دُرُوسٌ مِنْ قِصَّةِ مُوسَى عَلَيهِ السَّلَامُ 1446 هـ
مبارك العشوان 1
الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْدُ: فَيَقُولُ النَّبِيٌّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ وَذُو الحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ، الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ ) [رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ]
عِبَادَ اللهِ: شَهْرُنَا هَذَا أَحَدُ الْأَشْهُرِ الحُرُمِ؛ وَالعَاشِرُ مِنْهُ يَومُ عَاشُورَاءَ؛ وَفِيهِ وَقَعَ حَدَثٌ عَظِيمٌ، وَنَصْرٌ لِلمُؤمِنينَ مُبِينٌ وَذُلٌ للطُّغَاةِ الكَافِرِينَ، أعْلَى اللهُ تَعَالَى فِيهِ الحَقَّ وَأظْهَرَهُ وَأزْهَقَ البَاطِلَ وَدَحَرَهُ، نَصَرَ اللهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ عَلى عَدُوِّهِ فِرْعَونَ وَجُنُودِه.
وَقِصَّةُ مُوسَى مَعَ فِرْعَونَ مِنْ أَشْهَرِ قَصَصِ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ؛ وَلِعِظَمِ هَذِهِ القِصَّةِ وَكَثْرَةِ عِبَرِهَا وَرَدَتْ فِي القُرْآنِ الكَرِيمِ كَثِيرًا، فَجَاءَتْ مَبْسُوطَةً مُفَصَّلَةً فِي مَوَاضِعَ؛ كَمَا فِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ، وَطَهَ، وَالشُّعَرَاءِ وَالْقَصَصِ، وَجَاءِتْ مُخْتَصَرَةً مُجْمَلَةً فِي مَوَاضِعَ أُخْرَ قَالَ تَعَالَى فِي سُورَةِ الذَّارِيَاتِ: { وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ، فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ، فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ }الذاريات 38 – 40
وَلَعَلَّنَا نَقِفُ اليَومَ عَلَى بَعْضِ دُرُوسِ هَذِهِ القِصَّةِ العَظِيْمَةِ.
فَمِنْ ذَلِكَ: أَنَّ المُؤْمِنَ يُبْتَلَى، وَأَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ بَلَاءً الأَنْبِيَاءَ وَأَنَّهُمْ صَبَرُوا عَلَى التَّكْذِيبِ وَالأَذَى؛ قَالَ تَعَالَى: { وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ...} [الآية الأنعام 34]
وَمِنْ ذَلِكَ: أَنْ يتَرَفُّقَ الدَّاعِي بِالمَدْعُوِّ، وَيُخَاطِبَهُ بِاللِّيْنِ وَيَبْتَعِدَ عَنِ الغِلْظَةِ وَالفَظَاظَةِ؛ قَالَ تَعَالَى لمُوسَى وَهَارُونَ عَلَيهِمَا السَّلَامُ: { اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى } [طه 44]
يَقُولُ ابنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللهُ: هَذِهِ الْآيَةُ فِيهَا عِبْرَةٌ عَظِيمَةٌ وَهُوَ أَنَّ فِرْعَوْنَ فِي غَايَةِ الْعُتُوِّ وَالِاسْتِكْبَارِ، وَمُوسَى صَفْوَةُ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ إِذْ ذَاكَ، وَمَعَ هَذَا أُمِرَ أَلَّا يُخَاطِبَ فِرْعَوْنَ إِلَّا بِالْمُلَاطَفَةِ وَاللِّينِ.
وَمِنَ الدُّرُوسِ: أَنَّ الكِبْرَ مِنْ أَعْظَمِ الذُّنُوبِ وَأَخْطَرِهَا وَأَنَّهُ يِمْنَعُ صَاحِبَهُ مِنِ اتِّبَاعِ الحَقِّ، قَالَ تَعَالَى: { وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا } [النمل 14] وَقَالَ تَعَـالَى: { وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ } [العنكبوت 39]
وَهَذَا كَثِيرٌ فِي قَصَصِ الأَنْبِيَاءِ عَلَيهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مَعَ أَقْوَامِهِمْ.
وَلَمَّا أَمَرَ اللهُ تَعَالَى المَلَائِكَةَ بِالسُّجُودِ لِآدَمَ؛ سَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ؛ يَقُولُ قَتَادَةُ: كَانَ بَدْءُ الذُّنُوبِ الْكِبْرُ اسْتَكْبَرَ عدوُّ اللَّهِ أَنْ يَسْجُدَ لِآدَمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ. ا هـ
عِبَادَ اللهِ: وَكَمَا مَنَعَ الكِبْرُ إِبْلِيْسَ مِنِ اِمْتِثَالِ أَمْرِ اللهِ؛ وَمَنَعَ تِلْكَ الأُمَمَ مِنِ اتِّبَاعِ الرُّسَلِ؛ فَهُوَ مَانِعٌ لِغَيْرِهِمْ مِنْ قَبُولِ الحَقِّ؛ وَقَدْ جَاءَ فِي الحَدِيثِ الصَّحِيحِ: ( الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ ) [رَوَاهُ مُسْلِمٌ ]
وَأَكَلَ رَجُلٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِمَالِهِ فَقَالَ: ( كُلْ بِيَمِينِكَ ) قَالَ لَا أَسْتَطِيعُ قَالَ: ( لا اسْتَطَعْتَ مَا مَنَعَهُ إِلَّا الْكِبْرُ، قَالَ فَمَا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ ) [رَوَاهُ مُسْلِمٌ ]
فَالحَذَرَ الحَذَرَ مِنْ هَذَا الخُلُقِ الذَّمِيمِ، وَالذَّنْبِ العَظِيمِ.
وَمِنَ الدُّرُوسِ فِي قِصَّةِ مُوسَى عَلَيهِ السَّلَامُ: بَيَانُ كَمَالِ قُدْرَةِ اللهِ جَلَّ وَعَلا؛ فَهُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ، وَرَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وبِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ؛ يُصَرِّفُ الكَونَ كَيفَ يَشَاءُ؛ جَعَلَ البَحْرَ لِمُوسَى طَرِيقًا يَبَسًا؛ ولِفِرْعَونَ هَلَاكًا وغَرَقًا فَسُبْحَانَ رَبِّي وَبِحَمْدِهِ؛ لَا رَادَّ لِقَضَائِهِ، وَلَا غَالِبَ لِأَمْرِهِ.
وَمِنَ الدُّرُوسِ: أنَّ النَّصْرَ بِيَدِ اللهِ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: { وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ } [آل عمران 126]
وَقَالَ تَعَالَى: { إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } [آل عمران 160]
فَعَلَى العَبْدِ أَنْ يَلْجَأَ إِلَى اللهِ تَعَالَى، وَيَتَوَكَّلَ عَلَيهِ؛ قَالَ تَعَالَى فِي قِصَّةِ مُوسَى: { فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ، قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ، فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ، وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ، ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ } [الشعراء 61-68 ]
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيْمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيِ وَالذِّكْرِ الحَكِيْمِ، وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ الجَلِيْلَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ مِنَ الدُّرُوسِ: أنْ يَفْرَحَ المُؤْمِنُ بِكُلِّ نَصْرٍ لِلْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ، وَخِذْلَانٍ لِلْكُفْرِ وَأَهْلِهِ، يَفْرَحُ عِنْدَمَا يَرْتَفِعُ الحَقُّ وَيَظْهَرُ، وَعِنْدَمَا يُزْهَقُ البَاطِلُ وَيُدْحَرُ.
وَمِنْهَا: أَنَّ النِّعَمَ تُقَابَلُ بِالشُّكْرِ؛ شُكْرٌ بَالقَلْبِ، وَشُكْرٌ بِاللِّسَانِ، وَشُكْرٌ بَالعَمَلِ؛ وَفِي الحَدِيثِ: ( فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا ) رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.
جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِمَّنْ إِذَا أُعْطِيَ شَكَرَ، وَإِذَا ابْتُلِيَ صَبَرَ وَإِذَا أَذْنَبَ اسْتَغْفَرَ.
عِبَادَ اللهِ: ثُمَّ اعْلَمُوا - وَفَّقَكُمُ اللهُ - أنَّ هُنَاكَ أُمُورًا تَتَعَلَّقُ بِيَومِ عَاشُورَاءَ: فَمِنْهَا: اسْتِحْبَابُ صِيَامِهِ، يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ ). [رَوَاهُ مُسْلِمٌ ]
وَيُصَامُ قَبْلَهُ التَّاسِعُ، لِقَولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ ) [رَوَاهُ مُسْلِمٌ ]
فَإِنْ لَمْ يَصُمِ التَّاسِعَ؛ فَلْيَصُمِ الحَادِيَ عَشَرَ بَعْدَهُ؛ لِتَحْقِيقِ مُخَالَفَةِ اليَهُودِ.
وَمِمَّا يَتَعَلَّقُ بِيَومِ عَاشُورَاءَ: أنَّهُ لَا يُشرَعُ فِيهِ وَلَا فِي غَيرِهِ أيُّ عَمَلٍ لَمْ يَثْبُتْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمِ وَالَّذِي ثَبَتَ فِي هَذَا اليَومِ إنَّمَا هُوَ الصِّيَامُ.
رَزَقَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمُ الفِقْهَ فِي الدِّينِ، وَالعَمَلَ بِهِ، وَالثَّبَاتَ عَلَيهِ.
وَالتَّمَسُّكَ بِالسُّنَّةِ، وَالبُعْدَ عَنِ البِدْعَةِ.
ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيهِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }الأحزاب 56
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإسْلَامَ وَالمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ وَانْصُرْ عِبَادَكَ المُوَحِّدِينَ، اللَّهُمَّ وَعَلَيكَ بِأَعْدَائِكَ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.
اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ يَا أَرْحَمَ الرَّحِمِيْنِ.
عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ العَلِيَّ الْعَظِيْمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
المرفقات
1720625090_دُرُوسٌ مِنْ قِصَّةِ مُوسَى عَلَيهِ السَّلَامُ 1446 هـ.pdf
1720625102_دُرُوسٌ مِنْ قِصَّةِ مُوسَى عَلَيهِ السَّلَامُ 1446 هـ.doc