دَرسانِ مُهمانِ مِن حَالِ عَبداللهِ بنِ جُدعانَ 1442/11/22هـ
يوسف العوض
الخطبة الاولى
الْحَمْدُ لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَتُوبُ إِلَيْهِ ، وَنَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ محمدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) ، (أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) .
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : جَاءَ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ! ابْنُ جُدْعَانَ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ، وَيُطْعِمُ الْمِسْكِينَ، فَهَلْ ذَاكَ نَافِعُهُ ؟ قَالَ: "لاَ يَنْفَعُهُ ، إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْماً: رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ" رواه مسلمٌ ، فما قِصَّةُ هَذا الحُديثِ ؟!
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ :كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُدْعَانَ مِنْ بَنِي تَيْمِ ، وَكَان لِمَالِه وَقُوَّتِه مَا جَعَلَ بَنِي تَيْمِ فِي حَيَاتِهِ كَأَهْلِ بَيْتٍ وَاحِدٍ يُطْعِمُهُم وَيُنْفِقُ عَلَيْهِمْ ، وَكَان يَذْبَحُ فِي دَارِهِ كُلَّ يَوْمٍ جَزورًا ، وَيُنَادِي مُنَادِيَه : مَنْ أَرَادَ الشَّحْمَ وَاللَّحْمَ فَعَلَيْه بِدَارِ ابْنِ جُدْعَانَ ، وَكَان يُطهى عِنْدَه الْفَالُوذَجُ فَيُطْعِمُه قريشًا وَيُرْسِلُ إلَى بُصْرَى الشَّام فَيُحْمَلُ إلَيْه البُّرُ وَالشّهْدُ وَالسّمْنُ ، وَجَعَلَ يُنَادِي منادٍ : « أَلَا هَلُمُّوا إلَى جَفْنَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ » وَقَدْ مَدَحَهُ أُمَيّةُ بْنُ أَبِي الصّلْتِ ، وَكَانَ ذَا شَرَفٍ وَسِنٍّ وَمِمَّن حرَّموا الْخَمْرَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ، وَلَكِنَّ تَحْرِيمَه الْخَمْرَ عَلَى نَفْسِهِ لَمْ يَكُنْ لِفَضِيلَةٍ فِيه كَفَضِيلَةِ الْكَرْم ، وَإِنَّمَا لِأَنَّهُ كَانَ مُدمنًا فَشَرِبَ ليلةً وَرَأَى الْقَمَرَ فَمَدَّ يَدَهُ لِيَقْبِضَ عَلَى ضَوْئِه وَيُمْسِكَه فَضَحِكَ مِنْهُ ندماؤه ثُمَّ أَخْبَرُوهُ بَعْدَ ذَلِكَ حِينَ صَحَا ؛ فَأَقْسَمَ أَنْ لَا يَشْرَب شيئًا يُذهبُ عَقْلَه ويُضحكُ بِهِ مِنْ هُوَ أَدْنَى مِنْهُ وَيَحْمِلُهُ عَلَى أَنَّ يَعْقِدَ عَلَى كريمتِه لِمَنْ لَا يُرِيدُ ! وَبَرَّ بِقِسْمِه شَأْنَ الْعَاقِلِ الشَّرِيفِ .
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : وَقَدْ كَانَ الرَّسُولُ يَعْرَفُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُدْعَانَ مَعْرِفَةً حقًّا ؛ لِأَنَّهُ شَهِدَ مَعَهُ حَرْبَ الْفِجَارِ ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ قائدًا عَلَى أَحَدِ الْجَنَاحَيْن ، وَقَبْلَ ذَلِكَ اِزْدَحَمَ الرَّسُولُ وَهُوَ صَبِيٌّ هُوَ وَأَبُو جَهْلٍ وَكَانَ غلامًا عَلَى مَائِدَةٍ لِابْنِ جُدْعَان ، فَدَفَع مُحَمَّدٌ الغلامُ اليافعٌ بِأَبِي جَهْلٍ فَوَقَعَ عَلَى رُكْبَتِهِ فجُرحت جُرحًا أثَّرَ فِيهَا — وَكَانَتْ تِلْكَ الْوَلِيمَةُ فِي وَقْتِ الظَّهِيرَةِ وَاشْتِدَادِ الْحَرِّ ، وَحَدِيثُ الرَّسُولِ يُؤَيِّدُ مَا رُوي مِنْ أَخْبَارِ جُودِ عَبْدِ اللَّهِ وَكَرَمِهِ نهارًا وليلًا ، وَقَد يُقْبَل الْغِلْمَانُ بِدَعْوَةِ الْمُنَادِي وَفِيهِمْ مَنْ أَهْلِ الشَّرَفِ وَالْبُيُوتِ الْكَرِيمَةِ ، وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ ابْنَ جُدْعَانَ كَانَ فِي ابْتِدَاءِ أَمْرِهِ صُعلوكًا وشِريرًا فَتَّاكًا يَجْنِي الْجِنَايَاتِ فَيَعْقِلُ عَنْهُ أَبُوهُ وَقَوْمُهُ حَتّى أَبْغَضَتْهُ عَشِيرَتُهُ وَطَرَدَه أَبُوهُ وَحَلَفَ لَا يُأْوِيه أبدًا ، فَخَرَج هائمًا فِي شِعَابِ مَكّةَ يتمنَّى الْمَوْتَ وَيَطْلُبُه فَلَا يَجِدْه ، فَرَأَى شقًّا فِي جَبَلٍ وَوَجَد وَرَاءَه كنزًا فَنَقَلَه وَبَعَثَ إلَى أَبِيهِ بِالْمَالِ الَّذِي دَفَعَهُ فِي تَعْوِيضِ الْمَجْنِيّ عَلَيْهِمْ فِي جِنَايَاتِه ، ثُمَّ وَصَلَ عَشِيرَتَهُ كُلَّهُمْ فسادَ عَلَيْهِم وَجَعَلَ يُنْفِقُ مِنْ الْكَنْزِ وَيُطْعِمُ النّاسَ وَيَفْعَلُ الْمَعْرُوفَ وتَوَّجَ حَيَاتَه بِحِلْفِ الْفُضُولِ ، وَنَحْنُ لَا نَعْتَقِدُ فِي أُسْطورَةِ الْكَنْزِ الَّذِي عَثَرَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ فِي شِعَابِ مَكّةَ وَوَجَدَ عَلَى حِرَاسَتِه ثعبانًا مِنْ ذَهَبٍ وَأَلْفَاه زاخرًا بِالْيَاقُوتِ وَاللّؤْلُؤِ وَالزّبَرْجَدِ لكنّه مَسطورٌ في كُتبِ التاريخ ، وَإِنْ حَاوَلَ القصاصون أَن يبرروها بعثور عَبْدِ اللَّهِ عَلَى لَوْحٍ مِنْ الْمَرْمَر مَكْتُوبٍ فِيهِ : « أَنَا نُفَيْلَةُ بْنُ جُرْهُمٍ بْنُ قَحْطَانَ بْنُ هُودٍ نَبِيّ اللَّهِ ، عِشْت ٥٠٠ عَامٍ وَقَطَعْت غَوْرَ الْأَرْضِ بَاطِنَهَا وَظَاهِرَهَا فِي طَلَبِ الثّرْوَةِ وَالْمَجْدِ وَالْمُلْكِ ؛ فَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ يُنْجِي مِنْ الْمَوْتِ » وَإِنْ كَانَ الْمَكْتُوبُ عَلَى لَوْحٍ يُشْبِهُ مَا أَمَرَ قورش مَلِكُ الْفُرْسِ بنقشِه عَلَى قَبْرِهِ : « أَنَا قورشُ مُؤَسِّسُ دَوْلَةِ الْفَرَسِ فَلَا تحسدوني عَلَى الْأَرْضِ الَّتِي دُفنت فِيهَا ! » المقصودُ أنَّه جَاءَه الْمَالُ الْكَثِيرُ فعَرَفَ الرَّجُلُ كَيْفَ يَمْحُو السَّيِّئَاتِ بِالْحَسَنَاتِ وَكَيْف يُؤْلَفُ الْقُلُوبَ بِالْكَرَم وَيُطْلِقُ أَلْسِنَةَ الشُّعَرَاء بِالثَّنَاءِ ، وَخَتَم حَيَاتَه بِمُعَاهَدَةٍ شَبه دَوْلِيَّةٍ غَايَتِهَا نِصْرةُ الْمَظْلُومِ وَحِفظَ الْحُقُوقِ وَصِيَانَةَ السُّمْعَةِ الْمَكِّيَّةِ بَيْنَ الْقَبَائِلِ ، وَلَعَلَّ هَذَا الْجَانِبَ الاجْتِمَاعِيَّ وَالنَّزْعَةَ الْإِنْسَانِيَّةَ هُمَا اللَّذَانِ حَبباه إلَى رَسُولِ اللَّهِ ؛ فَقَدْ رَوَتْ أمُّ المؤمنين عَائِشَةُ أَنَّهَا قَالَتْ لِلرَّسُول : كَانَ ابْنُ جُدْعَانَ يُطْعِمُ الطّعَامَ وَيَقْرِي الضّيْفَ وَيَفْعَلُ الْمَعْرُوفَ ، فَهَلْ يَنْفَعُهُ ذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ وكَانَتْ عَائِشَةُ رَضِي اللهُ عنها ذَكِيَّةً وتنتهزُ الْفُرْصَةَ لِلاِسْتِنَارَةِ فِي كُلِّ صَغِيرَةٍ وَكَبِيرَةٍ ، وكثيرًا مَا يَخْطُرُ بِبَالِ النَّاسِ سؤالٌ وهو هَلْ الْخَيْرُ الَّذِي يَصْنَعُهُ النَّاسُ بِغَيْرِ دَافِعٍ مِنْ الدَّيْنِ يَنْفَعُهُمْ فِي آخِرَتِهِم ؟! وَالْجَوَابُ جاءَ فِي الْحَدِيثِ صَحِيحِ ؛ فَقَدْ رَوَاهُ مُسْلِمٌ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : لَا ( أي لَا يَنْفَعُهُ بَرُّه يَوْمَ القيامةِ ) ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَقُلْ سَاعَةً مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ "رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ" لَقَدْ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ — وَكُنْيَتُهُ أَبُو زُهَيْرٍ — مُشركًا ، وَأَدْرَك الْبَعْثَةَ وَلَمْ يُسَلِّمْ ، وَلَنَا أَنَّ نَسْأَلَ سؤالاً لِمَ عَدَلَ رَسُولُ اللَّهِ عَنْ قَوْلِهِ : لِأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِي أَوْ لَمْ يَكُنْ مسلمًا ، وَاكْتَفَى بِتَخْصِيصِ الِاسْتِغْفَارِ مِنَ الْخَطِيئَةِ ؟؟ ! لَعَلَّ رَسُولَ اللَّهِ عِلْمَ أَنَّ الِاسْتِغْفَارَ بِهَذِهِ الصِّيغَةِ لَا يَأْتِي إلَّا عَلَى لِسَانِ مُؤْمِنٍ ، وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ غَيْرَ ذَلِكَ !!
