خير القرون - مختصرة ومشكولة - PDF + DOC

عبدالله اليابس
1443/06/23 - 2022/01/26 14:03PM

خير القرون                      الجمعة 25/6/1443هـ

الحَمْدُ للهِ مُقَدِّرِ الـمَقْدُورِ، وَمُصَرِّفِ الأَيَّامِ وَالشُهُورِ، وَمُجْرِي الأَعْوَامِ وَالدُّهُورِ، أَحمَدُهُ تَعَالَى وَأَشكُرُه، وَأَتوبُ إِلَيهِ وَأَسْتَغفِرُهُ، إِلَيْهِ تَصِيرُ الأُمُورُ، وَهُوَ العَفُوُّ الغَفُورُ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ شَهَادَةً تَنْفَعُ صَاحِبَهَا يَوْمَ يُبعْثَرُ مَا فِي القُبُورِ، وَيُحَصّلُ مَا فِي الصُّدُورِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ النَّبِيُّ الـمُجْتَبَى، وَالحَبِيبُ الـمُصْطَفَى، وَالعَبْدُ الشَّكُورُ، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، مَا اِمْتَدَّتِ البُحُورُ، وَتَعَاقَبَ العَشِيُّ وَالبُكُورُ، وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَومِ النُّشُورِ، وَسَلَّمَ تَسلِيمًا كثيرًا.

أَمَّا بَعْدُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.

يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.. أُحَدِّثُكُمُ اليَوْمَ عَنْ خَيْرِ القُرُونِ، نَعَمْ خَيْرُ القُرُونِ، رَوَى البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنِ اِبْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ).

حَدِيْثُنَا بِإِذْنِ اللهِ عَنْ ذَلِكَ الجِيْلِ الفَرِيْدِ، الذِيْ لَقِيَ النَّبِيَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَآمَنَ بِهِ إِذْ كَذَّبَهُ النَّاسُ، وَنَصَرَهُ إِذْ خَذَلَهُ النَّاسُ، وَأَحَبَّهُ وَفَدَاهُ بِالغَالِي وَالنَّفِيْسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ.

قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: " قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عَنْ مِائَةٍ وَأَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفَاً مِنَ الصَّحَابَةِ، وَجُمْلَةُ الصَّحَابَةِ يَبْلُغُونَ مِائَةً وَعِشْرِينَ أَلْفَاً".

وَقَالَ إِمَامُ دَارِ الهِجْرَةِ مَالِكُ بنُ أَنَسٍ رَحِمَهُ اللهُ: "مَاتَ فِي الـمَدِينَةِ مِنَ الصَّحَابَةِ نَحْوَ عَشْرَةِ آلِافٍ، وَبَاقِيهِمْ تَفَرَّقَ فِي البُلْدَانِ".

لَقَدْ أَثْنَى اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي كِتَابِهِ عَلَى ذَلِكَ الجِيْلِ مِنَ النَّاسِ، يَقُولُ سُبْحَانَهُ: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}، فَفِي هَذِهِ الآيَةِ أَثْنَى اللهُ تَعَالَى عَلَى الـمُهَاجِرِيْنَ، وَوَصَفَهُمْ بــ "الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"، كَمَا أَثْنَى سُبْحَانَهُ عَلَى الأَنْصَارِ، وَوَصَفَهُمْ بــ "الَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا"، وَجَعَلَهُمْ لُحْمَةً وَاحِدَةً: "أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ"، هَذَا مِنْ مَكَةَ وَهَذَا مِنَ الـمَدِيْنَةِ.. "أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ".. هَذَا قُرَشِيٌّ عَدْنَانِيٌّ، وَهَذَا خَزْرَجِيٌّ قَحْطَانِيٌّ.. "أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ"، نَعَمْ لُحْمَةٌ وَاحِدَةٌ، وَوَلَايَةٌ وَاحِدَةٌ، ثُمَّ جَاءَتِ الآيَةُ التِّي تَقَعُ كَالبَلْسَمِ عَلَى القُلُوبِ لِهَذَا الجِيْلِ الفَرِيدِ: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}.. اللهُ أَكْبَرُ.. أَوْلَئِكَ هُمُ الـمُؤْمِنُونَ حَقَّاً.. أَنْعِمْ بِهِ مِنْ وَصْفٍ، وَأَنْعِمْ بِهَا مِنْ تَزْكِيَةٍ، وَأَنْعِمْ بِهِ مِنْ جَزَاءٍ: {لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}.

وَلَا يَكْفِي هَذَا الثَنَاءُ وَهَذَا الثَوَابُ لِذَلِكَ الجِيْلِ الذِي قَامَت عَلَى جُهُودِهِ رَايَةُ الإِسْلَامِ، وَاِنْتَشَرَتْ خَفَاقَةً فِي أَصْقَاعِ الأَرْضِ، وَإِنَّمَا يَزِيْدُ اللهِ فِي الثَنَاءِ عَلَيْهِمْ، وَيُنْزِلُ فِي ذَلِكَ آيَاتٍ تُتْلَى، تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ هَذِهِ الآيَاتِ، فَيَقْرَؤُنَهَا، وَيَسْتَبْشِرُونَ بِهَذَا الوَصْفِ وَالثَوَابِ: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.

وَلَيْتَ شِعْرِي مَا هُوَ شُعُورُ الصَّحَابَةِ وَوَاحِدُهُمْ يَسْمَعُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتْلُو عَلَيْهِمْ كَلَامَ رَبِّهِمْ: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}، لَيْسَ العَجَبُ أَنْ يَرْضَى العَبْدُ عَنْ رَبِّهِ، لَكِنَّ الفَخْرَ كُلُّ الفَخْرِ، وَالبِشَارَةَ كُلُّ البِشَارَةِ، أَنْ تَسْمَعَ وَأَنْتَ حَيٌّ الوَحْيَ يَنْزِلُ أَنَّ اللهَ رضِيَ عَنْكَ.

وَلِذَلِكَ كَانَ حُبُّ الصَحَابَةِ عَلَامَةٌ مِنْ عَلَامَاتِ الإِيْمَانِ، بَلْ جَعَلَهُ العُلَمَاءِ مِنْ عَقِيْدَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ، قَالَ الطَّحَاوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: "وَنُحِبُّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وَلَا نُفَرِّطُ فِي حُبِّ أَحَدٍ مِنْهُمْ، وَلَا نَتَبَرَأُ مِنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ، وَنُبْغِضُ مَنْ يُبْغِضُهُمْ، وَبِغَيرِ الخَيْرِ يَذْكُرُهُمْ، وَلَا نَذْكُرُهُمْ إِلَّا بِخَيرٍ، وَحُبُّهُمْ دِينٌ وَإِيمَانٌ وَإِحْسَانٌ، وَبُغْضُهُمْ كُفْرٌ وَنِفَاقٌ وَطُغْيَانٌ".

وَلِذَلِكَ كَانَ مِنْ عَلَامَةِ الضَّلَالِ بُغْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ اِبْنُ أَبِي العِزِّ الحَنَفِيِّ: " فَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَكُونُ فِي قَلْبِهِ غِلٌّ عَلَى خِيَارِ الْمُؤْمِنِينَ، وَسَادَاتِ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ تَعَالَى بَعْدَ النَّبِيِّينَ، بَلْ قَدْ فَضَلَهُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى بِخَصْلَةٍ، قِيْلَ لِلْيَهُودِ: مَنْ خَيْرُ أَهْلِ مِلَّتِكُمْ؟ قَالُوا: أَصْحَابُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَقِيلَ لِلنَّصَارَى: مَنْ خَيْرُ أَهْلِ مِلَّتِكُمْ؟ قَالُوا: أَصْحَابُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَقِيلَ لِلرَّافِضَةِ: مَنْ شَرُّ أَهْلِ مِلَّتِكُمْ؟ قَالُوا: أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ.. لَمْ يَسْتَثْنُوا مِنْهُمْ إِلَّا الْقَلِيلَ".

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الآيات وَالذِّكْرَ الْحَكِيمَ، قَدْ قُلْتُ مَا سَمِعْتُم وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَاِمْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شريكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الداعي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ وَسُلَّمُ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَإِخْوَانِهِ، وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِ وَاِقْتَفَى أثَرَهُ وَاِسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}.

يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. وَكَمَا أَنَّ اللهَ تَعَالَى رَضِيَ عَنْ خَيْرِ القُرُونِ.. فَقَدْ رَضِيَ عَنْهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يُحِبُّهُمْ حُبَّاً جَمَّاً، رَوَى البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالذِي نَفْسِي بيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا أدْرَكَ مُدَّ أحَدِهِمْ، وَلَا نَصِيفَهُ).

وَلِذَلِكَ لَمَّا أَدْرَكَ التَابِعُونَ الصَّحَاَبةَ أَحَبُّوهُمْ حُبًّا شَدِيْدًا، وَحَرِصُوا عَلَى الاِسْتِفَادَةِ مِنْهُمْ، وَكَانُوا يَغْبِطُونَهُمْ عَلَى مَا أَدْرَكُوا مِنْ صُحْبَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ جُبَيرُ بنُ نُصَيرٍ رَحِمَهُ اللهُ: "جَلَسْنَا إِلَى الـمِقْدَادِ بنِ الأَسْوَدِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَوْمَاً، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: طُوبَى لِهَاتَينِ العَيْنَينِ الَّلتَينِ رَأَتَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وَاللهِ لَوَدَدْنَا أَنَّا رَأَيْنَا مَا رَأَيتَ، وَشَهِدْنَا مَا شَهِدْتَ".

