خلق الغيرة إلى أين ..؟!
رشيد بن ابراهيم بوعافية
1434/05/05 - 2013/03/17 11:45AM
[font="]خطبة الجمعة : الغيرة إلى أين ؟!! . [/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="]الاستفتاح بخطبة الحاجة،ثم أما بعد :[/font][font="] [/font][font="][/font]
[font="] حديثُنا اليومَ- معشر المؤمنين - عن خُلقٍ هو من أعزِّ الأخلاقِ وأشرفِ الخصالِ في الإنسان،من وجدَ هذا الخُلُقَ في نفسِهِ فليحمَدِ اللهَ على التوفيقِ وسَلَامةِ الفِطرة، فنفسُهُ شريفةٌ زكيَّةٌ عُلوِيَّة ،ومن فقدَ هذا الخُلُقَ في نفسِهِ نزلَ بفقدِهِ عن درجةِ البهائمِ والعجماوات، وهو بذلكَ يستحقُّ البُكاءَ ويجوزُ في حقّهِ العزَاء . . ! إنَّهُ - أحبَّتِي في الله- " خُلُقُ الغَيرَة " .. [/font][font="][/font]
[font="] الغيرةُ خُلُقٌ فِطْريٌّ نبيل من أقوى الأخلاقِ ارتباطًا بالإيمان وحقيقته ، غيرَ أنَّ الأخلاقَ يقضي عليها الغُلُوُّ والإجحافُ ووضعُ الشيءِ في غيرِ موضعه . .![/font]
[font="] معشر المؤمنين : حقيقةُ الغيرةِ :" شِدَّةُ حِرصِ النفسِ على المحبُوب وَكَرَاهِيَةُ أن يُزاحمها غيرُها عليه "، وهذا التعريفُ يدلُّ على أنَّها من الأخلاق الفطريَّة المركوزَة في الفطرة ،فالإنسانُ -حتَّى تستقيمَ لهُ الحياة -جَبَلهُ اللهُ تعالى على حُبّ أشياءَ والاستئثارِ بها ، وكراهيةِ مزاحمةِ الغيرِ لهُ فيها ، مع الاعترافِ أنَّ الشرائعَ نزلت بعد ذلك لتهذيب هذا الخُلق وتوجيهه الوجهةَ الصَّحيحةَ النافعة ، والحيوان كذلك رُكّبت فيهِ غريزةُ حُبّ التملٌُّكِ والاستئثارِ بالمحبوب مع مُهاجمةِ كُلّ من يريدُ مُزاحمتهُ على محبُوبِهِ أو الاستئثارِ بهِ دُونه، واعتبر ذلكَ في الحيوان كيفَ يغارُ على أنثاهُ وعلى طعامه وعلى مَرعاه ،بل وعلى سيّدِهِ ومولاه . ./ فكونُ الشيءِ من المحبوبات الغالية عندَ الإنسان والحيوان يجعلهُ يغارُ عليهِ ويحرصُ عليهِ من المُزاحمةِ والمشارَكة . .[/font]
[font="] نعودُ بعد هذه المُقدّمة إلى حياةِ الإنسان ،وبالتَّدقيقِ إلى حياةِ الإنسانِ المُسلم فنقول : ما هيَ الأشياءُ التي إذا رأَيتَ المُسلمَ يحرصُ عليها حرصًا شديدًا علمتَ أنَّ فيهِ خُلُقَ الغيرَة وأنَّها لا تزالُ تنبُضُ فيه وتسري في عُروقه،وإذا رأيتَهُ لا يحرصُ عليها ولا يهمُّهُ من زاحَمَهُ عليها علمتَ أنَّ الغيرَةَ ماتت فيهِ،وأنَّهُ الشخصُ الذي يستحقُّ البُكاءَ ويجوزُ فيهِ العزاء ؟ [/font]
[font="] هيَ خمسةُ مقاصدَ عظيمة جاءَ بها الإسلامُ واعتبرَها قِوامَ الحياةِ الإنسانيَّةِ الكريمةِ السَّعيدةِ في الدنيا والآخرة : الغَيرَةُ على الدّين ،والغيرَةُ على النَّفس، والغيرَةُ على العِرض،والغيرةُ على العقل،والغيرةُ على المال .. هذه هي الأصول التي يدورُ عليها خُلُقُ الغيرة في حياة المسلم،وحظُّ كُلّ واحدٍ من الغيرة بِحسبِ حظّهِ من الغيرةِ على هذه الأصول : [/font]
[font="] معشر المؤمنين : إذا وجدتُمُ الرَّجُلَ يَعْتَبِرُ دِينَهُ ودينَ زوجتهِ وأولادهِ وبناتهِ وأمَّتِهِ غاليًا نفيسًا ويغارُ على الدّينِ من مُزاحمةِ المُفسِدِين فاعلموا أنَّهُ رجلٌ غيورٌ وأنَّ قلبهُ نابضٌ بالغيرة ..! [/font]
[font="] وإذا وجدتمُ الرَّجُلَ يعتبرُ رُوحَهُ وروحَ زوجته وأولاده وبناتِهِ وأرواحَ أُمَّتِهِ غاليةً نفيسةً، ووجدتُمُوهُ يغارُ عليها من الأعداء ويدفعُ عنها الاعتِدَاءَ ، فاعلمُوا أنَّهُ رجلٌ غيورٌ وأنَّ قلبهُ نابضٌ بالغيرة ..! [/font]
[font="] وإذا وجدتمُ الرَّجُلَ يعتبرُ عرضَهُ وعِرضَ زوجتهِ وأولادِهِ وبناتِهِ وعرضَ أُمَّتِهِ غاليًا نفيسًا ،ووجدتُمُوهُ يغارُ على عرضهِ من الأيدي و الألسُنِ والأبصار فاعلمُوا أنَّهُ رجلٌ غيورٌ وأنَّ قلبهُ نابضٌ بالغيرة ..! [/font]
[font="] وإذا وجدتمُ الرَّجُلَ يعتبرُ عقلهُ وعقلَ زوجتهِ وأولاده وبناته وعُقولَ أُمَّتِهِ يعتبرُ ذلكَ غاليًا نفيسًا،ووجدتموهُ يغارُ عليهِ من الشُّبُهاتِ المُضِلَّةِ والشهواتِ المُفسِدة فاعلموا أنَّهُ رجلٌ غيورٌ وأنَّ قلبهُ نابضٌ بالغيرة ..! [/font]
[font="] وإذا وجدتمُ الرَّجُلَ يعتبرُ مالهُ ومالَ أهلهِ ومالَ أمَّتِهِ غاليًا نفيسًا ووجدتمُوهُ يغارُ عليهِ من الأعداء والاعتداء ومن الإسرافِ والتبذير فاعلموا أنَّهُ رجلٌ غيورٌ وأنَّ قلبهُ نابضٌ بالغيرة ..! [/font]
[font="] تُرَى- معـشر المؤمنين- ما حظُّنا من الغيرةِ على هذه الأصول ؟ هـا قد عرفنا أنَّ المسلمَ مطالبٌ بالغيرةِ على دينه ونفسه وعرضه وعقله وماله،فما حظُّ النفوس والبيوت والمجتمعاتِ من هذه الغيرة ..؟! [/font][font="]نسأل الله السلامة والعافية ونسأله التوفيق إلى ما يحب ويرضى ،أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.[/font][font="][/font]
[font="] [/font][font="] أيها الإخوةُ في الله :[/font][font="] لا تكفي جُمُعةٌ واحدة لتفصيل كُلِّ مجالاتِ الغيرة وأسباب ضياعِها في النفوس والبيوت والمجتمعات،وحسبُنا الإشارةُ إلى نوعٍ واحدٍ منها نقيسُ عليهِ بقيَّةَ الأنواع : [/font]
[font="] "الغيرةُ على العِرضِ " من أشرفِ وأجلّ أنواعِ الغيرة ، وهي مُرتبطةٌ بالإيمان ارتباطًا وثيقًا،وإذا أُطْلقت الغيرةُ في باب الأعراض اتَّجهت مُباشرةً إلى الغيرةِ على النّساء،لأنَّ المرأةَ قال فيها النبيُّ صلى الله عليه وسلم :" [/font][font="]المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان[/font][font="]" [/font][font="](صحيح الجامع :6690)[/font][font="] ،[/font][font="]هذا سعدُ بنُ عُبادَةَ رضي الله عنه يقول-كما في المُتَّفقِ عليه- :" لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مُصَفَّح" فبلغ ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم : فقال :" أتعجبون من غيرة سعد ؟، والله لأنا أغير منه واللهُ أغيرُ مِنّي ".[/font][font="] [/font]
[font="] تُرَى - معشر المؤمنين- : ما حالُ هذا النوعِ في حياتنا ؟ لنكُن صُرَحاءَ وواضِحين : هل غيرتنا على أعراضنا في القديم يُشبِهُ غيرتنا على أعراضنا الآن ؟ ، هل لباسُ نسائنا وبناتِنا في القديم يُشبهُ لباسَهنَّ الآن ؟ هل خروجُ النّساءِ في السَّابق يُشبهُ خروجَهُنَّ الآن ؟ لنكُن صُرَحاءَ وواضِحين ، والحديثُ موجَّهٌ إلى الرّجل والمرأة على السَّواء : الرَّجُلُ الذي تخرُجُ ابنتُهُ أمام عينيهِ وتدخُلُ بلباسٍ مُفسِدٍ فتَّان، يجلبُ الأنظار، ويفتنُ الرّجال، ويُشيعُ الفاحشةَ في الذينَ آمنوا، هل هذا الرَّجُلُ في قلبه غيرةٌ على العرض ؟!! .[/font]
[font="] لنكُن صُرَحاءَ وواضِحين : نسمعُ مثلَ هذا الكلامِ في المساجدِ والمحاضرات ونفهمهُ حقيقةَ الفهم ، ثمَّ نخرُجُ من الجُمُعة ويبقى كلُّ شيءٍ على ما هوَ عليه! ، بنتُ فُلانٍ وبنتُ فُلانة هيَ هيَ لم تتبدَّل ولم تتغيَّر ؟ لماذا ؟ لأنَّ الغيرةَ ماتت في القلوب منذُ سنين ! ! . [/font]
[font="] [/font][font="]أتدرون لماذا وقعَ هذا الأمر ؟[/font][font="] : لأنَّ قيمةَ العرضِ في نفوسنا لم يُعد لها نفسُ الرَّصيد الذي كان في السَّابق ، المهمُّ في حياتِنا الخُبز : إنَّما الدنيا طعامٌ وشرابٌ ومنام * * فإذا فاتك هذا فعلى الدُّنيا السّلام ! [/font]
[font="] البنتُ أو الزوجة - معشر المؤمنين- تمشي مع الرَّجُل أو تخرُجُ أمام عينيه بلباسٍ ضيّقٍ يكادُ ينفجر يُجسّمُ كُلَّ شيءٍ ، تخرُجُ إلى الدّراسة أو العمل أو قضاء حاجَة وهو ينظُرُ ويبصِر ويعلمُ ما يعلمُهُ الرّجال ويفهمُ ما يفهمهُ الرّجال، ولكنَّهُ لا يتحرَّكُ ولا يُعلّق ؟!!! ، لأنَّ الغيرةَ ماتت في قلبه منذُ سنين !! . [/font]
[font="] [/font][font="]والسببُ في ذلك[/font][font="] : الأفلام والمسلسلاتُ والفيديو كليبات التي نفثت سُمومها شيئًا فشيئًا في العقول والأفكار والأخلاق، منذُ عقودٍ من الزَّمن وهي تعمل ، حتى صارَ الرَّجُلُ الذي كانَ يُلبِسُ زوجتهُ "المَلَاية "ويأمُرها بإظهارِ عينٍ واحدة ، صارَ يُلبسُ ابنتهُ السّروالَ ومشتقَّاتِه ، والبُودِي وأخواتِه ..! بل ويجلسُ معهنَّ يتفرَّجُ على مُسلسلٍ عاطِفيٍّ دُونَ حركةٍ أو تعليق..!! أرأيتُم- معشر المؤمنين- حقيقةَ ما نحنُ فيهِ الآن ؟ واقعٌ ماتت فيهِ الغيرةُ في القلوب ؟ فهل من سبيل إلى توبةٍ وهل من همَّةٍ إلى العودة ؟!! [/font]
[font="] [/font][font="]نكتفي بهذا القَدر ففيهِ الكفايةُ للأحياء . . ونسأل الله التوفيقَ إلى ما يحب ويرضى . . [/font][font="]اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان،واجعلنا من الراشدين .[/font][font="] [/font]
[font="] [/font][font="]الاستفتاح بخطبة الحاجة،ثم أما بعد :[/font][font="] [/font][font="][/font]
[font="] حديثُنا اليومَ- معشر المؤمنين - عن خُلقٍ هو من أعزِّ الأخلاقِ وأشرفِ الخصالِ في الإنسان،من وجدَ هذا الخُلُقَ في نفسِهِ فليحمَدِ اللهَ على التوفيقِ وسَلَامةِ الفِطرة، فنفسُهُ شريفةٌ زكيَّةٌ عُلوِيَّة ،ومن فقدَ هذا الخُلُقَ في نفسِهِ نزلَ بفقدِهِ عن درجةِ البهائمِ والعجماوات، وهو بذلكَ يستحقُّ البُكاءَ ويجوزُ في حقّهِ العزَاء . . ! إنَّهُ - أحبَّتِي في الله- " خُلُقُ الغَيرَة " .. [/font][font="][/font]
[font="] الغيرةُ خُلُقٌ فِطْريٌّ نبيل من أقوى الأخلاقِ ارتباطًا بالإيمان وحقيقته ، غيرَ أنَّ الأخلاقَ يقضي عليها الغُلُوُّ والإجحافُ ووضعُ الشيءِ في غيرِ موضعه . .![/font]
[font="] معشر المؤمنين : حقيقةُ الغيرةِ :" شِدَّةُ حِرصِ النفسِ على المحبُوب وَكَرَاهِيَةُ أن يُزاحمها غيرُها عليه "، وهذا التعريفُ يدلُّ على أنَّها من الأخلاق الفطريَّة المركوزَة في الفطرة ،فالإنسانُ -حتَّى تستقيمَ لهُ الحياة -جَبَلهُ اللهُ تعالى على حُبّ أشياءَ والاستئثارِ بها ، وكراهيةِ مزاحمةِ الغيرِ لهُ فيها ، مع الاعترافِ أنَّ الشرائعَ نزلت بعد ذلك لتهذيب هذا الخُلق وتوجيهه الوجهةَ الصَّحيحةَ النافعة ، والحيوان كذلك رُكّبت فيهِ غريزةُ حُبّ التملٌُّكِ والاستئثارِ بالمحبوب مع مُهاجمةِ كُلّ من يريدُ مُزاحمتهُ على محبُوبِهِ أو الاستئثارِ بهِ دُونه، واعتبر ذلكَ في الحيوان كيفَ يغارُ على أنثاهُ وعلى طعامه وعلى مَرعاه ،بل وعلى سيّدِهِ ومولاه . ./ فكونُ الشيءِ من المحبوبات الغالية عندَ الإنسان والحيوان يجعلهُ يغارُ عليهِ ويحرصُ عليهِ من المُزاحمةِ والمشارَكة . .[/font]
[font="] نعودُ بعد هذه المُقدّمة إلى حياةِ الإنسان ،وبالتَّدقيقِ إلى حياةِ الإنسانِ المُسلم فنقول : ما هيَ الأشياءُ التي إذا رأَيتَ المُسلمَ يحرصُ عليها حرصًا شديدًا علمتَ أنَّ فيهِ خُلُقَ الغيرَة وأنَّها لا تزالُ تنبُضُ فيه وتسري في عُروقه،وإذا رأيتَهُ لا يحرصُ عليها ولا يهمُّهُ من زاحَمَهُ عليها علمتَ أنَّ الغيرَةَ ماتت فيهِ،وأنَّهُ الشخصُ الذي يستحقُّ البُكاءَ ويجوزُ فيهِ العزاء ؟ [/font]
[font="] هيَ خمسةُ مقاصدَ عظيمة جاءَ بها الإسلامُ واعتبرَها قِوامَ الحياةِ الإنسانيَّةِ الكريمةِ السَّعيدةِ في الدنيا والآخرة : الغَيرَةُ على الدّين ،والغيرَةُ على النَّفس، والغيرَةُ على العِرض،والغيرةُ على العقل،والغيرةُ على المال .. هذه هي الأصول التي يدورُ عليها خُلُقُ الغيرة في حياة المسلم،وحظُّ كُلّ واحدٍ من الغيرة بِحسبِ حظّهِ من الغيرةِ على هذه الأصول : [/font]
[font="] معشر المؤمنين : إذا وجدتُمُ الرَّجُلَ يَعْتَبِرُ دِينَهُ ودينَ زوجتهِ وأولادهِ وبناتهِ وأمَّتِهِ غاليًا نفيسًا ويغارُ على الدّينِ من مُزاحمةِ المُفسِدِين فاعلموا أنَّهُ رجلٌ غيورٌ وأنَّ قلبهُ نابضٌ بالغيرة ..! [/font]
[font="] وإذا وجدتمُ الرَّجُلَ يعتبرُ رُوحَهُ وروحَ زوجته وأولاده وبناتِهِ وأرواحَ أُمَّتِهِ غاليةً نفيسةً، ووجدتُمُوهُ يغارُ عليها من الأعداء ويدفعُ عنها الاعتِدَاءَ ، فاعلمُوا أنَّهُ رجلٌ غيورٌ وأنَّ قلبهُ نابضٌ بالغيرة ..! [/font]
[font="] وإذا وجدتمُ الرَّجُلَ يعتبرُ عرضَهُ وعِرضَ زوجتهِ وأولادِهِ وبناتِهِ وعرضَ أُمَّتِهِ غاليًا نفيسًا ،ووجدتُمُوهُ يغارُ على عرضهِ من الأيدي و الألسُنِ والأبصار فاعلمُوا أنَّهُ رجلٌ غيورٌ وأنَّ قلبهُ نابضٌ بالغيرة ..! [/font]
[font="] وإذا وجدتمُ الرَّجُلَ يعتبرُ عقلهُ وعقلَ زوجتهِ وأولاده وبناته وعُقولَ أُمَّتِهِ يعتبرُ ذلكَ غاليًا نفيسًا،ووجدتموهُ يغارُ عليهِ من الشُّبُهاتِ المُضِلَّةِ والشهواتِ المُفسِدة فاعلموا أنَّهُ رجلٌ غيورٌ وأنَّ قلبهُ نابضٌ بالغيرة ..! [/font]
[font="] وإذا وجدتمُ الرَّجُلَ يعتبرُ مالهُ ومالَ أهلهِ ومالَ أمَّتِهِ غاليًا نفيسًا ووجدتمُوهُ يغارُ عليهِ من الأعداء والاعتداء ومن الإسرافِ والتبذير فاعلموا أنَّهُ رجلٌ غيورٌ وأنَّ قلبهُ نابضٌ بالغيرة ..! [/font]
[font="] تُرَى- معـشر المؤمنين- ما حظُّنا من الغيرةِ على هذه الأصول ؟ هـا قد عرفنا أنَّ المسلمَ مطالبٌ بالغيرةِ على دينه ونفسه وعرضه وعقله وماله،فما حظُّ النفوس والبيوت والمجتمعاتِ من هذه الغيرة ..؟! [/font][font="]نسأل الله السلامة والعافية ونسأله التوفيق إلى ما يحب ويرضى ،أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.[/font][font="][/font]
[font="]الخطبة الثانية:[/font]
[font="] "الغيرةُ على العِرضِ " من أشرفِ وأجلّ أنواعِ الغيرة ، وهي مُرتبطةٌ بالإيمان ارتباطًا وثيقًا،وإذا أُطْلقت الغيرةُ في باب الأعراض اتَّجهت مُباشرةً إلى الغيرةِ على النّساء،لأنَّ المرأةَ قال فيها النبيُّ صلى الله عليه وسلم :" [/font][font="]المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان[/font][font="]" [/font][font="](صحيح الجامع :6690)[/font][font="] ،[/font][font="]هذا سعدُ بنُ عُبادَةَ رضي الله عنه يقول-كما في المُتَّفقِ عليه- :" لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مُصَفَّح" فبلغ ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم : فقال :" أتعجبون من غيرة سعد ؟، والله لأنا أغير منه واللهُ أغيرُ مِنّي ".[/font][font="] [/font]
[font="] تُرَى - معشر المؤمنين- : ما حالُ هذا النوعِ في حياتنا ؟ لنكُن صُرَحاءَ وواضِحين : هل غيرتنا على أعراضنا في القديم يُشبِهُ غيرتنا على أعراضنا الآن ؟ ، هل لباسُ نسائنا وبناتِنا في القديم يُشبهُ لباسَهنَّ الآن ؟ هل خروجُ النّساءِ في السَّابق يُشبهُ خروجَهُنَّ الآن ؟ لنكُن صُرَحاءَ وواضِحين ، والحديثُ موجَّهٌ إلى الرّجل والمرأة على السَّواء : الرَّجُلُ الذي تخرُجُ ابنتُهُ أمام عينيهِ وتدخُلُ بلباسٍ مُفسِدٍ فتَّان، يجلبُ الأنظار، ويفتنُ الرّجال، ويُشيعُ الفاحشةَ في الذينَ آمنوا، هل هذا الرَّجُلُ في قلبه غيرةٌ على العرض ؟!! .[/font]
[font="] لنكُن صُرَحاءَ وواضِحين : نسمعُ مثلَ هذا الكلامِ في المساجدِ والمحاضرات ونفهمهُ حقيقةَ الفهم ، ثمَّ نخرُجُ من الجُمُعة ويبقى كلُّ شيءٍ على ما هوَ عليه! ، بنتُ فُلانٍ وبنتُ فُلانة هيَ هيَ لم تتبدَّل ولم تتغيَّر ؟ لماذا ؟ لأنَّ الغيرةَ ماتت في القلوب منذُ سنين ! ! . [/font]
[font="] [/font][font="]أتدرون لماذا وقعَ هذا الأمر ؟[/font][font="] : لأنَّ قيمةَ العرضِ في نفوسنا لم يُعد لها نفسُ الرَّصيد الذي كان في السَّابق ، المهمُّ في حياتِنا الخُبز : إنَّما الدنيا طعامٌ وشرابٌ ومنام * * فإذا فاتك هذا فعلى الدُّنيا السّلام ! [/font]
[font="] البنتُ أو الزوجة - معشر المؤمنين- تمشي مع الرَّجُل أو تخرُجُ أمام عينيه بلباسٍ ضيّقٍ يكادُ ينفجر يُجسّمُ كُلَّ شيءٍ ، تخرُجُ إلى الدّراسة أو العمل أو قضاء حاجَة وهو ينظُرُ ويبصِر ويعلمُ ما يعلمُهُ الرّجال ويفهمُ ما يفهمهُ الرّجال، ولكنَّهُ لا يتحرَّكُ ولا يُعلّق ؟!!! ، لأنَّ الغيرةَ ماتت في قلبه منذُ سنين !! . [/font]
[font="] [/font][font="]والسببُ في ذلك[/font][font="] : الأفلام والمسلسلاتُ والفيديو كليبات التي نفثت سُمومها شيئًا فشيئًا في العقول والأفكار والأخلاق، منذُ عقودٍ من الزَّمن وهي تعمل ، حتى صارَ الرَّجُلُ الذي كانَ يُلبِسُ زوجتهُ "المَلَاية "ويأمُرها بإظهارِ عينٍ واحدة ، صارَ يُلبسُ ابنتهُ السّروالَ ومشتقَّاتِه ، والبُودِي وأخواتِه ..! بل ويجلسُ معهنَّ يتفرَّجُ على مُسلسلٍ عاطِفيٍّ دُونَ حركةٍ أو تعليق..!! أرأيتُم- معشر المؤمنين- حقيقةَ ما نحنُ فيهِ الآن ؟ واقعٌ ماتت فيهِ الغيرةُ في القلوب ؟ فهل من سبيل إلى توبةٍ وهل من همَّةٍ إلى العودة ؟!! [/font]
[font="] [/font][font="]نكتفي بهذا القَدر ففيهِ الكفايةُ للأحياء . . ونسأل الله التوفيقَ إلى ما يحب ويرضى . . [/font][font="]اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان،واجعلنا من الراشدين .[/font][font="] [/font]
رشيد بن ابراهيم بوعافية
محبكم في الله
تعديل التعليق