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَعْدَ الْبَعْثَةِ ذاكرًا لِشَخْصِ عَبْدِ اللَّهِ مُكرمًا لخِلاله ، يودُّ لَوْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَرُدَّ لَهُ جميلًا أَو يُكَافِئَه عَلَى فَضْلِهِ ؛ فَقَدْ عَرَفَهُ قائدًا وَهُو — عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ — جُنْدِيٌّ ، وَعَرَفَه مُضيفًا وَهُو ضَيْفٌ ، وَعَرَفَه شيخًا كبيرًا ، وهو عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ شَابُّ لَا نَبَاتَ بعارضِيه ، وَعَرَفَهُ فِي حِلْفِ الْفُضُولِ الَّذِي دَعَا إلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَسَمِعَ قِصَّةَ الْكَنْزِ فِيمَا سَمِعَ مِنْ أَسَاطِير مَكَّةَ فِي ظِلَالِ الدُّوْرِ وَالْقُصُورِ وَفِي أَرْكَانِ الْحَرَم وَأَعَالِي الْجِبَال ، فَتَرَكَت حَيَاةُ عَبْدِ اللَّهِ فِي نَفْسِهِ أثرًا طبيّاً لَمْ يُفَارِقْهُ حَتَّى مَوْقِعَةِ بَدْر ، وَكَانَتْ عَائِشَةُ تحدِّثه عَنْه كَأَحَدِ إبْطَالِ التَّارِيخِ الْحَدِيثِ الْمُعَاصِرِين لبعثتِه . أَمَّا فِي بَدْرٍ وَفِي أَوَّلِ خُطُوَاتِ الْمَجْدِ الْحَرْبِيِّ ، فَقَد تَذَكَّر مُحَمَّدٌ حَرْبَ الْفِجَارِ وَقِيَادَةَ عَبْدِ اللَّهِ وسماحتَه فِي دَارِهِ ، فَقَالَ وَهُوَ يَنْظُرُ إلَى أَسْرَى بَدْرٍ : « لَوْ كَانَ أَبُو زُهَيْرٍ أَو مُطْعِمُ بْنُ عَدِيّ حيًّا فاستوهَبَهم لوهبتُهم لَه »
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَقَدَّرَ فَهَدَى ، وَأَسْعَد وأشقى ، وَأَضَلَّ بِحِكْمَتِه وَهَدًى ، وَمَنَع وَأَعْطَى ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ العليُّ الْأَعْلَى ، وَأَشْهَدُ أَنَّ محمداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ النَّبِيُّ الْمُصْطَفَى ، وَالرَّسُولُ الْمُجْتَبَى ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اهْتَدَى .
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : هُنا دَرسَانِ مُهمَانِ .. الأول : عِظَمُ التَّوحيدِ وخَطرُ الشِّركِ وهذا واضحٌ من الحديثِ الدَّالِ على أَنَّ الْكَافِرَ لَا تَنْفَعُهُ أَعْمَالُهُ الصَّالِحَةُ وَلَوْ كَثُرَتْ ، لِأَنَّ الْكُفْرَ مَانِعٌ مِنْ قَبُولِ الْعَمَل قال تعالى: ﴿ وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّـهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ ﴾ وقال تعالى: ﴿ وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا ﴾ .
والثاني : عِرفانُ الجَميلِ مِن أخلاقِ الكرامِ ،قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( حُسْنُ الْعَهْدِ مِنَ الْإِيمَانِ ) رواه الْحَاكِمُ وَالْبَيْهَقِيُّ وَصَحَّحَه الْأَلْبَانِيُّ ، فمَا أَعْظَمَ عِرْفانَ الْجَمِيلَ فِي نَفْسِهِ ﷺ وَمَا أَكْبَرَ إِعْجابَه بِالرِّجَالِ وَلَا سِيَّمَا الْإِبْطَالُ مِنْهُم ! وَلَمْ يَكُنْ مُحَمّدٌ معجبًا بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ لِهَذِهِ الْأَسْبَابِ النبيلةِ وَحَسب ، بَلْ كَانَ كُلٌّ مَن فِي بَيْتِ عَبْدِ اللَّهِ يُحِبُّ محمدًا ويذودُ عَنْه ؛ فَإِن جَارِيَةً مِنْ جِوَارِي ابْنِ جُدْعَانَ كَانَت سببًا فِي إسْلَامِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطّلِبِ وَالِانْتِقَامِ لِمُحَمَّدٍ مِنْ أَبِي جَهْلٍ .
فاللهم أَرِنَا الْحَقّ حقًّا وَارْزُقْنَا اتِّبَاعَه ، وَأَرِنَا الْبَاطِلَ باطلاً وَارْزُقْنَا اجْتِنَابَه .
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق