خير أيام وليالي الشهر الفضيل
كامل الضبع زيدان
1436/09/22 - 2015/07/09 19:31PM
خير أيام وليالي الشهر الفضيل
العشر الأواخر من شهر رمضان كان يهتم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم غاية الاهتمام ففي الصحيحين عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله) وفي رواية عند مسلم رحمه الله قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره) فأخبرت رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان جده واجتهاده في العبادة والقرب من رب العالمين في العشر الأواخر من رمضان يضاعف ويشد مئزره أكثر العلماء على أنه كناية عن اعتزال النساء في هذه الليالي المباركة التي يتحرى فيها ليلة القدر وقد قال صلى الله عليه وسلم من حرم أجرها فقد حرم وأحيا هذه الليالي وأطال فيها القيام وكان يعتكف صلى الله عليه وسلم ليتفرغ للعبادة وكان صلى الله عليه وسلم يغتسل في هذه الليالي بين المغرب والعشاء ويتطيب بأطيب الطيب ويستحب لذلك التنظف والتطيب في هذه الليالي المباركة لعل الله أن يتغمدنا برحماته وننال الشرف وننال العز وننال القدر العظيم والفوز العظيم بجائزة الجوائز ليلة القدر ليلة الشرف التي شرف الله عزو جل بها هذه الأمة بمحبته لنبيها الذي بكى من أجل أن أعمارنا قصيرة بالنسبة لأعمار الأمم من قبلنا فأعطيها لنا عوضا عن ذلك فجزاه الله عنا خير الجزاء.
جائزة الجوائز التي تهفو إليها الأفئدة
هي هذه الليلة المباركة التي أنزل فيها القرآن والتي عظم من شأنها رب العالمين {وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر} فمن حافظ على قيام رمضان سني عمره فإن عمره في ميزان الحسنات يوم القيامة سيكون بفضل الله وبرحمته بمئات ولربما بآلاف السنين من الطاعة الخالصة يا له من فضل عظيم ليلة واحدة تعدل ثلاث ثمانين سنة وبضعة أشهر عبادة خالصة أرأيتم كرم أعظم من هذا فهو جل جلاله الكريم المنان أكرم الأكرمين وأجود الأجودين وأرحم الراحمين جل جلاله ربنا العظيم وهذه هي الليلة التي فيها يفرق كل أمر حكيم وتقدر فيها التقادير والأرزاق فيعرف فيها من يولد ومن يموت ومن يغتني ومن يفتقر ومن يعز ومن يذل وغير ذلك مما أراده الله عزو جل لعباده إلى ليلة القدر في السنة التي تليها فلذلك هي ليلة ذات قدر وعظمة وبركة ومن قامها إيمانا واحتسابا مع خيريتها وفضلها أيضا يغفر له ما تقدم من ذنبه. وهي ليلة تنتقل في ليالي العشر ولا شك أن هناك ليالي أرجي من ليالي ولكن العاقل صاحب القلب الحي يحرص على جميع الليالي الأوتار والأشفاع حتى لا يفوته ثواب هذه الليلة العظيمة المباركة فصحت الأحاديث أنها ليلة الرابع والعشرين من رمضان وهي الليلة التي أنزل فيها القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في سماء الدنيا ثم نزل بعد ذلك متفرقا على حسب الوقائع وأسباب النزول ولا شك أنها في هذه السنة ليلة الرابع والعشرين وهي ليلة شفعية وليست وتريه وصح أيضا أنها في سنة كانت ليلة الحادي والعشرين وفي سنة أخرى ليلة الثالث والعشرين وفي أخري ليلة سبع وعشرين إذا العاقل عليه أن يحرص على قيام جميع ليالي العشر ومع اختلاف المطالع من بلد إلى بلد قد تكون الليلة في بلد وترية وهي هي في بلد أخرى شفعية وقول النبي صلى الله عليه وسلم التمسوها في تاسعة تبقى أو سابعة تبقى أو خامسة تبقى أو ثالثة تبقى بحساب نهاية الشهر لا نعلم إن كان الشهر تسعا وعشرين أو ثلاثين فإذا كان ثلاثون فهي أشفاع وإن كان الشهر تسعا وعشرين فهي أوتار ولا نعلم إذا فالأولى الحرص على عدم تضيع أي ليلة من ليالي العشر أسأل الله أن نكون من الحريصين على فعل الخيرات الذي يغتنمون ويتعرضون لنفحات الخير من ربهم عزو جل وأن نكون جميعا من أهل ليلة القدر اللهم لا تحرمنا أجرها ولا تحرمنا ثوابها ولا تحرمنا الأعمال الصالحة فيها وأعطنا منها أوفر الحظ والنصيب مما أعددته لعبادك الصالحين برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا
هكذا أخبر الحبيب صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لما سألته صلى الله عليه وسلم فقالت: أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها فقال صلى الله عليه وسلم قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني. رواه الترمذي
وهذا دعاء عظيم علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها وهو لها وللأمة إلى قيام الساعة أن تدعو بهذا الدعاء المبارك في كل وقت وبخاصة الأوقات الفاضلة التي يرجى فيها عفو الله ومغفرة الله عن عباده والعباد في غاية الحاجة إلى ذلك فكلنا ولا شك نقع في الذنوب وهذه الذنوب إن لم يغفرها رب العالمين فهي أسباب الهلاك والمصائب والبلايا في الدنيا والآخرة فبعفو الله ومغفرته يتجنب العبد المصائب في الدنيا وبعفو الله عزو جل يزحزح عن النار في الآخرة إذا فنحن في أشد الحاجة لهذا الدعاء المبارك في كل وقت وبخاصة في هذه الأيام والليالي الفاضلة المرجوة فالله عزو جل عفو يحب العفو وكريم يحب الكرم فمن عفا عن عباد الله الذين ظلموه وآذوه ابتغاء مرضات الله فالله عز وجل سيعامله أيضا بالعفو وهكذا رب العالمين يكافئ العباد بمثل ما هم يعاملون عباده فمن عفا عفا الله عنه ومن صفح صفح الله عنه ومن حلم حلم الله عليه ومن أكرم عباد الله أكرمه الله ومن تجاوز عن زلاتهم تجاوز الله عن زلاته والجزاء من جنس العمل وكما يدين العبد يدان وكما يكيل يكال له أو عليه فنسأل الله أن يعفو عنا وأن يكرمنا فاللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا يا أكرم الأكرمين.
الحذر من التكاسل والتراخي
أحبتي في الله عزو جل مازال في شهركم بقية لا تتكاسلوا عن الطاعة فالأعمال بالخواتيم وهذه الأيام بما صح من الأحاديث هي خير أيام وليالي الشهر فتصبروا على طاعة الله وداوموا على الجد والاجتهاد وإياكم والفتور والكسل فالدقائق واللحظات بل والأنفاس لا تقدر بثمن سارعوا وسابقوا وفروا وتنافسوا في فعل الخيرات الصيام والقيام والذكر والقرآن والزكوات والصدقات وسائر القربات لعل الله عزو جل يتغمدنا بواسع الرحمات ويفيض علينا من عظيم البركات فأروا الله من أنفسكم خيرا {وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا}
زكاة الفطر طهرة للصائمين
وزكاة الفطر فريضة على كل مسلم كما روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعا من تمر وصاعا من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة) وجاء أيضا عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات) رواه أبو داود وابن ماجة. إذا فهي فريضة على كل مسلم ومسلمة يجد زيادة عن قوته وقوت عياله ليلة العيد ويوم العيد فليخرجها عن نفسه ثم عمن يعولهم الزوجة والأولاد ومن هم تحت رعايته وتجب عليه النفقة عليهم صاعا من طعام الأدميين مثل التمر والبر والأرز وغيرها مما يأكله الإنسان وفي إخراج القيمة من الأئمة من منع من ذلك كالإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد وأجاز ذلك الإمام أبو حنيفة رحمة الله على الجميع ومن الصحابة من أجاز إخراج القيمة كمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما ومن السلف الخليفة العادل عمر ابن عبد العزيز وسفيان الثوري والحسن البصري رحمة الله على الجميع أجازوا ذلك إذا فالموضوع فيه سعة يختار العبد الأيسر له والأنفع للفقراء والمساكين المستحقين لهذه الزكاة وليفعله ولا حرج إن شاء الله تعالى. وتخرج هذه الزكاة المباركة قبل صلاة عيد الفطر ويجوز قبل العيد بيوم أو يومين كما جاء عن سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يخرجونها قبل العيد بيوم أو يومين وهي طهرة للصائم لجبر ما نقص من ثوابه مما لغى به من القول أو رفث وهو التكلم بذكر العورات ونحو ذلك من فحش الكلام وقد يحدث ذلك من الصائم فتأتي هذه الزكاة المباركة لتطهر له ذلك وهي أيضا طعمة للمساكين تغنيهم عن ذل السؤال في يوم العيد يوم البهجة والسرور ولا يجب إخراج الزكاة عن الحمل في بطن أمه ولكن إن أخرج والده عنه فحسن ولا عن العمال الأجراء الذين يأخذون رواتبهم وأجر أعمالهم في كل شهر كالخدم والسائقين ونحوهم ولكن إذا أخرجها صاحب العمل عنهم أيضا حسن وإذا أخرجها المقيم في بلد غير بلده في مكان إقامته عن نفسه وعن أسرته الذين هم في بلده الأصلي لا بأس بذلك وإن أخرج عن نفسه فقط في بلد الإقامة وأرسل إليهم نقودا فأخرجوا عن أنفسهم في البلد الأصلي لا بأس بذلك وإن أخرجوا هم عن والدهم وعن أنفسهم في البلد الأصلي كل ذلك جائز ولا حرج في ذلك والأولى أن تخرج في البلد الذي صام العبد فيه وإن وجدت حاجة لنقلها لبلد آخر أشد حاجة من البلد الذي هو فيه لا حرج أيضا في ذلك أسأل الله أن يجعلني وإياكم من عباده الطائعين المخلصين الذين أخلصهم ربهم لطاعته ولعبادته وهو أرحم الراحمين والحمد لله رب العالمين.
العشر الأواخر من شهر رمضان كان يهتم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم غاية الاهتمام ففي الصحيحين عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله) وفي رواية عند مسلم رحمه الله قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره) فأخبرت رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان جده واجتهاده في العبادة والقرب من رب العالمين في العشر الأواخر من رمضان يضاعف ويشد مئزره أكثر العلماء على أنه كناية عن اعتزال النساء في هذه الليالي المباركة التي يتحرى فيها ليلة القدر وقد قال صلى الله عليه وسلم من حرم أجرها فقد حرم وأحيا هذه الليالي وأطال فيها القيام وكان يعتكف صلى الله عليه وسلم ليتفرغ للعبادة وكان صلى الله عليه وسلم يغتسل في هذه الليالي بين المغرب والعشاء ويتطيب بأطيب الطيب ويستحب لذلك التنظف والتطيب في هذه الليالي المباركة لعل الله أن يتغمدنا برحماته وننال الشرف وننال العز وننال القدر العظيم والفوز العظيم بجائزة الجوائز ليلة القدر ليلة الشرف التي شرف الله عزو جل بها هذه الأمة بمحبته لنبيها الذي بكى من أجل أن أعمارنا قصيرة بالنسبة لأعمار الأمم من قبلنا فأعطيها لنا عوضا عن ذلك فجزاه الله عنا خير الجزاء.
جائزة الجوائز التي تهفو إليها الأفئدة
هي هذه الليلة المباركة التي أنزل فيها القرآن والتي عظم من شأنها رب العالمين {وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر} فمن حافظ على قيام رمضان سني عمره فإن عمره في ميزان الحسنات يوم القيامة سيكون بفضل الله وبرحمته بمئات ولربما بآلاف السنين من الطاعة الخالصة يا له من فضل عظيم ليلة واحدة تعدل ثلاث ثمانين سنة وبضعة أشهر عبادة خالصة أرأيتم كرم أعظم من هذا فهو جل جلاله الكريم المنان أكرم الأكرمين وأجود الأجودين وأرحم الراحمين جل جلاله ربنا العظيم وهذه هي الليلة التي فيها يفرق كل أمر حكيم وتقدر فيها التقادير والأرزاق فيعرف فيها من يولد ومن يموت ومن يغتني ومن يفتقر ومن يعز ومن يذل وغير ذلك مما أراده الله عزو جل لعباده إلى ليلة القدر في السنة التي تليها فلذلك هي ليلة ذات قدر وعظمة وبركة ومن قامها إيمانا واحتسابا مع خيريتها وفضلها أيضا يغفر له ما تقدم من ذنبه. وهي ليلة تنتقل في ليالي العشر ولا شك أن هناك ليالي أرجي من ليالي ولكن العاقل صاحب القلب الحي يحرص على جميع الليالي الأوتار والأشفاع حتى لا يفوته ثواب هذه الليلة العظيمة المباركة فصحت الأحاديث أنها ليلة الرابع والعشرين من رمضان وهي الليلة التي أنزل فيها القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في سماء الدنيا ثم نزل بعد ذلك متفرقا على حسب الوقائع وأسباب النزول ولا شك أنها في هذه السنة ليلة الرابع والعشرين وهي ليلة شفعية وليست وتريه وصح أيضا أنها في سنة كانت ليلة الحادي والعشرين وفي سنة أخرى ليلة الثالث والعشرين وفي أخري ليلة سبع وعشرين إذا العاقل عليه أن يحرص على قيام جميع ليالي العشر ومع اختلاف المطالع من بلد إلى بلد قد تكون الليلة في بلد وترية وهي هي في بلد أخرى شفعية وقول النبي صلى الله عليه وسلم التمسوها في تاسعة تبقى أو سابعة تبقى أو خامسة تبقى أو ثالثة تبقى بحساب نهاية الشهر لا نعلم إن كان الشهر تسعا وعشرين أو ثلاثين فإذا كان ثلاثون فهي أشفاع وإن كان الشهر تسعا وعشرين فهي أوتار ولا نعلم إذا فالأولى الحرص على عدم تضيع أي ليلة من ليالي العشر أسأل الله أن نكون من الحريصين على فعل الخيرات الذي يغتنمون ويتعرضون لنفحات الخير من ربهم عزو جل وأن نكون جميعا من أهل ليلة القدر اللهم لا تحرمنا أجرها ولا تحرمنا ثوابها ولا تحرمنا الأعمال الصالحة فيها وأعطنا منها أوفر الحظ والنصيب مما أعددته لعبادك الصالحين برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا
هكذا أخبر الحبيب صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لما سألته صلى الله عليه وسلم فقالت: أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها فقال صلى الله عليه وسلم قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني. رواه الترمذي
وهذا دعاء عظيم علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها وهو لها وللأمة إلى قيام الساعة أن تدعو بهذا الدعاء المبارك في كل وقت وبخاصة الأوقات الفاضلة التي يرجى فيها عفو الله ومغفرة الله عن عباده والعباد في غاية الحاجة إلى ذلك فكلنا ولا شك نقع في الذنوب وهذه الذنوب إن لم يغفرها رب العالمين فهي أسباب الهلاك والمصائب والبلايا في الدنيا والآخرة فبعفو الله ومغفرته يتجنب العبد المصائب في الدنيا وبعفو الله عزو جل يزحزح عن النار في الآخرة إذا فنحن في أشد الحاجة لهذا الدعاء المبارك في كل وقت وبخاصة في هذه الأيام والليالي الفاضلة المرجوة فالله عزو جل عفو يحب العفو وكريم يحب الكرم فمن عفا عن عباد الله الذين ظلموه وآذوه ابتغاء مرضات الله فالله عز وجل سيعامله أيضا بالعفو وهكذا رب العالمين يكافئ العباد بمثل ما هم يعاملون عباده فمن عفا عفا الله عنه ومن صفح صفح الله عنه ومن حلم حلم الله عليه ومن أكرم عباد الله أكرمه الله ومن تجاوز عن زلاتهم تجاوز الله عن زلاته والجزاء من جنس العمل وكما يدين العبد يدان وكما يكيل يكال له أو عليه فنسأل الله أن يعفو عنا وأن يكرمنا فاللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا يا أكرم الأكرمين.
الحذر من التكاسل والتراخي
أحبتي في الله عزو جل مازال في شهركم بقية لا تتكاسلوا عن الطاعة فالأعمال بالخواتيم وهذه الأيام بما صح من الأحاديث هي خير أيام وليالي الشهر فتصبروا على طاعة الله وداوموا على الجد والاجتهاد وإياكم والفتور والكسل فالدقائق واللحظات بل والأنفاس لا تقدر بثمن سارعوا وسابقوا وفروا وتنافسوا في فعل الخيرات الصيام والقيام والذكر والقرآن والزكوات والصدقات وسائر القربات لعل الله عزو جل يتغمدنا بواسع الرحمات ويفيض علينا من عظيم البركات فأروا الله من أنفسكم خيرا {وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا}
زكاة الفطر طهرة للصائمين
وزكاة الفطر فريضة على كل مسلم كما روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعا من تمر وصاعا من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة) وجاء أيضا عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات) رواه أبو داود وابن ماجة. إذا فهي فريضة على كل مسلم ومسلمة يجد زيادة عن قوته وقوت عياله ليلة العيد ويوم العيد فليخرجها عن نفسه ثم عمن يعولهم الزوجة والأولاد ومن هم تحت رعايته وتجب عليه النفقة عليهم صاعا من طعام الأدميين مثل التمر والبر والأرز وغيرها مما يأكله الإنسان وفي إخراج القيمة من الأئمة من منع من ذلك كالإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد وأجاز ذلك الإمام أبو حنيفة رحمة الله على الجميع ومن الصحابة من أجاز إخراج القيمة كمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما ومن السلف الخليفة العادل عمر ابن عبد العزيز وسفيان الثوري والحسن البصري رحمة الله على الجميع أجازوا ذلك إذا فالموضوع فيه سعة يختار العبد الأيسر له والأنفع للفقراء والمساكين المستحقين لهذه الزكاة وليفعله ولا حرج إن شاء الله تعالى. وتخرج هذه الزكاة المباركة قبل صلاة عيد الفطر ويجوز قبل العيد بيوم أو يومين كما جاء عن سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يخرجونها قبل العيد بيوم أو يومين وهي طهرة للصائم لجبر ما نقص من ثوابه مما لغى به من القول أو رفث وهو التكلم بذكر العورات ونحو ذلك من فحش الكلام وقد يحدث ذلك من الصائم فتأتي هذه الزكاة المباركة لتطهر له ذلك وهي أيضا طعمة للمساكين تغنيهم عن ذل السؤال في يوم العيد يوم البهجة والسرور ولا يجب إخراج الزكاة عن الحمل في بطن أمه ولكن إن أخرج والده عنه فحسن ولا عن العمال الأجراء الذين يأخذون رواتبهم وأجر أعمالهم في كل شهر كالخدم والسائقين ونحوهم ولكن إذا أخرجها صاحب العمل عنهم أيضا حسن وإذا أخرجها المقيم في بلد غير بلده في مكان إقامته عن نفسه وعن أسرته الذين هم في بلده الأصلي لا بأس بذلك وإن أخرج عن نفسه فقط في بلد الإقامة وأرسل إليهم نقودا فأخرجوا عن أنفسهم في البلد الأصلي لا بأس بذلك وإن أخرجوا هم عن والدهم وعن أنفسهم في البلد الأصلي كل ذلك جائز ولا حرج في ذلك والأولى أن تخرج في البلد الذي صام العبد فيه وإن وجدت حاجة لنقلها لبلد آخر أشد حاجة من البلد الذي هو فيه لا حرج أيضا في ذلك أسأل الله أن يجعلني وإياكم من عباده الطائعين المخلصين الذين أخلصهم ربهم لطاعته ولعبادته وهو أرحم الراحمين والحمد لله رب العالمين.