خَيْرُ صُحبَـةٍ خُطْبَةٌ مُخْتَصَرَةٌ 6 / 2 / 1444هـ
نجم الدين
خَيْرُ صُحبَـةٍ خُطْبَةٌ مُخْتَصَرَةٌ 6 / 2 / 1444هـ
الخُطْبَةُ الأُولَى:
إن الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آله وَصَحْبِهِ أجمعين وسَلَّمَ تَسْـلِيمًا كَــثِيْــرا، أمَّا بَعْدُ :
فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ ،حَقَّ التَّقْوَى،﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾[ التوبة : 119].
أَيُّهَا الْمُسْلِمُون: طالما سَمِعْنَا النَّصِيحَةَ عن اتخاذ الْأَصْحَابِ ، وحُسْنِ اختيَارِهم، وقد قِيْلَ:
إِذَا كُنْتَ فِي قَوْمٍ فَصَاحِبْ خَيَارَهُمْ ... وَلَا تَصْحَبِ الأَرْدَى فَتَرْدَى مَعَ الرَّدِي
ولِلصُّحْبَةِ تأثيرٌ لا يخفى على كلِ عاقلٍ، وفي هذه الدنيا يُوجد صُحبَـةٌ، مَنْ حَازهَا ، أفلحَ وفازَ ونجا.
أتعلمون – عِبَادَ اللَّهِ – ما هي هذهِ الصُّحْبَةُ ؟ إنّـها صُحْبَةُ كتابِ الله عز وجل ،من أحسَنَ صُحْبَةَ كتابِ الله، فإنّ هذا الكتابَ الكريمَ العظيمَ، يَجِيءُ يَوْمَ القِيَامَةِ يطلبُ مِنَ الله تعالى حُسْنَ الجزاءِ لِصَاحِبِهِ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَجِيءُ القُرْآنُ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ حَلِّهِ، فَيُلْبَسُ تَاجَ الكَرَامَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ زِدْهُ، فَيُلْبَسُ حُلَّةَ الكَرَامَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ ارْضَ عَنْهُ، فَيَرْضَى عَنْهُ، فَيُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ وَارْقَ، وَيُزَادُ بِكُلِّ آيَةٍ حَسَنَةً رواه الترمذي وحسَّنَهُ الألباني
عِبَادَ اللَّهِ: إنّ صُحْبَـةَ إنسانٍ صالحٍ لها أثـــرٌ مُبَاْرَكٌ ، فكيفَ بِصُحْبةِ كتابِ الله عزّ وجلّ، إنها صُحبَـةُ الشَّرَفِ ، والرفعةِ ، والذكرِ الحسَنِ ، والعاقبةِ الجميلةِ ، وكتابُ اللهِ عزّ وجلّ ، هُوَ خَيرُ صَاْحبٍ في الدنيا، وخيرُ صَاْحبٍ في القبرِ، وخيرُ صَاْحبٍ يومَ البعثِ والجزاءِ ، قَاْلَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ،..." رواه مسلم
أَيُّهَا الْمُسْلِمُون: ماذا تعني صُحْبَةَ القرآن الكريم، تعني الصِّلَةَ الْقَوِيَّةَ ، والْمُسْتَمِرَّةَ، ومُدَاوَمَةَ التِلاوةِ، والتَّدَبُّرَ، والخشوعَ، والتَّأَثُّرَ ،والـمحبةَ، والقربَ، وعدمَ الْهَجْرِ ، وأنْ يَقُومَ بِهِ فيصليَ مِنَ الليلِ ما كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أن يُصلي.ومَنْ عَجِزَ أو تَكَاسلَ عن ذلكَ أوْ بَعْضِهِ، فلايَـحرِمْ نَفْسَهُ مِنَ الِاسْتِمَاعِ والْإِنْصَاتِ ، فإنّــهُ، إنْ فَــعَـــلَ، نَـاْلَ رحمةَ اللهِ،قال تعالى﴿ وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204] .
عِبَادَ اللَّهِ : أتعلمونَ أَنَّ أقربَ الناسِ إلى اللهِ، هُم أهلُ القرآنِ،فَهُم أوليـَاؤُهُ، وهُم أحبَابُــهُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ": قِيلَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " أَهْلُ الْقُرْآنِ هُمْ أَهْلُ اللهِ، وَخَاصَّتُهُ " أخرجه أحمد في مسنده، وابن ماجه، وصَحَّحَهُ الألباني.
فيأَيُّهَا الْمُسْلِمُون: ليُـرَاجِع كلٌ منّا نفسَهُ ، كيف علاقتُهُ بكتابِ اللهِ، فإنْ كان مُقصّرًا فليتدارك، وإنْ كان قريبا من كتاب الله، فَلْيَجْتَهِدْ، وليكُن أكثرَ قُربًا.
عِبَادَ اللَّهِ: صُحْبَةُ كتابِ اللهِ، تَـــجْلو الْهُمُومَ، وتُذْهِبُ الغُمُــومَ، وتَجْلِبُ الراحةَ والطُّمَأْنِينَةَ والسرورَ.
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا قَالَ عَبْدٌ قَطُّ إِذَا أَصَابَهُ هَمٌّ وَحَزَنٌ: اللهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحًا.. " رواه أحمد، وصَحَّحَهُ الألباني.
فهل تأملتَ -رعاكَ اللّهُ – كيف تكونُ حالُ الأرضِ القاحلةِ إذا أتاها الربيعُ، وكيف تَذْهَبُ الظُّلْمَةُ إذا حَلَّ النُــوُرُ، وكيف يَنْجَلِيَ الـحُزنُ، ويَذْهبَ الــهَــمُّ فلا يَبْقَى مِنْهُ شيء.هكذا بركةُ القرآنِ العظيم .
وكتابُ الله هُوَ: مَوعِظةٌ، وَهُوَ شفاءٌ لِــمَــاْ في الصُّدُورِ ، وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لكن لِلْمُؤْمِنِينَ ، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾[يونس : 57]
عِبَادَ اللَّهِ: واسمعوا إلى هذهِ الْبِشَارَةَ ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ:خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:(أَبْشِرُوا، وَأَبْشِرُوا، أَلَيْسَ تَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ قَالَ:
(فَإِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ سببٌ طَرفُهُ بِيَدِ اللَّهِ وطَرفُهُ بِأَيْدِيكُمْ فَتَمَسَّكُوا بِهِ فَإِنَّكُمْ لَنْ تضلُّوا وَلَنْ تَهْلِكُوا بَعْدَهُ أبداً) أخرجه ابن حبان وصَحَّحَهُ الألباني.
ومعنى سبب: أي حبلٌ مـمدودٌ بين العبدِ و ربـّـهِ، فمَنْ تـمسكَ بهذا الحبلِ نجا، ومَنْ تَــــرَكَـــهُ ضَلَّ وهَلَكَ.
عبادالله: لـــيَكُنْ القرآنُ لنا جليسًا ، ولنُحسِن صُحْبَتَهُ؛ يَكُنْ معنا أَحْوَجَ ما نَكُونُ إليهِ، قَاْلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (يُقالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: اقْرَأْ وَارْقَ وَرَتِّل كَمَا كُنْتَ تُرَتِّل فِي دَارِ الدُّنْيَا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرأها) رواه أحمد، وأبوداود، وصَحَّحَهُ الألباني.
وأَقْسَمَ سبحانَهُ قَسَمًا عظيمًا ، تَهْتَزُّ لهُ القلوب، قال عزّ وجلّ ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80) ﴾ [ الواقعة : 75-80].
اللّهُمَّ اجعل الْقُرْآنَ رَبِيعَ قُلُوبِنَا، وَنُورَ صُدُورِنَا، وَجِلَاءَ أَحزَانِنَاْ، وَذَهَابَ هُــمُومِنَا.
باركَ اللّهُ لِي ولَكُم في الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بـما فِــيهِ مِنَ الآيَاتِ والذِّكْرِ الْحَكِيمِ، أَقُوُلُ قَوْلِي هَذَا، وأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ ا الْجَلِيلَ لي وَلَكم ولِسَائرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخُطْبَةُ الثَانِيَةُ : الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحدهُ لاشريك لهُ، تَعْظِيمًا لِشَأنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ، وَأَصْحَابِهِ، وَأَتْبَاعِهِ، إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرا ، أمَّا بَعْدُ:
فيا عِبَادَ اللَّهِ: تستقبل حَلَقَاْتُ تَحفيظِ القرآنِ الكريم في بعض المساجد طُلّابَهَاْ ، وتستقبِلُ الدورُ النسائيةُ لتحفيظ القرآن الكريم طَالِبَاتِـهَا، فشجعوا أولادكم؛ بنينَ وبناتٍ على الالتِحَاقِ بها، ففيهِ أجرٌ وبركةٌ لهم ولكُم، قَاْلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ) رواه البخاري، وَثَـبَتَ في الحديثِ الذي رواه الطبرانيُ، وصَحَّحَهُ الألباني ، أنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مُـــخْبِرًا عن حالِ صَاحِبِ الْقُرْآنِ يومَ القِيامةِ : "..... وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ، لَاتُقَوَّمُ لَهُم الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، فَيَقُولَانِ: يَا رَبِّ ، أنّى لَنَاْ هَذَا ؟ فَيُقَالُ: بِتَعلِيمِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ. "
اللهم اجعلنا ووالديــنَا وذريّاتِنَا وإخوانَنَا المسلمينَ؛ مِنْ أهلِ القرآنِ الذينَ هُم أَهْلُكَ، وَخَاصَّــتُكَ
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ:: صَلُّوا وَسَلِّمُوا -رحمكم الله- على مَنْ أمركم الله بالصلاة عليه، فقال عَـــزّ مِنْ قائل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾[ الأحزاب:56] اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ، وَأَصْحَاْبِهِ الطَّاهِرِينَ، وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِ وَ اقْتَفَى أَثَرَهُ إلى يَوْمِ الدِّينِ، وَعَنَّا مَعَهُم بكرمكَ وَمَنّكَ، يَاْ أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا.اَللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُوْرِنَا، وَاجْعَلْ وِلَايَتَنَا فِيْمَنْ خَافَكَ، وَاتَّقَاكَ، وَاتَّبَعَ رِضَاكَ.
عبادالله :﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [ النحل:90] فَاذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ يَذْكُرَكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ على نِعَمهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
المرفقات
1662013449_خَيْرُ صُحبَةٍ خُطْبَةٌ مُخْتَصَرَةٌ 6صفر 1444هـ.docx
1662013460_خَيْرُ صُحبَةٍ خُطْبَةٌ مُخْتَصَرَةٌ 6صفر 1444هـ.pdf