د.ناصر العمر: هذا فقه التعامل مع الإجازات مهما كانت صغيرة

احمد ابوبكر
1436/05/26 - 2015/03/17 04:19AM
[align=justify]دعا فضيلة الشيخ ناصر العمر إلى الاستغلال الأمثل لإجازة الربيع للمدارس، والتي ستبدأ الأحد القادم وتستمر أسبوعاً.

واعتبر فضيلته أن هذه الإجازة ليست قصيرة كما يظنها البعض، حيث تبلغ نحو 144 ساعة، وهي ساعات طويلة يمكن إنجاز فيها الكثير.

وحث د.العمر في ختام درسه الأسبوعي في مسجد خالد بن الوليد بالعاصمة السعودية المستفيدين من الإجازة على وضع برنامج خاص لكيفية استغلالها سواء بالتعلم أو العدل مع العائلة فيها.

ولفت إلى أنه يعرف عددا من الأشخاص قد رتبوا هذه الإجازة ولم يضيعوا منها ساعة واحدة بغير فائدة, حيث أخذوا جزءًا منها لأنفسهم وأولادهم وجزءً آخر للمسلمين فإما يسافرون للداخل أو الخارج للدعوة إلى الله، موضحاً أن هناك من يخصص هذه الإجازة لإنجاز أعمال هامة فالبعض ممن يعدون للماجستير والدكتوراة يخططون لإنجاز ما لا يمكن إنجازه في شهر كامل خصوصا ممن عندهم أعمال أخرى كالتدريس.

وقال الشيخ العمر إنه يعرف "شبابا حفظوا القرآن في أقل من شهر, وكذلك بعض العلماء منهم شيخي الشيخ عبدالرحمن الدوسري رحمه الله وهو من المتقنين لحفظ القرآن حيث حفظه في أقل من شهر (..) وهناك شباب عندما كنا في معتكفنا وخلوتنا حفظوا القرآن في 22 يوما"؛ فمن الممكن أن يحفظ الشاب في هذا الأسبوع عدة أجزاء من القرآن إن لم يكن الثلث, كما يستطيع أن يحفظ بعض الأحاديث ويقرأ بعض الكتب".

وأشار فضيلته إلى مقابلة مع أحد المشايخ المشهورين وهو موسوعة علمية الآن، كان قد استمع الشيخ إليها، قال فيها أنه قرأ 60 كتابا في الصيف عندما كان يعمل في الدكان مع والده, وأشار إلى أن هذا الشيخ كان معهم في خلوتهم وكانت مكتبته في السجن أكبر من مكتبة إدارة السجن وكان يعير الكتب لمن يريدها وأهداها لأحد الشباب عندما خرج.

وتابع: لقد دخلت عليه في بيته فوجدت مكتبة كبيرة فقلت ما شاء الله هذه مكتبتك فقال هذا قسم الحديث فقط, وأشار الشيخ العمر أن البدايات دليل على النهايات فهذا الشيخ عندما كان شابا بدأ ب60 كتاب وانتهى بما هو فيه الآن.

وأكد أن الذي يستثمر الساعة سيستثمر اليوم والذي يستثمر اليوم سيستثمر الأسبوع والذي يستثمر الأسبوع سيستثمر الشهر.

وقص فضيلته قصتين للدلالة على كلامه أحدها قصة قديمة لحكيم بن حزام الذي كان من كبار التجار العرب وكان قبل الإسلام إذا وقعت مقتلة بين فريقين يأتي من يصلح بينهما ويتحملون الديات وقد تكون كبيرة لا يستطيعون تحملها فيذهبون يطلبون مساعدة كبار التجار, وقد جاء بعض هؤلاء لحكيم بن حزام وهو في مزرعته يجمع أعوادا صغيرة ويربطها, وكانوا لا يعرفونه, فقال أحدهم متعجبا هل تتوقعون أن يعطينا هذا ناقة! فردوا عليه أننا جئنا لنطلب وسنرى! ثم إنهم لما جلسوا إليه وقصوا عليه قضيتهم سألهم عن حبالهم التي يربطون بها النوق فقالوا هذه معنا فقال اذهبوا إلى الوادي وما استطاعت حبالكم ربطه من النوق فهو لكم فضحكوا وقالوا لا ندري من أي أمر نعجب من ربطك للأعواد الصغيرة أو من قولك خذوا ما تريدون فقال: لولا هذا ما كان هذا.


أما القصة الثانية فهي قصة حديثة لتاجر معاصر أوقف لله أكثر من 40 مليار ريال, مؤكدا فضيلته أنه واثق تماما من هذا الرقم , مشيرا إلى ان الوقف زاد الآن إلى ما يقرب من 60 إلى 70 مليارا .ونقل الشيخ العمر عن هذا التاجر قوله: إنه عندما كان صغيرا كان في السوق وطلب منه أحد الأشخاص أن يحمل له اللحم فعندما وصل إلى المنزل اتسخ ثوبه من اللحم فقال له هذا الشخص هل تدخل حتى يغسلوا لك ثوبك أو أعطيك ربع ريال فقال له: اعطني ربع ريال وأمي تغسل الثوب, كما حكى له كيف أنه كان ينتظر أن يبيع الخباز الـ8 أرغفة بريال بدلا

من أربعة في آخر الوقت حتى يشتري الخبز له ولأخوته الذين أصبحوا من كبار التجار الآن.

وقال الشيخ العمر أن الشاهد من هذه القصص هو عدم احتقار القليل فقد يؤدي إلى ثمار كبيرة.[/align]
المشاهدات 747 | التعليقات 0