وَلِشِدَّةِ اِقْتِدَاءِ التَّابِعِيْنَ بِالصَّحَابَةِ كَانَ بَعْضُ التَّابِعِيْنَ يُشَبَّهُ بِبَعْضِ الصَّحَابَةِ، لِشِدَّةِ تَشَبُهِهِ بِهِ، فَكَانَ عَلْقَمَةُ رَحِمَهُ اللهُ يُشَبَّهُ بِابْنِ مَسْعُودِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي هَدْيِهِ وَدَلِّهِ وَسَمْتِهِ، ثُمَّ أَتَى مِنْ التَّابِعِيْنَ مَنْ تَشَبَّهَ بِعَلْقَمَةَ، فَكَانَ إِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ يُشَبَّهُ بِعَلْقَمَةَ، وَكَانَ مَنْصُورُ بنُ الـمُعْتَمِرِ رَحِمَهُ اللهُ يُشَبَّهُ بِإِبْرَاهِيْمَ.. وَهَكَذَا.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ.. هَذِهِ جُمْلَةٌ مِنْ فَضَائِلِ خَيْرِ القُرُونِ، وَحَرِيٌّ بِكُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَقْرَأَ سَيَرَهُمْ، وَيَقْتَدِيَ بِأَثَرِهِمْ، وَيُعَلِمَ مَنْ تَحْتَ يَدِهِ حُبَّهُمْ.

قَالَ اِبْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: "مَنْ كَانَ مُسْتَنًّا؛ فَلْيَسْتَنَّ بِمَنْ قَدْ مَاتَ، فَإِنَّ الحَيَّ لَا تُؤْمَنُ عَلَيهِ الفِتْنَةُ، أَوْلَئِكَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَانُوا أَفْضَلَ هَذِهِ الأُمَّةِ، أَبَرَّهَا قُلُوبًا، وَأَعْمَقَهَا عِلْمًا، وَأَقَلَّهَا تَكَلُّفًا، اِخْتَارَهُمُ اللهُ لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلِإِقَامَةِ دِينِهِ، فَاعْرِفُوا لَهُمْ فَضْلَهُمْ وَاِتَّبِعُوا عَلَى آثَارِهِمْ، وَتَمَسَّكُوا بِمَا اِسْتَطَعْتُمْ مِنْ أَخْلَاقِهِمْ وَسِيَرِهِمْ، فَإِنَّهُمْ كَانُوا عَلَى الهُدَى الـمُسْتَقِيمِ".

فَاللَّهُمَ اِرضَ عَنْ أَصْحَابِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاِرْزُقْنَا حُبَّهُمْ وَأَلْحِقْنَا بِهِمْ فِي الصَّالِحِيْنَ، بِجِوَارِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ.

يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. اِعْلَمُوا أَنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَمَرَنَا بِالصَّلَاَةِ عَلَى نَبِيهِ مُحَمٍّدِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعَلَ لِلصَّلَاَةِ عَلَيْهِ فِي هَذَا الْيَوْمِ وَالْإكْثَارَ مِنْهَا مَزِيَّةً عَلَى غَيْرِهِ مِنَ الْأيَّامِ، فَاللهَمَّ صَلِّ وَسَلِّم وَبَارِك عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلهِ وَصَحبِهِ أَجَمْعَيْن.

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ وَالـمُسْلِمِيْنَ، وَأَذِلَّ الشِرْكَ والـمُشْرِكِيْنَ، وَاِحْمِ حَوْزَةَ الدِّيْنِ، وَاِجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنَّاً وَسَائِرَ بِلَادِ الـمُسْلِمِيِنَ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي دُورِنَا، وَأَصْلِحَ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَاِجْعَلْ وَلَايَتَناَ فِي مَنْ خَافَكَ وَاِتَّبَعَ رِضَاكَ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.

اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِلْمُسْلِميْنَ وَالـمُسْلِمَاتِ، وَالـمُؤْمِنيْنَ والـمُؤْمِنَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدَعَواتِ.

 عِبَادَ اللهِ.. إِنَّ اللهَ يَأْمَرُ بِالْعَدْلِ وَالْإحْسَانِ وإيتاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكِرِ وَالْبَغِيِّ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فَاِذكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ يَذكُركُمْ، وَاُشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكرُ اللهُ أكْبَرُ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

المرفقات

1643205785_خير القرون 25-6-1443.docx

1643205786_خير القرون 25-6-1443.pdf

المشاهدات 1387 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا