عملت من برنامج للأول ؟ ماذا عملت من خطوات لتحقيقها للثاني ؟ ماذا عملت للثالث ؟
هل تتصور أنه يمكن أن تتحقق هذه الأهداف هكذا بمجرد دخولي وخروجي للفصل ؟ أنا لا أتصور هذا ، أنا أتصور أن المعلم الجيد وأتوقع هذا ممكن يكون من الجهة المشرفة قد تكون موجودة أو غير موجودة أنا لا أدري ، لازم يكون لكل هدف آلية تحقيق ، خطوات ، واحد اثنين ثلاثة أربعة كحد أدنى لأنني إذا لم أضع هذا فسأركز على واحد من الأهداف وأترك الأهداف الأخرى.
يا إخواني الكرام : قد يكون رأيي غير صحيح لكني أتصور أن قضية الأداء والتصحيح قضية ثانوية ستأتي بعد أن يشعر الطالب بقيمة هذا القرآن أولا وبتعظيمه ، كيف نريد طالب أصلا أن يتعلم الفتحات والضمات وهو أصلا لا يوقر كلام الله ويكتب عليه ويرميه ، كيف سيتعلمه أصلا ؟ لا يمكن يا إخواني الكرام ، الناس - كما يقولون - لا يتعلمون إلا مِمن يحبون ، وإذا كان هو لا يحب هذه المادة ، أنا أسأل بعض الطلاب عندما أسأل عن مادة القرآن ، هو لا يجرؤ أن يقول أنا لا أحب القرآن ، وهذا طيب فيكون في روعه هذه الكلمة ، وبعضهم سمعته يقول : استغفر الله أنا لا أحب حصة القرآن ، لاحظ معي كلمة "استفغر الله" التي قدمها قبل كلامه ، فيه جزء من الخوف في الداخل من تعظيم القرآن لكنه ليس الجزء الذي نريده ، نريد جزء أكبر من هذا ، والله إنها طامة كبرى أن نجد كتابات من أبنائنا على المصاحف ، وكتابات سيئة أحيانا ، يجب أن يكون للمعلم دور في هذا أن يُنبه وليس فقط يُنبه إنما يشعر شعور حقيقي بحجم المأساة ، إذا كان كلام ربنا بهذه الصورة عند أبنائنا فلا أتصور حقيقة إلا هذا المستوى الذي نراه ، لا يُوقر ، لا يهتم ، لا يخشع ، لا يخضع ، لا يتأدب بآدابه ، ثم تريد بعد ذلك أن تقول له فتحة وضمة وكسرة ، وإذا حصل هذا منه لن يُجاوز تراقيهم كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما هو صوت فقط ، أنا أتصور أن هذا قبل هذا يا إخوان وقد يكون أحيانا موازيا له المهم أنه يُعطى جزء من الأهمية كبير عند المعلم وبالتالي أنا أرى أن المعلم الذي يريد أن يدخل الحصة يهتم بهذه الأهداف كلها وبعضها ، كلها على مدى الفصل وبعضها على مدى حصص أنه لن يستطيع أن يهدأ تلك الليلة وهو لم يحضر شيئا للمادة ولم يقرأ فيها شيئا أصلا ، ولم يهتم بفضائل السور التي سيقرأها ، ولم يهتم بمعاني الكلمات التي سيقرأها ، ولا يعرف المعنى الإجمالي ، ولو قام طالب قال ما معنى هذه الكلمة يا أستاذ لم يعرف شيء . أصلا لم يشعر المُعلم بقيمة المادة فكيف تريد أن ينتقل الشعور إلى هذا الطالب ؟ والطلبة يقيسون ويعرفون . أقول : والله ما كلامي يا إخواني الكرام ولا هذه الحدة التي ربما تظهر فيه إلا أن هذا القرآن كلام ربنا - سبحانه وتعالى - ونحن والله مسؤولون عنه شئنا أو أبينا وما دمنا وُضعنا في هذا المكان أنا أقول ليتق الله الإنسان وهو بهذا الموقع ، يخاف الله - سبحانه وتعالى- يجعل مادة القرآن أعلى المواد ، أعظمها شأنا ويقف معها ويُحضر لها ، والله لو حضّر الواحد تحضيرا جيدا لينقلب بسبب مادة القرآن هذه إلى إنسان معه علم كثير ولكنه يبقى يُدرس في هذه المادة ثم تجده بعد سنوات رجل أمي لا يعرف شيئا من معاني القرآن ، طيب هذه السنوات ماذا كنت تفعل ؟ عندك الأداء كان بإمكانك أن تعرف تفسير القرآن كاملا أو على الأقل الآيات التي درّستها خلال السنوات ، وأتصور المُعلم الناجح أنه يتنقل من المراحل كل مرة يأخذ مرحلة جديدة وإن كانت صعبة عليه ليُفيد وليستفيد هو أيضا فتكون مادة القرآن فعلا ( إن الله ليرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع آخرين ) فيرفعك الله سبحانه وتعالى في علمك ومكانتك ومنزلتك في الدنيا والآخرة .
