خوارج العصر وظهور فتنة داعش
محمد البدر
1435/10/24 - 2014/08/20 21:09PM
[align=justify]الخطبة الأولى :
أما بعد: عباد الله : قال تعالى :{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}.
إن من نعم الله علينا أن من علينا بالأمن والأمان ،والصحة في الأبدان والطمأنينة في العبادات والعيش الهنيء ، وهذه من أكبر النعم وأفضلها قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا » حسنه الألباني .
ولكن هذه النعمة وهي نعمة الأمن ، لم ترتضيها شرذمة من أهل البدع والضلال ، من الخوارج في هذا العصر ، فعاثوا في ديار المسلمين فسادا فقتلوا المسلمين بغير حق ، وأفسدوا البيوت وهدموا البنايات وأثاروا الرعب ، بحجة قتل الأمريكان ولما قيل لهم (أن القتلى من المسلمين ) وليس فيهم أمريكي ولا يهودي ولا نصراني وغيرهم من غير المسلمين ،برروا ذلك وقالوا ( يبعثون على قدر نياتهم) ويا سبحان الله شابهوا الرافضة في شعارهم المزعوم المزيف الموت لأمريكا الموت لإسرائيل ، وهم يقتلون المسلمين ويتركون الكافرين ، وهذا مصداق لقول النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « يَقْتُلُونَ، أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
وهاهم كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم يوجهون سلاحهم إلى المسلمين ، وقد استحلوا دمائهم وبلادهم ، تركوا اليهود وتركوا النصارى أعداء الدين ووجهوا سهامهم على المسلمين .
وَعَنْ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: « سَيَخْرُجُ قَوْمٌ فِى آخِرِ الزَّمَانِ ، حُدَّاثُ الأَسْنَانِ ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ ، لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ، فَإِنَّ فِى قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
وفي زماننا هذا قد ظهر منهم الكثير، فهم حدثاء أسنان صغار في العمر مغرر بهم ، يقولون من خير قول البرية فيستدلون من القرآن والسنة على جواز أوجوب فعلهم ضد المسلمين ، فيتقربون إلى الله عز وجل بإراقة دم من حرم الله قتله إلا بالحق وقد تشابهت قلوبهم ، وصفاتهم ، خوارج الأمس مع خوارج اليوم ، فهاهم الخوارج بالأمس يتعاهدون على قتال المسلمين ، فهذا الشقي عبد الرحمن ابن ملجم تكفل وتعهد بقتل علي رضي الله عنه والله المستعان .
عباد الله :لقد ابتلية الأمة الإسلامية في هذا الزمان بدعاة للباطل والضلال ، أظهرهم وحسن من قولهم الإعلام الفاسد ، فأظهرهم علماء أجلاء مجاهدين ،كانوا هم السبب وراء كل بلية وشر يثيرون الناس ويحرضونهم على المظاهرات والاعتصامات ، فعَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ ».أَوْ قَالَ « إِنَّ رَبِّي زَوَى لِي الْأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ مُلْكَ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الأَحْمَرَ وَالأَبْيَضَ وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لأُمَّتِي أَنْ لاَ يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ وَلاَ يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ وَإِنَّ رَبِّي قَالَ لِي يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لاَ يُرَدُّ وَلاَ أُهْلِكُهُمْ بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ وَلاَ أُسَلِّطُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا أَوْ قَالَ بِأَقْطَارِهَا حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا وَحَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يَسْبِي بَعْضًا وَإِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ وَإِذَا وُضِعَ السَّيْفُ فِى أُمَّتِي لَمْ يُرْفَعْ عَنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ وَحَتَّى تَعْبُدَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي الأَوْثَانَ وَإِنَّهُ سَيَكُونُ فِى أُمَّتِي كَذَّابُونَ ثَلاَثُونَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي وَلاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ». قَالَ ابْنُ عِيسَى « ظَاهِرِينَ ». ثُمَّ اتَّفَقَا « لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ »رواه أبو داود وصححه الألباني .وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ قَالَ كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِى فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِى جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ قَالَ « نَعَمْ » فَقُلْتُ هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ قَالَ « نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ ». قُلْتُ وَمَا دَخَنُهُ قَالَ « قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِى وَيَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِى تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ ». فَقُلْتُ هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ « نَعَمْ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا ». فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا. قَالَ « نَعَمْ قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا ». قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِى ذَلِكَ قَالَ « تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ ». فَقُلْتُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ قَالَ « فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
عباد الله :إن أكثر من يفسد الدين هم دعاة السوء أهل الضلال والهوى ، هم أمام الناس أهل صلاح وتقى ، وفي حقيقة أمرهم يريدون بالإسلام شرا ، فتراهم يهيجون الناس ضد الحكومات المسلمة باسم الاصلاح والتغيير ، وينادون بالخروج على حكام المسلمين باسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونصرة المظلومين .
وَصَحَّ عَنِ ابنِ سِيرِينَ رحمه اللهُ أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ هَذَا العِلمِ دِينٌ، فَانظُرُوا عَمَّن تَأخُذُونَ دِينَكُم".
أقول قولي هذا ...
الخطبة الثانية :
اما بعد: عباد الله : في هذا الأيام ظهرت فئة ضالة منحرفة من خوارج العصر سموا أنفسهم ( داعش ) ، عبر وسائل الأعلام تكفر الحكومات والحكومة السعودية وتكفر علماء التوحيد والسنة ولا عجب من حالهم فأجدادهم من الخوارج لم يرضوا بحكم وخلافة من هم خير من أهل الأرض جميعا في ذلك الوقت فقتلوا الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه ، بحجة العدل و تطبيق شرع الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وقتلوا الصحابي الجليل علي بن أبى طالب رضي الله عنه بحجة الانتقام لدين الله ، فإذا لم يرضوا بحكم الصحابة الكرام المقطوع لهم بالخيرية فهل سيرضون بحكام المسلمين اليوم مع ما فيهم من التقصير ، بكل تأكيد لا . . من أولئك القوم عباد الله ، من يعيش في بلاد الكفار محتميا بهم ،ويكيل في قناته الفضائية الحقد والحسد لبلاد التوحيد ديدنه ليلاً ونهاراً السب والشتم واللعن لحكام هذه البلاد الطاهرة النقية ويصدر النشرات المزينة بآيات من القرآن الكريم يفسرها بهواه ، وبأحاديث صحيحة ينزلها على الواقع المعاصر بلا علم منه إلا اتباع الهوى ، ليضل الناس عن سبيل الله بغير علم ،ويظهر بطلان دعواهم أنهم يريدون إصلاح البلد وتحكيم الشريعة فكيف يريدون إصلاحه وهم لرجال أمنه يقتلون ولمراكز الأمن يفجرون ، فاحذروهم يا عباد الله قاتلهم الله انا يؤفكون ،قال الإمام الآجُرِي رحمه الله في كتابه الشريعة " فلا ينبغي لمن رأى اجتهاد خارجي ، قد خرج على إمام ، عدلا كان الإمام أو جائرا ، فخرج وجمع جماعة ، وسل سيفه ، واستحل قتال المسلمين ، فلا ينبغي له أن يغتر بقراءته للقرآن ولا بطول قيامه في الصلاة ، ولا بدوام صومه ، ولا بحسن ألفاظه في العلم ، إذا كان مذهبه مذهب الخوارج " أ .هـ ويقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه " لا يزال الناس صالحين متماسكين ما أتاهم العلم من أصحاب محمد ومن أكابرهم ، فإذا أتاهم من أصاغرهم هلكوا "
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: « الْبَرَكَةُ مَعَ أَكَابِرِكُمْ » صححه الألباني .
البركة مع الأكابر الذين رسخت أقدامهم في العلم وطالت مدتهم في تحصيله وأصبح لهم مكانة في الأمة بما آتاهم الله عز وجل من العلم والحكمة والرزانة والأناة والنظر في عواقب الأمور .
الا وصلوا ....
[/align]
http://im84.gulfup.com/wjr77r.gif
أما بعد: عباد الله : قال تعالى :{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}.
إن من نعم الله علينا أن من علينا بالأمن والأمان ،والصحة في الأبدان والطمأنينة في العبادات والعيش الهنيء ، وهذه من أكبر النعم وأفضلها قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا » حسنه الألباني .
ولكن هذه النعمة وهي نعمة الأمن ، لم ترتضيها شرذمة من أهل البدع والضلال ، من الخوارج في هذا العصر ، فعاثوا في ديار المسلمين فسادا فقتلوا المسلمين بغير حق ، وأفسدوا البيوت وهدموا البنايات وأثاروا الرعب ، بحجة قتل الأمريكان ولما قيل لهم (أن القتلى من المسلمين ) وليس فيهم أمريكي ولا يهودي ولا نصراني وغيرهم من غير المسلمين ،برروا ذلك وقالوا ( يبعثون على قدر نياتهم) ويا سبحان الله شابهوا الرافضة في شعارهم المزعوم المزيف الموت لأمريكا الموت لإسرائيل ، وهم يقتلون المسلمين ويتركون الكافرين ، وهذا مصداق لقول النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « يَقْتُلُونَ، أَهْلَ الْإِسْلَامِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
وهاهم كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم يوجهون سلاحهم إلى المسلمين ، وقد استحلوا دمائهم وبلادهم ، تركوا اليهود وتركوا النصارى أعداء الدين ووجهوا سهامهم على المسلمين .
وَعَنْ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: « سَيَخْرُجُ قَوْمٌ فِى آخِرِ الزَّمَانِ ، حُدَّاثُ الأَسْنَانِ ، سُفَهَاءُ الأَحْلاَمِ ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ ، لاَ يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ، فَإِنَّ فِى قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
وفي زماننا هذا قد ظهر منهم الكثير، فهم حدثاء أسنان صغار في العمر مغرر بهم ، يقولون من خير قول البرية فيستدلون من القرآن والسنة على جواز أوجوب فعلهم ضد المسلمين ، فيتقربون إلى الله عز وجل بإراقة دم من حرم الله قتله إلا بالحق وقد تشابهت قلوبهم ، وصفاتهم ، خوارج الأمس مع خوارج اليوم ، فهاهم الخوارج بالأمس يتعاهدون على قتال المسلمين ، فهذا الشقي عبد الرحمن ابن ملجم تكفل وتعهد بقتل علي رضي الله عنه والله المستعان .
عباد الله :لقد ابتلية الأمة الإسلامية في هذا الزمان بدعاة للباطل والضلال ، أظهرهم وحسن من قولهم الإعلام الفاسد ، فأظهرهم علماء أجلاء مجاهدين ،كانوا هم السبب وراء كل بلية وشر يثيرون الناس ويحرضونهم على المظاهرات والاعتصامات ، فعَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ ».أَوْ قَالَ « إِنَّ رَبِّي زَوَى لِي الْأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ مُلْكَ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الأَحْمَرَ وَالأَبْيَضَ وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لأُمَّتِي أَنْ لاَ يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ وَلاَ يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ وَإِنَّ رَبِّي قَالَ لِي يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لاَ يُرَدُّ وَلاَ أُهْلِكُهُمْ بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ وَلاَ أُسَلِّطُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا أَوْ قَالَ بِأَقْطَارِهَا حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا وَحَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يَسْبِي بَعْضًا وَإِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ وَإِذَا وُضِعَ السَّيْفُ فِى أُمَّتِي لَمْ يُرْفَعْ عَنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ وَحَتَّى تَعْبُدَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي الأَوْثَانَ وَإِنَّهُ سَيَكُونُ فِى أُمَّتِي كَذَّابُونَ ثَلاَثُونَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي وَلاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ». قَالَ ابْنُ عِيسَى « ظَاهِرِينَ ». ثُمَّ اتَّفَقَا « لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ »رواه أبو داود وصححه الألباني .وَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ قَالَ كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِى فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِى جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ قَالَ « نَعَمْ » فَقُلْتُ هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ قَالَ « نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ ». قُلْتُ وَمَا دَخَنُهُ قَالَ « قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بِغَيْرِ سُنَّتِى وَيَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِى تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ ». فَقُلْتُ هَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ « نَعَمْ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا ». فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا. قَالَ « نَعَمْ قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا ». قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِى ذَلِكَ قَالَ « تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ ». فَقُلْتُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ قَالَ « فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
عباد الله :إن أكثر من يفسد الدين هم دعاة السوء أهل الضلال والهوى ، هم أمام الناس أهل صلاح وتقى ، وفي حقيقة أمرهم يريدون بالإسلام شرا ، فتراهم يهيجون الناس ضد الحكومات المسلمة باسم الاصلاح والتغيير ، وينادون بالخروج على حكام المسلمين باسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونصرة المظلومين .
وَصَحَّ عَنِ ابنِ سِيرِينَ رحمه اللهُ أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ هَذَا العِلمِ دِينٌ، فَانظُرُوا عَمَّن تَأخُذُونَ دِينَكُم".
أقول قولي هذا ...
الخطبة الثانية :
اما بعد: عباد الله : في هذا الأيام ظهرت فئة ضالة منحرفة من خوارج العصر سموا أنفسهم ( داعش ) ، عبر وسائل الأعلام تكفر الحكومات والحكومة السعودية وتكفر علماء التوحيد والسنة ولا عجب من حالهم فأجدادهم من الخوارج لم يرضوا بحكم وخلافة من هم خير من أهل الأرض جميعا في ذلك الوقت فقتلوا الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه ، بحجة العدل و تطبيق شرع الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وقتلوا الصحابي الجليل علي بن أبى طالب رضي الله عنه بحجة الانتقام لدين الله ، فإذا لم يرضوا بحكم الصحابة الكرام المقطوع لهم بالخيرية فهل سيرضون بحكام المسلمين اليوم مع ما فيهم من التقصير ، بكل تأكيد لا . . من أولئك القوم عباد الله ، من يعيش في بلاد الكفار محتميا بهم ،ويكيل في قناته الفضائية الحقد والحسد لبلاد التوحيد ديدنه ليلاً ونهاراً السب والشتم واللعن لحكام هذه البلاد الطاهرة النقية ويصدر النشرات المزينة بآيات من القرآن الكريم يفسرها بهواه ، وبأحاديث صحيحة ينزلها على الواقع المعاصر بلا علم منه إلا اتباع الهوى ، ليضل الناس عن سبيل الله بغير علم ،ويظهر بطلان دعواهم أنهم يريدون إصلاح البلد وتحكيم الشريعة فكيف يريدون إصلاحه وهم لرجال أمنه يقتلون ولمراكز الأمن يفجرون ، فاحذروهم يا عباد الله قاتلهم الله انا يؤفكون ،قال الإمام الآجُرِي رحمه الله في كتابه الشريعة " فلا ينبغي لمن رأى اجتهاد خارجي ، قد خرج على إمام ، عدلا كان الإمام أو جائرا ، فخرج وجمع جماعة ، وسل سيفه ، واستحل قتال المسلمين ، فلا ينبغي له أن يغتر بقراءته للقرآن ولا بطول قيامه في الصلاة ، ولا بدوام صومه ، ولا بحسن ألفاظه في العلم ، إذا كان مذهبه مذهب الخوارج " أ .هـ ويقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه " لا يزال الناس صالحين متماسكين ما أتاهم العلم من أصحاب محمد ومن أكابرهم ، فإذا أتاهم من أصاغرهم هلكوا "
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: « الْبَرَكَةُ مَعَ أَكَابِرِكُمْ » صححه الألباني .
البركة مع الأكابر الذين رسخت أقدامهم في العلم وطالت مدتهم في تحصيله وأصبح لهم مكانة في الأمة بما آتاهم الله عز وجل من العلم والحكمة والرزانة والأناة والنظر في عواقب الأمور .
الا وصلوا ....
[/align]
http://im84.gulfup.com/wjr77r.gif
المشاهدات 7849 | التعليقات 4
أثابك الله
[align=justify]وجزاكم الله خيرا يا شيخ شبيب ويا شيخ ( ملك ) على هذا الثناء وبارك الله فيكما [/align]
اللهم استعملنا في طاعتك اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل وارزقنا اجتنابه
جزيت خيرا شيخ محمد
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق