خير الصفوف و بعد المسجد و التحيّة

[font="] [/font][font="]خيرُ الصُّفُوفِ و بُعْدُ المَسْجِدِ و التَحِيَّةُ [/font]
[font="] [/font]
[font="]أوّلا: خيرُ الصّفوفِ في الصلاةِ.[/font]
[font="] [/font]
[font="]المقصود بالخيريّة هنا، الأفضليّة من حيث زيادة الأجر و الثواب.[/font]
[font="]ذلك أنّ الصّفّ الأوّل ل يتمكّن منه إلاّ الحريص عليه بسرعة التبكير، فيمكث فيه حتى يحين الوقت، و ما دام هو في مصلاه لا يحسبه إلاّ الصلاة، فهو في صلاة، فضلا عن استغفار الملائكة و دعائها له: اللهمّ اغفر له، اللهم ارحمه، و في هذا يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: " [/font][font="]لو علم الناس ما في الندّاء و الصفّ الأوّل، ثم لم يجدوا إلاّ أن يَسْتَهِمُوا عليه لاسْتَهِمُوا، و لو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، و لو يعلمون ما في العتمة و الصبح لأتُوهُما ولو حبواً ". [/font][font="]( أخرجه البخاري و مسلم )[/font][font="].[/font][font="][/font]
[font="]و على عكس هذا نجد الصّفّ الأوّل للنساء، قريبا من الرجال، و قد يعمد بعض من لا أخلاق لهم إلى الصّفّوف الأخيرة من الرجال، ليكون قريبا من النساء، لم يدخل المسجد إلاّ لهذا الغرض، فإذا ما تمكّن الشيطان من أن يكون سفيرا بين زائغ و زائغة كان الخير الذي يفضي – الشرّ – و لا خير في خيرٍ يفضي إلى شرٍّ..[/font]
[font="]إنّ التي تخرج من بيتها للصلاة تحرص الحرص كلّه أن تؤِدّيها دون تلكّؤ أو احتكاك بما يفسدها أو يسيء إليها.. و دون أن تُمْضِي وقتا طويلا في المسجد مع أُخْرى في ثرثرة تذهب بهما هنا و هناك، فتجنيان من الإثم أضعاف ما تحصلان من الثواب..[/font]
[font="]و لمّا كانت عاطفة المرأة أشدّ، و حساسيتها أرهف، و مكانتها و شرفها أكثر حساسيّة، وجب عليها الاحتياط و الحذر..[/font]
[font="] [/font]
[font="] ثانيا: حكمة تفضيل المسجد البعيد[/font]
[font="] [/font]
[font="]دليله: حديثٌ صحيح أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " [/font][font="]إنّ أعظم الناس في الصلاة أجرا أبعدهم إليها ممشى ".[/font][font="] ( أخرجه البخاري و مسلم في الصحيح )[/font][font="]. [/font][font="]و لذلك قال العلماء باستحباب الصلاة في المسجد البعيد لكثرة الخطا إليه و يتبع ذلك كثرة الحسنات. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " [/font][font="]ألا أدلّكم على ما يمحو الله به الخطايا و يرفع به الدّرجات: إسباغ الوضوء على المكاره، و كثرة الخطا إلى المساجد، و انتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرّباط، فذلكم الرّباط، فذلكم الرّباط ".[/font][font="]( أخرجه مسلم )[/font][font="].[/font][font="][/font]
[font="]كما قالوا باستحباب الصلاة في المسجد الذي يؤمّه جمع كثير من المصلّين، لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: " [/font][font="]صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، و صلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، و ما كان أكثر فهو أحبّ إلى الله تعالى ".[/font][font="] [/font][font="]هذا الحديث يدلّ على الترغيب و الحضّ على الجماعة لعظيم فضلها. ممّا تقدّم يتبيّن أنّ سبب التفضيل للمسجد البعيد و الكثير الجمع هو ما يعود على المصلّي من الأجر و المثوبات..[/font]
[font="] [/font]
[font="]ثالثا: حكم تحيّة المسجد[/font]
[font="] [/font]
[font="]و أمّا ركعتا تحية المسجد فسببها ظاهر، وهو إنّ الإنسان إذا دخل المسجد تُسنّ له هاتان الركعتان قبل أن يجلس، إذ أنّ المسجد معدّ للصلاة فيه، فلا ينبغي إذ يدخل الإنسان المسجد و يجلس من غير أن يصلّي لأنّه يكون بذلك قد خرج عن الغاية التي من أجلها بني المسجد..[/font]
[font="]قال الله تبارك و تعالى: " [/font][font="]إنّما يَعْمُرُ مساجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ باللهِ و اليَوْمِ الآخِرِ و أَقَامَ الصلاةَ و آتى الزَّكاةَ و لمْ يَخْشَ إلاَّ اللهَ ".[/font][font="] ( سورة التوبة الآية: 13 )[/font][font="].[/font]
[font="]و بذلك لا تُكْرهُ تحيّة المسجد في أيِّ وقتٍ من أوقات النهار، و لا الليل إلاّ إذا دخل الإنسان المسجد فرأى جماعة في الصلاة فدخل فيها، فإنّه يكون قد أدّى تحيّة المسجد، إذ أنّ التحيّة بالصلاة، و قد صلّى، هذا و قد أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بتحيّة المسجد إذا دخل الإنسان في غير وقت الصلاة. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " [/font][font="]إذا جاء أحدكم المسجد، فليصلّ سجدتين من قبل أن يجلس ".[/font][font="] و في رواية عرف قوله صلى الله عليه و سلم لداخل المسجد: " [/font][font="]فلا تجلس حتّى تصلّي ركعتين [/font][font="] [/font][font="][/font][font="]".[/font][font="]([/font][font="]أخرجه البخاري في فتح الباري طبعة مكتبة الإيمان جزء 2 صفحة 494 )[/font][font="]. [/font][font="][/font]
[font="]و عن جابر بن عبد الله قال: " [/font][font="]جاء رجل و النبيّ صلى الله عليه و سلم يخطُبُ النّاس يوم الجمعة فقال: أصلّيت يا فلان ؟ قال: لا، قال: قُمْ فاركع ".[/font][font="]( أخرجه البخاري في فتح الباري ج2 ص 491 – حديث رقم 930 باب 32 )[/font][font="]. و قوله: " [/font][font="]قم فاركع "[/font][font="] زاد الأصيلي " [/font][font="]ركعتين " [/font][font="]و كذا في رواية سفيان: " [/font][font="]فصلّ ركعتين[/font][font="] " و استدلّ به على أنّ الخطبة لا تمنع الدّاخل من صلاة تحيّة المسجد.[/font]
[font="] [/font]
[font="] [/font][font="]و الله أعلم.[/font]
[font="] [/font]
[font="]و صلّى الله على سيّدنا محمّد و على آله و صحبه و التّابعين. و آخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين..[/font]
[font="]
[/font]
[font="] الشيخ محمّد الشّاذلي شلبي[/font]
[font="] الإمام الخطيب
[/font]
المشاهدات 1970 | التعليقات 0