لماذا أنا أقول هذا الأمر وبهذه اللغة أحيانا ، واعذروني يا إخواني فالحديث لي أولا لأننا معنيين بالقرآن ولنا جميعا يا إخواني الكرام لأننا إذا لم نتصارح في مثل هذه القضايا سيكون المسألة فيها نوع من أنواع التزويق والتزييف الذي لا يُفيدنا كثيرا ، أنا أقول هذا الأمر لأنك معلم قرآن وكفى ، يكفي أنك معلم قرآن يجب أن تتحمل كل ما ذكرنا من هذه الأمور خصوصا أنك أنت يا مُعلم تملك أمور لا يملكها أي مُعلم آخر ، وبيدك شيء ومُحصّل عندك وتستطيع أن تستفيد منه لا يوجد عند معلّم آخر ، أنت معك - يا أخي الكريم - النور وقد سماه الله - عز وجل - نورا ، يا إخواني : ما دام معي نور ألا أرى الخلل في أخلاق الطلاب أمامي ، ألا أرى الإنحراف الموجود أمامي ، ألا أرى البلاء الذي يعيشه طلابنا في المتوسطة والثانوية والضياع الذي يعيشونه ، طيب ما قدر النور الذي أوصلته، أنا لا حظت في كثير من ... النبي - صلى الله عليه وسلم - اكتفى في حديثه مع الكفار أنه قرأ عليهم القرآن فقط ، فقط أسمعهم هذا النور ، أوصل إليهم هذا النور ولكن بتهيئته ، بالصدق الحقيقي في قراءته ، القرآن مؤثر والله يؤثر، أحد الإخوة يقول : جلس أمامي أمريكي ما أعرف أتكلم معاه إنجليزي ، يقول : فقرأت عليه قرآن ، جلس هو وانا أقرأ قرآن ، يقول : إنه كان رافع رأسه وصار ينزل رأسه شوي شوي حتى وضعه بين ركبتيه ، يقول : لا أدري مالذي حصل له ، لا يفهم مني ولا أنا أعرف لغته وكنني قلت سأقرأ عليه حتى يسمع كلام الله ، يقول : سألت بعد ذلك أحد المترجمين معه فقال : لا أدري لكن الكلام الذي تقوله هذا كلام مؤثر . وهذا حقيقي يا إخوان ،هذا كلام الله - سبحانه وتعالى - فيه سر لا يستطيع البشر أن يقيسوه ولا أن يعرفوا كنهه ، مؤثر بلاشك .
أنت معك الذكر يا أخي تذكر ، معك االفرقان ، معك الروح ، معك الشفاء ، معك كل هذا ثم ليس له أي تأثير ؟! تعرفون لما نأتي الآن لشخص ونعطيه صلاحيات ونعطيه معاونين ونعطيه ونعطيه ونقول حقق هذه ولا يعمل لنا شيء ماذا نقول له ؟ سيحاسب على تقصيره ، لكن إنسان ليس معه شيء قد يكون معذور لكن أنت يجب أن يكون أوسع من هذا الأمر.
ثم بعد هذا أريدك ألا تنشغل بما أخذت من راتب أو من حصص أو ساعات متاخرة أو متقدمة أو غير ذلك ، هذا قد يُناقش لكن ليس هي القضية التي يوميا يدور الحديث فيها ، أنا لم أدخل مدرسة ، دخولي قليل لكني لا أذكر أني دخلت مدرسة إلا والحديث عن الحصص وتقديمها وتأخيرها ، لماذا أعطوني هذه المادة ولم يعطوني هذا وغيبة ونميمة رهيبة ، لا أذكر اني في يوم من الأيام سمعت كيف نطور المادة الفلانية ، كيف نرتقي بالطلاب ، كيف نعمل كذا ، نادر وقليل ، لماذا عندنا هذا الهمّ ؟ أترك الأمور الدنيوية فكل الموظفين في الدنيا يحملون هذا الهمّ وينتاقشون فيه لكن أنت يجب أن يكون نقاشك مختلف تماما لأنك تسعى للخيرية والذي يسعى للخيرية يسعى لها بقدر حجمها وبقدرها فالله - سبحانه وتعالى - يقول (وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ) إذا لابد أن تكون ربانيّ، إذا كنت تريد تعلم الكتاب ، الكتاب كما قال الطبري القرآن ، "ربانيين" يقول الطبري " مأخوذة من الرُبّان أو الرَبّان وهو قائد السفينة فهي منسوبة له " هذا رأي الطبري ، والتعرف معناه : هو الذي يُصلح ويقود السفينة إلى ما يُصلحها فالمطلوب فيك أن تكون قائد تسعى من خلال القرآن إلى إصلاح من عندك ، هذا رأي . الرأي الثاني : أنها منسوبة إلى الرب وهو نسبة على غير قياس ، لو كانت على القياس لكانت ربي ولكنها منسوبة "ربانيّ" على مثل شعراني أي فيه شعر كثير ، منسوب إلى الشعر أو لحياني منسوب إلى اللحية مع أنه لو كان على القياس لقال شعري أولحيي أو غير ذلك . فجاءت هذا منسوب إلى الرب إذا لابد أن يكون مُعلم القرآن ربانيّ ، إنسان خير ، إنسان يريد الخير والفضل ويسعى إليه ومحكوم بأوامر ونواهي من ربه - سبحانه وتعالى - تقوده إلى استثمار هذا القرآن العظيم في هداية الناس بماذا ؟ قال (بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ) بعض المفسرين يقول " تدرسون الفقه" الطبري - رحمه الله - يقول : لا ، الكلام عن القرآن وبما أنها ذُكرت الدراسة (تَدْرُسُونَ) فالأولى أن يُحمل على القرآن لأن القرآن أولى من الفقه ، بعد ذلك تأتي الأمور الأخرى لكن لم يخُصّها الله به فعُلم من هذا أن التعليم والدراسة للقرآن ، وبالتالي التعليم شيء والدراسة شيء ، لابد أن يكون للدراسة معنى وللتعليم معنى ، الدراسة قالوا معناها : التلاوة ، والتعليم : توضيح المعاني وبيانها وغير ذلك ، الدراسة فيها شيء تدل على التكرار والمداومة والإعادة مرة بعد مرة فحتى يُثمر القرآن لابد من إعادته مرة بعد مرة والتنويع للأساليب حتى أوصل هذا الخير للطلاب . خذ هذه الآية واقرأ تفسيرها واجعلها منهجا واجمع فيها ما شئت من أقوال أهل العلم الخير الكثير .
سؤال : هل أنت يا معلم القرآن تشعر بعظمة القرآن ؟ الجواب سهل علينا أن نقول نعم لكن نحن لا نريد الجواب القولي ، نريد الجواب الفعلي الواقعي ، هل تصرفاتنا من خلال تدريسنا للقرآن تُشعر بعظمته ؟ سأضرب لكم مثال : قال لي ولدي وهو في المرحلة المتوسطة أكثر ما يستأذن من المدرسين في حصة القرآن ، فمعناه أن المعلم إذا عنده شغل يبحث في المواد التي عنده فإذا كانت المادة قرآن يعني ممكن ، فعلام يدل هذا ؟ أو مالذي يوصله من معاني للطلاب ؟ معناه أنها مادة سهلة يسيرة،هناك غيرها أهم منها وهكذا ، هذا الشعور الخطير الذي نبثه نحن - فالتعليم بالمواقف أخطر من التعليم بالأقوال - فمهما كنت خطيبا متحدثا ومفوها و...الخ ثم بعد ذلك تغش الناس أو تأخذ أماناتهم فلو خطبت مئة خطبة عن الأمانة لن يأخذ أحد منك شيئا لموقف واحد عملته . فالموقف أخطر بكثير من الكلام فإذا تناقض القول والعمل لاشك أن العمل هو الذي سيثبت وهو الدليل الأقوى . إذا كان المعلم بهذه الطريقة وإذا دخل الحصة دخل متأخرا لماذا ؟ قال : بسيطة دعهم يقرؤن والمنهج تقدمنا فيه وبقي معنا فترة طويلة فإذا بقي في الحصة ثلاث أربع دقائق قال لم يتبقَ هناك وقت للقراءة . فلا أدري كيف أتانا هذا الفهم ، هذه الفترة الزمنية ليست لك ،هذه له هو لا يحق لك أن تُضيع منها دقيقة واحدة ، وبالتالي هذه التصرفات الثلاث أو الأربعة أوجدت عند هؤلاء الطلاب أن هذه المادة يمكن التساهل والتسيب فيها والطامة الكبرى أن يأتي المدير ويؤكد هذا فإذا كان عندنا حفل أو اجتماع أُناس وأراد جمع بعض الطلاب نظر في الجدول واختار من الفصول من لديهم حصة قرآن أو بدنية او فنية وترك من لديهم حصة رياضيات مثلا ، فهل يُقرن القرآن بالفنية والبدنية ؟ ولماذا ؟ قال : الرياضيات مهمة . أقسم بالله - وإن شاء الله أني لا أحنث - إن أهمّ مادة عندنا هي هذا القرآن لأنه دستورنا وكل المواد الأخرى يجب أن تكون محكومة بالقرآن ، لا الرياضيات ولا الكيمياء ولا الفيزياء ولا غيرها لكننا لم نعطي هذه المادة قيمتها وبالتالي أصبحت عند الناس بهذا القدر ، ألا نخجل حين نسمع الله يصف كلامه الوصف العظيم ثم نحن نصفه بالفعل لا أقول بالقول لأنه - إن شاء الله - لا يجرؤ أحد أن يقول شيء في القرآن لكن بتصرفانتا يحصل هذا ثم يأتي المشرف أحيانا ليؤكد هذا فإذا أراد أن يدخل على أحد الفصول سأل المعلم الفلاني ماذا عنده ؟ قال عنده الحصة الأولى تفسير والثانية قرآن والثاثة فقه ، فيقول أعطوني الفقه والتفسير والتوحيد ، والقرآن لا أحد يدخله لماذا ؟ هذه المادة الحمد لله ماشبه ، هناك حِلق تحفيظ ، فنحن نؤكد القضية على جميع المستويات ، لا أقول أن هذا في كل شيء لكن لو حصل منه واحد في المئة يجب أن يُذم ويُغير فما بالك إذا كان كثير ومنتشر ، الآن نؤكد للطلاب على كل المستويات إن المادة غير مهمة فكيف تريد أن أغرس القيم التي سمعناها قبل في نفسية الطالب ؟ إذا القضية ليست اقرأ يا فلان ، لا الراء مفتوحة ، مكسورة ، لا ليست هذه القضية ، القضية أكبر من هذا بكثير أن كل حركة أتحركها أنا في المدرسة ، محيط المدرسة وفي داخل الفصل يجب أن تصب في خدمة هذا ، فيروا أنني مُعلم قرآن ، يرى الطلاب أثر القرآن علي فلا يصلح أن يكون معلم قرآن ولا يُرى أثر القرآن عليه ، فلا يصلح أن يكون معلم قرآن ولا يُرى للقرآن أثر على حياته ، لا في شكله ولا في أخلاقه وهذا أسوأ لأنه في بعض الأحيان قد يكون الشكل مقبول أحيانا لكن الأخلاق غير أخلاق القرآن وهذه أخطر .
الله سبحانه وتعالى وصف كلامه بهذه الأوصاف دعونا فقط نستعرضها لنرى حجم الخطر الذي نعيشه عندما لا نُبجل هذا القرآن ولا نعظمه :
-أنه كلام الله - سبحانه وتعالى - أن الله تكفل بحفظه ، عندما يأتيك - ولله المثل الأعلى - أعلى مسؤول في الدولة ويقول الجهة الفلانية أو الموقع الفلاني أنا سأرعاه بنفسي فما الذي سيكون من معنى عند الناس سيكون هذا المكان من الأهمية بمكان كبير جدا جدا جدا لأن أعظم مسؤول في هذا المكان أو هذه الدولة رأى أن من الأهمية أن يكون هو المسؤول عنه لماذا ؟ لأنه خطير ومهم .
الله سبحانه وتعالى تولى حفظ هذا القرآن وحفظه على صور :
- الصورة الأولى : صورة الإنزال والحفظ العام
- الصورة الثانية : الحفظ من التبديل بالنقص منه أو بالزيادة عليه
- الصورة الثالثة : حفظه في جمعه وقرآنه
لاحظ هذه الآيات :
- (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) أليست هذه الآية لو أنني جلست دقيقتين أو ثلاثة مع طلابي الذين أدرسهم في أول الحصة بدل أن أضيع الدقيقتين في الذهاب والإياب أدخل مع الوقت أو قبله بدقيقة إذا أمكن ومباشرة أجذب اهتمام الطلاب بطريقة معينة ثم بعد ذلك أتلو عليهم هذه الآيات وأتكلم عن حفظ الله للقرآن ، أنا متأكد أن هذه الكلمات التي سأقولها ستدخل إلى قلوبهم لأنك لا تطالبهم بحفظ شيء من الكلام الذي تقوله ، أبدا ، المعلومات الزائدة التي تقولها لا تُطالبهم بشيء حتى ينجذبون إليها ، أنتم معي الآن تمثلون شريحة من الناس والمجتمع (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) كم في هذه الآية من مؤكد على حفظ الله - عز وجل - للقرآن ؟ الله - سبحانه وتعالى غني وإذا قال شيئا فهو الحق وهو الذي يقع ولكن الله - سبحانه وتعالى أكد مع هذا الحفظ بصور من التأكيد لم يُعهد مثلها بل إنني أكاد أقول لا تخلو كلمة من مؤكد ، نستعرضها بسرعة : ....
دورة كيف تكون مؤثرا في تدريس القرآن الكريم (1/ 5)
دورة كيف تكون مؤثرا في تدريس القرآن الكريم (2/ 5)
دورة كيف تكون مؤثرا في تدريس القرآن الكريم (3/ 5)
دورة كيف تكون مؤثرا في تدريس القرآن الكريم (4/ 5)
دورة كيف تكون مؤثرا في تدريس القرآن الكريم (5/ 5)
- أن يقوي الطالب صلته بكتاب الله - عز وجل -
- أن يتأدب الطالب بآداب القرآن ويعمل بأحكامه
- أن يزيد الطالب توقيره لكتاب الله تعالى
- أن يفهم الطالب معاني السور المقررة فهما إجماليا
- أن بزبد الطالب قدرته على التدبر والخشوع عند التلاوة
- أن يزيد الطالب ثروته اللغوية
- أن يزيد الطالب مهارته في الإحساس والتذوق للأساليب البلاغية للقرآن الكريم
هذه أهداف عظيمة بصراحة ، جمعتها أنا من الثانوي والمتوسط أدخلتها في بعض فصارت معي تسعة، هذه التسعة عندما تكون عندي استفيد منها حقيقة سواء كنت في حِلق تحفيظ أو في غيره ، ماذا عملت من برنامج للأول ؟ ماذا عملت من خطوات لتحقيقها للثاني ؟ ماذا عملت للثالث ؟
هل تتصور أنه يمكن أن تتحقق هذه الأهداف هكذا بمجرد دخولي وخروجي للفصل ؟ أنا لا أتصور هذا ، أنا أتصور أن المعلم الجيد وأتوقع هذا ممكن يكون من الجهة المشرفة قد تكون موجودة أو غير موجودة أنا لا أدري ، لازم يكون لكل هدف آلية تحقيق ، خطوات ، واحد اثنين ثلاثة أربعة كحد أدنى لأنني إذا لم أضع هذا فسأركز على واحد من الأهداف وأترك الأهداف الأخرى.
يا إخواني الكرام : قد يكون رأيي غير صحيح لكني أتصور أن قضية الأداء والتصحيح قضية ثانوية ستأتي بعد أن يشعر الطالب بقيمة هذا القرآن أولا وبتعظيمه ، كيف نريد طالب أصلا أن يتعلم الفتحات والضمات وهو أصلا لا يوقر كلام الله ويكتب عليه ويرميه ، كيف سيتعلمه أصلا ؟ لا يمكن يا إخواني الكرام ، الناس - كما يقولون - لا يتعلمون إلا مِمن يحبون ، وإذا كان هو لا يحب هذه المادة ، أنا أسأل بعض الطلاب عندما أسأل عن مادة القرآن ، هو لا يجرؤ أن يقول أنا لا أحب القرآن ، وهذا طيب فيكون في روعه هذه الكلمة ، وبعضهم سمعته يقول : استغفر الله أنا لا أحب حصة القرآن ، لاحظ معي كلمة "استفغر الله" التي قدمها قبل كلامه ، فيه جزء من الخوف في الداخل من تعظيم القرآن لكنه ليس الجزء الذي نريده ، نريد جزء أكبر من هذا ، والله إنها طامة كبرى أن نجد كتابات من أبنائنا على المصاحف ، وكتابات سيئة أحيانا ، يجب أن يكون للمعلم دور في هذا أن يُنبه وليس فقط يُنبه إنما يشعر شعور حقيقي بحجم المأساة ، إذا كان كلام ربنا بهذه الصورة عند أبنائنا فلا أتصور حقيقة إلا هذا المستوى الذي نراه ، لا يُوقر ، لا يهتم ، لا يخشع ، لا يخضع ، لا يتأدب بآدابه ، ثم تريد بعد ذلك أن تقول له فتحة وضمة وكسرة ، وإذا حصل هذا منه لن يُجاوز تراقيهم كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما هو صوت فقط ، أنا أتصور أن هذا قبل هذا يا إخوان وقد يكون أحيانا موازيا له المهم أنه يُعطى جزء من الأهمية كبير عند المعلم وبالتالي أنا أرى أن المعلم الذي يريد أن يدخل الحصة يهتم بهذه الأهداف كلها وبعضها ، كلها على مدى الفصل وبعضها على مدى حصص أنه لن يستطيع أن يهدأ تلك الليلة وهو لم يحضر شيئا للمادة ولم يقرأ فيها شيئا أصلا ، ولم يهتم بفضائل السور التي سيقرأها ، ولم يهتم بمعاني الكلمات التي سيقرأها ، ولا يعرف المعنى الإجمالي ، ولو قام طالب قال ما معنى هذه الكلمة يا أستاذ لم يعرف شيء . أصلا لم يشعر المُعلم بقيمة المادة فكيف تريد أن ينتقل الشعور إلى هذا الطالب ؟ والطلبة يقيسون ويعرفون . أقول : والله ما كلامي يا إخواني الكرام ولا هذه الحدة التي ربما تظهر فيه إلا أن هذا القرآن كلام ربنا - سبحانه وتعالى - ونحن والله مسؤولون عنه شئنا أو أبينا وما دمنا وُضعنا في هذا المكان أنا أقول ليتق الله الإنسان وهو بهذا الموقع ، يخاف الله - سبحانه وتعالى- يجعل مادة القرآن أعلى المواد ، أعظمها شأنا ويقف معها ويُحضر لها ، والله لو حضّر الواحد تحضيرا جيدا لينقلب بسبب مادة القرآن هذه إلى إنسان معه علم كثير ولكنه يبقى يُدرس في هذه المادة ثم تجده بعد سنوات رجل أمي لا يعرف شيئا من معاني القرآن ، طيب هذه السنوات ماذا كنت تفعل ؟ عندك الأداء كان بإمكانك أن تعرف تفسير القرآن كاملا أو على الأقل الآيات التي درّستها خلال السنوات ، وأتصور المُعلم الناجح أنه يتنقل من المراحل كل مرة يأخذ مرحلة جديدة وإن كانت صعبة عليه ليُفيد وليستفيد هو أيضا فتكون مادة القرآن فعلا ( إن الله ليرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع آخرين ) فيرفعك الله سبحانه وتعالى في علمك ومكانتك ومنزلتك في الدنيا والآخرة .
لماذا أنا أقول هذا الأمر وبهذه اللغة أحيانا ، واعذروني يا إخواني فالحديث لي أولا لأننا معنيين بالقرآن ولنا جميعا يا إخواني الكرام لأننا إذا لم نتصارح في مثل هذه القضايا سيكون المسألة فيها نوع من أنواع التزويق والتزييف الذي لا يُفيدنا كثيرا ، أنا أقول هذا الأمر لأنك معلم قرآن وكفى ، يكفي أنك معلم قرآن يجب أن تتحمل كل ما ذكرنا من هذه الأمور خصوصا أنك أنت يا مُعلم تملك أمور لا يملكها أي مُعلم آخر ، وبيدك شيء ومُحصّل عندك وتستطيع أن تستفيد منه لا يوجد عند معلّم آخر ، أنت معك - يا أخي الكريم - النور وقد سماه الله - عز وجل - نورا ، يا إخواني : ما دام معي نور ألا أرى الخلل في أخلاق الطلاب أمامي ، ألا أرى الإنحراف الموجود أمامي ، ألا أرى البلاء الذي يعيشه طلابنا في المتوسطة والثانوية والضياع الذي يعيشونه ، طيب ما قدر النور الذي أوصلته، أنا لا حظت في كثير من ... النبي - صلى الله عليه وسلم - اكتفى في حديثه مع الكفار أنه قرأ عليهم القرآن فقط ، فقط أسمعهم هذا النور ، أوصل إليهم هذا النور ولكن بتهيئته ، بالصدق الحقيقي في قراءته ، القرآن مؤثر والله يؤثر، أحد الإخوة يقول : جلس أمامي أمريكي ما أعرف أتكلم معاه إنجليزي ، يقول : فقرأت عليه قرآن ، جلس هو وانا أقرأ قرآن ، يقول : إنه كان رافع رأسه وصار ينزل رأسه شوي شوي حتى وضعه بين ركبتيه ، يقول : لا أدري مالذي حصل له ، لا يفهم مني ولا أنا أعرف لغته وكنني قلت سأقرأ عليه حتى يسمع كلام الله ، يقول : سألت بعد ذلك أحد المترجمين معه فقال : لا أدري لكن الكلام الذي تقوله هذا كلام مؤثر . وهذا حقيقي يا إخوان ،هذا كلام الله - سبحانه وتعالى - فيه سر لا يستطيع البشر أن يقيسوه ولا أن يعرفوا كنهه ، مؤثر بلاشك .
أنت معك الذكر يا أخي تذكر ، معك االفرقان ، معك الروح ، معك الشفاء ، معك كل هذا ثم ليس له أي تأثير ؟! تعرفون لما نأتي الآن لشخص ونعطيه صلاحيات ونعطيه معاونين ونعطيه ونعطيه ونقول حقق هذه ولا يعمل لنا شيء ماذا نقول له ؟ سيحاسب على تقصيره ، لكن إنسان ليس معه شيء قد يكون معذور لكن أنت يجب أن يكون أوسع من هذا الأمر.
ثم بعد هذا أريدك ألا تنشغل بما أخذت من راتب أو من حصص أو ساعات متاخرة أو متقدمة أو غير ذلك ، هذا قد يُناقش لكن ليس هي القضية التي يوميا يدور الحديث فيها ، أنا لم أدخل مدرسة ، دخولي قليل لكني لا أذكر أني دخلت مدرسة إلا والحديث عن الحصص وتقديمها وتأخيرها ، لماذا أعطوني هذه المادة ولم يعطوني هذا وغيبة ونميمة رهيبة ، لا أذكر اني في يوم من الأيام سمعت كيف نطور المادة الفلانية ، كيف نرتقي بالطلاب ، كيف نعمل كذا ، نادر وقليل ، لماذا عندنا هذا الهمّ ؟ أترك الأمور الدنيوية فكل الموظفين في الدنيا يحملون هذا الهمّ وينتاقشون فيه لكن أنت يجب أن يكون نقاشك مختلف تماما لأنك تسعى للخيرية والذي يسعى للخيرية يسعى لها بقدر حجمها وبقدرها فالله - سبحانه وتعالى - يقول (وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ) إذا لابد أن تكون ربانيّ، إذا كنت تريد تعلم الكتاب ، الكتاب كما قال الطبري القرآن ، "ربانيين" يقول الطبري " مأخوذة من الرُبّان أو الرَبّان وهو قائد السفينة فهي منسوبة له " هذا رأي الطبري ، والتعرف معناه : هو الذي يُصلح ويقود السفينة إلى ما يُصلحها فالمطلوب فيك أن تكون قائد تسعى من خلال القرآن إلى إصلاح من عندك ، هذا رأي . الرأي الثاني : أنها منسوبة إلى الرب وهو نسبة على غير قياس ، لو كانت على القياس لكانت ربي ولكنها منسوبة "ربانيّ" على مثل شعراني أي فيه شعر كثير ، منسوب إلى الشعر أو لحياني منسوب إلى اللحية مع أنه لو كان على القياس لقال شعري أولحيي أو غير ذلك . فجاءت هذا منسوب إلى الرب إذا لابد أن يكون مُعلم القرآن ربانيّ ، إنسان خير ، إنسان يريد الخير والفضل ويسعى إليه ومحكوم بأوامر ونواهي من ربه - سبحانه وتعالى - تقوده إلى استثمار هذا القرآن العظيم في هداية الناس بماذا ؟ قال (بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ) بعض المفسرين يقول " تدرسون الفقه" الطبري - رحمه الله - يقول : لا ، الكلام عن القرآن وبما أنها ذُكرت الدراسة (تَدْرُسُونَ) فالأولى أن يُحمل على القرآن لأن القرآن أولى من الفقه ، بعد ذلك تأتي الأمور الأخرى لكن لم يخُصّها الله به فعُلم من هذا أن التعليم والدراسة للقرآن ، وبالتالي التعليم شيء والدراسة شيء ، لابد أن يكون للدراسة معنى وللتعليم معنى ، الدراسة قالوا معناها : التلاوة ، والتعليم : توضيح المعاني وبيانها وغير ذلك ، الدراسة فيها شيء تدل على التكرار والمداومة والإعادة مرة بعد مرة فحتى يُثمر القرآن لابد من إعادته مرة بعد مرة والتنويع للأساليب حتى أوصل هذا الخير للطلاب . خذ هذه الآية واقرأ تفسيرها واجعلها منهجا واجمع فيها ما شئت من أقوال أهل العلم الخير الكثير .
سؤال : هل أنت يا معلم القرآن تشعر بعظمة القرآن ؟ الجواب سهل علينا أن نقول نعم لكن نحن لا نريد الجواب القولي ، نريد الجواب الفعلي الواقعي ، هل تصرفاتنا من خلال تدريسنا للقرآن تُشعر بعظمته ؟ سأضرب لكم مثال : قال لي ولدي وهو في المرحلة المتوسطة أكثر ما يستأذن من المدرسين في حصة القرآن ، فمعناه أن المعلم إذا عنده شغل يبحث في المواد التي عنده فإذا كانت المادة قرآن يعني ممكن ، فعلام يدل هذا ؟ أو مالذي يوصله من معاني للطلاب ؟ معناه أنها مادة سهلة يسيرة،هناك غيرها أهم منها وهكذا ، هذا الشعور الخطير الذي نبثه نحن - فالتعليم بالمواقف أخطر من التعليم بالأقوال - فمهما كنت خطيبا متحدثا ومفوها و...الخ ثم بعد ذلك تغش الناس أو تأخذ أماناتهم فلو خطبت مئة خطبة عن الأمانة لن يأخذ أحد منك شيئا لموقف واحد عملته . فالموقف أخطر بكثير من الكلام فإذا تناقض القول والعمل لاشك أن العمل هو الذي سيثبت وهو الدليل الأقوى . إذا كان المعلم بهذه الطريقة وإذا دخل الحصة دخل متأخرا لماذا ؟ قال : بسيطة دعهم يقرؤن والمنهج تقدمنا فيه وبقي معنا فترة طويلة فإذا بقي في الحصة ثلاث أربع دقائق قال لم يتبقَ هناك وقت للقراءة . فلا أدري كيف أتانا هذا الفهم ، هذه الفترة الزمنية ليست لك ،هذه له هو لا يحق لك أن تُضيع منها دقيقة واحدة ، وبالتالي هذه التصرفات الثلاث أو الأربعة أوجدت عند هؤلاء الطلاب أن هذه المادة يمكن التساهل والتسيب فيها والطامة الكبرى أن يأتي المدير ويؤكد هذا فإذا كان عندنا حفل أو اجتماع أُناس وأراد جمع بعض الطلاب نظر في الجدول واختار من الفصول من لديهم حصة قرآن أو بدنية او فنية وترك من لديهم حصة رياضيات مثلا ، فهل يُقرن القرآن بالفنية والبدنية ؟ ولماذا ؟ قال : الرياضيات مهمة . أقسم بالله - وإن شاء الله أني لا أحنث - إن أهمّ مادة عندنا هي هذا القرآن لأنه دستورنا وكل المواد الأخرى يجب أن تكون محكومة بالقرآن ، لا الرياضيات ولا الكيمياء ولا الفيزياء ولا غيرها لكننا لم نعطي هذه المادة قيمتها وبالتالي أصبحت عند الناس بهذا القدر ، ألا نخجل حين نسمع الله يصف كلامه الوصف العظيم ثم نحن نصفه بالفعل لا أقول بالقول لأنه - إن شاء الله - لا يجرؤ أحد أن يقول شيء في القرآن لكن بتصرفانتا يحصل هذا ثم يأتي المشرف أحيانا ليؤكد هذا فإذا أراد أن يدخل على أحد الفصول سأل المعلم الفلاني ماذا عنده ؟ قال عنده الحصة الأولى تفسير والثانية قرآن والثاثة فقه ، فيقول أعطوني الفقه والتفسير والتوحيد ، والقرآن لا أحد يدخله لماذا ؟ هذه المادة الحمد لله ماشبه ، هناك حِلق تحفيظ ، فنحن نؤكد القضية على جميع المستويات ، لا أقول أن هذا في كل شيء لكن لو حصل منه واحد في المئة يجب أن يُذم ويُغير فما بالك إذا كان كثير ومنتشر ، الآن نؤكد للطلاب على كل المستويات إن المادة غير مهمة فكيف تريد أن أغرس القيم التي سمعناها قبل في نفسية الطالب ؟ إذا القضية ليست اقرأ يا فلان ، لا الراء مفتوحة ، مكسورة ، لا ليست هذه القضية ، القضية أكبر من هذا بكثير أن كل حركة أتحركها أنا في المدرسة ، محيط المدرسة وفي داخل الفصل يجب أن تصب في خدمة هذا ، فيروا أنني مُعلم قرآن ، يرى الطلاب أثر القرآن علي فلا يصلح أن يكون معلم قرآن ولا يُرى أثر القرآن عليه ، فلا يصلح أن يكون معلم قرآن ولا يُرى للقرآن أثر على حياته ، لا في شكله ولا في أخلاقه وهذا أسوأ لأنه في بعض الأحيان قد يكون الشكل مقبول أحيانا لكن الأخلاق غير أخلاق القرآن وهذه أخطر .
الله سبحانه وتعالى وصف كلامه بهذه الأوصاف دعونا فقط نستعرضها لنرى حجم الخطر الذي نعيشه عندما لا نُبجل هذا القرآن ولا نعظمه :
-أنه كلام الله - سبحانه وتعالى - أن الله تكفل بحفظه ، عندما يأتيك - ولله المثل الأعلى - أعلى مسؤول في الدولة ويقول الجهة الفلانية أو الموقع الفلاني أنا سأرعاه بنفسي فما الذي سيكون من معنى عند الناس سيكون هذا المكان من الأهمية بمكان كبير جدا جدا جدا لأن أعظم مسؤول في هذا المكان أو هذه الدولة رأى أن من الأهمية أن يكون هو المسؤول عنه لماذا ؟ لأنه خطير ومهم .
الله سبحانه وتعالى تولى حفظ هذا القرآن وحفظه على صور :
- الصورة الأولى : صورة الإنزال والحفظ العام
- الصورة الثانية : الحفظ من التبديل بالنقص منه أو بالزيادة عليه
- الصورة الثالثة : حفظه في جمعه وقرآنه
لاحظ هذه الآيات :
- (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) أليست هذه الآية لو أنني جلست دقيقتين أو ثلاثة مع طلابي الذين أدرسهم في أول الحصة بدل أن أضيع الدقيقتين في الذهاب والإياب أدخل مع الوقت أو قبله بدقيقة إذا أمكن ومباشرة أجذب اهتمام الطلاب بطريقة معينة ثم بعد ذلك أتلو عليهم هذه الآيات وأتكلم عن حفظ الله للقرآن ، أنا متأكد أن هذه الكلمات التي سأقولها ستدخل إلى قلوبهم لأنك لا تطالبهم بحفظ شيء من الكلام الذي تقوله ، أبدا ، المعلومات الزائدة التي تقولها لا تُطالبهم بشيء حتى ينجذبون إليها ، أنتم معي الآن تمثلون شريحة من الناس والمجتمع (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) كم في هذه الآية من مؤكد على حفظ الله - عز وجل - للقرآن ؟ الله - سبحانه وتعالى غني وإذا قال شيئا فهو الحق وهو الذي يقع ولكن الله - سبحانه وتعالى أكد مع هذا الحفظ بصور من التأكيد لم يُعهد مثلها بل إنني أكاد أقول لا تخلو كلمة من مؤكد ، نستعرضها بسرعة : ....
دورة كيف تكون مؤثرا في تدريس القرآن الكريم (1/ 5)
دورة كيف تكون مؤثرا في تدريس القرآن الكريم (2/ 5)
دورة كيف تكون مؤثرا في تدريس القرآن الكريم (3/ 5)
دورة كيف تكون مؤثرا في تدريس القرآن الكريم (4/ 5)
دورة كيف تكون مؤثرا في تدريس القرآن الكريم (5/ 5)